سبلة عمان

العودة   سبلة عمان » السبلة الثقافية » أرشيف السبلة الثقافية » سبلة الشعر والأدب

ملاحظات \ آخر الأخبار

 
 
أدوات الموضوع البحث في الموضوع أنماط العرض
  #1  
قديم 29/05/2008, 10:33 PM
صورة عضوية فارس الكلمة
فارس الكلمة فارس الكلمة غير متصل حالياً
عضو مميز
 
تاريخ الانضمام: 23/05/2008
الإقامة: بلادي وإن جار الزمان علي عزيزة
الجنس: ذكر
المشاركات: 1,011
افتراضي ( للرجال فقط!! )

وصفت المرأة منذ القدم بالثرثرة وكثرة الكلام.. وعلى إثر هذا حاكوا لها القصص والحكايات والنوادر.. حتى أنه قيل : " إذا أردت أن تنتحر امرأتك فامنعها من الكلام".. وليس بالطبع هذا مقصدنا.. ولا إلى هذا بغيتنا.. ولا هذا مطلبنا.. ولكننا سوف نتعدى الأزمة والعصور.. ونقطع المسافات والدهور.. وننتقل إلى عالمنا الحاضر.. لنستقرئ بعض ما جد فيه.. حيث تغيرت الأمور.. وتبدلت الأحوال.. وفسدت كثيراً أخلاق الرجال.. حيث أصبحت الثرثرة ليست وصفاً للنساء كما كان يظن.. بل أصبحت وللأسف الشديد وصفاً للرجال أيضاً..
من لم يؤدبه دين المصطفى أدباً
محضاً تحير في الأحوال واضطربا
ولقد قرأت عن قبيلة (تشامبولي) الغينية حيث أن النساء هناك يسيطرن على الرجال.. فيخرجن كل صباح إلى العمل.. ويبقى الرجال في المنازل يرتبونها.. ويعزفون على القيثارة.. ويزينون أنفسهم بالزهور لاستقبال النساء والترفيه عنهن عند عودتهن في المساء تعبات!!..
والغريب في أمر نساء هذه القبيلة.. أنهن يظهرن ازدراءهن للرجال كونه لا يعرف إلا المخاصمة والثرثرة.. والانقياد إلى عواطفه!!..
وما عجبي أنَّ النساء ترجلت
ولكنَّ تأنيث الرِّجال عجاب
بل أن ثرثرة الرجال في عصرنا الحاضر تعدت كل وصف وبيان.. وفاقت على ذوات الخدور في نقل الكلام.. حيث أننا نسمع عن أناس ائتمنوا على أسرار.. أو عندما يناقشون في مواضيع خاصة.. أو مسائل لا ينبغي أن يطلع عليها أي أحد من البشر.. ولكن وللأسف الشديد.. ننصدم بالواقع.. حيث أننا نجد هذه الأسرار على ألسن النساء.. أو على شفاه الغلمان..
ليس اليتيم الذي قد مات والده
إن اليتيم يتيم العلم والأدب
فأمثال هؤلاء الناس الذين يكثرون من مجالسة النساء الأجنبيات بدون داع.. سوى لهوىً في أنفسهم.. أو شذوذ في فطرتهم.. أو ضعف في إيمانهم.. فأمثال هؤلاء لا ينبغي أن يوثق بهم.. ولا أن يتبع رأيهم.. ولا يأخذ بنصحهم .. فالمريض لا يصف الدواء.. والمحروم لا يعطي.. وقد قيل : "لا ينبغي أن يوثق بعقل من يطيل الخلوة بالنساء" .. وطبعاً هذا دليل أيضاً.. على سوء الخلق وقلة الإيمان.. فقد قال الحسن : "من أخلاق المؤمن قلة المثاقفة للنساء".. يعني قلة المجالسة .. وقلة المجالسة يعني.. محافظة الضعفاء أمام الجنس اللطيف على الأسرار.. لأنهم عند اجتماعهم بأمثال أولئك النساء.. فإن المغاليق تنفتح.. والسدود تنهار.. والمخبأ يبين.. والمستور يظهر.. ولا أدري ما الداعي لذلك؟!!.. هل هي من أجل المشورة والنصح.. والتزود بالحكم المفيدة؟!!.. أعتقد وفي قرارة نفسي.. أنه ليس هذا مطلبهم.. ولا هذه بغيتهم..
