مرض الســـل .. عاد للظهور مرة أخرى ! في السلطنة؟؟؟؟

[spider_nokia]

مسقط ــ الزمن:
أشارت آخر الإحصائيات الصادرة من وزارة الصحة أن عدد الأفراد المصابين بمرض السل في السلطنة إنخفض 322 حالة خلال العام الماضي بعد أن كانت في السابق تشكل نسبة المصابين به مستويات قياسية، وقد حذرت منظمة الصحة العالمية من زيادة الإصابة بمرض السل المقاوم للأدوية، وفي هذا الجانب أطلقت حملة للمكافحة تتكلف 15. 2 مليار دولار بغية الاستجابة لمقتضيات هذا المرض، وأكدت إمكانية وقاية مئات الآلاف من حالات السل المقاوم للأدوية وإنقاذ نحو 134 ألف نسمة من الهلاك.
وفي مجال الإهتمام بالقضاء على هذا المرض تشارك السلطنة ممثلة فى وزارة الصحة منظمة الصحة العالمية ودول العالم الاخرى احتفالها باليوم العالمي للسل الذي يصادف الرابع والعشرين من مارس من كل عام والذي جاء هذا العام تحت شعار "أنا ملتزم بدحر السل".
مرض السل يعتبر من الامراض التى شكلت في الماضي واحدا من أهم المشاكل الصحية التي واجهت وزارة الصحة اذ بلغ عدد الاصابات المسجلة عام 1981م 928 اصابة وانخفضت الى مستويات قياسية وذلك نتيجة للجهود المستمرة والمتواصلة على مدى اكثر من 26 عاما وهو العمر الزمني للبرنامج الوطني لمكافحة السل الذى خضع خلاله للعديد من مراحل التحديث والتطوير بهدف زيادة فعالية اكتشاف الحالات الجديدة وعلاجها وكذلك اكتشاف وتقديم العلاج الوقائي للحالات الكامنة للسل من جراء فحص المخالطين لمرضى السل.
تطبيق الاستراتيجيات الست التى أوصت بها منظمة الصحة العالمية للقضاء على مرض السل والعناصر التي تشملها كل استراتيجية ساهمت في تحقيق نتائج هامة تمثلت في معدلات شفاء عالية تصل الى اكثر من 90% بالاضافة الى اكتشاف حالات الدرن الايجابية للقشع البلغم وصلت الى اكثر من 91% مشيرا الى أن مرض السل يمثل حالة طوارىء عالمية خاصة بعد أن عاد هذا المرض بالظهور ليصبح مشكلة صحية رئيسية فى العالم.
جميع الوحدات الصحية فى مختلف المناطق تعمل على تفعيل هذا اليوم ليشمل الندوات والمحاضرات والمسيرات والمسرحيات الموجهة الى العديد من الفئات الاجتماعية للطلاب والجمعيات النسوية والمجتمع عامة كما أن لدور الاعلام المسموع والمرئي والمقروء دور كبير وفعال في نقل أحداث هذه الفعاليات وتسليط الضوء على الجوانب الرئيسية للحملة الاعلامية.
وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية، إلى أن هناك في جميع أنحاء العالم كل عام نحو نصف مليون حالة جديدة من حالات السل المقاوم للأدوية المتعددة - أي حوالي 5% من مجموع حالات السل الجديدة البالغ عددها تسعة ملايين حالة، وتم تسجيل أكبر معدل في باكو عاصمة أذربيجان، حيث تبين أن نحو ربع مجموع الحالات الجديدة المبلغ عنها هي حالات من السل المقاوم للأدوية المتعددة.
كما تبين أن نسبة ذلك الشكل المرضي بين حالات السل الجديدة بلغت 4. 19% في مولدوفا و16% في دونيتسك بأوكرانيا و15% في تومسك أوبلاست بالاتحاد الروسي و8ر14% في طشقند بأوزبكستان، وتتجاوز تلك المعدلات أعلى مستويات مقاومة عصيات السل للأدوية، التي نشرت في آخر تقرير صدر عن منظمة الصحة العالمية في عام 2004. كما تشير الدراسات المسحية التي أجريت في الصين إلى انتشار السل المقاوم للأدوية المتعدّدة على نطاق واسع.
