سبلة عمان

العودة   سبلة عمان » السبلة الدينية

ملاحظات \ آخر الأخبار

 
 
أدوات الموضوع البحث في الموضوع أنماط العرض
  #1  
قديم 09/03/2010, 08:56 AM
صورة عضوية فارس الكلمة
فارس الكلمة فارس الكلمة غير متصل حالياً
عضو مميز
 
تاريخ الانضمام: 23/05/2008
الإقامة: بلادي وإن جار الزمان علي عزيزة
الجنس: ذكر
المشاركات: 1,011
Talking عندما تظهر الخفافيش ـ الجزء الثاني ـ القسم الثاني

تكلمنا في المقال السابق.. عن بعض أوصاف هذه النحلة الخاسرة.. حيث إنهم.. {إِن يَرَوْاْ كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الرُّشْدِ لاَ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً}(الأعراف: 146) .. وفي هذا المقال نكمل حديثنا عن هيأتهم.. وبعض الأمور المتعلقة بهم.. فعندما انتهيت من ذكر أوصافهم.. قال لي : لقد أخبرتني عن أوصافهم.. ولم تخبرني عن هيئتهم.. لأتعرف عليهم أكثر؟!.. فقلت : أما عن هيئتهم فكالتالي : فأما عن شكلهم.. فـ{ إِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ}(المنافقون: 4).. لكن
ما حسن الجسوم لهم بزين ***** إذا كانت خلائقهم قباحا
فظواهرهم تحبب الناظرين.. وأقوالهم قد ترضي السامعين.. وإذا حضروا مجالس أهل العلم والذكر حضروا بأجسادهم فقط أما عقولهم وقلوبهم فهي في أودية أهوائهم وشهواتهم وأغراض دنياهم.. فكأنما في هذه المجالس خشب مسندة على الجدار حتى لا تسقط فهي لا تعي ولا تفقه شيئاً مما يدور حولها..وتحت مظهرهم نفسية خبيثة دنيئة.. لا يراها الذي على عينيه غشاوة من الوهم والخيال.. فلن تقوى نظراته الكليلة على اختراق القشرة الخادعة.. أو تسقط القناع الزائف.. لتغوص في الداخل.. لتسبر أعماق هؤلاء المتلونين.. أما الذين وهبهم الله بصيرة.. ونظرة ثاقبة.. فإن الطلاء الكاذب سيذوب.. والقناع الخادع المزيف سيسقط.. وستبدأ الحقائق تتكشف وتبين..
احذر محاسن أوجه فقدت محا ***** سن أنفس ولو أنَّها أقمار
سرج تلوح إذا نظرت فإنها ***** نور يضيء وإن مسست فنار

