السلام عليكم ايها الأدبيون
احببت ان تكون لي مشاركة في هذه السبلة
بان انقل لكم هذه القصيده الرائعة
لأبي مسلم البهلاني
تلك البوارق حاديهِّنَّ مرنانُ = فما لطرفِكَ يا ذا الشجوِّ وسنانُ
شقتْ صوارمهُا الارجاء واهترغتْ = تُزجي خميسا له في الجوِّ ميدانُ
تبجستْ بهزيمِ الودقِ منبعقا = حتى تساوت به أكمٌ وقيعانُ
سقى الشواجن من رُضوى وغصّ به = سِرٌّ وجوفٌ وغصّت منه جرنانُ
وجلّل السهل والاوعار معتمدا = ربوع ماضم (عِنْدام) و (جعلانُ)
وراح ينضحُ للجرداءِ ساحتها = وطمّ ماردّ صفنانٌ وصخنانُ
يريقُ في الجوِّ منهُ ريقٌ هطلٌ = في لوحهِ من سناءِ البرقِ ألوانُ
إن هيّجَ البرق ذا شجوٍ فقد سهرتْ = عيني وشبتْ لشجوِ النفسِ نيرانُ
وصيّرَ البرقُ جفني من سحائبهِ = يا برقُ حسبك ما في الارضِ ضمآنُ
إني أشحُ بدمعي ان يسحُ على = أرضٍ وما هي لي يا برقُ أوطانُ
هبْكَ أستطرتَ فؤادي فاستبق رمقي = الى معاهدَ لي فيهّن اشجانُ
تلك المعاهدُ ما عهدي بها انتقلت = وهّنَ وسط ضميري الآنَ سُكّانُ
نأيتُ عنها ولكن لا أفارِقُها = بلى كم أفترقتْ روحٌ وجثمانُ
وكيف أنسى عهودي في مسارِحِها = وهُنَّ بين جنانِ الخلدِّ بطنانُ
أم كيف يمكنُ سلواني فضائِلهَا = نعم ، لديَّ لذا السلوانُ سلوانُ
معاهدٌ شاقني منها محاسُنَها = أن شاق غيَّر آرامٌ وغزلانُ
لها على القلبِ ميثاقٌ يبوءُ به = أن باءَ بالحبِ في الاوطانِ أيمانُ
نزحُتُ عنها بحكمٌ لا أغالبهُ = لا يغلبُ القدرَ المحتومَ أنسانُ
كأنني واغتراري والغرامَ بها = حيءٌ قضى خلّفتهُ بعدُ أحزانُ
هِيَ النوى جعلتني في محاجِرِها = مثل الخيالِ وروحِ ثَمَّ جثمانُ
أعيشُ في غربةٍ عيشَ السليمِ على = رغمي وليس الى الترياقِّ أمكانُ
يا برقُ حركْ همومي أن تكُنْ سكنتْ = فكلُ حظيَّ تحريكُ وإِسْكَانُ
ما زال ينشطُ بي همي وأصبرهُ = وناشطُ الهممِ لا تزويِِِِهِ ارسانُ
يا برقُ هل والحنايا من ضعى ضعفتْ = تأنف الطفَّ حياضٌّ وهتانُ
وهل ذرى القصفِ فالمقراةُ معشِبتٌ = وهل قطينُ بعلياء قاعدٍ بانُ
عهدي بها ونظيرُ العيشِ يصحبُها = والدهرُ في غفلةٍ والشهبُ أخوانُ
نشأةُ فيها وروضاتي ومرتفعي = روح الفضيلةِ لا رندٌ وريحانُ
أرتاحُ فيها الى خيلٍ فيبهرني = صدقٌ وقصدٌ ومعروفٌ وعرفانُ
فحَالَ حكمُ النوى بيني وبينهمُ = هنا تيقنتُ ان الدهرَ أخوانُ
حتى متى اتقاض الدهرَ قربهمُ = والدهرُ يهرمُ والامالُ ولدّانُ
حتما يا دهرُ لا تبقي على بشرٍ = حرٍ وحتى هضمَ ضيمِ الحرِّ إحسانُ
آكلُ رايكَ حربي أم لها أمدٌ = فأن عهدي وللحالاتِّ ألوانُ