لا يوجد تعارض بين الحديثين الدعوة إلى التكاثر إنما هو دعوة إلى انتاج الجودة أو جودة الانتاج قدر الإمكان. فمن يستشعر أنه لا يستطيع انتاج نسل جيد ولا يستطيع حمل مسؤولية تربيتهم وإعدادهم الإعداد الكامل للحياة فإن الحديث لا يعنيه.
كذلك الكثرة والقلة أحيانا تكون علاقتهما بالجودة نسبية. فليس بالضرورة تكون العلاقة طردية أو عكسية.
فلا الكثرة قللت جودة الصين ولا القلة زادت جودة الصومال.
بل ما يحدث أحيانا هو العكس...أي أن الكثرة تخلق الجودة.
عندما يكون لديك مجموعة كبيرة من المأهلين علميا يريدون أن يشغلوا وظيفة فإنك بلا شك سيكون لديك خيارات كثيرة لتختار الأجود وبكثرتهم تزيد جودة الاختيار بخلاف لو كان معك عدد أقل.
كنت في لقاء مع أحد الأساتذة الأمريكيين فذكر لي أن الجامعات الأمريكية منذ نهاية السبعينيات تشهد تضخما في درجات الطلاب. فبعد أن كان متوسط المعدل التراكمي للطلاب 2.3 أصبح الآن يقترب من 2.75
ولما سألته عن السبب؟ قال: إن هذا الجيل لديه إدراك بشح الوظائف الجيدة وأنها لن تكون إلا للمتميزين المتفوقين في دراستهم, فذلك تراهم يتنافسون على الدرجات العالية, وإنهم إن لم يفعلوا ذلك فلن يكون لهم مستقبل جيد. فلو لم يكونوا كثرة لما حدث هذا التضخم الذي أدى ارتفاع الجودة.
والأمر كما قلت يبقى نسبيا.
أتفق معك أن التركيز على هذا الحديث وإغفال معايير الجودة في الأحاديث الأخرى أمر خاطئ.
خالص شكري