فسألني.. وماذا عن كلامهم؟!.. فقلت : { لَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْل} (محمد :30).. { وَإِن يَقُولُواْ تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ} (المنافقون:4) .. فقال متحيراً : لكن أحس أن كثيرا منهم فاهم في دينه.. حتى إنه لما تطرح قضية معينة.. يكثر من نقاشه وجداله!!.. فرددت عليه بقولي : إنهم في الحقيقة.. { يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ} (الروم :7).. و{ ذَلِكَ مَبْلَغُهُم مِّنَ الْعِلْمِ} (النجم: 30).. ورغم ذلك.. ستجد أحدهم { يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلاَ هُدًى وَلاَ كِتَابٍ مُّنِيرٍ} (الحج: 8 ، لقمان :20) .. ورغم جدالهم هذا.. وتبجحهم بقشور العلم الذي تعلموه.. إلا أنهم في تعاملاتهم.. { إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنفُسُ} (النجم: 23).. ولو تمعنت في كلامهم.. لوجدتهم { لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا} (النساء: 78).. { وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا} (النجم: 28).. واعلم أن
ملاءى السنابل تنحني بتواضع ***** والفارغات رؤسهن شوامخ
فاستغرب من قولي وقال : { لاَ إِلَـهَ إِلا اللَّه} (الصافات:35 ، محمد: 19).. { يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ} (الحج:3 ، الحج:8 ، لقمان:20) .. ما أظنه إلا إنه { يَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَّرِيدٍ} (الحج :3).. فقلت : { يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا} (النساء: 120).. { وَمَن يَكُن الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِيناً فَسَاءَ قِرِيناً} (النساء: 38).. ثم قال : ولكن العجب العجيب.. إن لهم حلاوة وطلاوة في اللسان.. تجذب كل من يستمع إليهم.. وتأسر لب كل من يجالسهم!!.. فقلت :
لا تجعل دليل المرء صورته ***** كم مخبر سمج عن منظر حسن
وتذكر يا أخي أن منهم.. { مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُو أَلَدُّ الْخِصَامِ} (البقرة: 204).. وأنهم.. { يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ} (الفتح : 11)..
يعطيك من طرف اللسان حلاوة ***** ويروغ منك كما يروغ الثعلب
ذلك لأنهم.. { لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} (الأعراف: 179).. { أُولَـئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} (النحل: 108).. فقال : صحيح والله ..
أن الأفاعي وإن لانت ملامسها ***** عند التقلب في أنيابها العطب
ثم قال : إذا كانت تلك هي صفتهم.. وتلك هي هيئتهم.. لِم لم تدعوهم إلى العودة إلى الإيمان.. والرجوع إلى الحق والصراط المستقيم؟!.. وإذا كنتم قد دعوتموهم.. { فَمَا لَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ} ؟!(الإنشقاق: 20).. فقلت : لقد { قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ} (البقرة: 13 ، البقرة: 91).. فقال : وماذا ردوا عليكم؟!.. فقلت :
لقد أسمعت لو ناديت حياً ***** ولكن لا حياة لمن تنادي
ولو ناراً نفخت بها أضاءت ***** ولكن أنت تنفخ في رماد

فقد ردوا علينا بأنهم { قَالُواْ آمَنَّا } (البقرة:14 ، البقرة: 76) لكنهم { إِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكْمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ} (البقرة: 14).. وتجدهم أحياناً { إِذَا خَلاَ بَعْضُهُمْ إِلَىَ بَعْضٍ قَالُواْ أَتُحَدِّثُونَهُم بِمَا فَتَحَ اللّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَآجُّوكُم بِهِ عِندَ رَبِّكُمْ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ} (البقرة: 76).. وكثيراً ما تسمعهم يقولون { سَمِعْنَا وَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ} (الأنفال: 21) .. وأما كلامنا.. وحديثنا.. وموعظتنا.. ونصحنا لهم.. فـ{ مَّا زَادَهُمْ إِلَّا نُفُورًا} (فاطر: 42).. وليس هذا فحسب.. بل قالوا عنا : { غَرَّ هَـؤُلاء دِينُهُمْ} (الأنفال: 49).. وفي نهاية المطاف.. { قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ} (البقرة: 13).. فهم يزعمون لأنفسهم الذكاء.. ورجاحة العقل.. وحسن التصرف في الأمور.. ومقدرتهم الفذة على التخلص من المآزق الحرجة التي يواجهونها.. ويرون المؤمنين الصادقين المخلصين في إيمانهم.. أناس سطحيين.. سفهاء.. بلهاء.. أجلاف.. ناقصي العقل.. قليلي التفكير.. فهم بذلك يتطاولون بغرورهم وتكبرهم على عامة الناس.. ليكسبوا لأنفسهم مقاماً زائفاً في أعين الناس..
كم أدَّعى الطهر ناس ثم كشفهم ***** مرَّ الزمان فكان القوم أرجاساً
فقال : قاتلهم الله.. { أَلا إِنَّهُمْ هُم السُّفَهَاءُ وَلَـكِن لاَّ يَعْلَمُونَ} (البقرة: 13).. { وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُواْ واتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِّنْ عِندِ اللَّه خَيْرٌ لَّوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ} (البقرة: 103).. صحيح والله.. { إِنَّ شَرَّ الدَّوَابَّ عِندَ اللّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ} (الأنفال: 22) .. وأتمنى أن { لاَ يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ} (يونس: 65 ، يس: 76).. { وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللّهِ وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلاَ تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ} (النحل: 127).. { وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا} (الأحزاب: 48)..
عسى الكرب الذي أمسيت فيه ***** يكون وراءه فرج قريب
فقلت : هذه هي الحقيقة المرة.. والواقع المؤلم.. { أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا}(الفرقان:44)..
واعلم يا أخي العزيز.. أنه لا يحزنني قولهم.. لأنه في اعتقادي.. { وَلَوْ عَلِمَ اللّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَّأسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعْرِضُونَ} (الأنفال: 23).. وكما تعلم أنه { وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} (آل عمران :85).. و{ كَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُواْ أَنَّهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ} (يونس: 33)..
لو كل كلب عواء ألقمته حجراً ***** لأصبح الصخر مثقال بدينار
ومن عاتب الجهال أتعب نفسه ***** ومن لام من لا يعرف اللوم أفسد

