جندي امريكي ينتحر امام الناس

[زهره الباطنه]

أقدم جندى أميركى على وضع حد لحياته بالانتحار أمام الناس فى منطقة الأعظمية ببغداد خلال عمليات دهم للمنطقة، وهذه هى المرة الأولى التى ينتحر فيها جندى أميركي فى مكان عام مما يؤكد الإحباط الذى ترزح تحته القوات الأميركية فى العراق، فى الوقت الذى يتحدث فيه الرئيس جورج بوش عن تقدم. وأكد شهود عيان ان القوات الأميركية اغلقت الأربعاء منافذ منطقة الاعظمية ذات الغالبية السنية وبدأت بتفتيش المنازل بعد ان نشرت الياتها بكثاقة فى الشوارع الا انهم اضطروا الى ايقاف عملية التفتيش وترك المنطقة بعد ان قام احد جنودهم بقتل نفسه امام انظار الناس. وقال الشهود فى شارع سهام المتولى انهم فوجئوا بترجل احد الجنود من احدى العربات واخرج مسدسه ووضعه تحت فمه واطلق منه رصاصة قتلته على الفور. وأضاف شهود العيان أن الجنود الاميركيين اصيبوا بحالة من الذعر وبدأوا يصرخون ثم انسحبوا فورا من المنطقة بعد ان اخلوا جثة زميلهم. وستكون لهذه الحادثة تداعيات كبيرة على معنويات الجيش الأميركي والرأى العام داخل الولايات المتحدة، ويوجه صفعة إلى تيار الرئيس بوش الذى يصر على إتمام المهمة فى العراق حتى إحراز النصر. وفى هذه الأثناء، ذكرت الصحف الاميركية الخميس ان ادارة بوش ستشدد فى تقرير مهم على التقدم المرضى الذى يحرز فى العراق بشأن ثمانية اهداف من اصل 18 هدفا سياسيا وعسكريا حددها الكونغرس. وتقرير البيت الابيض الذى بات يرتدى اهمية سياسية اكبر بسبب المعارضة المتزايدة للحرب، اتى بعد مطالبة من الكونغرس بتقويم مرحلى لاستراتيجية بوش القائمة على نشر اعداد اضافية من القوات الاميركية فى العراق. ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين فى الادارة لم تسمهم ان التقرير الذى يتوقع ان ينشر هذا الاسبوع سيقول ان معظم التقدم احرز على الصعيد الامنى بما فى ذلك تراجع فى الضحايا المدنيين الذين يسقطون فى اعمال عنف طائفية وتفجير سيارات او شاحنات مفخخة، وقال مسؤول فى الادارة للصحيفة ان التقرير لن يستنتج ان الامر فشل ذريع". ويعتبر معارضو الحرب فى الكونغرس الاميركى بان اى تقدم لم يحرز فى العراق منذ ارسل بوش 30 الف جندى اضافى فى وقت سابق من السنة الحالية للجم العنف والمساعدة فى جهود المصالحة السياسية. وكتبت صحيفة واشنطن بوست ان التقرير يشير الى ان التقدم السياسى لم يكن كافيا"، واضافت "ان تقرير البيت الابيض يتحدث عن تطور ايجابى على صعيد ثمانية اهداف من اصل 18 هدفا وعن غياب التقدم على صعيد ثمانية اهداف اخرى وعن نتائج متفاوتة لهدفين اخيرين. وينص تشريع اقره اخيرا الكونغرس، انه فى حال فشل بوش فى تأكيد حصول تقدم على اى من الاهداف الـ 18 عليه ان يقترح تغييرات فى الاستراتيجية او ان يواجه تخفيضا محتملا فى تمويل الحرب. ويتوقع ان يستند بوش على هذا التقرير لدعم دعواته الى منح اسراتيجيته الحالية مزيدا من الوقت للنجاح على ما افاد مسؤولون لصحيفة واشنطن بوست. وقد اعد التقرير مجلس الان القومى وهو يتضمن مساهمات من وزارة الدفاع ووزارة الخارجية وقائد القوات الاميركية فى العراق الجنرال ديفيد بيترايوس والسفير الاميركى فى العراق ريان كروكر على ما اوضحت الصحيفة. واعطى مسؤولون فى الاستخبارات الاميركية تقويما اكثر تشاؤما للوضع فى العراق خلال جلسة استماع امام الكونغرس الاربعاء مشيرين الى ان الاستراتيجية الحالية لا يرجح ان تخفف من حمام الدم او ان تنهى المأزق السياسي. فى هذه الأثناء أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون عن قلقه من تفاقم ما أسماه حدة العنف فى العراق ومن الاتجاه الذى تسير إليه سياسة الولايات المتحدة هناك، واعتبر أن الوضع فى هذا البلد يمثل مشكلة للعالم بأسره. وأبلغ كى مون هيئة الإذاعة البريطانية، بى بى سي، الخميس بأن الأمم المتحدة تعد خططاً طارئة فى حال وقوع تغير مفاجئ فى توجهات السياسة الأميركية، مؤكداً أن اهتمامه الأساسى ينصب الآن على ضمان سلامة وأمن موظفيه فى العراق. وقال الأمين العام للأمم المتحدة، الذى كان التقى رئيس الوزراء البريطانى جوردون براون ووزير خارجيته ديفيد ميليباند فى لندن الأربعاء، "لست متأكداً تماماً أى نوع من الإستراتيجية تريد الولايات المتحدة فى العراق، ولكن أتمنى ومهما كانت هذه الإستراتيجية أن تجرى استشارات وثيقة بشأنها".
واعتبر أن الوضع فى العراق "يمثل مشكلة للعالم بأسره، وأن استمرار سقوط الضحايا المدنيين والعنف الطائفى يثير قلقاً بالغاً". ويشهد العراق فى الأشهر الأخيرة تصعيدا غير مسبوق فى العمليات المسلحة لاسيما تلك التى تستهدف القوات الأميركية والقوات التابعة لها ومنها ذات العلاقة بالحكومة التى يقودها نورى المالكي.