عرض المشاركة وحيدة
  #12  
قديم 07/12/2009, 12:48 PM
الصباح الباكر الصباح الباكر غير متصل حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 31/10/2009
الإقامة: في القمم
الجنس: ذكر
المشاركات: 906
افتراضي

العلامة الشيخ أبو زيد عبدالله بن محمد الريامي

ولادته
ولد الشيخ العلامة أبو زيد عبد الله بن محمد بن رزيق الريامي في ليلة الجمعة الخامس من شهر رمضان المبارك من سنة 1301هـ، وكانت ولادته في تنوف الواقعة على سفح الجبل الأخضر وقيل في ازكي.. ولكنه انتقل مع أبيه وعمه إلى إبرا بالشرقية حيث يقومان بتعليم القرآن الكريم. وفي إبرا يموت أبوه فتربى في عناية عمه ثم انتقل إلى ازكي واتخذها وطنا، وكان آباؤه وأجداده يتخذون العين في قمة الجبل الأخضر وطنا لهم ثم انتقل منها جده سليم إلى ازكي.

تلميذ ثم أستاذ
يقول الشيخ عن نفسه (كنا نخرج أنا وأخي من منزلنا في الصباح ولا نعود إلى المساء، نذهب داخل البلد وكلما وجدنا حمارة أو شيئا من الحيوان التي تركت أطلقناها وقمنا نتجول عليها داخل البلد.. وذات يوم أمسكني أحد المرشدين قائلا لي: لك أحد الأمرين إما أن تذهب إلى بلدة القابل بالمنطقة الشرقية لتتلقى العلم مع الشيخ العلامة نور الدين السالمي، وإما أن تذهب إلى فلان الصائغ).
توجه أبو زيد إلى الشرقية حيث تتلمذ على يد علامة عصره الإمام نور الدين السالمي فأخذ عنه أصول اللغة العربية وأصول الفقه وفروعه وصار من أكبر تلاميذه وأصبح له قدر كبير حيث طالت تلمذته له.
بعد ذلك رجع أبو زيد إلى وطنه ازكي وذلك عام 1328هـ، حيث أقام هناك مجلسا للتدريس وذلك بمسجد الحواري فتعلم على يديه جمع عظيم أكبرهم (الشيخ محمد بن سالم الرقيشي).
من أعمال أبي زيد في بهلا
تولى أبو زيد للإمام سالم بن راشد الخروصي القضاء على ولاية ازكي ثم أصبح واليا على بهلا وظل حتى وفاة الإمام سالم بن راشد وحين صارت الإمامة إلى الإمام الخليلي أقره على ولاية بهلا وتولى وظيفتي الولاية والقضاء وبقي حوالي ثلاثين عاما.
أعمال العلامة أبي زيد في بهلا:
1- رعى المساجد.
2- عني بإصلاح الطرق وتمهيدها.
3- خصص عاملا يقوم على الآبار.
4- عمّر ثلاثين بئرا للزجر.
5- قام بكسوة فقراء المسلمين وأطفالهم من بيت المال لما وقع الغلاء في أثناء الحرب العالمية .
6- رعى الأفلاج وأمر بخدمتها وأنشأ بعضا منها.
7- زرع قصب السكر لبيت المال على أنه لم يأخذ منه لنفسه قط.
8- زرع خمسمائة نخلة خلاص لبيت المال، ومن أنواع النخيل الأخرى سبعة آلاف نخلة.
9- قام بشراء آلة الحرب من سلاح ورصاص، وقد وجد في بيت المال بعد موته فوق ما كان متوقعا.
صفاته
من أهم ما يوصف به الشيخ العلامة أبو زيد التواضع والتحرج مع بسالة وشجاعة وقناعة، فهو يساعد الخدم بيديه وهو ينظف سواقي بيت المال من الطحالب بيديه وهو يجلس على التراب أو يفترش الخيش وهو لم يقبل هدية من أهل ولايته بل امتنع عن شرب الماء من بيوتهم. وهو مقتصد في المأكل والملبس والإنفاق وهو الشديد إذا عاقب، روي أن الشيخ عيسى بن صالح الحارثي أشار للإمام الخليلي بسجن أحد الأشخاص ببهلاء قائلا: لا يوجد مؤدب مثل أبي زيد. لازم الاعتكاف طوال حياته. يذكر بأنه اشتهر عنه رحمه الله بكتابة التعاويذ القرآنية وشفى أناسا ببركته، وقد روي أنّ أحد الأشخاص أصيب بعارض من الجن فجيء به إلى أبي زيد وقبل وصوله إلى بهلا نطق ذلك العارض في الرجل: ارجعوا وسوف لا يلقى مريضكم أذى مني ولا تصلوا إلى أبي زيد فإن وصولكم إليه محرقني بسره. وما أن وصل الرجل ومن معه إلى أبي زيد، ورأى أبا زيد الرجل، حتى شوهد نوع من الدخان يخرج من الرجل وشفي بإذن الله.


مؤلفاته
ألف أبو زيد رحمه الله تعالى كتابا في النحو وكتابا عن مناسك الحج ووضع سؤالات ما أشكل عليه أثناء قراءاته على العلامة نور الدين السالمي وسماه ( حل المشكلات) وقد تم نشره بوزارة التراث القومي والثقافة.
وفاته
لقد أصيب الشيخ بقروح في رجليه فظلت هذه القروح تتفاقم وهو لا يطلب دواء بل كان يكتفي بكبسها بالتراب.. وكان يفصل الأحكام ويقوم بقضاء حوائج الناس وهو على هذه الحالة حتى عجز عن الخروج فاستأجر من يحمله لمجلس الحكم.
وبعد عصر اليوم الثالث من شهر رجب من عام 1364هـ وفي الشيخ العلامة الفاضل أبو زيد محمد بن رزيق بن مسلم الريامي وذلك في مدينة بهلا ودفن وقبره معروف.