عرض المشاركة وحيدة
  #2  
قديم 15/12/2010, 03:17 PM
صورة عضوية ترويحي مجنون
ترويحي مجنون ترويحي مجنون غير متصل حالياً
عضو مميز جداً
 
تاريخ الانضمام: 15/08/2010
الإقامة: ما اقول غصب يعني : كاشخ:
الجنس: ذكر
المشاركات: 5,370
افتراضي

المولد والنشأة
أبصر حمود بن سنجور الزدجالي النور في عام 1947م بمسقط ، وقضى أيام طفولته فيها والتحق بالمدرسة السعيدية .
ويعتبر حمود نفسه محظوظا للالتحاق بهذه المدرسة، ويقول : كنت منذ الصغر أتوق للدراسة ولتلقي العلم، وكان لدي شغف للالتحاق بالمدرسة، وعندما كنت في الخامسة من عمري، كان لدي شقيقين أكبر مني سنا يدرسان بالمدرسة السعيدية، وعندما تقدمت للالتحاق للمرة الأولى رفضت المدرسة طلبي لعدم بلوغي السن القانوني وهو إكمال ست سنوات، وأذكر كيف شعرت بالإحباط حينها وألححت على والدي - رحمة الله عليه - للذهاب للمدرسة ومرافقة إخواني وعدم الجلوس بمفردي في المنزل، واستجابة لرغبتي ذهب بي الوالد إلى مدير المدرسة والذي كان حين ذاك الأستاذ علي القاضي، حيث طلب منه والدي أن يمنحني استثناء للجلوس مع إخوتي في الفصل نفسه كمستمع إلى أن أكمل السن القانوني للالتحاق وألتحق بالمدرسة بشكل نظامي ووافقت إدارة المدرسة هذا الاستثناء على مضض، وبعد بلوغي سن السادسة التحقت بالمدرسة كطالب نظامي وبدأت في الصف التمهيدي وتخرجت من المدرسة السعيدية عام 1960م والحمد لله كان تحصيلي العلمي ممتازا.



ذكريات دراسية

يسرد سعادة حمود بن سنجور جانبا من ذكرياته الدراسية بالقول : من الذكريات التي ما زالت محفورة في خاطري أنه كان في آخر يوم خميس من كل شهر يجتمع كل طلاب المدرسة في فصل واحد ليعبر الطلاب المتميزون والموهوبون عن مواهبهم كإلقاء ما يحفظونه من قصائد شعرية أو معلومات عامة أو نوادر على الحضور، بالإضافة إلى المسابقات والمنافسات التي تقام في هذا التجمع الطلابي الذي يجمع بين التسلية والفائدة و ما يتيحه من فرص للطلاب لإظهار ما لديهم من مواهب وما لديهم من قدرات وتشجيعهم عليها..
كما أذكر أنه في نهاية كل شهر، كانت تقام امتحانات في كل المواد ولكل الفصول يحضرها كل الطلبة، وعلى ضوء نتائج هذه الامتحانات يتم تداول الكراسي في كل فصل، ففي الأسبوع الأول من الشهر الجديد يأتي الاستاذ مربي الفصل ويترك كل الطلاب مقاعدهم ليقفوا أمام السبورة ومن ثم يبدأ الاستاذ بذكر أسماء الطلبة المتفوقين الحاصلين على أعلى الدرجات، حيث يبدأ بالأعلى درجة للجلوس في الصف الأمامي، وأذكر أن عدد الطلبة في الفصل الواحد لم يكن كبيرا بل كان يتراوح من 15 إلى 20 طالبا مقسمين على عدد من الصفوف في كل صف ثمانية طلاب لذلك كان الداخل إلى الفصل يعرف منذ الوهلة الأولى من هم الطلبة المتفوقين وهم الذين يحتلون الكراسي الأولى من كل صف..
وكانت المنافسة شديدة بين الطلاب لكي يحافظ الطالب على مقعده، خاصة أصحاب المقاعد الأمامية، وإذا ما تخلى عن مقعده فإنما بالتقدم أو التراجع بمقعد واحد لأن الآخرين لا يمنحون الفرص لذلك ، فكان هذا النظام يشجع الطالب على الاجتهاد والتفوق للوصول إلى المقاعد الأمامية أو ليحافظ على مقعده ولا يعطي فرصة للطالب الذي خلفه لكي يتقدم ويحتل مقعده...فكانت الفترة الدراسية في تلك الأيام فترة يملؤها التحدي سواء في إطار الصف الدراسي أو خارج النطاق المدرسي، حيث لم تكن الكهرباء متوفرة ولم تكن هناك مكتبات يعود إليها الطالب ليراجع مواده الدراسية إنما كانت هناك مكتبة واحدة في المدرسة السعيدية والتي تعتبر في تلك الفترة عامرة و على مستوى عالٍ وكان يسمح للطالب أن يدخلها في الفسحة لفترة معينة يقرأ فيها الكتب، كما يسمح له باستعارة الكتاب لفترة زمنية محدودة..فكان الطلاب لديهم رغبة جامحة لنهل العلم والمعارف وإن كان ذلك على حساب وقت الفسحة والراحة، حيث كان بين كل حصتين دراسيتين فسحة لمدة نصف ساعة كان الطلبة يمارسون فيها هواياتهم كالرياضة ،وبعض الطلبة يقضون هذا الوقت في المكتبة يطالعون الكتب، حيث لم تكن هناك وسائل للراحة في المنازل فكنا نذاكر دروسنا على ضوء السراج أو القنديل ..أما البعض فكانوا يذاكرون على أضواء الشوارع والتي كانت إنارتها ضعيفة جدا ومتوفرة في الشوارع الرئيسة فقط.
ويستطرد سعادته متذكرا : ومن الصعوبات التي كان يواجهها الطلبة في تلك الأيام الجحاف عدم توفر وسائل النقل والسكن، فكان طلاب ولاية مطرح أحيانا يأتون للمدرسة مشيا على الأقدام فلم يكن في مطرح مدرسة وإنما كانت المدرسة السعيدية هي المدرسة الوحيدة في مسقط يأتون إليها في الصباح الباكر ويعودون في نهاية اليوم الدراسي، فكان طلب العلم في ذلك الوقت شيئا مهما وملحا والناس كانوا يضحون بالثمين للحصول على العلم ..والدليل على ذلك أنه كان يدرس معنا في ذلك الوقت العديد من الطلاب من المناطق الداخلية في السلطنة فهؤلاء لتعطشهم للعلم كانوا يعانون مصاعب جمة في التحرك من مناطقهم إلى مسقط، هذا فضلا عن أن السكن لم يكن متوفرا على النحو الذي نراه اليوم ولم تكن كذلك تتوفر فيه وسائل العيش الحديثة.
.

يتبع..
__________________
من طاح من عيني ماعاد يهم ينقص أو يزيـــــــد
اللي ينزل قدره بـ نفسه .. هو اللي يرفعه !

.................................................. .........
" ريحت قلبي " من عنـا الدنيا وانا اللي مستفيد
مادام قلبي مالقى في الوقت شي ٍ يقنعه