عرض المشاركة وحيدة
  #394  
قديم 10/02/2010, 08:35 AM
نواف الفهد99 نواف الفهد99 غير متصل حالياً
عضو فوق العادة
 
تاريخ الانضمام: 12/12/2009
الإقامة: مسقط
الجنس: ذكر
المشاركات: 14,651
افتراضي



في أثيوبيا، وتحديداً في عام 1330، ورد أول ذكر للقات أو شاي العرب أوالتشات بلغة الاثيوبيين الاحباش.

قبل سبعمئة عام نقل الاحباش القات الى اليمن، وهم ما زالوا يزرعونه ويصدرونه حتى اليوم الى اليمن وإلى دول القرن الافريقي، الصومال وجيبوتي واريتريا، ودول افريقية كتانزانيا وكينيا، ودول المهجر اليمني والقرن افريقي في السعودية واوربا وامريكا.

القات نبات سريع النمو، تحتاج زراعته للكثير من الماء، ويطرح ثلاثة مواسم في السنة ويستهلك طازجاً، لذلك تلف أغصانه بعد قطعها بورق الموز العريض للحفاظ على نضارتها، ويمكن لأوراقه أن تحافظ على خضرتها ومفعولها لعدة ايام فقط .

في عام 1973 اعتبرت منظمة الصحة العالمية القات نبات مخدراً متوسط القوة ، وتوالت دراسات جادة أكدت أن الادمان عليه تؤدي الى إحداث اضطرابات جسدية ونفسية وعقلية خطيرة، تسبب الهزال والخمول وضعف البدن وامراضاً في القلب والدم والاطراف والاعصاب والدماغ .

حيثما يسير المرء في العاصمة الاثيوبية، يرى دكاكين وباعة متجولون للقات و مقاه ومنازل تقدمه.

يتم تعاطي القات في جلسات تدوم عدة ساعات بتخزينه أي بوضعه بين الخد والفكين، لمضغه وامتصاص مكوناته ، ولأنه مر المذاق يقدم معه مشروبات حلوة المذاق والشيشة.


طقس اجتماعي

وبات القات من الطقوس الاجتماعية، فهو يقدم في المآتم وفي الاعراس، وفي المقاهي والبيوت، ولا يتردد العشاق في تعاطيه في جلساتهم الحميمة.

وفي سوق شعبي في منطقة فقيرة في العاصمة أديس أبابا، قالت لبي بي سي أم شابة تخزن القات وهي ترضع ابنها " أليس من الافضل أن أتعاطى القات بدل الدخان ، لو كنت أدخن لكان الدخان آذى الرضيع أما القات فلا يضره "

وبحسب الدراسات وبحسب ملاحظة المتعاطين، يشعر متعاطي القات في المرحلة الاولى لتعاطيه القات بالقوة والنشاط ونسيان التعب والجوع والعطش .

وفي مرحلة ثانية يدخل المتعاطي مرحلة النشوة والانفصال عن الواقع فيراوده احساس بالعظمة يتحدث كثيراً وتخطر له افكار جميلة هستيرية .

وفي مرحلة ثالثة يصاب بالقلق والتوتر والشرود والخمول والانقياد النفسي .

العامل الاثيوبي مسفن قال لبي بي سي " عندما اتعاطى القات أشعر أني نشيط وقوي ومتيقظ، ثم أشعر أني بحالة جيدة وأني سعيد ، وأنسى كل شيء وأنسى المشاكل، ثم أهدأ وأنام ".


آثار مدمرة

ولآثاره المدمرة على الفرد والاسرة والمجتمع، تمنع غالبية دول العالم استيراد وتعاطي القات ومن بينها الولايات المتحدة وجميع دول الاتحاد الاوربي عدا بريطانيا وهولندا، ويحرمه الكثير من رجال الدين الاسلامي رغم أن الغالبية الساحقة من متعاطيه هم من المسلمين.

وفي أثيوبيا منعه في السابق الامبراطور هيلا سيلاسي، وتمنعه اليوم حكومات بعض الولايات، لكن الحكومة الاثيوبية الاتحادية الحالية تتسامح مع زراعته وتعاطيه وتصديره، فمنع القات يعني خسارة أثيوبيا ثالث أفقر دولة في العالم لقيمة صادراته وهي تساوي أكثر من مئة مليون دولار سنويا وهو مبلغ كبير يشكل ثاني أهم مصدر للعملات الصعبة لاثيوبيا.

ويعني خسارة خمسة عشرة في المئة من الانتاج الزراعي الاثيوبي. ويعني دخول مواجهة صعبة مع المجتمع الاثيوبي الذي بات معظم أفراده مدمنون على القات. حيث تعاطي القات عادة اجتماعية متأصلة يصعب على أي حكومة اقتلاعها أو حتى مجرد الحد منها.

ومن المفارقات أن أثيوبيا بلد منتج للقهوة وهي المنبه الاكثر شعبية في العالم، ومنتج رئيسي للقات وهو المخدر الاكثر شعبية في المنطقة.

وتتم زراعة القات والقهوة في نفس المناطق والاجواء، لكن زراعة القات أسهل وأكثر ربحا، الامر الذي يدفع أعداداً متزايدة من مزارعي القهوة للانتقال الى زراعة القات، ويدفعهم أيضاً تزايد الطلب على القات، فاليمن المستهلك والمستورد الاول للقات يميل نحو استيراده بدل زراعته بسبب حاجة زراعة نبات القات للماء وبسبب استخدام الاسمدة الكيماوية المضرة بالبيئة في زاعته.