عرض المشاركة وحيدة
  #1  
قديم 03/02/2011, 01:29 PM
صورة عضوية قتموتو
قتموتو قتموتو غير متصل حالياً
عضو مميز
 
تاريخ الانضمام: 19/08/2008
الإقامة: سلطنة عمان
الجنس: ذكر
المشاركات: 1,247
افتراضي حرمت دماء المسلمين في المذهب الإباضي

الموضوع منقول من منتديات المجرة الإسلامية - كوكب الفكر والدعوة






بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه إلى يوم الدين ،
وبعد ،،،
فإن من القضايا التي أثارت الكثير من أتباع المذاهب وأوجدت في هذه الأمة - المنهكة بالجراحات - مزيدًا من الأحقاد والضغائن بين أبنائها هي قضية استحلال بعض المذاهب لدماء مخالفيهم . وذلك إما بسبب الخلاف في بعض القضايا العقدية ، وإما لأسباب وجراحات تاريخية مذهبية ، وهذا حاصل ومشاهد إلى يومنا هذا ، ولا ينكر وجوده إلا من لا يدري ما يدور حوله من الأمور.
والقضية جد خطيرة ، وتبعاتها مؤلمة وقاصمة لظهر هذه الأمة المكلومة . فحرمة الدم من القضايا التي أرسى دعائمها هذا الدين ، ممثلًا في هدي كتاب الله العزيز ، وسنة رسوله الكريم – صلى الله عليه وسلم – وهذا الأمر لا يخفى على من له أدنى إطلاع على سنة المصطفى عليه الصلاة والسلام ، وقبل ذلك كتاب الله تعالى . فنجد الوعيد الشديد والعقاب الأليم لمن يتعمد قتل النفس التي حرم الله ، منها قوله تعالى : " وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً " النساء 93 ، وقوله مبينًا عظم هذا الأمر : " مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً وَلَقَدْ جَاءتْهُمْ رُسُلُنَا بِالبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيراً مِّنْهُم بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ " المائدة 32 ، وهذا الخطاب توجيه للأمة أيضًا ، إذ ليس هو حصر على بني إسرائيل فقط . وقوله تعالى : " وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالحَقِّ وَمَن قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُوراً " الإسراء 33 ، وقال في وصف عباد الرحمن : " وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً " الفرقان 68 . وعن ابن عمر – رضي الله عنهما - : ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله ، ويقيموا الصلاة ، ويؤتوا الزكاة ، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام ، وحسابهم على الله تعالى ). والحق في الآيات السابقة بينه رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال : " لا يحل دم امرئ مسلم ، يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ، إلا بإحدى ثلاث : الثيب الزاني ، والنفس بالنفس ، والتارك لدينه المفارق للجماعة " . وهناك أمور أخرى كقتال الفئة الباغية كما جاء في قوله تعالى : " وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ " الحجرات 9 . وهذا رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام في حجة الوداع يوجه الأمة : " خطبنا النبي صلى الله عليه وسلم يوم النحر ، قال: " أتدرون أيّ يوم هذا " قلنا : الله ورسوله أعلم ، فسكت حتَّى ظننا أنَّه سيسميه بغير اسمه قال : " أليس يوم النحر" قلنا : بلى، قال: " أيّ شهر هذا " قلنا: الله ورسوله أعلم، فسكت حتَّى ظننا أنَّه سيسمّيه بغير اسمه فقال: " أليس ذا الحجَّة " قلنا: بلى، قال: " أي بلد هذا " قلنا: الله ورسوله أعلم، فسكت حتَّى ظننا أنَّه سيسمّيه بغير اسمه، قال: " أليست بالبلدة الحرام " قلنا: بلى، قال: " فإنّ دماؤكم وأموالكم عليكم حرام ؛ كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا، إلى يوم تلقون ربّكم ألا هل بلغت؟ " قالوا: نعم. قال: "اللهمَّ اشهد، فليبلِّغ الشاهد الغائب، فربَّ مبلَّغ أوعى من سامع، فلا ترجعوا بعدي كفّارا يضرب بعضكم رقاب بعض ."
وفي ذكرنا للكلام أعلاه تمهيد وبيان لحكم الإسلام في القضية . كما أود الإشارة أنه ليس الغرض من طرحنا لهذا الموضوع الحديث عن الفرق التي أباحت دماء مخالفيها ففي ما ذكرنا من الأدلة أعلاه كفاية لهم ولمن كان له قلب . على أن هذا الأمر موجود ومثبت في كتب تلك الفرق ، ولكن رأينا أن نتحدث عن حكم أصحابنا في القضية ، وذلك من باب التعارف والتقارب وتحطيم الحواجز التي ما زادت هذه الأمة إلا مزيد شقاق. وكذلك ليعلم الأخوة من بقية المدارس رأينا في القضية فلا يقعوا في الأخطاء التي يتناقلها البعض هنا وهناك . من ذلك ما يثيره بعض محبي الفتن – هداهم الله – من ترديد عبارة " يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان " في وصف من سموهم بالخوارج وإلصاق الإباضية بهم.
وسنرى في الأسطر القادمة بطلان تلك التهم والافتراءات . بل ليس لها في الواقع وجود ، وإنما نسجها البعض من مخيلتهم وانطلت الفرية على آخرين. وفوق هذا فإن من يثير تلك الافتراءات هم من استباح دماء الإباضية وغيرهم ولكن نمسك القلم من الخوض في ذلك وذكر أقوالهم تلك ، لأن نيتنا وهدفنا التقريب وتصفية القلوب المشحونة ، وليس إثارة ونبش الأحقاد والفتن. ولكني أرجو من العقلاء منهم مراجعة تلك الأقوال وعرضها على كتاب الله وسنة رسوله – صلى الله عليه وسلم – لما في ذلك من خير وصلاح للأمة جمعاء. وسيرى القارئ في الأسطر القادمة بإذن الله حكم هذا المذهب الإسلامي السمح المعتدل في القضية ، وعلى الله فليتوكل المتوكلون .

يتبع ...




http://www.ibadiyah.com/vb/showthread.php?t=2165
__________________
منتديات الإباضية "أهل الحق والإستقامة"
http://www.ibadiyah.com/vb/index.php
شاركنا في نشر الإسلام وإيصال الحقيقة الإسلامية للعالم أجمع