سبلة عمان
سبلة عُمان أرشيف سبلة العرب وصلات البحث

العودة   سبلة عمان » السبلة الدينية

ملاحظات \ آخر الأخبار

 
 
أدوات الموضوع البحث في الموضوع أنماط العرض
  #61  
قديم 02/09/2009, 10:02 AM
صورة عضوية أبو محمد
أبو محمد أبو محمد غير متصل حالياً
عضو مميز
 
تاريخ الانضمام: 03/12/2006
الإقامة: السويق البهيه .. درة الباطنة الأبية
الجنس: ذكر
المشاركات: 1,094
افتراضي

بارك الله فيك أخي الكريم وأحسن اليك .
__________________
اللهم اني استودعك قلبي فلا تجعل فيه احدآ غيرك..
واستودعك لا اله الا الله فلقني اياها عند الموت..
واستودعك نفسي فلا تجعلني اخطو خطوه الا في مرضاتك..
واستودعك اهلي وكل شي رزقتني واعطيتني فاحفظه لي من شر خلقك اجمعين..
واغفر لي ولوالدي ولمن قرأ رسالتي ووالديه يامن لاتضيع عنده الودائع..
..اللهم لا اسألك الا رضاأأأك..

أبــو مــحــمــد
  #62  
قديم 02/09/2009, 01:14 PM
صورة عضوية سموالأميرة
سموالأميرة سموالأميرة غير متصل حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 11/01/2009
الإقامة: عمــــــ الحبـيـــــبـة ــــــــان
الجنس: أنثى
المشاركات: 785
افتراضي

__________________
¨][¨
سبحـــــــان اللــــــه والحمـــد للــــه ولا إلــــه إلا اللــــه واللـــه أكبـــر
¨][¨
  #63  
قديم 05/09/2009, 10:44 PM
صورة عضوية فارس الكلمة
فارس الكلمة فارس الكلمة غير متصل حالياً
عضو مميز
 
تاريخ الانضمام: 23/05/2008
الإقامة: بلادي وإن جار الزمان علي عزيزة
الجنس: ذكر
المشاركات: 1,011
افتراضي

اقتباس:
أرسل أصلا بواسطة صقر ود شاهين مشاهدة المشاركات
جزيتم خيراً أخي
مشكور أخي الكريم على المرور
__________________
قتل امرئ في غابة
جريمة لا تغتفر
وقتل شعب آمن
مسألة فيها نظر!!
  #64  
قديم 05/09/2009, 10:45 PM
صورة عضوية فارس الكلمة
فارس الكلمة فارس الكلمة غير متصل حالياً
عضو مميز
 
تاريخ الانضمام: 23/05/2008
الإقامة: بلادي وإن جار الزمان علي عزيزة
الجنس: ذكر
المشاركات: 1,011
افتراضي

اقتباس:
أرسل أصلا بواسطة أبو محمد مشاهدة المشاركات
بارك الله فيك أخي الكريم وأحسن اليك .
وفيك أخي الكريم وجزيت كل خير
__________________
قتل امرئ في غابة
جريمة لا تغتفر
وقتل شعب آمن
مسألة فيها نظر!!
  #65  
قديم 05/09/2009, 10:46 PM
صورة عضوية فارس الكلمة
فارس الكلمة فارس الكلمة غير متصل حالياً
عضو مميز
 
تاريخ الانضمام: 23/05/2008
الإقامة: بلادي وإن جار الزمان علي عزيزة
الجنس: ذكر
المشاركات: 1,011
افتراضي

اقتباس:
أرسل أصلا بواسطة سموالأميرة مشاهدة المشاركات
مشكورة أختي الكريمة على المرور
__________________
قتل امرئ في غابة
جريمة لا تغتفر
وقتل شعب آمن
مسألة فيها نظر!!
  #66  
قديم 06/09/2009, 10:21 PM
صورة عضوية فارس الكلمة
فارس الكلمة فارس الكلمة غير متصل حالياً
عضو مميز
 
تاريخ الانضمام: 23/05/2008
الإقامة: بلادي وإن جار الزمان علي عزيزة
الجنس: ذكر
المشاركات: 1,011
افتراضي ليلة القدر.. من كتاب "المرأة تسأل والمفتي يجيب"

ليلة القدر:

السؤال :
سماحة الشيخ : هل يمكن أن تبينوا لنا فضل ليلة القدر ، ومتى يمكن للمسلم أن يتحراها؟


الجواب:
إنّ الله سبحانه وتعالى يرفع درجات من يشاء، ويفضل ما يشاء على ما يشاء، فهو يفضل الناس بعضهم على بعض، ويفضل الرسل الذين هم صفوة الناس وخاصتهم بعضهم على بعض كما نص على ذلك القرآن الكريم مع أنهم جميعاً مصطفون أخيار بلغوا من درجة الكمال البشري ما لم يبلغه غيرهم، وكذلك فضل الله سبحانه وتعالى بعض الأمكنة على بعض كما هو واضح في تفضيله حرمه الآمن، وتفضيله المكان الذي بارك حوله وهو المسجد الأقصى وما حوله، وهذا مما دل عليه القرآن الكريم ، كذلك فضل الله بعض الأزمنة على بعض ، وقد يكون المفضل على غيره منه ما هو أفضل من غيره ، فشهر رمضان كله شهر فضيل لأجل ما جعله الله سبحانه وتعالى فيه من البركة والخير، كما ينبئ بذلك قوله سبحانه : { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنْ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمْ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمْ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمْ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} (البقرة : 185) ، ولكن ليلة القدر هي مفضلة على سائر ليالي الشهر ولذلك بلغت من كمال الفضل ـ وهي كمال المخلوقات ـ ما لم تبلغه ليلة أخرى ولا زمان آخر ، وناهيكم أن الله سبحانه وتعالى سماها ليلة القدر وسماها ليلة مباركة ، فقد قال تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ * فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ * أَمْراً مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ} (الدخان:3-5) ، وتسميتُها بِليلةِ القدْر يوحي بمكانتها وعظمتها ، فإن القدر هو الشأن ، في شأنها عظيم وسأوها جليل لا يعلم مداه إلا الله سبحانه وتعالى . وقد أنزل الله سبحانه وتعالى سورة باسرها تدل على فضلها وميزتها وشرف وعلو شأنها ن يقول سبحانه : { إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ} (سورة القدر: 1 ـ 5) ، فقد جعلها الله سبحانه وتعالى خيراً من ألف شهر من الشهور التي ليست فيها ليلة القدر ، فمن يعمل الصالحات في هذه الليلة ويجتهد بالتقرب إلى الله سبحانه وتعالى يكون قد أحرز من الفضل مثل ما يحرزه لو عمل ذلك في كل ليلة من ليالي ألف شهر ، وهذا فضل عظيم لا يزهد فيه من عنده مثقال ذرة من عقل، وهذه الليلة أخفاها الله تعالى في تضاعيف هذا الشهر الكريم كما أخفى الله سبحانه وتعالى ساعة الإجابة من يوم الجمعة ، وذلك من أجل أن يجتهد الإنسان في الدعاء في جميع ساعات يوم الجمعة ، وكذلك أخفى الله سبحانه وتعالى كثيراً من الأشياء عن عباده لآجل أن يجتهدوا ، ومن ذلك أن الإنسان لا يدري متى يموت ، لأجل أن يكون في كل لحظة من لحظات العمر متهيئاً للقاء الله موطناً نفسه للانتقال من هذه الدار الفانية إلى الدار الآخرة الباقية ، وكذلك قيام الساعة أمر لا يعلمه إلا الله ، فكذلك ليلة القدر هي إحدى ليالي الشهر الكريم، أخفيت حتى لا يتكل الناس عندما يعرفونها فيعملوا الخير فيها وحدها ويدعوا عمل الخير في سائر الشهر، بل هم مطالبون بأن يتسابقوا إلى الخير في هذا الشهر الكريم ، وأن يضاعفوا جهودهم فيه أكثر مما كانوا يفعلون في غيره . فالنبي صلى الله عليه وسلم أُريها، ولكن خرج ليخبر بها أصحابه فتلاحى رجلان فرفعت ـ أي رفع علمها عنه صلى الله عليه وسلم ـ فلذلك قال على أثر ذلك : <<فالتمسوها في العشر الأواخر والتمسوها في كل وتر>>. فهي تلتمس في العشر الأواخر لا سيما الليالي الأوتار ، وهي ليلة الحادي والعشرين وليلة الثالث والعشرين وليلة الخامس والعشرين وليلة السابع والعشرين وليلة التاسع والعشرين ، وقد شاع عند عوام الناس وجهلتهم أن في هذه الليلة أشياء تبدو للناس فيترآءونها بحيث تنقلب الأحوال رأساً على عقب، وقد تصور بعض العوام والجهلة أن الأشجار تتحول في هذه الليلة المباركة عن طبيعتها ويرى الناس ذلكن كذلك تصوروا أن كثيراً من الأشياء تنقلب عن سننها المعهودة ، وتصوروا أن هذه الليلة عندما يكاشف الإنسان بها فإنن كل ما يريده أو يخطر على باله يتحقق له وهذا ليس صحيحاً وإنما فضل هذه الليلة لما ذكره الله سبحانه وتعالى مما أودعه فيها من البركة حتى كان قيامها بمثابة قيام ألف شهر من سائر الليالي، فلو كانت هناك علامات ظاهرة كما يقولون لما خفيت تلكم العلامات عمن يقومون ليالي الشهر الكريم جميعاً، فهذه إشاعات لا أساس لها من الصحة ، ولربما ظهر لبعض الناس بعض الأشياء كظهور الأنوار بسبب كثرة الملائكة الذين ينزلون فيها ، وهذا أمر لا يكاشف به كل أحد، وإنما على الإنسان أن يحرص على اكتساب خيرها بغض النظر عن ظهور هذه الظواهر وعدمه، وذلك بأن يحييها بالتهجد وذكر الله واستغفاره والتبتل إليه سبحانه وتكرار الدعاء الذي علمه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أم المؤمنين عائشة ـ رضي الله عنها ـ عندما سألته ماذا تصنع عندما ترى هذه الليلة فأمرها رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تقول: << اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني>> . والتبي صلى الله عليه وسلم من أجل أن هذه الليلة هي إحدى ليالي العشر الأواخر من الشهر المبارك ، كان يحرص على مضاعفة جهده في التهجد في العشر الأواخر ، فكان يعتكف فيها وكان إذا دخلت شد مئزره وأيقظ أهله وأحيى ليله، ومعنى شد مئزره أنه كان يشمر عن ساعد الجد في العمل، لأن شد المئزر يكون عندما يُقبل الإنسان على عمل شاق، ومنهم من حمل شده مئزره على اجتنابه النساء فهو لا يواقع نساءه بسبب إخلاده إلى الاعتكاف ، ومعنى إيقاظه أهله أنه كان يدعوهم إلى التهجد فيأمرهم ألا يناموا إلا بقدر ما يضطرون إلى النوم لأجل أن يشاركوا في الخير ولينالوا من ربحه العظيم ، ومعنى كونه صلى الله عليه وسلم يحيي ليله أنه يقضي ليله تهجداً بحيث يطوي فراشه في الليالي العشر حرصاً على اكتساب هذا الخير العظيم ، فهكذا ينبغي للناس.
هذا وقد اختلف العلماء في ليلة القدر على نحو أربعة وأربعين قولاً، وهذه الأقوال كثير منها لا دليل عليه، فمنهم من قال بأنها ليست من ليالي رمضان رأساً وإنما هي ليلة في سائر ليالي العام، وهذا قول بعيد عن الصواب، لأن الله تعالى قال: { إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} (القدر: 1) مع قوله: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ}(البقرة: من الآية185) إلا أن الذين ذهبوا إلى هذا الرأي قالوا إن معنى نزول القرآن الكريم في هذا الشهر الكريم نزول بيان فضله وميزته ومكانته إلا أن هذا القول بعيد عن التحقيق، ومنهم من قال الثانية ومنهم من قال الثالثة وهكذا، ومنهم من قال في الوسط ومنهم من قال ليلة السابع عشر، ومنهم من قال ليلة السادس عشر، وهذه الأقوال لا تتفق مع ما دل عليه الحديث الصحيح إذ أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأنها إحدى الليالي العشر الأواخر والله تعالى أعلم.


السؤال :
إذا أخذنا بلفظة الحديث: << فالتمسوها >>، هل يدلّ هذا أنّ لِليلة القَدْر علامات معيّنة يستطيع أن يَتعرّف عليها الإنسان؟


الجواب:
هذه القضية فيها كلام لأهل العلم ، فأهل التحقيق مِن المفسِّرين يقولون بأنّ هذه الليلة لو كانت لها مميِّزات مادية معروفة لكانت معروفة للناس الذين يَسهرون ليالي رمضان ولا ينامون بحيث يمكنهم أن يُشاهِدوا ما قيل بِأنه يَتجلّى فيها وما يَحدُث فيها مِن الأمور الخارِقة للعادات ، وهذا أمر غير معهود، ولو كان ذلك لاشتهر ذلك اشتهاراً عظيماً ولَتبيّن للخاص والعام بحيث تتناقله الألسن جيلاً بعد جيل مع تظافر الدلائل التي تدلّ عليه، ولكن أنّى ذلك وهذا لم يَحصل ، ومن الباب قول عوام الناس بأنه تَحدُث أمور خارقة للعادات وتنقلب فيها الأمور رأسا على عَقِب ويُشاهِد الإنسان فيها الكثير من المشاهد العجيبة وكل ذكر غير صحيح ، ومِن العلماء مَن يَستنِد إلى رواية رُويت عن النبي صلى الله عليه وسلّم أنّ ميزة هذه الليلة بأنها ليلة غيرُ ذاتِ قَرٍّ ولا ذاتِ حَرٍّ .. أي إن إذا كانت في الليالي الشاتِيَة فهي ليست شديدة البرودة وإنما بَرْدُها معتدِل، وإن كانت في الليالي الصائِفَة فهي غير شديدة الحرارة وإنما يكون جوها معتدِلاً، كما جاء في الحديث أنّ شمسَ غُدْوَتِها تَطْلُع وهي ذاتَ شُعاع، والحديث السابق قال العلماء: إن إسناده لا يَصح ، ومن المعلوم أن هذه الأمور تعود إلى الاعتقاد فلذلك لا يجزم فيها إلا بالدليل القطعي، لأن الجزم لا يكون بالظني فضلاً عن كون الدليل الظني ضعيفاً، ولكن هذا لا يمنع أن يكرم الله سبحانه وتعالى بعض عباده بأن يرفع عنهم الحجاب فيروا بأبصارهم أنواراً أو يشاهدوا ببصيرتهم مشاهدات تدل أو ترجح أن هذه الليلة هي ليلة القدر ، ولكن هذا إن وقع يقع للآحاد من الناس ولا يقع لكل أحد ، ولما كان هذا الحديث للآحاد من الناس فلذلك لا يمكن أن يستند إليه بحيث يكون قطعياً يؤخذ به عند الجميع، وإنما يحمل قول النبي صلى الله عليه وسلم :<<فالتمسوها في العشر الأواخر والتمسوها في كل وتر>> على معنى التماس أجرها وبرها وخيرها وفضلها. والله أعلم.


السؤال :
ليلة القدر عندما يقيمها الإنسان هل يقيمها من بداية الليل إلى الفجر أم في أي ساعة من الساعات؟


الجواب:
للإنسان أن يأتي بما استطاع فيها من الطاعات، وذلك مما ينبغي له، سواءً كان ذلك تهجداً أو تلاوة لكتاب الله أو ذكراً وتسبيحاً لله سبحانه وتعالى، فإن ذلك كله مما يضاعف ، وإنما الصلاة هي الأفضل، لاشتمال الصلاة على تلاوة القرآن وعلى التسبيح والذكر ، ولكن لو اقتصر على الذكر أو على تلاوة القرآن لكان في ذلك كله خير له، سواءً كان ذلك في أول الليل أو في وسطه أو في آخره، فإنه يكتب له أجر مضاعف إن كان ذلك في ليلة القدر ، إلا أن أخر الليل أفضل لأن وقت السحر وقت مبارك يرفع الله سبحانه وتعالى فيه الدعاء ، ويحقق فيه لعباده الرجاء ، ويغفر فيه للمستغفرين ، فينبغي للإنسان أن لا يفوته ، ولا يلزمه أن يقوم الليل كله من أوله إلى آخره فإن هذا شيء لا يقدر عليه إلا خاصة الخاصة من المسلمين { وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا}(الأنعام: من الآية132) ، فمن قام جزءاً من ليلة القدر ضوعف له الأجر كأنما قام ذلك الجزء في ألف شهر فيما عدا هذه الليلة ، وإن قام جزءاً أكبر من ذلك ضوعف له بقدر هذه النسبة ، وهكذا فيما يفعله من الطاعات والتهجد وذكر الله سبحانه وتعالى ، ومن استطاع أن يقوم الليل كله فإن ذلك خير كبير له ، والله تعالى أعلم.


السؤال :
هل هناك شروط يجب أن تكون في الشخص حتى يكون مؤهلاً لرؤية ليلة القدر؟


الجواب:
ليلة القدر لا تحتاج إلى رؤية، إنما هي ليلة يعيشها الإنسان، فإذا كان الإنسان متقياً لربه سبحانه وتعالى قائماً ليله داعياً الله حريصاً على طاعته أحرز فضل ليلة القدر وناله ، وكل عمل خير يعمله الإنسان في هذه الليلة المباركة يضاعف له، حتى أن من صلى العشاء والغداة في جماعة في هذه الليلة المباركة يكون ذلك من الفضل العظيم الذي يكتب له لأن الأجر فيها ـ كما قلنا ـ يضاعف أكثر مما يضاعف في غيرها.

__________________
قتل امرئ في غابة
جريمة لا تغتفر
وقتل شعب آمن
مسألة فيها نظر!!
  #67  
قديم 06/09/2009, 10:23 PM
صورة عضوية فارس الكلمة
فارس الكلمة فارس الكلمة غير متصل حالياً
عضو مميز
 
تاريخ الانضمام: 23/05/2008
الإقامة: بلادي وإن جار الزمان علي عزيزة
الجنس: ذكر
المشاركات: 1,011
افتراضي تابع.. ليلة القدر.. من كتاب "المرأة تسأل والمفتي يجيب"


السؤال :
السائل يريدكم أن تحصروا هذه الليلة (ليلة القدر) في أقرب ليلتين يمكن للإنسان أن يتحراهما ، وهل هناك دلالات معينة؟


الجواب:
ليلة القدر كما فهمنا من الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم هي إحدى الليالي الأوتار في العشر الأواخر من شهر رمضان، لأنه صلى الله عليه وسلّم قال : <<التمسوها في العشر الأواخر والتمسوها في كل وتر>> ، واختلف العلماء كثيراً في تعيينها هل هي ليلة الحادي والعشرين أو الثالث والعشرين أو الخامس والعشرين أو السابع والعشرين ـ وهو الذي شاع عند كثير من الناس حتى صاروا كأنهم يقطعون به ـ أو ليلة التاسع والعشرين، ولم نجد دليلاً يمكن أن يعول عليه في ترجيح كونها إحدى هذه الليالي إلا ما جاء في بعض الروايات أن النبي صلى الله عليه وسلّم رأى أنه في غدوتها يسجد على ماء وطين ، ولما كانت ليلة الحادي والعشرين نزلت السماء فوكف مسجده صلى الله عليه وسلّم أي نزل ماء الغيث من سقف مسجده صلى الله عليه وسلّم إلى الأرض ، فسجد النبي صلى الله عليه وسلّم على الماء والطين ، وأبصر بعض الصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ أثر الماء والطين على جبهة النبي صلى الله عليه وسلّم وأنفه ، فهذا ربما يترجح به أن هذه الليلة هي ليلة الحادي والعشرين ، هذا من باب الظن فقط، مع احتمال أن تكون هذه الليلة تنتقل ما بين عام وعام آخر بحيث تكون في هذا العام ليلة الحادي والعشرين وفي العام الآخر ليلة الثالث والعشرين كما قال بذلك كثير من أهل العلم، وهذا أمر محتمل وليس ببعيد ، والله تعالى أعلم.


السؤال:
ليلة القدر تكون في ليلة واحدة يتحراها المسلم فيها، لكننا نحن مثلاً تأخرنا عن البلدان الأخرى يوماً وتأخرنا عن البلدان الأخرى يومين في هذه الحالة إذا كانت في ليلة الحادي والعشرين هل تتكرر معنا ومعهم ، أم كيف يكون حالها؟


الجواب:
الاختلاف قد يكون بسبب اختلاف المطالع ، وقد يكون بسبب الغيم . وليلة القدر ليلة واحدة وهي تسير مع سير الليل ، فالليل يبدأ من المشرق وينتهي إلى المغرب ، والليلة تبدأ من المشرق وتنتهي إلى المغرب ، ففي كل منطقة من هذه المناطق تستمر هذه الليلة إلى مطلع الفجر ، أما كونها من الليالي الأوتار فقد يكون ذلك حكماً أغلبياً ، وقد يكون ذلك حكماً باعتبار أوسط المناطق ، والله تعالى أعلم



السؤال :
هل تختص ليلة القدر في أيام معينة فقط كيوم الجمعة أو الخميس؟


الجواب:
لا، لأنّ الحديث قال: <<التمِسوها في العشْر الأواخر والتمِسوها في كل وتر >>، ولم يُشِر الحديث الشريف إلى أنّها تكون في ليلة جمعة أو في ليلة خميس أو في ليلة الاثنين، وإنما أشار إلى أنها في أوتار العَشْر الأواخر، ولذلك لا تنحصِر في يوم معيّن مِن أيام الأسبوع.


السؤال:
هل هناك عبادات معينة أو أدعية يحاول أن يمارسها الإنسان تحرياً لهذه الليلة؟


الجواب:
الإنسان يُؤمَر أن يُسارِع إلى الطاعات والخير والبِرِّ، ومِن الطاعات التي يُسارِع إليها قيام هذه الليالي العشْر، والنبي صلى الله عليه وسلّم كان إذا دخلت العشْر شَدَّ مِئْزَرَهُ وأَيْقَظَ أَهْلَهُ وأَحْيَى لَيْلَهُ، ووشد المئزر كناية عن مقابلتِه الأمر بِعزْم شديد وبِعزيمة متوقِّدة، فإنّ مِن شأن الإنسان إذا أقبل على شيء بِعزيمة وكان أمراً عظيماً أن يَشُدَّ له مِئْزَرَهُ؛ وقيل ذلك كناية عن اعتزالِه النساء بِحيث لا يَميل إلى شهوة الدنيا، وإنما كان يقضي هذه الليالي في العبادة فحسب وكان يُحيِي جميع هذه الليالي بالقيام في رمضان أما في غيرها فقد كان يقوم وينام ، وهكذا ينبغي لِلإنسان أن يَجتَهِد بِقدْر مستطاعِه ولا يعني ذلك أنّ الناس جميعاً مطالَبون بِأن يَفعلوا ذلك، إذ هذه الأمور هي بِحسب طاقات الناس ومواهبهم، ولكن على المسلم أن لا يُفَوِّتَ الفرصة بِقدْر مستطاعِه ، أما ما يُمكِن أن يَدعُوَ به فإنّ كل دعاءٍ خير مطلوب، ما لم يَدْعُ بِقطيعة رحِم أو إثم، إلا أنّ النبي صلى الله عليه وسلّم عندما سألته السيدة عائشة ـ رضي الله عنها ـ بماذا تدعو وماذا تقول؟ علّمها النبي صلى الله عليه وسلّم أن تقول : << اللهم إنك عَفُوٌّ تُحِب العَفْوَ فاعْفُ عني >>، فينبغي لِلإنسان أن يُكَرِّرَ في هذه الليالي هذا الدعاء الشريف وغيرَه مِن الأدعية التي يَعُودُ خيْرها عليه وعلى أسرتِه وذريتِه وعلى جميع الأمّة. والله أعلم.


السؤال
ما هو طبيعة الشعور الذي يشعر به المسلم في ليلة القدر؟


الجواب:
المسلم يَشْعُرُ في جميع أوقاته بِأنه مَغْمُور بِفضْل الله ونعمته وأنه لو وَقَفَ كل خلية مِن خلاياه مِن أجل شُكْر الله تعالى على هذه النعم لَما استطاع أن يَفِيَ بِأقل نعمة مِن هذه النعم، وهذا الشعور يَتضاعَف في شهر رمضان الكريم بما يَشْعُرُ بِه مِن الصِّلة بِالله سبحانه وتعالى ومِن انفتاح الآفاق الروحانية أمامَه، وربما تَضاعَفَ هذا الإحساس في ليلة القدْر المباركَة، وجديرٌ بِالمسلم أن يَتضاعَف إحساسه هذا عندما يَمْثُلُ بين يدي الله للقيام والتهجد لا عندما يُقَضِّي وقته في النوم؛ والله تعالى أعلم .


السؤال :
هل من يرى ليلة القدر يخبر بها أحد من الناس؟


الجواب :
قالوا بأنه يكره أن يخبر بذلك إذ هي كرامة ، والكرامة ينبغي للإنسان أن يخفيها وأن لا يخبر بها ، وعلى كلٍ فالظروف والأحوال تختلف فربما استدل الإنسان ببعض الآيات والمشاهد التي يراها على أن تلك الليلة ليلة القدر، ويتحدث عن ذلك لا لأجل الإخبار ولكن لأجل الاستدلال فهذا لا مانع منه، ولكن مهما كان عليه أن يحافظ على هذه الكرامة التي وهبه الله إياها وذلك بإخفائها . والله ولي التوفيق.


السؤال :
سماحة الشيخ أنتم ذكرتم أن بعض الناس ربما يكاشفون برؤية أنوار معينة تدل على أنهم صادفوا تلك الليلة ، فهل معنى هذا أنه من قام تلك الليلة ولم ير تلك الأنوار ولم يكاشف بها أنه لا يعد مصادفاً؟


الجواب :
بل هو مصادف مهما كان الأمر ، إذ لا يعني عدم رؤيته للأنوار أنه غير محرز لفضل ليلة القدر ، ولا عبرة بما يراه الإنسان وإنما العبرة بحال الإنسان ، وبإخلاصه وبعمله.


السؤال :
هل من صلى ليلة القدر ولم يحس بها ولم يشعر بها كما يشعر بها الآخرين ، يحصل على نفس الأجر؟


الجواب :
ليلة القدر إنما هي لمن قامها واجتهد في العبادة فيها، إذ تضاعف أجور العبادات للذين يقومون بعبادة الله تعالى فيها أكثر مما هو معهود في غيرها أضعافاً كثيرة، فإن من قامها واجتهد فيها كان كمن قام واجتهد في ليالي ألف شهر من سائر الأيام . ولا يشترط أن يرى علامة تدل عليها.


السؤال :
نريد تفسيراً مفصَّلاً لِقوله تعالى {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} (القدر:3) ، هل هناك رابط بين قوله تعالى { خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ } وقوله تعالى : { وَإِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ}(الحج: من الآية47)؟ وإذا ما صادَف المسلم هذه الليلة، فهل سيَحصل على عبادة ألْف شهر بِما فيها مِن تسبيح وصلاة وما شابه ذلك.


الجواب :
أما الربط فلا ، لأنّ ذلك اليوم الذي هو بِألْف سنة مما يُعَد إنما هو يوم الموقف ـ أي يوم القيامة ـ ، أما أيام الدنيا فهي غير ذلك، وأما ليلة القدر فقد جعلها الله تعالى خيراً مِن ألْف شهر ، وهناك رواية ـ الله أعلم بِصحّتها ـ أنّ النبي صلى الله عليه وسلّم ذَكَرَ أنه كان في الأمم السابقة رجل جاهَد في سبيل الله لمدّة ألْف شهر لم يضع السلاح ولم يضع لاَمَةَ حَرْبِهِ،كان مستمراً على الجهاد في سبيل الله، فاستَقَلَّ الصحابة أعمالَهم لأنهم رأوا أنّ أعمارهم قصيرة لا تَفِي بِهذا القدَر فمَن ذا الذي يُنَفَّسُ له ويُنْسَأُ له في أجله حتى يقضي ألْف شهر وهي نحو ثلاثة وثمانين عاماً كلها يقضيها في الجهاد، فأنزل الله تعالى تسلية لٍهذه الأمّة {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} (القدر:3) ، فالله تبارك وتعالى أعطى هذه الأمّة هذه الليلة المباركَة ، وهي خير مِن ألْف شهر، للذي يُقَضِّيهَا في العبادات ويعمل فيها الطاعات، لا لِلذي يَلْهُو فيها أو يَسْرَحُ ويَمْرَحُ أو يقضيها في المجون واللهو وقول الهُجْر ، فمَن عَبَدَ الله تعالى فيها واجتهد في العبادة بِقدْر مستطاعِه، فكأنما قام ليالي ألْف شهر، فضْلاً مِن الله ومِنة.


السؤال :
كما نعرف أن الأعمال تضاعف في ليلة القدر ، فهل تنطبق هذه المضاعفة على من أحيى ليلة القدر على الباطل أو في معصية الله سبحانه وتعالى؟


الجواب :
لا ريب أن كل ذي حرمة تكون المعصية في كنفه أعظم إثماً وأشد جرما ، فالمعصية مثلاً في مكة المكرمة يضاعف وزرها لمكانة حرم الله تبارك وتعالى ، وكذلك المعصية في شهر رمضان يضاعف وزرها بسبب أن الإنسان يجترئ على الله في الشهر الكريم ، وكذا ليلة القدر فإنها يضاعف أيضاً وزرها ، فيجب على الإنسان أن يحرص على أن يتفادى المعصية بكل ما يملك من قوة حتى لا يقع فيها.


السؤال:
بعض الناس يعتبرون ليلة القدر ضرباً من الحظوظ تصيب بعض الناس من غير جهد ولا عمل فإذا وجدوا إنساناً مثلاً قد تحققت له خيرات كثيرة أو إنساناً قد طال عمره يقولون هذا إنسان قام في ليلة القدر أو صادف ليلة القدر.


الجواب:
هذا من كلام العوام ، ولا عبرة بكلام العوام ، إنما فضل ليلة القدر بما يحرزه الإنسان فيها من عمل الخير.


