عرض المشاركة وحيدة
  #42  
قديم 26/09/2007, 07:40 PM
القعقاع بن عمرو القعقاع بن عمرو غير متصل حالياً
مشرف سابق
 
تاريخ الانضمام: 27/12/2006
الإقامة: في رحاب القرآن
الجنس: ذكر
المشاركات: 3,415
افتراضي

سؤال أهل الذكر 13 من شعبان 1423هـ ، الموافق 20 أكتوبر 2002م

الموضوع : تربية الأبناء

السؤال :

اعتاد الناس أن يحتفلوا بالمولود الجديد مطلع كل عام وتقام له الولائم ويجمع له الأولاد الصغار ويطلق عليه عندنا ( الحول حول ) ، فما حكم هذا النوع من الاحتفال ؟


الجواب :
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلّم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد :

فإن أصدق الحديث كتاب الله ، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلّم ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، مما يؤسف له أن المسلمين كثيراً ما انجرفوا وراء عادات الآخرين ، وأصبحوا يطبقونها تطبيقاً دقيقاً كأنما هي من صميم معتقداتهم ودينهم ، مع أنه يجب على المسلم أن يكون مستقلاً بمنهجه في حياته ، كما يجب أن يكون مستقلاً بفكره وعقيدته وتصوره ، ذلك لأن المنهج إنما ينبثق عن الفكر ، ومن المعلوم أن احتفاء الناس بأعياد الميلاد وتواتر ذلك في كل عام إنما هو من شأن غير المسلمين ، أما المسلمون فهذا أمر لم يعهد عندهم أي عند أسلافهم ، وإنما حدث ، وهذا الذي حدث إنما هو ناشئ عن حب التقليد للآخرين ، وتقليد الآخرين أمر مخالف لمنهج الحق الذي ربى النبي صلى الله عليه وسلّم عليه أتباعه ، إذ رباهم على الاستقلالية في المنهج والاستقلالية في التصور والفكر ، فلذلك نحن نحذّر من هذا خشية أن ينساق المسلم وراء منهاج غيره شيئا فشيئاً حتى ينفلت من تعاليم دينه نهائياً ، ونسأل الله تبارك وتعالى العافية .

ولا ريب أن خير ما يُصنع للصبي أن يذكّر إن كان يعي الذكرى بأنه مر على عمره عام ، وأنه بمرور هذا العام يستقبل عاماً جديداً ، يستقبل مرحلة جديدة في حياته ، وعليه أن يوطّن نفسه لاستقبال التكاليف الشرعية عندما يُلزم هذه التكاليف فذلك خير ما ينبغي أن يكون على رأس عام ، بل مما ينبغي أن يهياً له الطفل دائماً ليستقبل التكاليف الشرعية بهمة وبنشاط حتى يقوم بما يجب عليه فيما بينه وبين ربه سبحانه ، وفيما بينه وبين الناس ، والله تعالى أعلم .

السؤال :
كيف تتم تربية الأطفال تربية روحية ؟


الجواب :
حقيقة الأمر هذا أمر يعود إلى المنهج الذي يتبّعه الآباء وتتبعه الأمهات ، فإن الطفل إنما يفتح عينيه على أبويه وهما قدوته من بداية طريق حياته ، فيحاول أن يقلد أبويه في كل شيء ، يترسم خطوات أبويه ، فعندما يكون الأبوان يتقيان الله تبارك وتعالى ويخشيانه ، ويعملان بأمره ويزدجران عن نهيه ، ويقفان عند حدوده ، ويحرصان على تجنب أي شيء يؤدي إلى سخطه ، ينعكس أثر ذلك على الطفل لأنه يرى أبويه مشفقين من عقاب الله سبحانه وتعالى .

فمن هنا كانت الضرورة داعية إلى أن لا يرى الطفل من أبويه أية مخالفة شرعية ، فعليهما أن يحرصا على تطبيق أوامر الحق ، وإظهار ذلك للطفل ، حتى تنغرس فيه هذه الروح ، ثم بجانب ذلك التذكير دائماً ، وما ذكرته أولاً من كون الأبوين قدوة للطفل ، إنما تكون هذه القدوة في القول وتكون في العمل ، فلذلك كان من الضرورة بمكان ألا يعثر الطفل على كذب قط في حديث أبويه لأنه إن جرّب عليهما كذباً عدّ الكذب مهارة وشطارة ، وحرص على أن يكذب ليتفنن في ابتكار التمويهات في تعامله مع الآخرين لأنه أبصر أبويه يفعلان ذلك فيريد أن يطبق ما يفعلانه ، ومن هنا جاء حديث الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام مشدّداً حتى في تعامل الأم في مرحلة مبكرة مع أولادها بحيث لو أرادت أن تصرف الولد عن شيء لا تعده أنها تعطيه شيئاً وهي لا تعطيه إياه ، عندما سمع النبي صلى الله عليه وسلّم امرأة تنادي طفلها وتقول له تعال خذ . قال لها : ماذا تريدين أن تعطيه ؟ . وبصّرها بعد ذلك أنها لو لم تكن تريد أن تعطيه شيئاً لكانت كاذبة تبوء بإثم كذبها ، فهكذا شأن الأبوين مع الطفل إنما يجب أن يكون كل واحد منهما حريصاً على ترسم طريق الحق ليجد في مسلكهما الطفل القدوة الصالحة .

