الأستاذه : طاهرة بنت عبد الخالق اللواتي ( تفاصيل الحوار الحصري مع سبلة عمان )

[أزيتا محمد]

تفخر سبلة الثقافة والفكر

بإستضافة الإعلاميه والكاتبة والباحثه الإجتماعيه الكبيرة

الأستاذه طاهرة بنت عبد الخالق بن علي اللواتيه

فاتحين لكم المجال للتحاور والنقاش معها
في كافة الأمور الثقافية والإجتماعيه والادبيه المختلفة

لكل من يرغب في المشاركة في هذا الحوار الشيق
نتقبل منكم الأسئلة لمدة أسبوع من الآن .

[أزيتا محمد]

الإسم : طاهرة بنت عبدالخالق بن علي اللواتيه

المؤهلات :

بكالوريوس علم نفس وعلم إجتماع , الجامعة الأردنيه , الاردن
-دبلوم تربيه عام .
-ماجستير في اللغة العربيه – جامعة السلطان قابوس
-تحضر حاليا للدكتوراه في النقد النفسي حول البعد النفسي في الشعر السياسي الحديث
وتناقش فيه الشعر السياسي للشعراء بدر شاكر السياب ومحمود درويش وامل دنقل

الوظيفة :

-خبيرة في القضايا الإعلاميه
اللجنة الوطنيه للتربية والثقافة والعلوم
وزارة التربيه والتعليم .

مسؤليات أخرى :

-رئيسة أسرة الكاتبات العمانيات بالنادي الثقافي من العام 2000 والى الآن .
-معدة ومقدمة برنامج " شئون عائليه " في الفضائية العمانيه الأولى .
-معدة ومقدمة برنامج " خاص جدا الأسبوعي على الهواء مباشرة بأذاعة سلطنة عمان
-رئيسة تحرير مجلة التطوير التربوي العمانية الشهريه .
-مديرة تحرير مجلة قناديل لأطفال عمان
-نائبة مدير تحرير مجلة رسالة التربيه الفصلية العمانيه
-الإشراف التنفيذي على ملحق نافذة تربويه الخاص بوزارة التربيه والتعليم من العام 1979 الى العام 2004
-مسئولة صفحات الأسرة بجريدة الوطن من العام 1990 الى العام 2005 وحاليا متعاونة بصفة دائمه .
-أعدت مجموعة من الكتب وهي نهضة التعليم في سلطنة عمان من 1970 الى العام 2003 وكتاب عمان واليونسكو وثقافة التواصل والحوار وتقارير وزارة التربية والتعليم السنويه ومشرفة على أعداد وإخراج مجموعة كبيرة من كتب وزارة التربية والتعليم واصداراتها .
- كاتبة قصة قصيره , ولها مجموعه قصصيه بعنوان " نورا " ونالت جائزة المنتدى الأدبي التشجيعيه عن القصة القصيرة عام 1990 .
- كاتبة قصة اطفال , وقد صدر عن لجنة الطفولة العمانيه قصة مطبوعة ومصورة للاطفال للكاتبه بعنوان " الشمار صابر " ولها مجموعه من قصص الاطفال
المنشورة في الصحف المحليه في صفحات الاطفال ومجلاتهم .
- عضوة مجلي إدارة أسرة القصة القصيرة بالنادي الثقافي في عمان الى العام 2003 .
- مسؤولة تحرير للعدد الأول والثاني والرابع لكتاب " التحدي " والذي يصدر عن الجمعية العمانية للمعوقين .

[أزيتا محمد]

الكاتبه لها دراسات نقديه وأدبيه واهمها :

-" دراسة نقديه لرواية شارع الفراهيدي للروائي مبارك العامري عام 1996 النادي الثقافي بالسلطنه .
-" تاريخ الحركة الثقافية والأدبيه النسائيه في السلطنه " عام 1997 النادي الثقافي
-دراسة نقديه لديوان الإمام علي بن ابي طالب العام 2002
-دراسة نقديه لديوان الشاعر العماني عبدالله الخليلي رحمه الله العام 2003
-دراسة نقديه حول قصيدة انشودة المطر للشاعر بدر شاكر السياب العام 2001
-دراسة ماجستير عن شعر الشريف المرتضى .
-تعمل حاليا على إعداد رسالة دكتوراه عن البعد النفسي في الشعر السياسي الحديث وهي دراسة في شعر بدر شاكر السياب وأمل دنقل ومحمود درويش .رواية طويله قيد الكتابه .
-أضافة العديد من الدراسات الاخرى .

أعمدة خاصة بالكاتبه في الصحافة العمانية والخليجيه :

-حكاياتي / معنى الاحداث .. عمودان في جريدة الوطن اليوميه منذ 1991 والى الآن .
-إطلاله .. عمود في جريدة عمان اليوميه – ملحق نافذة تربويه – من العام 1997 وحتى 2004
-العشق خليجي .. عمود في مجلة زهرة الخليج الإماراتيه منذ عام 1993 وحتى 2003
-رفيف الأجنحه .. عمود في مجلة السراج الثقافية العمانيه الاسبوعيه ما بين عام 94 – 1996
-المجتمع اليوم .. عمود في جريدة الاحداث العربيه اللندنيه ما بين عام 1988 – 1992

[عبدالله البطاشي]

أرسل أصلا بواسطة أزيتا

تفخر سبلة الثقافة والفكر

بأستضافة الإعلاميه والباحثه الإجتماعيه الكبيرة

الأستاذه طاهرة بنت عبد الخالق بن علي اللواتيه

فاتحين لكم المجال للتحاور والنقاش معها
في كافة الأمور الثقافية والإجتماعيه والادبيه المختلفة

لكل من يرغب في المشاركة في هذا الحوار الشيق
نتقبل منكم الأسئلة لمدة أسبوع من الآن .

أزيتا أيتها البهية ..المبهجة ..


وما اجملها من إستضافة ..


لك وللضيفة القديرة باقات من ألق


نتابع جهودك الدائمة للإرتقاء ..


متابعين لهذا الحوار ..

[يحيى الراهب]

نرحبّ بالأستاذة طاهرة عبد الخالق
معنا في سبلة الثقافة و الفكر.

أسئلتي للأستاذة :

-ما هو تقييمك للواقع الإعلامي المحليّ.

-ما هو تقييمك للحركة الأدبية النسائية
لدينا في السلطنة ...هل إستطاعت المرأة
العمانية أن تجتاز الحواجز و الأعراف
لتعبر بفكرها الى العالمية.

-كثير من دراساتك محورها الشعر
العربي. فهل ترى الأستاذة أن الأدب
العربي يرتكز على الشعر أصلاً.

-كثيرات ينظرن اليك كمثل أعلى لهن
فمن هو مثلك الأعلى.

[منهل الرئيسي]

أهلاً وسهلاً بالأستاذة طاهرة اللواتي

[أمنيات السلام]

اهلا فيكي

وبالتوفيق دوما

[جاسم القرطوبي]

أهلا وسهلا أستاذتي والشكر جله لهذه المشرفة التي تميز قلمها منذ كانت عضوا وأبارك لها الاشراف والبحث والاتصال بأمثال الاستاذة طاهرة اللواتية ..

الاستاذة طاهرة سؤال ربما يكون روتيني لكنه مقلوب : الأقلااام النسائية إلى أين اتجاهها

[الغافري]

نُرحب بها بربوع السبلة ..
فـ أهلا وسهلا بها ..

[فادي محمد]

شكرا على الاستظافه
لدي سوالين احدهما ذكر من قبل مشرفنا الفاضل والثاني هو

كيف امكنك تقسيم وقتك بين حياتك الادبيه والاسريه, مما جعلك متمكنه وذا صيت في عالم الادب والاعلام؟
وموفقه

[دعاها الحق]

نرحبّ بالأستاذة طاهرة عبد الخالق
في سبلة الثقافة و الفكر.

[أزيتا محمد]

من أبرز المشاركات الداخليه والخارجيه للاستاذه طاهرة اللواتي :


-المشاركة في ندوة " دور المرأة في الصحافة الوطنيه " في دولة قطر والتي نظمتها اللجنة الوطنيه القطريه للتربيه والثقافة والعلوم بالتعاون مع اللجان الدوليه في الفترة من 14 – 16 مايو 2000 بالدوحه .

-المشاركة في مهرجان الصحافة النسائيه بجامعة قطر بورقة عمل عن الصحافة النسائيه في عمان في ابريل من عام 98.

-المشاركة في الدورة الاقليميه للتدريب على أساليب الصحافة المتقدمه نظمتها وزارة الأعلام مع اليونسكو , نادي الصحافة مسقط خلال 19 – 23 / 9 عام 98.

-المشاركة في اعداد دراسة ميدانيه " ببلوغرافيا المرأة العمانيه " بالتعاون مع مركز المرأة العربي في تونس في نوفمبر من عام 97.

-المشاركة واعداد ورقة عمل عن " اثار الاعلام ومخاطر العلام العالمي على بنى الثقافة والمجتمع في دول مجلس التعاون الخليجي " في مركز قطر لدراسات استشراف المستقبل بدولة قطر ابريل 98.

-المشاركة في الملتقى الأدبي برابطة اديبات الأمارات الشارقه ابريل 99 بورقة " التجربة الروائيه لكاتبات الخليج والجزيرة العربيه ".

-المشاركة في الأمسية القصصيه في الملتقى الثقافي الأول بجامعة السلطان قابوس من 8 – 10 مارس 98.

-عضو لجنة تحكيم للقصة القصيرة في مسابقة المنتدى الأدبي السنويه للقصه القصيرة في عمان عام 2000.

-مسؤولة التحكيم في المقالات الأدبيه والعلمية لطلبة المدارس الثانويه وقصصهم وذلك في برنامج " المسابقات الثقافيه " في الفترة من 1/3/97الى 1/ 6 / 97 وزارة الشئون الأجتماعيه , مسقط .

-المشاركة في أعمال " ندوة ثقافة الطفل " بورقة عمل عن " الاعلام وتأثيره العالمي على الطفل " في ديسمبر لعام 1995 وزارة الشئون الأجتماعيه , مسقط .

-المشاركة في الندوة القصصيه الاولى للقصة القصيره في سلطنة عمان بتنظيم المنتدى الادبي في عام 1991 .

-المشاركة في ورشة الكتابه للطفل بالنادي الثقافي العماني عام 1991 .

[أزيتا محمد]

قصة قصيرة بقلم الأستاذه الكاتبه : طاهرة بنت عبد الخالق بن علي اللواتي :

