عرض المشاركة وحيدة
  #12  
قديم 25/09/2009, 02:12 PM
سعيد الزعابي سعيد الزعابي غير متصل حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 11/12/2008
الإقامة: دار قابوس
الجنس: ذكر
المشاركات: 541
افتراضي

اقتباس:
أرسل أصلا بواسطة optimisme مشاهدة المشاركات
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


إخواني الأعزاء
أخواتي العزيزات

لما قرأت موضوع أختي الفاضلة صان فلاور و الذي عنوانه : أنفلونزا المغربيات و تابعت المشاركات كلها، أدركت أن هناك أزمة حقيقية كبيرة، هي في الحقيقة أكبر من الأزمة الأخلاقية و الإجتماعية و الإقتصادية التي يدور حولها الموضوع، إنها إخوتي أزمة فكرية بالأساس ... إنها أزمة تفكير.

و لذلك إخواني أخواتي، أول شيء أطلبه منكم, هو تحميل الكتاب الذي رفعته لكم في المرفقات، و قراءته، لأنه غاية في الأهمية، عنوان الكتاب "التفكير الأعوج و التفكير المستقيم" و هو ضروري من أجل بناء عقل منهجي تحليلي تفكيكي تركيبي و منطقي.

ثاني شيء، أؤكد لكم أني هنا لا أدافع عن المغربيات، و لا أهاجم العمانيين، و إنما أدافع عن الموضوعية، و أهاجم اللاموضوعية.

ثالث شيء، أرجو أن توسعوا صدروكم معي، و أرجو من الإدارة الحكيمة ان لا تستعجل بإغلاق الموضوع أو حذفه حتى تصل الفكرة.


الآن إخوتي، دعوني أوضح لكم قصدي على مهل.

لقد قرأت الموضوع، و قرأت المشاركات، و الحق أني كنت مستاءً جدا من بعض الردود الغير منصفة أبدا، حيث تحسرت على السنوات التي أضاعها أصحابها في المدارس، و لكن الحمد لله قرأت مشاركات وجدت فيها إنصافا و عقلا و حكمة، و بارك الله في الجميع و هدانا الله جميعا للحق.


و الأسلوب الذي ساتعبه في توضيح الموضوع، هو أن أطرح بين أيديكم المغالطة، ثم أقلب الصورة، و أضعكم مكان المغاربة، و أدعكم تحكمون على العمانيين.

1- إن أكبر مغالطة وقع فيها الجميع تقريبا، بدون شعور، و يقع فيها الناس دوما، هي :

التعميم

نعم، إنه التعميم.

و كي تفهموا قصدي إخواني، دعوني أسأل كل واحد فيكم و ليجبني بصدق و صراحة :
- كم تعرف مباشرة من مغربية فاسقة في عمان ؟
عشرة ؟
مائة ؟
ألف ؟

أنا متأكد من أن إخوانا كثيرين سيكون جوابهم أنهم لم يتعرفوا مباشرة على مغربية فاسقة، ولكن سمعوا من أصحابهم أو أقاربهم عنهن ..
و آخرين سيقولون أنهم يعرفون ثلاث مغربيات ..
و آخرين سيقولون عشرة ..

و رغم أنه لا توجد إحصائية أو دراسة علمية في الموضوع تعطي العدد الدقيق لهؤلاء الفاسدات، إلا أن الجميع يتكلم و كأن آلاف المغربيات يعثن فسادا في السلطنة !

الآن إخواني، سأقلب الصورة، لتروا كيف أن حكمكم لم يكن منصفا و لا موضوعيا، و إنما هو تعميم x تعميم.
في الحقيقة إخوتي، إن سمعة الرجل الخليجي عموما في المغرب، أيضا سيئة للغاية، و أنا آسف إن قلت لكم، أنه في مناطق في المغرب، إذا أراد أن يشتمك أحدهم، يقول لك ما معناه "أبوك الخليجي"، أو يحدد دولة بعينها.
لماذا ؟
لأن الناس هنا، يسمعون كثيرا عن فضائح الفاسدين من الخليجيين الذين ياتون و يسكرون و يزنون، و في كل شهر أو شهرين يلقى القبض على مجموعة شباب خليجيين، او رجال، أو حتى شيوخ للأسف، في حالة تلبس مع عاهرات، و يسفرون، و تكتب الجرائد عنهم، و ينتشر الخبر بين الناس، و لكن لأن نفس المشكلة الفكرية عندنا هنا أيضا، فإن الناس يعممون، و يتكلمون و كان أي خليجي في المغرب، إنما جاء ليزني و يسكر.