ومن ذلك أيضاً أن يكونا عفيفين عن كل حرام بحيث يحرصان على أن لا يلج الحرام أجوافهما قط ، وأن لا يغذيا هذا الطفل إلا بالحلال الطيب . وتعامل الأبوين هكذا بالطرق المحللة شرعاً يؤدي بالولد إلى أن يكون متقززاً من الحرام حريصاً على الحلال ، يأبى عليه ضميره أن يقع في أي محرمة ، بحيث يحرص على أن لا يأخذ مال أحد ، وأن لا يحتال على مال أحد قط ، وكذلك من حيث المسارعة إلى البر والإحسان كالبر بالأقربين ، والبر بالمستضعفين ، والبر بالجيران ، والبر بكل إنسان ، ذلك أيضاً مما ينعكس أثره على نفسية الطفل ويحرص على أن يقدم ما يمكنه من البر ، وتعويده على ذلك مطلب شرعي مهم جداً .


السؤال :
ما هي الأساليب المثلى والطرق الصحيحة التي يتم بها معالجة ظاهرة العناد عند الأطفال ؟


الجواب :
هذه الظاهرة قد تكون في الطفل منذ مرحلة مبكرة ، وقد تكون في مرحلة من المراحل ، وينبغي أن يكون علاجها بالرفق لا بالعنف ، فإن العنف قد يزيد من هذا العناد ، ولكن تبصير الطفل بما يجب أن يكون عليه من إسلاس القياد لأبويه ومن طاعته لربه سبحانه وتعالى ، وتبصيره بأن عاقبة عناده إنما تنعكس على نفسه بما لا يَحمد ، وأنه إن أسلس القياد وأطاع في حدود طاعة الله تبارك وتعالى كان ذلك من الأمور المهمة جداً ، هذا كله مما يجعل هذا الطفل يحرص على تجاوز ما تمليه عليه نفسه من العناد وعلى إسلاس القياد ، مع أنه قد يمكن أن يُغرى أحياناً بما يحبه وبما يرغب فيه سواء كان ذلك شيئاً مادياً أو كان غير مادي حتى يترك هذا العناد ، يمكن أن يُعوّد على ترك العناد بترغيبه في ما هو راغب فيه وتسهيل ذلك له لعله يترك هذا العناد ، وهكذا يجب أن يكون الأبوان كالطبيب في هذا بحيث لا يعطيان إلا الجرعة المناسبة لهذا الطفل فقد يكون العلاج الرفيق اللطيف أحسن ، وأحياناً قد يخلط اللين بالشدة أيضاً ذلك مما يفيد ، أما تكون شدة فقط فلا .

السؤال :
هل يجوز شراء الدمى التي تكون على شكل إنسان أو حيوان للأطفال ، وماذا يُفعل بالنسبة لمن أهدي إياها ؟


الجواب :
هذه من المصائب التي انتشرت الآن ، وعم بلاؤها ، فلله الأمر من قبل ومن بعد ، والعلماء اختلفوا في الدمى بالنسبة إلى البنات منهم من رأى أنها كغيرها من الصور هي محرمة ، ومنهم من قال بأنها تحل للبنات ، ومنهم من قال بكراهة تركها ولو كان ذلك للبنات ، ومهما يكن فإن صرف الأولاد عنها هو أفضل وأنزه ، وإبعادها من البيت هو أبر وأرحم وأفضل للأطفال والآباء والأمهات ، ولكن كما قلنا أصبحت هذه علة منتشرة ، داءً خطيراً ، نسأل الله تبارك وتعالى العافية منه .

السؤال :
ما هو السن المناسب لأمر البنات بتغطية الشعر ؟


الجواب :
حقيقة الأمر كلما كان ذلك في مرحلة مبكرة كان أولى ، وإنما ينبغي منذ أن تعقل الفتاة وتدرك أنها مطالبة بأن تكون مستترة ، وأن المرأة تختلف عن الرجل بحيث من حشمة المرأة ووقارها أن تكون متحجبة ، أن تدعى إلى الحجاب بقدر المستطاع وتدرّج في ذلك مع ترغيبها في ذلك بكل ما يرغبها فيه وبكل ما يبعث حماسها من أجله .