وحددت الخطة العالمية للاستجابة لمقتضيات السل المقاوم للأدوية المتعددة والسل الشديد المقاومة للأدوية بنهاية عام 2008، التدابير التي يجب اتخاذها الآن من أجل توقي السل المقاوم للأدوية المتعددة، والسل الشديد المقاومة للأدوية وعلاجهما ومكافحتهما على نطاق واسع. كما تحدد الخطة الإجراءات التي ينبغي اتخاذها من أجل التمكن، بحلول عام 2015، من بلوغ المرمى المتمثل في إتاحة الأدوية ووسائل التشخيص لجميع المصابين بالسل المقاوم للأدوية المتعددة والسل الشديد المقاومة للأدوية، والإسهام بالتالي في إنقاذ زهاء 2. 1 مليون مريض.
وتركز الخطة على الحاجة الملحة إلى تعزيز الأنشطة الأساسية في مجال مكافحة السل وتوظيف الاستثمارات ذات الصلة في مجالات رئيسية منها تدعيم البرامج الرامية إلى علاج السل المقاوم للأدوية؛ وبناء القدرات في مختبرات التشخيص؛ وتوسيع أنشطة مكافحة العدوى وترصدها، وتمويل البحوث الرامية إلى استحداث تشخيصات وأدوية ولقاحات جديدة ومحسنة.
البرنامج الوطني لمكافحة السل عمل على حصر ورصد حالات السل في عموم السلطنة من خلال سجل مركزي وانتظام التبليغ في المناطق، وكانت لجهود هذا البرنامج على الصعيدين الوقائي والعلاجي ومن خلال نشاطات الرعاية الصحية الاولية دورا كبيرا في خفض معدلات الاصابة بالسل وكذلك خفض معدل الوفيات الناتجة عنه الامر الذي مكن البرنامج الوطني لمكافحة السل من الدخول للمرحلة الثالثة وهي تطبيق استراتيجية المعالجة القصيرة الامد في عموم السلطنة في بداية عام 1996 وقد توفرت لهذه الاستراتيجية عناصرها الرئيسية.
ويسهم اليوم العالمي للسل في إذكاء الوعي بوباء السل الذي يتخذ أبعادا عالمية وبالجهود التي تبذل بقصد التخلص من هذا المرض، الذي يصيب حاليا ثلث سكان العالم بحسب تقديرات منظمة الصحة العالمية الدولية، ويحتفل بهذا الحدث السنوي في 24 مارس لإحياء ذكرى اكتشاف الدكتور روبرت كوخ، في عام 1882العصية المتسببة في الإصابة بالسل، حيث كان ذلك الاكتشاف الخطوة الأولى نحو تشخيص المرض وعلاجه، وتسعى المنظمة العالمية إلى الحد من معدلات وقوع السل ووفياته بنسبة الضعف بحلول عام 2015.
الجدير بالذكر أن السل هو مرض مزمن ينتج عن العدوى بجراثيم السل وقد يصيب هذا المرض مختلف أجزاء الجسم وهو يصيب بصورة رئيسية الرئتين فهو يقتل 2 مليون إنسان كل سنة. إن الوباء العالمي يتنامى ويصبح أكثر خطورة. تعطل الخدمات الصحية، انتشار الإيدز وظهور أنواع من جرثومة السل مقاومة للعديد من الأدوية عبارة عن عوامل تساهم في ازدياد التأثير السيئ لهذا المرض.
في عام 1993، أخذت منظمة صحة العالمية خطوة لم يسبق لها مثيل وأعلنت أن الوباء العالمي الحديث للسل يمثل حالة طوارئ عالمية. وحاليا يقدر يقدر أن بين عام 2000 و2020 سيتم إصابة مليار شخص إصابة سل حديثة، وأن 200 مليون إنسان سيصبحون مرضى، و35 مليون سيموتون من السل - إذا لم يتم دعم جهود السيطرة عليه.
ويقدر أن كل ثانية يصاب شخص في العالم بإصابة سل حديثة، أو أن 1% تقريبا من سكان العالم يصابون إصابة حديثة بالسل كل سنة. ويقدر أيضا أن ثلث سكان العالم مصابين حاليا بجرثومة السل. وأن 5-10% من المصابين يصبحون مصابون بالسل النشط أو ناقلين للجرثومة في وقت ما خلال حياتهم.

االمصدر: الزمن