و أقول لكم بصدق، ان فكرة سيئة جدا منتشرة بين الناس عن السلطنة، ألا و هي : اللواط.
نعم إخوتي، و هذا طبعا بسبب وقائع متفرقة هنا و هناك، و لكن الناس كرروها و عمموها، و لأن العقلية التحليلية المنطقية الموضوعية غائبة عن معظم الناس، فالحكم الناتج لا يكون منصفا أبدا.

و أقول لكم بصدق، أن السير في الشارع مع شاب أو رجل يلبس اللباس الخليجي التقليدي، يعتبر شبهة، و أقول لكم بكل صدق أن أخا عزيزا و صديقا أحبه جدا، من السعودية، لما كان سيزورني، قلت له مرحبا لكن لا تلبس اللباس التقليدي، و سألني لم ؟ و لم أستطع ان أقول له أنه يعطي إنطباع سيء عنه، و إنما قلت له لدواع أمنية.


إذا علمتم إخواني، أن عددا كبيرا من الخليجيين من عمان و غير عمان، يأتون للمغرب، ليفسدوا فيها، و إذا علمتم أن الناس ينظرون لهم نظرة سيئة جدا، و يمتعضون منهم، و من فضائحهم ..
أسألكم سؤال :
هل أستطيع أيضا أن أكتب موضوعا بعنوان :

إنفلونزا العمانيين !

و أكيل لهم الشتم و السب و أصفهم بكل أوصاف القذارات ؟ و أطلب من الحكومة أن تمنعهم من دخول البلاد ؟

لا يا إخواني، هذا غير صائب، فالفاسدون أقلية مهما كان أمرهم، و الذي يضخمهم، هو كلام الناس، خليجي واحد يعمل خطأ، فيجري خبره على ألسنة الآلاف، فيصير الواحد كأنه آلاف !


و هذه إخوتي هي الحقيقة المرة.

التي يسببها : التعميم !

و المشكلة أن الناس لديهم عقلية فضائحية، تحب البحث عن الفضائح و تناقلها و ترديدها ألف مرة في اليوم، و الفضيحة في العالم العربي تلف العالم سبع مرات، قبل أن تراوح مكانها الأخبار السارة.

سأسالكم :
تصور أنك راكب في طائرة، أو قطار أو غيرهما .. و كان إلى جانبك الأيسر، رجل يمسك بيده مصحفا، و يتلوا القرآن، و على جانبك الأيمن، رجل يتصفح مجلة خليعة !
من الذي سيلتف انتباهك أكثر ؟
و عمن ستحكي لأصحابك لما تصل ؟
و من سينتشر خبره بين الناس ؟
هل الذي كان يتلوا القرآن ؟ أم الذي كان يتصفح مجلة خليعة ؟

طبعا كلكم, ستتفقون أن الذي كان سيحكى عنه هو صاحب العمل الفاسد، و ليس العمل الصالح.
لماذا ؟
هم هكذا الناس, يحبون نشر الفضائح، و لا ينشرون العمل الصالح !

يا إخواني، إني أكثر من مرة دخلت في نقاش مع رجل مغربي، لأقنعه أن من يراهم و يسمع عنهم، من الخليجيين الفاسدين، مجرد قلة قليلة، بالمقارنة مع الصالحين، و أخبره أن هناك خليجيون كثر، يأتون للمغرب، و يعملون أعمال صالحة، يساهمون في تنمية البلاد، لكن في صمت، ولا أحد ينشر أخبارهم.

نفس الشيء إخواني في السلطنة، إن المغربيات التي تسعون عنهن، مجرد قلة قليلة، من الفاسدات، اما الصالحات فهن الاكثرية، و هن أمهات صالحات و أستاذات و طبيبات، و هن باحثات في الجامعات، لكن للأسف، فالذي يحدث، أولا : تلتقط فقط أخبار الفاسدات .. ثانيا : تعمم و تضخم .. و تكرر .. و تجتر ألف مرة .. حتى يظن الناس أن كل مغربية تصل للسلطنة، إنما هي فاسدة يجب طردها.