المصدر :
كتاب "المرأة تسأل والمفتي يجيب ، لسماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام لسلطنة عمان ، ج1 ص (297 ـ 306 )، اعداد وترتيب: بدرية بنت حمد الشقصية ، مكتبة الجيل الواعد ، ط1 ، (1428هـ ـ 2007م).
__________________
قتل امرئ في غابة
جريمة لا تغتفر
وقتل شعب آمن
مسألة فيها نظر!!
  #68  
قديم 06/09/2009, 10:27 PM
صورة عضوية فارس الكلمة
فارس الكلمة فارس الكلمة غير متصل حالياً
عضو مميز
 
تاريخ الانضمام: 23/05/2008
الإقامة: بلادي وإن جار الزمان علي عزيزة
الجنس: ذكر
المشاركات: 1,011
افتراضي من موقع : "موسوعة الفتاوى" ـ أهمية شهر رمضان الكريم بالنسبة للمسلم

فتاوى الصوم لسماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي حفظه الله
المصدر : موسوعة فتاوى سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي(http://www.ftawaa.net/)


أهمية شهر رمضان الكريم بالنسبة للمسلم :



السؤال :
ما هي أهمية هذا الشهر الكريم بالنسبة للمسلم ، وما هي الثمرات التي يرتجيها المسلم من هذا الشهر؟


الجواب :
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
فإني أهنئ جميع الأخوة والأخوات المسلمين والمسلمات المستمعين والمستمعات والمشاهدين والمشاهدات بهذه المناسبة مناسبة حلول شهر رمضان المبارك ، سائلاً الله تبارك وتعالى أن يمن علينا فيه باليمن والنصر والتأييد والتوبة من الآثام وإخلاص العمل لله سبحانه وتعالى ، وأن يعيده على الأمة جميعاً وعلينا بصفة خاصة بما فيه اليمن والخير والعزة والكرامة والنصر والتأييد.
هذا ولا ريب أن الله سبحانه وتعالى يفضّل ما يشاء على ما يشاء ، فيفضّل بعض عباده على بعض ، ويفضّل بعض الأمكنة على بعض ، ويفضل بعض الأزمنة على بعض ، ومن ذلك تفضيله لشهر رمضان المبارك على غيره من سائر شهور العام ، وما ذلك إلا لمزيته الكبرى ومكانته السامقة وقدره العظيم ذلك لأن الله تبارك وتعالى جعل هذا الشهر الكريم ميقاتاً لحدث فيه تحويل مجرى حياة الإنسان من الشر إلى الخير ومن الفساد إلى الصلاح ومن التشتت إلى الاجتماع ومن الضلال إلى الهدى ، ومن الغي إلى الرشد ومن الظلمات إلى النور ، فقد أنزل الله سبحانه وتعالى فيه القرآن الكريم على قلب عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلّم نوراً وهدى للناس يقول الله سبحانه : { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} (البقرة: من الآية185) .
وقد بيّن الله سبحانه وتعالى شرف الليلة العظيمة التي نزل فيها القرآن على عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلّم ، أي التي كانت بداية لنزوله على قلبه فقال في بيان فضلها وشرفها وعظم منزلتها { إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ * فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ * أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ } (الدخان :3-5) ، وقال : { إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ} (سورة القدر).
فما أعظم شأن هذه الليلة التي ينوه الله سبحانه وتعالى بشرفها وقدرها في فاتحة سورة الدخان ، وينزل فيها سورة بأسرها تدل على ما لها من قدر عند الله وشأن عظيم عنده وما لها من الفضل الذي من أحرزه أحرز خيراً عظيماً بحيث صارت خيراً من ألف شهر ، ومن أجل هذا نرى في أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلّم ما يدل على أن قيام تلكم الليلة فضله فضل عظيم يقول النبي صلى الله عليه وسلّم << من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه >> فلذلك كان حرياً بالمسلم أن ينافس في هذا الميدان ، وأن يسارع إلى هذا الخير ، وأن يسابق في هذه الحلبة التي يتسابق فيها المتسابقون.
هذا ولا ريب أن نزول القرآن على قلب النبي صلى الله عليه وسلّم حدث ترتب عليه ما ترتب من خير هذه الأمة وإنقاذ هذه الإنسانية من ورطتها والوصل بين المخلوق وخالقه العظيم سبحانه وتعالى ، والوصل بين الدنيا والآخرة ، والوصل بين الأرض والسماء وبين الإنسان والملأ الأعلى بحيث إن هذا الإنسان من خلال دراسته للقرآن الكريم يطلع على الحقائق الكونية فهو الترجمة الصادقة لسنن الكون ونواميسه ، وهو المرآة التي تعكس حقائق الوجود ، وجاءت جميع الاكتشافات العلمية لتؤكد ذلك ، ولذلك آذن الله سبحانه وتعالى عباده بهذه الاكتشافات وأنها ستأتي مصدقة لما في القرآن مؤيدة له وذلك عندما قال : { قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ثُمَّ كَفَرْتُمْ بِهِ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ هُوَ فِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ * سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ *ألا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَاءِ رَبِّهِمْ أَلا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ } ( فصلت : 52-54).
هذا ولا ريب أن الله سبحانه وتعالى لم ينزل القرآن ليكون وسيلة للتسلّي ، وإنما أنزله ليكون منهج حياة ، ليسير بهذا الإنسان في دروب الخير ويجنب الإنسان الوقوع في مزالق الردى ، فذلك كان من الضرورة أن يأخذ الإنسان بحجزة القرآن الكريم ، ويلتزمه في كل جزئية من جزئيات حياته فضلا ًعن كلياتها ، وهذا أمر يتوقف على العزيمة والإرادة.
وقد جعل الله سبحانه وتعالى في صيام هذا الشهر الكريم صقلاً لهذه العزيمة وتقوية لهذه الإرادة فلذلك نجد الربط بين امتنانه على عباده بإنزاله هذا الكتاب الكريم في هذا الشهر الكريم وبين فرضية صيامه وذلك عندما قال : { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ}(البقرة: من الآية185) ، وكفى دليلاً على هذا الربط ما بين الأمرين وجود الفاء التي تقتضي ربط ما بعدها بما قبلها.
على أن هذا كله لأن في الصيام ما يدفع الإنسان إلى التقوى والاستمساك بحبل الله وذلك مما يسهل عليه الالتزام التام بجميع ما في القرآن من أوامر الله سبحانه تعالى وتوجيهاته ليفيض هذا القرآن نوراً على هذا الإنسان ، على أن الصيام نفسه يهيئ روح الإنسان ومشاعره لأن تتلقى هذا النور ، فإن الصيام يضفي على الروح البشرية الشفافية وذلك لأن الإنسان يكابر شهواته من خلال صيامه فتكون نفسه متهيئة لتلقي نور الله ، ولذلك يسهل على الإنسان أن يمارس جميع ما في القرآن من أوامر وتوجيهات مع التزامه الصيام ، ومن هنا نرى الربط بين فرضية الصيام وبين تقوى الله تبارك وتعالى وذلك عندما قال سبحانه وتعالى في فاتحة آيات الصيام : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (البقرة:183) ، ثم قال بعد ذلك أي بعد تبيان أحكام الصيام في خاتمة آيات الصوم {كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ}(البقرة: من الآية187) ، فإذن الغاية هي تقوى الله ، وبتقوى الله يتحقق للإنسان الاضطلاع بأمانة القرآن والقيام بواجباته والسير بمنهاجه ، والله تعالى ولي التوفيق
[التصنيف : فتاوى الصوم].
__________________
قتل امرئ في غابة
جريمة لا تغتفر
وقتل شعب آمن
مسألة فيها نظر!!
  #69  
قديم 06/09/2009, 10:29 PM
صورة عضوية فارس الكلمة
فارس الكلمة فارس الكلمة غير متصل حالياً
عضو مميز
 
تاريخ الانضمام: 23/05/2008
الإقامة: بلادي وإن جار الزمان علي عزيزة
الجنس: ذكر
المشاركات: 1,011
افتراضي تعريف التقوى ولمن يقال له بأنه متقي

تعريف التقوى ولمن يقال له بأنه متقي:


السؤال :
إذا وقفنا عند التقوى ، التقوى ربما تفهم في هذا السياق على أنها الصيام نفسه كذلك أيضاً في سياق الآيات الأخرى التي تحث على العبادات كالصلاة والحج وغيره البعض يفهم من التقوى خشعة في القلب ترافقها دمعة تنساب من العين ، في حين اللسان يلغ في أعراض المسلمين والواقع العملي طافح بالسيئات ، من الذي من الذي يمكن أن يقال له بأنه متقي ؟ ما هي التقوى ؟


الجواب :
حقيقة الأمر التقوى قبل كل شيء عقيدة في النفس ، عقيدة متحكمة في نفس الإنسان تقود الإنسان إلى الخير وتنعكس آثارها في كل جزئية من جزئيات حياته ، فالله تبارك وتعالى يبين صفات المتقين في قوله عندما وصف الكتاب الكريم {هُدًى لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالآَخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ * أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }( البقرة : 2-5).
فالله تعالى أول ما وصف المتقين وصفهم بالإيمان ، ثم بين بعد ذلك بأنهم يؤمنون بما أنزل على النبي صلى الله عليه وسلّم وما أنزل من قبله ومعنى ذلك أنهم لا يفرقون بين رسالة وأخرى وبين رسول وآخر فإنهم يؤمنون برسالات الله جميعا ويتقونه عز وجل ، ولذلك ذكر الله سبحانه تعالى الصلاة من ضمن أوصافهم أي إقامتها وأنهم مما رزقهم الله تعالى ينفقون أي أنهم يجمعون بين العبادات البدنية والعبادات المالية غير مترددين في شيء من ذلك ومع هذا أيضاً نجد أنه سبحانه وتعالى يبين صفات المتقين عندما وصف الأبرار وبين حقيقة البر ، وبين أن هؤلاء الذين يلتزمون البر هم المتقون أي تنحصر صفات التقوى فيهم وحدهم ، وذلك عندما قال عز من قائل :{ لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآَخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآَتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآَتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ } ( البقرة : 177) فالله تعالى يبين أن هؤلاء هم الصادقون وأنهم هم المتقون.
وقد وصفهم الله سبحانه وتعالى أولاً بالإيمان بالله واليوم الآخر وملائكته وكتبه ورسله والنبيين ، فمعنى هذا أن ركيزة التقوى الإيمان ، ثم إننا نجد أن الله سبحانه وتعالى بعد هذا يصف المتقين بما يصفهم به من الصفات التي ترتفع بهم إلى أوج الفضائل الشامخ فهم متصفون بكل صفات الخير ، هم أولاً متمكنون من أنفسهم بحيث يقودونها إلى الخير ، ومن أعظم ما يؤثر على الإنسان ويقلب مجرى حياته إلى الشر حبه للمال ، وقد وصف الله تعالى هؤلاء بأنهم يؤتون المال مع حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل وذلك من غير الزكاة بدليل قوله :{ وأقام الصلاة وآتى الزكاة } ، ثم ذكر في تعاملهم مع الناس أنهم يوفون بالعهد وهذا شامل لتعاملهم أيضاً من ربهم سبحانه وتعالى ، ووصفهم الله سبحانه وتعالى بالصبر في البأساء والضراء وحين البأس ، وحصر صفات التقوى في هذا الجنس من الناس ، وهذا كله مما يدل على أن كلمة التقوى مدلولها واسع ، ويؤكد ذلك ما نجد في سورة آل عمران { قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ } ( آل عمران : 15) ، ثم وصف هؤلاء الذين اتقوا بقوله :{ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آَمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ } ( آل عمران :16) ، كما وصفهم بقوله :{ الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ} ( آل عمران :17).
وكذلك عندما بشّر الله تعالى هؤلاء المتقين بجنة عرضها السموات والأرض بيّن عزوجل أن هذه الجنة لأولئك الذين يجمعون بين صفات الخير عندما قال :{ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ * وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ } ( آل عمران :133-135).
فهذه الآيات القرآنية تدل جميعاً على أن كلمة التقوى لها مدلول شامل يتناول جانب التخلي وجانب التحلي مع أن مدلولها اللغوي إنما هو مدلول سلبي أي مدلول يتعلق بالترك لا بالفعل لأن أصل أتقى بمعنى تجنب يقال اتقى الشيء بمعنى تجنبه ، اتقيت هذا الشيء بمعنى تجنبته كما يقول الشاعر:
سقط النصيف ولم ترد إسقاطه *** فتناولته واتقتنا باليد
أي اتقت رؤيتنا لها بوضع يدها على وجهها حتى لا تمتد إليها أبصارنا فنراها.
والمدلول الشرعي هو مدلول فعلي وتركي أو هو مما يشمل جانب التخلي وجانب التحلي ، جانب التخلي بمعنى التخلي عن جميع معاصي الله حتى لو أن أحداً قارف معصية من معاصي الله فإنه سرعان ما يدّكر ويرجع ويتوب إلى الله كما يقول سبحانه وتعالى أيضاً في وصف المتقين :{ إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ} (الأعراف:201) . فالمتقون لا يسترسلون في غيهم ، المتقي من شأنه أن يدّكر فإذا أراد الشيطان أن يلم به وأن يغويه وأن يبعده عن مسلك الحق ادّكر فرجع إلى ذلكم المسلك ، والله تبارك وتعالى هكذا يصف هؤلاء المتقين بهذه الأوصاف ، وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلّم تدل على ذلك والآثار المحكية عن السلف الصالح أيضاً تصب في هذا المصب نفسه
[التصنيف : فتاوى في العقيدة].
__________________
قتل امرئ في غابة
جريمة لا تغتفر
وقتل شعب آمن
مسألة فيها نظر!!
  #70  
قديم 06/09/2009, 10:31 PM
صورة عضوية فارس الكلمة
فارس الكلمة فارس الكلمة غير متصل حالياً
عضو مميز
 
تاريخ الانضمام: 23/05/2008
الإقامة: بلادي وإن جار الزمان علي عزيزة
الجنس: ذكر
المشاركات: 1,011
افتراضي نية الصيام

عقد نية الصيام :


السؤال:
من المعتاد عند العمانيين في السابق أن تجتمع العائلة وأن يقوم رب الأسرة بتلقين العائلة نية الصيام ( عقد رمضان ) ، والمشكلة إلى الآن بعض الأسر تعمل بهذا فهل يصح هذا وهل هناك طريقة أخرى ؟


الجواب :
النية المطلوبة هي القصد بالقلب ، وليست النية المطلوبة هي كلمات تقال باللسان وإنما أحدثت هذه الكلمات بعد الرعيل الأول بعد عهد الرسول صلى الله عليه وسلّم وبعد عهد الصحابة رضوان الله تعالى عليهم بل بعد عهد التابعين أحدثت هذه الألفاظ من أجل أن تكون وسيلة لعوام الناس وجهلتهم حتى يتقنوا ما يستحضرونه من النية عندما يتلفظون بها بألسنتهم أي عندما يترجمون هذه النية بألسنتهم ، أحدث ذلك من أحدثه من العلماء ولكن هذه الوسيلة الآن أصبحت هي الغاية ولم تعد هي وسيلة فحسب ، وغاب المقصد في خضم العناية بالوسيلة.
فالناس لا يحسبون أن هناك نية بالقلب وإنما يحسبون أن النية باللسان فلذلك يرددون هذه الألفاظ من غير استحضار لمعانيها وهذا خطأ عظيم.
فعلى الناس أن يستحضروا أنهم قادمون على العبادة التي هم قادمون عليها وأنهم يبتغون بذلك وجه الله فإن ذلك هو الإخلاص والله تعالى يقول :{ وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ}(البينة: من الآية5) ، ويقول سبحانه :{ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً}(الكهف: من الآية110) ، وهذه هي النية المطلوبة التي دل على قول الرسول صلى الله عليه وسلّم :<< إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل ما نوى ، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو إلى امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه >> على أن هذا الذي هاجر إلى الله ورسوله لم يكن يقول ذلك بلسانه وإنما ذلك قار في قرارة نفسه ، وكذلك الذي هاجر إلى امرأة يتزوجها أو إلى دنيا يصيبهالم يكن يقول ذلك بلسانه أنني مهاجر من أجل أتزوج فلانة أو أن أصيب كذا من الدنيا ولكن كان ذلك في قرارة نفسه ، والله تعالى أعلم
[التصنيف : فتاوى الصيام ].

السؤال:
بالنسبة للنية التي تحمل هذه الاحتمالات كأن يقول إن أصحبت معافى أصبحت مريضاً أصبح صائما ، ما حكمها ؟


الجواب:
هو ينوي أن يصوم ، وإن اعتراه مرض فإنه يفطر من أجل مرضه
[التصنيف : فتاوى الصوم ]..

السؤال:
طالب يدرس وعمره خمسة عشر عاماً وأصابه مرض وفي الليل قال إن أصبح علي الصباح وأنا مريض فسوف أفطر ، وأصبح عليه الصباح وهو معافى ولكنه الساعة الثامنة أفطر ، فماذا عليه ؟


الجواب:
أما إن كان أفطر بغير مسوغ ففي هذه الحالة عليه التوبة والقضاء والكفارة ، والكفارة هي معلومة كما كررنا ذكرها مراراً هي عتق رقبة لمن وجدها فإن لم يجدها فصيام شهرين متتابعين فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا ، والله تعالى أعلم
[التصنيف : فتاوى الصوم ]..

السؤال:
من المعتاد عند العمانيين في السابق أن تجتمع العائلة وأن يقوم رب الأسرة بتلقين العائلة نية الصيام ( عقد رمضان ) ، والمشكلة إلى الآن بعض الأسر تعمل بهذا فهل يصح هذا وهل هناك طريقة أخرى ؟


الجواب:
النية المطلوبة هي القصد بالقلب ، وليست النية المطلوبة هي كلمات تقال باللسان وإنما أحدثت هذه الكلمات بعد الرعيل الأول بعد عهد الرسول صلى الله عليه وسلّم وبعد عهد الصحابة رضوان الله تعالى عليهم بل بعد عهد التابعين أحدثت هذه الألفاظ من أجل أن تكون وسيلة لعوام الناس وجهلتهم حتى يتقنوا ما يستحضرونه من النية عندما يتلفظون بها بألسنتهم أي عندما يترجمون هذه النية بألسنتهم ، أحدث ذلك من أحدثه من العلماء ولكن هذه الوسيلة الآن أصبحت هي الغاية ولم تعد هي وسيلة فحسب ، وغاب المقصد في خضم العناية بالوسيلة.
فالناس لا يحسبون أن هناك نية بالقلب وإنما يحسبون أن النية باللسان فلذلك يرددون هذه الألفاظ من غير استحضار لمعانيها وهذا خطأ عظيم.
فعلى الناس أن يستحضروا أنهم قادمون على العبادة التي هم قادمون عليها وأنهم يبتغون بذلك وجه الله فإن ذلك هو الإخلاص والله تعالى يقول :{ وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ}(البينة: من الآية5) ، ويقول سبحانه { فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً}(الكهف: من الآية110) ، وهذه هي النية المطلوبة التي دل على قول الرسول صلى الله عليه وسلّم :<< إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل ما نوى ، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو إلى امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه >> على أن هذا الذي هاجر إلى الله ورسوله لم يكن يقول ذلك بلسانه وإنما ذلك قار في قرارة نفسه ، وكذلك الذي هاجر إلى امرأة يتزوجها أو إلى دنيا يصيبها لم يكن يقول ذلك بلسانه أنني مهاجر من أجل أتزوج فلانة أو أن أصيب كذا من الدنيا ولكن كان ذلك في قرارة نفسه ، والله تعالى أعلم
[التصنيف : فتاوى الصوم ].
__________________
قتل امرئ في غابة
جريمة لا تغتفر
وقتل شعب آمن
مسألة فيها نظر!!
  #71  
قديم 06/09/2009, 10:34 PM
صورة عضوية فارس الكلمة
فارس الكلمة فارس الكلمة غير متصل حالياً
عضو مميز
 
تاريخ الانضمام: 23/05/2008
الإقامة: بلادي وإن جار الزمان علي عزيزة
الجنس: ذكر
المشاركات: 1,011
افتراضي رؤية الهلال

رؤية الهلال :


السؤال :
سألت بعض المتخصصين في علم الفلك فأوضح لي بأن الشفق الأحمر يختلف طول وقته باختلاف القرب والبعد عن خط الاستواء وحسب اختلاف الفصول كذلك . وفي منطقتنا نحن يغيب الشفق الأحمر في الشتاء بعد ساعة ونصف تقريبا بعد غروب الشمس ، ويغيب في الصيف بعد ساعة وخمسين دقيقة من الغروب ، والمشكلة أننا في منطقتنا نصلي العشاء وعلى مدار السنة ساعة بعد المغرب إلا في شهر رمضان فما الحكم في هذا ، وإذا كان هذا التوقيت غير شرعي فما حكم الصلوات الماضية ؟ وما العمل إذا كان تصحيح ذلك شبه مستحيل ؟ وهل يعتبر كل ذلك الوقت ما بين المغرب والعشاء وقتاً لصلاة المغرب ؟


الجواب :
هذه المسألة تحتاج إلى نظر من علماء المنطقة أنفسهم ، لأن الشفق الأحمر هو المعتبر في خروج وقت المغرب ودخول وقت العشاء ، وكما قيل بأن الشفق الأحمر كلما كانت البلاد أبعد عن خط الاستواء كان استمراره لعله أطول لأن الشفق الأبيض أيضاً يستمر حتى أنه في بعض البلدان التي هي بعيدة عن خط الاستواء لا يكاد يغيب الشفق الأبيض طوال الليل لا يكاد يغيب حتى يظهر الفجر هكذا سمعت ، وهذا واضح لأن الشمس تكون قريبة منهم فلذلك يكون شيء من الشعاع ممتداً في الأفق فيتولد منه الشفق الأبيض.
فعلماء المنطقة ينبغي أن يدرسوا هذه القضية وأن يحلوا هذه المشكلة. ولا ينبغي التسرع في صلاة العشاء قبل وقتها . ولا ينبغي التعجيل في وقت العشاء إلا بعد دخول الوقت . والنبي صلى الله عليه وسلّم كان من سنته أن يؤخر صلاة العشاء ، وقال لولا أن أشق على أمتى لأمرتهم بأن يؤخروا العشاء إلى ثلث الليل أو إلى نصف . هكذا كان الرسول صلى الله عليه وسلّم يحرص على تأخير وقت العشاء . وقد فعل ذلك حيث أخّر ليلة من الليالي صلاة العشاء فخرج إلى أصحابه بعد مضي ثلث الليل وقال لهم مثل هذا الكلام بعدما نعس الناس وكادوا ينامون.
فينبغي أن تراعى هذه المشكلة . على أن هناك بعض البلدان التي لا يغيب فيها الشفق والتي يقع الناس فيها في إشكال كثير من هذه الناحية أجبناهم بأن لهم أن يجمعوا بين المغرب والعشاء لأجل مراعاة هذا الجانب ، لأن الجمع بين المغرب والعشاء أو بين الظهر والعصر في وقت الحاجة يجوز ولو كان ذلك في الحضر ولم يكن في السفر فقد أخرج الإمام الربيع رحمه الله في مسنده عن أبي عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس رضي الله عنهم قال : صلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم الظهر والعصر معاً والمغرب والعشاء الآخرة معاً من غير خوف ولا سفر ولا سحاب ولا مطر . وروى هذا الحديث الشيخان وغيرها من طريق عمرو بن دينار عن الإمام أبي الشعثاء عن ابن عباس رضي الله عنهما ، وجاء في هذه الرواية صلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم الظهر والعصر معاً والمغرب والعشاء معاً من غير خوف ولا سفر . وفي رواية من غير خوف ولا مطر. وجاء أن ابن عباس سئل ماذا أراد بذلك ؟ فقال : أراد ألا يحرج أمته. وجاء في هذا الحديث كما قلنا أن ابن عباس رضي الله عنهما عندما سئل ما أراد بذلك ، أي ما أراد النبي صلى الله عليه وسلّم بذلك ؟ قال ؟ أراد ألا يحرج أمته . ومعنى هذا أن أوقات الحرج هي جديرة بأن يراعى فيها هذا الترخيص وأن يباح للناس الجمع فيها.
فعندما يكون الشفق لا يغيب في بعض المناطق ويقع الناس في حرج ويكون الليل قصيراً جداً كبعض المناطق الشمالية النائية البعيدة عن خط الاستواء كذلك الجنوبية النائية البعيدة عن خط الاستواء في هذه الحالة لا يمنع الناس أن يجمعوا ما بين الصلاتين لأجل مراعاة هذه الحاجة ومراعاة العسر إن لم يجمعوا.
وفي الصلوات السابقة التي صلوها من غير مراعاة الدقة في دخول وقت العشاء هم معذورون ، لكن ينبغي لهم أن يرفعوا أمرهم إلى العلماء ، علماء أقطارهم ليجتمعوا ويتدارسوا القضية وينظروا في أمر الشفق حتى لا يصلوا الصلاة قبل وقتها لأن الله تبارك وتعالى يقول :{ إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً}(النساء: من الآية103) فهي موقوتة بأوقات محددة لا يجوز تقديمها على وقتها كما لا يجوز تأخيرها عن الوقت ، والله تعالى أعلم
[التصنيف : فتوى في الأهلة ].

السؤال :
فيمن يرى الهلال ويتشكك في رؤيته فلا يحمله ذلك على الإبلاغ وإنما يقول أنا لا أستطيع أن أتحمل هذه المسئولية ، فهل يجوز له ذلك ؟


الجواب :
لا ، لا ، لا ، هذه أمانة في عنقه فعندما يرى الهلال يجب عليه أن يبلغ المسؤولين حتى ينظروا في شهادته إما أن تكون مقبولة وإما أن تكون مردودة ولعل شهادته تتعزز بشهادة غيره ، الله تعالى أعلم
[التصنيف : فتوى في الأهلة ].

السؤال :
هل هناك مسافة معتبرة فلكياً تفصل بين بلدة وأخرى بحيث أنها تعني اختلافاً في المطالع ؟


الجواب :
حقيقة الأمر نحن نرى حديث ابن عباس الذي رواه كريب رضي الله تعالى عنه يدل على أن المسافة إذا تباعدت كبعد الشام عن الحجاز يعتبر هذا التباعد ، وإن كان العلماء قد اختلفوا في ذلك اختلافاً كثيراً كما أوضحه الحافظ ابن حجر في فتح الباري ذكر اختلافاً للعلماء منهم من قال بأن الفرق إنما يكون باختلاف الأقاليم ، ومنهم من قال باختلاف أي البلدان بين بلد وآخر ، ومنهم من قال بقدر مسافة القصر ، ومنهم من قال باختلاف المناطق سهلاً وجبلا.
الخلاف موجود بين العلماء ولكن الاختلاف إنما يراعى الاختلاف الطبيعي الذي يترتب عليه الاختلاف في الرؤية فحديث كريب جاء فيه : أرسلتني أم الفضل بنت الحارث والدة عبدالله ابن عباس إلى معاوية بالشام فاستهل علي هلال رمضان وأنا بالشام فلما قضيت حاجتها ورجعت إلى المدينة . ثم قال لي: متى رأيتم الهلال ؟ فقلت : رأيناه ليلة الجمعة . فقال لي : أنت رأيته ؟ فقلت : نعم ورآه الناس وصاموا وصام معاوية . فقال : ولكنا رأيناه ليلة السبت فلا نزال نصوم حتى نكمل ثلاثين أو نرى الهلال . فقلت : أو ما تكتفي برؤية معاوية وصيامه ؟ فقال : لا ، هكذا أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم.
ومثل هذا القول عندما يصدر من الصحابي يعطى حكم الرفع ، إذ الصحابي لو قال كنا نؤمر أو كنا ننهى لكان ذلك بطبيعة يدل على أن الآمر أو الناهي إنما هو رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام فكيف وقد صرح بأن النبي صلى الله عليه وسلّم هو الذي أمر.
وحقيقة الأمر أنا لا خبرة لي بعلم الفلك ، وهذا أمر ينبغي للإنسان أن لا يقحم فيه نفسه إلا بعد ما يكون به خبيرا ، ولذلك أقول دائماً بأن أصحاب كل اختصاص هم أولى باختصاصهم ، فالفلكيون هم أولى بأن يعتبر ما يقولون في هذا ، وكذلك في المجالات الاقتصادية وغيرها لا يبت فيها الفقهاء إلا بعدما يفهمون ما عند هؤلاء الخبراء في القضايا الاقتصادية وهكذا في القضايا الطبية لا بد من تتلاقح الأفكار بناء على تلاقح الخبرات في هذا.
ووجدت لبعض الفلكيين أن مسافة خمسمائة ميل تؤدي إلى التفاوت في الرؤية ، ولعل المراد بخمسمائة ميل ، خمسمائة ميل جوي لأن خمسمائة ميل أرضي تختلف باختلاف طبيعة الأرض من حيث التضاريس والجبال وغيرها فقد تكون خمسمائة أحياناً مسافتها قصيرة وقد تكون مسافتها ممتدة ولكن في ما أحسب بأن هذه مسافة خمسمائة ميل جوي أو خمسمائة بحري بحيث يكون السير مستوياً لا تعارج فيه ، هذه المسافة تؤدي إلى الاختلاف في رؤية الهلال حسب ما وجدت لبعض الفلكيين ، والفلكيون هم أولى بفنهم هذا ، والله تعالى أعلم
[التصنيف : فتوى في الأهلة ].