في ليلة واحدة

دخلا البيت في نفس اليوم.. كانت دموعها الصامتة سيلا لا ينقطع.. أما هو فإن بكاءه لم يكن يهدأ.. ليل نهار.. لم تكن تدري كيف تنام هي أو ينام هو.. فلم تعد تستطيع التفريق بين الصحيان والنوم: فكلاهما غارقان في بؤس الدموع.
رجعت هي الى البيت بخيبة أمل في زواج تحطم بعد سنوات طويلة.. لم تكن السبب.. كانت تتمنى أن تموت قبل أن تحطمه.. هو حطمه.. في برهة من الزمن ضائعة وتائهة.. أحب أخرى وتزوجها.. في نفس الوقت بعث اليها ورقة الطلاق.. شرط الزوجة الجديدة. كم استغرقت هذه البرهة الغبية من الزمن.. أياما قصيرة جدا.. قال لها بأنه سيتركها الى أخرى.. لم يكن ينتظر منها رأيا أو دفاعا عن بيتها.. أو دموعا.. أو حتى توسلا على قدميه وتقبيلهما.. فهناك شيء مات بداخله تجاهها.. حكم عليها بالاقصاء.. ولم يراجع الحكم.
ورغم ورقة الطلاق الغبية ظلت متمسكة بجدران بيتها.. ففيها رائحة ذلك الود والحب الذي يورق قلبها.. حياتها.. لا يهمها أن يتزوج بأخرى.. المهم الا تنقطع عنها الرائحة.. لم يراجع حكم الاقصاء.. ولم يراجع موضوع بقائها في البيت.. قالت له.. أعني مع ذكرياتي معك بين هذه الجدران.. أمسك بذراعها ودفعها خارجا.. كفي عن هذه السخافات ايتها الغبية.. أقفل الباب. بقيت طويلا عند الباب تبكي وترجوه.. هل لان قلبه عندما قبلت قدميه في المرة الأولى، حتى يلين هذه المرة.. وباتت ليلتها عند الباب تبكي وتتوسل.
لقد فتحت عينيها على العالم معه. لم تعرف غيره. لم تفهم الحياة الا من خلاله.. كيف تفقد نفسها الآن.. ما معنى الكرامة أمام رغبتك بالابقاء على نفسك.. ذاتك... كذلك.
كانت متأكدة أنها في طريقها الى الموت بدونه.. لا تقولوا عنه شيئا. انه أنا.. هكذا كانت تدافع عنه أمام أسرتها.. لم يجرؤوا بعد ذلك أن يسيئوا اليه بكلمة.. كبؤة مجنونة أحرق قلبها فقد صغارها.. تركوها لسيل دموعها.. لربما تغسل عينيها فترى الحقيقة بشكل أفضل.
أمام هذا الصمت النبيل.. خجلت من سيل دموعها المتدفق.. جعلته مستترا خلف جدران غرفتها.. وراء أمتار الليل.. عندما تسترخي جفونهم الدهشة المحيطة بها.. سيل أبدا لم يهدأ.. تسمو بطوفانه ليصل الى روحه.. تتوسل اليه.. ترجوه.. أن يأتي.. الا يتركها تعاني ذلك الفراق القاتل المرير.. الوحشة والموت البطيء.. وستنسى له كل ما فعل.
دخل معها البيت في نفس الوقت.. بكاؤه الكثير كان يرهق صمتها الكئيب.. أمه -أرملة شقيقها - كانت تمتلك من الشجاعة الشيء الكثير لكي تلقيه اليهم وهو بعد لم يبلغ الثالثة من العمر.. فقد اشترط عليها رفيق الحياة:لجديد شأن تكون حرة من أية قيود تربطها بزوجها المتوفى.. الطفل يردد من خلال دموعه كلمة واحدة.. ماما.. أريد ماما.. نحيبه لا يكاد يتوقف في أي وقت كان.. ترقب عينيه المكدودتين تعصران دموعا حتى في وقت تعبه الشديد ومغالبته النوم على ذراع شقيقتها.. بكاؤه يشق صدره.. ماما.. الكلمة التي لا ينساها في أي وقت بين نومه ويقظته.
عندما صممت أن توقف سيل دموعها أمامهم، وتجعله مستترا.. لم تر بدا من اشغال عينيها بالنظر الى الطفل الذي لا يهدأ.. تسغلهما عن الانخراط في نشيجها الخاص المتصاعد مع زفرات قلبها.. لاحظت بسكونها الذي يشتمل بركانا.. الطفل الملتاع بأمه.. أدركت أنه سيذوي ويموت كما تذوب وتموت مع كل دقيقة تمر عليهما.. هو بأمه.. وهي به، لقد خطت بدونه الى الموت.. إنها لا تريد منه شيئا لا شيء.. فقط أن يطل عليها.. ولو بنظرة من عينيه لعلها تهديه التياعها وشوقها.. لعلها تذوب الى الراحة.. الى الحياة.. ان هذا الشيء الذي يربطها به في خيط واحد.. أقوى من أن ينقطع أو يذبل أو يزول.. مهما فعل.. فقط نظرة.. أما الآن فهي بقايا مهشمة.. لا قيمة لهذه البقايا الا بعبادته عبر ذكراه.. تقتات عليها.. تصبر بها على أيامها الموجعة المضيئة الملتاعة.. كل شيء.. كل شيء لم يعد له طعم.. وها هي راضية بالموت الذي سيأتيها.. وراضية بمبادئه في داخلها.. تصبر بها على أيامها المسرعة الى نهاية.. نهاية حتمية.
كانت متأكدة أنها وهذا الطفل كما دخلا هذا البيت معا.. فإنهما سيخرجان معا.. فلم يعد هناك معنى.. لحياته بعد أمه التي طارت الى بعيد كانت تعد الايام بملل كبير متى تأتي النهاية.. نهايتهما وفي ليلة سال دمعها الصامت وراء الباب.. غير قادرة على ايقافه.. كان بكاء الطفل يشق سكون الليل كأقوى ما يكون ماما.. ماما.. يأتيها الصوت الملتاع ممزقا عبر الباب الذي اختفت وراءه.. أحست بدنو النهاية.. فها هما يجودان بنفسيهما ويودعان أخيرا.
لكن الشوق. اليه يكاد يذيبها.. نظرة أخيرة قبل أن ترحل.. نظرة واحدة فقط، تتزود بها.. لعلها تريحها في قبرها الى الأبد.
لم تدر كيف تحركت خارجة من البيت، لا تكاد تبصر الطريق عبر السيل الصامت.. بينما الشهقات تكاد تفضح سكونها المسرع تجاه منزله.. منزله الجديد.. تضغط بكفيها على صدرها اللهث الممزق بشوق.. بشهيق.. بزفير.. تبحث بجنون عن ظله عبر نافذة مهملة.. يتصاعد الدم دفعة واحدة الى رأسها..
يدق قلبها بعنف.. ها هو.. إنه هو.. كما رأته آخر مرة.. غاصت عيناها في الملامح المألوفة.. العزيزة.. انها مستعدة الآن لآخر زفرة في عمرها.. تعال ايتها الزفرة الأخيرة.. وخذيني الآن. الآن الى قبري. ضوء كاشف قوي يغمرها.. يجلبها في حلكة الليل.. ملعونة أنت ومن أتى بك الى هذه الدنيا.. ارتفع صوت آخر يشق سكون الليل. تعالوا أيها الناس وانظروا الى هذه المجنونة في انصاف الليالي.. انظروا اليها كيف تتلصص علينا.. لابد أنها تريد الكيد لنا.. تعال الصراخ.. الضجيج.. الناس.. أهلها.. الشرطة لكنها..من عالم مختلف تطل عليهم.. لا يعنيها ما هم فيه.. ما يتحدثون حوله.. ربما يتحدثون عنها.. ربما يريدون أخذها الى مستشفى المرضى العقليين.. ربما تستميت تلك المرأة في حبسها هناك.. ربما هو يوافقها.. ربما أهلها يتوسلون... يستجدون السماح.. العطف.. الرحمة لها.. الستر عليها.. مازال الأمر لا يهمها.. تنتظر زفرتها الأخيرة، عيناها وعقلها مطبقان بشدة على ملامحه الحنونة.. بعد قليل.. بعد قليل سينتهي كل شيء.. وستغادر.. ستغادرهم مع صورته العزيزة.
المآقي تداري الدمع وهي تدخل البيت.. في عالم آخر مازالت..
شيء واحد تحاول اصاخة سمعها اليه.. بكاء الطفل.. ما يزال يبكي.. تقترب من النافذة.. لا بأس يا عزيزي.. لا بأس.. سننطلق معا الآن. الآن.. فمعي ما أحتاجه.. وأنا جاهزة.. هيا نطير الى بعيد.. الى هناك..فلم تعد لنا أية حاجة لهذا العالم بعد الآن..
بكاء الطفل يرسم في أذنيها سيمفونيات الانطلاق.. تلتصق بالنافذة وزجاجها البارد.. يتبدى لها وسط الظلام طريق مفتوح.. واسع.. عريض.. يشدها.. يجذبها من زفرات قلبها المتصاعدة بلهب.. يتوقف صوت الطفل.. بكاؤه.. ترهف أذنيها.. تنتظر برهة.. برهتين.. تتلفت بفرح طفلة تمنح أجمل الهدايا. فاقد حانت اللحظة.
لكنه يتحدث ؟؟ صوته واه.. لكنها تسمعه.. ماما بعدين أيوه يا حبيبي ماما بعدين... ماما بكرة ؟ نعم يا حبيبي ماما بكرة.. تضمه أختها.. تؤكد له.. ماما بعدين.. أيوه بعدين.. تتجمد عيناها عليه.. تتأمله.. مذهولة.. كيف استطعت ؟؟ كيف ؟
أرض جديدة تهب عليها بقسوة.. تدير العينين في الوجوه المحيطة الدامعة.. تردهم بوضوح شديد الآن يائسون ينتظرون، مازالت ملتصقة بالزجاج البارد.. مازالت الطريق مفتوحة.. سالكة.. تشدها بقوة.. تمثالا من العاج تحولت.. أنفاس صغيرة مضطربة تتردد تحت سطح العاج.. احد الأنفاس المضطربة تتفجر عبر صدرها.. نشيج عال يهز تمثال العاج.. يحطمه شظايا.. نوبة بكاء عال مازالت تهزها.. تركها تهتز بذلك الانفعال.. فدموعه مالحة جدا.. هكذا خيل اليهم... وهي كفيلة باكتساح شيء ما في داخلها بنفضة.. الطفل استغرق في نوم هاديء لأول مرة.. والنافذة الباردة بدأت تعكس شعاع فجر آخر.