ولقد قلنا لهم صراحة.. { لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ} (البقرة: 11).. فقال : وماذا ردوا عليكم؟!.. فقلت :{ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ} (البقرة :11).. فتجدهم لا يقفون عند حد الكذب والخداع.. بل يضيفون إلى أنفسهم السفه والادعاء.. بادعائهم أنهم أناس مصلحون.. وذلك لأن ميزان الخير والشر.. والصلاح والفساد في نفوسهم يتأرجح مع الأهواء الذاتية.. ولا يثوبون إلى قاعدة ربانية..
فقال : { أَلاَ فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُواْ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ } (التوبة: 49).. وفي الحقيقة.. { إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـكِن لاَّ يَشْعُرُونَ} (البقرة: 12).. ولكن هذا كله بسبب.. تغير المفاهيم.. وتبدل الأفكار.. فتميعت المعتقدات.. ولكن في نظرك.. هل من الممكن أن يهتدوا إلى الحق والصراط المستقيم؟!!.. فقلت : { وَمَا أَنتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَن ضَلَالَتِهِمْ} (النمل:81 ، الروم: 53).. وكما تعلم.. { مَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ} (يوسف: 103)..
إذا كان الطباع طباع سوء ***** فليس بنافع أدب الأديب
فقال : عجبت من أمر هؤلاء الناس.. { أَفَلاَ يَتُوبُونَ إِلَى اللّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (المائدة: 74).. فقلت:
من لم يكن عنصره طيِّباً ***** لم يخرج الطَّيِّب من فيه
كلُّ امرئ يشبهه فعله ***** وينضح الكوز بما فيه

{ ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ} (محمد: 28).. فقال : لكن عندما تناقش أحدهم عن الأخطاء التي يرتكبها.. يرد علينا بقوله : إني مؤمن بالله.. وإني متأول في عملي هذا.. فما هو ردك على أمثال هؤلاء؟!.. فقلت : صحيح أنه { يِقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ} (البقرة:8 ، العنكبوت: 10).. لكنه في الحقيقة.. { إِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ} (العنكبوت: 10).. ورغم ذلك.. تجدهم { يَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِّنْهُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُوْلَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ} (النور: 47).. ومنهم { إِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكْمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ* اللّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ} (البقرة :14، 15).. فهم إذا رأوا المؤمنين أظهروا الإيمان والموالاة خوفاً ورهبة ومصانعة وإذا انفردوا ورجعوا إلى رؤسائهم وأخدانهم وكبرائهم أهل الضلال والفجور قالوا لهم نحن على دينكم وعلى ما مثل ما أنتم عليه من الاعتقاد وإنما نستهزئ بالقوم ونسخر منهم بإظهار الإيمان ونسوا أن الله مطلع عليهم ويعلم السر وأخفى وأنه سيجازيهم على استهزائهم بالإمهال في بداية أمرهم ثم بعد ذلك التنكيل بهم والعذاب الشديد في الآخرة..
إذا أنت لم ترحل بزاد من التقى ***** ووافيت بعد الموت من قد تزودا
ندمت على أن لا تكون شريكه ***** وأرصدت قبل الموت ما كان أرصدا