لا تأمن الأنثى حياتك إنها
ما لأفعوان يراع منه الأنيب
لا تأمن الأنثى زمانك كله
يوماً ولو حلفت يميناً تكذب
تغري بطيب حديثها وكلامها
وإذا سطت فهي الثقيل الأشطب
ولأن كثيراً من الحكماء الأفذاذ.. قد نهونا عن مشاورة النساء الأجنبيات.. حيث قالوا : " إياكم ومشاورة النساء فإن رأيهن إلى الضعف وعزمهن إلى الوهن" .. وقال بعضهم : " عاملوا النساء بثلاث خصال ألزموهن البيوت ولا تعقدوا على حديثهن واطووا دونهن الأسرار" .. وقال آخر : " لا تطلع النساء على سرك يصلح لك أمرك".. هذا ما قاله بعض الحكماء السابقون.. وهذا ما دعوا إليه.. وهذا ما أمروا به.. وهذا ما حضـوا الناس على العمـل به..
اقرؤوا التاريخ إذ فيه العبر
ضلَّ قوم ليس يدرون الخبر
وإن كنت أخالفهم الرأي في التعميم.. فليس كل النساء رأيهن إلى الضعف وعزمهن إلى الوهن.. وليس كل النساء علينا أن لا نعقد على حديثهن.. وليس كل النساء علينا أن نطوي دونهن الأسرار.. فأستثني من هذا التعميم قرابة الرجل وأهل بيته.. فهم المشفقون عليه.. الساهرون على راحته.. الساعون إلى سعادته.. كاشفون كل كربه.. ومذللين كل مصيبة.. فرأيهم أقرب إلى الصواب.. وإخلاصهم صدق لا يراب.. لا تتحكم في نصيحتهم الأهواء.. أو تتأثر بالرغبات.. أو تسيطر عليها المصالح..
وخير دليل ما فعله حبيبنا وقدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم(1).. عندما أخذ بنصيحة زوجته أم المؤمنين أم سلمة هند بنت أمية رضي الله عنها.. عقب صلح الحديبية.. كذلك شعيب أخذ بمشورة ابنته في موسى عليه السلام(2) حينما قالت : {يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ}  (القصص:26).. وهذا عبدالله بن الزبير يأخذ بمشورة أمه أسماء بنت أبي بكر عندما دخل عليها ليستشيرها لما حاصر الحجاج مكة(3).. وهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه يأخذ بنصيحة أخته فاطمة والذي كان لها موقفاً عظيماً سجله التاريخ فلقد جابهت وصمدت في وجه أصلب القريشيين عوداً وأشدهم بأساً.. عمر بن الخطاب وما أدراك ما عمر؟!.. فلينت عريكته وأذهبت الكبرياء والجبروت من نفسه(4) فهذا غيض من فيض.. وقليل من كثير.. وكتب التاريخ مليئة بمثل هذه المواقف.. وسجل الأيام شاهدة على تلك القصص لمن أراد المزيد..
فلو كان النساء كمن ذكرن
لفضلت النساء على الرجال
وما التأنيث لاسم الشمس عيب
وما التذكير فخر للهلال
أما استشارة المرأة الأجنبية ففيها ما فيها من المخاطر.. وفيها ما فيها من المزالق.. وفيها ما فيها من المحاذير.. فهي مفتاح باب الشر.. والولوج في شراك المعصية.. والوقوع في حبائل ومكائد الشيطان.. فرأيهن إلى الضعف بسبب تحكم العاطفة في رأيهن.. ويجب علينا أن لا نعقد على حديثهن لأنها قد لا تخلص في مشورتها.. وعلينا أن نطوي دونهن الأسرار..حتى لا تنتشر أسرارنا في حالة الغضب أو العداء..
وحافظ الأسرار حال الغضب
فهو الكريم عند أهل الأدب
ليس الذي إن زل من صافاه
بث من الأسرار ما أعطاه


