سبلة عمان
سبلة عُمان أرشيف سبلة العرب وصلات البحث

العودة   سبلة عمان » سبلة السياسة والاقتصاد » سبلة السياسة والاقتصاد للشؤون الدّولية

ملاحظات \ آخر الأخبار

 
 
أدوات الموضوع البحث في الموضوع أنماط العرض
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 19/05/2010, 11:03 PM
خميس القطيطي خميس القطيطي غير متصل حالياً
كاتب عماني
 
تاريخ الانضمام: 08/09/2007
الإقامة: جنة الدنيا
المشاركات: 610
افتراضي صرخة من القدس تستنهض ضمير الأمة ؟! قبل السقوط الأخير تحذير للأمة .

مقال منشور بجريدة الوطن ومنقول من المركز الفلسطيني للاعلام

صرخة من القدس تستنهض الأمة؟!
[ 19/05/2010 - 11:54 ص ]
خميس بن عبيد القطيطي



عندما سقطت مدينة السلام القدس الشريف بيد الصليبيين في القرن الحادي عشر الميلادي، انطلق النذير إلى عاصمة الخلافة الإسلامية في بغداد ليعلن النبأ العظيم، وفور وصوله مجلس الخليفة العباسي ترجز بعض الأبيات من الشعر والتي لم يتمالك الحاضرون تحمل صداها وتحمل تلك الفاجعة فصدع الجميع بالبكاء والنحيب، ولم يتوقف ذلك النحيب وتلك الشجون المتعلقة بالقدس في جميع حواضر العرب حتى تمكن البطل المجاهد صلاح الدين الأيوبي بعد توحيد القوى العربية والإسلامية في مصر والشام لاستعادة القدس الشريف واستعادة ما تم احتلاله على طول الساحل العربي في الشام والإمارات العربية والإسلامية الزاهرة، هذا ما كانت تمثله القدس الشريف في وجدان الأمة العربية والإسلامية في ذلك الوقت، واليوم تتعرض زهرة المدائن لخطر داهم وخطب كبير ضمن خطة صهيونية مبرمجه تهدف إلى احتلال مدينة القدس بشكل تام ومحاصرة سكانها والضغط عليهم وإنهاء كل ما يتعلق بالتاريخ والديموغرافيا والتراث العربي في المدينة المقدسة لتحقيق مشروع بني صهيون المنشود بإعادة إحياء مدينة داود، وهكذا يستمر مشهد الاستيلاء على الأراضي العربية في القدس وهدم منازل المقدسيين وتسليم إخطارات جديدة للهدم وتجريف الأراضي والاستيلاء على أراضي الوقف الإسلامية في المدينة وبناء آلاف الوحدات السكنية لقطعان المستوطنين الذين بدأوا في مهاجمة العرب المقدسيين والتعرض لهم ومواصلة الممارسات العنصرية بحقهم بغطاء من قوات الأمن الصهيونية وذلك أملا في تحقيق حلم الصهاينة بمدينة خالية من الوجود العربي الإسلامي ومن أي سمة عربية فيها، وقد تم ضم أكبر مستعمرة صهيونية إلى بلدية القدس وهي مستعمرة معاليه أدوميم للتمكن من إحداث الفارق السكاني بين العرب والصهاينة في المدينة، وليس ببعيد عن هذا المسار ما أحدثه جدار الفصل العنصري في المدينة من استقطاع نسبة كبيرة منها لصالح الكيان العبري، كل ذلك يتمثل أمام أعين العرب والمسلمون في الوقت الذي يعلن فيه رئيس حكومة العدو الصهيوني عن مواصلة البناء والمصادقة على وحدات استيطانية جديدة في القدس الشريف التي كانت وما زالت تحتفظ بالطابع العربي الإسلامي مع وجود جزء من التراث المسيحي الذي لم يسلم من التهميش والإلغاء.

كل الدلائل تشير إلى أن حكومة اليمين الإسرائيلية المتطرفة تواصل مخططها الخطير لإعادة احتلال القدس من جديد بل أن مخطط الصهاينة ماض في طريقة لتهويد المدينة المقدسة كلياً وضمها للكيان الصهيوني وإحياء الخطة القديمة الحديثة لمدينة داود على اعتبار القدس الشريف عاصمة أبدية موحدة للدولة اليهودية، ومن هنا تتعرض المدينة المقدسة لخطر شديد قد يؤدي إذا ما استمر الوضع على ما هو علية الآن من تسارع لوتيرة الاستيطان وفي غفلة من العرب والمسلمون قد يؤدي إلى سقوط القدس كاملة بأيدي بني صهيون كما سقطت في عهد الحملات الصليبية عام 1091م، وقتها لا يملك العرب ما يمكن تفاديه.

قبل أيام تم تسليم إخطارات جديدة لعدد من السكان المقدسيين لهدم منازلهم كما تم الاستيلاء على أراض جديدة خلف القنصلية الأميركية في القدس والتي وضعت أصلاً في ذلك الموقع كي يسمح ل"إسرائيل" لاحقاً بضم ما خلفها لها، وبالتالي تستثمر "إسرائيل" كل الظروف لإعادة الاحتلال والسيطرة على المدينة، فنتنياهو أعلن أكثر من مرة انه لن يوقف الاستيطان في القدس وبالمقابل يتجه العرب نحو مفاوضات غير مباشرة في ظل هذا التطرف الصهيوني الذي سبق وأن خبره العرب في أكثر من مرحلة من عمر الصراع مع العدو، كما تتابع الإدارة الأميركية الموقف الشائك واستمرار وتيرة الاستيطان دون التدخل القوي ودون الضغط على حكومة "إسرائيل" في هذا الاتجاه.