__________________
قتل امرئ في غابة
جريمة لا تغتفر
وقتل شعب آمن
مسألة فيها نظر!!
  #2  
قديم 09/03/2010, 08:59 AM
صورة عضوية فارس الكلمة
فارس الكلمة فارس الكلمة غير متصل حالياً
عضو مميز
 
تاريخ الانضمام: 23/05/2008
الإقامة: بلادي وإن جار الزمان علي عزيزة
الجنس: ذكر
المشاركات: 1,011
افتراضي

لأن كل هذه الأمور التي تحدث.. هي ابتلاء واختبار.. { لِيَمِيزَ اللّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَىَ بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعاً فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} (الأنفال: 37).. فقال :
عجبت حتى غمني السكوت ***** صرت كأني حائر مبهوت
يعني{ إِن تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لاَ يَتَّبِعُوكُمْ}!! (الأعراف: 193).. فقلت : { وَإِن تَعْجَبْ فَعَجَبٌ } (الرعد: 5) أمرهم.. { سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ} (البقرة: 6 ، يس: 10).. وقَوْلُهُمْ.. { إِنَّا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ} (إبراهيم: 9).. وليس هذا فقط.. بل إنهم { قَالُواْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَل لَّعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلاً مَّا يُؤْمِنُونَ} (البقرة: 88).. وهذا بسبب أنه { وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ} (العنكبوت: 38).. وسوف تلاحظ { وَتَرَى كَثِيراً مِّنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} (المائدة: 62).. فقال :{ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ} (المؤمنون:91 ، الصافات: 159)..
حتى متى؟ وإلى متى نتوانى؟ ***** وأظن هذا كله نسيانا
والموت يطلبنا حثيثاً مسرعاً ***** إن لم يزرنا بكرة عشّانا
إنا لنوعظ بكرة وعشية ***** وكأنما يعني بذاك سوانا
غلب اليقين على التشكك في الردى ***** حتى كأني قد أراه عيانا
يا من يصير غداً إلى دار البلى ***** ويفارق الإخوان والخلاَّنا
إن الأماكن في المعاد عزيزة ***** فاختر لنفسك إن علقت مكانا

