سبلة عمان
سبلة عُمان أرشيف سبلة العرب وصلات البحث

العودة   سبلة عمان » السبلة العامة

ملاحظات \ آخر الأخبار

 
 
أدوات الموضوع البحث في الموضوع أنماط العرض
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 10/11/2008, 09:33 AM
صورة عضوية حفيد الحوت
حفيد الحوت حفيد الحوت غير متصل حالياً
مشرف السبلة العامة
 
تاريخ الانضمام: 02/05/2007
الإقامة: طبعاً " المحيــط "
الجنس: ذكر
المشاركات: 13,049
Smile ميزان العقل والقلب


{ العقل } ........ { القلب }
ا ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ ا
ـــــــــــــ ا ـــــــــــــ



ميـــــــزان العقل والقلب .

حالهم كحال العرب , " العقل والقلب " اتفقوا على أن لا يتفقوا في قرارات كثيرة يمر بها الإنسان في مشوار حياته , متخاصمان ودائما على عراك , مع أنهما في الجسد الواحد , فكم قبل اتخاذ أي قرار يتصارع العقل والقلب معا ً , ويدخلان في حديث طويل طويل , فربما نجد موافقة عقلية ورفض قلبي , أو ينطق القلب بكلمة نعم والعقل كالعادة بكلمة لا .
آه قلبي ...آه عقلي ...إلا تكونوا على وفاق , أطلب منكم ولو هدنة استعيد فيها توازني واعتدالي ... يا قلب , يا عقل هل من مجيب ......وحـــــّل الليل وهمومه , وحيداً أنا في الظلمات وصراع العقل والقلب مستمر ...ذهبت إلى سريري ربما أجد بعض الراحة ..استلقيت على سريري ووجهي إلى سقف جامد ومروحة تدور وتدور ....درأت معها أفكاري ومشاعري ....واستمرت في الدوران وكأني في دوامة العقل والقلب ...

من يقود من ؟ هل العقل يقود القلب أم القلب يقود العقل , كيف نوزان بين العقل و القلب وكيف السبيل إلى عدم ترجيع كفة العقل على القلب أو القلب على العقل .
تذكّرت وأنا في دوامة هذا الصراع بعض الاضاءات والاعتبارات والتوضيحات في ميزان العقل والقلب .


{ ميزان العقل والقلب .
في حياة الرسول عليه أفضل الصلاة والتسليم }


في حياته عليه الصلاة والسلام مواقف كثيرة نجد فيها أتزان بين العقل والقلب , وأبرزها والعالق في ذاكرتي أحد بنود صلح الحديبية, إلا وهو: من جاء من قريش إلى المسلمين مسلما يلزم المسلمين أن يردوه إليهم , ومن ذهب من المسلمين إلى قريش مرتدا ً عن الإسلام لا يلزم قريشا ً أن ترده إليهم .
ثارت مشاعر القلب لدى المسلمين على هذه البند فكيف لهم إلا يستقبلوا ويضموا وينصروا من شرح الله قلبه للإسلام .إلا أن رسولنا الكريم وما لديه من حكمة وتفكير عقل راجح لم ينقض أحد البنود وهذه البند بشكل خاص على الرغم من حساسية الموقف وعدم قوة الإسلام في ذلك الوقت .


{ ميزان العقل والقلب في اختيار شريك / شريكة الحياة }

يعتبر قرار اختيار شريك الحياة / شريكة الحياة من أهم قرارات الحياة , هنا يجب أن يتوافق العقل والقلب معاً, كثير ما نسمع عن زيجات لم يكتب لها النجاح والاستمرار مع أنها في البداية تشير إلى استقرار وهدوء عش الزوجية ,ولكن سرعان ما يتبدد هذه كله مع مرور الزمن , فلا تفكير عقل ينفع ولا حب قلب يشفع .

فالبعض لا يوزان بين عقله وقلبه في اختيار شريك الحياة , فنرى البعض قاده عقله في تفكيره في رؤية أن الحياة الزوجية هي " المادة " فقط ولا غير المادة , تاركين القلب على جنب وما يحمله من مشاعر هي بالأساس جوهر الحياة الزوجية وأحدى أعمدتها الأساسية ومنهم ومن الطرفين من أنجرف إلى مشاعر قلبه وحدها ولا يسمع لصوت العقل صدى .

فنرى تلك ترضى بان تنام على حصيرة وأخرى لا ترضى إلا بقصر وبه حديقة , وهذا ذهب وراء تفكير عقله فقط يظن أن الحياة الزوجية لا تستقيم إلا بالمادة فرضى بالزواج ممن تكبره بضعف سنه , وأخرى مالت لجانب القلب و ترضى بالزواج ممن هو أصغر منها سنا ً ,وكل هذا لا ضير فيه ولكن يجب الموازنة بين العقل والقلب حتى يشفع لعلاقة الزواج بالاستمرار بثبات في مواجهة أعاصير وانقلاب أحوال هذا الزواج عبر مراحل الزمن ...


وقد يتلقى القلب صدمات وجروح ويصبح به حرقة بسبب شريك أو قد من سوف يصبح شريك في الحياة وهنا يطلب القلب من العقل بل يتوسل إليه ويعتصر ألما ً:.يا عقل : أحذف ... دمر... أمسح... كل ذكريات جميلة عشتها أو ذكرى شريك أو شريكة تخلى أحدهما عن الأخر وأني لا أطلب الكثير .. ....يجيب العقل دائما بسخرية وملائمة : لك هذا يا قلب ...ولكن أبدالك الشرط : يا قلب إياك , إياك تكرار هذه التجربة وهذه المهانة .