السؤال:
يقول النبي صلى الله عليه وسلّم :<< فإذا غم عليكم فاقدروا له >> ، على التسليم بهذا الحديث ألا يفسره الحديث الآخر وهو قول النبي صلى الله عليه وسلّم: <<نحن أمة أمية لا نكتب ولا نحسب >> فلو كان علم الفلك متطوراً في زمن النبي صلى الله عليه وسلّم وبهذه الدقة التي عليها اليوم أما يعوّل عليه النبي صلى الله عليه وسلّم بدلاً من الرؤية ؟


الجواب :
قبل كل شيء علينا أن ندرك أن الدين يسر ، ومن يسر الدين أن الله تبارك وتعالى ناطه بما هو معروف عند جميع الناس بحيث لا يكلف الإنسان عسرا ، فكما ناط الله تبارك وتعالى صلاة الظهر بزوال الشمس وزوال الشمس أمر معروف عند جميع الناس يعرفه الصغير والكبير والمرأة الرجل والشيخ والشاب والمتعلم وغيره لا فرق بين المتعلم والأمي في ذلك فكذلك أمر الصيام ، نيط الصيام برؤية الهلال لأن رؤية الهلال مما يشترك فيه الكل ، يشترك فيه الذكور والإناث والصغار والكبار والأميون والعلماء الكل مشترك في ذلك فلا فرق بين هذا وذاك بخلاف الحساب الفلكي فإن حساب الفلك إنما هو خاص بأناس. نحن نقدر شعباً مقدار سكانه مليون شخص كم من الذين يتقنون الفلك ما بين هؤلاء ؟؟ لا ريب أنه لا يوجد إلا النزر اليسير اليسير ، بل الشاذ ما بين هذا الجمع الكبير من هو متقن لعلم الفلك ، مع أنه هذه العبادة تُعبد بها الجميع تعبد بها الصغير والكبير والغني والفقير والمتعلم والجاهل كل متعبد بعبادة الصيام ، فلذلك كان من فضل الله تعالى أن نيطت هذه العبادة بأمر معروف عند الكل بخلاف لو كان ذلك منوطاً بحساب الفلك لكان أمراً فيه عسر بالغ.
هذا والنبي صلى الله عليه وسّلم عندما قال :<< فإن غم عليكم فاقدروا>> بيّن معنى ذلك في رواية أخرى عندما قال : << فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين >> . فإنه في هذا الحديث بيّن المراد بقوله << فاقدروا >> ولم يبق هنالك شك في معنى ذلك ، وقول النبي صلى الله عليه وسلّم :<< نحن أمة أمية لا نكتب ولا نحسب >> إنما ذلك بالنظر إلى الجمهور إلى الدهماء والكل متعبد ، فلذلك كما قلنا نيط هذا الأمر بقضية معروفة عند الجميع.
أما ما يشكك الناس من أجله أو أن يكون الهلال مرتفعاً أو أن يكون الهلال كذا أو كذا فهذا أيضاً أمر محسوم في السنة النبوية كما جاء رواية مسلم من طريق ابن عباس أنهم كانوا في سفر إلى مكة فلما كانوا بذات نخلة رأوا هلال ذي الحجة ، فمنهم من قال هو لليلتين ومنهم منى قال هو لثلاث . يعني رأوه مرتفعاً جداً فقال بعضهم هو لليلتين وقال بعضهم هو لثلاث ، فقال ابن عباس : هو لليلة رأيتموه فإني سمعت النبي صلى الله عليه وسلّم يقول : إن الله عظّمه لكم لتروه.
ومعنى هذا أن النبي صلى الله عليه وسلّم بقوله هذا أراد أن يقطع دابر الشك حتى لا يدخل الناس في التخمينات التي من خلالها يكونون مغالين في أمر دينهم إذ الغلو غير محمود ، ونحن لا نشك أن هنالك دقة في الحساب الفلكي في وقتنا هذا ولكن لا ينبغي الخروج عن مقتضي السنة ، بل ينبغي الجمع بين هذا وذاك ، بين معطيات العلم الحديث وبين السنة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام ، والجمع إنما هو بالأخذ بالحديث في الصوم برؤية الهلال والإفطار برؤية الهلال ومع الغيم يكون الإكمال كما أمر الحديث ، وفي نفس الوقت يؤخذ بالحساب الفلكي في دفع شهادة الشهود عندما يدّعون رؤية الهلال مع استحالة أن تتحقق هذه الرؤية ، فإنه مع كونه غير مولود أو ولد ولا يمكن أن يُرى لأجل أنه مع الشمس أو وراءها بالمرة وقد خفي بسبب ضوء الشمس في هذه الحالة يتعذر أن يُرى الهلال في هذه الحالة فينبغي أن يجمع بين هذا وذاك وبهذا نأخذ وعليه نعول ، والله تعالى المستعان
[التصنيف : فتوى في الأهلة ]
__________________
قتل امرئ في غابة
جريمة لا تغتفر
وقتل شعب آمن
مسألة فيها نظر!!
  #72  
قديم 06/09/2009, 10:36 PM
صورة عضوية فارس الكلمة
فارس الكلمة فارس الكلمة غير متصل حالياً
عضو مميز
 
تاريخ الانضمام: 23/05/2008
الإقامة: بلادي وإن جار الزمان علي عزيزة
الجنس: ذكر
المشاركات: 1,011
افتراضي تابع.. رؤية الهلال


السؤال:
نحن طلبة عمانيين ندرس في بريطانيا وقد انقسمنا إلى فريقين فريق صام مع أغلبية الناس هنا وفريق نصح أن يتم شعبان ثلاثين يوما فصام بعد يوم من معظم المسلمين في بريطانيا أي في نفس اليوم الذي صام فيه الناس في السلطنة وقد أعلن العيد هنا بأنه سيكون يوم غد ، ماذا يجب علينا مع العلم بأنه لا يمكن أن نفطر غداً مع باقي المسلمين في بريطانيا لأننا صمنا فقط ثمانية وعشرين يوماً وتتعذر مشاهدة الهلال هنا لسوء الأحوال الجوية .


الجواب:
في هذه الحالة إذا كان الإنسان في بلد آخر فإنه حكمه حكم أهل ذلك البلد ، لا يكون حكمه حكم أهل بلدته لأنه خرج من بلدته، فحكمه حكم أهل البلد الآخر في كل شيء في مواقيت الصلاة وفي مواقيت الصيام، لأن هذه الفرائض نيطت بأحوال طبيعية كما قلنا ذلك مراراً، هي منوطة بأحوال كونية طبيعية معروفة.
فلا معنى لئن يتقيد الإنسان بصيام أهل بلده أو بفطر أهل بلده أو أن يتقيد بميقات الصلاة في بلده أو ميقات الصيام في بلده ، أي طلوع الفجر في بلده وغروب الشمس في بلده، فإن هذه الأمور ليست معقولة قط فضلاً عن أن تكون مشروعة، هو في بلد آخر وقد نيطت هذه الأعمال بأمور طبيعية فعليه أن يتقيد بما فرض عليه من التقيد به من مراعاة هذه الأمور الطبيعية، وعليه فإن ثبتت رؤية الهلال هناك فعليه أن يفطر بطبيعة الحال كما أن ثبوت رؤية هلال رمضان تقتضي أن يصوم ولا معنى لتأخره عن صيام أهل ذلك البلد لأجل مراعاة الصيام في بلده.
أما مع عدم ثبوت ذلك ومع تعذر ثبوت ذلك بأن تكون السماء غائمة باستمرار ففي هذه الحالة ينبغي أن يؤخذ بما يوازي ذلك البلد من المناطق التي فيها الصحو، يؤخذ برؤية أقرب بلد إلى ذلك البلد من الجهة الجنوبية مثلاً إذا كان هذا البلد شمال خط الاستواء وهناك غيم، يؤخذ بما ثبت ما يوازي ذلك البلد من الناحية الجنوبية ويعوّل على ذلك، وبهذا ينتفي الريبة ولا يكون ذلك عسر إن شاء الله، وعندما يتعذر ذلك عندما يكاد يكون ذلك كله مستحيلا فهنا لا مانع من الأخذ بما دل عليه الحساب الفلكي المتفق عليه من غير اختلاف بين الفلكيين، والله تعالى أعلم
[التصنيف : فتاوى الصوم ]..

السؤال:
إذا صمنا نحن ثلاثين يوماً وبعض الأخوة صاموا في دول أخرى فهل يصوموا معنا اليوم الحادي والثلاثين ؟


الجواب:
هذه المسألة اختُلف فيها وهذا كله منوط برؤية ثبوت هلال رمضان في تلكم البلدان ، فمع ثبوت ذلك ثبوتاً شرعياً إذا انتقل إلى بلد آخر تأخر صيامه واستمر الناس على الصيام حتى جاء اليوم الحادي والثلاثين بالنسبة إليه ففي هذه المسألة خلاف بين أهل العلم، منهم من قال بأنه يفطر ولا يصوم أكثر من ثلاثين يوماً لأن الشهر إما أن يكون تسعة وعشرين وإما أن يكون ثلاثين وهو في حكمه قد مضى شهره لأن صام ثلاثين يوماً، ومنهم قال لا، بل عليه أن يستمر على صيامه نظراً إلى أنه انتقل إلى بلد آخر وبانتقاله إلى البلد الآخر كان حكمه حكم أهل ذلك البلد وهذا مما استدل له القائلون به بقول النبي صلى الله عليه وسلّم : الصوم يوم تصومون والفطر يوم تفطرون. ولكل واحد من القولين وجه وجيه، والله تعالى أعلم
[التصنيف : فتاوى الصوم ]..

السؤال:
شخص يعمل في دولة الإمارات العربية المتحدة وسيكون غداً في وطنه عمان إلى الساعة التاسعة صباحاً وسوف يستأنف عمله في الإمارات في الساعة الواحدة ظهراً وفي حالة ثبوت رؤية الهلال وكان يوم غد يوم عيد في الإمارات هل يواصل إمساكه أم يفطر عندما يصل إلى هناك ويقوم بإبدال هذه اليوم ؟


الجواب:
إن كان صام ثمانية وعشرين يوما وثبتت الرؤية في البلد الذي انتقل إليه ثبوتاً شرعياً ففي هذه الحالة يفطر ثم يقضي بعد ذلك يوماً مكان ذلك اليوم
[التصنيف : فتاوى الصوم ]..

السؤال:
نحن طلبة ندرس في الخارج في بريطانيا ولم يتأكد لدينا ثبوت الهلال فبعض الجماعة يقولون بأن اليوم هو الثلاثون من شعبان والبعض يقول غير ذلك والبعض يقول يستحيل أن يرى الهلال لأن الفلك لا يصدق ذلك على أي حال حصل خلاف فبعض الأخوة صاموا والبعض لم يصم ، فما قول سماحتكم في هذه المسألة ؟


الجواب:
الصيام منوط برؤية الهلال ، وإن تعذرت الرؤية في ذلك البلد بسبب غيم أو نحوه فالأصل هو الإكمال ، ولكن إن كانت الشهور هكذا عليهم أن ينظروا إلى أقرب بلد من ذلك أي مما يسامت ذلك البلد ويختلف معه في الطلوع والغروب ، فعليهم أن يرجعوا إلى ذلك البلد ، وأن يصوموا بصيامه
[التصنيف : فتاوى الصوم ].

السؤال:
سماحة الشيخ وردت علينا عدة أسئلة تشكك في أن اليوم كان مفترض أن يكون صياماً ، وقد شاع أيضاً عند الناس أننا لا بد أن نقضي هذا اليوم لأن اللجنة قد أخطأت.
أحدهم يقول : لقد رأيت اليوم بعد صلاة المغرب الهلال ، والواضح من حجمه وشكله أنه هلال اليوم الثاني لرمضان وليس الأول ، وبما أنه لم ترد إلى اللجنة المكلفة بالاستطلاع أية بلاغات برؤيته ، والواضح أن عدم رؤيته كان بسبب السحب ، فماذا علي أن أفعل بعد أن تأكدت أن اليوم الثلاثين من شعبان يوم أمس كما أعلن ليس هو إلا غرة رمضان المبارك .


الجواب :
إن الله سبحانه وتعالى ناط الصوم برؤية الهلال ، وجاءت الأحاديث عن النبي عليه أفضل الصلاة والسلام ، والرسول صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ، جاءت لتؤكد ذلك بألفاظ متعددة منها أنه صلى الله عليه وسلّم قال : << صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غم عليكم فاقدروا له >> ، وفي رواية << فأكملوا العدة ثلاثين >> ، وهي تفسر رواية<<فاقدروا له >> ، وجاء في رواية أخرى << لا تصوموا حتى تروا الهلال ولا تفطروا حتى تروه فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين >> . إلى غيرها من الروايات الكثيرة التي تدل على أن الصيام والإفطار كل منهما نيط برؤية الهلال أو تمام عدة الشهر ثلاثين يوما ، ومعنى هذا أن الشهر إن كان في آخر شعبان غيم أو في آخر رمضان غيم فإنه تكمل العدة في هذه المدة ثم بعد ذلك يبتدأ الإنسان في الصيام أو يبتدأ في الفطر من غير التفات إلى أمر آخر.
ودل الحديث على أن النظر في حجم الهلال لا عبرة به ، وهذا كله من أجل قطع دابر الشك فالنبي صلى الله عليه وسلّم عندما يأمر بهذا إنما يأمر بقطع دابر الشك حتى لا يأخذ الناس في الشكوك ، فقد جاء في حديث عند مسلم من رواية ابن عباس رضي الله عنهما أن جماعة من المسلمين كانوا في سفر إلى الحج فلما كانوا بذات نخلة ترآى الناس هلال ذي الحجة فمنهم من قال هو لليلتين ، ومنهم من قال هو لثلاث ليال ، أي رأوه مرتفعاً وكبيراً جداً حتى أن منهم من قال هو لثلاث ليال ، ومنهم من قال هو لليلتين ، فقال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما : هو لليلة رأيتموه فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلّم يقول : إن الله عظّمه لكم لتروه . ومعنى ذلك أن الله جعله كبيراً من أجل أن تتيسر لكم رؤيته ، هو لليلة رأيتموه لا تجعلوه لليلتين أو لثلاث ليال ، فلا معنى لذلك ، وهذا من أجل قطع دابر الشك.
فإذن نحن مستمسكون بهذا النهج ، نهج الرسول صلى الله عليه وسلّم الذي أمرنا به { وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِينا}(الأحزاب:36) ، والله تعالى الموفق
[التصنيف : فتاوى الصوم ].
__________________
قتل امرئ في غابة
جريمة لا تغتفر
وقتل شعب آمن
مسألة فيها نظر!!
  #73  
قديم 06/09/2009, 10:38 PM
صورة عضوية فارس الكلمة
فارس الكلمة فارس الكلمة غير متصل حالياً
عضو مميز
 
تاريخ الانضمام: 23/05/2008
الإقامة: بلادي وإن جار الزمان علي عزيزة
الجنس: ذكر
المشاركات: 1,011
افتراضي الصوم في السفر

الصوم في السفر:


السؤال:
في هذه الحالة إذا أفطر هو في سفره هل مطالب بأن يواصل قضاء هذه الأيام بعد نهايته أم يسع أن يؤخر ؟


الجواب:
نفس الإفطار في السفر من العلماء من شدّد فيه ، فالإمام أبو إسحاق إبراهيم بن قيس الحضرمي مثلاً رحمه الله لا يرى جواز الفطر في السفر لمن كان يصوم الكفارة ، وحكى ذلك الإمام السالمي رحمه الله بقوله ( وحجر الأصل على المكفر *** وصائم النذور فطر السفر ) .
ومن العلماء من رخّص ، وبناء الترخيص فإنه يصوم ذلك اليوم بعد إتمام العدة من أيام صيامه مباشرة من غير تأخير
[التصنيف : فتاوى الصوم ].

السؤال:
الصوم في السفر هل يشمل أيضاً الكفارة ؟


الجواب:
لو أراد أن يصوم في السفر فلا مانع من ذلك إذ لم يكن هنالك دليل على منع الصيام في السفر وإنما أبيح للمسافر أن يفطر في نهار رمضان لأجل التوسعة له ، ولو صام فذلك الصيام خير كما جاء ذلك في حديث أنس رضي الله تعالى عنه
[التصنيف : فتاوى الصوم ].

السؤال:
رجل سافر من عمان باتجاه المغرب العربي مع العلم أن الفارق الزمني قد يصل إلى أربع ساعات بين البلدين ، فما قولكم في توقيت إفطار هذا الصائم وهو في الجو وكلما ذهب إلى الغرب كلما امتد الوقت ؟


الجواب:
الله تبارك وتعالى ناط الحكم بغروب الشمس وبالليل قال تعالى:{وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ} (البقرة: من الآية187) ، فيؤمر الإنسان أن يتم الصيام إلى أن تغرب عليه الشمس ، فإذا غربت عليه الشمس في أي مكان كان فهو انتهى صومه سواء طال الوقت أو قصر ، فقد ينتقل الإنسان من المغرب إلى المشرق ويقصر الوقت وقد يكون بعكس ذلك ، وإنما عليه أن يستمر على صيامه إلى نهاية الوقت الذي حدده له الشارع ، والله تعالى أعلم
[التصنيف : فتاوى الصوم ].

السؤال:
المسافر إذا كان مقيماً في سفره ثم أراد أن يفطر فما حكمه ؟


الجواب:
لا ينهدم الصيام الذي صامه المسافر في حال سفره بفطره الذي يفطره من بعد ويدل على ذلك فعل النبي صلى الله عليه وسلّم إذ صام وصام أصحابه حتى بلغوا الكديد فأفطر ثم أمر أصحابه بالإفطار
[التصنيف : فتاوى الصوم ]..

السؤال:
أنا الآن موجود في تونس وإقامتي هنا غير محددة قد تستمر شهر رمضان أو لا تستمر ، فهل يجوز لي الإفطار في هذه المدة أم لا ؟


الجواب:
بما أنه على سفر فله حق الإفطار إن أراد ، ولكن الصوم أفضل له ما دام هو مستقراً هنالك أي ليس هو على ظهر وإنما هو باقٍ هنالك ولو بضعة أيام فإن الصيام أفضل له وإن كان يَسوغ له الفطر.
وتختلف الظروف بين مسافر ومسافر ، فقد يكون المسافر الفطر خير له عندما يكون يلقى صعوبة ومشقة في صيامه ، وهذا معنى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلّم : ليس من البر الصيام في السفر.
وقد اختلف العلماء في ذلك اختلافاً كثيراً منهم من حمله على معنى ليس من البر الذي يجب أن يُعتنى به وإنما يسوغ غيره ويكون أيضاً برا.
ومنهم من حمله على حالة معين إذا وصل إليها الصائم وذلك أنه جاء في الحديث كما في صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلّم وجد رجلاً قد ظُلِّل عليه في سفره فسئل عليه أفضل الصلاة والسلام عن حاله فقيل له بأنه مسافر ، فقال صلى الله عليه وسلّم : <<ليس من البر الصيام في السفر>> . أي في من كانت حالته كذلك ، وهذا الذي استظهره ابن دقيق العيد وقال بأن هذا ليس من باب قصر عموم اللفظ على خصوص السبب ، فإن عموم اللفظ إنما يُجرى كما هو ولو كان هنالك سبب خاص إلا إن كانت هنالك قرائن تدل على أن ذلك اللفظ الذي أطلقه الشارع إنما أراد به ذلك السبب الخاص أو ذلك الوضع الخاص فإنه يُحمل كلام الشارع على ما تفيده هذه القرائن التي تحف بالقضية كما في هذه المسألة ، وهذا واضح جدا.
فينبغي في من كان يشق عليه الصيام وهو في سفره أن يفطر ، أما من كان مرتاحاً بحيث لا يجد صعوبة ولا حرجاً في صيامه فإن الأفضل في هذه الحالة أن يصوم { وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ}(البقرة: من الآية184).
وقد جاء في حديث الإمام الربيع رحمه الله من طريق أنس رضي الله تعالى عنه أنه قال : سافرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلّم فلم يَعب الصائم من المفطر ، ولا المفطر من الصائم . هذه رواية الربيع ، وقد رواه الشيخان وغيرهما بلفظ (فلم يَعب الصائم على الفطر ولا المفطر على الصائم ) وعلى كلتا الروايتين فإنه يعطى الحديث حكم الرفع ، أما على رواية الربيع فذلك ظاهر ، وأما على الرواية الأخرى فإن ذلك كان على مرأى ومسمع من رسول الله صلى الله عليه وسلّم وقد أقر هؤلاء وهؤلاء على ما هم فلم يعب أحد على أحد . وإنما تراعى الأحوال . النبي صلى الله عليه وسلّم في العام الفتح خرج ومعه أصحابه وكانوا صياماً حتى بلغوا الكديد ، فأفطر وأمر أصحابه بالإفطار ، هكذا جاء في رواية ابن عباس رضي الله عنهما في المسند الصحيح وفي الصحيحين وغيرهما ، ولكن في رواية أبي سعيد الخدري التي جاءت في صحيح مسلم ما يدل على ذلك الظرف الذي أمر فيه النبي صلى الله عليه وسلّم بالإفطار ، فقد جاء في هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلّم صام وصام أصحابه حتى بلغ الكديد ، وقال لهم إنكم ملاقوا عدوكم والفطر أقوى لكم فكانت رخصة فمنهم من أفطر ومنهم من صام ، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلّم بعد ذلك إنكم مصبّحوا عدوكم . فأمرهم بالإفطار بسبب أنهم سيلاقون العدو قال أبو سعيد فكانت عزمة . أي كان الإفطار عزيمة لأن النبي صلى الله عليه وسلّم أمر به . وهذا لا يعني أن الصيام في السفر غير مشروع بعد ذلك الموقف ، بل هو مشروع كما دل على ذلك كلامه بأنهم بعد ذلك سافروا مع النبي صلى الله عليه وسلّم فمنهم من صام ومنهم من أفطر ، وإنما تراعى الظروف كما قلت ، والله تعالى أعلم
[التصنيف : فتاوى الصوم ]..

السؤال:
أود الاستفسار حول صيامي حيث إنني على نية سفر إلى ألمانيا وسوف تقلع الطائرة الساعة الواحدة بعد منتصف الليل ، وكما تعلمون فإن فارق التوقيت بين السلطنة وألمانيا ثلاث ساعات ، والوصول إلى ألمانيا يكون في الساعة الرابعة بتوقيت السلطنة والواحدة بتوقيت ألمانيا ، علماً بأن الفجر هناك يكون في الساعة الواحدة بتوقيت ألمانيا فكيف يكون صيامي في هذه الحالة ، وهل يجوز لي الإفطار ذهاباً وإياباً حيث إنني أمكث في ألمانيا لمدة يومين ؟


الجواب:
الله تبارك وتعالى وسّع ولم يضيّق ، فقد قال عز من قائل :{ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَر}(البقرة: من الآية184) ، أي فالواجب عدة إن أفطر من أيام أخر ، فالمريض والمسافر كل منهما يَسوغ له الفطر ، وبما أن هذا السائل عاقد العزم على السفر ، والسفر في منتصف الليل بحيث يصبح مسافراً فإنه لا خلاف بين العلماء على جواز الفطر له متى ما أراد الفطر ، فلا حرج عليه أن يفطر في ذهابه وفي إيابه ، بل وفي المدة التي يبقى فيها هنالك لأن تلك المدة أيضاً هي مدة سفر ، ويقضي بعد ذلك عدة من أيام أُخر بقدر ما أفطر في سفره ، لا حرج في ذلك.
أما إن صام فإنه يصوم عندما يطلع الفجر في المكان الذي هو فيه ويستمر على الصيام إلى أن تغرب الشمس في المكان الذي انتقل إليه ، لأن الحق سبحانه وتعالى قال :{ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ }(البقرة: من الآية187)، وعندما ينتقل الإنسان من مكان إلى آخر ينتقل حكمه بانتقاله بنفسه ، فلا يكون حكمه حكم المكان المنتَقَل عنه ، وإنما حكم المكان المنتَقَل إليه ، والله تعالى أعلم
[التصنيف : فتاوى الصوم ]..
__________________
قتل امرئ في غابة
جريمة لا تغتفر
وقتل شعب آمن
مسألة فيها نظر!!
  #74  
قديم 06/09/2009, 10:40 PM
صورة عضوية فارس الكلمة
فارس الكلمة فارس الكلمة غير متصل حالياً
عضو مميز
 
تاريخ الانضمام: 23/05/2008
الإقامة: بلادي وإن جار الزمان علي عزيزة
الجنس: ذكر
المشاركات: 1,011
افتراضي الإجارة والوصية بالصوم

الإجارة والوصية بالصوم


السؤال:
امرأة أوصت أولادها بأن يصوموا عنها أربعة أشهر وأن يحجوا عنها ويعتمروا ، فكيف يكون هذا الصيام ؟


الجواب:
في الصيام خلاف بين أهل العلم ، هل يصوم أحد عن أحد ، أو لا يصوم أحد عن أحد ، هناك كثير من العلماء قالوا لا يصوم أحد عن أحد أخذاً بالقياس نظراً إلى أن الصيام عبادة بدينة خالصة ، ولما كانت عبادة بدنية خالصة فلا يسوغ أن يصوم أحد عن أحد كما لا يسوغ أن يصلي أحد عن أحد ، فالصلاة عبادة بدنية خالصة والصيام كذلك ولا يصلي أحد عن أحد ، هذا رأي طائفة من العلماء.
ومنهم من استثنى صيام النذر لأجل الحديث ، دل الحديث أن امرأة نذرت أن تصوم ولم تصم وسئل ابنها رسول الله صلى الله عليه وسلّم فأمره بالصيام عن أمه.
وهناك رأي آخر بأن من مات وعليه صيام صام عنه وليه وهذا جاء به الحديث حديث عائشة رضي الله تعالى عنها عند الشيخين وحمله بعضهم على صيام النذر خاصة ، ولكن هذا يتنافى مع ما ذهب إليه أكثر إليه الأصوليين من أن الحكم العام إذا ورد لفرد من أفراد مدلولاته فإن وروده لذلك الفرد في نص آخر لا يدل على أنه خاص بذلك الفرد أي لا يخصص ذلك عمومه بل يبقى عمومه كما هو ، وقوله صلى الله عليه وسلّم : من مات وعليه صيام . الصيام فيه مطلق ، و(من ) من أدوات العموم فمعنى ذلك من مات وعليه أي صيام كان فإن ذلك الصيام يمكن أن يصومه عنه وليه . والولي تعني القرابة هاهنا إذ القريب هو ولي قريبه.
ومن العلماء من توسع , هذا مذهب أصحابنا المشارقة توسعوا كثيراً حتى أباحوا أن يصوم الأجنبي ، وأباحوا أن يكون هذا الصيام بأجرة ، ولكن بما أن ذلك لم يأت به حديث ، ونفس الصيام هو في الأصل صيام شخص عن شخص خارج عن سنن القياس ، لأن القياس أن لا يصوم أحد عن أحد ، ولولا النص عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم لما قلنا بصيام أحد عن أحد ، وكل ما كان خارجاً عن سنن القياس فغيره عليه لا يقاس ، ولما كان لا يقاس عليه غيره فلا نقول بحال بأنه يسوغ أن يصوم غير الولي وأن يكون هذا الصيام بأجرة ، لا نقول ذلك ، ولذلك نقول بأن أولى الناس بالصيام هم أولادها هم ورثتها ، يصومون إن اقتسموا ذلك بحسب الميراث فذلك خير ، وإن تكفل بعضهم فذلك خير ، ولكن لا يصوم اثنان في وقت واحد ، وإنما لهذا أن يصوم عندما يفطر هذا حتى لا يكون صيامان عن شخص واحد في يوم واحد
[التصنيف : فتاوى في الوصية ].

السؤال:
امرأة أوصت بصيام شهرين فهل يُؤجر عن صيام هذين الشهرين أو يُلجأ إلى الإطعام ؟


الجواب:
العلماء قالوا من أوصى بصيام جاز العدول عن الصيام إلى الإطعام ، ومن أوصى بإطعام لم يجز العدول عن الإطعام إلى الصيام .
على أن صيام أحد عن غيره لم يثبت أنه يكون بأجرة ، بل جاء في حديث عائشة رضي الله تعالى عنها عند الشيخين << من مات وعليه صيام صام عنه وليه >>.
فإذن إن صام عنها وليها فذلك خير ، وأما إذا كان الصيام باستئجار أحد يقوم به وهو من غير أوليائها فالأولى أن يُطعم عنها عن كل يوم مسكين
[التصنيف : فتاوى في الوصية ]
__________________
قتل امرئ في غابة
جريمة لا تغتفر
وقتل شعب آمن
مسألة فيها نظر!!
  #75  
قديم 06/09/2009, 10:42 PM
صورة عضوية فارس الكلمة
فارس الكلمة فارس الكلمة غير متصل حالياً
عضو مميز
 
تاريخ الانضمام: 23/05/2008
الإقامة: بلادي وإن جار الزمان علي عزيزة
الجنس: ذكر
المشاركات: 1,011
افتراضي صيام النذر

صيام النذر


السؤال:
من نذر بصيام ولو يوف بنذره ما حكمه ، وما يجب عليه ؟


الجواب:
هل هو نذر موقوت أو لا ؟ ، فإن كان نذراً موقوتاً وفات وقته قيل عليه أن يقضيه وقيل لا ، القول الأول مبني على أن الأمر بالقضاء هو نفس الأمر بالأداء ، والقول الثاني مبني على أن الأمر بالقضاء أمر ثان غير نفس الأمر بالأداء ، واختلف إن فاته هل عليه كفارة يمين أو لا تلزمه كفارة ، والله تعالى أعلم
[التصنيف : فتاوى النذور ].
__________________
قتل امرئ في غابة
جريمة لا تغتفر
وقتل شعب آمن
مسألة فيها نظر!!
  #76  
قديم 06/09/2009, 10:44 PM
صورة عضوية فارس الكلمة
فارس الكلمة فارس الكلمة غير متصل حالياً
عضو مميز
 
تاريخ الانضمام: 23/05/2008
الإقامة: بلادي وإن جار الزمان علي عزيزة
الجنس: ذكر
المشاركات: 1,011
افتراضي المريض والعاجز عن الصوم

المريض و العاجز عن الصوم:


السؤال:
امرأة تعاني من مرض السكر وهي غير قادرة على الصيام ماذا تصنع إن كانت تعدل إلى بالإطعام ، وكم مقدار الإطعام ، وهل له أن يدفع القيمة ، وإذا كان ذلك كم القيمة أيضاً ؟


الجواب:
على أي حال هي تؤمر بالإطعام لقول الله تعالى : { وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ }(البقرة: من الآية184) إن كانت غير قادرة على الصيام لعلة مزمنة لا يرجى برؤها ، ففي هذه الحالة لا مانع من أن تطعم عن كل يوم مسكينا كما دلت الآية الكريمة بناء على أن الآية محكمة غير منسوخة ، وأن المقصود بالذين يطيقونه الذين يتكلفونه .
والإطعام هو إطعام مسكين ، ولكل مسكين نصف صاع كما دل على ذلك حديث كعب ابن عجرة .
وإعطاء القيمة لم يأت به دليل من السنة ، فترك ذلك أولى ، أولى أن يُطعم المسكين طعاماً ، ولو تعذر ذلك عليه فإنه عليه أن يحتاط في دفع القيمة لأن القيمة هي غير أصل ، الأصل دفع الطعام لا إعطاء القيمة
[التصنيف : فتاوى الصوم ].

السؤال:
رجل لم يصم شهر رمضان في العام الماضي بسبب مرضه ولكنه صام رمضان في هذه السنة فهل يقضي مع الكفارة ؟إذا كان لا يستطيع أن يقضيه متتابعاً ؟


الجواب:
ما دام تركه بعذر وترك القضاء بعذر إلى وقتنا هذا فما عليه إلا القضاء فحسب .
فليقضه متفرقا
[التصنيف : فتاوى الصوم ].

السؤال:
امرأة مسنة تعاني من أمراض - شفاها الله تعالى منها - مثل القرحة الحادة في المعدة وأمراض الكبد والطحال منذ رمن بعيد وإذا صامت أكثر من ثلاثة أيام تأثر كثيراً وتتدهور صحتها ولا تقوى على الصيام وتضطر إلى أن تذهب إلى المستشفى . فهل يجب عليها الصيام وهي على هذه الحالة ؟ وإذا كان لا يجب عليها الصيام فماذا يجب عليها إذا كان الإطعام يجزيها أن تطعم مسكيناً واحداً لكل يوم الأيام التي أفطرتها وما هو المقدار الذي يجب عليها إذا كان الإطعام نقوداً أو طعاما ؟


الجواب:
إن كانت عاجزة عن الصيام بسبب أن الصيام يزيد في مرضها أو أنه يؤخر برئها أو أنها تصاب بإعياء شديد من جرائه بحيث لا تطيقه ففي هذه الأحوال جميعاً لها أن تأكل وتطعم عن كل يوم مسكيناً إن كانت هذه العلة مزمنة فيها. والإطعام على القول الراجح هو نصف صاع لأن حديث كعب بن عجرة دل على أن المسكين يُطعم نصف صاع ، والله تعالى أعلم
[التصنيف : فتاوى الصوم ].
__________________
قتل امرئ في غابة
جريمة لا تغتفر
وقتل شعب آمن
مسألة فيها نظر!!
  #77  
قديم 06/09/2009, 10:46 PM
صورة عضوية فارس الكلمة
فارس الكلمة فارس الكلمة غير متصل حالياً
عضو مميز
 
تاريخ الانضمام: 23/05/2008
الإقامة: بلادي وإن جار الزمان علي عزيزة
الجنس: ذكر
المشاركات: 1,011
افتراضي صيام النفل

صيام النفل :


السؤال:
ما حكم صيام العشر الأول من ذي الحجة ؟


الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد:
فهذه الأيام العشر هي أيام مباركات ، لها شأن عظيم عند الله تبارك وتعالى ، ولذلك أقسم الله تبارك وتعالى بلياليها تنويهاً بقدرها وتبياناً لعظم شأنها عنده فقد قال :{ وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ } (الفجر:1-2) ، والمراد هذه العشر الليالي التي تسبق يوم النحر هي أيام مباركات ، هي أيام فيها خير عظيم ، جاء في الرواية عن النبي صلى الله عليه وسلّم بأنه ما من أيام فيها العمل أحب إلى الله تبارك وتعالى منه في هذه الأيام العشر ، فالأعمال كلها تكون في هذه الأيام العشر أعمالاً مضاعفة الأجور ، أعمالاً ذات شأن عند الله سبحانه وتعالى ويندرج في ذلك الصيام فإن الصيام من جملة الأعمال التي يتقرب بها العباد إلى الله ، ولذلك يسن صيام هذه الأيام جميعاً ، ومن لم يتمكن من صيامها جميعاً فليصم اليوم التاسع كما هو معروف ، وصيام اليوم التاسع أجره أجر عظيم وقدره قدر جسيم ، والله تبارك تعالى أعلم
[التصنيف : فتاوى الصوم ].

