عرض المشاركة وحيدة
  #1  
قديم 23/11/2010, 10:01 PM
صورة عضوية نكتل الاخزمي
نكتل الاخزمي نكتل الاخزمي غير متصل حالياً
قاص ترويحي
 
تاريخ الانضمام: 05/09/2008
الإقامة: الخوض
الجنس: ذكر
المشاركات: 1,702
إرسال رسالة عبر مراسل MSN إلى نكتل الاخزمي إرسال رسالة عبر مراسل Yahoo إلى نكتل الاخزمي
افتراضي _||// .. الــــــى خــــــور بـــــمـــــبــــــه ..\\||_

الى خــــــــــــــــــــــــ ــور بـــــــمــــــــبـــــــ ـه ...
أجزم بأن أبي لساحر ...
بل ليس من الانس .....
جني او عفريت على هيئة إنسان ...

ما وطأت قدماي باحة منزلنا وانا يعتريني الخوف المنبثق من اوصالي والجاثم في تجاويفي ، والعرق المتزاحم والمتساقط وسط جبيني يربكني ويزيدني هلعا -ومن شدة وقوة دقات قلبي اكاد اجزم وابصم بأن سكان (الزباديه) يسمعون تلك الدقات! .وبخفة يد لص ادرتُ مزلاج باب البيت داعيا ربي بأن ينقذني من هذا الموقف .. وان يكون مجرد كابوس استفيق منه فجأه ..وما ان ماء الباب كقطة .. حينها خامرني شعور برهبة شديده .. وبأنه ليس كابوس بل حقيقه .. حينها ارتعدت فرائضي وتلبسني الذعر واوجم دقات القلب ..لبثت مكاني دون نفس او حركه ..عدا من رجفه تسري من اخمص قدماي لشعر رأسي .. وكنت اعلم بقدومه .. بقدوم الساحر .. والا فكيف علم بوجودي؟ ..وقف امامي قاطبا حاجبيه .. وكفاه تنذر بيوما مشؤوم .. وبأن هناك سيلا لاذعا من الضربات ينتظرني.

-رسبت يا فاشل ..هذه رابع مره ترسب ..اخ عليك .


العرق المتساقط من جبيني يحرق عيناي ويشتت فكري في وضع مكيده تعكس ما يجول في خاطره ..كيفيفة الانزلاق من امامه لابد منها..والا فالضرب قادم! استجمعت فكري وطاقتي .. وما ان حاول الإمساك بي .. حتى رميت شنطة المدرسه اسفل قدميه حتى تُعيقْ خُطاه فيسقط . وحقا سقط الساحر امامي ..حينها رفعتُ طرف دشداشتي وضغط عليه بقوه بين اسناني ..واطلقت لساقيَ العنان .. وهرولت نحو المدى الواسع .. اجر خلفي روحي الخائفه من المارد .. سيقتلعني ان امسك بي ..توعدني بضربا مبرح ان رسبت و.. وها انا افعلها مرارا وتكرارا.

أنحدرتُ نحو حلة ( العرين ) ومن ثم وبكل شجاعه ورجوله مررت من تحت بوابة (( المثاعيب )) بوابة الجن والعفاريت والشياطين .. وهذا ما قالوه عن هذه البوابه .. كان ابي يحكي لي الحكايات المرعبه عن تلك البوابه .. وجدي المريض ايضا كان يقص عليَ القصص المرعبه .. لذا كان يجب على السحرة بان يتصيدوا لابي وخاصة بأني جلبت لهم لحما وافرا طريا .. ولكن حدسي لم يسعفني آن ذاك ، واعتقد بأنه وفي هذا الوقت موعد نوم السحرة .. لذا مر أبي بسلام من البوابه صارخا بأعلى صوته:

-تعال يا فاشل .. انا وراك والزمن طويل .. ما بخليك اليوم.. حتى لو كنت ولدي.

