جـدوا إلى الـباقيات الصالحات فلم يـفتهم فـي الـتقى سـر وإعلان
عـلـى الـحنيفية الـزهراء سـيرهم والـوجه والـقصد ايـمان واحـسان
بـسيرة الـعمرين اسـتلأموا وسطوا لـشربة الـنهروان لـكل عـطشان
صـعب الـشكائم في ذات الاله فان حـناهم الـحق عـن مـكروهة لانوا
مـسـومين لـنـصر الله أنـفـسهم أرواحـهـم فـي سـبيل الله قـربان
سـبق إلـى الـخير عن جد وعن كيس دانـوا الـنفوس فـعزت حيثما دانوا
سـيماهم الـنور فـي خلق وفي خلق وهـديـهم سـنـة بـيضاء تـبيان
مـقـيدون بـحـكم الله حـكـمتهم وهـمهم حـيثما كـان الـهدى كانوا
هـم أسـمع الـناس في حق وأبصرهم وفــي سـواه هـم صـم وعـميان
لـم تـلههم زهـرة الـدنيا وزخرفها اذ هـمـهم صـالح يـتلوه رضـوان
بـاعـوا بـباقية الـرضوان فـانيهم كــأن لـذة هـذا الـعيش أوثـان
وقـف عـلى الـسنة البيضاء سعيهم وفـي الـجهادين ان عـزوا وان هانوا
مـا زايـلت خـطوة المختار خطوتهم ولا ثـنى عـزمهم نـفس وشـيطان
فـجاهدوا واسـتقاموا فـي طـريقته عـزومهم لـصروح الـدين أركـان
وسـلـطوا بـحـدود الله حـكمهم حـتـى اسـتقام لـحكم الله سـلطان
أولـئك الـقوم أنـواري هديت بهم عـقـبى مـحـبتهم عـفو وغـفران
أئـمـتي عـمـدتي ديـني مـحجتهم غـوثي اذا ضـاق بي في الكون امكان
لا يـقـبل الله ديـنـا غـير ديـنهم ولا يـصـح الـهدى الا بـما دانـوا
مـن عـهد بـدر وأحد لا تزعزعهم عـن مـوقف الـحق أزمـات وأزمان
حـقيقة الـحق مـا دانـوا به وأتوا مــا عــداه أخـالـيط وخـمان
ان يـشرف الـناس في الدنيا بثروتهم فـثـروة الـقوم اخـلاص وايـقان
لـلـه مـا جـمعوا لـله مـا تـركوا لـلـه ان قـربـوا لـلـه ان بـانوا
أزكـى الـصنيعين ما كان الهدى معه لـديهم ولـه فـي الـحق رجـحان
تـراهم فـي ضـمير الـليل صيرهم مـثـل الـخيالات تـسبيح وقـرآن
هـم الأبـاضية الـزهر الـكرام لهم بـعـزة الله فـوق الـخلق سـلطان
لا يـعرف الـعدل الا فـي استقامتهم لـم يـوف الا لـهم فـي العدل ميزان
فـي الـذب عـن الحرمات الله شأنهم لا شــأن دنـياهم نـيل وحـرمان
رضـوا بـبلغة مـحياهم عـلى خطر مـنـها كـأنـهم بـالبلغة اخـتانوا
سـيما الـتعفف تكسوهم جلال غنى فـالقلب فـي شـبع والـبطن خمصان
سـمت الـملوك وهـدى الأنبياء على أخـلاقـهم فـكأن الـفقر تـيجان
تـمثلت لـهم الـدنيا فـما جـهلوا حـقـيقة الأمـر ان الـعيش ثـعبان
جـازوا الـجسور خفاف الحاذ وقرهم زهـد وخـوف واصـبار وشـكران
فـاز الـمخفون مـن دار الـغرور فلا خـوف عـليهم ولا بـالقوم أحـزان
مـضـوا وآثـارهم نـور وذكـرهم رحـمـى ومـضجعهم روح وريـحان
تـتـابعوا دولـة فـي أثـر سـابقة كـما جـلى الـرسل أحـيان فأحيان
حتى انجلى الكوكب الدري فانكشفت بـنوره عـن وجـوه الـحق أغـيان
هـنالك انـبعثت روح الـحياة الـى جـسم الـوجود وقـد أراده طغيان
وقـام لـلحق شـأن بـعدما لـغيت مــن الـكوارث أحـكام وأديـان
واصـلـت الله أصـليتا يـحس بـه سـواعـدا شـدها بـغي وكـفران
وأعـرب الـكون عن بشرى ضمائره فـالـكائنات أغـاريـد وألـحـان
أمـنـية رقــب الاسـلام طـلعتها أتـاحـها الله لـم يـضرب لـها آن
ولـلأمـاني أوقــات اذا قــدرت ولـلأمـانـي آيـــات وايــذان
تـمنعت فـي خـدور الـغيب آونـة ثـم انـجلت فـانجلى عـدل واحسان
مـا سـاورتها صروف الدهر اذ نجمت ومــا لــرد مــراد الله امـكان
وحـكـمة الله فـي الـتدبير قـاهرة وقـائد الـعقل فـي الـمقدار حيران
يـقضي بـما يـشاء والأسباب جامدة ويـحـكم الأمـر والأفـكار عـميان
يـختص مـن شـاء بالرحمى ويصرفها عـمن يـشاء وفـي الـحكمين رحمن