السؤال:
من لا يلتزم صيام أيام النفل باستمرار ، مرة يصوم ومرة لا يصوم كالاثنين والخميس والأيام البيض ، هل عليه شيء في عدم التزامه هذا ؟


الجواب:
لا حرج عليه ، ولكن خير الأعمال وأحبها إلى الله أدومها . هكذا ينبغي للإنسان أن يداوم على العمل ، ولكن لا يقال بأنه أثِم لأن هذا العمل من أصله هو مندوب إليه وليس هو بواجب عليه
[التصنيف : صوم النفل].

السؤال:
هناك من يتفاعل مع هذا الحدث العظيم فيراه مناسبة دينية ولذلك قد تتوق نفسه إلى صيام اليوم الأول من مطلع السنة الهجرية ، فما حكم صيام هذا اليوم ؟


الجواب:
على أي حال صيامه كصيام بقية الأيام ، لا يُمنع أن يصوم الإنسان أول يوم من أيام السنة كما يصوم أي يوم من الأيام التي لا يمنع الصيام فيها ، إذ ليس هنالك مانع من صيام هذا اليوم كالمانع من صيام العيدين ، أو المانع من صيام أيام التشريق ، أو المانع من إفراد يوم الجمعة وحده بالصيام كما جاء ذلك في الحديث ، هذا مما لم يكن في صيام أول يوم من أيام الهجرة ولكن لم ترد سنة أيضاً بتخصيصه بالصيام ، هذا مما لم ترد به سنة ، فلذلك نحن نود من الناس أن يصوموا وفق مقتضيات السنة ، فمما ينبغي للناس أن يصوموا اليوم التاسع والعاشر من المحرم ، فإن النبي صلى الله عليه وسلّم صام يوم عاشوراء وحضّ عليه صيامه وقال ( لئن بقيت لأصومن التاسع والعاشر إن شاء الله ) فتطبيق ما كان حريصاً عليه صلوات الله وسلامه عليه مما ينبغي أن لا يفوت المسلم
[التصنيف : صوم النفل].

السؤال:
ما حكم صيام يوم الجمعة منفرداً إن كان تتمة لست من شوال ؟


الجواب:
أما يوم الجمعة فقد جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلّم النهي عن صيامه إلا أن يصوم يوماً قبله أو يوماً بعده اللهم إلا أن يصادف يوماً يصومه أحدكم ، بأن يعتاد الإنسان أن يصوم يوماً من الأيام كيوم عاشوراء مثلاً ويصادف ذلك اليوم يوم الجمعة أو كيوم التاسع من ذي الحجة ويصادف ذلك اليوم يوم الجمعة فلا بأس في صيامه وحده في هذه الحالة لأن ذلك مما استُثني في حديث الرسول صلى الله عليه وسلّم .
فهذا إن كان صام الست من شوال واعترضه ما أخّره عن مواصلة الصيام ثم بقي يوم وزال ذلك المانع الذي بسببه امتنع عن مواصلة صيامه فإنه لا مانع من أن يصوم يوم الجمعة لأنه اليوم المتبقي فحتى يتواصل مع الأيام الباقية ، إذ هو في حكم من كان متواصلاً صومه
[التصنيف : صوم النفل].

السؤال:
هل يوم السبت يكره الابتداء به في الصيام وعندما ابتدأ أنا من السبت وانتهي يوم الاثنين هل ذلك صيام صحيح ؟


الجواب:
نعم ، لا حرج في ذلك ، ولا دليل على منع ابتداء الصيام من يوم السبت
[التصنيف : صوم النفل].

السؤال:
هل يصام يوم عرفة منفرداً أو أنه يحتاج إلى صيام يوم قبله أو بعده خاصة إذا صادف يوم جمعة ؟


الجواب:
صيام يوم عرفة إن صام يوماً قبله فلا حرج ، إن صام يوم الثامن واليوم التاسع فلا حرج ، لكن أن يصوم يوماً بعده فإن اليوم العاشر هو يوم عيد ، ويوم العيد لا يجوز صيامه بإجماع المسلمين سواء كان عيد الأضحى أو كان عيد الفطر ، لا يجوز صيام العيد لأن يوم العيد هو يوم ضيافة الله فمن صامه فقد رد ضيافة الله تبارك وتعالى.
أما يوم الجمعة فإنه ينهى عن صيامه وحده إلا أن يصادف يوماً يصومه أحدكم كما جاء في الحديث ، فمن صادف يوماً اعتاد الإنسان صيامه فلا حرج عليه أن يفرده بالصيام ، لو كان صادف يوم الجمعة يوم عرفة فلا حرج أن يصومه الذي اعتاد أن يصوم يوم عرفة ، وكذلك لو صادف يوم الجمعة يوم عاشوراء فلا حرج أن يصومه من اعتاد أن يصوم يوم عاشوراء ، وكذلك لو صادف أي يوم من الأيام التي اعتاد الإنسان أن يصومها فلا حرج في ذلك .
نعم يوم عاشوراء أيضا ينبغي أن يصوم معه التاسع ، وإن كان النبي صلى الله عليه وسلّم كان يفرده بالصيام وحده إلا أنه قال قبل وفاته : لئن بقيت إلى العام القابل لأصومن التاسع مع العاشر . فينبغي للإنسان أن يجمع بين التاسع والعاشر ، والله تعالى أعلم
[التصنيف : صوم النفل].

السؤال:
ما هو فضل صيام يوم عرفة ؟


الجواب:
لا ريب أن يوم عرفة يوم عظيم وصيامه فيه الأجر الكبير إلا الواقف في عرفة إن كان يخشى أن يضعف ، وينبغي للإنسان ألا يصوم حتى لا يضعف عن الوقوف فإن ذلك اليوم يوم يضاعف فيه أجر الذكر للذاكرين عندما يكونون هنالك في الموقف العظيم ، فلا ينبغي للإنسان أن يضعف نفسه بصيامه ، والنبي صلى الله عليه وسلّم لم يصم في ذلك اليوم فلا ينبغي لأحد أن يصوم حتى لا يضعف نفسه عن الذكر
[التصنيف : صوم النفل].
__________________
قتل امرئ في غابة
جريمة لا تغتفر
وقتل شعب آمن
مسألة فيها نظر!!
  #78  
قديم 06/09/2009, 10:48 PM
صورة عضوية فارس الكلمة
فارس الكلمة فارس الكلمة غير متصل حالياً
عضو مميز
 
تاريخ الانضمام: 23/05/2008
الإقامة: بلادي وإن جار الزمان علي عزيزة
الجنس: ذكر
المشاركات: 1,011
افتراضي ما يفسد الصوم

ما يفسد الصوم :


السؤال:
حكم الغيبة هل تؤثر على الصائم ؟


الجواب:
جاء في الحديث عن رسول الله صلى عليه وسلم : << الصيام جنة >> وفي بعض الروايات << الصيام جنة عن الغيبة >> وقد جاء في حديث ابن عباس رضي الله عنهما في المسند الصحيح مسند الإمام الربيع بن حبيب رحمه الله << الغيبة تنقض الوضوء وتفطر الصائم >> وهذا الذي نعمل به هذا الذي تأخذ به وهو يعتضد بالروايات الأخرى من بينها رواية أبي هريرة رضي الله عنه عن الإمام البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: << من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجه في أن يدع طعامه وشرابه >> ، فهذا المغتاب عليه أن يعيد يومه وتسقط عنه الكفارة ، والله تعالى أعلم
[التصنيف : فتاوى الصوم ].

السؤال:
من غش في الاختبار نهار الصيام فعل ذلك مرتين هل يطالب بإعادة هذين اليومين ؟ وهل يشترط التتابع إن كان في شهر واحد أو في شهرين متفرقين ؟


الجواب:
الأمر لله عز وجل ، الغش على أي حال ليس من شيمة المسلم ( من غشنا فليس منا ) ، وهذا غش للأمة جميعاً أن يحاول الإنسان بأن يغش في الاختبارات ، لا يغش بذلك فرداً من الناس إنما يغش الأمة بأسرها ، إذ قد يحمل شهادة وهي شهادة زور لأنه لم يتوصل إليها بجدارة ، ويُبوأ مكاناً في العمل ما كان حقيقاً بذلك المكان وليس هو متقن لذلك العمل سيكون هذا غشاً للأمة ، فلذلك شددوا في هذا الأمر .
وبطبيعة الحال نحن نرى بأن الصيام يجب أن يكون خالصاً من شوائب المعاصي لأن حديث النبي صلى الله عليه وسلّم يقول :<< من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه >> ، وفي الحديث الآخر << ولا صوم إلا بالكف عن محارم الله >> ، والقرآن الكريم يشير إلى ذلك وذلك في قوله تعالى :{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (البقرة:183) ، أي لتتقوا ، فالغاية من مشروعية الصيام هي أن يتقي الإنسان ربه سبحانه وتعالى ، وهذا عندما يتعود اجتناب المعاصي بجميع أنواعها ما دام صائماً فإنه بذلك يتدرب على اتقاء معاصي الله سبحانه وتعالى ولأجل هذا نرى أن يعيد هذين اليومين .
وهل يشترط التتابع أولا يشترط التتابع ، في ذلك خلاف لا سيما وقد انتهك هذه الحرمة في يومين غير متتابعين ، فذلك لا نرى حرجاً إن لم يتابع ما بينهما في القضاء
[التصنيف : فتاوى الصوم ].

السؤال:
إن مارس العادة السرية في شهر رمضان في الليل ، هل يضر ذلك صيامه في النهار ؟


الجواب:
حقيقة الأمر كل ما يفعله الإنسان في ليل رمضان يضاعف وزره إن كان معصية ، ولكن لا يؤثر في صيامه الذي في النهار من حيث النقض ، لا يؤثر عليه شيئاً ولكن إنما يبقى وزر ذلك وزراً مضاعفاً إن لم يحسن التوبة إلى الله تبارك وتعالى
[التصنيف : فتاوى عامة].

السؤال:
ما هو الصيام الحقيقي الذي يصد المسلم عن فعل مثل هذه العادة ويبتعد عنها ؟


الجواب:
الصيام الذي يبعد الإنسان من الوقوع في شهواته هو الصيام الشرعي الذي يغض الإنسان فيه بصره ويحفظ لسانه ويضبط جميع حركاته ويستطيع به أن يقيد أيضاً مشاعره وأحاسيسه لتكون منسجمة مع روح التقوى التي يمليها الصيام عليه
[التصنيف : فتاوى عامة].

السؤال:
أنا شاب مبتلى بعادة قبيحة ألا وهي العادة السرية وحاولت أن أقطعها في شهر رمضان ولكن ما إن وصلت منتصف رمضان إلا ومارست هذه العادة القبيحة ومارستها في الليل ، وحاولت قبل رمضان أن أقطعها بدون فائدة ، وذهبت إلى أداء العمرة لعل قلبي يخشع وأترك هذه العادة ، وما إن مضى شهر تقريباً إلا وعدت إلى هذه العادة القبيحة ، شيخي الفاضل أرجو منك أن تدعو لي في هذا الشهر الكريم وأن يهديني من أجل مقاطعتها . يسأل الآن بماذا تنصحونه حتى يتركها ؟


الجواب:
حقيقة الأمر هذا كله إنما يرجع إلى الوساوس التي تنتاب الإنسان بسبب العزوبة ، فلذلك كان حرياً به أن يحاول بأن يعف نفسه بالزواج الشرعي إذ النبي صلى الله عليه وسلّم يقول : ( يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء)، فهو مأمور أولاً بالزواج ، لأن في الزواج استجابة لداعي الفطرة ، ولأن فيه تنمية للغريزة واستغلالاً لها فيما يعود بالمصلحة على الإنسانية ، يعود بالمصلحة على الإنسان نفسه بحيث يكون في ذلك امتداد لحياته متمثلة هذه الحياة الممتدة في حياة أعقابه من الذرية ، ولأن في ذلك راحة لضميره ولباله ، كما أن في ذلك كما قلنا مصلحة للأمة من حيث تنمية هذه الأمة وتكثير سوادها فيكون في ذلك خير كثير لها.
ثم إن تعذر عليه أن يتزوج لسبب أو لآخر وذلك بأن لم يجد المؤونة التي تسد حاجته في الزواج الشرعي ففي هذه الحالة يعدل عن الزواج إلى الصيام لعل في الصيام كسراً لشهوته وحداً لغريزته.
ولكن مهما يكن فعليه دائماً أن يكون موصولاً بربه سبحانه وتعالى يستشعر هيبة الله تبارك وتعالى وخشيته ونعمته عليه ليستشعر الحياء منه والخوف منه ، وعليه بجانب ذلك أيضاً أن يكثر من ذكر الله آناء الليل وآناء النهار ، وأن يكثر من ذكر الموت وغصته والقبر ووحشته والحساب وهوله والجنة ونعيمها والنار وجحيمها ، والله تعالى أعلم
[التصنيف : فتاوى عامة].

السؤال:
عن المعاصي وتأثيرها في الصوم ؟


الجواب:
نحن قلنا بأن الكبائر والكبائر ما ورد عليها وعيد المعاصي فالكبائر بناء على حديث النبي صلى الله عليه وسلم <<لا صوم إلا بالكف عن محارم الله>> وقوله: <<من لم يدع قول الزور والعمل به >> فالكبائر تبين نقضها للصيام وقوله تعالى : {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}(البقرة: من الآية183)) أما الصغائر فلا نقوى على القول بأنها ناقضة والله تعالى أعلم
[التصنيف : فتاوى الصوم ].

السؤال :
إذا جلس الشخص بجانب شخص يدخن هل يفطر ذلك أم لا ؟


الجواب:
مما يؤسف له أن الناس الذين اعتادوا التدخين اعتادوا سوء الأخلاق والعياذ بالله ، فهم لا يبالون في الإضرار بغيرهم ، ذلك لأن التدخين كما قلنا ليس مضراً للمدخن وحده فحسب بل هو مضر لمن يجلس حوله . وينبغي للإنسان أن يتفادى الجلوس مع المدخنين في كل وقت من الأوقات لما يسبه ذلك من الضرر ، ثم بجانب ذلك إن كان صائماً يتأكد الأمر بالابتعاد عن المدخنين لئلا يلج إلى حلوقهم شيء من الدخان الذي يخرج من أفواه المدخنين أو الذي ينبعث من السجائر هكذا ، ولكن مع تفادي دخول ذلك في الأنف أو دخوله من طريق الفم فإنه لا يتأثر صيامه إلا أنه ينبغي للعاقل أن يتفادى الجلوس مع هؤلاء في كل أحواله ولا سيما حالة الصوم ، والله تعالى أعلم
[التصنيف : محذورات الصوم ].

السؤال :
رجل أحس بألم في عينه فوضع لها دواء دهني مرهما قرابة الساعة الرابعة فجراً وأحس بطعم الدواء في حلقه صباح اليوم التالي ، فما حكم صيام ذلك اليوم ؟


الجواب:
حقيقة الأمر المرهم نوعاً ما يختلف عن القطرة ، لأن المرهم جامد ولربما أحس لكن من غير أن تسيل عينه إلى الداخل ، يمكن أن يكون الإحساس إنما بسبب سريان طعم هذا المرهم من المكان الذي هو فيه ، وما لم يتبين له أنه ولج إلى جوفه شيء فلا نقول بلزوم القضاء عليه ، أما إن تبين أنه ولج إلى جوفه شيء فعليه القضاء ، ولكن مع هذا ننصحه ألا يفعل ذلك إلا في الليل فإن من حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه.
والعين يمتد أثر ما يقع فيها لا سيما إن كان سائلاً فإنه سرعان ما يلج إلى الحلق ومن الحلق إلى الجوف ، فلذلك كان الضرورة أن يتجنب الإنسان التقطير فيها ، وينبغي أيضاً أن يتجنب وضع حتى نحو المراهم فيها خشية أن يتسرب شيء منها إلى داخل الجوف لأنه من الممكن أن يذوب هذا المرهم مع الدمع ويصل إلى الجوف فذلك أمر محتمل ، والله تعالى أعلم
[التصنيف : محذورات الصوم ].

السؤال:
رجل من البريمي أفطر على توقيت مسقط وضع قطرة من الماء ثم امتنع عندما أخبره ولده ؟ ما الحكم ؟


الجواب:
ليس له أن يفطر على أذان مسقط لما بين البلدين من الفارق ، فمسقط يتقدم فيها الأذان بنحو عشر دقائق أو أكثر من عشر دقائق ، أي يتم غروب الشمس فيها قبل عشر دقائق أو أكثر من غروبها في البريمي ، فلذلك كان جديراً بأن لا يفطر حتى يؤذن في نفس البلد ، إذ الإنسان متعبد بحسب البلد الذي هو فيه في صلاته وفي إفطاره وفي صيامه وفي كل شيء ، وما قاله الله تبارك وتعالى من قوله : { وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْر}(البقرة: من الآية187) إنما هو بحسب المكان الذي هو فيه لا بحسب المكان الآخر، وكذلك قوله: { ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ}(البقرة: من الآية187) إنما هو بحسب المكان الذي هو فيه ، وقوله : { أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً} (الاسراء:78) كل ذلك إنما هو بحسب المكان الذي هو فيه.
فليس له أن يفطر أو أن يلتزم الإمساك أو أن يفعل أي شيء آخر بحسب توقيت بلد غير البلد الذي هو فيه ، وليس له أن يصلي بحسب توقيت بلد آخر غير البلد الذي هو فيه لأن هذه تعبدات نيطت بأحوال طبيعية معروفة فعلى الإنسان أن يلتزم هذه العبادة وفق ما فرض الله تبارك وتعالى عليه.
وإن كان ذلك خطأً ولم يكن قاصداً الإفطار وكان جاهلاً بالفرق أو أنه ظن بأن ذلك الأذان أذان البلدة التي هو فيها وكان لا يرى الأفق في مكان يتوارى عن الأفق بحائل يحول دون رؤية الأفق ففي هذه الحالة يمكن أن يحمل صنيعه هذا على ما إذا أفطر ناسياً بحيث أكل أو شرب ناسياً فإن الحديث دل على أن الله أطعمه وسقاه ففي هذه الحالة لا حرج عليه.
أما إن كان يعرف الفرق وأتى ذلك وفعل ذلك بنفسه ففي هذه الحالة لا يعذر ، ونسأل الله تبارك وتعالى العافية
[التصنيف : محذورات الصوم ].
__________________
قتل امرئ في غابة
جريمة لا تغتفر
وقتل شعب آمن
مسألة فيها نظر!!
  #79  
قديم 06/09/2009, 10:51 PM
صورة عضوية فارس الكلمة
فارس الكلمة فارس الكلمة غير متصل حالياً
عضو مميز
 
تاريخ الانضمام: 23/05/2008
الإقامة: بلادي وإن جار الزمان علي عزيزة
الجنس: ذكر
المشاركات: 1,011
افتراضي ما لا يفسد الصوم

ما لا يفسد الصوم:


السؤال:
امرأة يُصيبُها وتأتيها في حلقها حموضة وفي بعض الأحيان هذه الحموضة تَخرُج لِترى أثَر دَم في الحلق، في هذه الحالة كيف يكون صيامها ؟


الجواب:
هي عليها أن تصوم وأن تَستمِر على صيامها وإن خرجت هذه الحموضة فليس لَها أن تَقطَع صيامها ولكن عليها ألاّ تَتعمَّد بَلْعَ شيءٍ مِمّا يُمكِنها إخراجه، أما ما لم يُمكِنها إخراجه فإنها غيرُ مُتَعَبَّدَةٍ بِإخراجه، إذ الإنسان لا يُتَعَبَّدُ إلا بِما كان في استطاعته، فالله تعالى يقول : {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلا وُسْعَهَا}(البقرة: من الآية286)، ويقول : { لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلا مَا آتَاهَا}(الطلاق: من الآية7) ، ويقول النبي صلى الله عليه وسلّم: <<إذا أمرتكم بِأمر فأتوا منه ما استطعتم >>؛ والله تعالى أعلم
[التصنيف : فتاوى الصوم ].

السؤال:
امرأة ابتلي زوجها في رمضان بمرض فكانت تقوم على شأنه ويستدعي الحال أحياناً أن تتكشف على عورته فهل في ذلك من بأس ؟


الجواب:
ليس عليها في هذا من حرج . الناس يظنون أن الرجل إذا اطلع على عورة زوجته أو أن المرأة إذا اطلعت على عورة زوجها فسد صيامهما وليس كذلك ، ففي ما بين الزوجين لا ينقض الصيام إلا الجماع أو الاستمناء ، أما ما دون ذلك فلا ينقض الصيام ، بل ولو لمس عورة المرأة من غير حائل وهي امرأته فإنه يبقى صيامه صياماً صحيحاً ، وكذلك هي لو لمست عورته من غير حائل ومن غير ضرورة كان صيامها صياماً صحيحاً ، فكيف من وجود الضرورة ، فمن باب أولى أن يُتوسع في الضرورات ما لا ُيتوسع في غيرها
[التصنيف : فتاوى الصوم ].

السؤال:
امرأة مصابة بمرض الربو وتضطر في نهار الصيام إلى استنشاق الهواء للتنفس وقد يضيق عليها الحال لدرجة أنها تتقيأ أحياناً ، قد تطلب القيء بنفسها أحياناً وقد يخرج بنفسه ، فما حكم صيامها ؟


الجواب :
أما إن خرج منها اضطراراً بحيث لم تكن هي متعمدة للتقيؤ فلا عليها في ذلك إذ القيء لا يبطل الصوم ، وإنما يبطله التقيؤ وهو أن يحاول الإنسان أن يقيء بحيث يدخل أصبعه مثلاً في حلقه لأجل أن يقيء ، فمن تقياً فليعد ، ومن لم يتقيا بل قاء بطبعه فما عليه حرج في صيامه
[التصنيف : فتاوى الصوم ].

السؤال:
امرأة حامل يكثر قيئها في نهار الصيام فهل يؤثر ذلك على الصيام ؟


الجواب:
لا ، القيء لا يؤثر إلا بالنسبة إلى من استقاء عمداً ، إذا حاول الإنسان أن يتقيأ عمداً كأن يدخل أصبعه في حلقه
[التصنيف : فتاوى الصوم ].

السؤال:
نزيف المرأة الحامل قبل الولادة في نهار رمضان هل يؤثر على الصوم ؟


الجواب:
لا يؤثر النزيف سواء من الحوامل أو من غيرهن ، إنما المؤثر دم الحيض أو دم النفاس
[التصنيف : فتاوى الصوم ].

السؤال:
امرأة يأتيها رعاف في نهار الصوم وفي يوم من الأيام خرج منها نخام ممزوج بالدم فهل يؤثر ذلك على صيامها ؟


الجواب :
لا يؤثر ذلك على الصيام . الدم الخارج من الأنف والخارج من الفم والخارج من جميع الجسد ليس هو كدم الحيض ، بل حتى ما خرج من مخرج الحيض إن كان استحاضة فلا ينقض الصيام ، وإنما ينقضه دم الحيض ودم النفاس
[التصنيف : فتاوى الصوم ].

السؤال:
امرأة تصوم هذه الأيام قضاء من عليها من أيام رمضان لكنها احتلمت في النهار فلم تر شيئاً من الماء ، فهل يؤثر ذلك على صيامها ؟


الجواب:
لا يؤثر ذلك على صيامها ، وليس عليها أن تغتسل ما دامت لم تر الماء ، لأن النبي صلى الله عليه وسلّم قال لأم سليم في سؤالها عن احتلام المرأة هل عليها غسل إن احتلمت . قال : نعم إن رأت الماء . فهي مطالبة بالغسل إن رأت الماء ، ولو رأت الماء كان عليها أن تسارع إلى الاغتسال وليس عليها أكثر من ذلك ولو كانت في حالة الصيام
[التصنيف : فتاوى الصوم ].

السؤال:
ما حكم من تبرع بالدم وهو صائم ، هل يصبح مفطراً ؟


الجواب:
هذه القضية يعتريها الخلاف الذي وقع بين الأمة في الحجامة هل تنقض الصوم أو لا تنقض ، والخروج من عهدة الخلاف خير للإنسان ، فينبغي للإنسان أن يخرج من عهدة الخلاف مهما أمكنه
[التصنيف : فتاوى الصوم ].

السؤال:
هل فحص السكر في الدم يؤثر على الصيام علماً بأن هذا الفحص هو عبارة عن وخزة صغيرة في طرف الأصبع لإخراج قطرة دم ؟


الجواب:
القول الذي نأخذ به ونعتد به أن إخراج الدم لا يؤدي إلى إبطال الصيام ، هذا قول جمهور الأمة وعليه المعول عندنا ، إنما هناك من قال بأن الحجامة تنقض ولكن مثل هذا الوخز اليسير حتى الذين قالوا بأن الحجامة تفسد الصوم لا يقولون بهذا
[التصنيف : فتاوى الصوم ].

السؤال:
ما حكم الكي في نهار رمضان ؟


الجواب:
إذا كان هذا الكي لأجل علاج فإنه لا ينقض الصوم ، لا يؤثر على الصيام إذ ليس هو إدخال لشيء في الجوف
[التصنيف : فتاوى الصوم ].

السؤال:
مريض بالقلب يضع تحت لسانه أقراصاً فتذوب هناك لكنه لا يدخل شيئاً من حلاوته أو مرارتها في فمه إنما يمج ذلك ، وهو صائم فما الحكم ؟


الجواب :
أما إذا كان يمج ذلك ولا يصل شيء منه إلى جوفه فلا يتأثر بذلك صيامه
[التصنيف : فتاوى الصوم ].

السؤال:
امرأة تشتكي من خروج الدم من بين أضراسها باستمرار وعندما تنام يتسرب شيئا منه إلى حلقها مما تضطر إلى عدم النوم في نهار رمضان فما حكمها ؟


الجواب:
لا ، عليها أن تنام ، ولا يلزم أن يكون هذا الدم يتسرب إلى الحلق عندما تنام فقد يعصمها الله تعالى من ذلك ولئن وقع ذلك في غير حالة اختيار بأن يكون ذلك اضطرار فإن الله تعالى لا يؤاخذها بما وقع عليها اضطرارا وإنما عليها أن تحترس مع إمكانها فحسب ، والله تعالى أعلم
[التصنيف : فتاوى الصوم ].

السؤال:
امرأة تعاني من ألم في الرأس وهذا الألم يتسبب في إنزال دم في حلقها وفمها فما حكم صومها في هذه الحالة ؟


الجواب:
إن لم تبتلع شيئاً من الدم وهي قادرة على عدم ابتلاعه فصومها صحيح ، أما لو غلبها الدم وولج حلقها من غير أن تتعمد فإن ذلك لا يؤثر عليها ، وإنما يؤثر عليها لو ولج شيء من الدم إلى الجوف وهي قادرة على عدم إيلاجه ففي هذه الحالة عليها إعادة الصيام ، والله تعالى أعلم
[التصنيف : فتاوى الصوم ]..

السؤال:
امرأة خلعت سناً واستمر النزيف إلى اليوم التالي ، فما الحكم ؟


الجواب:
النزيف لا يؤثر شيئاً على الصوم ، وإلا لأثرت الاستحاضة مع أن الاستحاضة غير ناقضة للصيام ، والله تعالى أعلم
[التصنيف : فتاوى الصوم ]..

السؤال:
كنت مريضاً قبل يومين فذهبت إلى الطبيب فأعطاني إبرة في فخذي ووضع فوق مكان الإبرة شريطاً لاصقاً ، وفي نفس الليلة أصابتني جنابة فقمت واغتسلت ولكنني لم أنزع الشريط اللاصق فلا بد أنه لم يصل الماء إليه أثناء الاغتسال ، ولم يصل الماء إلى موضع الإبرة بسبب الشريط اللاصق ولم أنتبه إلا بعد مضي يوم ونصف ، فما حكم صيامي وصلاتي ؟


الجواب:
صيامك وصلاتك صحيحان لأن ذلك حكمه حكم الجبيرة ، ويجوز المسح على الجبيرة من أجل الضرورة في الغسل وفي الوضوء
[التصنيف : فتاوى الصوم ].
__________________
قتل امرئ في غابة
جريمة لا تغتفر
وقتل شعب آمن
مسألة فيها نظر!!
  #80  
قديم 06/09/2009, 10:53 PM
صورة عضوية فارس الكلمة
فارس الكلمة فارس الكلمة غير متصل حالياً
عضو مميز
 
تاريخ الانضمام: 23/05/2008
الإقامة: بلادي وإن جار الزمان علي عزيزة
الجنس: ذكر
المشاركات: 1,011
افتراضي تابع.. ما لا يفسد الصوم


السؤال:
هل العيدان التي تستخدم لتنظيف الأذن تفطر أم لا ؟


الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلّم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
فإن إدخال الإنسان إصبعه في فيه أو في أنفه أو في أذنه أو في عينه غير مفطر ، فللإنسان أن يتمضمض ويدخل إصبعه لينظف أسنانه أثناء مضمضته من غير أن يؤثر ذلك على صيامه ، وكذلك أي الإنسان أيضاً أن يدخل إصبعه في خياشيم أنفه عندما يتوضأ في حال استنشاقه ولا مانع من ذلك ولا يؤثر ذلك شيئاً على صيامه ، وكذلك لو أدخل إصبعه في عينيه لما كان ذلك مؤثراً على صيامه.
هذا مع أن الأذن غير موصلة إلى الجوف ، هذا إن كانت أذناً سليمة لأن هنالك ما يسد وصول أي شيء إلى الجوف ما لم تكن الطبلة مخترقة ، أما إن كانت الطبلة سليمة فإنه من الملاحظ أنه لا يمكن أن يصل شيء إلى الجوف ، فالإنسان قد يضع ماءاً في أذنه ويبقى فترة طويلة حتى إذا قام وجد ذلك الماء على حاله لم ينزل من شيء داخل الأذن ، وهذا مما يدل على أن الأذن غير موصولة إلى الجوف.
وقد بيّنا أن الفم الذي هو المدخل الأول إلى الجوف عندما يدخل الإنسان شيئاً في فيه لا يؤثر ذلك على صيامه ، بل للإنسان أن يستاك فالنبي صلى الله عليه وسلّم روي عنه بأنه كان يستاك بالرطب واليابس وهو صائم ، وجاءت الرواية التي أطبقت الترغيب في السواك قبل الوضوء وقبل الصلاة فالنبي صلى الله عليه وسلّم قال كما في حديث أبي هريرة : لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة وعند كل وضوء . ولم يكن ذلك مؤثراً على الصيام قط ، وإنما كره بعض العلماء السواك من بعد الزوال ليفطر الإنسان على خلوف ، حتى لا يُذهب الرائحة الحاصلة من أثر الصوم ، هذا قول طائفة من أهل العلم ، ولكن الصحيح بأنه لا يكره السواك سواء قبل الزوال أو بعده ، وسواء كان بالرطب أو باليابس . بل أكثر من ذلك جاء في الرواية عن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلّم : هششت فقبّلت وأنا صائم . كان متحرجاً بسبب ما وقع منه . فقال له النبي صلى الله عليه وسلّم : أرأيت أن لو وضعت في فيك ماءاً ثم مججته أكان ذلك ناقضاً لصومك ؟ قال له : لا . قال : ففيم إذن . ومعنى هذا أن النبي صلى الله عليه وسلّم علّم عمر رضي الله عنه قياس القبلة التي هي مقدمة للجماع بالمضمضة التي هي مقدمة للشرب فكما أن المضمضة التي هي مقدمة للشرب لا تفطر الصيام كذلك القبلة.
والأذن كما قلنا هي غير موصلة إلى الجوف فلا يتحرج الإنسان ولو وضع فيها قطوراً فضلاً عن أن ينظفها بعيدان أو بأي شيء آخر فإن ذلك لا يؤثر على صيامه قط ، والله تعالى أعلم
[التصنيف : فتاوى الصوم ].