شعرت بصداع خفيف عند مروري من تحت البوابه .. وبمناوره عسكريه سريعه استطعت بخلق دوره كامله من حول المخبز اللبناني حتى اعود من تحت البوابه لعلي اجد احدهم قد فاق من سباته .. ولكني سرعان ما تأكدت بأن ابي هو رئيس السحرة .. لذا وجب عليَ ان اكر بجسدي نحو مستشفى ( طومس) ..داعيا ربي بأن يرسل علينا مطرا غزيرا يستل سيارة ابي من مرقدها ويعجنها كالخبزه حتى لا يتربص بي من جديد ويكون كتوبيخ له .

السماء كانت ملبده بشيء من الغيوم .. الجبال لم اعد ارى ناطحاتها .. رياح تنذر بكارثه.. و(مطرح) خاليه من مخاليق .. دلفت المستشفى حتى ادسُ جسدي بين امة محمد وحتى استرد من جديد طاقتي وانفاسي الراكضه ..تسمرت مكاني ذاعرا من ان يستخدم الساحر سحره.. ولكن الاجساد المتدفقه بالداخل كانت كالبنيان المرصوص ولولا جسدي النحيل الصغير لما توغلت من تحت الانفاس المختلطه.. وهذا ما اراحني وافرحني ..!

-عجبا لابي كيف علم برسوبي !.. وكيف لا يعلم وهو ساحر (مطرح) .. كرهت تلك الاصوات الليله فوق سطح منزلنا .. يحلو لهم الرقص فوق سطحنا .. لا ادري بماذا يتهامسون فيما بينهم ..ولا ادري لماذا يجتمعون فوق سطحنا .. حاولت مرارا ان اتعقب آثارهم او حتى استمع لهماساتهم .وما يرعبني هو ذاك الصوت الطفولي .. إيعقل بأن لدى ابي زوجه جنيه !!.. كنتُ عندما يغالبني النعاس اتوسد مخدتي وقبل الغوص في النوم كنت استمع لبكاء طفل تاره وتارة اخرى يضحك ..وعندما انبش في الوجود لا ارى اي عثرات لتلك الاصوات سواء في سطح منزلنا او في غرفتي .. لا ارى جن ولا ارى سحره ولا الطفل !.. ولا حتى ابي !..فأتعجب من الامر .. وانتظر الى الليلة الاخرى .. لعلي اتوصل لشيء. وحتى عندما اسأل أبي عن تلك الاصوات .. لا ينطق ببنت شفه ويتركني مشدوها بعينان شاخصتان وبعقل لا يعي بالواقع ولا اذنا تفرق بين الصوت و السكون!.

انحشرت بين الاجساد ..متخبطا مزمرا واضعا كفاي بداخل جيوب الدشداشه ..لاني اضعت أبي .. دلفت بجسدي الصغير لغرفة جدي المريض والذي كان هو نفسه والذي يحكي لي الحكايات عن الجن والسحره ..وما ان رآني جدي حتى حدق في وجهي بحده ..ثم تجهم وجهه .. وبدأ العرق على جبينه ..فشعرت اني ارعبه .. ولم افهم ما كل ذلك .. الخلاصه بأني طبعت قبله على جبينه المزدحم .. وقرأت عليه سورة الناس .. وتمنيت من ربي بأن يشفيه .. فكان تاجرا يجوب الهند والسند .. ذكيا .. ولكن تلك العيون المتربصه نالت منه فاردته بين الحياة والموت ..(ومن شر حاسدا اذا حسد ..) 0

وما ان فتحت باب الغرفه هاما بالخروج ..سمعت صوت ابي وهو يزاحم الناس ويدفعهم بكل قوه .

-اين الشقي .. اين الفاشل.. اه منك.

