سبلة عمان

العودة   سبلة عمان » سبلة السياسة والاقتصاد

ملاحظات \ آخر الأخبار

 
 
أدوات الموضوع البحث في الموضوع أنماط العرض
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 23/08/2010, 11:09 PM
معاوية الرواحي معاوية الرواحي غير متصل حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 28/07/2009
الإقامة: الحيل/ بجانب الكاتب بالعدل ..
الجنس: ذكر
المشاركات: 768
افتراضي عُمان الجديدة ــ في حب عُمان القادمة ..

http://www.muawiyah.com/2010/08/blog-post_21.html

عُمان الجديدة !!!


الكلمة أعلاه، العنوان أعلاه، جديد للغاية مما يجعله ــ كغيره ــ عرضة للخضوع إلى تعريفات مختلفة من قبل البشر الذين يصرون على ليِّ أعناق كل مفهومٍ في الأرض ليتناسبَ عنوةً مع رؤاهم الخاصَّة عن العالم والوطن والبشر.

عُمان الجديدة ليست دعاية سياسية أو اجتماعية أو دينية، فالسياسيون يرونَ أنَّ عُمان كما هي عليه هي أجمل بلدان الأرض، هي جنة عدن على الأرض، والمكان الأجمل في العَالم، هي أحسن من مصر التي لا ينخرها الفساد، وأحسن من السعودية حيث لا توجد هيئة أمر بالمعروف أو نهي عن المنكر، وأحسن من الإمارات حيث عدد السكان يفوق عدد الوافدين، وأحسن من قطر لأنَّه أكبر حجماً، وأحسن من اليمن لأنَّ القبلية في عُمان أقل، وأحسن من الكويت لأن العُمانيين أثبتوا تلاحمهم وتعاضدهم في وجه الأعاصير، وأحسن من فلسطين لأنَّها وطنٌ غير محتل، وأحسن من الجزائر لأن أهلها عرب ولاد عرب، وأحسن من المغرب لأن بنات عُمان يلبسن العباءة، وأحسن من ليبيا لأنَّها تسير قدما في خطى الدولة العصرية البعيدة عن دعايات الستينات، وأحسن من كل دولة عربية. بالنسبة للسياسيين القلة في عُمان فكرة عُمان الجديدة تبدو كريهةً وبغيضة، لأنها مجهولة بالنسبة لهم فهم يلبسون النظارة الوردية عندما ينظرون إلى الدولة وإلى أنفسهم ويلبسون النظارة السوداء عندما ينظرون إلى المجتمع، فالمجتمع ــ وفق رؤيتهم ــ حتى هذه اللحظة ليس سوى مجموعة من البدائيين الذين لا يعرفون ما يريدون ويجب عليهم أن يقفوا ليل نهار مبتهلين للحكومة أنها جعلت منهم بشراً وكأن هذه منَّة من المنن التي يجب على كلِّ إنسانٍ أن يشكر الله عليها.
&&&
بالنسبة للدينيين. فكرة عُمان الجديدة ليست إلا شكلاً من أشكال [عُمان القديمة جدا] فهي ببساطة محاولة عودة دائمة إلى العصر الذي يعتقدون أنه العصر الذهبي. ومهما لبست محاولات الدينيين من ثياب العصرنة فإنَّ الفكرة تظهر بجلاء، الديني يعنيه كثيرا أن يكون الحجاب إجباريا، وأن تمنع الأغاني، وأن يتم التدخل في الحريات الشخصية في البلاد، وبالتالي إغلاق الحانات ومنع السياح من لبس ملابس البحر والاستمتاع بالسواحل العُمانية الكبيرة، وتخصيص ساعة يوميا للبيان للناس أن الله يسلط عليهم الأعاصير بسبب كفرهم وفسقهم وإسبال رجالهم وإخراج بناتِهم [سقحات] من بيوتهم، وهذا جوهرٌ لا يمكن إغفاله مهما كانَت الدعاية مغرية أو تحدثت باسم الله، الدينيون لديهم [عُمان الجديدة] التي هي عُمان قديمة للغاية، ومهما حاولت أن تقول لهم أن الناس لا يرون الالتزام بالدين كما ترون أنتم، فإنَّهم يرفضون، والمؤسف في المسألة أن العقول الجديدة من الدينيين ممن يحاولون فعلا إيجاد حوار بين المنهج الديني القديم والعالم الحديث يتعرضون لأشد أنواع القتال من الدينيين أنفسهم، ولعل الذي يحيق بالعقلانيين [كما يوصفون] من هجوم شرس يظهر لنا بجلاء ما يمكن لعُمان الجديدة أن تكونَه إن كانت الفكرة الشائعة المسيطرة هي فكرة هؤلاء.
&&&