__________________
قتل امرئ في غابة
جريمة لا تغتفر
وقتل شعب آمن
مسألة فيها نظر!!

آخر تحرير بواسطة فارس الكلمة : 02/04/2009 الساعة 09:10 PM
  مادة إعلانية
  #2  
قديم 02/04/2009, 09:11 PM
صورة عضوية فارس الكلمة
فارس الكلمة فارس الكلمة غير متصل حالياً
عضو مميز
 
تاريخ الانضمام: 23/05/2008
الإقامة: بلادي وإن جار الزمان علي عزيزة
الجنس: ذكر
المشاركات: 1,011
افتراضي


الحاشية:
(1)عندما طلب الرسول صلى الله عليه وسلم بعد صلح الحديبية أن يطيعوه.. فيتحللوا من إحرامهم.. ويذبحوا ما أتوا به من قربات لله.. ويحلقوا رؤوسهم.. وهي مناسك العمرة والزيارة.. فلم يجبه أحد من الصحابة.. وكرر أمره ثلاث مرات.. ثم دخل إلى خيمته وفيها أم سلمة زوجته.. فرأت الزوجة الحكيمة غضبه.. وعرفت ما به.. فقالت: يا رسول الله لا تلمهم.. فقد نزل بهم أمر عظيم من أمر الصلح.. ورجوعهم بغير فتح.. ثم أشارت إليه أن يخرج إليهم دون كلام.. فيحلق رأسه أمامهم.. وينحر ذبيحته.. ويتحلل من لباس الإحرام.. ففعل الرسول صلى الله عليه وسلم بنصيحة أم سلمة.. فلما رأى الناس ذلك قاموا.. فنحروا.. وحلقوا.. وتحللوا.. وبهذه النصيحة الجليلة.. والرأي الحصيف.. قضت على فتنة عظيمة.. لا يتوقع أحد مدى تأثيرها على المسلمين.. ولكن الله سلم.. ولقد كان عليه الصلاة والسلام كثيراً ما يأخذ برأيها لما يرى فيه من الصواب والحكمة..
تحلي بتقوى أو تحلي بعفة
فذلك خير من سوار وخلخال

(2) وتخبرنا القصة أنها حكمت هذا الحكم لأن موسى حينما وجد الناس يسقون.. ووجد المرأتين تذودان لم يذهب ويجترئ على الرعاة ويزاحمهم.. ولكنه تركهم وشأنهم وتلفت حوله.. فوجد بعض الخضرة والحشائش فعرف أنها لا تنمو إلا في وجود الماء فبحث عنها.. فاهتدى إلى وجود بئر أخرى في هذا المكان.. ولكنها كانت مردومة بحجر.. فأخذ يزحزح هذا الحجر من فوق البئر حتى كشف عن الماء وسقى للبنتين.. وكان هذا الحجر كبيراً لا يقوى على حمله عدد من الرجال.. فعرفت البنت أنه قوي.. وحينما سارت أمامه لتدلَّه على بيت أبيها وهبت الريح.. طلب إليها أن تمشي خلفه.. فعرفت أنه أمين.. فلذلك قالت لأبيها:{ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ} (القصص:26).. ولقد كان شعيب يعرف مدى رجاحة عقل أبنته.. ومقدرتها الفذة في معرفة الرجال.. لهذا أغتنم الفرصة وقرر أن يعقد الصفقة المباركة بتزويجه إحدى البنتين : { قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ} ( (القصص:27) .. فقد كان شعيب وأبنته كل منهم يرسل رسائل مشفرة للآخر لا يعلمها الضيف القادم.. وبعد أن تم الاتفاق بين شعيب وأبنته صارح شعيب الضيف بقوله : { قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِندِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ} ( (القصص:27).. وقبل موسى العرض وأمضى العقد..
إذا لم يستر الأدب الغواني
فلا يغني الحرير ولا الدمقس

(3) دخل عبدالله بن الزبير بن العوام على أمه أسماء بنت أبي بكر ليستشيرها لما حاصر الحجاج مكة.. وكانت أسماء آنذاك قد قاربت المائة.. فقال لها : يا أماه قد خذلني الناس حتى أهلي وولدي ولم يبقى معي إلا اليسير ممن ليس عنده من الدفع أكثر من صبر ساعة.. والقوم يعطونني من الدنيا ما أردت فما رأيك؟ فأجابت: أنت والله أعلم بنفسك يا بني.. إن كنت تعلم أنك على حق وإليه تدعو فامضي له.. فقد قتل عليه أصحابك.. ولا تمكن من رقبتك يتلعب بها غلمان بني أمية.. وإن كنت إنما أردت الدنيا فبئس العبد أنت.. أهلكت نفسك.. وأهلكت من قتل معك.. ولسان حالها يقول :
قف دون رأيك في الحياة مجاهداً
إن الحياة عقيدة وجهاد
فقال عبدالله: هذا والله رأي يا أماه.. ولكن أخاف إن قتلني أهل الشام أن يمثلوا بي ويصلبوني.. فأجابته: يا بني إن الشاة لا تتألم بالسلخ بعد الذبح.. فامض على بصيرتك واستعن بالله.. فأخذ بنصيحة أمه وقاتل حتى قتل..
كم مات قوم وما ماتت مكارمهم
وعاش قوم وهم في الناس أموات