وما ان رآني حتى انفرجت مآقي عيناي ..واكتسحني الخوف من جديد .. شحذت بهمتي كارا للخارج من الباب الاخر من المستشفى..فلم انتبه بذاك الجسد والذي كان امامي ..صدمته بقوه حتى سقطت من يده(المدلاه) وفناجين القهوه !!! تكسرت فناجينه وانسكبت القهوه على ارضية المستشفى .. مكثت مكاني مصدوما –فاغرا فاهي شاخصا بعينين صامتتين- استجمع جسدي المتناثر.. وارمم قواي .. وما ان رفعت بصري لذاك الجسد حتى اصبح الخوف - ضعفين لاني قد صدمتُ المشهور والمعروف القهوجي ابوناصر الملقب ((بالحنك)) ..كان ممتعضا .. غاضبا .. يقطب حاجبيه .. ويزم شفاه .

((الحنك)) هو من يغذي شوارع (مطرح) ..وهو الذي يمشط سكك وازقة (مطرح) .. قارعا بفناجينه وقهوته ارجاء (مطرح) .الكل يحبه ويحبون قهوته العجيبه .. لها طعما غريب ..ينشط البدن ويبعد النعاس ..لم يسبق له قط وان اوقع فنجان .. واليوم غير الامس .فالجميع من في المستشفى توقفوا عن الحركه ..ولم يعد هناك من صوت او انين مريض ..سكون عم ارجاء المستشفى ..انثالت على اذهانهم رؤيا غريبه وكيف ستقص! ..وحتى الدكتور ( طومس ) فتح فاه وسقطت من يده الإبره متعجبا من ما رأه ..ولم يعد ابي يزاحم او يسب ..فامة محمد تسترسل في الحدث .. الشاهد منهم سيزيد في البُن ..وستروى الحادثه بزياده من كل لسان .. فُضح ( الحنك!!! ).

وفجأه وما ان حاول ركلي وهو كالبركان الثائر ، الاا انني دعيت الباريء بأن تندلق القهوة المسكوبه اسفل قدميه حتى يهوي ارضا .. وبالفعل وما ان رفع قدمه اليمنى ليركلني حتى اختل توازنه فهوى ارضا على ظهره .. انتهزت الفرصه ولملمت جسدي للخارج بعد ان القمت الفاه طرف الدشداشه .

في الخارج كان الجو عابسا غير ودود .. بدأ لي وبأن وقت المغرب قد حان قبل آوانه ..والساعه تشير للواحده ظهرا .. ولكن الغيم المتراكم والمتآخم فوق( مطرح) ينذر بيوم مزلزل .

ركضت نحو بقالة العم ((حمدون)) لابد من حل .. لابد بان يتوقف ابي عن ملاحقتي.. سألفت نظر ((العم حمدون)) فأبي دائما يتجنب المرور من امامه لانه لا يلتزم في الدفع ..ولان ابي لم يدفع له من مده طويله .. والحساب قد تراكم عليه.

كُنت احسب بأن ابي هو من كان خلفي ..ولكن الصوت أتى مغاير.

الحنك : فشلتني قدام الناس .. فضحتني .

وخلف ( الحنك ) جاء صوت ابي

- وقف يا فاشل .. بضربك ضرب لو مسكتك .. بربطك في النخله.

-. يا رب طوفان يآخذ سيارتك ((اللاندروبر)) .

وقبل ان اصل الى البقاله بخطوات .. حتى رآني العم (حمدون) وبأنني قادم نحوه.. هُنا تذكرت بأنني سرقت يوما ما زُجاجة ((الكولا)) فظن بأنني قادم لاسرق أخرى..وفي لمحه دخل بقالته واخرج منها عصا غليظة مكورة من الاعلى .. سميكه بلونها الاسود .. فتوجست بداخلي خيفة وشملتني الرجفه .. ان اصابني بها سيسلخ جسدي ..زدت من سرعتي حتى لا يصيبني .. وعندما عبرت بقالته ..توقعت بأنه لن يلحق بي.
__________________
ترويض الذئاب بالفكر لا بالعنجهيه .....

آخر تحرير بواسطة Black_Pearl : 24/11/2010 الساعة 03:53 AM