ولكن رغم ذلك.. ألا تتوقع أن هؤلاء القوم سوف يهتدون أو يتوبون إلى الله؟!.. فقلت : { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَظَلَمُواْ لَمْ يَكُنِ اللّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقاً* إِلاَّ طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللّهِ يَسِيرًا} (النساء: 168، 169) و { كَيْفَ يَهْدِي اللّهُ قَوْمًا كَفَرُواْ بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُواْ أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} (آل عمران :86).. لأنه { طَبَعَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} (النحل: 108).. فقال : ولكن فئة قليلة منهم في نظري صادقة في توبتها.. فقلت : {فَإِن يَتُوبُواْ يَكُ خَيْراً لَّهُمْ وَإِن يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ عَذَاباً أَلِيماً فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ فِي الأَرْضِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ} (التوبة :74)..
إذا آمن الإنسان بالله فليكن ***** لبيباً ولا يخلط بإيمانه كفرا
فقال : هل تعني أن هناك أمل لمغفرة الله لهم.. وهذه تعتبر دعوة لهم إلى المسارعة في التوبة؟!.. فقلت :{ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ} (ق : 37).. فقال : وإن لم يستجيبوا لهذا كله؟!!.. فقلت : { من يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئاً} .. وفي النهاية.. فإنهم { مَّلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا} (الأحزاب: 61).. فقال : يا الله.. { فَلَوْ صَدَقُواْ اللَّهَ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ} (محمد: 21).. ولكن هل يستحقون في نظرك هذا العقاب الرادع؟!.. فقلت :{ وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ}(الروم: 6) .. لأنهم { مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ}(الأنعام: 91، الحج: 74، الزمر: 67) .. يـا صاح.. { وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ} (إبراهيم: 42).. واعلم.. { إِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ} (النمل: 74).. فقال : يا للهول!! يعني أن كل أعمالهم صارت هباءً منثوراً؟!.. فقلت : نعم.. و{ أُولَـئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ مِّن نَّاصِرِينَ} (آل عمران: 22).. ثم سألته.. أتدري يا أخي العزيز من هم الذين سيخسرون أعمالهم يوم القيامة؟!.. فقال : لا أدري من هم؟!.. فقلت : { الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً} (الكهف: 104)..
ثم سألني : وهل لهم من مخرج أو سبيل؟!.. فقلت : { إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ} (الحج: 40).. والله سبحانه وتعالى يقول : إني { لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحَاً ثُمَّ اهْتَدَى} (طه : 82).. وبعد توبتهم النصوح الصادقة.. { يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً*وَمَن تَابَ وَعَمِل صَالِحاً فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتاباً} (الفرقان: 70، 71).. ثم قال : إني أتساءل في شأن هؤلاء؟!..{ أَلا يَظُنُّ أُوْلَـئِكَ أَنَّهُمْ مَّبْعُوثُونَ*لِيَوْمٍ عَظِيمٍ*يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} (المطففين : 4 ـ 6).. فقلت :{ لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ}!! (الحجر: 72).. { فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ} (فاطر: 8).. فقال : أما تعتقد أنك قد أجحفت في حقهم.. وأنك قد ظلمتهم بعض الشيء؟!.. فقلت : { مَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَـكِن كَانُواْ هُمُ الظَّالِمِينَ} (الزخرف: 76)..
إلى الديان يوم الدين نمضي ***** وعند الله تجتمع الخصوم
ستعلم في الحساب إذا التقينا ***** غداً عند المليك من الظلوم
ستنقطع اللَّذاذة عن أناس ***** من الدنيا وتنقطع الهموم

{ يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (النور: 24).. { فَتَعْسًا لَّهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ} (محمد: 8)..
ثم قال : هل لك من دعوة توجهها لهم؟!.. فقلت : أقول لهم.. { تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِه شَيْئاً} (آل عمران: 64).. { فَكَفَى بِاللّهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ} (يونس: 29).. فقال : وإن رفضوا هذه الدعوة.. ماذا تقول لهم؟!.. فقلت : أقول لهم.. { تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِل فَنَجْعَل لَّعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ} (آل عمران: 61).. فقال :{ فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ } (القصص: 50).. فقلت:{ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} (القصص:50).. فقال : تصور إنهم رفضوا وتولوا عنكم بعد كل هذا؟!.. فقلت :{ فَإِن تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ} (المائدة: 49) .. و{ أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} (هود : 16).. وأقول : { حَسْبِيَ اللّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ} (التوبة: 129).. ثم قال : وما نصيحتك الأخيرة لهم؟!.. فقلت : { فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ} (التوبة:3).. وسوف يسألكم الله { بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ} (آل عمران: 79) .. { وَإِن تَنتَهُواْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَإِن تَعُودُواْ نَعُدْ وَلَن تُغْنِيَ عَنكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئًا وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ} (الأنفال: 19).. وأتساءل.. { هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلاَّ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَن يُصِيبَكُمُ اللّهُ بِعَذَابٍ مِّنْ عِندِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُواْ إِنَّا مَعَكُم مُّتَرَبِّصُونَ} (التوبة: 52).. فلقد
قضى الله أن البغي يصرع أهله ***** وأن على الباغي تدور الدوائر
ونصيحتي لكم.. إذا كانت بكم ذرة من عقل.. { لاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَـذَا حَلاَلٌ وَهَـذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ} (النحل: 116).. كذلك { أَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً} (الإسراء: 34)..
وإذا وعدت فعد بما تقوى على ***** إنجازه وإذا صنعت فتمم
وكل هذه الأمور.. لا تنفع أحداً غيركم.. فـ{ إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا} (الإسراء: 7).. وضعوا هذه القاعدة نصب أعينكم.. { وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاء وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ} (العنكبوت:22).. { إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} (الرعد:4 ، النحل:12 ، الروم:24)..
من لم يعظه الدهر لم ينفعه ما ***** راح به الواعظ يوماً أو غدا
ثم قال : وإذا تابوا ورجعوا عن ضلالهم.. فما موقفك اتجاههم.. فقلت : أقول لهم : { عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَف وَمَنْ عَادَ فَيَنْتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ} (المائدة: 95)..
إذا ما امرؤ عن ذنبه جاء تائباً ***** إليك ولم تغفر له فلك الذنب
ثم قال : وبماذا تنصحني في نهاية حوارنا هذا؟!.. فقلت : { فَلَا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ} (القلم: 8).. { وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} (يونس: 105).. { وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} (هود: 114).. واعلم أن
صلاح أمرك للأخلاق مرجعه ***** فقوم النفس بالأخلاق تستقم
__________________
قتل امرئ في غابة
جريمة لا تغتفر
وقتل شعب آمن
مسألة فيها نظر!!
  #3  
قديم 09/03/2010, 09:04 AM
صورة عضوية فارس الكلمة
فارس الكلمة فارس الكلمة غير متصل حالياً
عضو مميز
 