أخيراً، ماذا تعني أن تكون هُناك عُمان جديدة اليوم؟ أعني بالنسبة للشباب العُمانيين المولودين من الثمانينيات فصاعداً. يمكنني أن أجزم أن هؤلاء من ناحية من نواحيهم أكثر تشوها بسبب الدعايات التي مررت إليهم عبر آبائهم الذين أيضا صدقوا الكثير عما يحدث وما سيحدث في عُمان، وكذلك من ناحية أخرى يمكنني أن أجزم أن هؤلاء هم أكثر صراحةً وصدقاً من التصرفات النفاقية التي تطبعُ على سلوكيات المئات من البشر، وأقصد هُنا طبقات البصل التي يحيط بها المرء العُماني نفسه ليكون صاحب عدة شخصيات، فهو في البيت شخصية، وفي العمل شخصية، وفي الأماكن العامَّة شخصية، والمكان الوحيد الذي يكون فيه نفسه هو المكان الذي يشتركُ فيه مع مجموعة من أقرانِه [الشباب]. هُناك فقط يمكنه أن يقول ما يشاء وأن يفعل ما يشاء وأن يلتقي الجَميع في ملعب الكرة [إباضية ــ سنة ــ شيعة ــ سمر ــ بيض ــ خدام ــ بياسر ــ أثرياء ــ فقراء] ويكون شغلهم الشاغل قضاياهم الرئيسية، قضايا [الشباب] الذين يتقدمون بسرعة خارقة ليكونوا الأكثرية الحقيقية في هذه البلاد، وبالنسبة لدولة معظم سكانها ولدوا بعد السبعينيات فإنَّ هذا الأثر الرقمي لا يمكن تجاوزه، ولكن بالطبع بالنسبة للفرق الساعية أو المنتظرة حقبة ما بعد قابوس فالأمر مختلف.

&&&

أعتقد أن أكثر ما يجب أن نفعله نحن الشباب من أجل هذه البلاد هو الوقوف بوجه مختلف أنواع الدعايات التي يريد مروجوها كسبنا إلى صفهم. لا يوجد فريق أقوى من الشباب والشابَّات في مجتمعٍ ما لتمرير أية رسالة، فالأجيال الجديد مسلحة بالتقنية الإنترنتية وبالهواتف النقَّالة والأهم بالوقتِ الذي يكفل لهم تمرير رسائلهم عبر البلوتوث وعبر اليوتيوب، وعبر المنتديات والمدونات. الشاب المذهبي أكثر خطورة من الشيخ المذهبي المعمم، والشاب القبلي أكثر خطورة من شيخ القبيلة المؤدلج، والشاب المتطرف فكرياً أكثر خطورةً من الذي يمده بأفكار التطرف، هؤلاء لديهم تلكَ الروح القادرة على البذل والعطاء بدون مُقابل، ففي ذلك السن من العشرين للثلاثين تبدو الأشياء مثل [المبادئ ــ القيم ــ المثل] خطوطا حمراء لا يمكن المساس بها حتى يدخل الواحد منهم القفص الأزلي ويبدأ حينَها بالتنازل عن بعض قيمِه من أجل استمرارية الحياة وضمان العيش الكريم لهؤلاء الذين جلبهم للعالم.

&&&

كنتُ في السابق قد آمنت أن عُمان الجديدة هي مفترق الطرق الذي سنعيشه بعدما يرحل عنا السلطان قابوس ــ أطال الله في عمره ــ ولكنني أجدني مضطرا لمراجعة هذه الفرضية. ما يبدو الآن من طبقات البصل للشخصية العُمانية، والتعدد الذي يعيشه الواحد منا، ما يبدو لهذا من سلبية فإنَّه في الوقت نفسه قد خلق حالة إيجابية مختلفة، حالة سمحت للشباب ولرؤاهم ولسلوكياتهم بالنمو بعيدا عن التأثيرات المباشرة، وفي دولة متصالحة جداً مع كل شيء مثل عُمان يمكنك أن ترى بجلاء أثر هذا التصالح في الشباب العُمانيين، أعني من الصعب أن تجد ــ غير القلة المؤثر عليها مباشرةً ــ من يضيع وقتَه في سجالات سياسية ومذهبية وقبلية، المسألة لا تتجاوز أحياناً إرضاء الأبوين والمجتمع والدولة، ولكن في حقيقة الأمر عندما يخلو بعضهم إلى بعض يمارس كل منهم شخصيته الحقيقية دون طبقاتٍ عديدة منها للحماية ومنها للكسب ومنها فقط لأن الآخرين يفعلون ذلك.