[أزيتا محمد]

قصة أخرى للأستاذه والكاتبه طاهرة اللواتي

الظــل الكـبيـر

كنت أسوق عربتي الهزيلة البيضاء على الطريق الاسفلتي الواسع جدا.. نار الشمس تكاد تصيبني بضربة في رأسي.. ياه.. هذا المكيف الذي ينز ويثن لا رجاء منه.. والزجاج المحيط متواطيء مع الشمس لكي تشويني.. خاصة عبر نافذتي التي بلغت قمة التواطؤ واللؤم.. فسياط الشمس تأتي منها مباشرة الى جانب وجهي وكتفي اليسار وتمتد السياط الى باقي جسمي.
فتحت النافذة لعل بعض النسيمات الرطبة تجعل المكيف في حالة أفضل.. لكن لم أكن أدري أن المؤامرة ستكتمل.. فضجيج الشارع أصم أذني.. وحرارة الجو ألهبتني.. لم أعد أحس إلا بأنني أسير في طريق داخل الجحيم.. انتقلت اليه عبر النافذة المفتوحة.
لم أستطع أن أسرع هربا خوفا من انفجار مطاط عجلات عربتي الهزيلة.. انتقلت ببطء الى أقصى اليمين.. تركت مكاني لتعربد فيه أجمل العربات.. أزهاها وأقواها. من المؤكد أن مفهوم الجحيم نسبي بيني وبين أصحابها الذين يمرقون بسرعة البرق، فالرجاج الأسمر لعرباتهم يزيدهم بعدا عن جحيمي.. ويكفيني منهم ضجيج عجلاتهم الفارهة !
آه.. ما هذا الظل ؟ ما هذا الهدوء؟ لحظة هدوء وظل ؟ من أين ؟ إنها تستوعبني.. تحجز عني سياط الشمس اللاهبة.. تحتوي عربتي بالكامل.. بل أكثر.. فيمتد الظل الجميل.. يمتد أمامها وخلفها لمسافة جيدة.. أحسست بانقطاع عجيب عن الجحيم.. ناره وضجيجه.. انقطاع جعلني أحس ببرودة المكيف المتهالك.. فقد هدأ صوته وقويت نسمته وتآزرت مع النسيمات العليلة تحت الظل الكبير الذي انغمرت فيه بالكامل..
التفت الى المصدر بتشوق استنفذني.. إنه بجانبي.. قريب التفت الى المصدر بتشوق استنفذني.. إنه بجانبي.. قريب مني.. فعلى يساري شاحنة ضخمة تحجز عني الضوضاء.. وسياط الشمس الحارقة..
يا سلام.. لقد نسيت تعبي، ألمي قبل لحظات.. ازدرائي لعربتي المسكينة، ولنفسي التائهة في قعر جهنم.. امتلأت نفسي بحب كبير لجميع ما كنت ألعنه في سري قبل لحظات، جحيم كاد أن يضعني على عتبة الجنون. ظل الشاحنة الكبيرة.. الروح العظيمة.. لقد حولتني من شقية الى سعيدة تغمر هذا الكون الواسع رغم كل منغصاته بحب كبير..
اقتربنا سويا من الدوار.. الثقة في داخلي بالبقاء تحت الظل الكبير تزداد.. الى آخر لحظة.. لا فراق.. فهناك كيلومترات كثيرة بعد الدوار.. تمتد بامتداد العمر.. ولابد أن أبقى في ظل هذا الحنان.. الأمان الذي فاض علي أخيرا.. وفجر بداخلي ينابيع الرغبة في العطاء.
كان دوارا واسعا.. مبنيا على أحدث المواصفات. ثلاث عربات تستطيع السير فيه بالتوازي براحة كبيرة. عندما دخلنا في مجاله.. كنت في حالة إصرار شديد بالتوازي مع الشاحنة،، ففي الطريق متسع.. ولا توجد عربة ثالثة توازينا.. بدأنا بالالتفاف معا.. تقدمت بعربتي قليلا.. حتى أكون في مجال نظره مثلما أنا في مجال ظله.. ربما لطاريء ما.. هكذا هجست لي نفسي.. نفسي الكثيرة الهواجس !
أشعر بهزة خفيفة.. ما هذا.. ما بها عربتي.. هل هناك وسخ ما في أنابيب الوقود المتهالكة، فأخذت تسعل.. هزة أخرى.. وكأن يدا رفعت عربتي من الخلف ثم دفعتها دفعة حطت بها على الأرض.. هزة ثالثة أقوى.. لقد أمسكتها اليد ودفعتها بقسوة شديدة الى الأمام.. الى سياط الشمس.. الى النار... ما هذا.. كيف هذا.. قفز قلبي الى فمي.. يداي ترتعشان.. قدماي.. الدفعات تشتد.. تتوالى.. عربتي ترتفع.. تهوي... بقسوة.. بعنف.. رأسي تضرب شيئا.. قدماي تعلقان.. ذراعي تلتوي.. آه.. آه.. و.. تظلم الدنيا أمام عيني.
فتحت عيني بألم شديد.. مطارق تفري دماغي.. قدماي مربوطتان.. معلقتان.. ذراعي.. لا أستطيع تحريكها.. بقعة كبيرة من الدم عليها.. المطارق تهوي.. تفري.. رفعت ذراعي الأخرى بضعف الى رأسي لأوقف المطارق.. رأسي مربوطة.. بقطعة رطبة تتحسسها يدي... بقعة كبيرة.. تراجعت يدي بوهن.. أخ.. تفجرت عيناي بالدمع.. أخ.. الظل الكبير.. هل كان الأمر يستحق هذا العقاب. وقع أقدام تقترب من غرفتي.. أمسح دموعي بسرعة.
الحمد لله على سلامتك.. لقد نجوت بأعجوبة.. فعربتك انقلبت بقوة شديدة.. لم تعد تصلع لشيء لكن لا بأس.. إن شاء الله تعوضيها.. نظرت بعينين مكدودتين الى الضيفين.. ما الأمر.. لا شيء.. فقد أردنا أخذ أقوالك رغم أن المخالفة واضحة.. واضحة جدا.. لكن لأجل الروتين الاعتيادي، ولتثبيت حق صاحب الشاحنة، ولتصلحي ما أصابها من تلف..
مخالفة ! تلف ! مخالفة من يا سيدي؟ وتلف ماذا؟ مخالفتك أنت.. ضد الشاحنة.. وهل خالفت ؟ هل كتلة الحديد الضخمة يعيبها تلف ؟ خارجيا لا يبدو عليها أي تلف.. فهي قوية. كبيرة. صلدة عظيمة.. لكن ربما داخليا، وصاحبها يحق له أن يطالبك بتحمل مسؤولية التلف الداخلي إذا ظهر مستقبلا.. وكيف سيتأكد صاحبها من التلف الداخلي ؟ لا ندري؟ لكن يجب إثبات حقه القانوني.. وأنا يا سيدي.. عظامي المكسورة ؟ دمائي؟؟
صاحب المخالفة ليس له أي حق.. أية مخالفة !.. وأية شاحنة !.. وأي دوار!.. لقد أردت ظلا.. ظلا كبيرا. فقط كبيرا.. لا شيء آخر.. لاشي آخر. وأحرقت مقلتي دموع حارة ومالحة جدا، لم استطع تمالكها، فانهالت رغما عني.