تاريخ الانضمام: 23/05/2008
الإقامة: بلادي وإن جار الزمان علي عزيزة
الجنس: ذكر
المشاركات: 1,011
افتراضي

وأحذرك من هذه الفئة.. فـ{ فقوم النفس بالأخلاق تستقم لاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ} (المائدة: 49).. وإذا تصادمت مع أحدهم.. { خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} (الأعراف: 199).. { وَأَصْلِحْ وَلاَ تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ} (الأعراف: 142).. واعلم.. أنه { إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُواْ بِهَا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ} (آل عمران:120).. { وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} (هود: 115).. { وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً} (الإسراء:36)..
وما المرء إلا حيث يجعل نفسه ***** ففي صالح الأخلاق نفسك فاجعل
و{ ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} (النحل: 125)..
{ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُن فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ}
(النمل: 70)..
واحذر مؤاخاة الدنيء لأنه ***** يعدي كما يعدي الصحيح الأجرب
يعطيك من طرف اللسان حلاوة ***** ويروغ منك كما يروغ الثعلب
يلقاك يحلف أنه واثق ***** وإذا توارى عنك فهو العقرب

وبعد الحوار شكرني ثم ودعني وانصرف..
اعلم أخي القارئ.. أن هذه الفئة.. مرض معضل.. ووباء خطير.. وهي من أخطر الأوبئة الاجتماعية على الإطلاق.. فمن شأنها.. إذا تمكنت من أمة من الأمم.. أن تزلزل قواعد مجدها.. وتقوض بناء عزها.. وتدمر أساس ألفتها.. وتسحق معالم وحدتها.. فهي مكروب فتاك.. يقضي بحياة الشعوب والمجتمعات.. ويدمر الفضائل والأخلاق.. فهؤلاء.. سلم في ظاهرهم.. وحرب في باطنهم.. حلو في لسانهم.. مُرُّ في نواياهم.. مشرقة وجوههم.. مظلمة طويتهم.. لهم مع هؤلاء بوجه.. ولهم مع هؤلاء بوجه آخر.. لا تعرف مسالكهم.. حتى تتقي شرهم.. وليس لهم خير يرتجى.. لأنهم أناس مبهمون.. وشخصيتهم معقدة غامضة.. لا يعرف نفعهم فيقترب منهم.. ولا يعرف ضرهم فيبتعد عنهم..
ولا خير في ود امرئ متلون ***** إذا الريح مالت مال حيث تميل
وليست هذه الفئة.. جديدة في هذا العصر.. بل هي موجودة منذ أن وجد الإنسان.. تعب في علاجها الرسل والأنبياء.. وشقي في مداواتها الحكماء والخطباء.. فهم كانوا من أكبر العقبات التي وقفت في طريق الدعوة إلى الله.. لأنهم كانوا إذا حدّثوا كذبوا.. وإذا وعدوا أخلفوا.. وإذا ائتمنوا خانوا.. وإذا خاصموا فجروا.. يقلبون الحقائق.. ويغيرون الواقع.. ويقبحون الحسن.. ويشوهون كل جميل.. كل ذلك.. سعياً وراء أغراضهم الدنيوية.. وأهدافهم الدنيئة.. فهم في حقيقة الأمر.. قد دخلوا في الإسلام.. ليدرؤوا عن أنفسهم خطر المجابهة.. ولكنهم خرجوا من الإسلام بالنوايا والبواطن الخبيثة..
لكل شيء إذا ضيعت من عوض ***** وليس في الله إن ضيعت من عوض
اعلم أخي القارئ.. إن شر الناس.. من يلقاك بوجه باسم ضاحك.. وقلبه أسود كالليل المظلم الحالك.. يجلس معك جلسة الصديق الحميم.. ولكنه يحمل لك الحقد والبغضاء.. ويتربص بك السوء والدوائر.. إن علم عنك حسنة أخفاها.. حتى لا يطلع عليها أحد.. وإن اطلع على سيئة نشرها في كل بقعة ومكان.. فهو ذو وجهين.. ويتكلم بلسانين.. يمزق الجماعات.. ويقطع الصلات.. ويغرس الأحقاد بين العباد..وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : << إن شر الناس ذو الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه>> (صحيح مسلم [2526] ج4 ص2011)..
وكم من صديق ودُّه بلسانه ***** خؤون بظهر الغيب لا يتذَّمم
يضاحكني عجباً إذا ما لقيته ***** ويصدقني منه إذا غبت أسهم
كذلك ذو الوجهين يرضيك شاهداً ***** وفي غيبه إن غاب صاب وعلقم

وفي كل عصر ومصر.. نجد الكثيرين الذين يدعون هذه الدعوة.. ولكنهم ينتحلون هذه النحلة.. فيقولون بأفواههم ما لا تخفي صدورهم.. فيستغلون الدين لأمراض في قلوبهم.. ويتظاهرون بالحماس له والدفاع عنه والله أعلم بما في نفوسهم.. ليت شعري أيعلمون أنهم بذلك يشككون الناس ومحدودي الثقافة الدينية في إخلاص كل داعية إلى الله.. أم أن الشيطان الذي اشترى ضمائرهم جعلهم لا يبالون بنتائج ما يفعلون.. ولأن الموازين مختلة في أيديهم.. ومتى اختل ميزان الإخلاص.. والتجرد في النفس.. اختلت سائر الموازين والقيم.. والذين لا يخلصون سريرتهم لله.. يتعذر عليهم أن يشعروا بفساد أعمالهم.. لأن ميزان الخير والشر.. والصلاح والفساد في نفوسهم.. مع الأهواء الذاتية.. ولا يثوب إلى قاعدة ربانية.. ترجعهم إلى رشدهم.. وتعيدهم إلى الطريق المستقيم.. وقد نهانا الله سبحانه وتعالى أن نتخذهم أصحاباً وخلاناً.. ونوادهم ونطلعهم على أسرارنا.. ونجعلهم أولياء من دون المؤمنين.. لأنهم لا يقصرون لنا في الفساد.. ويتمنون مشقتنا وما يوقعنا في الأذى والضرر الشديد.. وهم لا يكتفون ببغضنا بقلوبهم حتى يصرحوا بذلك بأفواههم.. وما يبطنونه لنا من البغضاء أكثر مما يظهرونه..
إن الحقود وإن تقادم عهده ***** فالحقد باق في الصدور مغيَّب
إن القلوب إذا تنافر ودُّها ***** شبه الزجاجة كسرها لا يشعب
واحذر عدوَّك إذا تراه باسماً ***** فالليث يبدو نابه إذ يغضب
يعطيك من طرف اللسان حلاوة ***** ويروغ منك كما يروغ الثعلب