السؤال:
امرأة استخدمت العطر وهي صائمة فأحست منه شيء في حلقها ، فماذا عليها ؟


الجواب:
إن كانت لم تقصد ذلك وإنما وصل إلى حلقها خطأ ، وحاولت أن تبصق وأن تتنحنح وأن تبصق بعد ذلك لإخراج آثار ذلك العطر الذي وصل إلى حلقها فأرجو أن لا يكون عليها حرج إن شاء الله
[التصنيف : فتاوى الصوم ].

السؤال:
ما حكم صائم يعاني من وجود البلغم في حلقه طوال النهار ، ليس نخامة غليظة ولا ريقاً كالذي يخرج من حلق الإنسان إذا تنحنح ، وإذا حاول إخراجه كل مرة سيقع في حرج كبير إذ يكون ذلك همه طول النهار ، وماذا يلزمه إذا ابتلعه مع إمكانية أن يطرحه ؟


الجواب:
أولاً قبل كل شيء ينبغي أن نفرق بين حالة الشدة وحالة الرخاء ، أو بين حالة الضيق وحالة السعة ، فهذه المسألة هي مختلف فيها من أساسها ، لأن العلماء اختلفوا في ما إذا عارض الإنسان وهو في صلاته أو وهو في صيامه شيء من ذلك ، فمنهم من قال بأن كل ما نزل من الرأس أو صعد من الصدر ينقض الصلاة والصيام جميعا إذا ابتلعه أي إذا بلع شيئاً من ذلك وقد كان قادراً على إخراجه ثم بلعه متعمداً فإنه ينقض صلاته إن كان في صلاته لأن المصلي ليس له أن يتناول شيئاً مما يدخل جوفه وهذا أدخل جوفه غير الريق الطبيعي وكذلك إن كان في صيامه من غير أن يفرق بين ما نزل من الرأس أو ما صعد الصدر.
ومنهم من قال بأن ما صعد هو الناقض بخلاف النازل من الرأس.
ومنهم من قال بعكس ذلك أي ما نزل من الرأس هو الناقض. ومنهم من قال بأن ما نزل من الرأس ينقض الصلاة دون الصيام ، وما ارتفع من الصدر ينقض الصيام دون الصلاة.
ومنهم من قال عكس هذا فهناك أقوال متعددة ، ولكن أنا ما وجدت دليلاً على هذه الأقوال ما عدا أن الإنسان في الأصل يمنع في صيامه وللصلاة حكم الصيام أن يولج إلى جوفه شيئاً مما لا يضطر إليه ، يضطر إلى أن يولج الريق ولا يستطيع أن يتخلص منه أما لو كان الريق مشوباً بدم فإنه في هذه الحالة ليس له أن يولجه إلى جوفه ، ولو كان مشوباً أيضاً بمادة أخرى من دواء أو غير ذلك لما كان له أيضاً أن يبتلعه.
فبناء على هذا نحن نرى أنه في حالة السعة ينبغي التشديد في هذا أما في حالة الضيق فإن المشقة تجلب التيسير ، ومن القواعد الفقهية عند بعض الفقهاء أن الأمر إذا ضاق اتسع وإذا اتسع ضاق ، والله تعالى أعلم
[التصنيف : فتاوى الصوم ].

السؤال:
من لديه موعد عند الطبيب لتنظيف الأسنان ، هل يؤثر ذلك التنظيف على الصيام ؟


الجواب:
لا ، حتى القلع إن لم يلج شيء من الدم إلى داخل الجوف لا يؤثر ولكن من باب الاحتياط ينبغي للإنسان أن يحتاط ، وتنظيف الأسنان لا يؤدي إلى نقض الصوم قط
[التصنيف : فتاوى الصوم ].

السؤال:
أنا امرأة متزوجة وزوجي يعاني من بعض الأمراض ، هل يجوز التكشف عليه في نهار رمضان ، وما حكم صيامي علماً بأنه كبير في السن ولا يستطيع قضاء أموره لوحده ؟


الجواب:
لا مانع من أن تقوم بخدمته بل هي مأجورة على ذلك ، وهذا أيضاً ليس هو مما يؤثر على الصيام بل ولو لم يكن هنالك عذر ، ولو لم يكن هنالك ما يدعو إلى هذا من حيث طبيعة الزوج أي من حيث مرضه ومن حيث ضعفه ، فإن رؤية المرأة لزوجها على أي حال لا ينقض صيامها ، فلو أبصرته عارياً لما كان ذلك ناقضاً لصيامها ، بل ولو وقعت يدها على شيء من سوأته لما كان ذلك ناقضاً لصيامها ، وإنما ينقض الصيام الجماع لا غير مما يكون بين الرجل والمرأة أي بين الزوج والزوجة ، والله تعالى أعلم
[التصنيف : فتاوى الصوم ].

السؤال:
السباحة لوقت طويل بحيث يظل الرجل في الماء هل يؤثر على صيامه ؟


الجواب:
إن كان لا يصل الماء إلى جوفه من المنافذ بحيث يمنع وصوله بسبب سده لأنفه وإغلاقه لفيه وتغميضه لعينيه فلا يصل الماء إلى الجوف فلا ينتقض الصيام بذلك
[التصنيف : فتاوى الصوم ].

السؤال:
امرأة في أول نفاس لها كان اليوم الثامن والثلاثين من نفاسها هو يوم التاسع والعشرين من شعبان أي قبل رمضان بيوم ورأت الجفاف في هذا اليوم فاغتسلت وأصبحت صائمة إلا أنها عند المغرب من أول يوم رمضان رأت دما قد خرج ثم رأت الجفاف عند العشاء فجمعت المغرب والعشاء تلك الليلة ، واستمر الجفاف ليومين آخرين عاشرها زوجها خلالها أي في اليوم الثالث والأربعين إلا أنها تعاقب عليها بعد ذلك الصفرة أحيانا والجفاف أحيانا أخرى ولم تعرف أطهرت أم لا ، وفي اليوم الخامس من رمضان رأت القصة البيضاء فاغتسلت للاحتياط ولكنها لم تعرف متى طهرت بالضبط وما هو الحال في ما صامت في رمضان علما بأنه أول نفاس لها ؟


الجواب:
إن كانت رأت الجفاف فالجفاف الذي يلي الدم تعطيه حكم الطهر اللهم إلا إن اعتادت المرأة أن يكون طهرها بالجفاف لا بالقصة البيضاء ، فمن اعتادت فإنها تعتبر الجفاف طهرا ولكن عندما يستمر بها الدم ثم لواحق الدم وهي التوابع من الصفرة والكدرة أو الترية أو الجفاف فإنها إن استمر بها الدم إلى ما بعد الأربعين تعتبر الأربعين هي النفاس ولا حرج على زوجها أن يواقعها بعد الأربعين في غير فورة الدم ولو كان الدم مستمرا عليها أن تغتسل وعليها أن تصلي بعد الأربعين لأن النساء الصحابيات كن يقعدن في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم أربعين يوما وذلك لا يكون إلا بتوجيه من النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة والتسليم ، فلذلك أخذ العلماء بهذا الرأي واعتمدوه وإن كانت هنالك حالات تخالف هذه الحالة فهي حالات شاذة لا يحمل عليها الحكم العام ، والله تعالى أعلم
[التصنيف : فتاوى الصوم ].

السؤال:
هل تؤثر الاستحاضة على الصيام والصلاة ؟


الجواب:
المستحاضة لا تُمنع من الصلاة ولا تُمنع من الصيام ، فالمستحاضة عندما تعرف أن الدم دم استحاضة وليس دم حيض عليها أن تصلي وعليها أن تصوم إن كانت في شهر رمضان المبارك
[التصنيف : فتاوى الصوم ].

السؤال:
بعد صلاة الفجر في يوم من أيام رمضان الكريم انتابتني حمى وكحة فوضعت بعض المسكنات ( مرهم ) على صدري وبعد وضع ذلك المرهم أحسست بأن رائحته دخلت في حلقي ، فماذا علي في صيام ذلك اليوم ، هل الصيام صحيحاً أم لا ؟


الجواب:
هذا لم يضعه في فيه ولم يضعه في انفه ولم يضعه في عينه وإنما وضعه على صدره ، وإنما الرائحة امتدت إلى الحلق ، فليس عليه حرج إن شاء الله
[التصنيف : محذورات الصوم ].

السؤال:
لدينا رجل معوق ومتخلف عقليا فهل يجوز لزوجة أبية أن تنكشف عليه عند استحمامه علما أن والده غير موجود في المنزل بصفة دائمة فهل يبطل صومها ؟


الجواب:
لا يبطل للصوم بذلك ، وليس عليها حرج إن لم تجد من يقوم بشأنه ، وإنما تتفادى النظر إلى عورته بقدر استطاعتها
[التصنيف : فتاوى الصوم ].
__________________
قتل امرئ في غابة
جريمة لا تغتفر
وقتل شعب آمن
مسألة فيها نظر!!
  #81  
قديم 06/09/2009, 10:54 PM
صورة عضوية فارس الكلمة
فارس الكلمة فارس الكلمة غير متصل حالياً
عضو مميز
 
تاريخ الانضمام: 23/05/2008
الإقامة: بلادي وإن جار الزمان علي عزيزة
الجنس: ذكر
المشاركات: 1,011
افتراضي الجنابة والجماع في رمضان

الجنابة و الجماع في رمضان :


السؤال:
ما حكم من جامع زوجته في نهار الصيام جهلاً منه بهذه الحرمة وعلى تقدير الكفارة فإن أحد الزوجين لا يستطيع الصيام بسبب المرض كما أنه بسبب الفقر لا يستطيع الإطعام ؟


الجواب:
هذه إحدى الطامات . كيف يكون الجهل واصلاً بالإنسان إلى هذا القدر مع أن هذه الأمور من الأمور الضرورية التي يعرفها الكل ، فإن تفطير الجماع للصائم كتفطير الأكل والشرب إذ الجماع من المفطرات الأساسية ومما لا يختلف فيه ، فالعجب ممن يجهل ذلك .
ومهما يكن فإن على كلا الزوجين إن كان هذا الصيام صيام فرض رمضان وكان في شهر رمضان المبارك بحيث كان أداءً ولم يكن قضاءً فإن على كل منهما التوبة إلى الله تبارك وتعالى مع القضاء والكفارة . والكفارة هي عتق رقبة ، فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين ، فمن لم يستطع فإطعام ستين مسكيناً ، لا فرق في ذلك بين الرجل والمرأة .
وإن كان أجبر هو المرأة على هذا ففي هذه الحالة يتحمل هو أيضاً كفارتها كما يتحمل كفارة نفسه .
فعليهما أن يتوبا إلى الله إن كانا متفقين على ذلك ، وأن يتخلصا بهذه الكفارة .
أما إن كان من وقع في هذا الأمر لا يستطيع الصيام ، وفي نفس الوقت لا يجد ما يُطعم به فإن الكفارة تبقى ديناً عليه في ذمته حتى يجد ما يمكن أن يُطعم به والله تعالى يتقبل منه ، وإن لم يتيسر له ذلك حتى مات على هذا فالله تعالى أولى بعذره .وإن لم يتمكن في حياته يطالب بالوصية ولكن بطبيعة الحال إن لم يوجد من يتبرع عنه فالله أولى بعذره
[التصنيف : فتاوى الصوم ].

السؤال:
امرأة كانت صائمة لقضاء ولكنها أصبحت جنبا من غير جماع وتقاعست عن الغسل مع العلم أنها كانت تعلم بأنها جنب، فهل تعيد القضاء من جديد على قولكم بالتتابع ؟ وماذا عليها في حالتها هذه ؟


الجواب:
ليس عليها أن تعيد من جديد، لأنّ ذلك لا يزيد على حكم ما لو أصبحت على جنابة في شهر رمضان فإنها عليها أن تعيد يومها فحسب
[التصنيف : الحيض والنفاس].

السؤال:
رجل انتهك حرمة شهر رمضان المبارك في نهار رمضان وجامع زوجته بحجة أنه يعمل طول الليل وليس لديه أي وقت لرؤية أهله النهار ، وزوجته هداها الله أجابته وتقول إن لم اتركه سيزني والآن الرجل يريد التوبة من فعلته هذه فماذا عليه؟


الجواب:
عليهما جميعاً أن يتوبا إلى الله ، وعليهما مع التوبة قضاء صومهما مع الكفارة وهي عتق رقبة فإن لم يجدا فصيام شهرين متتابعين فإن لم يستطيعا فإطعام ستين مسكينا ، والله تعالى أعلم
[التصنيف : فتاوى الصوم ].

السؤال:
امرأة احتلمت في نهار رمضان وأحست بالرطوبة بعد قيامها من النوم ولكنها لم تبادر إلى الاغتسال فماذا عليها ؟


الجواب:
اختلف العلماء في وجوب الغسل على المرأة إن احتلمت والقول الراجح الصحيح ما دل عليه حديث أم سليم رضي الله تعالى عنها وهو أنه يجب عليها ما يجب على الرجل من الغسل ، فقد جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلّم وقالت له : يا رسول الله برح الخفاء ترى المرأة ما يرى الرجل فهل عليها من غسل ؟ قال : نعم إن رأت الماء . فغطت أم سلمة رضي الله تعالى عنها وجهها وقالت: يا رسول الله أو تحتلم المرأة ؟ فقال : نعم ، تربت يداك بما يشبهها ولدها.
ومعنى ذلك أن المرأة عندما ترى ما يرى الرجل أي ترى المباشرة في منامها ، ويؤدي ذلك إلى خروج السائل المنوي منها فعليها في هذه الحالة أن تغتسل كما أن ذلك على الرجل عندما يرى هذا الأمر.
الأمر الثاني هل الجنابة مؤثرة على الصوم أو غير مؤثرة عليه ؟ ذهب أصحابنا وعدد من علماء التابعين وغيرهم إلى أن الجنابة مؤثرة على الصوم ، وذهب جمهور أهل العلم بأن الجنابة لا تؤثر على الصوم.
واستدل أصحابنا ومن قال قولهم بما رواه الإمام الربيع في مسنده من طريق أبي هريرة رضي الله عنه ، وأخرجه أيضاً مسلم من طريق أبي هريرة نفسه وأشار إليه البخاري وهو أن النبي صلى الله عليه وسلّم قال : من أصبح جنباً أصبح مفطرا . وهذا القول كما ذكرنا قاله جماعة من علماء التابعين.
واستدل الآخرون بما روي من طريق أم سلمة وطريق عائشة رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلّم كان يصبح جنباً ويصوم . وجاء في رواية أخرى أخرجها مسلم وغيره من طريق عائشة رضي الله عنها أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلّم وقال له : يا رسول الله إني أصبح جنباً وأصوم . فقال: وإني أصبح جنباً وأصوم.
ولكن كيف يُجمع الروايتين ؟ أما الذين قالوا بأن الجنابة لا تؤثر على الصوم فإنهم منهم من قال بأن رواية أبي هريرة منسوخة ، ومنهم من قال غير ذلك . وحقيقة الأمر لا يصار إلى النسخ إلا مع وجود الدليل الذي يقتضي النسخ.
وإنما هناك أمران يرجح بهما الاستدلال بحديث أبي هريرة على الاستدلال حديث عائشة وأم سلمة رضي الله عنهما:

الأمر الأول :
أن الجنابة حدث أكبر والصوم عبادة بدنية خالصة ، والعبادات البدنية يشترط لها الطهارة ، منها ما يشترط له الطهارة من الحدثين جميعاً كالصلاة ، ومنها ما يشترط له الطهارة من الحدث الأكبر لأجل أن الحدث الأكبر يمكن أن يتفادى أكثر مما يمكن أن يتفادى الحدث الأصغر فلذلك رُخص في تلبس الإنسان بالحدث الأصغر مع كونه في هذه العبادة وهي عبادة الصيام ، فإن الإنسان لا بد له من أن يتلبس بحدث أصغر ، ولو منع منه لكان ذلك أمراً فيه عسر شديد ، والله تبارك وتعالى يحب التيسير لعباده {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْر}(البقرة: من الآية185) ، فلذلك كان الواجب أن يتفادى الحدث الأكبر ، ولذلك لم يصح صيام الحائض لأن الحيض حدث أكبر ، والجنابة حدث أكبر كالحيض فتقاس الجنابة على الحيض ، فالقياس يعزز رواية أبي هريرة.

الأمر الثاني :
أن هذا الحديث حديث موجب للحكم ، وهو حديث أبي هريرة ، والحديثان الآخران إنما هما مسقطان للحكم ، والإسقاط إنما هو يتفق مع براءة الأصل ، ووجوب الحكم أمر طارئ على البراءة الأصلية ، وعلى هذا فإذا وجد دليل يثبت حكماً ودليل آخر يقتضي عدم وجوب ذلك الحكم أي ما يتفق مع البراءة الأصلية فإنه يؤخذ بالدليل المثبت للحكم لأنه ثبت بالدليل ذلك الحكم ورفعه يحتاج إلى دليل آخر ، أما ما دل على ما يتفق مع البراءة الأصلية فإنه مجرد استصحاب للأصل الأول الذي هو قبل أن يطرأ ذلك الحكم.
فبهذا يتبين أن الجنابة إن تمادى الإنسان وأخّر التطهر منها تؤدي إلى بطلان صيامه ، وعلى هذا فهذه المرأة إن تمادت ولم تسارع إلى الاغتسال فوراً فعليها أن تعيد صيام يومها ، والله تعالى أعلم
[التصنيف : فتاوى الصوم ].
__________________
قتل امرئ في غابة
جريمة لا تغتفر
وقتل شعب آمن
مسألة فيها نظر!!
  #82  
قديم 06/09/2009, 10:57 PM
صورة عضوية فارس الكلمة
فارس الكلمة فارس الكلمة غير متصل حالياً
عضو مميز
 
تاريخ الانضمام: 23/05/2008
الإقامة: بلادي وإن جار الزمان علي عزيزة
الجنس: ذكر
المشاركات: 1,011
افتراضي القضاء والإطعام والكفارة

القضاء و الإطعام و الكفارة:


السؤال:
الكفارة المغلظة هل يراعى فيها الترتيب بالنسبة لمن أفطر في رمضان علماً بأن المرأة مرضع ؟


الجواب:
نعم يراعى الترتيب ، فمن كان قادراً على العتق بحيث يجد الرقبة التي يعتقها لا يعدل عن العتق إلى الصيام ، وكذلك إن كان قادراً على الصيام لا يعدل عن الصيام إلى الإطعام ، هذا هو الصحيح لأن الحديث يدل عليه ، وإن كان في المسألة خلاف ، ولكن نأخذ بهذا الرأي لدلالة الحديث عليه ، وكفى بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلّم حجة ، وإذا جاء نهر الله بطل نهر معقل . فلذلك نأخذ بهذا .
أما من كان له عذر فلا ريب أن عذره يكون مسوغاً له للانتقال من هذا النوع إلى ذلك النوع ، فمن لم يكن واجداً للرقبة فإنه يسوغ له أن يصوم وهذا هو شأن الناس اليوم لا يجدون الرقاب التي يعتقونها ، ومن كان غير قادر على الصيام بحيث يشق عليه الصيام كالمرضع التي ترضع ويشق عليها الصيام فلا مانع من أن تطعم
[التصنيف : فتاوى الصوم ].

السؤال:
من أين استقى القائلون بوجوب الكفارة على من وجبت عليه على الترتيب ، فإن كان من حديث عائشة فكيف يتفق ذلك مع قولهم أن حديث عائشة لا يخصص عموماً ولا يقيد إطلاقا ؟


الجواب :
الترتيب دل عليه الحديث لأن النبي صلى الله عليه وسلّم عندما جاءه المفطر ذكر له الكفارات بالتدريج ، بدأ أولاً بعتق الرقبة ، ولما اعتذر أنه لا يستطيع العتق أحاله على الصيام ، ولما اعتذر عن الصوم أيضاً أحاله على الإطعام فإذاً هذا دليل على أن الكفارة إنما تجب بالترتيب ، وهذا القول هو قول جمهور الأمة ، وقد ذهب إليه من علمائنا الإمام ابن محبوب والإمام أبو نبهان رحمهما الله تعالى وبه نأخذ ، والله تعالى أعلم
[التصنيف : محذورات الصوم ]..

السؤال:
من أراد أن يصوم شهرين متتابعين احتياطاً فهل يتوجب عليه أن يتبع الهلال أو أن يصوم ستين يوماً ؟


الجواب:
الوجوب لمجرد الاحتياط لا يجب ، وإنما إن كانت هنالك أسباب لهذه الكفارة إن كان هنالك سبب للتكفير فهو إما أن يعترض الأيام من الوسط وإما أن يصوم لرؤية الهلال .
فإن صام لرؤية الهلال فعليه أن يصوم شهرين ، سواء كان الشهران ثمانية وخمسين يوماً أو تسعة وخمسين يوماً أو ستين يوماً ، فقد يكون كل واحد منهما ثلاثين يوماً ، وقد يكون كل واحد منهما تسعة وعشرين يوماً ، وقد يكون أحدهما ثلاثين يوماً والآخر تسعة وعشرين ، ففي هذه الحالة إنما يصوم الشهرين كما وجب عليه .
وإما إن اعترض الأيام بحيث صام من الوسط بدأ في اليوم الخامس أو السادس أو السابع ففي هذه الحالة إنما يصوم ستين يوماً
[التصنيف : فتاوى الصوم ].

السؤال:
شاب عليه كفارة صيام شهرين متتابعين لكنه لم يحسن التوقيت فصام في أشهر الحر الشديد فلم يطق وبعد ثلاثة أيام أفطر فعدل إلى الإطعام ، فهل يصح له ذلك ؟


الجواب:
إذا كان الواجب عليه أن يكفّر بالصيام فعليه أن يصوم في الوقت المناسب ، الوقت الذي يكون الجو فيه لطيفاً
[التصنيف : فتاوى الصوم ].

السؤال:
والدتي لديها فشل كلوي وفي رمضان أفطرت ثلاثة أيام ووزعت عن كل يوم طعاماً فهل يكفيها ذلك أم تبدل ؟


الجواب:
إن كانت قادرة على القضاء فعليها القضاء لقوله تعالى :{ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ}(البقرة: من الآية184)، وإن كانت غير قادرة فإن ذلك يجزيها ، والله تعالى أعلم
[التصنيف : فتاوى الصوم ].

السؤال:
في حال وجوب الكفارة على الإنسان في شهر رمضان الكريم فبالنسبة إلى إطعام ستين مسكيناً هل يطعمهم يوماً بعد يوم أم مرة واحدة ؟


الجواب :
أولاً قبل كل شيء الكفارة جاء حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه دالاً على ترتيبها ، بحيث إن الإنسان مطالب أولاً بأن يعتق رقبة فإن لم يجد فليصم شهرين متتابعين فإن لم يستطع فليطعم ستين مسكينا . وإطعام الستين مسكيناً على أي حال الحديث ما بيّن ما هو الذي يُطعمونه ، ولكن حديث آخر وهو حديث كعب بن عجرة في إطعام المساكين بيّن أن لكل مسكين نصف صاع ، فمن أعطاهم طعاماً فأعطى كل مسكين نصف صاع أجزاه ، وإلا إن أراد أن يطعمهم بحيث يأكلون عنده ففي هذه الحالة يطعمهم وجبتين على المشهور عندنا ، وجبة للغداء ووجبة للعشاء ، ومنهم من يقول بأن وجبة مأدومة تجزي ، وهذا القول غير بعيد من الصواب ، والله تعالى أعلم
[التصنيف : فتاوى الصوم ].

السؤال:
متى يعتبر الإنسان في كفارة الصيام غير مستطيع على الصيام ليلجأ إلى إطعام ستين مسكيناً ، هل يقاس على عدم قدرته على صيام رمضان ، أي ما دام يستطيع صيام رمضان يكون مستطيعاً لصيام الكفارة ؟


الجواب:
لا يلزم ذلك ، لأن صيام رمضان شهر واحد فإضافة شهرين إلى ذلك الشهر قد يكون أمراً شاقاً عليه ، فإن كان ذلك أمراً شاقاً عليه بحيث يعاني منه مشقة زائدة فلا حرج عليه في أن يطعم
[التصنيف : فتاوى الصوم ].

السؤال:
امرأة في آخر رمضان في حياتها أصيبت بمرض ولم تصم شهر رمضان وتركت بنتاً وولداً فمن منهما يقضي عنها الصيام ؟


الجواب:
أيهما قضى فذلك خير ، والحديث جاء : من مات وعليه صيام صام عنه وليه . فأيهما قضى ، وإن أرادا فليقتسما الشهر الكريم بحسب ميراث كل واحد منهما ويصوم هذا مع فطر هذا
[التصنيف : فتاوى الصوم ].

السؤال:
رجل يعمل في الإمارات العربية المتحدة وهناك صاموا قبلنا بيوم وعندما عاد إلى عمان في نهاية رمضان ابتلاه الله بمرض فأفطر يومين فكم يقضي ؟


الجواب:
هذه المسألة مختلف فيها بين العلماء ، منهم من قال إذا ثبتت الرؤية ثبوتاً شرعياً في بلد ما وانتقل إلى بلد آخر تأخرت الرؤية فيه فإنه يستمر في صيامه هناك حتى يصل إلى ثلاثين يوماً وليس عليه أن يزيد على ثلاثين يوماً ، ومنهم من قال لا بل يستمر ولو زاد على ثلاثين يوماً لأنه انتقل إلى حكم البلد الذي انتقل إليه ، واستدل هؤلاء لهذا بقول النبي صلى الله عليه وسلّم : الصوم يوم تصومون والفطر يوم تفطرون ، والمسألة على أي حال فيها خلاف . هذا بطبيعة الحال مع ثبوت الرؤية في البلد الذي صام فيه أولاً ، والله تعالى أعلم
[التصنيف : فتاوى الصوم ].

السؤال:
امرأة صائمة صوم قضاء وعندما عادت من العمل في الساعة الثالثة كانت متعبة جداً فأفطرت فما الحكم ؟


الجواب :
أما إن كانت متعبة تعباً تحتمل معه الصوم وتستطيع الصيام ولا يجهدها الصوم فعليها أن تستمر على الصوم . أما إن كانت مضطرة بحيث رأت الهلاك لو لم تفطر ففي هذه الحالة يجوز لها الفطر وعليها أن تقضي يوماً مكان يوم.
أما على الاحتمال الآخر وهي أن تكون قادرة على مواصلة الصوم ولكن أرادت أن ترتاح وأرادت أن تفطر لأجل راحتها ففي هذه الحالة مع القضاء عليها الكفارة ، والله تعالى أعلم
[التصنيف : فتاوى الصوم ].

السؤال:
امرأة كانت على وشك الولادة فصامت اليوم الأول من رمضان فقط وأفطرت ستة أيام فما حكم هذه الأيام ؟


الجواب:
عليها قضاؤها ولها أن تفطر إن كان الصيام شق عليها أو خشيت منه مضرة على نفسها أو مضرة على جنينها ، والله أعلم
[التصنيف : فتاوى الصوم ].

السؤال:
ما حكم من وجبت عليه كفارة وهي صيام شهرين ولكنها الآن ترضع وتخشى الضرر إن صامت ولا تنتهي مدة الرضاع إلا بعد سنة ، هل يجب عليها الآن ، وإن أرادت أن تتعجل في أداء ما وجب عليها هل يجوز لها أن تطعم ستين مسكينا بدلاً من الصيام ؟


الجواب:
إن كانت الكفارة منوطة بالصيام فعليها أن تصوم ولو بعد حين وإنما تؤخر ذلك إلى فراغها من هذا الشاغل إلا عندما تكون غير راجية للفراغ من هذا الشاغل بحيث إنها لو خرجت من الرضاع تتوقع الحمل وتستمر هكذا أحوالها فلا تستطيع الصيام ففي هذه الحالة لها العذر أن تطعم ستين مسكينا فيما يجوز فيه الإطعام ، والله تعالى أعلم.
[التصنيف : فتاوى النذور ]
__________________
قتل امرئ في غابة
جريمة لا تغتفر
وقتل شعب آمن
مسألة فيها نظر!!
  #83  
قديم 06/09/2009, 10:59 PM
صورة عضوية فارس الكلمة
فارس الكلمة فارس الكلمة غير متصل حالياً
عضو مميز
 
تاريخ الانضمام: 23/05/2008
الإقامة: بلادي وإن جار الزمان علي عزيزة
الجنس: ذكر
المشاركات: 1,011
افتراضي تابع.. القضاء والإطعام والكفارة


السؤال:
من نوى أن يصوم عرفة ولكن ظروفه حالت دون ذلك فهل يلزمه أن يصوم ؟


الجواب:
من نوى أن يصوم عرفة ولم يدخل في صيامه فليس عليه أن يقضي صيامه قولاً واحدا ، ولكن لو نوى أن يصوم ذلك اليوم وأصبح صائماً ثم طرأ عليه ما سبب إبطاله لصيامه فهل عليه أن يعيده ؟ في ذلك خلاف بناء على الاختلاف في صيام النافلة ، هل من شرع فيه كان لزاماً عليه أن يتمه أو ليس عليه أن يتمه ، فالذين قالوا بالقول الأول نظروا إلى قول الله تبارك وتعالى { وَلا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ } (محمد: من الآية33) ، فإن الآية الكريمة تنهى عن إبطال العمل ، ومعنى ذلك إن دخل الإنسان في العمل فعليه أن يستمر عليه وأن لا يبطله ، والذين قالوا بالرأي الآخر نظروا إلى الحديث الذي جاء بأن صائم النفل أملك بنفسه ، والله تعالى أعلم
[التصنيف : فتاوى في العيدين].

