عرض المشاركة وحيدة
  #16  
قديم 15/03/2010, 07:12 AM
صورة عضوية أبو الليث النفوسي
أبو الليث النفوسي أبو الليث النفوسي غير متصل حالياً
عضو مميز
 
تاريخ الانضمام: 02/02/2009
الإقامة: نفوسا
الجنس: ذكر
المشاركات: 1,456
افتراضي




قال ابن تيمية في العقيدة الواسطية ( انظر شرح العقيدة الواسطية لمحمد خليل هراس طبعة دار الفكر) ص176-177 ما نصه:-

( ومن أصول أهل السنة التصديق بكرامات الأولياء وما يجري الله على أيديهم من خوارق عادات في أنواع العلوم والمكاشفات وأنواع القدرة والتأثيرات والمأثور عن سالف الأمم في سورة الكهف وسورة مريم وغيرها وعن صدر هذه الأمة من الصحابة والتابعين وسائر فرق الأمة وهي موجودة فيها إلى يوم القيامة)اهـ




وقال ابن تيميه في مجموعة الرسائل والمسائل ج4-5، ص154-155 طبع دار الكتب العلمية لبنان (1403هـ - 1983م)
فما كان من الخوارق من باب العلم، فتارة بأن يسمع العبد ما لا يسمعه غيره، وتارة بأن يرى ما لا يراه غيره يقظة ومناما، وتارة بأن يعلم مالا يعلم غيره وحيا وإلهاما ، أو إنزال علم ضروري، او فراسة صادقه ويسمى كشفا ومشاهدات ومكاشفات ومخاطبات. فالسماع مخاطبات، والرؤية مشاهدات، والعلم مكاشفة ، ويسمى ذلك كله كشفا ومكاشفة ، أي كشف له عنه.
وما كان باب القدرة فهو التأثير، وقد يكون همه وصدقا ودعوه مجابه، وقد يكون من فعل الله الذي لا تأثير له فيه بحال، مثل هلاك عدوه بغير أثر منه كقوله (من عادي لي وليا فقد بارزني بالمحاربة- وإني لأثار لأوليائي كما يثار الليث المجرد) ومثل تذليل النفوس له ومحبتها إياه ونحو ذلك.
وكذلك ما كان من باب العلم والكشف قد يكشف لغيره من حاله بعض اموره ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في المبشرات (هي الرؤيا الصالحة يراها الرجل الصالح أو ترى له) وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم ( أنتم شهداء الله في الأرض ).
وكل واحد من الكشف والتأثير قد يكون قائما به وقد لا يكون قائما به بل يكشف الله حاله ويصنع من حيث لا يحتسب، كما قال يوسف بن اسباط (ما صدق الله عبدا إلا صنع له) وقال أحمد بن حنبل (لو وضع الصدق على جرح لبرأ) لكن من قام بغيره له من الكشف والتغير فهو سببه أيضا، وإن كان خرق العادة في ذلك الغير، فمعجزات الأنبياء وأعلامهم ودلائل نبوتهم تدخل في ذلك) أهـ
وقال ابن تيميه في مجموعة الرسائل والمسائل ج4-5 ص 72: (وتكليم الله لعباده على ثلاثة اوجه: من وراء حجاب كما كلم موسى، وبإرسال رسول كما أرسل الملائكة إلى الأنبياء، وبالإيحاء وهذا فيه للولي نصيب، وأما المرتبتان الأوليان فإنهما للأنبياء خاصة) اهـ


وقال ص153: (وإن كان اسم معجزه يعم كل خارق للعادة في اللغة وعرف الأئمة المتقدمين كالإمام أحمد بن حنبل وغيره –ويسمونها بالآيات- لكن الكثير من المتأخرين يفرق في اللفظ بينهما، فيجعل المعجزة للنبي والكرامة للولي، وجماعهما الأمر الخارق للعادة)اهـ
وقال ص157 (وأما المعجزات التي لغير الأنبياء من باب الكشف والعلم فمثل قول عمر في قصة سارية وإخبار أبي بكر بان ببطن زوجته أنثى، وإخبار عمر بمن يخرج من ولده فيكون عادلا.