ان الـذي يـتعاطاه الـذكاء لـدى حـكـم الـمـقادير تـخمين وبـهتان
مـا حـيلة الـظن والأوهـام في قدر الا قـصـور وعـجـز ثـم اذعـان
لابــد أن تـربط الأفـهام وحـدته ولــو تـطـاول تـقريب وامـعان
خـذ مـا أتـاك وسـلمها لـخالقها فـالـشأن لا غـير لـلاكوان ديـان
انـظر الـى دولـة أعـيت معاجزها رأى الـفـحول فـفيها ثـم بـرهان
أرادهــا الله فـاحـتلت مـناصبها والـعقل فـي نـصب والكون اشجان
بـأسـهم الله تـرمي مـن يـقاومها ولا يـقـوم لـسيف الـحق بـطلان
ان الأسـنـة لا تـعـدو مـقـاتلها ان شـد بـالجد والـتوفيق مـطعان
عـادت الـى جـدلها من طول غربتها خـلافـة الله والاســلام جـذلان
عـنـايـة الله تـحـدوها لـمـوطنها ولـلـخلافة فـي الاسـلام أوطـان
تـنحو ابـن بـجدتها الـعليا وبؤبؤها وشـأنـها لـمصاص الـمجد خـلصان
تـقلد الـعقد مـنها صـدر قـيمها صــدر بـخـالصة الايـمان مـلآن
هـمامها الـعاصم الـكافي لـعصمتها لــه عـلى حـملها جـد وأقـران
صـميدع مـثل صـدر السمهري له فـي هـضبة الـمجد اجـدال وأغصان
رحـب الـمباءة قـرم لا بـواء لـه بـفـضله شـهدت سـهل وأحـزان
مـشـمر أحــوذي رأيــه فـلق وعـزمه قـبل وضـع الـرمح طعان
مــروع ألـمـعي فــي بـصيرته مـن الـذكاء لـمحض الـرأي تـبيان
تـحكمت مـن أصـيل الـرأي فطنته كـأنـهـا فـيـه أبـصـار وآذان
يـطوي عـزائم بـالتقوى ويـنشرها كـأنـهـن بـخـصـم الله نـيـران
أصــاره عـلمه بالله مـحض الـهدى وغـير بـدع هـدى يـذكيه عرفان
لـم يـترك الـعلم مـنه موضعا كدرا يـمثل الـشمس مـنه الذات والشأن
مـا زال تـمحصه الـتقوى ويمحصها وسـره مـلك والـشخص انـسان
حـتـى تـمـحض نـورا لا يـكدره خـيـر وشــر واغـيـار وأغـيان
والـعـلم بالله والاخــلاص عـارفة مـن الـكريم وتـخصيص واحـسان
مـواهب سـاقها مـن فـيض رحمته لأنـفس مـا لـها فـي الناس حسبان
يـعدها الـناس مـن أحجار سوحهم وهــن فـي مـلكوت الله شـهبان
يـمشون بـلها وهـم النفس في كيس والـعقل فـي الـوجد بالمشهود ولهان
والـفتح يـقصد قـلبا مـا بـه سعة إلا لـمـن لـم تـسعه قـط أكـوان
مـحـبة الله ســر حـيثما صـدقت لـها عـلى عـالم الامـكان سـلطان
تـعطيك فـتحا وان سـدت مـغالقه وطـور عـقلك فـي ذا الفتح حيران
فــلا عـليك اذا صـحت مـحبته اذا وفـى لـك هـذا الخلق أو خانوا
لـله مـا أنـفس فـي سرها اشتعلت بـالـحب لـلـه أنــوار ونـيران
تـحل فـي الأرض والالـباب طـائرة فــي عـالم فـيه أهـل الله نـدمان
ريـانـة بـشـراب الـحب مـحرقة والـحال صـحو وكل الشرب نشوان
تـلك الـنفوس الـتي هذا (الامام) لها قـطب ومـورده الـصافي لـهاحان
خـاض الـحقيقة كـشفا فاستقام له شـف وشـرع وتـكميل وسـلطان
جــاءت امـامته والآرض مـظلمة والـناس فـوضى وأهـل الجور ذؤبان
فـاشرق الـعدل فـي أرجـائها ولقى عــز الـمـفاسد ارهــاق وايـمان
جـاءته مـا كـان بـدعا من أئمتها مـن جـده ابـن تـميم الـمجد عزان
فـي ضـئضئ الـعزة الـقسعاء محتده اذا تـفـاخر قـحـطان وعـدنـان
بـذروة الـيحمد الـصيد الـملوك له اعــراق مـجـد وأسـاس وبـنيان
لا يـنكر الـناس مـا للقوم منقدم وكـيف يـلحق عـين الشمس نكران
اسـابـهـم ومـعـاليهم وديـنـهم كـواكـب وهـدايـات ورضـوان
مـا اخـتاره الله صفوا من خلاصتهم الا ولـلـصفو مـن اكـرامه شـان
يـا سالم الدين والدنيا ابن راشد خذ أمـانـة الله والأقــدار أعــوان
أنـت الـضليع بـها حـملا وتـأدية اذ كــل أمــرك تـدبير واتـقان
احـذرو اصـعد وايـقن ان صاحبها سـيـف مـن الله لا تـحويه أجـفان
يـسـوسها مـؤمـن بالله مـعتصم وخـيـر مـا دبـر الأمـلاك ايـمان