مواصلة مشوار الدراسة
تخرج سعادته من المدرسة السعيدية عام 1960م بتقدير ممتاز، ولم يكتف بذلك بل فكر في اتقان اللغة الإنجليزية وتنمية مهاراته المعرفية فيها لذلك قرر الالتحاق بمدرسة أهلية في مطرح، وعن ذلك يقول : كان يدرسنا فيها الأستاذ عبد الرضا مواد باللغة الإنجليزية ومواد أخرى باللغة العربية، إلا أن التركيز في هذه المدرسة كان على اللغة الإنجليزية وكان لها دور في تطوير وتنمية قدراتي في اللغة الإنجليزية على الرغم من أنني درست منهجا قويا للغة الإنجليزية في المدرسة السعيدية، وما زلت أذكر الأستاذ رمزي مصطفى الذي كان يدرسنا اللغة الإنجليزية وكان من أفضل مدرسيها، حيث استفدت منه الكثير حتى أذكر أننا كنا في الصفوف الابتدائية وكنا نستطيع مخاطبة الضباط الذين ينزلون من السفن والبوارج البحرية البريطانية والهندية والأوروبية حين كانوا ينزلون إلى الأسواق فكنا نمشي معهم ونخاطبهم باللغة الإنجليزية..فدرست في هذه المدرسة الأهلية لعام كامل ومن ثم سافرت إلى دولة قطر لاستكمال الدراسة.
سافر حمود إلى قطر لإكمال مشواره الدراسي في قطر، وهو في الثالثة عشرة من عمره، ويروي قصة السفر الأول بالقول: سافرت إلى قطر ومعي بعض الزملاء خريجي المدرسة السعيدية، أذكر منهم كاين رجب ويعقوب يوسف وداؤود أحمد علي وأخوه محمود، وقد سافرنا على متن باخرة تابعة للشركة الهندية الإنجليزية في رحلة استغرقت ثلاثة أيام، واستقبلنا لدى وصولنا إلى ميناء الدوحة أحد العمانيين وهو خميس عايل، وكان يعمل بالجمرك ولدى وصولنا إلى الدوحة وجدنا مجموعة من الطلبة العمانيين الذين يدرسون في المدرسة نفسها وهي مدرسة الدوحة الثانوية كان منهم يحيى الغساني وناصر الوهيبي، و أذكر حينها أن أحد شيوخ قطر ويدعى الشيخ فالح تكفل بالانفاق على الطلبة العمانيين و خصص لهم بيتا يقيمون فيه.
ويتابع حديثه قائلا: واصلت الدراسة في قطر إلى عام 1963م.ومن ثم عدت إلى مسقط، وعند العودة لم يكن لدي سوى خيارين إما مواصلة الدراسة في الخارج أو البحث عن عمل، فاخترت الثاني ولم تكن فرص العمل متوفرة حينذاك، حيث لم تكن هناك وزارات أو دوائر حكومية إلا ما ندر، وكان أغلبية العاملين بها من الأجانب عدا مكاتب الهجرة والجوازات ووزارة الداخلية التي كان وزيرها في تلك الأيام المرحوم السيد أحمد بن ابراهيم، وكان التوظيف الحكومي شبه منعدم، ولم يكن هناك مجال للتوظيف إلا في جهتين رئيستين هما شركة نفط عمان والجيش السلطاني، واخترت الالتحاق بالجيش لأن أحد إخواني كان يعمل بشركة نفط عمان والآخر بالبنك البريطاني للشرق الأوسط وهو من المؤسسات التي كانت توفر بعض الوظائف للملمين باللغة الإنجليزية والحسابات وعلم الرياضيات، لذلك كان الكادر قليلا، إلا أن أكثر الجهات التي كانت توفر فرصا للتوظيف هي شركة نفط عمان، حيث كانت شركة صاعدة في تلك الأيام وكانت تطور أعمالها خاصة في مجال التنقيب عن النفط واستطاعت اكتشاف كميات منه وتم تصديره في عام 1967م.والمكان الثاني هو الجيش الذي اخترت العمل فيه والتحقت ككاتب عسكري في بيت الفلج، وعلى الرغم من أنني كنت أرتدي الزي العسكري إلا أنني كنت أعمل في الأعمال الإدارية والمكتبية..وإيمانا بأهمية الدراسة والتحصيل العلمي التحقت بجامعة بوسطن العريقة في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث حصلت على بكالوريوس في إدارة الأعمال 1981.
الوظيفة الأولى
يواصل سعادة حمود بن سنجور سرد ذكرياته بالحديث عن الوظيفة الأولى فيقول: أذكر أنه بعد يومين من التحاقي بالجيش وأنا في فترة التدريب في القيادة استدعاني قائد الجيش، وكان مكتبه في القلعة نفسها، وسألني سؤالا أثار دهشتي، حيث قال باللغة الإنجليزية: هل تحب البحر؟ ولم أفهم قصده لأول وهلة، وبعدها أجبته بالإيجاب، فأمرني بالاستعداد للانطلاق إلى مدينة صور عبر " البوم " مع مجموعة من الزوار من الضباط الإنجليز لمقابلة الوالي هناك، وكان دوري هو العمل كمترجم ..