السؤال:
امرأة جاءها المخاض في رمضانين مرتين فأفطرت في المرة الأولى أربعة عشر يوماً وكذا في المرة الثانية وتكرر ذلك في رمضانات أخرى أيضاً ولكن بحيض ، وإجمالي هذه الأيام قد يصل إلى الثلاثين يوما أو الثمانية والعشرين يوماً التي أفطرت فيها ، فصامت المرأة شهرين متتابعين على ما فاتها من هذه الأيام ، هل يجزيها هذا ؟


الجواب:
ما كان عليها أن تتابع الصيام ، هذه زيادة من عندها ، وما كان عليها أن تزيد في الصوم على الأيام التي أفطرتها ، إنما عليها أن تصوم الأيام التي أفطرتها من غير زيادة ، وبما أنها زادت فنرجو أن يكون لها الأجر إن شاء الله ، لكن من غير أن تعتقد بأن هذه الزيادة داخلة في الفريضة ، إذ ليس للإنسان أن يزيد فرضاً على ما فرضه الله تعالى عليه
[التصنيف : فتاوى الصوم ]..

السؤال:
امرأة مريضة في رمضان ولا تستطيع القضاء ، فهل يقضي عنها أولادها ؟


الجواب:
لا ، العاجز عن القضاء يعدل عن الصيام إلى الإطعام إن كان عاجزاً عن الصيام لكبر أو لمرض لا يرجى برؤه ، يعدل عن الصيام إلى الإطعام بحيث يطعم عن كل يوم مسكيناً عملاً بما دل عليه قول الله تعالى :{ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ}(البقرة: من الآية184)
[التصنيف : فتاوى الصوم ]..

السؤال:
(أنا شخص أعمل في شركة لحفر آبار النفط وطبيعة عملي صعبة جداً ويتطلب مني مجهوداً بدنياً هائلاً ونعمل لفترات طويلة بدون راحة ولقد فاتني السحور ذات مرة بسبب الإجهاد ، وفي الصباح لم أستطع إكمال الصوم ففطرت ، فماذا يجب عليّ ؟)


الجواب:
من أفطر مضطراً فهو أمين نفسه ، إن أفطر من أجل الضرورة فذلك يسوغ له ، إلا أن من العلماء من شددّ بأن قال من أصبح على صيام وأفطر بسبب أنه أُجهد فإنما يفطر بقدر حاجته ، فإن اضطر إلى الماء لم يجز له أن يأكل ، وإن اضطر إلى الطعام دون الماء لم يجز له أن يشرب ، وهذا قول في الحقيقة فيه تشديد بالغ فإن الصيام انتقض بمجرد الأكل ، فما معنى لإمساكه بعد ذلك ؟ فلذلك نحن نرى في هذه الحالة أنه بما أنه أفطر يجوز له أن يأكل إذا أفطر من أجل اضطراره ، وإنما عليه أن يقضي يوماً مكان ذلك اليوم ، والله تعالى أعلم
[التصنيف : فتاوى الصوم ]..

السؤال:
الذي يُطعم عنه كل يوماً مسكيناً هل يجوز أن تجمع هذه المبالغ أو يجمع هذا الطعام إلى نهاية الشهر فيعطى لفقير واحد ؟


الجواب:
نعم ، يجوز ذلك لأن كل يوم مستقل بنفسه فيمكن أن يطعم نفس المسكين في كل يوم ، ويمكن أن يجمع هذا الطعام كله ليعطى إياه آخره الشهر ، والله تعالى أعلم
[التصنيف : فتاوى الصوم ].

السؤال:
امرأة مريضة منذ سنة ولا تعرف أولادها فهي شبه فاقدة للوعي فهل عليهم أن يطعموا عنها كل يوم مسكينا في رمضان ؟


الجواب:
لا ، لأن الواجب سقط عنها بسبب فقدانها عقلها ، والعقل هو مدار التكليف فمع فقدانه يسقط التكليف ، والله تعالى أعلم
[التصنيف : فتاوى الصوم ]..

السؤال:
امرأة أفطرت يوماً من رمضان لشدة العطش في الصحراء وهي في بداية سن البلوغ وقد أطعمت ستين مسكينا عن طريق دفع مبلغ وهو ستون ريالاً فهل هذا جائز إن كان عليها كفارة أصلاً ؟


الجواب:
إن كانت مضطرة وما أفطرت إلا وهي مضطرة فلا كفارة عليها وإنما عليها القضاء فإن الله يريد بعباده اليسر ولا يريد بهم العسر { يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}(البقرة: من الآية185) ، فالله سبحانه وتعالى لم يكلف عسيرا وإنما كلف يسيرا ، فلذلك لا تجب الكفارة على من أفطر مضطرا ، ومن هنا كان ترخيص الله تبارك وتعالى للمسافرين والمرضى أن يفطروا في نهار رمضان وأن يقضوا فيما بعد وهكذا كل مضطر يعطى هذا الحكم ، والله تعالى أعلم
[التصنيف : فتاوى الصوم ]..

السؤال:
الذي يُطعم عنه كل يوماً مسكيناً هل يجوز أن تجمع هذه المبالغ أو يجمع هذا الطعام إلى نهاية الشهر فيعطى لفقير واحد ؟


الجواب:
نعم ، يجوز ذلك لأن كل يوم مستقل بنفسه فيمكن أن يطعم نفس المسكين في كل يوم ، ويمكن أن يجمع هذا الطعام كله ليعطى إياه آخره الشهر ، والله تعالى أعلم
[التصنيف : فتاوى الصوم ].

السؤال:
امرأة مريضة منذ سنة ولا تعرف أولادها فهي شبه فاقدة للوعي فهل عليهم أن يطعموا عنها كل يوم مسكينا في رمضان ؟


الجواب:
لا ، لأن الواجب سقط عنها بسبب فقدانها عقلها ، والعقل هو مدار التكليف فمع فقدانه يسقط التكليف ، والله تعالى أعلم
[التصنيف : فتاوى الصوم ]..

السؤال:
امرأة أفطرت يوماً من رمضان لشدة العطش في الصحراء وهي في بداية سن البلوغ وقد أطعمت ستين مسكينا عن طريق دفع مبلغ وهو ستون ريالاً فهل هذا جائز إن كان عليها كفارة أصلاً ؟


الجواب:
إن كانت مضطرة وما أفطرت إلا وهي مضطرة فلا كفارة عليها وإنما عليها القضاء فإن الله يريد بعباده اليسر ولا يريد بهم العسر { يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}(البقرة: من الآية185) ، فالله سبحانه وتعالى لم يكلف عسيرا وإنما كلف يسيرا ، فلذلك لا تجب الكفارة على من أفطر مضطرا ، ومن هنا كان ترخيص الله تبارك وتعالى للمسافرين والمرضى أن يفطروا في نهار رمضان وأن يقضوا فيما بعد وهكذا كل مضطر يعطى هذا الحكم ، والله تعالى أعلم
[التصنيف : فتاوى الصوم ]..

السؤال:
رجل أكل عمداً في نهار رمضان ستة أيام فكيف تكون الكفارة وكيف يكون القضاء ؟


الجواب:
عليه أن يقضي هذه الأيام الستة ، وإن كان من العلماء من يقول بأنه بطل صيام شهره جميعاً ، وهؤلاء اختلفوا منهم من قال يقضي الشهر كله ، ومنهم من قال يقضي الأيام السابقة على هذا الإفطار.
وبالنسبة إلى الكفارة فقد اختلفوا في ذلك فمنهم من قال بكل يوم كفارة بناء على أن كل يوم عبادة مستقلة ، ومنهم قال بكل شهر كفارة ، فإن كان الإفطار لشهر واحد فيرخص له أن يكفّر كفّارة واحدة عن جميع الأيام التي أفطرها عمداً بذلك الشهر ، ومنهم من يترخص رخصة بالغة وهذه الرخصة لا ينبغي أن تبذل إلا للتائبين تيسيراً لهم لأن الله تبارك وتعالى يحب التيسير على عباده وهي أن يكون الكفارة كفارة واحدة ، هذه رخصة تبذل لمن كان تائباً لا لمن كان مصراً ، وإن أخذ أحد بذلك نرى أنه أخذ بوجه حق مع توبته إلى الله تبارك وتعالى وإقلاعه وندمه ، والله تعالى أعلم
[التصنيف : فتاوى الصوم ].

السؤال:
رجل توفي منذ ثمانية أشهر وعلم أبناؤه أن عليه دين خمسة عشر يوماً من رمضان ، فكيف يكون القضاء ، وهل يمكن أن يقسم على أبنائه ؟


الجواب:
اختلف العلماء في صوم الحي عن الميت ، هل يصوم الحي عن الميت أو لا يصوم عنه ؟ ذلك لأن الصيام عبادة بدنية خالصة كالصلاة ، فمنهم من قال بأنه لا يصوم أحد عن أحد كما لا يصلي أحد عن أحد ، ولكن جاء في حديث الشيخين من رواية أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها أن النبي صلوات الله وسلامه عليه قال : من مات وعليه صيام صام عنه وليه.
وعلى هذا فإنه لا حظ مع الأثر . ولا يعوّل على القياس مع وجود الخبر ع نالنبي عليه أفضل الصلاة والسلام لأن القياس إنما هو في غير مورد النص ، ومع ورود النص فلا يعّول على القياس ، ولكن بعض العلماء حملوا هذا على صيام النذر دون غيره
[التصنيف : فتاوى الصوم ].
__________________
قتل امرئ في غابة
جريمة لا تغتفر
وقتل شعب آمن
مسألة فيها نظر!!
  #84  
قديم 06/09/2009, 11:01 PM
صورة عضوية فارس الكلمة
فارس الكلمة فارس الكلمة غير متصل حالياً
عضو مميز
 
تاريخ الانضمام: 23/05/2008
الإقامة: بلادي وإن جار الزمان علي عزيزة
الجنس: ذكر
المشاركات: 1,011
افتراضي تابع.. القضاء والإطعام والكفارة


السؤال:
رجل كان يقود سيارته ووقع له حادث وتوفي معه شخص وتوفي في السيارة الثانية رجل وامرأة وكانا في حالة سكر ، أما هو فكان سليماً ، يسأل الآن ويصبح في ذلك اليوم رمضان كيف يكون صيامه هل يصح له ولأن عليه كفارة صيام شهرين فإذا لم يستطع أن يصوم هل يتصدق ؟


الجواب:
أولاً الكفارة لا يسقطها أن يكون الإنسان مستقبلاً لشهر رمضان إن كان هو المخطئ ، العبرة في ذلك بالخطأ ، إن كان الخطأ منه فإن الكفارة تكون واجبة عليه بسبب قتل نفس مؤمنة أو معاهدة ، وهذه الكفارة بيّنها القرآن بأنها عتق رقبة ، فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين ولم يذكر إطعاما ، ومعنى ذلك أنه بعد صيامه رمضان عليه أن يصوم هذين الشهرين في الوقت الذي يناسبه . وإذا لم يستطع الصيام وجد من العلماء من يقول بأنه يطعم ستين مسكينا ، ولكن لم يأت نص بذلك ، ونحن نقول مع تعذر الصيام رأساً ففي هذه الحالة الإطعام خير له من ترك الصيام وترك الإطعام جميعا
[التصنيف : فتاوى قضاء الفرائض].

السؤال:
امرأة أفطرت في شهر رمضان وكان عمرها اثنا عشرة سنة ، فما الحكم ؟


الجواب:
على أي حال نسأل الله تبارك وتعالى العفو والعافية ، هي لا تخلو إما أن تكون بلغت الحلم أو لم تكن بلغت الحلم ، فإن كانت بلغت الحلم فهي متعبدة بما تعبد به كل بالغ عاقل ، وإن كانت لم تبلغ الحلم فهي لم تتعبد بعد بالتكاليف الشرعية ، ولكن مع هذا نحن نأمرها احتياطاً أن تصوم ذلك اليوم قضاء وأن تستغفر الله تعالى مما أقدمت على فعله وأن تكفر ، والكفارة هي عتق رقبة إن وجدتها فإن لم تجد فصيام شهرين متتابعين فإن لم تستطع تطعم ستين مسكينا ، ونسأل الله تعالى القبول والعافية
[التصنيف : فتاوى قضاء الفرائض].

السؤال:
امرأة بدوية ألزمها خالها برعي الغنم وسحب الماء من البئر فلم تستطع الصوم وقتاً من الزمن ومنذ أن بلغت إلى أن صامت فوتت أربعة رمضانات ، ثم توفيت المرأة بعد أن أخبرت ابنتها بذلك ، وابنتها تسأل ما الذي يجب عليها للتكفير عن والدتها فيما ضيعت ؟


الجواب:
حقيقة الأمر يا ليت هذه المرأة تداركت أمرها وهي في حياتها ، وقضت ما كان لازماً عليها من صيام الشهر بنفسها ، ولكن بما أنها أفضت إلى ربها والله سبحانه وتعالى هو يتولى أمرها ، إلا أنه مما ينبغي للبنت أن تصوم إن قدرت عنها لحديث عائشة رضي الله تعالى عنها : من مات وعليه صيام صام عنه وليه . وإن شاءت أن تطعم عن كل يوم مسكيناً عنها فذلك خير ، هذا وإن أرادت أن تحتاط أكثر فتكفر على الأقل كفارة واحدة ، وفي هذه الحالة تكون الكفارة عنها إطعام ستين مسكينا لأنها لا تجد الرقبة.
ثم إن نفس هذه المرأة التي يكفر عنها غير موجودة فلا مانع من أن يطعم عنها مقدار ستين مسكينا كما هو الواجب في الإطعام في الكفارة ، والله تعالى أعلم
[التصنيف : فتاوى قضاء الفرائض].

السؤال:
فتاة اغتسلت من خمسة أيام في رمضان وفي اليوم السادس صامت وقبل صلاة المغرب أتاها شيء من الصفرة وأيضا في اليوم السابع تكرر عندها نفس الشيء ولكنها تابعت صومها ولم تغتسل وقضت خمسة أيام ولم تقض اليومين الآخَرين ؟


الجواب:
إن كانت رأت الطهر بعد خمسة الأيام واغتسلت وكانت هذه هي عادتها أو لم تكن لها عادة من قبل فإنها لا تلتفت إلى ما زاد على ذلك .. لا تلتفت إلى هذه التوابع، فإنّ التوابع حكمها حكم ما قبلها كما ذكرنا.
الظاهر أنّ التي لم تكن لها عادة من قبل لا تلتفتُ إلى التوابع وذلك إذا جاءتها القَصَّة البيضاء، فليُتأمّل؛ والله أعلم
[التصنيف : الحيض والنفاس].

السؤال:
إنّ عدّتي سبعة أيام ولكن في شهر رمضان جاءني الحيض سبعة أيام ثم اغتسلتُ وبعدما اغتسلتُ في اليوم الثامن جاءتني التوابع وكذلك في اليوم التاسع فأفطرت في هذين اليومين، فما حكم إفطاري فيهما ؟


الجواب:
هو خطأ، وعليكِ ألاّ تعودي لمثل ذلك، وعليكِ قضاء الصلوات التي تركتِها في خلال هذه الأيام الزائدة
[التصنيف : الحيض والنفاس].

السؤال:
تقولون بأنّ رمضان فرائض، فلماذا يكون القضاء بالتتابع ؟


الجواب:
لأنّ قضاء رمضان مقيس على الأصل وهو رمضان، ولأنّ الروايات التي تفيد التتابع أقوى من الروايات التي تفيد عكس ذلك
[التصنيف : الحيض والنفاس].

السؤال:
امرأة كانت نفساء في رمضان وبعد طهرها أصيبت بمرض استمر ثمان سنوات ولم تقض ذلك الصيام الذي عليها إنما أطعمت في نفس تلك الفترة مسكيناً عن كل يوم ، فهل ذلك يجزيها عن القضاء ؟


الجواب:
إن كانت هي عاجزة عن القضاء نعم . أما إن كانت قادرة فإنها تقضي
[التصنيف : الحيض والنفاس].

السؤال:
امرأة عمرها أربعة عشر عاماً كانت لا تصلي في هذا السن ولا تصوم وبعد الزواج استمرت ثلاث سنوات لا تصلي أيضاً ولا تصوم ثم سألت عن ذلك فقالوا لها بوجوب قضاء الصلوات وعليها الكفارة ، فهل يجب عليها الكفارة ؟


الجواب:
أما الصوم فلا بد من التكفير عنه لأجل ثبوت الأحاديث في كفارة الصيام ، وأما الصلاة فجمهور علمائنا يقولون بوجوب الكفارة من أجل ترك الصلاة كوجوب الكفارة من أجل ترك الصيام فقد قاسوا كفارة الصلاة على كفارة الصيام بجامع أن كلاً من الصيام والصلاة عبادة بدنية لها وقت محدد تفوت بفوات وقتها ، ولكن الذي نأخذ به أن الكفارات كما قلت سابقاً لا يقاس بعضها على بعض لأنها أشبه بالحدود ويبعد فيها القياس ، لذلك لا أميل إلى القول بوجوب كفارة الصلاة ، وإن كنت أرى أن من عمل بذلك وأخذ بذلك فقد احتاط لدينه ، فإن أرادت أن تزيد في احتياطها لدينها فلتكفر بجانب القضاء . وعليها أن تتوب إلى الله تعالى توبة نصوحا والله تعالى يقبل توبتها
[التصنيف : فتاوى الصلاة]
__________________
قتل امرئ في غابة
جريمة لا تغتفر
وقتل شعب آمن
مسألة فيها نظر!!
  #85  
قديم 06/09/2009, 11:05 PM
صورة عضوية فارس الكلمة
فارس الكلمة فارس الكلمة غير متصل حالياً
عضو مميز
 
تاريخ الانضمام: 23/05/2008
الإقامة: بلادي وإن جار الزمان علي عزيزة
الجنس: ذكر
المشاركات: 1,011
افتراضي الاعتكاف

الاعتكاف:


السؤال:
هل هناك صفة معيّنة لِلمسجد الذي يَعتكِف فيه الإنسان ؟


الجواب:
المسجد الذي يَعتكِف فيه المعتكِف هو المسجد الذي تُقام فيه الصلوات الخمس في الجماعة، أما إذا كان المسجد لا تُقام فيه صلاة الجماعة فهذا-بطبيعة الحال-يُؤدِّي إلى أن يَلزَم المعتكِف فيه أن يَخرج ولا يَنبغي له أن يَخرج .. هذا يَتنافى مع الاعتكَاف، فلِذلك لابد مِن أن يَكون المسجد الذي يَعتكِف فيه المعتكِف تُقام فيه صلاة الجماعة، فيُؤدِّي الصلوات الخمس في الجماعة في نفس المسجد، وإن كان تُقام فيه صلاة الجمعة أيضا فذلك أفضل وأفضل، حتى لا يَخرج لأداء صلاة الجمعة إلى خارج المسجد، ولكن لا يُمنَع إن كان المسجد الذي اعتكَف فيه لا تُقام فيه صلاة الجمعة بِحيث لم يَتيسَّر له الاعتكاف في الجامع الذي تُقام فيه صلاة الجمعة أن يَعتكِف حيث تُقام الصلوات الخمس وإذا جاء وقت صلاة الجمعة خرج إليها وبعد أداء فرضه عاد إلى معتكَفه . والله-تعالى-أعلم
[التصنيف : فتاوى الصوم].

السؤال:
كيف يكون اعتكافُ المرأة ؟


الجواب:
نساءُ النبي-صلى الله عليه وسلم-كُنَّ يَعتكِفن في مسجده صلى الله عليه وسلم .. يَنصِبْن خِيَامًا هنالك مِن أجل الاعتكَاف .. هكذا كُنَّ يَفعَلن.
والمرأةُ الآن بِإمكانها أن تَعتكِف في المساجد حيث إنّ المساجد فيها أماكن مخصَّصة بِالنساء، فتلك الأماكن الخاصّة بِالنساء يُمكن لِلمرأة المسلمة عندما تُريد الاعتكافَ أن تَعتكِف فيها ؛ والله-تعالى-أعلم
[التصنيف : فتاوى الصوم].

السؤال:
ما مفسِدات الاعتكاف ؟


الجواب:
على أيّ حال؛ الاعتكافُ يُفسِده الوطْء، وقد قال العلماء بِأنه تَجب الكفارة إن وَطِئ في حال اعتكافه ولو وَطِئ بِالليل، كما تَجب الكفارة إن وَطِئ في نهار رمضان، لأنّ الله-تعالى-شدَّد في ذلك في القرآن حيث قال :{ وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ}(البقرة: من الآية187) فشدَّد في مباشَرة النساء.
و -بِطبيعة الحال-عندما يَخرج الإنسان مِن اعتكافِه لِغير داعٍ ولِغير ضرورةٍ تُلجِئه إلى الخروج يكون بِذلك قد أفسدَ اعتكافَه؛ والله-تعالى-أعلم
[التصنيف : فتاوى الصوم].

السؤال:
إنسان نوى أن يَعتكِف خمسة أيام أو ستّة أيام-مثلا-ثم بَدا له بعد ثلاثة أيام أن يَقطع الاعتكاف لِيَنصرف في عمل ضروري له، هل يَجوز له ذلك ؟


الجواب:
أما العمل الضروري فإنه يَقطَع اعتكافَه من أجله؛ واختلَف العلماء في وجوب قضاء الاعتكاف .. هل عليه أن يَقضي ما تبقّى من أيامه أو لا يَلزَمه القضاء ؟ ونحن نَختار له أن يَأخذ بِالأحوط، ولأنّ النبي-صلى الله عليه وسلم-قضى في شهر شوال اعتكَافه الذي فاتَه في شهر رمضان . والله أعلم
[التصنيف : فتاوى الصوم].

السؤال:
ما هي أقلُّ مدّة لِلاعتكاف ؟


الجواب:
أما القول الذي نأخذ به فهو أنّ أقلّ مدّة لِلاعتكاف يومٌ من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، نظرا إلى أنّ الاعتكاف لابد فيه من الصيام-على القول الصحيح، وهو القول الذي نأخذ به، وقال به جماعة من علماء المذاهب الإسلامية الأخرى-ولما كان لابد فيه من الصيام فأقلُّه وقتٌ يَكون فيه الإنسان صائما من أوّله إلى آخره، ومعنى ذلك أنه يكون صائما من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، وهكذا يَكون الاعتكاف، فيَدخل معتكَفه قبل انشقاق الفجر ويَخرج من معتكَفه بعد غروب الشمس. و الله أعلم
[التصنيف : فتاوى الصوم].

السؤال:
النّفس وهي تُواجِه شؤون الحياة تَحتاج إلى أن تَقِف وَقْفَة تتّصل بِها بِعالَم الآخرة، وتَستلهِم مِن هناك طاقةً روحية تَدفعها إلى المزيد من النشاط في هذه الحياة وِفْقَ أمرِ الله، فهل لكم أن تُحدِّثونا عن فضل الاعتكاف الذي يُمثِّل هذا ؟


الجواب:
إنّ النّفس البشرية وهي تواجِهُ هذه الحياة ومشكِلاتها وتَحدِّياتها وتَخوضُ غِمارَها وتتلطَّخ بِأدْرانها جَديرة بِأن تَحرِص على الانغماس في أنهار الطُّهر حتى تَخرُج من هذا العالَم وما فيه من التّناقضات إلى عالَم آخر .. إلى عالَم مليءٍ بِالأنوار الربانية ومليءٍ بِالإشراقات الروحانية، ولذلك جعل الله-سبحانه وتعالى-عبادات تَجعل هذا الإنسان موصولا بِربه يَتركُ فيها وراءَ ظهرِه همومَ هذه الدنيا وأوزارَها، ولا ريب أنّ الإنسانَ كلَّما كان أكثرَ حِرصا على الاتصال بِالعالَم الأخروي وعلى الصِّلة بِربه-سبحانه وتعالى-كان ذلك أدعى لِرسوخِ إيمانه وقُوَّةِ يَقينه وتَوقُّدِ عزيمته وقُوَّةِ مَلَكَاته التي يُواجِه بها تَحدِّيات هذه الحياة، فلِذلك جعل الله-سبحانه وتعالى-هناك أوقاتا يُقَضِّيها الإنسان جميعا في عبادة الله-تعالى-وذِكْرِه بِحيث يَتجرَّد فيها عن هموم هذه الدنيا وتَبِعاتِها ويَشتغِل بِذِكْر ربه-سبحان هوتعالى-وبِذِكْر الدار الآخرة لِيكون في ذلك تَخليصٌ له من هذه التبِعات الدنيوية، ولِيكون في ذلك-أيضا-مزيدٌ من الزّاد الأخروي الذي يَتزوَّده لِلقاء ربه-سبحانه وتعالى-وهو زاد التقوى، الذي يقول فيه الحقّ سبحانه { وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى}(البقرة: من الآية197) مِن أجل ذلك شُرِعَ الاعتكاف.
والاعتكاف لا يَنحصِر في شهر معيّن أو في وقت معيّن، فهو لا يَنحصِر في شهر رمضان وحده، ولا يَنحصِر في العشْرِ الأواخر من شهر رمضان، ولكنّ العشْرَ الأواخر-على أيّ حال-بِما أنها مَظِنَّة ليلةِ القدر هي أوْلى بِأن يَحرِص الإنسان المسلم فيها على الاعتكاف، لأنّ خيرَها خيرٌ عظيم، فإنّ ليلةَ القدْر هي خيرٌ من ألفِ شهر، مَن حُرِم خيرَها فَقَد حُرِم، فالإنسان الذي تَمرّ عليه هذه الليلة المباركة وهو متجَرِّد مِن هموم هذه الدنيا، مقبِلٌ على الله-سبحانه وتعالى-بِقلبه وقالَبه، بِجسمه وروحه، بِعقله وفكره، بِضميره وغرائزه، بِكلِّ ما احتواه كِيانه لا ريب أنّ هذا الإنسان يَكون رابِحا خيرَ هذه الليلة أكثرَ مِن غيره، وهذا إنما يَحصل لِلذي يَتجرّد لِعبادة ربه، وهذا التجرد إنما يَكون بِالاعتكاف، فالاعتكاف في مساجد الله تعالى التي هي بيوته في أرضه، والتي هي مُتَنَزَّل رَحماته، والتي هي الأفقُ الذي يُشرِق مِنه نورُه .. هذا الاعتكاف يُؤدّي بِالإنسان إلى أن يَكون قوي الصِّلة بِالله-سبحانه وتعالى-أكثرَ فأكثر، وهذا الاعتكاف يَجعل هذا الإنسان يَربَح خيرَ هذه الليلة عندما تَمرّ بِه وهو في معتكَفه، ولِذلك كان النبي-صلى الله عليه وسلم-حريصا على الاعتكاف في جميع سِنِي عُمُرِه بعدما فُرِض عليه صيام شهر رمضان، ومن المعلوم أنّ ليلة القدر هي في تَضاعيف ليالي الشهر الكريم، ولكنّ الله-تعالى-أخفاها، وهذا لِحكمة بَالغة .. أخفاها لِيَشتغل الإنسان بِالعبادة في جميع ليالي الشهر حتى يَربَح خيرَ هذا الشهر، فإنه لو كان عارِفا لهذه الليلةِ أيُّ ليلةٍ هي مِن ليالي الشهر لكان ذلك كثيرا ما يُؤدّي بِه إلى التقاعس عن القيام بِالعبادة في سائر الليالي، فلذلك جعل الله-سبحانه وتعالى-إخفاءها أمرا فيه رحمة بِالعباد، كما أُخفِيَت ساعة الإجابة من يوم الجمعة، وكما أُخفِيَت الصلاة الوسطى من بين الصلوات الخمس، والنبي-صلى الله عليه وسلم-كان بادئ الأمر يَعتكِف-كما جاء عنه-في العشْر الأولى، فأتاه جبريل وقال له: "إنّ الذي تَطلبُ أمامَك" فاعتكف العشر الوسطى، ثم أتاه جبريل وقال له: "إنّ الذي تَطلبُ أمامَك" فاعتكف العشْر الأخيرة وظلّ يَعتكِف العشْرَ الأواخر حرصا على هذا الخير العظيم، وتَحسُّبا لِهذه الليلة المباركة التي هي خير من ألفِ شهر.
و-على أيّ حال-المعتكِف إنما يَكون عاكِفا على طاعة ربه، فمِما يَنبغي أن يَدورَ بِبال كلِّ أحد أنّ الاعتكافَ لا يَعني البقاء في المسجد فحسب، إذ البقاء في المسجد وحده من غير أن يكون الإنسان موصولا بربه-سبحانه وتعالى-لا قيمة له، وكثير مِن الناس قَد يَأتون إلى المساجد ويَبقَون فيها ولكنهم يُفَوِّتُون أجورهم وذلك لأنهم يَشغَلون أوقاتهم بِذِكْر الدنيا وأمورها، ويُحَوِّلُون أسواق الدنيا إلى المساجد، مع أنّ المساجد إنما هي أسواقُ البضاعةِ الأخروية، وليست أسواقا للبضاعة الدنيوية، فالإنسان إن كان معتكِفا في المسجد وهو يَقضي سحابةَ نهارِه يَتحدَّث بِأمور الدنيا ويَشتغل بِبعض الأمور التي ربما أدّت به إلى الوقوع في المعاصي ذلك لا ريب أنه يُحبِط أجرَ اعتكافه، بل يَعود بِالأوزار بَدلا مِن أن يَعود بِالأجور، وهذا أمر فيه خطر عظيم، فهو بَدلا مِن أن يَعودَ بِالفائدة يَعودُ بِالخسران والعياذ بالله، فلذلك نحن نوصي إخوانَنا الذين يَقضُون أوقاتهم في الاعتكاف-وهذا خير عظيم، ومطلَب كبير-أن يَحرِصوا على أن يَقضُوا هذه الأوقات وهم يَذكرون الله-سبحانه وتعالى-بِحيث يَكونون بين صلاةٍ وتلاوةٍ لِلقرآن ودعاءٍ وابتهالٍ إلى الله وتَعلُّمٍ للعلم النافع وتَعليمٍ له .. هذا كله إنما يَعودُ بِالفائدة على الإنسان، إذ كل ذلك مِن القُرُبات التي تَرفَع منزلةَ الإنسان، أما أن يَشتغِل الإنسان بِحديث الدنيا أو أن يَتجاوز الاشتغال بِحديث الدنيا إلى أن يُصبِح يَلِغُ لسانه في أعراض الناس-يَتكلَّم في هذا ويَشتُم ذلك ويَتعرَّض لهذا بِالتّنقيص والتّحقير-فذلك أمر يَعودُ عليه بِالخسارة، بَدلا مِن أن يَعودَ بِالرِّبح والفائدة، فعلى هذا الذي وقع في ذلك أن يَتَّقي الله-تبارك وتعالى-وأن يَتداركَ نفسه؛ ونسأل الله-تعالى-العافية
[التصنيف : فتاوى الصوم].
__________________
قتل امرئ في غابة
جريمة لا تغتفر
وقتل شعب آمن
مسألة فيها نظر!!
  #86  
قديم 06/09/2009, 11:06 PM
صورة عضوية فارس الكلمة
فارس الكلمة فارس الكلمة غير متصل حالياً
عضو مميز
 
تاريخ الانضمام: 23/05/2008
الإقامة: بلادي وإن جار الزمان علي عزيزة
الجنس: ذكر
المشاركات: 1,011
افتراضي تابع.. الاعتكاف