[أزيتا محمد]

بيان توضيحي :

نظرا لأنقطاع موقع سبلة عمان الأخير والمؤسف

فقد تم فقد أغلب المداخلات في موضوع الحوار المهم مع الأستاذه طاهرة اللواتي

ولكن ولله الحمد فأني كنت أقوم بنسخ الأسئلة أولا بأول

وقد كنت في زيارة للأستاذه طاهره اللواتي بالامس وقدمت لها جميع الأسئلة

وقد تفضلت - مشكورة - بالرد عليها جميعا

وقد أرسلت الأستاذه طاهرة تحياتها الى جميع من تفضلوا بطرح الأسئلة عليها

وابلغتني عن شكرها العميق على هذه الأستضافة وأشادت بمستوى الوعي الثقافي والأدبي

لرواد سبلة الثقافة والفكر وكادرها الإشرافي وكانت سعيدة جدا بهذه الأستضافة

وسوف نوافيكم بالأجوبة مع الصور التذكاريه قريبا جدا بإذن الله تعالى .

[أزيتا محمد]

أرسل أصلا بواسطة أزيتا

بيان توضيحي :

نظرا لأنقطاع موقع سبلة عمان الأخير والمؤسف

فقد تم فقد أغلب المداخلات في موضوع الحوار المهم مع الأستاذه طاهرة اللواتي

ولكن ولله الحمد فأني كنت أقوم بنسخ الأسئلة أولا بأول

وقد كنت في زيارة للأستاذه طاهره اللواتي بالامس وقدمت لها جميع الأسئلة

وقد تفضلت - مشكورة - بالرد عليها جميعا

وقد أرسلت الأستاذه طاهرة تحياتها الى جميع من تفضلوا بطرح الأسئلة عليها

وابلغتني عن شكرها العميق على هذه الأستضافة وأشادت بمستوى الوعي الثقافي والأدبي

لرواد سبلة الثقافة والفكر وكادرها الإشرافي وكانت سعيدة جدا بهذه الأستضافة

وسوف نوافيكم بالأجوبة مع الصور التذكاريه قريبا جدا بإذن الله تعالى .

[أزيتا محمد]

مرحبا بكم جميعا

في يوم الأحد 21 / 6 / 2009 وتحديدا الساعة السادسة مساءا

كان موعدي مع الأستاذه طاهرة بنت عبد الخالق اللواتي

لاستلام الاجوبة على أجوبة الاعضاء وكذلك لتسليمها درع سبلة عمان التذكاري

( سبلة الثقافة والفكر )

وكذلك لألتقاط الصور التذكاريه

وقد أرسلت الأستاذه والكاتبه والأديبه طاهرة اللواتي تحياتها الى إدارة سبلة عمان

والى مشرفي سبلة الثقافة والفكر واعضائها الكرام الرائعين

[أزيتا محمد]

[أزيتا محمد]

[أزيتا محمد]

[أزيتا محمد]

قبل أن تبدأ الأستاذه والكاتبه طاهرة بنت عبد الخالق اللواتي بالإجابة على أسئلة المشرفين والأعضاء الكرام

وجهت كلمة شكر للجميع على تفاعلهم مع الموضوع وإليكم نص الكلمة مع الأجوبة .


في البداية أحي وأشكر جميع الاخوة والاخوات على مشاعرهم الرائعة اتجاهي ، وأنا من ناحيتي أحمل لهم ودا قلبيا عميقا ، وأشعر بأن كلماتهم العميقة تشكل دعما عاطفيا ومعنويا لي ، ومودة سأحفظها في قلبي دائما .



يحيي الراهب ( مشرف سبلة الثقافة والفكر )

السؤال الأول : ما هو تقييمك للواقع الإعلامي المحلي ؟


الجواب : هناك وعي اعلامي يزداد كل يوم وعندنا أسماء إعلامية جيدة سواء في الإعلام المرئي أو المقروء أو المسموع ونحن نلاحظ حاليا توجها كبيرا نحو دراسة الإعلام وهذا دليل أن الشباب العماني بدأ يدرك أهمية الإعلام وقيمته ، لكن للاسف الوعاء الاعلامي ضيق فليس لدينا الكثير من الصحف والمجلات والقنوات التي تستوعب االكفاءات الاعلامية .



السؤال الثاني : ما هو تقييمك للحركة الأدبية النسائية لدينا في السلطنه هل استطاعت المرأة العمانية أن تجتاز الحواجز والأعراف لتعبر بفكرها الى العالميه ؟

الجواب : عندنا حركة نسائية جيده وعندنا أسماء في القصة القصيرة والشعر وهناك أسماء بدأت تلوح في عالم الرواية ، وهذه الاسماء تنافس مثيلاتها العربية والخارجية ولكن الملاحظ هو اختفاء بعض الأسماء اللامعة فجأة لأسباب او لأخرى وهذا يؤثر على الحركة الأدبية النسائيه .




السؤال الثالث : كثير من دراساتك محورها الشعر العربي فهل ترى الأستاذه أن الأدب العربي يرتكز على الشعر أصلا ؟

الجواب : بالفعل أكثر دراساتي عن الشعر لأني أحب الشعر كثيرا وما يزال الشعر لصيقا بنا منذ أزمان ، لكن أنا بالمقابل أكتب القصة القصيرة واشتهرت بها.



السؤال الرابع : كثيرات ينظرن اليك كمثل أعلى لهن فمن هو مثلك الأعلى ؟

الجواب : الحياة فيها نماذج عديدة لأخذ المثل منها ، والتاريخ زاخر أيضا ، وقد لايكون لدي شخصا معينا ، لكني لاشك ارجع فضل تشكلي للكثير من القراءات للكثير من الشخصيات الانسانية العظيمة .




جاسم القرطوبي ( شاعر )


سؤال ربما يكون روتيني لكنه مقلوب :

الأقلام النسائيه الى أين إتجاهها ؟

الجواب : إتجاه الأقلام النسائيه مثل الرجاليه ، فتحاول الأقلام النسائيه خوض مجالات عديده مثل الرجالية سواء الاعلام أو الادب أو الثقافة اوغيره ، لكن العدد أقل للاسف والعوائق اكثر .





فادي محمد ( عضو )



كيف أمكنك تقسيم وقتك بين حياتك الأدبية والأسرية مما جعلك متمكنه وذا صيت في عالم الأدب والإعلام ؟


الجواب : تنظيم الوقت ومشاركة الأسرة وخاصة الزوج وتفهمه .




الثائر ( عضو )


السؤال الأول : لما تغييب الصحافة المكتوبه على تعدد مطبوعاتها عن أعين القارىء العماني في مختلف أناء السلطنه ؟

الجواب : الصحافة عندنا وعاؤها ضيق ، فهي قليلة ، أربع صحف فقط والمجلات أقل وهناك مجلات كثيرة اختفت ولم تستطع المنافسة ونحن في حاجة الى زيادة الصحف المحليه والمجلات وأن تكون على مستوى المنافسة .