تأمر عقولنا قلوبنا بالتعقل , فيصيح العقل بأعلى صوته " أعقل يا قلب " على وين رأيح بمشاعرك , فترد قلوبنا على عقولنا تطلب منها بعض الاحساس " حس يا عقل "

{ ميزان العقل والقلب في الرد على أحجار الفلاسفة وأساءت الغرب }

ثار القلب وما به من مشاعر ومحبة وإخلاص لرسولنا الكريم وأستهجن العقل وأستحقر الإساءات المتكررة لرسولنا الحبيب عليه أفضل الصلاة والتسليم , وربما وجد هؤلاء المسيئين من الغرب وأحجار الفلاسفة مساحة حرية صغيرة مسمؤمة لــ التطاول على رسولنا والإسلام .

هذه الحجارة وهي أسم على مسمى , حجارة لا تفقه ولا تعي , بلا قلب وبلا عقل , بلا قلب بحيث لا تفقه هذه الحجارة أن هذه الإساءات لا تزيدنا إلا محبة وإجلال وتجعل مشاعرنا القلبية تلهف لقراءة سيرته النبوية الشريفة وإتباع سنته أكثر فأكثر .
وبلا عقل لا تعي – هذه الحجارة – أن الحوار لا يبدأ أبدا بالإساءة لديننا ولنبينا .

ولكن تحدثنا عقولنا رغم حسرة قلوبنا بان هناك فئة تكون بين المسيء والمسآء إليهم , هذه الفئة أو المجموعة هي العالم بأسره يرى الطرفين كيف سوف تكون ردة فعل كل منهما من جانب العقل ومن جانب القلب , وهنا اختلفت ردة فعل المسلمين أنفسهم على أظهار ردة الفعل على إساءات الغرب المتكررة لرسولنا الكريم , فمن المسلمين من وزان بين عقله وقلبه ولكن رجح كفة العقل على القلب بحيث كانت ردة فعله على الإساءة بإظهار سماحة الإسلام وسماحة وخلق وصفاته الحميدة لرسولنا الكريم من حيث أقامة المحاضرات والندوات والتعريف بالإسلام وبتوازي مع ذلك أستخدم سلاح المقاطعة الاقتصادية والذي كان أشد الأثر عليهم .
ومن المسلمين من وزان بين عقله وقلبه ولكن مشاعره طغت على تفكيره العقلاني فصرنا نشاهد والعالم بأسره يشاهد مظاهرات وحرق سفارات وتكسير وغيرها من الأمور والتي حدثت في بعض الدول العربية .

لنتخيل أننا في مباراة كرة قدم فاصلة بين فريق المسلمين وبين فريق أحجار الفلاسفة والمسيئين من الغرب , وحشد غفير وجمهور كبير – وهو العالم بأسره – يرى هذه المباراة الفاصلة بين الفريقين , وتبدأ المباراة ويبدأ ويستمر الهجوم الشرس على فريق المسلمين ونبدأ بالدفاع , وطالما كان دفاعنا منظم ويصعب اختراقه وبتكتيك سليم يصعب تسجيل الأهداف في مرمانا و نستطيع الرد عليهم بهجمات مترد ة بشرط أن يكون ردنا منظم وسليم على هجماتهم , وأنا أضمن لكم تسجيل الأهداف بالجملة عليهم و حتى في الوقت الضائع ونرضّي أنفسنا بعد ذلك ونلقى رضا العالم المشاهد وقد نكسب مزيداً من مشجعين الخصم إلى فريق الإسلام .

ذلك كله تشيبه بسيط – وحسب وجهة نظري- للطريقة المثلى لدفاعنا عن الإسلام ورسولنا الكريم ,على أن يكون ردنا بالتي هي أحسن وبإظهار سماحة السلام وتعاليم الرسول الكريم , فالرسول الأحب تعرض لأشد أنواع التنكيل والإساءات في مسيرة الدعوة , فلنستفيد منه عليه الصلاة والسلام في ترويض وتليين من كانت قلوبهم أشد قسوة من الحجارة , لـتنبض تلك القلوب بعد ذلك بمحبة الإسلام ونصرة النبي الكريم .
وقد لا يختلف أي أثنان من العقلاء أن هدف هؤلاء الأحجار والمسيئين هو أثارة مشاعر القلب لدى المسلمين , ولكن سرعان ما ينقلب السحر على الساحر , فنرى المسلمين أزادوا أيمانا بعد أيمانهم ً ونرى أفواج من الغرب تدخل في دين الله أفواجا ً.

يسأل العقل هل ينفع رد الإساءة بالإساءة وهل يجدي نفعا ً رمي الحجارة بالحجارة ..... " لا "
يجيــبه القلب وهل رأيت حجارة تنطق, فما بالك بحجارة تنطق بالفلسفة .
__________________

{ إلاّ المعركة الأخيرة }

* * * *
{ استغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه}

 


قواعد المشاركة
ليس بإمكانك إضافة مواضيع جديدة
ليس بإمكانك إضافة ردود
ليس بإمكانك رفع مرفقات
ليس بإمكانك تحرير مشاركاتك

رموز لغة HTML لا تعمل

الانتقال إلى



جميع الأوقات بتوقيت مسقط. الساعة الآن 09:29 PM.

سبلة عمان :: السنة ، اليوم
لا تمثل المواضيع المطروحة في سبلة عُمان رأيها، إنما تحمل وجهة نظر كاتبها