(4) حيث يحكى أن سعيد بن زيد زوج فاطمة بنت الخطاب أسلم على يد خباب بن الأرت وبعد إسلامه وإعلانه للشهادة ذهب مسرعاً إلى زوجته فاطمة ليخبرها بإسلامه فأسلمت هي أيضاً وكان خباب يزورهم يومياً في بيتهم ليقرأ عليهم القرآن ويفتهم في دين الله.. وكان إسلامهم سراً خوفاً من بطش عمر والذي كان وقتذاك أشد الأعداء للدعوة الإسلامية وكان يسعى للقضاء عليها.. وفي يوم من ذات الأيام كان عمر ذاهباً إلى دار الأرقم بن أبي الأرقم للفتك برسول الله.. وكان غاضباً.. وقد بان ذلك في عينيه.. وفي مشيته.. فلقيه رجل من بني زهرة فسأله : أين تريد يا عمر ؟.. ومالي أراك غاضباً هائجاً متوشحاً سيفك؟.. فقال له عمر : أريد أن أقتل محمداً هذا الصابئ الذي فرق أمر قريش.. وسفه أحلامها.. وعاب دينها.. وسب آلهتها.. فقال له الرجل : والله لقد غرتك نفسك يا عمر!.. أترى عبد مناف تاركيك تمشي على الأرض وقد قتلت محمداً!!.. أفلا ترج إلى أهل بيتك فتقيم أمرهم؟!.. قال : وأي أهل بيتي؟!.. قال : ختنك وابن عمك سعيد بن زيد بن عمرو وأختك فاطمة بنت الخطاب.. فقد والله أسلما وتابعا محمداً على دينه.. وهنا احمر وجه عمر من الغضب وقال: أو قد فعلا ذلك؟!.. لئن فعلا لأقتلنهما شر قتله..فتوجه مسرعاً إلى بيت أخته.. وعند وصوله إلى بيت فاطمة.. وعندما هم بالدخول.. سمع أصواتاً تردد كلاماً لم يتبينه.. فأصغى قليلاً.. ولكنه لم يبصر لشدة غضبه.. ودخل منادياً أخته بصوت عالٍ.. وكان في ذلك الحين خباب بن الأرت يقرأ عليهما القرآن الكريم.. فلما سمعت فاطمة صوت عمر اختفى على الفور خباب.. وأخفت فاطمة الصحيفة حتى لا يراها عمر.. ولما دخل قال بغضب: ما هذه الهيتمة التي سمعت؟!.. فأجابا : ما سمعت شيئاً!.. فقال عمر : بلى والله.. لقد سمعت أنكما قد دخلتما في دين محمد.. وتقدم وبطش بسعيد بن زيد.. فحاولت فاطمة أن ترد أخيها عن زوجها.. فما كان من عمر إلا أن ضربها فجرحها.. وعندها قالا بلا أي خوف: نعم.. لقد أسلمنا وآمنا بالله ورسوله.. فافعل ما تريد.. فلما رأى الدم من فاطمة رق قلبه.. وطلب أن يقرأ الصحيفة.. فرفضت فاطمة أن تعطيه الصحيفة حتى يغتسل.. فاغتسل وأعطته الصحيفة.. وفيها ( طه).. فقرأها فلما انتهى إلى قوله تعالى : {إِنَّ السَّاعَةَ ءاَتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى}  (طه :15 ) .. فقال : ما أطيب هذا الكلام وأحسنه!!.. وشرح الله صدره للإسلام.. فأسلم بفضل نصيحة أخته فاطمة رضي الله عنهما أجمعين...
__________________
قتل امرئ في غابة
جريمة لا تغتفر
وقتل شعب آمن
مسألة فيها نظر!!
 

أدوات الموضوع البحث في الموضوع
البحث في الموضوع:

بحث متقدم
أنماط العرض

قواعد المشاركة
ليس بإمكانك إضافة مواضيع جديدة
ليس بإمكانك إضافة ردود
ليس بإمكانك رفع مرفقات
ليس بإمكانك تحرير مشاركاتك

رموز لغة HTML لا تعمل

الانتقال إلى



جميع الأوقات بتوقيت مسقط. الساعة الآن 09:52 PM.

سبلة عمان :: السنة ، اليوم
لا تمثل المواضيع المطروحة في سبلة عُمان رأيها، إنما تحمل وجهة نظر كاتبها