السؤال الثاني : هل هناك فقر في تسويق المادة الفكريه ؟ أم عجز ؟ أم ماذا ؟

الجواب : لا يوجد فقر ، فلا بأس بالمادة الفكرية ، ومع التنوع والكثرة على مر الأيام سيتحسن الأمر ولكن زبائن المادة الفكرية قليلون ، وزبائن الترفيه اكثر للاسف ، لذا يتم التسويق للترفيه اكثر، وكل يوم نخسر أناسا ، فينحازون للترفيه أكثر من أي شئ آخر



السؤال الثالث : هل نجحت المرأة الأديبه في عمان فعلا من فرض احترامها على الساحة الثقافية المحليه ؟ وما هو رد الدكتوره على بعض الكتاب المتهجمين في سرائهم وضرائهم على مستوى الأدب النسوي في عمان ؟



الجواب : نعم فرضت الأديبة العمانية صوتها داخليا وخارجيا ، وان كان العدد أقل من الرجال ، أما بالنسبة للتهجم ، فالبعض يعتقد انه اذا قام بتغييب صوت المرأة الاديبة وإلغائه فإن الفسحة ستكون أمامه أكبر للبروز ، لكن الحياة تعلمنا أن الفسحة تكون للابداع سواء أكان رجلا أو امرأة ، لذا فالافضل لهذا البعض أن يعمل ويشتغل على انتاجه حتى يستطيع المنافسة .

[أزيتا محمد]

أسد الصحاري ( عضو )



السؤال: نعلم أن لكل إنسان قناعات وتوجهات فكرية معينه وربما تصبح مبادىء يسير عليها الإنسان في حياته وتوجد لدى البعض أفكار مقتنع بها تماما تكون أحيانا دينيه أو إجتماعيه تمس العادات والتقاليد أو غيرها :

أولا : هل توجد لدى الأستاذه طاهرة أفكار وقناعات تخص المجتمع وحياة الأنسان العماني لا تستطيع توصيلها الى المجتمع بسبب الأعلام أو لعدم وجود حرية كافية أو لأسباب أخرى ؟ أم تحاول أن تجعل أفكارها وقناعاتها في محتوى الحرية الموجوده لدينا في الإعلام أو قوانين البلد ؟
وهل تضطري في بعض الأحيان أن تتنازلي عن قناعاتك بسبب قوانين معينه تفرض عليك ذلك ؟
وهل تضطري في بعض المرات ( فالبرامج التلفازيه أو الصحف مثلا ) أن تنشري أفكار معينة أنتي لست مقتنعة بها ولكن غيرك أجبرك على ذلك ؟



الجواب :

- فكرتي الأساسية أننا مجتمع عماني أصيل له جذورفي عمق التاريخ تصل الى خمسة ألاف سنة ،ولنا منظومة من القيم الانسانية العميقة التي تعطينا صلابة وتجعل الآخرين معجبين بالانسان العماني ، وهذه الصلابة تجعلنا متحصنين ضد تيار التغريب أو الشعور بالنقص اذا رغبنا ، لكن لا يعني هذا أن البعض منا ليس لديه هشاشة نفسية ومعنوية تجعله أسيرا للتغريب والشعور بالنقص اتجاه الاخرين .

- الحرية حلم نبحث عنه كلنا ، وتبحث عنه الانسانية كلها ، والا لما حوربت الصين عقودا من الزمن بحرب الافيون حتى تسلب حريتها ويتم التسلط الخارجي عليها ، والا لما ضربت اليابان بالقنبلة الذرية لترضخ لتسلط الاخرين ، ولما قامت الحرب العالمية الاولى والثانية لفرض تسلط البعض على البعض الاخر والغاء ارادته وحريته ، وكنا استطعنا اخضاع اسرائيل للتفتيش الدولي على قنابلها النووية التي تجاورنا وخطرها متسلط علينا ليل نهار ، ولما كان العالم الحر ؟؟ كال بمكيالين ، مكيال لاسرائيل خاص ومكيال آخر للعالم العربي ، وآخر صرعة في عالم السياسة ، انه باسم الحرية تستلب سيادة وحرية الشعوب والدول مثلما حصل في جورجيا وغيرها ، ويبدو أن الوقت سيطول قبل ان تتحقق الحرية لنا على هذا الكوكب المسكين البائس.

- لم أشعر في يوم من الأيام أنني مجبرة على نشر أفكار لست مقتنعة بها بسبب القانون أو أن احدا أجبرني على قناعات لست مقتنعة بها.

- لم يحصل أن أحدا أجبرني على نشر قناعاته في البرامج التلفزيونية او الصحف ،





أبو نور 17 ( مشرف سبلة الثقافة والفكر )


السؤال الأول : ماذا عن اللغة هل تهتمين بها اكثر من الحدث وأيهما الأهم في القصة اللغة أم الحدث ؟

الجواب : الحدث هو جزء من بنية القصة أو الروايه ، واللغة هي الشكل ، وهي الوعاء الذي ضمنه يتشكل الحدث ، وهناك تداخل عميق بين اللغة والحدث أو بين الشكل والمضمون بحيث لا يمكن فصلهما عن بعضهما وأنا هنا أؤمن بنظرية " رولان بارت " .




السؤال الثاني : السرد النسوي العماني الى أين وصل برأيك ؟

الجواب : نتاجه جيد ، وظهوره ليس حسب الطموح بسبب بعض العوائق التي ذكرتها ومحتاج الى رعايته من قبل المؤسسات .



السؤال الثالث : ما هو المقياس في تقييم عمل فكري بأنه مميز أو أنه لا يصلح للنشر ؟

الجواب : تتعدد المقاييس بتعدد المدارس الفكرية واذا كان عملا ادبيا تتعدد المقاييس ايضا بتعدد المدارس الأدبية والنقديه ولكن بعض الأعمال تحقق التميز بشكل مذهل لأنها تجمع كثيرا من العناصر الناجحة من مختلف المدارس ، والموهبة لها دور مهم جدا جدا في بلورة العمل وتكثيف العناصر الناجحة لتتعاضد معا .




السؤال الرابع : في ظل عزوف الكثيرين عن القراءة فما أسباب الأبتعاد عنها ؟ وما مهمتنا أمام الجيل الصاعد لحثه للعودة الى الكتاب ؟

الجواب : لقد قدمت ورقة عمل في إحدى الندوات الخليجيه حول مشكلة القراءة وأسباب الابتعاد عنها ودور دور نشر الكتاب وتوفيره والأسباب تتعدد (كما ذكرت في الورقة ويمكن لمن يرغب الرجوع اليها ) لكن ربما أبسط سبب واكبر سبب هو أننا لا ندرب اطفالنا وهم صغار على القراءة وإحترام الكتاب وجعله واحدا من مقتيات الطفل المهمة التي يهتم بها ويباشرها .




