هل المرأة مظلومة فعلا ..؟ نعم و لا

[القلم الرفيع]

هل المرأة مظلومة في مجتمعاتنا؟
سؤال كثير مايطرح وكثرا مايتناقش وكثيرا ما يزج به في أتون السياسة ومطابخها..!
إن المرأة هي جنس لطيف يحس ويتأثر وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رفقا بالقوارير
وقال ايضا { إن المرأة خلقت من ضلع ، فإن أقمتها كسرتها فدارها تعش بها
فهذا الحديث هو حديث رفق بالمرأة وأن على الإنسان توخي الحذر والرقة في تعامله مع المرأ لأنها سرعان ماتنكسر مشاعرها
المرأة لها قيمة كبيرة في المجتمع وهذا لايخفى فهي الأم وهي الزوجة وهي الاخت
ولكن كيف تعامل المجتمع مع المرأة
إذا أتينا إلى االمجتمع ونظرنا نظرة فاحصة ألا ترون أن المجتمع ينشأ حواجز بعض الشي مابين الرجل والمرأة ما أنزل الله بها من سلطان؟؟
ألا ترون أن المجتمع يفصل مابين المرأة والرجل في كثير من الأمور المباحة كالأكل مثلا وغيره من الجلسات وهكذا واقصد بها في الاسرة الواحدة يعني مع المحارم
وقد انشأ هذا الفصل شي من النشاز في فهم الآخر ,فالمرأة تنشأ بعيدا عن وجود الذكور والذكر بعيدا (واقصد في عالم الأسرية والأقارب حتى لا أفهم خطأ) فلايفهم أحدهم الآخر وهذا الذي يقود إلى ظهور بعض الظواهر السلبية في المجتمع من علاقات وتصرفات خاطئة لان الفرد لم ينشأ على النظرة الصحيحة والسليم في التعامل مع الآخر
فالأب في كثير من الأحيان لاسيما من الأجيال السابقة ربما البنت لم تسمع من أبوها كلمة حنان وحب وعواطف
أما حينما تكبر فهي العاملة التي تنفق على أسرتها وكم من الأباء من منع بنته من الزواج خوفا على ذهاب راتبها وما إلى ذلك من المشاكل التي نسمعها
وحينما تكبر تتعرض للمضايقات فلا تخرج من منزلها وبرفقة إخوانها إلا وعيون الذئاب الجائعة تلتفت يمنة ويسرة مؤذية لها فتشعر بالحرج ولايقر لها قرار
أما في المنزل فليس لها سوى الكد والعمل فلا تستشار ولاتناقش في الأمور بينما نجد الأخوة لهم احاديثهم الخاصة التي لايشركون فيها اخواتهم بمعنى عدم وجود التجانس وإنما شي من النشاز
وهذا التصور الخاطئ في المجتمع هو وهذا النظرة غير السليمة وهذا التفريط هو الذي يقود إلى الإفراط,فهناك الحجر الشديد على المرأة الذي يقود إلى إختلال التوازن فتنشأ المشاكل الخارجية حينما تبحث المرأة عن هذا التعويض الذي تفقده في أسرتها فتقع في براثن الضياع أو على الأقل الشعور بالنقص والإنتقاص
ولكن لو نظرنا كيفية التعامل مع المرأة في البيئة الفاضلة لوجدنا الامر مختلف تماما
فموسى عليه السلام حينما رأى الفتاتين تذودان الأغنام ذهب إليهن وسألهن وقال
وَلَمَّا وَرَدَ مَاء مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاء وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ
فموسى عليه السلام لم يقع في فخ التفريط ولم يقل علي أن ابتعد عنهن بل سألهن وقدم لهن المساعدة بكل أدب وتواضع

فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ
فهذا كان موقف موسى عليه السلام ولكن تعالوا إنظروا إلى تعامل الأب مع بنتيه قمة الأخلاق والإستشارة وإحترام الرأي

قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ
فهنا البنت تشير على أباها بإستئجاره وأن يكون راعيا لأغنامهم
فحينما رأى وسمع هذا الكلام من ابنته ورأى أن موسى سيكون راعيا لغنمهم هنا تبادر إلى ذهنه أن يزوجه إحدى ابنتيه ( قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْراً فَمِنْ عِندِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ)
فهذا فرق كبير بين مانراه في مجتمعاتنا من كيفية تعامل
أما الرسول صلوات الله عليه كان يقبل ابنته فاطمة رضي الله عنها ويجلسها على أحسن مكان
ففرق بين هذا ومانراه في مجتمعاتنا من إفراط وتفريط
فنعم هي مظلومة في بعض المجتمعات ولا فهي مكرمة متى ماوجد الفهم الصحيح للإسلام
القلم الرفيع