ولأنها المرة الأولى التي أذهب فيها إلى صور، وفرصة لإظهار قدراتي في التحدث باللغة الإنجليزية، تشجعت ووافقت على الفور، لننطلق من ميناء مطرح، متوجهين إلى صور. واستغرقت الرحلة 24 ساعة كاملة . ومن صور نزلنا في (الفرضة) والتي تعرف بالعيجة في الوقت الحالي، ومن ثم توجهنا إلى منطقة تسمى بالبلاد، وكانت بعيدة إلى حد ما من صور في ذلك الوقت، وكان بينها وبين صور هضاب وتلال وقطعنا تلك المسافة ومعنا الحمير المحملة بالأمتعة والزاد، ومن ثم وصلنا إلى مكتب الوالي الذي كان في ذلك الوقت ( عام 1963م ) السيد ماجد بن تيمور وتبادلنا معه الأحاديث في القلعة التي كان يسكن بها و ثم عدنا في اليوم نفسه إلى مسقط .
ويمضي سعادة حمود بن سنجور سرد ذكريات وظيفته الأولى فيقول : بعد انتهائي من التدريب الأولي في بيت الفلج تم إلحاقي للخدمة بفرقة تسمى فرقة الحدود الشمالية ،وكان مقرها القيادي في نزوى، وكان عملي في مجال الشؤون الإدارية كحفظ ملفات الجنود وإعداد سجلات الرواتب والترقيات وخلال عملي في الجيش استفدت كثيرا، حيث كان كالجامعة بالنسبة لي لأن قواد الفرق والضباط في ذلك الوقت كانوا من الإنجليز الذين كانوا على مستوى عالٍ من الخبرة، وكان على رأس الأعمال الإدارية ضباطا من الهند وباكستان كانوا من أصحاب الخبرة الطويلة في المجالات الإدارية فعملت معهم وكانت هناك مجموعة من الشباب الذين كانوا في الوظائف نفسها، أذكر منهم مقبول حميد وحسن سعيد وحسين سعيد .
بالإضافة إلى ذلك فقد استفدت أثناء فترة وجودي بنزوى من خلال التعامل مع الضباط والقادة الإنجليز عندما كانوا يزورون والي نزوى الذي كان خلال تلك الفترة معالي السيد هلال السمار، الذي كان يعد من الشخصيات القوية جدا في نزوى، حيث كان لي دور في التنسيق المستمر بين الجيش والوالي، و كان العمل في الجيش محفوفا بالمخاطر، وكان الأمن غير مستتب فكانت تحدث بعض المناوشات من وقت لآخر بين الجيش وبعض الجهات هناك، وكان دوري مترجما بين ضباط الجيش الإنجليز والمسؤولين الحكوميين لذلك كانت الاستفادة كبيرة سواء باكتساب المعرفة أو تنمية قدراتي في اللغة الإنجليزية والانضباط وتحمل الصعاب، ويضيف سعادته : استمر عملي في الجيش لمدة 6 سنوات وآخر وظيفة لي في الجيش كانت في بيت الفلج بالقيادة العامة في مجال الشؤون الإدارية وشؤون الأفراد..ووصلت إلى الدرجة التي يمكن أن يصل إليها المواطن العماني في ذلك الوقت في الوظائف الكتابية وهي درجة شاويش أو وكيل بثلاث خطوط ولم يكن هناك مجال للترقية ..حيث كان العسكريون يترقون لدرجة ملازم أما العاملون في المجالات الإدارية فيترقون إلى رتبة شاويش...لذلك بدأ العديد من الإداريين يتركون العمل في الجيش للعمل في أماكن أخرى ومنهم من سافر إلى الخارج..
ويستطرد سعادته : بدأت التفكير في أن أترك العمل في الجيش عندما أيقنت أنه لا فرص للترقية لأعمل في مكان آخر وكان المكان الأنسب لي هو البنك البريطاني للشرق الأوسط لأنه أثناء عملي بالجيش كنت أقوم ببعض الاتصالات مع البنك لدفع رواتب وسحب مبالغ.. الأمر الذي سهل علي كثيرا واستطعت أن أحصل على وظيفة جيدة في البنك البريطاني للشرق الأوسط عام 1969م.
يتبع..
__________________
من طاح من عيني ماعاد يهم ينقص أو يزيـــــــد
اللي ينزل قدره بـ نفسه .. هو اللي يرفعه !
.................................................. .........
" ريحت قلبي " من عنـا الدنيا وانا اللي مستفيد
مادام قلبي مالقى في الوقت شي ٍ يقنعه
|