السؤال :
ما رأيكم في ضرب الأطفال ؟ وما هي ضوابطه من حيث السن ومن حيث كيفية الضرب ومن حيث الأماكن التي يضرب عليها الطفل .


الجواب :
الضرب ليس هو مقصوداً لذاته ، وإنما المقصود ردع الطفل عن العناد وعن سوء الأخلاق وعن الانحراف ، هذا هو المراد وليس الضرب غاية في نفسه.

والناس مع الأسف كثير منهم فهموا أن الضرب هو غاية مطلوبة ، وأن من لم يؤدب أولاده بالضرب كان مقصراً ، ولذلك قد يتفنن الأب في ضرب أولاده ويقسو عليهم وهذا غير مطلوب ، وإنما المطلوب أن يردعهم عن الشيء الذي فيه مضرتهم ، فلذلك ينبغي أن يتدرج الأب وأن تتدرج الأم في نصح الأولاد بحيث يبدأان أولاً بالنصح الرفيق اللطيف حتى ينجذب الولد إلى ما يريدانه منه من الاستقامة ونبذ سوء الأخلاق ، فإن ظهرت منه مشاكسة فإن إغلاظ القول مقدم على الضرب ، ولا ينبغي أن يصار إلى الضرب إن كان يرجى أن يرتدع بسبب إغلاظ القول له والتشديد عليه ، هذا من غير أن يقال له كلمات نابية كما يقول الكثير من الناس يا حمار ويا كلب ويا كذا ويا كذا فإن هذا الكلمات قد يألفها هذا الصبي ويخاطب بها غيره كما يُخاطب بها من قبل أبويه ، وإنما يؤنبانه من غير أن يأتيا بالفحش في تأديبهما ، فإن وجد منه إصرار ففي هذه الحالة يضرب ضرباً غير مؤثر ولا مبرح وذلك عندما يكون يعقل الضرب ويفهم أنه رادع ويكون سبباً في ردعه فإنه يضرب ضرباً غير مؤثر ولا مبرح ، وقد حد بعضهم الضرب بثلاث ضربات غير مؤثرات ولا مبرحات ، ولكن هذا التحديد ليس عليه من دليل فلذلك ذهب بعض المحققين إلى أنه ينظر فيه إلى طبيعة الطفل فلربما ارتدع بضربة واحدة ولربما كانت الثلاث ضربات لا تجديه شيئاً لأنه قاس وبقدر هذه القسوة ينبغي أن يشدد عليه أيضاً ، ولكن مع ذلك يتفادى في هذا الضرب كما قلت التبريح والتأثير فلذلك لا يضرب في الأماكن التي يكون الضرب فيها سبباً لتعطيله أو سبباً لإصابته بما يعوقه أو بما يشل حركته إذ ذلك كله مما لا يحمد ، وإنما يضرب في الظهر أو في أماكن أخرى سليمة حيث لا يؤثر الضرب عليه ، أما الضرب في الرأس والضرب في الوجه فهذا مما لا ينبغي أن يصار إليه .


السؤال :
هل يأثم من ضرب ولده تشفياً في ساعة غضب ؟


الجواب :

إذا كان الضرب ضرب تشفٍ ولم يكن ضرب تأديب ، نعم . وينبغي له أن يحسن إلى الولد بقدر ما آذاه بالضرب .


السؤال :
ما حكم الكتب التي تحتوي على صور مرسومة باليد أو بالحاسوب ، هل يجوز اقتناؤها لأجل التعلم ، مع العلم أن هذه الصور تساعد الأولاد على الفهم وأن أغلب تلك الكتب وخاصة المدرسية تحتوي على هذا النوع من الصور ؟


الجواب :
أنا لا أظن أن الصورة المرسومة باليد هي نفسها تبقى في الكتاب وإنما ما أخذ منها بالفوتوغراف هو الذي يكون بالكتاب ، فلذلك ما كان مأخوذاً بالفوتوغراف لا مانع من اقتنائه إن لم يكن به شيء مما لا يُقر في الشريعة كالمجون والفساد ، أي بحيث تكون هذه الصور عارية من كل ما يتنافى مع شريعة الإسلام وآداب الإسلام وأخلاق الإسلام ، وفي هذه الحالة لا حرج من اقتناء الكتب التي تشتمل على هذه الصور من أجل مزيد من الدراسة والتعلم ، ولربما كانت الدراسة دراسة تشريحية ويحتاج الإنسان أن يعرف الأعضاء أعضاء الجسم الداخلية ولا يكون بيانها إلا برسم صور لها ،

والله تعالى أعلم .
__________________
" أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّن رَّبِّهِ فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ "

أحد ضحايا نظرية التطور : أوتا بنجا Ota Benga