عرض المشاركة وحيدة
  #55  
قديم 23/12/2010, 07:34 PM
صورة عضوية أبو الليث النفوسي
أبو الليث النفوسي أبو الليث النفوسي غير متصل حالياً
عضو مميز
 
تاريخ الانضمام: 02/02/2009
الإقامة: نفوسا
الجنس: ذكر
المشاركات: 1,456
افتراضي

ثالثا: الأدلة من السنة النبوية المطهرة:



فالأدلة على ذلك كثيرة ونكتفي بما يلي:



1) روى البخاري ومسلم وغيرهما من طريق ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يدخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار ثم يقوم مؤذن بينهم يا أهل النار لا موت، ويا أهل الجنة لا موت، كل هو خالد فيما هو فيه" فالحديث يدل على أن من دخل الجنة لا يموت فيها ولا يخرج منها فهو خالد فيها أبدا، وأن من دخل النار لا يخرج منها ولا يموت وهو خالد فيها أبدا، وهذا الحديث رواه الشيخان أئمة الحديث البخاري ومسلم وغيرهم من رواة الحديث، فهل هناك كلام فوق هذا أو تأويل آخر يقتضي فيه خروج أهل النار إلى الجنة؟؟!!



2) أخرج الطبراني وأبو نعيم وابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لو قيل لأهل النار إنكم ماكثون في النار عدد كل حصاة في الدنيا لفرحوا بها، ولو قيل لأهل الجنة إنكم ماكثون فيها عدد كل حصاة لحزنوا، ولكن جعل لهم الأبد"


فالحديث دل دلالة لا تقبل النقاش ولا الجدل بأن أهل النار وهنا لم يخصص المشرك من الموحد العاصي بل عمم على أهل النار جميعا بأنهم خالدين فيها أبدا، كما عمم أن أصحاب الجنة خالدين في النعيم المؤبد.



3) روى أحمد والبزار والطبراني والحاكم والنسائي عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا يدخل الجنة عاق ولا مدمن خمر" وفي رواية: "ثلاثة قد حرم الله عليهم الجنة، مدمن الخمر، والعاق لوالديه والديوث، وهو الذي يقر السوء في أهله"


فالحديث يدل على أن شارب الخمر والعاق لوالديه لا يدخل الجنة، ومن المعلوم أن شرب الخمر والعقوق لا يكون إشراكا بالله تعالى وإنما هما معصيتان وكبيرتان يحاسب عليهما المرء مالم يتب عنهما، لذا نفهم من الحديث أن الخطاب ليس للمشركين وإنما للمسلمين، فيحذرهم الرسول صلى الله عليه وسلم من شرب الخمر ومن العقوق لأنه بذلك يحرم عليهم الجنة كما في الرواية الثانية، ومقصد الرسول أنهم لا يدخلون الجنة هنا للتأبيد وليس لتوقيت معين، كما هو واضح في الحديث ولا ينكره من كان ذو عقل وحكمه، ومقتضى التحريم هنا الأبدي وكما يقال الزنا حرام، أو السرقة حرام، ليست لفترة وجيزة وإنما مؤبدة، وعلى هذا الحديث تقاس باقي المعاصي والآثام.



4) روى الشيخان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من شرب الخمر في الدنيا يحرمها في الآخرة"، ومعناه يحرم من دخوله الجنة، لأن أهل الجنة لا يحرمون من شيء فيها دون شيء، فلهم فيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين، ولهم ما يطلبون دون أن يحرموا من نعيمها طرفة عين.



5) أخرج البخاري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من استرعاه الله رعية ثم لم يحطها بنصحه إلا حرم الله عليه الجنة" وهنا إشارة إلى تحريم الجنة والتحريم كما قلنا أبدي أي يدل على خلوده في النار، كما دل عليه قوله تعالى: "فريق في الجنة وفريق في السعير"، فهل يعقل بالتحريم هنا مؤقت إلى أن يعذب في النار قدر معصيته ثم يدخل الجنة مع المتقين؟؟! وهل يعقل أيضا أن يكون الحديث يخاطب المشركين دون المسلمين الموحدين؟!! وهل سيقال بأن من لم يحط رعيته بالنصح فهو مشرك؟؟ أم أنه صاحب معصية ووجبت عليه التوبة؟ فعليه التوبة النصوح وإلا ستكون الجنة عليه حرام.



6) روى الإمام الربيع في مسنده الصحيح عن أبي عبيدة عن جابر بن زيد عن أنس بن مالك رضي الله عنهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من اقتطع حق مسلم بيمينه حرم الله عليه الجنة وأوجب له النار" فقال رجل وإن كان شيئا يسيرًا يا رسول الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وإن كان قضيبًا من أراك"، ورواه الإمام مالك في موطأه، ومسلم في صحيحه، والنسائي في سننه من حديث أبي أمامة رضي الله عنه.