السؤال الخامس : كيف تنظرين الى واقع القصة القصيرة راهنا ؟ هل من تطورات طرأت عليها ؟ وأين مكانها على خارطة القصة العربيه ؟

الجواب : القصة القصيرة العمانية قفزت أشواطا كبيرة ومرت عليها مراحل كثيرة وعندنا قصة قصيرة ناضجة وعلى مستوى المنافسة خارجيا ، ولدينا أسماء موهوبة فيها.



السؤال السادس : هل تعاني الصحافة العمانية من أزمة حرية شأنها شأن الصحافة في أنحاء كثيرة من عالمنا العربي ؟

الجواب : نعاني من نقص في الصحف والمجلات ، والعدد القليل الموجود لا يسمح بتعدد الأصوات وتنوعها ووجود حوار فيما بينها ، وكلما ازداد العدد وزاد عدد المشتغلين في الشأن الصحفي كلما نضجت التجربة الاعلامية ، واستطاعت ان تتعمق و تترسخ وتصبح لها تقاليدها العتيدة .



السؤال السابع : ما هي مشاريعك القادمه وما هي طموحاتك واحلامك المستقبليه ؟

الجواب : حاليا مشغولة في الدراسة وهناك مشروع رواية قيد الكتابه حاليا ، وكتاب نقدي فيد الطبع .

حلمي بأن اخرج من الدنيا وانا انا بدون ان تتغير قيمي او انسانيتي ، لان الدنيا مزلق خطير

[أزيتا محمد]

سقط أسم هذا العضو في الإختراق الأخير للسبلة للأسف


السؤال : لقد كنت مسؤولة تحرير للعدد الأول والثاني والرابع لكتاب " التحدي " والذي يصدر عن الجمعية العمانية للمعوقين :

- ما هي نظرتك للمستقبل الادبي والسياسي والإعلامي للشخص المعاق في السلطنه ؟

- هل استطاع الشخص المعاق أن يحقق نقلة نوعية في حياته وبدون أعتماده على المصادر الأخر ؟



الجواب : شكرا على اطرائك اللطيف ،.واتذكر الفريق الذي عمل معي في هذا الكتاب بكل الحب . وارجو ان اعرف من تكون .

-هذا يعتمد على وزارة التنمية الاجتماعية والجمعيات التي ترعى المعاق ومدى قدرتها على فتح الآفاق للمعاق في المجال العلمي الثقافي والاجتماعي ومدى طموحاتها في تحقيق إنجازات ملموسة للمعاق .

-نعم هناك شخصيات عديده تعرضت للاعاقه ولكنها استطاعت التميز في المجال التلفزيوني مثل سالم الغماري ومختار الرواحي وفي الادب مثل عيد العريمي وأسماء أخرى لا تحضرني الان في هذه العجالة وارجو ان يعذرني اصحابها ، وعلى المعاق ان يدفع بنفسه في غمار النشاط بأنواعه لتوفير الفرص له .




همي دنيتي ( عضو )


السؤال : لماذا لا يتم بث برنامج شؤون عائليه ؟ ولا أنكر من انك أجبتي عن السؤال فأنا أطمح أن يتم أعادة بثه مرة ثانيه ؟

الجواب : لقد طلبت إجازة مؤقته من البرنامج لبعض الظروف العائليه والدراسيه .


عائشة الفزاريه ( شاعره )


السؤال الاول : ما هو الحد الفاصل بين الفكر والعاطفه .. بين الموضع والذات ؟

الجواب : شكرا على كلماتك ومشاعرك الرقيقة ياعائشة ، والشعور متبادل واتابع اعمالك بكل الاهتمام

-لا نستطيع أن نفصل في الكتابه بين الفكر والعاطفه ، فالعاطفة روح العمل الادبي ، ولا نستطيع احيانا أن نفصل بين الذات والموضوع لكننا إذا اظهرنا ذواتنا خلال العمل فسد العمل ، لذا فنجاح العمل يعتمد بالدرجة الاولى على عدم ظهور ذواتنا ، والا تحول الى العمل الادبي الى بوح ينتهي بنهاية ماتعانيه الذات ، لذا هضم التجربة واعادة تشكيلها وثم اخراجها بشكل بعيد عن الذات مهم جدا لنجاح العمل الادبي ، وهنا يأتي دور الموهبة وقدراتها المدهشة . وهناك تيار في الادب ينادي بموت المؤلف ، وهو تيار يذهب بعيدا في اهمية اختفاء صوت المؤلف تماما .




السؤال الثاني : قضية الانسان الكبرى .. الوجود .. الإدراك .. الحقيقة .. ما هو موقعها في كتاباتك ؟

الجواب : كلها موجودة في أعماق كتاباتي وفكري لأنها مفردات تشكل كينونتنا الإنسانيه واذا لم تكن في داخلنا ولم تكن هما من همومنا اليومية فقدنا إنسانيتنا .




السؤال الثالث : كيف تقيم طاهرة اللواتي عطاءها ؟

الجواب : احيانا الكتابة الاعلامية تأتي على حساب الادب اذا لم يحترس الاديب ، وهذا ما احاوله الا يحصل ، وصدرت المجموعة الاولى ، وانا أعد حاليا لرواية ، ولربما أخذني الجانب النقدي الى حد ما بسبب الدراسة في المجال النقدي ، ولكني احاول الموزانة .



السؤال الرابع : ما هو دور المبدع في المجتمع ؟

-الجواب : نشر الخير والجمال والحق ، فالاديب هو اكثر انسان على تماس مع هذه المفرادات والاكثر اصطلاء بنارها ، فاذا كان ما يكتبه في واد وهو في واد آخر ، فهنا الازمة والمشكلة الكبرى ، ونتذكر المتنبي عندما فاجأه قطاع الطرق في الطريق فاراد الهرب ، فقال له غلامه كيف تهرب وانت الذي قلت ماقلته في السيف وشجاعتك ، فرجع وقاتل وقتل في سبيل ماكان يقوله ، لكن عندما يصبح الاديب باحثا عن الشهرة ، وداخلا في دهاليز الصراعات الشخصية على الاسم والشهرة والبروز وازاحة منافسيه بالطرق غير المشروعة ، فهنا الطامة الكبرى ، فالبحث عن الشهرة قد يجعل الاديب احيانا كثيرة يخسر نفسه وذاته وماينادي به من قيم الخير والجمال والحق.، فما اكثر مايتضرر به المجتمع جراء ذلك من الادباء والمثقفين .