&&&

ما يحدثُ الآن أن الذي يقوله الشباب، والذي يفعلونَه، والذي يمررونه لبعضهم البعض قد بدأ بالخروج من دوائرهم المغلقة وبدأ بالتأثير على بعضِ المناطق الحيوية في عُمان، ولعل السخط الشعبي مما يحدث، أو الغضب الهادر تجاه بعض الأشياء قد بدأ يخرج من حيز المسكوت عنه، وصحيح قد يقول قائل أن الشباب في النهاية حزمة غير مسيطر عليها من الطاقة الصافية، ولكنهم في الوقت نفسه حزمة مؤثرة للغاية ينبغي التفكير عدة مرات قبل إغضابهم وإخراجهم من صبرهم، فأخوف ما تخافه الحكومات هم مئات الألوف من الشباب الذين ليس لديهم ما يخسرونه، وليس لديهم ما ينتظرون كسبَه، وليست لديهم الفرصة نفسها التي كان لآبائهم، آباؤهم الذين يعلمونهم ليل نهار ألا ينطقوا بشيء يمس الدولة لأنَّ الدولة [تعرف كل شيء]. كما يبدو فإنَّ الشباب العُمانيين الآن قد بدأوا بالخروج من دوائرهم المغلقة، وبالطبع فسوف يستدعي ذلك تغيير السياسية بعض الشيء، لأن تقريب شيوخ القبائل، وتقريب شيوخ المذاهب، وتقريب [الزعامات] الاجتماعية لم تعد تنطلي عليهم في دولة يغلب على معظمها الطابع شبه المدني، أعني ماذا سيريد شاب عُماني في العشرين من شيخ قبيلته، بل ماذا سيريد من أبيه حتى؟ على صعيد العَمل الاجتماعي؟؟ ببساطة سيقول لأبيه: لقد أخذت فرصتك، وبينت بيتا، وتزوجت، واشتغلت في الحكومة، ودرست على حسابها؟ ولكن ماذا عني أنا الذي تخرجت ضمن ستين ألف عُماني غيري وتبدو الفرص أمامي شبه مستحيلة. وللحكومة في ذلك وجهة نظر أن التعليم مبني على احتياجات سوق العَمل، ولكن عندما يتخرجُ مئات المعلمين دون وظيفة [مع أنني شخصيا لا أؤيد هذه السياسة وأقف تماما مع فكرة التعليم من أجل التعليم واختيار الأكفأ والأحسن لشغل الوظائف المهمة] سيخرج لك أحدهم ويقول ببجاحة [أوووه تعال صح التعليم من أجل التعليم تراه] .... والاعتراض يكمن هنا في التناقض بين الخطابين، فعندما كانت الدولة تصرف المال للتعليم، كانت توهمنا بأنها من أجل تلبية احتياجات سوق العَمل، ولكن عندما تكاثر الخريجون [خريجوا مؤسسات الدولة] وقبعوا في بيوتهم دون عَمل بسبب سوء التخطيط، خرج لنا البعض بدعاية متأخرة هي [التعليم من أجل التعليم] مع أنه كان من الحري من البداية العَمل على خلق فكرة الكفاءات والتعليم من أجل التعليم. جزء من التناقض الذي يغلب على الكثير من الأداء الحكومي العُماني. عدد هائل ممن درسوا خارج عمان على حساب آبائهم ــ أو على حساب الدولة أحياناً ــ وجدوا أفضل الوظائف على حساب آلاف ممن درسوا بناء على وعد الحكومة بأن التعليم بناء على احتياجات سوق العَمل، شخصيا أؤمن أن الفرص والتنافس على شغل الوظائف يجعل من الأكفأ قادرا على شغل شؤوننا العامَّة، ولكن إلقاء الوعود والتراجع عنها هو مكمن الاعتراض، الاعتراض الذي أعتقد أن الصوت الشبابي حتى هذه اللحظة لم يقم بإيصاله بوضوح حتى مع الاعتصامات المتكررة.