فيدلنا الحديث على أن من سرق شيئا من حق أخيه المسلم حرم الله عليه الجنة تحريما مؤبدًا وأوجب له النار، وليس لعاقل أن يقول بأن التحريم هنا مؤقت وأنه سيدخل الجنة بعد تعذيبه على قدر معصيته تلك لأنه من المعلوم أن السرقة معصية وليست شركا بالله ليقتضي خلوده في النار، وإنما هي معصية وكبيرة من الكبائر لذا قد حكم عليه الرسول صلى الله عليه وسلم بالنار وحرم عليه الجنة، فلا قول إلا ما قاله المصطفى صلى الله عليه وسلم.



فكما قال الإمام العلامة نورالدين السالمي رحمه الله تعالى:



"ولا تناظر بكتاب الله *** ولا كلام المصطفى الأواه"


"معناه لا تجعل له نظيرا *** ولو يكون عالما خبيرا"



7) أخرج الشيخان وغيرهما من طريق أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجأ بها في بطنه في نار جهنم خالدا فيها أبدا، ومن قتل نفسه بسم فسمه في يده يتحساه في نار جهنم خالدا فيها أبدا، ومن نزل من جبل فقتل نفسه فهو ينزل في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا".


الحديث يدل على أن صاحب الكبيرة وهي قتل النفس التي دل عليها الحديث يخلد في جهنم أبدا، مع أن الموحد المسلم ممكن أن يقتل نفسه لضعف إيمانه، فلن يشفع له توحيده لارتكابه هذه المعصية، فهنا خطاب عام وتحذير ووعيد لكل من قتل نفسه سواء كان مشركًا أم مسلمًا.



8) روى مسلم في صحيحه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "صنفان من أهل النار لم أرهما، قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا".


فالحديث توعد القوم الذين يضربون الناس بالسياط والنساء الكاسيات العاريات بأنهم لن يدخلوا الجنة، وهنا لا للتأبيد كما أسلفنا وكما هو واضح في الحديث، ولا يجدن ريحها، أي لا يدخلونها، بمعنى أنهم في النار خالدين فيها أبدا لا يجدون مفرا منها، فهل لعاقل أن يقول بأن النساء الكاسيات العاريات والتي هن من بنات المسلمين وللأسف الشديد والتي تكاثرن في هذا الزمن بأنهن سيدخلن الجنة بعد أن يعذبن على قدر معاصيهن؟؟!! كلا وربي إن الحديث قد توعدهن بعدم دخول الجنة وأن لهن جنهم وبئس المصير، وعلى هذا يقاس كافة المعاصي، فالحذر الحذر من الإغترار بالأماني، فانظروا هداني الله وإياكم ما فعلت هذه الأماني اليوم بالمسلمين حيث أنهم باتوا بتخبطون في المعاصي، لأن العقيدة تقول لهم بأنهم سيعذبون قدر معاصيهم ثم يتجهون إلى الجنة خالدين فيها مع الذين أنعم الله عليهم!



9) روى البخاري ومسلم عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يدخل الجنة نمام-وفي رواية قتات"، هنا أيضا توعد الرسول صلوات الله وسلامه عليه النمام بعدم دخوله الجنة مطلقا، فهل بعد قوله صلى الله عليه وسلم قول؟ أم أن النميمة شرك وليست معصية؟ كلا وربي وإنما هي معصية يعاقب صاحبها بخلوده في النار، وأن الجنة عليه حرام.



10) روى الشيخان عن سعد وأبي بكرة رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم: "من ادعى إلى غير أبيه وهو يعلم أنه غير أبيه فالجنة عليه حرام"



11) قوله صلى الله عليه وسلم: "إزرة المؤمن إلى أنصاف ساقيه ولا جناح عليه فيما بينها وبين الكعبين وما أسفل من ذلك ففي النار"قالها ثلاثا، فكما نعرف أن الإسبال كبيرة وأنها ستؤدي بصاحبها إلى جهنم خالدا فيها أبدا.




نستنتج من الأحاديث السابقة أن من عصى الله بكبيرة ومات غير تائب منها فهو في النار خالدا فيها أبدا، كقتل النفس وشرب الخمر وعقوق الوالدين والنميمة والسرقة والإسبال وغيرها من المعاصي، فهؤلاء حرم الله عليهم الجنة وأوجب لهم النار، كما دلت به السنة المطهرة على صاحبها عليه أفضل الصلاة والسلام، ونذكر بقوله تعالى: "ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءًا يجز به ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا"، وقوله تعالى: "آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ" وقوله: "إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ"