عرض المشاركة وحيدة
  #15  
قديم 09/09/2008, 01:32 AM
صورة عضوية أسد البلوش
أسد البلوش أسد البلوش غير متصل حالياً
عضو مميز جداً
 
تاريخ الانضمام: 04/10/2007
الإقامة: عمان-حفظها الله وسائر بلاد المسلمين-
الجنس: ذكر
المشاركات: 7,114
إرسال رسالة عبر مراسل Yahoo إلى أسد البلوش
Lightbulb مشاركة واضافة

وردت قصة مازن بن غضوبة في شعب الايمان عند البيهقي و في الاصابة و في أسد الغابة وفي عيون الاثر في المغازي و السير و عند الطبراني باسناد لا يصح عن طريق هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن أبيه و كلاهما متروك كما في مجمع الزوائد و الرواية : (عن مازن بن الغضوبة قال‏:‏ كنت أسدن صنماً يقال له‏:‏ بأجر بسمائل قرية بعمان فعبرنا ذات يوم وعنده عتيرة - وهي الذبيحة - فسمعت صوتاً من الصنم يقول‏:‏
يا مازنُ اسمعْ تسر * ظهر خير وبطن شر
بعث نبيٌّ منْ مضر * بديـن الله الأكـبر
فدع نحيتا من حجر * تسلم من حرِّ سقر
قال‏:‏ ففزعت من ذلك وقلت‏:‏ إن هذا لعجب‏.‏ ثم عبرت بعد أيام فسمعت صوتاً من الصنم يقول‏:‏
أقبـل إلـي أقبل * تسمع ما لا تجهل
هذا نبيٌّ مرْسـل * جـاء بحقٍّ منـزَل
آمن به كي تعدل * عن حر نار تشعل
وقودها بالجندل

فقلت‏:‏ إن هذا لعجب وإنه لخير يراد بي‏.‏ فبينا نحن كذلك قدم علينا رجل من الحجاز فقلنا‏:‏ ما الخبر وراءك‏؟‏ قال‏:‏ ظهر رجل يقول لمن أتاه‏:‏ ‏"‏أجيبوا داعي الله‏"‏‏.‏ فقلت‏:‏ هذا نبأ ما قد سمعت‏.‏ فسرت إلى الصنم فكسرته، وركبت راحلتي فقدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فشرح لي الإسلام فأسلمت وقلت‏:‏
كسرت ناجزاً جذاذاً وكان لنا * رباً نطيف به عميـا بطلالِ
بالهاشـمي هدينـا من ضلالته * ولم يكن دينه مني على بالِ
يا راكبـاً بلغن عمراً وإخوته * أني لمن قال‏:‏ ربي ناجز قالِ

يعني عمرو بن الصلت وإخوته بني خطامة‏.‏ قال مازن‏:‏ فقلت‏:‏ يا رسول الله، إني امرؤ مولع بالطرب وشرب الخمر والهلوك - قال ابن الكلبي‏:‏ والهلوك الفاجرة من النساء - وألحت علينا السنون، فأذهبت الأموال وأهزلت الدراري، وليس لي ولد فادع الله أن يذهب عني ما أجد، ويأتيني بالحياء ويهب لي ولداً‏.‏ فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏
‏"‏اللهم أبدله بالطرب قراءة القرآن، وبالحرام الحلال، وبالعهر عفة الفرج، وبالخمر رياً لا إثم فيه، وآتهم بالحيا، وهب له ولداً‏"‏‏.‏

قال مازن‏:‏ فأذهب الله عني ما كنت أجد وأتانا بالحيا وتعلمت القرآن وخصبت عمان وحججت حجاً ووهب الله لي حبار بن مازن، وأنشأ يقول‏:‏
إليـك رسـولَ الله خبـت مطيتي * تجوبُ الفيافيْ منْ عمانَ إلى العرج
لتشفع لي يا خير من وطئ الحصى * فيغفـرَ ليْ ربـيْ فأرجعَ بالفـلج
إلى معشـرٍ خالفتُ في الله دينهم * فلا رأيهم رأيي ولا شرجهم شرجي
وكنت امرأً بالرغبِ والخمرِ مولعاً * حيـاتي حتـى آذن الجسـم بالنهج
فبدلنـي بالخمـرِ خوفـاً وخشية * وبالعهر إحصـاناً فحصنَ لي فرجي