السؤال الخامس : وأخيرا في قاموس طاهرة اللواتي هذه الكلمات ما هي مدلولاتها ؟

الصداقة : نادرة للأسف
الغربة : كثيرة

الحب : لا نستطيع التخلي عنه
طاهرة : اسمي واحبه كثيرا




الفجري ( عضو )


- برأيك لماذا لا يكون هنالك تجمعا ابداعيا نسائيا حقيقيا ؟

- ألا تعتقدين أن المشكلة تكمن في عدم التواصل بين مبدعات عمان .. كثيرا ما يواجهني هذا السؤال واجابته لا يوجد تواصل بين المبدعات فلماذا برأيك ؟

- هل هو عدم قناعة .. أم أنه غيرة أم محاولة إلغاء . ماذا يحدث ؟

الجواب : بدأنا في عام 1995 بتشكيل اسرة الكاتبات العمانيات تحت مظلة النادي الثقافي والذي ترأسته الشاعرة سعيدة خاطر ، و في عام 1997 تسلمت انا رئاسته والى العام 2008 . وثم الغى مجلس الادارة الجديد بالنادي الثقافي هذه الاسرة تحت مبرر ان لاداعي لوجود اسرة خاصة بالاديبات ، وكان وراء هذا الالغاء مجموعة من الذين يقولون عن انفسهم ادباء ، وكانت الاسباب رغبة في إلغاء صوت الاديبة ليتاح المجال لهم اكثر ، وكانت لهم محاولات كثيرة للالغاء في عهد مجلس الادارة السابق لكنه كان واعيا لذلك ورفض الالغاء ، وكان مقتنعا بأن المرأة الاديبة بحاجة الى اسرة خاصة بها ، بسبب هذه المنافسة غير الشريفة ومحاولات الالغاء ، والى وجوب رعاية النادي لها لزيادة عدد الاديبات وللتغلب على العوائق مثل البعد الجغرافي بالطرق الالكترونية في التواصل ، ومجابهة عائق تذبذب اختفاء وظهور بعض الأسماء النسائية ، وتقديم الدعم المعنوي الضروري لهن للاستمرار وعدم الانقطاع ، و الدعم للمبتدئات لتلمس الطريق

و في ظل عدم وجود اسرة تجمع الاديبات لايوجد تواصل بين الاديبات ماعدا العلاقات الشخصية ، و سيتأثر وضع الاديبة اكثر ، وخاصة ان التحديات والعوائق امام بروز الاديبات ازدادت من قبل هذه المجموعة وبعضها عوائق خطرة جدا لها تأثير على المدى الطويل .





usually suspect ( عضو )


السؤال : هل تعرفي عزيزة عبد الله الطائيه ؟ ومازن عبد الله الطائي ؟

الجواب : نعم أعرف عزيزة الطائية من خلال الدراسة والعمل معا وهي اخت عزيزة .




كرت أحمر ( عضو )


كنت من أشد المتابعين لكتاباتك على مر الزمن ومنها مدونتك والتي كنت تصفين فيها الإعصار جونو وبالفعل وصفك أكثر من رائع لزمن ولى وانضوى

السؤال والذي شغل بالي منذ زمن

- لماذا توقفت عن كتابة عمودك في مجلة زهرة الخليج والذي كان باسم العشق خليجي أصدقك القول افتخر برؤية كاتبه لها وزنها الثقافي في تلكم المجلة والعشق خليجي بمثابة حلم جميل نقرأه عندما تشتد الغربة .

- ما هي الأسباب التي جعلتك تتوقفين هناك وهل النية موجوده للرجوع ؟


الجواب : اقدر اطراءك اللطيف ، وكلماتك الرقيقة

توقفت بسبب الظروف الدراسية وعندي نية في العودة من جديد باذن الله حالما تنتهي الظروف الدراسية .






عاشق العربيه ( عضو )



السؤال : لماذا لا نجد الحضور المطلوب للأعمال الأدبيه والفكرية في الساحة الإعلامية العمانيه ؟

الجواب : الحضور موجود في الصفحات الثقافية والملاحق في الصحف ، ومجلة نزوى و نحن محتاجين الى زيادة عدد هذه الملاحق وتنوعها وتنوع الاصوات فيها حتى يكون الحضور أكثر .




هوشمند زن ( عضو )


السؤال : سيدتي أنا طالبة في الجامعه فنصيحة منك ترشدني وتنور دربي ..

الجواب : الجامعه مرحلة مهمة في حياة الإنسان ويكتسب الإنسان في هذه المرحلة خبرة كبيرة جدا اذا عاش الحياة الجامعية بكل معانيها ، فمن جانب الدراسة ومتطلباتها من بحوث ودراسات ومشاركات ، ومن الجانب الاخر حضور الندوات والمؤتمرات والأمسيات والفعاليات الثقافية والعلمية والادبية ، والمشاركة في النشاط الطلابي الجامعي ليس فقط في كليته وانما ايضا في الكليات الاخرى ، مما يجعل الانسان ينضج بسرعة ويراكم خبرة كبيرة جدا في وقت قليل.





بن معلى ( عضو )



السؤال : كيف يستطيع المثقف العماني أن يوازي بين طرحه وبين القوانين المعمول بها في وزارة الاعلام خصوصا إذا كان الطرح يمس الواقع العماني وهل الكوادر الإعلاميه من وجهة نظرك وليس تقييمك كفؤة لاحلال الأفضل للمثقف ؟



الجواب : المثقف يجب أن لا ينقطع عن الكتابه ابدا ( فما لا يدرك كله لا يترك جله ) وفي الأخير يبقى المثقف مثقفا والإعلامي إعلاميا وكلاهما يؤدي دوره في المجتمع .






نبض السيب ( عضو )



السؤال : ما رايك بالدكتور شبر بن شرف الموسوي ؟

الجواب : الدكتور شبر الموسوي مثف وناقد واخ عزيز وله اسهاماته البارزه في حركة النقد العماني .




أزيتا ( مشرفة سبلة الثقافة والفكر )




السؤال : هل تعتقدين ان المراة العمانيه وصلت الى مستوى الطموح التي كانت تطمح اليها أم إنها لا زالت في منتصف الطريق ؟

الجواب : قطعت شوطا كبيرا في ظل ماتم توفيره لها ومااعطيت من مكانة وثقة ولا يزال الطريق طويلا أمامها ، وبحاجة الى مؤسسات ترعى نشاطها بشكل مستمر ،في ظل من الشعور بالامان والاستقرار ، لان العوائق امامها كثيرة ،

[أزيتا محمد]

وفي الختام أود أن أشكر جميع من ساهم في إنجاح هذه المقابلة

سواء من الأعضاء الكرام الذين تفضلوا بطرح الأسئلة
أو المشرفين الأعزاء الذين شجعوني على إجراء هذا الحوار
وأخص بالذكر هنا الأستاذ يحيي الراهب والأستاذ أبو نور 17
وطبعا لا أنسى تشجيع الأخ المشرف سعادة المرشح

كما أخص بالذكر هنا الأستاذ موسى الفرعي
الذي بادرني بالشكر والتهنئة بعد الأعلان عن اللقاء مباشرة
مما كان له الأثر الجميل على تشجيعي لإجراء لقاءات أخرى في المستقبل

وطبعا الشكر الأول هو للأخت الرائعة
الأستاذه والكاتبه والاديبه طاهرة اللواتي
التي أستقبلتني وكأنني أختها الصغيرة
ولم تبخل علي بملاحظاتها الرائعة لإنجاح الحوار
وتفضلت بأستقبالي عدة مرات سواء في مكتبها في وزارة التربية والتعليم
أو في مكتبها الخاص في مركز المستشار للحياة الناجحة في الخوير
رغم مشاغلها العديده الوظيفية والدراسية و العائليه.

والى اللقاء مع ضيف ( أو ضيفة ) قادم إن شاء الله تعالى .