السؤال:
كيف يُقسِّم المعتكِف وقتَه في المسجد ؟


الجواب:
على أيّ حال؛ المعتكِف-كما قلتُ سابقا-يَكون بيْن صلاةٍ وذِكْرٍ لله-تبارك وتعالى-وتلاوةٍ لِكتابه ودراسةٍ لِلعلم وتدريسٍ له، وهذا لا يَمنع أن يَكون-أيضا-يَأخذ قِسْطا مِن الراحة، فإنّ الإنسان يُطالَب أن يُريح جسمه، فللجسم حقّ عليه ومِن حقّ الجسم أن يُريحه وذلك بِأن ينام، فلا يُمنع المعتكِف أن ينام في معتكَفه بل ذلك حقٌّ عليه لِجسمه، إذ لو أرهَق نفسه بِحيث قَضَّى وقته كلَّه في العبادة مِن غير ينام ولا قليلا لأدّى ذلك إلى أن يَنقطِع بِه السير، والمنْبَت-كما قيل-لا أرضا قَطَع ولا ظَهْرا أبقى، لأنه لا يَصِل إلى مكان و-أيضا-يُرهِق نفسه التي هي بِمثابة مَطِيته، فلذلك كان جدير ابِالإنسان أن يُريح نفسه، ولذلك يَنبغي لِلمعتكِف الذي يَعتكِف في شهر رمضان المبارَك أن يَأخذ قِسْطا من الراحة بِحيث ينام في أوائل الليل، وينبغي أن ينام مبَكِّرا بعد صلاة التراويح لِيَستعدَّ لِلتهجد، فإنّ صلاة التهجد هي صلاة حَرِية بِأن يُحافَظَ عليها، وابن عباس-رضي الله عنه-قال: "والتي ينامون عنها هي أفضل" يعني صلاة التهجد هي أفضل مِن صلاة التراويح، لأنّ فيها المشقّة ولأنها تُصادِف الثلثَ الأخير من الليل والثلثُ الأخير من الليل هو مَظنَّة استجابة الدعاء ورفع الدرجات وتحقيق الأمنيات، والله-سبحانه وتعالى-أثنى على المستغفِرين بِالأسحار. وبعد صلاة الفجر يَنبغي له أن يَتلو ما تَيسّر مِن كتاب الله. وبعد ذلك-أيضا-يُقَضِّي وقتَه إمّا في قراءة كتاب الله أو في الصلاة، فإذا جاء وقتُ الضحى-مثلا-أخذ يُصلي صلاة الضحى.
ثم بَعد ذلك لا حرج عليه أن يَشتغِل بِقراءة كتبِ العلم .. كتبِ الفقه، كتبِ التفسير، كتبِ الحديث. حتى ولو اشتغَل بِتأليف شيءٍ مِن الكتب وهو في معتكَفه ذلك لا يَتنافى مع اعتكافه، لأنّ هذا الاشتِغالَ نفسَه عبادة وقُرْبَة إلى الله تعالى.
كذلك لو كان يُجيب على الفتاوى وهو في معتكَفه لا حرج. وكذلك إن كان قاضيا وارتفع إليه الخصوم وهو في معتكَفه فإنه يَفصِل ما بينهم .. لا يُمنَع مِن أن يَفصل بين الخصوم، لأنّ ذلك مِن القُرُبات إلى الله تعالى، إذ إيصال ذي الحق إلى حقِّه مِن القُرُبات التي تُقَرِّب الإنسان إلى ربه سبحانه وتعالى.
ويأخذ-أيضا-في النهار قِسْطا مِن الرّاحة، حيث يَنام بِقدر ما يُرِيح جسدَه. ويُحافِظ على الدعاء أدبارَ الصلوات، ويُحافِظ على الدعاء في وقتِ السَّحَر {وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ}(آل عمران: من الآية17)، ويُحافِظ على الدعاء في الأوقاتِ التي هي مَظنَّة الإجابة، كآخر ساعة مِن يوم الجمعة، فإنّ في الجمعة ساعة يُستجاب فيها الدعاء، والعلماء مختلِفون فيها على نحو خمسين قولا، ولكن لعلّ أكثرَهم يُرجِّح أنها آخرُ ساعة، وهذا من باب الترجيح فحسبُ، إذ لا دليلَ يَقطَع بِذلك، لأنها أُخفِيَتْ-كما قلتُ-في ضِمْن ساعات يوم الجمعة.
و-كذلك-إن كان هذا المعتكِف عنده ملَكة وقدرة على التعليم فإنّ قيامه بِالتعليم وهو في معتكَفه .. تعليمِ العلم النافع وتوجيهِ الناس إلى الخير ذلك مما يُطلَب مِنه، ومِمّا يُعدُّ مِن القُرُبات التي تُقَرِّبُه إلى الله. و-كما قلتُ-إنما عليه أن يَتجنَّب إقحامَ أمور الدنيا وهو في معتكَفه، فإنّ إقحامَ أمورِ الدنيا وهو في معتكَفه يُؤدِّي بِه إلى أن يَقع في المحظور، وذلك يُؤدِّي إلى أن يَخسَر أكثرَ مِمّا يَربَح، أو إلى ألاّ يَعودَ بِشيءٍ مِن الربح أو ألاّ يُوازِي الرِّبحُ خسارتَه؛ والله المستعان
[التصنيف : فتاوى الصوم].

السؤال:
إمام في مسجد وللإمام غرفة ملحقة بِالمسجد، هل يَجوز أن يَعتكِف في تلك الغرفة دون المسجد ؟


الجواب:
أما إذا كان ذلك المكان الذي يَعتكِف فيه خارجا عن كونه مسجدا فلا، لأنّ الله-تعالى-قال :{وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ }(البقرة: من الآية187) والنبي-صلى الله عليه وسلم-مع كون بيته الشريف وحُجُراته الشريفة .. مع كون ذلك كلِّه متّصِلا بِالمسجد ما كان يَعتكِف في بيته قط، وإنما كان يَعتكِف في المسجد، وما كان يَبقى في بيته في وقت اعتكافه مع اتصال البيت بِالمسجد، إذ حُجُراته كانت متّصِلة بِالمسجد ولكن مع ذلك كان يَخرج مِن حُجُراته إلى المسجد، فكذلك-إذن-المعتكِف عليه أن يَكون اعتكافه في المسجد .. حيث يَصدُق على المكان أنه مسجد. والله أعلم
[التصنيف : فتاوى الصوم].

السؤال:
هل هناك ضرورات تُبِيح لِلمعتكِف أن يَخرج من معتكَفه ؟ إذا كان- مثلا- تُوفي أحد من أهله وأراد أن يَخرج في جنازته ؟


الجواب:
نعم، الضرورة التي لا خلاف فيها حاجةُ الإنسان؛ وأما ما عداها فالناس مختلِفون بين التشديد والتخفيف .. بين التوسيع والتضييق.
أما الخروج للجنازة هذه-أيضا-من جملة الأمور التي استثناها بعضُ العلماء .. قالوا بِأنه يَخرج في جنازة أهله، وروي عن ابن عباس-رضي الله عنهما-أنه خرج مِن معتكَفه لأجل قضاء حاجة أحد إخوانه المسلمين . و الله أعلم
[التصنيف : فتاوى الصوم].

السؤال:
يودّ المعتكِف أن يَستحم وأن يَغتسل-غير الاغتسال الواجب طبعا-وفي المسجد ملاحق لهذا الأمر، فهل يَخرج من المسجد لِيَغتسل في الملاحق الملحقة بالمسجد ؟ كذلك إذا ما أراد أن يَتسوّك ؟


الجواب:
نعم إذا كان هذا الاغتسال لأجل النظافة التي لابد منها، لأنّ الإنسان مطالَب بِأن يَتنظَّف .. عندما يَخرج لقضاء حاجته يَغتسل في ذلك الوقت .. يَستنجي ثم يَغتسِل ويَعود. نعم هكذا، لأنّ السِّواك سنّة . والله أعلم
[التصنيف : فتاوى الصوم].

السؤال:
هل هناك من بأس في استعمال الهاتف النقال في المسجد وخاصة بالنسبة للمعتكف حيث سمعنا أن الاتصال عبارة عن معاملة بين المتصل والشركة ، وهل يؤثر على الاعتكاف خاصة أن من يستعمله يرغب بالاتصال بأهله لطلب الطعام وغيره من الطلبات التي قد يحتاجها الإنسان في حالة اعتكافه أو وجوه في المسجد ؟


الجواب:
قبل الإجابة على هذا السؤال أنا أريد أن أنبه الأخوة المستمعين إلى ما يجب من احترام المسجد.
كثيراً ما نكون صافين في الصلاة متوجهين إلى الله تعالى وإذا بهذه الهواتف النقالة تزعجنا من هنا وهناك وكأننا في مكان فيه ضوضاء وجلبة ، وبعض هذه الهواتف فيها أصوات موسيقية كأنما في حلبة موسيقية نسمع فيها الكثير الكثير من الأصوات الموسيقية كأننا خارج الصلاة.
هذا أمر يزعج المصلين لا ينبغي أن يفعله الناس . ما لهؤلاء الناس يأتون إلى بيوت الله سبحانه يأتون بهذه الهواتف النقالة وهي مفتوحة ويتركونها كذلك لتزعج الناس وتشغلهم عن الصلاة مع أن في الصلاة شغلاً ، لأن صلاة الإنسان تعني إقباله على ربه وتركه هموم الدنيا وتركه لجميع مشاغل النفس ، لأن الصلاة يعني إقبال على عالم آخر ، على عالم القدس ، على مخاطبة الله تبارك وتعالى وحده ، ولكن مع الأسف الشديد هؤلاء الذين لا يقدّرون للصلاة قيمتها ، ولا يعرفون منزلتها عند الله سبحانه وتعالى لا يبالون بهذا . هذا أمر يجب أن يتنبهوا له.
أما إن كان مجرد طلب حاجة من غير أن يترك الهاتف شغّالاً ليزعج الناس في المسجد الناس فلا مانع منه . أما أن يعقد الصفقات مع هذا أوهذا وهو في المسجد فلذلك غير جائز ، وإنما يتحدث في الهاتف في غير أوقات الصلاة بقدر ضرورته فحسب ، ولا مانع من هذا لأن الضرورة تقدر بقدرها
[التصنيف : فتاوى القضايا المعاصرة].
__________________
قتل امرئ في غابة
جريمة لا تغتفر
وقتل شعب آمن
مسألة فيها نظر!!
  #87  
قديم 06/09/2009, 11:08 PM
صورة عضوية فارس الكلمة
فارس الكلمة فارس الكلمة غير متصل حالياً
عضو مميز
 
تاريخ الانضمام: 23/05/2008
الإقامة: بلادي وإن جار الزمان علي عزيزة
الجنس: ذكر
المشاركات: 1,011
افتراضي ليلة القدر

فتاوى ليلة القدر:


السؤال:
سماحة الشيخ هل يمكن لنا أن تبينوا لنا فضل ليلة القدر ، ومتى يمكن للمسلم أن يتحراها ؟


الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد:
فإن الله سبحانه وتعالى يرفع درجات من يشاء ، ويفضّل ما يشاء ما على ما يشاء ، فهو يفضّل الناس بعضهم على بعض ، ويفضّل الرسل الذين هم صفوة الناس وخاصتهم بعضهم على بعض كما نص على ذلك القرآن الكريم مع أنهم جميعاً مصطفون أخيار بلغوا من درجة الكمال البشري ما لم يبلغه غيرهم ، وكذلك فضّل الله سبحانه وتعالى بعض الأمكنة على بعض كما هو واضح في تفضيل حرمه الآمن ، وتفضيله أيضاً المكان الذي بارك حوله وهو المسجد الأقصى وما حوله وهذا مما دل عليه القرآن الكريم ، كذلك فضّل الله بعض الأزمنة على بعض ، وقد يكون المفَضل أيضاً على غيره منه ما هو أفضل من غيره.
فشهر رمضان كله شهر فضيل لأجل ما جعل الله سبحانه وتعالى فيه من البركة والخير كما ينبئ بذلك قوله سبحانه { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ}(البقرة: من الآية185) ، فهو شهر فضيل من أجل هذه الميزة ، ولكن هذه الليلة هي مفضلة على سائر ليالي الشهر ولذلك بلغت من الكمال _ كمال الفضل وهو كمال المخلوقات بطبيعة الحال - ما لم تبلغه ليلة أخرى وما لم يبلغه زمان آخر ، وناهيكم أن الله سبحانه وتعالى سماها ليلة القدر وسماها ليلة مباركة وقد قال {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ * فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ * أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ } ( الدخان: 3 _ 5)، وتسميتها بليلة القدر يوحي بمكانتها وعظمتها فإن القدر هو الشأن فهي ليلة شأن عظيم وشأو جليل لا يعلم مداه إلا الله سبحانه وتعالى.
وقد أنزل الله سبحانه وتعالى سورة بأسرها تدل على فضلها وميزتها وشرفها وعلو شأنها يقول سبحانه : {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ} (سورة القدر).
فهذه الليلة ليلة بلغت من الفضل هذا القدر العظيم وذلك أنها جعلها الله سبحانه وتعالى خيراً من ألف شهر من الشهور التي ليست فيها ليلة قدر.
ومعنى هذا أن الإنسان عندما يعمل الصالحات في هذه الليلة ويجتهد بالتقرب إلى الله سبحانه وتعالى يكون قد أحرز من الفضل مثل ما يحرزه لو عمل ذلك في كل ليلة من ليالي ألف شهر ، فهذا فضل عظيم لا يزهد فيه من عنده مثقال ذرة من عقل ، ومن الذي يزهد في هذا الخير العظيم ؟
هذه الليلة أخفاها الله سبحانه وتعالى في تضاعيف هذا الشهر الكريم كما أخفى الله سبحانه ساعة الإجابة من يوم الجمعة ، وذلك من أجل أن يجتهد الناس في الدعاء في جميع الساعات يوم الجمعة ، وكذلك أخفى الله سبحانه وتعالى كثيراً من الأشياء عن عباده لأجل أن يجتهد الناس ، فالناس لا يدري أحدهم متى يموت ، فساعة وفاة الإنسان لا يعلمها لأجل أن يكون الإنسان في كل لحظة من لحظات العمر متهيئاً للقاء الله موطناً نفسه للانتقال من هذه الدار الدنيا إلى الدار الآخرة ، وكذلك قيام الساعة أمر لا يعلمه إلا الله.
فليلة القدر هي ليلة مجهولة هي إحدى ليالي الشهر الكريم ، أخفيت من أجل هذه الحكمة حتى لا يتكل الناس عندما يعرفونها ، بحيث يعملون الخير فيها وحدها ويدعون عمل الخير في سائر الشهر ، فالناس مطالبون بأن يتسابقوا إلى الخير في هذا الشهر الكريم ، وأن يضاعفوا جهودهم فيه أكثر مما كانوا يفعلون في غيره فلذلك أخفيت هذه الليلة.
والنبي صلى الله عليه وسلّم عُرفّها أُريها ، ولكن خرج ليخبر بها أصحابه فتلاحى رجلان فرفعت أي رفع علمها عنه صلى الله عليه وسلّم فلذلك قال على أثر ذلك : فالتمسوها في العشر الأواخر والتمسوها في كل وتر. فالناس مطالبون بأن يلتمسوها في العشر الأواخر لا سيما الليالي الأوتار وهي ليلة الحادي والعشرين وليلة الثالث والعشرين وليلة الخامس والعشرين وليلة السابع والعشرين وليلة التاسع والعشرين فعلى الإنسان أن يتحراها في هذه الليالي.
ولقد شاع عند عوام الناس وجهلتهم أن في هذه الليلة أشياء تبدو للناس فيتراءونها بحيث تنقلب الأمور رأساً على عقب ، وقد تصور بعض العوام والجهلة أن الأشجار يظهر سيولها في هذه الليلة المباركة ويرى الناس ذلك ، وكذلك تصوروا أن كثيراً من الأشياء تنقلب عن سننها المعهودة ، وتصوروا أيضاً أن هذه الليلة عندما يكاشف الإنسان بها كل ما يريده أو يخطر على باله يتحقق له هذا كله ليس صحيحاً.
إنما فضل هذه الليلة بما ذكره الله سبحانه وتعالى مما أودعه فيها من البركة حتى كان قيامها بمثابة قيام ألف شهر من سائر الليالي ، فلو كانت هنالك علامات ظاهرة كما يقولون لما خفيت تلكم العلامات عمن يقومون ليالي الشهر الكريم جميعاً ، ولكن هذه إشاعات لا أساس لها من الصحة ، وإنما فضل هذه الليلة بما ذكرناه.
ولربما ظهر لبعض الناس بعض الأشياء كظهور الأنوار بسبب كثرة الملائكة الذين يتنزلون فيها وهذا أمر لا يكاشف به كل أحد ولكن ربما يظهر ذلك لبعض الناس ، وإنما على الإنسان أن يحرص على اكتساب خيرها بغض النظر عن هذه الأشياء كلها ، وإنما عليه أن يحرص على اكتساب خيرها وذلك بأن يحيها بالتهجد وذكر الله تعالى واستغفاره والتبتل إليه سبحانه وتكرار الدعاء الذي علّمه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها عندما سألته ماذا تصنع عندما ترى هذه الليلة أو تصادف هذه الليلة فأمرها النبي صلى الله عليه وسلّم أن تقول : اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني ، فينبغي للإنسان ذلك.
والنبي صلى الله عليه وسلّم من أجل كون هذه الليلة هي إحدى الليالي التي تكون في العشر الأواخر من الشهر المبارك ، لما كانت هذه إحدى الليالي العشر من الشهر المبارك كان يحرص صلى الله عليه وسلّم على مضاعفة جهده في التهجد في العشر الأواخر ، كان يعتكف هذه العشر الأواخر ، وكان إذا دخلت شد مئزره وأيقظ أهله وأحيى ليله ، ومعنى شده مئزره أنه كان يشمر عن ساعد الجد في العمل لأن شد المئزر يكون عندما يقابل الإنسان عملاً شاقاً ، ومنهم من حمل شده مئزره على معنى أنه كان يجتنب النساء ولا يواقع النساء بسبب إخلاده إلى الاعتكاف في هذه العشر . ومعنى إيقاظه أهله أنه كان يدعوهم إلى التهجد يأمرهم ألا يناموا إلا بقدر ما يضطرون إلى النوم ، وإنما يدعوهم إلى أن يتهجدوا لأجل أن يشاركوا في الخير لينالوا من ربحه العظيم.
ومعنى كونه صلى الله عليه وسلّم يحي ليله أنه يقضي ليله تهجداً بحيث يطوي فراشه في هذه الليالي العشر حرصاً على اكتساب هذا الخير العظيم ، فهكذا ينبغي للناس.
وحقيقة الأمر الناس اختلفوا كثيراً في ليلة القدر على نحو أربعة وأربعين قولاً ، وهذه الأقوال كثير منها لا دليل عليه ، منهم من قال بأنها ليست من ليالي شهر رمضان رأساً وإنما هي ليلة في سائر ليالي العام ، وهذا قول بعيد عن الصواب لأن الله تعالى قال :{ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ } ( القدر :1) ، وفي نفس الوقت قال :{ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ}(البقرة: من الآية185) ، ولكن الذين ذهبوا إلى هذا الرأي قالوا إن معنى نزول القرآن الكريم في هذا الشهر الكريم أي نزول بيان فضل هذا الشهر وميزته ومكانته ، وهذا قول بعيد عن التحقيق.
ومنهم من قال بأنها في العشر الأولى ، منهم من قال هي الليلة الأولى ، ومنهم من قال الثانية ومنهم من قال الثالثة وهكذا ، ومنهم من قال في الوسط منهم من قال ليلة السابع عشر ومنهم من قال ليلة السادس عشر وهكذا ، وهذه الأقوال لا تتفق مع ما دل عليه الحديث الصحيح إذ أخبر النبي صلى الله عليه وسلّم بأنها إحدى ليالي العشر الأواخر ، والله تعالى أعلم
[التصنيف : ليلة القدر وفضائلها].

السؤال:
ما هو طبيعة الشعور الذي يَشْعُرُ بِه المسلم في ليلة القدْر ؟


الجواب:
المسلم- أوّلا- في جميع أوقاته يَشْعُرُ بِأنه مَغْمُور بِفضْل الله ونعمته وأنه لو وَقَفَ كل خلية مِن خلاياه مِن أجل شُكْر الله-تعالى-على هذه النعم لَما استطاع أن يَفِيَ بِأقل نعمة مِن هذه النعم، وهذا الشعور يَتضاعَف في شهر رمضان الكريم لِما يَشْعُرُ بِه مِن الصِّلة بِالله سبحانه وتعالى ومِن انفتاح الآفاق الروحانية أمامَه، وربما تَضاعَفَ ذلك-أي هذا الإحساس-في ليلة القدْر المباركَة، وجديرٌ بِالمسلم أن يَتضاعَف إحساسه هذا عندما يَمْثُلُ بين يدي الله .. أي عندما يقوم ويَتَهَجَّد، لا عندما يُقَضِّي لَيْلَه في النوم؛ والله تعالى أعلم
[التصنيف : ليلة القدر وفضائلها].

السؤال:
هل ليلة القدر تختص فقط بِأيام معيّنة مِن الأسبوع كأن تكون في يوم الجمعة أو في يوم الخميس ؟


الجواب:
لا، لأنّ الحديث قال: << فالتمِسوها في العشْر الأواخر والتمِسوها في كل وتر >>، ولم يُشِر الحديث الشريف إلى أنّها تكون في ليلة جمعة أو في ليلة خميس أو في ليلة الاثنين، وإنما أشار إلى أنها هي في أوتار العَشْر الأواخر، ولذلك لا تنحصِر في يوم معيّن مِن أيام الأسبوع، إذ الأوتار لا يَلزم أن تُصادِف ذلك اليوم، وإنما هي بِحسب ما جعل الله تبارك وتعالى في هذه الليالي العَشْر بحيث اختصّ منها ليلة جعلها هي ليلة القدر
[التصنيف : ليلة القدر وفضائلها].

السؤال:
يطلب تفسيرا مفصَّلا لِقوله تعالى : {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} (القدر:3) ، هل يُمكِن أن يُربَط بين قوله تعالى { … أَلْفِ شَهْرٍ } وبين قوله تعالى { وَإِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ}(الحج: من الآية47)؟ ((وقع هنا-للأسف-انقطاع في الشريط لخلل أثناء تسجيله من التلفزيون )) صادَف المسلم هذه الليلة، فهل سيَحصل على عبادة ألْف شهر بِما فيها مِن تسبيح وصلاة وما شابه ذلك ؟


الجواب:
أما الربط فلا ، لأنّ ذلك اليوم الذي هو بِألْف سنة مما يُعَد إنما هو يوم الموقف .. يوم القيامة، أما أيام الدنيا فهي غير ذلك .. هذه ليلة جعلها الله تعالى خيرا مِن ألْف شهر .. مِن الناس مَن يروي والله أعلم بِصحّة هذه الرواية .. لا أدري مدى صحّتها أنّ النبي صلى الله عليه وسلّم ذَكَرَ أنه كان في الأمم السابقة رجل جاهَد في سبيل الله لمدّة ألْف شهر لم يضع السلاح ولم يضع لاَمَةَ حَرْبِهِ مدّة ألْْف شهر .. كان مستمراً على الحرب في سبيل الله .. على الجهاد في سبيل الله فاستَقَلَّت هذه الأمّة .. أي استَقَلَّ الصحابة أعمالَهم لأنهم رأوا أنّ أعمارهم قصيرة .. أعمارهم لا تَفِي بِهذا القدَر .. مَن الذي يُنَفَّسُ له ويُنْسَأُ له في أجله حتى يقضي ألْف شهر وهي نحو ستة وثمانين عاما .. كلها يقضيها في الجهاد، والجهاد كله أجر وفضل، فأنزل الله تعالى تسلية لٍهذه الأمّة {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} (القدر:3) .. أي إنّ الله تبارك وتعالى أعطى هذه الأمّة هذه الليلة المباركَة وهذه الليلة هي خير مِن ألْف شهر، ولكن هي خير مِن ألْف شهر للذي يُقَضِّيهَا في العبادات ويعمل فيها الطاعات، لا لِلذي يَلْهُو فيها أو يَسْرَحُ ويَمْرَحُ أو يقضيها في المجون واللهو والحديث الهُجْر .. قول الهُجْر، وإنما هي لِلذي يَقضيها في عبادة الله سبحانه وتعالى ، فمَن عَبَدَ الله تعالى فيها بِحيث قامها واجتهد في العبادة بِقدْر مستطاعِه فكأنما قام ليالي ألْف شهر، فضْلا مِن الله تعالى ونعمة
[التصنيف : ليلة القدر وفضائلها].
__________________
قتل امرئ في غابة
جريمة لا تغتفر
وقتل شعب آمن
مسألة فيها نظر!!
  #88  
قديم 06/09/2009, 11:10 PM
صورة عضوية فارس الكلمة
فارس الكلمة فارس الكلمة غير متصل حالياً
عضو مميز
 
تاريخ الانضمام: 23/05/2008
الإقامة: بلادي وإن جار الزمان علي عزيزة
الجنس: ذكر
المشاركات: 1,011
افتراضي تابع.. ليلة القدر


السؤال:
هل هناك عبادات معيّنة وأدعية يُحاوِل أن يُمارِسها الإنسان تَحرِّيا لهذه الليلة ؟


الجواب:
على أيّ حال؛ الإنسان يُؤمَر أن يُسارِع إلى الطاعات والخير والبِرِّ، ومِن الطاعات التي يُسارِع إليها قيام هذه الليالي العشْر، وكما ذكرنا أنّ النبي صلى الله عليه وسلّم كان إذا دخلت العشْر شَدَّ مِئْزَرَهُ وأَيْقَظَ أَهْلَهُ وأَحْيَى لَيْلَهُ .. كان عليه أفضل الصلاة والسلام يَشُدُّ مِئْزَرَهُ وذلك كناية عن مقابلتِه الأمر بِحزْم شديد وبِعزيمة متوقِّدة، فإنّ مِن شأن الإنسان إذا أقبل على شيء بِعزيمة وكان أمرا عظيما أن يَشُدَّ له مِئْزَرَهُ؛ وقيل بأنّ ذلك كناية عن اعتزالِه النساء بِحيث لا يَميل إلى شهوة الدنيا وإنما كان يقضي هذه الليالي في العبادة فحسب وأَحْيَى لَيْلَهُ، وكان يُحيِي الليالي بِالقيام .. جميع الليالي سواءً ليالي رمضان أو ليالي غير رمضان ولكن كان هذه الليالي يُحْيِيهَا تهجدا جميعا مِن أول الليل إلى آخر الليل .. كان يُحْيِيهَا بِالعبادة، وهكذا ينبغي لِلإنسان أن يَجتَهِد بِقدْر مستطاعِه .. لا يعني ذلك أنّ الناس جميعا مطالَبون بِأن يَفعلوا ذلك، إذ هذه الأمور هي بِحسب طاقات الناس ومواهبهم، وطاقات الناس تَختَلِف ومواهب الناس تَختَلِف ولكن على الإنسان ألاّ يُفَوِّتَ الفرصة بِقدْر مستطاعِه.
أما ما يُمكِن أن يَدعُوَ به فإنّ كل دعاءٍ مطلوب .. أيّ دعاءِ خير ما لم يَدْعُ الإنسان بِقطيعة رحِم أو بِأيّ سوء، إلا أنّ النبي صلى الله عليه وسلّم عندما سألته السيدة أمّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها إن صادَفت ليلة القدْر بِماذا تدعو ؟ وماذا تقول ؟ علّمها النبي صلى الله عليه وسلّم أن تقول : << اللهم إنك عَفُوٌّ تُحِب العَفْوَ فاعْفُ عني >>، وهكذا ينبغي لِلإنسان أن يُكَرِّرَ في هذه الليالي هذا الدعاء الشريف وغيرَه مِن الأدعية التي يَعُودُ خيْرها عليه وعلى أسرتِه وذريتِه وعلى جميع الأمّة
[التصنيف : ليلة القدر وفضائلها].
السؤال:
إذا أخذنا بلفظة الحديث: << فالتمسوها >> هل يدلّ هذا على أنّ لِليلة القَدْر علامات معيّنة يستطيع أن يَتعرّف عليها الإنسان ؟


الجواب:
حقيقة الواقع هناك كلام في هذا، فأهل التحقيق مِن المفسِّرين يقولون بأنّ هذه الليلة لو كانت لها مميِّزات مادية معروفة لكانت معروفة للناس الذين يَسهرون هذه الليلة أو الذين يَسهرون ليالي رمضان ولا ينامون بحيث يمكنهم أن يُشاهِدوا ما قيل بِأنه يَتجلّى فيها وما يَحدُث فيها مِن الأمور الخارِقة للعادات ، وهذا أمر غير معهود، ولو كان ذلك لاشتهر ذلك اشتهارا عظيما ولَتبيّن للخاص والعام بحيث تتناقله الألسن جيلاً بعد جيل مع تظافر الدلائل التي تدلّ عليه، ولكن أنّى ذلك وهذا لم يَحصل.
ومِن الناس وهذا قول عوام الناس مَن يقول بأنه تَحدُث أمور خارقة للعادات وتنقلب فيه الأمور رأسا على عَقِب ويُشاهِد الإنسان فيه الكثير الكثير .. هذا غير صحيح.
ومِن العلماء مَن يَستنِد إلى رواية رُويت عن النبي صلى الله عليه وسلّم أنّ ميزة هذه الليلة بأنها ليلة غيرُ ذاتِ قَرٍّ ولا ذاتِ حَرٍّ .. أي إن كانت ليلة في الليالي الشاتِيَة فهي ليست شديدة البرودة وإنما بَرْدُها معتدِل، وكذلك إن كانت في الليالي الصائِفَة فهي أيضا غير شديدة الحرارة وإنما يكون جوها معتدِلا، و-أيضا-جاء في الحديث أنّ شمسَ غُدْوَتِها تَطْلُع وهي ليست ذاتَ شُعاع، ولكنّ الحديث لم يَصح
[التصنيف : ليلة القدر وفضائلها].