اليوم تسير القضية الفلسطينية نحو مآزق شديدة فالإجراءات الإسرائيلية العنصرية بحق الشعب الفلسطيني في الضفة والقدس خطيرة للغاية، وما يواجهه الأشقاء في قطاع غزة الصامدون أمام ويلات الحصار الخانق الذي يكابده أبناء القطاع، والتهديدات الإسرائيلية المستمرة كلها تحدث في وقت واحد وأمام نظر العرب المجتمعون على توفير غطاء للمفاوضات وليس لكسر الحصار عن قطاع غزة أو التصدي لملف القدس، وفي الأخير شريك السلام مع العرب والذي سبق له العصف بجميع مبادرات السلام وأحرقها يكسب المزيد من الوقت للتغطية على جرائمه وممارساته الخطيرة لتهويد مدينة القدس بشكل لم يسبق له مثيل وهو يواصل تهديداته التي يطلقها جنرالاته بشكل مستمر على لبنان وسوريا وكان آخرها ما لوح به موشيه يعلون نائب رئيس وزراء الكيان بالتهديد بحرب على لبنان اعتبرها بالوكالة مع إيران، وتمضي قافلة الشر لدولة الحرب والإرهاب ضد أبناء الشعب الفلسطيني، لالتهام المزيد من الحقوق مع ترقب عربي لما تسفر عنه تلك المفاوضات .

ما الخطة البديلة لدى العرب إذا ما انتهت تلك المفاوضات دون جدوى وذلك ما هو متوقع بطبيعة الحال، لأن "إسرائيل" عرف عنها المماطلة دائما فلا الإدارة الأميركية رسخت فكرة الدولة الفلسطينية كواقع منشود ترقبه السلطة الفلسطينية منذ بداية الألفية وقتما كان أبو عمار رحمه الله ينادي بدولة فلسطينية من البحر إلى النهر، ولا يوجد ما يلوح بالأفق من بوادر لتحقيق حق العودة ولا مسألة الحدود في وضعها الصحيح كما كانت علية بعد النكسة وذلك بفعل الجدار والمستوطنات الجديدة التي أنشأتها "إسرائيل" والتي لا يمكن بأي حال من الأحوال القبول بإزالتها، ولا يوجد أيضاً ما يشير إلى أن القدس الشرقية هي العاصمة المنتظرة للدولة الفلسطينية بل أن الامبريالية الصهيونية تريدها عاصمة موحدة للدولة اليهودية بقسميها الغربي والشرقي كما أعلن نتنياهو عن مدينة واحدة مزدهرة لا يمكن تجزئتها، وكما تبجح في اجتماع الكنيست عندما أشار إلى ورود المدينة المقدسة في العهد القديم (التوراة) في مواضع عديدة وبأنها ذكرت باسم صهيون، هكذا هم الصهاينة وهكذا هم عتاة المتطرفين في الحكومة اليمينية المتطرفة في "إسرائيل" اليوم لمن لا يعرفهم من العرب إذن فمن أين يمكن إيقاف مثل هذه الوحشية والتمرد والاستهتار، وكيف للعرب وهم يعرفون سلفا تلك الطبائع والصفات اليهودية أن يمنحوا الصهاينة المزيد من الوقت للقضاء على باقي الحقوق العربية في القدس الشريف وفي باقي فلسطين؟! ألم يئن للعرب أن يقفوا وقفة صادقة قوية في حق القدس الشريف والمسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ؟! ألم يئن للعرب النهوض من هذا الواقع المرير؟! ألم يئن للعرب التصدي لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من بقايا ما تبقى من القدس الشريف ؟! ألم يدركوا بعد ما تعنيه القدس في ضمير ووجدان الأمة؟! هذه تذكرة لمن أراد أن يذكر قبل فوات الأوان.

كاتب عماني


صحيفة الوطن العمانية
 


قواعد المشاركة
ليس بإمكانك إضافة مواضيع جديدة
ليس بإمكانك إضافة ردود
ليس بإمكانك رفع مرفقات
ليس بإمكانك تحرير مشاركاتك

رموز لغة HTML لا تعمل

الانتقال إلى

مواضيع مشابهه
الموضوع كاتب الموضوع القسم الردود آخر مشاركة
إدا الأمة أرادت الحياة فسبيلها القومة، و حياة الأمة بلا قومة موت كما هو الحال يوسف ملوك السبلة العامة 4 19/12/2009 03:20 PM
( تحذير جواسيس المدير بيننا ......................فأحذروا حمران العيون سبلة السياسة والاقتصاد 40 12/05/2009 03:28 PM
'القدس العربي': بريطانيا اعدت حملة دعائية سرية لتشويه صورة القاعدة محمد88 سبلة السياسة والاقتصاد 3 28/08/2008 02:22 AM
"بين السّحــــــــاب" .... قصيدة عمودية لأجل القدس و العراق و الأمة العربية !!! منتظر الموسوي سبلة الشعر والأدب 11 01/08/2008 06:40 PM
صرخة تحذير alfaris سبلة السياسة والاقتصاد 1 13/05/2008 11:54 PM



جميع الأوقات بتوقيت مسقط. الساعة الآن 06:52 PM.

سبلة عمان :: السنة ، اليوم
لا تمثل المواضيع المطروحة في سبلة عُمان رأيها، إنما تحمل وجهة نظر كاتبها