لقد وضح الله لنا الآيات التي تبين لنا وجوب الإخلاص في الدين وموالاة المؤمنين ومعاداة الكافرين.. إن كان بنا ذرة من عقل.. وإذا كنا نعقل عن الله أمره ونهيه.. ويرتكب خطأ جسيم من يواليهم لأنه يحبهم وهم لا يحبونه ويريد لهم النفع وهم يريدون له الضرر.. ويضمرون له العداوة والبغضاء.. وهم من خبثهم ودهائهم يظهرون أمام المؤمنين الإيمان وأما إذا خلت مجالسهم من المؤمنين وتأكدوا خلوها من الإيمان.. عضوا أطراف الأصابع من شدة الحنق والغضب لما يرون من ائتلاف المؤمنين واتحادهم والتأسف لما يفوتهم من إذاية المؤمنين.. ومن فرط عداوتهم للمؤمنين أنه إذا أصابت المؤمنين شدة أو جدب أو هزيمة سرتهم وفرحوا بها وإن أصابت المؤمنين ما يسرهم من رخاء وخصب ونصرة وغنيمة ونحو ذلك ساءهم ذلك وقد أمرنا الله تعالى بالصبر على أذاهم وأن نتقيه في أقوالنا وأعمالنا فلا يضرنا مكرهم وكيدهم.. لأن الله عالم بما يدبرونه لنا من مكائد وسيصرف عنا شرهم ويعاقبهم على نواياهم الخبيثة قال تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ*هَاأَنتُمْ أُوْلاء تُحِبُّونَهُمْ وَلاَ يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ عَضُّواْ عَلَيْكُمُ الأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُواْ بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ * إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُواْ بِهَا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ} (آل عمران: 118 ـ 120)..
حتى متى؟ وإلى متى نتوانى؟ ***** وأظن هذا كله نسيانا
والموت يطلبنا حثيثاً مسرعاً ***** إن لم يزرنا بكرة عشّانا
إنا لنوعظ بكرة وعشية ***** وكأنما يعني بذاك سوانا
غلب اليقين على التشكك في الردى ***** حتى كأني قد أراه عيانا
يا من يصير غداً إلى دار البلى ***** ويفارق الإخوان والخلاَّنا
إن الأماكن في المعاد عزيزة ***** فاختر لنفسك إن علقت مكانا


((انتهى))

أنظر:
عندما تظهر الخفافيش ـ الجزء الثاني ـ القسم الأول
http://www.s-oman.net/avb/showthread.php?t=673646
__________________
قتل امرئ في غابة
جريمة لا تغتفر
وقتل شعب آمن
مسألة فيها نظر!!
 

أدوات الموضوع البحث في الموضوع
البحث في الموضوع:

بحث متقدم
أنماط العرض

قواعد المشاركة
ليس بإمكانك إضافة مواضيع جديدة
ليس بإمكانك إضافة ردود
ليس بإمكانك رفع مرفقات
ليس بإمكانك تحرير مشاركاتك

رموز لغة HTML لا تعمل

الانتقال إلى

مواضيع مشابهه
الموضوع كاتب الموضوع القسم الردود آخر مشاركة
عندما تظهر الخفافيش ـ الجزء الثاني ـ القسم الأول فارس الكلمة السبلة الدينية 2 13/02/2010 06:31 AM
عندما تظهر الخفافيش؟!!! ـ الجزء الأول فارس الكلمة السبلة الدينية 11 13/02/2010 06:24 AM
الجزء الثاني من بيت الجن يكفيني غرور السبلة العامة 106 09/01/2010 03:30 AM
قصة الشيبه مع البدويه... الجزء الاول + الجزء الثاني لورد سبلة ترويح القلوب 14 12/04/2008 02:39 PM
الجزء الثاني: شمس في سيح المغاصيب Omani Knight السبلة العامة 23 10/09/2007 08:04 AM



جميع الأوقات بتوقيت مسقط. الساعة الآن 05:33 PM.

سبلة عمان :: السنة ، اليوم
لا تمثل المواضيع المطروحة في سبلة عُمان رأيها، إنما تحمل وجهة نظر كاتبها