السؤال:
العَشْر الأواخر مِن رمضان تتميّز بِفضائل كثيرة وكذلك ليلة القدر، نريد أن نعرف هذه الفضائل، وكيف يُمكِن لِلمسلم أن يتحرّى فيها ليلة القدر ؟


الجواب:
إنّ الله تبارك وتعالى اقتضَت حكمتُه تفْضيلَ بعضِ مخلوقاتِه على بعض، مِن أيِّ جِنْس مِن الأجناس، فهو يُفَضِّلُ بعضَ البشر على بعض، ومِن البشَر الذين فُضِّلُوا رسلُ الله ، وهم أيضا فُضِّلَ بعضُهم على بعض، وكذلك فَضَّلَ الله سبحانه وتعالى بعضَ البلدان على بعض، وبعضَ الأمْكِنة على بعض ، و هكذا فَضَّلَ بعضَ الأزْمِنة على بعض، ومِن الأزْمِنة التي فَضَّلَها شهرُ رمضان المبارك بِكلِّ لياليه وبِكلِّ أيامه، ثم إنَّ أيامَ رمضان وليالِيَه أيضا فُضِّلَ بعضُها على بعض، ومِمّا فُضِّلَ العشْرُ الأواخر مِن رمضان .. فُضِّلَت العشْرُ الأواخر بِما أنها مَظِنَّةُ هذه الليلةِ المباركة .. مَظِنَّةُ ليلةِ القدْر، التي هي خير مِن ألف شهر، وقد فُضِّلَت ليلةُ القدْر على جميع الليالي العشْر وليالي رمضان بِأسْرها وعلى جميع أيام العام ولياليه، فهي بِنَصِّ القرآن الكريم خير مِن ألف شهر، وقد أنزل الله تبارك وتعالى فيها سورةً بِأسْرها تدلّ على مكانتها وعِظَمِ شأنها وجلال قدْرها .. يقول الحق سبحانه { إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ} (سورة القدر) ، نعم ، هذهِ الليلةُ المبارَكَة هي خير مِن ألف شهر، وهي الليلة التي سماها الله تبارك وتعالى الليلةَ المباركة في قوله: { إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ * فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ * أَمْراً مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ} (الدخان:3-5) ، وتسميتُها بِليلةِ القدْر إما لِعلوِّ قدْرها وعِظَمِ شأنها وإما لِمَا يُقْدَرُ فيها مِن الأمور، فقد قيل بأنّ الله تبارك وتعالى يَكتُب فيها ما يكون في سائر العام، ومهما يَكن فإنّ فَضْل هذهِ الليلة فَضْلٌ يَفوقُ الوصْف ويَفوتُ المدارِك، والله سبحانه وتعالى بيَّن هذا الفضْل العظيم في هذه السورة المبارَكَة، التي سُمِّيت ( سورة القدْر ) والتي فيها الحديث عن هذه الليلة وعن علوِّ قدْرها وعِظَمِ شأنها، وهي بِالطَّبْع إحدى ليالي رمضان، لأنّ هذهِ الليلة هي ليلةُ نزول القرآن على قلْب النبي صلى الله عليه وسلّم مع أنّ الله تعالى قال في شهر رمضان المبارَك { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ}(البقرة: من الآية185)، ولئِن كان شهرُ رمضان نَزَلَ فيه القرآن الكريم وكان نزوله في ليلة القدْر فإذن هذهِ الليلةُ المبارَكَة هي إحدى ليالي هذا الشهر الكريم، وإن كان العلماء اختلفوا فيها اختلافا كثيرا، على أكثر مِن أربعين قولا، حتى أخرجَها بعضهم عن شهر رمضان رأسا، وهؤلاء قالوا في قول الله تعالى : {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ}(البقرة: من الآية185) أي أُنْزِلَ في بيان فَضْلِه وقَدَرِه وشأنِه ووجوبِ صومِه؛ وهذا القول هو بعيد، لأنّ السياق يَقتضي خلافَ ذلك، ولأنّ النصوص النبوية-أيضا-تدلّ على خلافه ، فالأحاديث الشريفة المروية عن النبي عليه أفضل الصلاة والسلام تدلّ على أنّ ليلةَ القدْر هي إحدى ليالي شهر رمضان المبارَك.
وقد يَتساءَل الإنسان: كيف يَكون إِنْزال القرآن في هذهِ الليلةِ - أي ليلةِ القدْر - مع أنّ القرآن نزل على النبي صلى الله عليه وسلّم في رمضان وفي غيره في ظَرْفِ ثلاثٍ وعشرين سنَة نزل بعضه في السفر وبعضه في الحضر وبعضه في المدينة وبعضه في مَكّة وبعضه نزل خارج المدينة ومَكّة عندما يكون النبي صلى الله عليه وسلّم في غزواته وفي أسْفاره ونزل أيضا القرآن الكريم في حالة السِّلْمِ وفي حالة الحرْب ونزل في وقت الصيف وفي وقت الشتاء فهو غير مُنْحَصِرِ النزول في وقتٍ معيّن فكيف يُقال بِأنه أُنْزِلَ في ليلة القدر ؟ والجواب:

1- مِن العلماء مَن قال بِأنّ إنزال القرآن في ليلة القدر يعني بدايةَ إِنْزالِه على قلب النبي صلى الله عليه وسلّم ، إذ بداية نزول القرآن عليه وهو في غار حراء كانت في شهر رمضان المبارك في هذه الليلة المباركة.

2- ومِن العلماء مَن قال بأنّ نزول القرآن كان أوّلا مِن اللوح المحفوظ إلى بيت العِزّة في سماء الدنيا وكان ذلك في ليلة القدر وتلقّاه جبريل مِن الحفظة ثم إنّ جبريل نزل به على قلب النبي صلى الله عليه وسلّم ، وهذا مروي عن حَبْر الأمّة ابن عباس رضي الله عنهما.

3- ومِن العلماء مَن ذهب إلى أنّ القرآن الكريم نَزَلَ في ثلاثِ وعشرينَ ليلةِ قَدْر .. أي كان الله تعالى ُنْزِلُ إلى سماء الدنيا ما يُقَدِّرُ إنزاله في سائر العام، والذي يَنْزِلُ مِن اللوح المحفوظ إلى بيت العِزّة في سماء الدنيا إنما كان يَنْزِلُ في ليلة القدر في كل عام وذلك بِقَدْرِ ما يَنْزِلُ في سائر العام.
ولعلّ القول الأول أقربُ إلى الصحّة وأظهرُ، وإن كان القول الثاني مرويا عن حَبْرِ الأمّة ابن عباس رضي الله تعالى عنهما.
وهذه الليلة المباركة النبي صلى الله عليه وسلّم أُرِيَها وعرفها وارتَسَمَت في ذهنه وخرج لِيُخبِر بها أمّته فتلاحى رجلان مِن أمّته فرُفِعَت أي رُفِعَ عِلْمُها وقال النبي صلى الله عليه وسلّم : << وعسى أن يكون ذلك خيرا >> ، ويرجو بذلك أنّ الله تبارك وتعالى يَكتُب لهذه الأمّة الخير بِرَفْعِ هذه الليلة أي بِرَفْعِ عِلْمُها-لِما يُسَبِّبُه ذلك مِن اجتهاد الأمّة في إحياء ليالي رمضان المبارك.
والنبي عليه أفضل الصلاة والسلام قال : << فالتمِسوها في العشْر الأواخر والتمِسوها في كل وتر >>، ومعنى ذلك أنّ الإنسان يُؤمَر أن يَلتمِس هذه الليلة المباركة في العشْر الأواخر مِن شهر رمضان المبارك بحيث يجهد في العبادة في هذه الليالي المباركة ولاسيما الليالي الأوتار، وهي ليلة الحادي والعشرين وليلة الثالث والعشرين وليلة الخامس والعشرين وليلة السابع والعشرين وليلة التاسع والعشرين.
ومِن العلماء مَن ذهب إلى أنها هي قبل العشْر الأواخر، وهؤلاء قولهم مرجوح، بِدلالة الحديث الشريف.
ومنهم مَن قال بأنها لا تثبت على حال فإنها قد تَختلِف بين عام وآخر ففي عام تكون مثلا في ليلة الحادي والعشرين وفي عام تالٍ تكون في إحدى الليالي الأوتار الأخرى بِحيث لا تكون ليلةً معيّنةً في كل عام.
هذه الليلة جعل الله تعالى شأنها شأنا عظيما {تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ} (القدر:4-5)،.. يَستمِر خيرُها إلى طلوع الفجر، وفي قوله تعالى: { … حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ } ما يُؤذِن بأنّ القول الصحيح هو أنّ فضل هذه الليلة يَنقطِع بِطلوع الفجر وأنه لا يَستمِر في يومها-أي في اليوم التالي-وإنما ينتهي بانتهاء الليل .. هذا هو القول الصحيح، وإن كان مِن العلماء مَن ذهب إلى خلاف ذلك إلا أنّ دلالةَ القرآن تدلّ على هذا، وكفى بهذه الدلالة حجّة، ولا ينبغي أن يُختلَف مع ورود نصّ مِن القرآن الكريم على شيء، وإذا جاء نهرُ الله بَطَلَ نهر مَعقِل؛ والله-تعالى-أعلم
[التصنيف : ليلة القدر وفضائلها].
__________________
قتل امرئ في غابة
جريمة لا تغتفر
وقتل شعب آمن
مسألة فيها نظر!!
  #89  
قديم 06/09/2009, 11:12 PM
صورة عضوية فارس الكلمة
فارس الكلمة فارس الكلمة غير متصل حالياً
عضو مميز
 
تاريخ الانضمام: 23/05/2008
الإقامة: بلادي وإن جار الزمان علي عزيزة
الجنس: ذكر
المشاركات: 1,011
افتراضي تابع.. ليلة القدر


السؤال:
ليلة القدر تكون في ليلة واحدة يتحراها المسلم ، لكننا مثلاً نحن تأخرنا عن البلدان الأخرى يوماً وتأخرنا عن البلد الأخرى يومين في هذه الحالة إذا كانت في ليلة الحادي والعشرين هل تتكرر معنا ومعهم ، أم كيف يكون حالها ؟


الجواب:
أولاً أن الاختلاف قد يكون بسبب اختلاف المطالع ، وقد يكون بسبب الغيم . فليلة القدر ليلة واحدة وإنما هي تسير مع سير الليل ، فالليل يبدأ من المشرق وينتهي إلى المغرب ، الليلة تبدأ من المشرق وتنتهي إلى المغرب ، ففي كل منطقة من هذه المناطق تستمر هذه الليلة إلى مطلع الفجر ، أما اعتبار كونها من الليالي الأوتار فقد يكون ذلك حكماً أغلبياً ، وقد يكون ذلك حكماً باعتبار أوسط المناطق ، والله تعالى أعلم
[التصنيف : ليلة القدر وفضائلها].

السؤال:
كما نعرف أن الأعمال تضاعف في ليلة القدر ، فهل تنطبق هذه المضاعفة على من أحيا ليلة القدر على الباطل أو في معصية الله سبحانه وتعالى ؟


الجواب:
لا ريب أن كل ذي حرمة تكون المعصية في كنفه أعظم إثماً وأشد جرما ، فالمعصية مثلاً في مكة المكرمة يضاعف وزرها لمكانة الحرم حرم الله تبارك وتعالى ، وكذلك المعصية التي تكون في شهر رمضان يضاعف وزرها بسبب أن الإنسان يجترئ على الله في الشهر الكريم ، وعندما تكون ليلة القدر فإنها يضاعف أيضاً وزرها ، فيجب على الإنسان أن يحرص على أن يتفادى المعصية بكل ما يملك من قوة حتى لا يقع فيها
[التصنيف : ليلة القدر وفضائلها].

السؤال:
ليلة القدر عندما يقيمها الإنسان هل يقيمها من بداية الليل إلى الفجر أم في أي ساعة من الساعات ؟


الجواب:
للإنسان أن يأتي بما استطاع من الطاعات بل ينبغي له ذلك أن يأتي بقدر ما يستطيع من الطاعات ، سواءً كان ذلك تهجداً أو كان ذلك تلاوة لكتاب الله أو كان ذكراً وتسبيحاً لله سبحانه وتعالى فإن ذلك كله مما يضاعف.
وإنما الصلاة هي الأفضل لاشتمال الصلاة على تلاوة القرآن واشتمالها على التسبيح والذكر ، فالصلاة لا ريب أنها أجمع للخير ، ولكن لو اقتصر على الذكر أو اقتصر على تلاوة القرآن لكان في ذلك كله خير له سواءً كان ذلك في أول الليل أو كان في وسطه أو كان في آخره من حيث إنه يكتب له أجر مضاعف إن كان ذلك في ليلة القدر ، وإن كان ذلك في أخر الليل أفضل لأن وقت السحر وقت مبارك يرفع الله سبحانه وتعالى فيه الدعاء ، ويحقق فيه لعباده الرجاء ، ويغفر فيه للمستغفرين.
فينبغي للإنسان أن لا يفوته ، ولا يلزمه أن يقوم الليل كله من أوله إلى آخره فإن هذا شيء لا يقدر عليه إلا خاصة الخاصة من المسلمين { وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا}(الأنعام: من الآية132).
فمن قام جزءاً من ليلة القدر ضوعف له الأجر كأنما قام ذلك الجزء في ألف شهر فيما عدا هذه الليلة ، وإن قام جزءاً أكبر من ذلك أيضاً ضوعف له بقدر هذه النسبة ، وهكذا فيما يفعله من الطاعات والتهجد وذكر الله سبحانه وتعالى ، ومن استطاع أن يقوم الليل كله فإن ذلك خير كبير له ، والله تعالى أعلم
[التصنيف : ليلة القدر وفضائلها].

السؤال:
هل يمكن أن تحصروا هذه الليلة ( ليلة القدر ) في أقرب ليلتين يمكن للإنسان أن يتحراهما ، وهل هناك دلالات معينة ؟


الجواب:
حقيقة الأمر ليلة القدر كما فهمنا من الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم هي إحدى الليالي الأوتار في العشر الأواخر من شهر رمضان لأنه صلى الله عليه وسلّم قال : التمسوها في العشر الأواخر والتمسوها في كل وتر.
فالعشر الأواخر هي مظنة ليلة القدر ولا سيما الأوتار منها ( والتمسوها في كل وتر) واختلف العلماء كثيراً هل هي ليلة الحادي والعشرين أو الثالث والعشرين أو الخامس والعشرين أو السابع والعشرين وهو الذي شاع عند كثير من الناس حتى صاروا كأنهم يقطعون بأنها ليلة القدر أو ليلة التاسع والعشرين.
ولم نجد دليلاً يمكن أن يعول عليه في ترجيح كونها إحدى هذه الليالي إلا ما جاء في بعض الروايات أن النبي صلى الله عليه وسلّم رأى أنه في غدوتها يسجد على ماء وطين ، ولما كانت ليلة الحادي والعشرين نزلت السماء فوكف مسجده صلى الله عليه وسلّم يعني نزل ماء الغيث من سقف مسجده صلى الله عليه وسلّم إلى الأرض فسجد النبي صلى الله عليه وسلّم على الماء والطين ، وأبصر بعض الصحابة رضوان الله عليهم أثر الماء والطين على جبهة النبي صلى الله عليه وسلّم وأنفه ، فهذا ربما يترجح به أن هذه الليلة هي ليلة الحادي والعشرين ، هذا من باب الظن فقط لا يعدو أن يكون ذلك ظنا ، مع احتمال أن تكون هذه الليلة تنتقل ما بين عام وعام آخر بحيث تكون في هذا العام ليلة الحادي والعشرين - وهذا قول قاله كثير من العلماء - وفي العام الآخر ليلة الثالث والعشرين هذا أمر محتمل وليس ذلك ببعيد ، والله تعالى أعلم
[التصنيف : ليلة القدر وفضائلها].

السؤال:
لكن بعض الناس يعتبرون ليلة القدر ضرباً من الحظوظ تصيب بعض الناس من غير جهد ولا عمل فإذا وجدوا إنساناً مثلاً قد تحققت له خيرات كثيرة أو وجدوا إنساناً قد طال عمره يقولون هذا إنسان قام في ليلة القدر أو صادف ليلة القدر.


الجواب:
هذا من كلام العوام ، ولا عبرة بكلام العوام ، إنما فضل ليلة القدر بما يحرزه الإنسان فيها من عمل الخير
[التصنيف : ليلة القدر وفضائلها].

السؤال:
هل هناك شروط يجب أن تكون في الشخص حتى يكون مؤهلاً لرؤية ليلة القدر ؟


الجواب:
ليلة القدر لا تحتاج إلى رؤية إنما ليلة القدر يعيشها الإنسان فإذا كان الإنسان متقيا لربه سبحانه وتعالى قائماً ليله داعياً الله تعالى حريصاً على طاعته فهذا أحرز فضل ليلة القدر وناله.
وأي عمل خير يعمله الإنسان في هذه الليلة المباركة حتى أن من صلى العشاء والغداة في جماعة في هذه الليلة المباركة يكون ذلك من الفضل العظيم الذي يكتب له لأن الأجر كما قلنا يضاعف أكثر مما يضاعف في غيرها حتى يكون الفضل مثل قيام ألف شهر من غير الشهور التي فيها ليلة القدر أي من غير شهر رمضان
[التصنيف : ليلة القدر وفضائلها].

السؤال:
سماحة الشيخ أنتم ذكرتم أن بعض الناس ربما يكاشفون برؤية أنوار معينة تدل على أنهم صادفوا تلك الليلة ، فهل معنى هذا أنه من قام تلك الليلة ولم ير تلك الأنوار ولم يكاشف بها أنه لا يعد مصادفاً ؟


الجواب:
بل هو مصادف مهما كان الأمر ، لا يعني هذا أنه غير محرز لفضل ليلة القدر ، لا عبرة بما يراه الإنسان وإنما العبرة بحال الإنسان ، العبرة بإخلاصه وبعمله
[التصنيف : ليلة القدر وفضائلها]
__________________
قتل امرئ في غابة
جريمة لا تغتفر
وقتل شعب آمن
مسألة فيها نظر!!
  #90  
قديم 06/09/2009, 11:16 PM
صورة عضوية فارس الكلمة
فارس الكلمة فارس الكلمة غير متصل حالياً
عضو مميز
 
تاريخ الانضمام: 23/05/2008
الإقامة: بلادي وإن جار الزمان علي عزيزة
الجنس: ذكر
المشاركات: 1,011
افتراضي العيد

فتاوى العيد:


السؤال:
ما هو مغزى العيد ومقاصده في الإسلام ؟


الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد :
فإن العيد مأخوذ من العود ، لأن العيد مناسبة تعود وتتكرر، هي مناسبة حولية فلذلك سمي العيد عيدا، وقد هاجر النبي صلى الله عليه وسلّم إلى المدينة المنورة ووجد الأنصار كانوا في أيام جاهليتهم لهم يومان يلعبون فيهما فأخبرهم النبي عليه أفضل الصلاة والسلام بأن الله أبدلهم بذينك اليومين يومي عيد الفطر وعيد الأضحى، فكان في هذين اليومين الشريفين بديل عما كان للناس في أيام الجاهلية .
ويوم عيد الفطر هو يوم الجائزة ذلك لأن المؤمنين كدوا نفوسهم وأتعبوها في الصيام والقيام ، قضوا شهر رمضان بين صيام وقيام فهم يصومون نهاره ويقومون ليله، ويتقربون إلى الله في ليلهم ونهارهم بأصناف الطاعات وصنوف القربات، يتقربون إلى الله سبحانه وتعالى بتلاوة كتابه الكريم، ويتقربون إليه بالصدقات ويتقربون إليه بكل ما فيه صلة بينهم بين أقاربهم وما فيه صلة بينهم وبين أبناء ملتهم، وما فيه صلة بينهم وبين جيرانهم إذ لرمضان آثار تنعكس على صلة الإنسان بأي أحد بذوي القربى وبالجيران وبأبناء الملة .
وهذا كله يفهم من سيرة النبي صلى الله عليه وسلّم، فالنبي عليه أفضل الصلاة والسلام كان يجمع في شهر رمضان المبارك بين العناية بالقرآن والعناية بفعل الخير، فمن عنايته بالقرآن أنه كان يدارسه جبريل عليه السلام يعرض عليه القرآن في شهر رمضان، وكان في هذه الحالة أجود بالخير من الريح المرسلة كما جاء ذلك من طريق ابن عباس رضي الله عنهما.
فعندما يفعل المؤمن ذلك اقتداء بفعل النبي عليه الصلاة والسلام لا ريب أنه يكون قد شغل نفسه في شهره بهذه الطاعات العظيمة، شغل نفسه بالطاعات البدنية التي تتمثل في الصيام والتهجد وفي الاعتكاف وفي تلاوة كتاب الله ، وشغل نفسه بالطاعات المالية من خلال الصدقات التي يتصدقها على الفقراء والمساكين وذوي الحاجات ومن خلال الصلات التي يصل بها جيرانه ويصل بها أرحامه فلذلك كان حرياً بهذه الجائزة.
وقد جعل الله سبحانه وتعالى يوم عيد الفطر يوم الجائزة، فهذه الجائزة لعباد الله أن ينعموا بهذه الفرحة بعدما أدوا ما أدوه، ولا ريب أنهم تغمرهم السعادة عندما يلتقون في مصلى العيد متصافين متصافّين متصافحين متوادين متعاطفين متراحمين، على أن يكون هذا اللقاء في ظل العبودية لله سبحانه وتعالى، فالعبودية لله هي أمر ملازم لهم فكما كانوا في شهر رمضان يجسدون عبوديتهم لله تعالى بطاعتهم لله في الصيام والقيام والاعتكاف وأنواع القربات وصنوف الطاعات كذلك تتجسد عبوديتهم لله سبحانه وتعالى في يوم العيد في افتتاح أعماله بزكاة الفطر أولاً ثم بالصلاة لتكون العبادات المالية والعبادات البدنية مصاحبة لهم، فزكاة الفطر من صنوف العبادات المالية، والصلاة من صنوف العبادات البدنية .
على أن ذكر الله تعالى يلازمهم فإن من رأى هلال العيد كان حقاً عليه كما جاء عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أن يلزم التكبير والتحميد والتهليل حتى يخرج الإمام إلى المصلى، فابن عباس هكذا يروى عنه بأنه حقاً من رأى هلال العيد أن يقوم بالتكبير والتحميد والتهليل إلى أن يخرج الإمام إلى المصلى .
ومعنى هذا أن الناس عندما يخرجون إلى المصلى ينبغي لهم أن يخرجوا مكبرين الله تبارك وتعالى يرددون تكبيره ويرددون مع ذلك التهليل والتحميد ليكون ذلك شعاراً لهذه الطاعة العظيمة التي أطاعوها ربهم سبحانه وتعالى .
ثم مع هذا كله فإن هذه القلوب وهي قلوب العباد قلوب تتأثر بالمؤثرات الكثيرة من خلال احتكاك الناس بعضهم ببعض، ولربما كانت هذه الآثار تترك في النفس أوغاراً وأحقاداً ولكن عندما يؤدي الإنسان هذه الصلاة والناس كلهم أي أبناء الحي الواحد أو أبناء البلد الواحد كلهم يكونون في اجتماع يؤدون الصلاة جميعاً فإن هذه القلوب تتصافى بهذا اللقاء الطيب مع هذه الفرحة الغامرة التي تعم الصغير والكبير والغني والفقير والقريب والبعيد فينعم الكل بما ينعمون به من البهجة الغامرة وينعمون أيضاً بالمصافاة بينهم فيتواصلون، يذهب هذا إلى ذاك وذاك إلى هذا ليتم التواصل بينهم باستمرار، وليكون في هذا ربط بين كل واحد وأخيه حتى لا تنفصل هذه العروة التي تشد كل واحد من المسلمين إلى الآخر، فهذه من حكم مشروعية العيد ومشروعية أحكام العيد المبارك
[التصنيف : فتاوى في العيدين].

السؤال:
هناك بعض الناس من يستهين بسنة النبي صلى الله عليه وسلّم ونظراً لاقتراب العيد ربما يحلق أو يزيل شيئاً من تفثه تزيناً للعيد وهو لم يُضح بعد ، فما نصيحتكم لهؤلاء وهم يقولون بأن هذا إنما هو مجرد سنة ؟


الجواب:
هذه سنة ، ولكن سنة من ؟ إنما هي سنة النبي صلى الله عليه وسلّم ، وأي السنن أولى بالاتباع من سنته عليه أفضل الصلاة والسلام ، والله تبارك وتعالى يقول : { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً } (الأحزاب:21) ، ويقول سبحانه { لا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِوَاذاً فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } (النور:63) ، ويقول سبحانه { وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً} (الأحزاب:36) ، فهذه سنة النبي صلى الله عليه وسلّم ما كان لمؤمن أن يخالفها
[التصنيف : فتاوى في العيدين] .

السؤال:
بالنسبة للزيارات في يوم العيد نجد ظاهرة ملموسة على أرض الواقع وهو أن الزيارات تقتصر على الكبار في حين أن فئة الشباب تنطلق هنا وهناك ولا يعرفون للزيارة طعماً ولا رائحة فكيف يربي الآباء أبنائهم على الزيارات وأهميتها خاصة للأرحام ؟


الجواب:
هذه القضية من مشكلات العصر الحاضر، ولعل هذه ضريبة من الضرائب التي تؤديها الأمة للحضارة المعاصرة، مع الأسف الشديد الصلات بين الناس كادت تنعدم، وأنا رأيت سابقاً في كتاب ألفه الأستاذ الأديب الشهير أحمد أمين عن ترجمة حياته بعنوان ( حياتي ) يقول بأنه نشأ في حي من الأحياء كان هذا الحي يتكون من ثلاثين بيتاً وهناك ثلاث طبقات الطبقة العليا بيت واحد والطبقة الوسطى تسعة بيوت والطبقة الدنيا عشرون بيتاً، وتكلم عن الأحوال الاجتماعية ولكن في النهاية قال بأن الكل كان يعيش كالأسرة الواحدة لو مرض طفل في أقصى هذه الحارة لعرف عنه الجميع وعاده الجميع هذا يحمل إليه دواء وهذا يحمل إليه هدية . ويقول شاء الله أن أعيش حتى أرى الناس يعيشون في عمارة واحدة في شقق متجاورة ولا يعرف بعضهم بعضا . هذه مصيبة، ومما يؤسف له أن كثيراً من الناشئة أصبحوا لا يعرفون أرحامهم ولربما تساءلوا في دهشة ما هي العلاقة بيننا وبين فلان ، ما الذي يربطنا بفلان مع أن فلان من أرحامهم ومن ذوي الحقوق عليهم ولكنهم لا يعرفون هذه الحقوق ، ولا يعرفون كيف تكون الصلة بينهم، هذا لأنه اشتغلوا بأمور جانبية وتركوا الأمور الضرورية التي يجب أن يشتغل بها في الحياة، فتقطعت الأواصر الاجتماعية بينهم وبين ذويهم وقراباتهم. فمن هنا كانت الضرورة أن يحرص الأب من أول الأمر أن يصطحب حتى الأطفال الصغار عندما يزور أرحامه ليغرس فيهم حب أرحامهم، وليغرس فيهم تعلقهم بأرحامهم حتى ينشئوا على ما نشأ عليهم آباؤهم من تقدير هؤلاء الأرحام وزيارتهم والاعتناء بهم والقيام بشؤونهم والحرص على التلاحم معهم، هذا من الضرورة بمكان وهو الذي أوصي به، والله تعالى الموفق
[التصنيف : فتاوى في العيدين] .

السؤال:
ما هي الأعمال التي ينبغي الحرص عليها يوم العيد ؟


الجواب:
يوم العيد هو يوم مبارك ، هو يوم يجمع الشتيت ، شتيت عباد الله تعالى المؤمنين .
فينبغي للإنسان أن يستعد للصلاة في ذلك اليوم بأن يهيأ نفسه فيستحم يغتسل ومع ذلك يتناول ما يمكنه أن يتناوله من الطيب . وإن كان العيد عيد الفطر فليأكل قبل ذهابه إلى المصلى تمرات ، أما إن كان اليوم يوم العيد هو عيد الأضحى فليمسك عن الأكل حتى يصلي .
ثم ليذهب إلى الصلاة وليذكر الله تبارك وتعالى هنالك ليردد ذكر الله من تكبير وتهليل وتسبيح وتحميد إلى أن يخرج الإمام ، فإذا خرج الإمام انقطع التكبير وعندئذ تقام الصلاة ويصلون ثم بعد ذلك تكون التحية فيما بينهم يحي بعضهم بعضاً بتحية الإسلام ويهنئ بعضهم بعضاً .
وينبغي بل يسن في ذلك اليوم أن يزور الإنسان أرحامه ويصلهم ويصل جيرانه ، وأن يوسع على أهله ، وأن يجود بالمعروف بقدر ما يمكنه هذا كله مما ينبغي ألا يفوت الناس في يوم العيد .
ثم من المعلوم أن ذلك اليوم هو يوم منحه الله تبارك وتعالى لعباده لأجل أن يعوضهم عما كانوا آلفيه في الجاهلية ، الله تبارك وتعالى أبدل المسلمين بالأيام التي كانت مألوفة لهم يحتفلون فيها ويلعبون فيها في الجاهلية أبدلهم بتلكم الأيام هذين اليومين المباركين العظيمين ليكونا عيداً للمسلمين فيهما الفرحة وفيهما البهجة والسرور والتلاقي والتواد والتراحم والتعاطف والسخاء وبذل المعروف من القريب لقريبه ومن الغني للفقير ومن جار لجاره .
ومع هذا أيضا ينبغي للإنسان بل يتأكد عليه أن يشكر نعمة الله التي أنعمها عليه فلا ينسى حق الله تعالى بخلاف ما يفعله الفسقة العصاة الذين يجعلون من العيد فرصة لهم في ارتكاب الموبقات من معاقرة الخمور وغير ذلك مما يأتونه من معاصي الله سبحانه ، فهذه الأمور هي محرمة على أي حال وفي يوم العيد يتأكد تحريمها لأن شكر نعمة الله تعالى لا يكون بمقارفة معصيته فذلك اليوم ينبغي أن يشكر ، وشكر النعمة إنما هو باستخدامها في طاعة من أنعم بها ، وهذا خلاف النظرية التي رددها بعض الشعراء عندما قال :
رمضان ولى هاتها يا ساقي *** مشتاقة تسعى إلى مشتاق
وقال :
بالأمس قد كنا أسيري طاعة *** واليوم من العيد بالإطلاق
لا يعني أن العيد يمن على الإنسان بأن يطلق له الحبال ليرتكب ما يشاء من الموبقات والمعاصي ، لا ، بل عليه أن يزم نفسه بزمام التقوى وأن يصلح ظاهره وباطنه وأن يستديم شكر نعمة الله التي أسبغها عليه ، هكذا ينبغي للإنسان ، والله تعالى الموفق
[التصنيف : فتاوى في العيدين].
__________________
قتل امرئ في غابة
جريمة لا تغتفر
وقتل شعب آمن
مسألة فيها نظر!!
 


قواعد المشاركة
ليس بإمكانك إضافة مواضيع جديدة
ليس بإمكانك إضافة ردود
ليس بإمكانك رفع مرفقات
ليس بإمكانك تحرير مشاركاتك

رموز لغة HTML لا تعمل

الانتقال إلى

مواضيع مشابهه
الموضوع كاتب الموضوع القسم الردود آخر مشاركة
فتاوى الصوم (للهواتف النتفلة) لسماحة الشيخ الخليلي msbzh السبلة الدينية 30 28/08/2009 02:16 PM
كتاب فتاوى إلكتروني لسماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام للسلطنة Alqareeb السبلة الدينية 61 23/07/2009 09:36 PM
فتاوي لسماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي نجم المساء السبلة الدينية 3 13/04/2009 09:23 PM
فتاوى رياضيه لسماحة الشيخ أحمد الخليلي*(لعن الله الناظر والمنظور إليه)* كابتن ماجد السبلة الدينية 6 21/10/2008 10:10 AM
فتاوى رياضيه لسماحة الشيخ أحمد الخليلي*(لعن الله الناظر والمنظور إليه)* كابتن ماجد السبلة الرياضية 7 18/10/2008 12:19 AM



جميع الأوقات بتوقيت مسقط. الساعة الآن 02:19 PM.

سبلة عمان :: السنة ، اليوم
لا تمثل المواضيع المطروحة في سبلة عُمان رأيها، إنما تحمل وجهة نظر كاتبها