عرض المشاركة وحيدة
  #3  
قديم 11/02/2008, 06:47 PM
راعي بر راعي بر غير متصل حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 16/05/2007
الإقامة: مسقط
الجنس: ذكر
المشاركات: 211
افتراضي

أما ما كان من أمر السلطان مع فرنسا فقد بدأت أول ما بدأت أثناء حروب القانوني في المجر، فقد لبى السلطان طلب الدعم الذي تقدم به فرانسوا الأول ملك فرنسا وأمه، وأنقذ السلطان فرانسوا من ضغوط شرلكان عليه.
أما لماذا قبل السلطان سليمان القانوني أن يساعد فرنسا، فذلك لأن الأوربين كانوا ينظمون حملات صليبية على الدولة العثمانية وعلى العالم الإسلامي ولا يكلّون من هذا رغم هزائمهم المتكررة فانتهز القانوني النزاع بين شرلكان وبين فرانسوا ملك المجر وفكر في نزع فرنسا من أوربا بمعنى أبعادها عن المعسكر المسيحي واتخاذها مانعا أوربيا ضد أي تجمع صليبي ضد العثمانيين.
كان سليمان القانونـي في حملته البغدادية فتقدم إليه السفير الفرنسي جون دي لافوريت ليهنئ السلطان بانتصاراته، وعندما عاد القانوني إلى استانبول وقع مع فرنسا معاهدة 1535 م منح بموجبها السلطان لفرنسا بعض الإمتيازات التجارية مثل إعطاء تخفيض جمركي خاص للسفن الفرنسية التي تصل الموانئ العثمانية، وتم الإتفاق على أن هذه المعاهدة تسرى طالما الحاكمين على قيد الحياة، لكن الفرنسيون نجحوا في تجديدها كلما جد
سلطان جديد حتى وصل الأمر على تثبيت هذه الإمتيازات رسميا عام 1740 م.
كان القانوني معوانا لفرنسا فقد أمدها بمعونات عسكرية فقد أرسل قباطنته العظام مثل خير الدين برباروس وطورغود رئيس، وتحت إمرتهما الأساطيل العثمانية إلى فرنسا لمؤازرتها.
في عهد القانوني تم فتح جزيرة رودوس عام 1522 م. ورودوس ذات موقع استراتيجي هام بالنسبة للأناضول والدولة العثمانية، وكان انتصاراً باهراً على فرسان القديس يوحنا، انتصاراً كلف الدولة كلف الدولة كثيرا واشترك الأسطول العثماني مع تدعيم بحري من مصر، قلعة رودوس كانت أقوى قلعة بحرية في العالم في ذلك الوقت، لكنها خضعت للمسلمين العثمانيين.
ومن المواقع البحرية الخالدة في التاريخ الإسلامي الحديث معركة برَوَزَة البحرية، وقد حدثت عام 1538 م، وقصتها أيضا مرتبطة بالصراع الإسلامي المسيحي في القرن السادس عشر الميلادي، فقد دعا البابا بول الثالث، الجيوش الأوربية للإتحاد ضد العثمانيين، وتكون تحالفا صليبيا بحريا ضم ثلاثمائة قطعة بحرية مسيحية، كان يقودها أشهر قائد بحري عالمي في هذا القرن وهو أندريا دوريا، أما أسطول العثمانيين فقد كان يتكون من 120 قطعة بحرية يقودها خير الدين برباروس. والتقى الأسطولان في يوم 28 سبتمبر عام 1538 م أمام بروزه.
وضع خير الدين برباروس أسطوله على شكل هلال عين على رأس جناحه الأيمن صالح رئيس، وعلى رأس جناحه الأيسر سيدي علي رئيس، وقاد خير الدين بنفسه الجناح الأوسط وأمر طورغود رئيس بأن يقود احتياطي الأسطول ويبقى في الخلف.
بدأ برباروس بإطلاق نيران مدفعيته على سفن العدو، وعلى حين غرة وعندما لم يكن أسطول الصليبيين يتوقع الهجوم إذا بخير الدين برباروس ينطلق إلى مقدمة الأسطول المسيحي الذي أختل نظامه بفعل المباغته وما لبث أن تفرق وإذا بالقائد أندريا دوريا يهرب نجاة بحياته، ولقد كان انتصار العثمانيين في هذه المعركة انتصارا يدين للمباغته والهجوم الغير متوقع من خير الدين برباروس، وجعل هذا النصر، العزة في البحر المتوسط للعثمانيين.
ولم يستطع شرلكان تحمل أنباء هذه الهزيمة الأوربية، فقاد بنفسه أسطولا أوربيا قويا وهجم به على الجزائر العثمانية عام 1541 م، ولكن حسن أغا المسؤول عن أمن الجزائر والذي كان خير الدين باشا يتبناه، دافع بشجاعة عن الجزائر أجبر بها شرلكان على الإنسحاب خاسرا.
كانت طرابلس الغرب في هذا العهد تحت حكم فرسان مالطة وهم من المسيحيين، ونظرا لأن أهل طرابلس الغرب من المسلمين فقد وجه السلطان سليمان القانوني أمره إلى قبطان البحر العثماني طورغود رئيس بتخليص طرابلس الغرب من النفوذ المسيحي، فقام هذا القبطان بأسطوله بمحاصرة طرابلس الغرب حصاراً شديدا إلى أن اضطر حاميتها المسيحية إلى التسليم وكان ذلك عام 1551 م، وعين القانوني طورغود رئيس عينه واليا على طرابلس الغرب، وكان طورغود بطلا مسلما بحريا كبيرا، وقد استشهد بعد ذلك عام 1565 م أثناء حصار العثمانيين لجزيرة مالطة.
ثم اتجهت أنظار العثمانيين إلى استخلاص جزيرة صاقير وهي جزيرة هامة في بحر ايجه في مواجهة إزمير، وكانت في يد البنادقة وبالفعل فتحها العثمانيون عام 1566 م على يد بياله باشا.
ولم تقتصر أعمال العثمانيين الجهادية ضد الأوربيين في أوربا والبحر المتوسط فقط بل أخذ العثمانيون يناضلون ضد البرتغاليين في المحيط الهندي.
عندما فتح العثمانيون مصر في عهد والد سليمان، كان البرتغاليون قد اكتشفوا طريق رأس الرجاء الصالح ووصلوا إلى الهند، وما لبثوا أن قاموا باعتداءات وحشية على مسلمي الهند، فاستنجد حاكم كجرات بالخليفة العثماني سليمان القانوني، وكان طبيعيا أن يلبي الخليفة هذا الإستنجاد فقامت القوات البحرية العثمانية بأربع حملات بحرية لتأديب البرتغاليين كانت الأولى عام 1538 م وكانت بقيادة سليمان باشا الخادم والي مصر العثماني وكانت نتائجها: الإستيلاء على عدن وأجزاء من اليمن ومحاصرة قلعة ديو في الهند، والثانية عام 1551 م وكان قائدها هو بيري رئيس صاحب بحرية، والثالثة عام 1552 وكانت بقيادة مراد رئيس، والرابعة بقيادة سيدي علي رئيس صاحب كتاب مرآة الممالك.
وتأتي أهمية هذه الحملات إلى أهمية مضيق باب المندب وسواحل البحر الأحمر بالنسبة للإستراتيجية العثمانية.
ظهر في عهد القانوني شخصيات هامة في التاريخ العثماني ففي التشريع ظهر الشيخ أبو السعود الذي نظم قوانين البلاد على أساس الشرع الإسلامي وترجع شهرة سليمان القانونـي إلى ما في اجتهادات الشيخ أبو السعود.
وفي مجال العمارة ظهر في عهد القانوني أكبر شخصية معمارية في التاريخ الإسلامي وهو المعمار سنان، كما ظهر في عهده أعظم القواد الحربيين وأبرزهم خير الدين باشا الملقب بلقب برباروس.
ومات السلطان سليمان القانوني مريضا في 20 صفر سنة 974 هـ الموافق الخامس من سبتمبر 1566 م وعمره أربع وسبعون سنة وكانت مدة حكمه ثمان وأربعين سنة قضاها في الحرب والتقنين والإعمار، مات عندما كان يقود الجيوش العثمانية أثناء حصارها قلعة سكتوار، مات السلطان العثماني سليمان القانوني بين طلقات المدافع وأخفى وزيره نبأ وفاة السلطان، وفى اليوم التالي للوفاة فتحت القلعة.
***