و هذا الخطأ يجب أن يمحى من العقول.



2 - الأمر الثاني، و هو أن الجميع يشكوا من هؤلاء المغربيات اللواتي ملأن البلاد و أكثرن فيها الفساد، و الكل يطالب بمغادرتهن، و الكل ينادي الحكومة لتمنعهن و .. و .. و

و أنا أسألكم إخواني سؤالا مباشرا :

لماذا تلك المغربيات، لم يذهبن لمكة مثلا ؟ أو للمدينة ؟
فهمتهم قصدي ؟
جميل ..
نعم ..

إنه قانون :
العرض و الطلب

فالمشكلة ليس في المغربيات و غيرهن اللواتي ملأن البلاد، إنما المشكلة في أن البلاد فيها أماكن مخصصة للفساد، و أفراد يحبون الفساد ..
قولوا لي بالله عليكم ؟
هل لو أن سكان مدينة ما، لا يشربون الخمر، هل من الممكن أن يفكر بائع خمر في فتح متجر خمر في تلك المدينة الصالحة ؟
طبعا لا ..
لأن لا أحد سيشتري خمره، بل سيطرد شر طردة.

و إنما يذهب بائع الخمر، للمدينة التي يشرب أهلها الخمور، فيستقبل و يكرم !

فهمتهم قصدي ؟

نعم ..
إنه العرض و الطلب ..

مادام هناك مطاعم و مراقص و فنادق معدة للفساد .. فإن الفاسدات ستأتي لها .. سواء من المغرب أو غير المغرب ..


إذن إخواني وأخواتي، كفوا عن طلب إخراج المغربيات الفاسدات، من عمان، و ادعوا الشباب العماني، أن يتوقف عن الفساد، و سترون ان كل فاسدة ستحمل حقيبتها و تغادر.

و لو جئتم هنا، ستجدون من يقول لكم أن هناك من يستقدم الفتاة المغربية، على أساس أنه سيتشغلها في مهنة ما، ثم حين تصل هناك، يستدرجها و يغويها بالمال، لتعمل في العهر و الفحش، و هذا الكلام يكتب دوما، و قصص شبكات توظيف وهمية منتشر في الجرائد و الإعلام، و المدان دوما هو الرجل الخليجي الذي يستغل الفتاة المغربية لأغراضه و ليس العكس !

و أنا عندما أنظر للخليجيين الفاسدين في المغرب، لا ألومهم، و لا أقول أنهم يفسدون بناتنا، لا، و إنما أقول، عندنا بنات فاسدات، و هؤلاء فاسدون، و التقى فاسد بفاسد، وإنتهت القصة.

و هكذا هي القصة، الخبيثون للخبيثات.

في السلطنة، شباب فاسد، فمن الضروري و الحتمي أن توجد فاسدات، سواء من المغرب أو غيره..

و لنكف إخواني عن النظر بعين واحدة، و الكيل بمكيالين.



3- الأمر الثالث الذي لفت إنتباهي، هو أن :
الكل عندما يتحدث عن المغربية، فإنه يتحدث عنها بصفات سيئة و يشتم و يسب، و هي الفاسدة، و هي الرخيصة، و هي الساحرة، و هي المريضة, و هي الزبالة، و هي كل ما في العالم من قذارة !
و لكن حين يتحدث عن العماني، فإنه : المسكين، الذي يصدق أنها تحبه حقا، و هو الضحية، و هو المخدوع، و هو الطيب على نياته !


يا إخواني, هداكم الله، هل هناك شخص في العالم، بأسره، صالح، جاءت عنده فتاة فاسدة و اجبرته على الفساد ؟
لا أبدا ..
يا إخواني، إنكم صورتم الشاب العماني، كأنه طفل صغير لا يعرف من الحياة سوى ما تقدمه له الحياة ! أو كأنه أبله ! تلعب بعقله النساء !
صورتم المغربية كأنها "شيطان" و العماني كأنه "ملاك أزرق" !

اتقوا الله، فالقضية ليس كذلك، إن الله عز و جل يا إخواني، سيعاقب الزاني و الزانية على حد سواء، و لن يخفف العقاب عن الزاني لأنه "على نياته/مخدوع .. إلخ" !

بارك الله فيك أخي موضوع ف منتهى الروعه أتمنى لك المزيد من التقدم
أخوك أبوبيان