عرض المشاركة وحيدة
  #1  
قديم 02/04/2010, 11:43 PM
صورة عضوية ماجد الشيباني
ماجد الشيباني ماجد الشيباني غير متصل حالياً
عضو مميز
 
تاريخ الانضمام: 22/03/2007
الإقامة: حارة بني شيبان - ولاية أدم
الجنس: ذكر
المشاركات: 1,515
Exclamation القصة الكاملة لاستشهاد (رحاب) ابنت أخي في مستشفى النهضة

بسم الله الرحمن الرحيم

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ{153} وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ{154} وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ{155} الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ{156} أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ }

إن القلب ليحزن .. وإن العين لتدمع .. وإن لفراقك يا رحاب لمحزونون !
هكذا الصبر ، كما علمنا إياه رسول الله صلى الله عليه وسلم




رحاب بنت محمد بن سعيد الشيباني ، من مواليد ولاية أدم 4/10/2002م عمرها 8 سنوات وتدرس في الصف الثاني ، وهي الطفلة الثانية لأخي بعد ابنته رهام .
نشأت رحاب بين أهلها في بيت جدها ، وأصبحت المحبوبة الأولى من بين الأحفاد نظراً لما تتميز به من صفات محمودة الخصال قلما نجدها في كثير من الأطفال .

فرحاب الحبيبة ، كانت هادئة الطباع ، حنونة تحب الأطفال كثيراً ، ولا تحب أن تتشاجر مع أحد أبداً ، بل كل الأطفال يحبون اللعب معها لما تحمله من خصال .. لا تحب أن يزعل عليها أحد أبداً ، وإذا سمعت من يقول لها أن فلان ( زعلان عليها ) تبكي كثيراً ! كيف لا وهي الضحوكة المبتسمة بابتسامتها الحانية .

ما كان يميزها عن سائر الأطفال أنها تحب أن تساعد الآخرين ، فتارة في المطبخ وتارة أخرى ترتب الغرفة .. وكثيراً ما تطلب من جدتها أن تعطيها واجبات لمساعدتها .. فكانت لا تشتكي من تعب أو إرهاق أو مرض ، فكانت مثالاً للصبر !

وما كان يميزها عن إخوتها أنها كانت المقربة إلى والديها ، فهي التي تقوم بتنشيف شعر والدها بعد السباحة ، وتقوم بعملية تدليك ومساج له بطريقة جداً مهذبة ولطيفة ، وكانت تفتح له باب البيت لدخول سيارته، فكان مجمل ما تقوم به هو لإرضاء والديها وربها ودخول الجنة .. فكانت تقول لأمها بعد كل عمل تقوم به : ( أنا أعمل هذا لأجل دخول الجنة ! )
فيا لبراعة هذا الكلام ! وما أحسنه في روحها الطاهرة !

قبل أيام ليست ببعيدة : كنت ألعب مع رحاب اللعبة التي تحبها .. وهي أن أخبرها عن ميزات عمل وتقوم هي بإخباري عن المهنة .. فكنت أقول : إنسان يلبس قميص أبيض ويعلق معه سماعة في رقبته .. فقالت لي : هذا هو الدكتور ، ثم قالت لي : ( خالي جوديه أنا أحب أن أكون دكتورة ) *1

لم يكن أحداً ليعرف أن قدر الله أسرع من مستقبل رحاب ، وأن موتها أتى على يد المهنة التي أحبتها !


ـــــــــــــــــــــــــ ــــــ
*1 طبعاً أنا عمها ، لكنها تناديني خالي كما يناديني ابن أختي المقرب منها
أما جوديه فهو الإسم الذي ينادوني به
.