فلما أتيت قومي أنبوني وشتموني وأمروا شاعرهم فهجاني، فقلت‏:‏ إن رددت عليهم فإنما أهجو نفسي فاعتزلتهم إلى ساحل البحر وقلت‏:‏
بغـضـكم عندنـا مرمـداً فيـه * وبغضنـا عندكم يا قومنـا لين
لا نفطن الدهـر إن بثت معايبكم * وكلكـم حينَ يبدو عيبناْ فطن
شـاعرنا معجم عنكم وشـاعركم * في حربنـا مولع في شتمنا لسن
ما في القلوب عليكم فاعلموا وغر * وفي صدوركم البغضـاءُ والإحن
فأتتني منهم أزفلة عظيمة فقالوا‏:‏ يا ابن عمنا عبنا عليك أمراً وكرهناه لك، فإن أبيت فشأنك ودينك، فارجع فقم بأمورنا‏.‏ وكنت القيم بأمورهم، فرجعت إليهم ثم هداهم الله بعد إلى الإسلام‏)

ومن كتاب تحفة الاعيان في سيرة اهل عمان للسالمي رحمه الله في سبب اسلام-ملوك عمان-قال: ( وسبب ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم كتب إلى كسرى ابروين بن كسرى أخو شروان يدعوه إلى الإسلام, فمزق كتاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم حين بلغه ذلك اللهم مزق شمله كل ممزق فلم يفلح كسرى بعد دعوة النبي صلى الله عليه وسلم , فسلط الله عليه ابنه شيرويه فقتله.

ثم أن شيرويه كتب إلى باذان مرزبانه على عمان ويقال بل اسمه فستحان أن ابعث من قبلك رجلا عربيا فارسيا صدوقا مأمونا وقد قرأ الكتب إلى الحجاز يأتيك بخير هذا الرجل العربي الذي يزعم أنه نبي , وعنى بقوله عربيا فارسيا أي قد تكلم بالعربية والفارسية ويعرفهما فبعث باذان ويقال الفستحان رجلا من طاحية يقال له عب بن برشة الطاحي وكان قد تنصر وقرأ الكتب, فقدم المدينة وأتى النبي صلى الله عليه وسلم فكلمه فرأى فيه الصفات التي يجدها في الكتب, فعرف أنه نبي رسل؛ فعرض عليه النبي صلى الله عليه وسلمالإسلام فأسلم كعب ورجع إلى عمان, فأتى باذان : فأخبره أن النبي صلى الله عليه وسلم نبي مرسل, فقال باذان هذا أمر أريد أن أشافه فيه الملك, فاستخلف على أصحابه الذين بعمان رجلا من أصحابه يقال له مسكان؛ وخرج باذان إلى الملك كسرى بفارس ثم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إلى أهل عمان, وكان الملك في ذلك العهد بعمان الجلندي بن المستكبر, وأرسل إليه يدعوه ومن معه إلى الإسلام؛ فأجاب؛ وأرسل إلى الفرس الذين بعمان وكانوا مجوسا يدعوهم إلى التدين بهذا الدين والإجابة إلى دعوة محمد صلى الله عليه وآله وسلم فأبوا؛ فأخرجهم الجلندي قهرا وصغرا من عمان.

وقال آخرون إن النبي صلى الله عليه وسلم كتب إلى أهل عمان يدعوهم إلى الإسلام؛ وعلى أهل الريف منهم عبد وجيفر ابنا الجلندي, وكان أبوهما قد مات في ذلك العصر, فكان في كتابه صلى الله عليه وسلم إلى أهل عمان, فأقروا بشهادة أن لا إله إلا الله وأني محمد رسول الله, وأدوا الزكاة, واعمروا المساجد وإلا غزوتكم.


وعن الواقدي بإسناده أن النبي صلى الله عليه وسلمكتب إلى جيفر وعبد ابني الجلندي الأزدي بعمان وبعث عمرو بن العاص بن وائل السهي بكتابه إليهما, وكان كتابه صحيفة أقل من الشر فيها:

( بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى جيفر وعبد ابني الجلندي, السلام على من اتبع الهدى ( أما بعد ) فإني أدعوكما بدعاية الإسلام؛ أسلما تسلما فإني رسول الله إلى الناس كافة؛ لأنذر من كان حيا, ويحق القول على الكافرين وإنكما إن أقررتما بالإسلام وليتكما؛ وإن أبيتما أن تقرا بالإسلام فإن ملككما زائل عنكما؛ وخيلي تطأ ساحتكما, وتظهر نبوتي على ملككما ).


وكان الكاتب لهذا أبي كعب وهو عليه السلام عليه, وطوى الصحيفة وختمها بخاتمه المبارك, وكان نقش الخاتم: لا إله إلا الله محمد رسول الله.
قال: فقدم عمرو بن العاص بكتاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى عبد وجيفر بني الجلندي بعمان, فكان أول موضع دخله من صحار دستجرد وهي مدينة بنتها العجم في صحار في مهادنتهم لبني الجلندى فنزل بها وقت الظهر ؛ وبعث إلى بني الجلندى وهم بادية عمان , فكان أول من لفيه عبد بن الجلندى ؛ وكان أحلم الرجلين وأحسنهما خلقاً ؛ فأوصل عمراً إلى أخيه جيفر بن الجلندى بكتاب النبي صلى الله عليه وسلم, فدفعه إليه مختوماً ففض ختامه وقرأ ه حتى انتهى إلى آخره , ثم دفعه إلى أخيه عبد فقرأه مثل قراءته , ثم التفت إلى عمرو فقال : إن هذا الذي تدعو إليه من جهة صاحبك أمر ليس بصغير , وأنا أعيد فكري فيه وأعلمك , وإنه استحضر جماعة الأزد وبعثوا إلى كعب بن برشة العودي , فسألوه عن أمر النبي صلى الله عليه وسلم فقال : الرجل نبي ؛ وقد عرفت صفته , وسيظهر على العرب والعجم , فأجاب إلى الإسلام وأسلم هو وأخوه في ساعة واحدة , ثم بعث إلى وجوه عشائره فبايعهم لمحمد صلى الله عليه وسلم وأدخلهم في دينه وألزمهم تسليم الصدقة ؛ وأمر عمرو بن العاص بقبضها فقبضها على الجهة التي أمر بها النبي صلى الله عليه وسلم .

ثم بعث جيفر إلى مهرة والشحر ونواحيها فدعاهم إلى الإسلام وأعلمهم بالإسلام فأسلموا معه , ثم بعث إلى دُبى وما يليها إلى آخر عمان , فما ورد رسول جيفر على أحد إلا وأسلم وأجاب دعوته إلا الفرس الذين كانوا في ذلك العهد بعمان واجتمعت الأزد إلى جيفر بن الجلندى وقالوا لا يجاورنا العجم بعد هذا اليوم ؛ وأجمعوا على إخراج مسكان ومن معه من الفرس ؛ فدعا جيفر بالمرازبة والأساورة فقال لهم إنه قد بعث منا في العرب نبي فاختاروا منا إحدى حالتين : إما أن تسلموا وتدخلوا فيما دخلنا فيه , وإما أن تخرجوا عنا بأنفسكم ؛ فأبوا أن يسلموا وقالوا لسنا نخرج , فعند ذلك اجتمعت الأزد فقاتلوهم قتلا شديداً وقتل مسكان وكثير من أصحابه وقواده , ثم تحصن بقيتهم في دستجرد , فحاصروهم أشد الحصار .
فلما طال بهم ذلك طلبوا الصلح , فصالحوهم على أن يتركوا كل صفراء وبيضاء وحلقة وكراع ؛ ويحملوهم بأهاليهم وحاشيتهم في سفينة حتى يقطعوا إلى أرض فارس ؛ فأجابوهم إلى ذلك , وخرجوا من عمان ,, )

و خطب سيدنا ابو بكر الصديق رضي الله عنه في اهل عمان بعد خلافته وقدوم وفد عمان ليبايعه قائلا:
(( معاشر أهل عمان إنكم أسلمتم طوعاً لم يطأ رسول الله ساحتكم ‏بخف ولا حافر ولم تعصوه كما عصيه غيركم من العرب , ولم ترموا بفرقة ولا تشتت ‏شمل , فجمع الله على الخير شملكم ثم بعث إليكم عمرو بن العاص بلا جيش ولا سلاح ‏فأجبتموه إذ دعاكم على بعد داركم وأطعتموه إذ أمركم على كثرة عددكم وعدتكم فأي ‏فضل أبر من فضلكم وأي فعل أشرف من فعلكم كفاكم قوله عليه السلام شرفاً إلى يوم ‏الميعاد ثم أقام فيكم عمرو ما أقام مكرما ورحل عنكم إذ رحل مسلما وقد من الله عليكم ‏بإسلام عبد وجيفر أبني الجلندي وأعزكم الله به وأعزه بكم ولست أخاف عليكم أن تغلبوا ‏على بلادكم ولا أن ترجعوا عن دينكم , جزاكم الله خيراً )) .‏
والله اعلم
__________________
أشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له
و أن محمدا عبده و رسوله .



قيل لرجل: صف لنا التقوى ؟
فقال: إذا دخلت ارضاً بها شوك، ماذا تفعل؟
قال: اتوقى و احترز...
فقال: فافعل في الدنيا كذلك.. فهي التقوى.

آخر تحرير بواسطة أسد البلوش : 09/09/2008 الساعة 02:48 AM