الأعلام و تأثيره على الإتزان العالمي

[arabwarrior]

نبارك للجميع إفتتاح سبلة الفن و الإعلام، عسى أن تحقق الأهداف المرجوة منها.

أكيد ان في السنوات الماضية شهدنا نمو سلطة غريبة وعجيبة و بنفس الوقت جدا مؤثرة للإعلام. جعلتها من المصادر الرئيسية إن لم تكن الأولى في نقل الأخبار. فكان الإعلام، سلطة من بين السلط التي ظهرت و تبلورت مع ظهور الحكومات التشريعية، فاحتل بذلك السلطة الرابعة بعد ثلات سلط : السلطة التشريعية ، السلطة التنفيذية ، السلطة القضائية .

لتشكل وسائل الإعلام أداة خطيرة في يد الأنظمة السياسية و المجتمعات الإعلامية الضخمة، و لذلك لم يكن من السهل أن تقدم الأنظمة تنازلا أمام إمكانية إعطاء الكلمة لمن يعارضونها أو يدورون في فلك غير الذي هي فيه تحوم ، فيكون أداة لكشف الستار على الواقع المر الذي عادة ما يصور في وسائل الإعلام على انه يعيش نوعا من الهدوء و الانسجام التام بين المواطن و الأجهزة التابعة للدولة، فيكون في هذه الحالة و من هذا المنطلق الإعلام سلطة قوية ذات صلاحيات متعددة تبدأ من نقل الخبر إلى التأثير و التوجيه و تغيير القناعات و التوجهات، و تغيير مجريات الواقع و قد تدفع المتذمرين إلى الانفجار و الهيجان بمجرد خضوعهم تحت تأثير سلطة الصورة، فيمنح الإعلام الصوت لمن لا صوت لهم .

لا يمكن بحال من الأحوال اعتبار بعض وسائل الإعلام تملك قوة السلطة، إذ أنها لا تتعدى أن تكون بوقا يردد صدى السلطة، فمفهوم السلطة هنا و التأثير غير جائز لأنها تابعة للسلطة مغلوب على أمرها، فإذا كان الطفل يقبل بالإيحاءات أكثر من الراشد، فهناك بعض الدولة تعمد إلى جعل المجتمع فضاء لا يملاه غير الأطفال، ليخضع لنزواتها و أهوائها و توجهاتها .

تسرد الصحف المحلية الأمريكية كبيرة كانت أم صغيرة، فصول الأحداث اليومية لحياة بلداننا و حياة شعوبنا…فلو جمعناها جميعها مع يعضها البعض، لوجدنا أن صحف مجتمعاتنا المحلية لا تروي قصة الحرية الأمريكية فحسب، بل هي تلك القصة…

و هذا ما يؤرخ لقول نابليون ثلاث صحف معادية يجب أن يعمل لها ألف حساب أكثر من ألف بندقية ،و قد كان ذلك منذ حوالي قرنين من الزمان، عندما كانت وسائل الطباعة و التوزيع جد محدودة و لا تعرف انتشارا واسعا، أما في عصرنا الحالي فالفضائيات غزت كل البقاع و الصحف تطبع و تنسخ بلا عدد و تنقل عبر الأقمار الصناعية في أوقات قصيرة محققة تأثيرا تكييفيا لعقول الناس .

يقول حسن نصر الله في الخطاب الذي القاه بعد اسر الجنديين الصهيونيية:باسم رجال الله و ليس باسمي اسم ابي ، باسم المقاومين اقول لكم لو جاء الكون كله لن يستطيع ان يستبدل هذين الاسيرين الا بمفاوضات غير مباشرة و تبادل.

بعد الخطاب جاءت القوى لتقضي على ألف لبناني، و رغم ذلك أصر الشارع العربي على إعلان انتصاره، لتنذب الدولة الصهيونية حظها و تعلن هزيمتها .

ليخطب بعدها قائلا في خطاب النصر الإلهي : كيف يمكن لهذه الثلة من المجاهدين أن تهزم هذا الجيش إلا بنصر من الله و عون من الله و تأييد من الله سبحانه و تعالى …مقاومتكم قدمت نموذجا للصمود، الصمود الأسطوري، الصمود المعجزة…. الا يعرف هذا العدو من نحن..؟ نحن أبناء ذاك الامام ( في إشارة لعلي كرم الله وجهه) الذي قال : أبالموت تهددني يا بن الطلقاء، ان القتل لنا عادة و كرامتنا من الله شهادة.

أتت خطابات حسن نصر الله في انجاز متكامل فكرا و اداء فنيا و شكلا و اسلوبا في الحرب اللبنانية، التي حظيت بتغطية إعلامية هامة، تشحن المواطن العربي و تؤثر فيه و ترسخ في ذهنه مقولة النصر و الانتصار فكان النصر .

ان العالم الآن، الى جانب التحدي الاستعماري بالقوة العسكرية، ثم التحد الاقتصادي بالارتباط بمراكز الهيمنة الاقتصادية العالمية : صندوق النقد الدولي، النظام الرأسمالي، نظام الخوصصة .. يجد نفسه أمام تحد حضاري بوسائل الإعلام، فالدول اليوم تتسابق للتسلح، لكنها في نفس الوقت تتسابق لامتلاك السلاح الإعلامي، الذي يخول لها الوجود و التواجد في معارك حرب إعلامية، ما يقال عنها أنها شملت و عمت جميع المجلات : فكرية، سياسية اقتصادية ، عسكرية و دينية عقائدية ...

فهل للإعلام أجندة داخلية غير ما تبرزه لنا؟ ام أننا نكبر و نضخم الأمور!!

[جاسم القرطوبي]

فكرك واعي وقلمك راقي نسأل الله ان ينفع بأفكارك

[Younis Albuloshi]

الإعلام سلاح ذو حدين