&&&

مثلما يتفاعل كل شيء بجنون وببطء في هذه البلاد، تخرج التفاعلات الشبابية بشكل مختلف تماما، فالمطوع الشاب غير المطوع القديم المشغول بالخلافات مع السعوديين والوهابية، والمذهبي الشاب غير المذهبي القديم المشغول بفرض سيطرة مذهبه على الأقليات الدينية الأخرى أو الأكثريات منها، والقبلي الشاب غير القبلي القديم المشغول بالتقرب للسلطة والأخذ من مالها وقوتها. الشباب الآن مع وجود انتماء أيديولوجي بنسبة منهم، يقبلون الآخر وينصتون له، ويعرفون جيدا أنَّه مهما بلغَ من قدرات إنسان فلن يكون نبيا أو إلها أو صواباً في كلِّ شيء يفترضونه.

ربما ــ وهي أمنية ــ أن يكون هذا الصوت الشبابي أكثر قدرةً من غيره على سبر أغوار بعض العيوب في المجتمع، وفي الحكومة وربما حتى في الأيدلوجيات والثقافات الاجتماعية الموجودة، هؤلاء هم الذين سيعترضون وهم الذين سيربون أبناءهم بطريقة مختلفة وسيعلمونهم قيما مثل [الانتماء ــ الولاء ــ حب الوطن] بشكل مختلف عمَّا كان يمرر ويسقى مع حليب الأم في الأجيال السابقة. أعتقد أن هؤلاء فعلا هم الذين سيكونون [عُمان الجديدة] بشكلها الأجمل ذات يوم، وإن لم تسنح الظروف الآن فالزمان قابل دائما لاحتضان المشاريع الجديدة، وجعلها ــ مع الوقت ــ أكثر قابلية للتحقق.


ودمتم في حب عُمان..
__________________
www.muawiyah.com



وهو عاملٌ مهمٌ كلَّ الأهميةِ في ازدهارِ أي بلدٍ ونموِّه، وهذا العاملُ هو شعورُ كلِّ مُوَاطِنٍ بالمسؤوليةِ، فالوَطَنيةُ السلبيةُ لا تكفي وحبُّ الوَطَن والإخلاص له يجب أن يتخذ شكل العمل الدائب المستمر الذي يتوجب عَلَى كل رجل وكل امرأة القيام به ..


قابوس بن سعيد

آخر تحرير بواسطة معاوية الرواحي : 23/08/2010 الساعة 11:30 PM
 

أدوات الموضوع البحث في الموضوع
البحث في الموضوع:

بحث متقدم
أنماط العرض

قواعد المشاركة
ليس بإمكانك إضافة مواضيع جديدة
ليس بإمكانك إضافة ردود
ليس بإمكانك رفع مرفقات
ليس بإمكانك تحرير مشاركاتك

رموز لغة HTML لا تعمل

الانتقال إلى

مواضيع مشابهه
الموضوع كاتب الموضوع القسم الردود آخر مشاركة
وزارة التربية تستبدل مسمى خليج عُمان ببحر عُمان في قرار صدر الفارط سبلة التعليم والأنشطة التربوية 15 05/10/2009 11:44 PM
وزارة التربية تستبدل مسمى خليج عُمان ببحر عُمان في قرار صدر الفارط سبلة السياسة والاقتصاد 75 03/10/2009 12:32 AM
هنا عُمان ~~ ( معنى اسم عُمان ، واسماء حكامها ) ~~ ( فلنساهم بذكر المنجزات) ّ~~ سليل المجد ~~ّ سبلة ترويح القلوب 236 19/07/2009 05:36 PM
خـليجي 19 وقراءة لبعض الأحداث القادمة معاً من أجل عُمان ManUtd السبلة الرياضية 2 24/12/2008 02:56 PM
إعلانات وظائف (شركة بريد عُمان . الطيران العُماني . عُمان بولي بروبيلين) 15/11 ABOAZZAN فرص العمل المتاحة بالقطاع الخاص 9 17/11/2008 10:12 AM



جميع الأوقات بتوقيت مسقط. الساعة الآن 02:18 PM.

سبلة عمان :: السنة ، اليوم
لا تمثل المواضيع المطروحة في سبلة عُمان رأيها، إنما تحمل وجهة نظر كاتبها