أهم المراجع التركية:
سليمان نامه لر، مخطوطات متفرقة، متحف طوبقبو، والمكتبة السليمانية، استانبول.
سليم نامه لر، مخطوطات متفرقة، المكتبة السليمانية استانبول.
علي رشاد، عصر حاضر توركيا تاريخي، استانبول.
مطر قجى نصوحى، سفر عراقين، مخطوط بجامعة استانبول.
رسالة عصيان جان بردى غزالي، متحف طوبقبو استانبول.
رسالة من جان بردى غزالي إلى الشاه إسماعيل الصفوي، متحف طوبقبو استانبول.
يلماز أوزطونه، توركيا تاريخي، 12 جزء، استانبول 1980.
محمد حرب، حملة سليم الأول على الشام ومصر، دراسة مقارنة بين ابن إياس وسليم نامه لر، كلية الآداب جامعة استانبول، 1980. (بالتركية).
أهم المراجع العربية:
إسماعيل اوزدينج، أبو السعود، رسالة ماجستير بجامعة الإسكندرية غير منشورة.
محمد حرب، محاضرات في تاريخ الدولة العثمانية، محاضرات بآداب عين شمس سنة 1981.
محمد حرب، المعمار سنان، أعظم البنائين في الإسلام، مجلة العربي مجلد 1980.





آخر تحرير بواسطة راعي بر : 11/02/2008 الساعة 07:11 PM