[سأناضل]

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

تحيّة طيبة وبعد :-

بالأمس وصلتني عدّة رسائل نصيّة على الهاتف ،، الأولى مفادها " الناس تتظاهر لإزاحة رؤسائها و نحن نتظاهر لتثبيت سلطاننا"

و الرسالة الثانية مفادها " أنّه يجب الوقوف في وجه من يحاول إثارة القلاقل و زعزعة الأمن في البلاد"

و حقيقة أنّه لشئ يقهر ما نراه من البعض في هذا الأمر و هذا الخصوص بإرسال هذه الرسائل الغبية و السلبيّة ،، فمن البديهي أنّ كلّ مواطن بلا استثناء يثني و يشكر جلالة السلطان قابوس على ما فعله من أجل الوطن و يمتدحه على حكمته و عقله و رزانته و سياسته الحكيمة المضيئة التي لا تنطفئ ولن تنطفئ بإذن الله ،،

فلماذا نحوّر المواضيع؟؟!! ،، ولماذا نلصق ما يحدث بشخصيّة جلالة السلطان؟؟!! ،، حيث أنني تمعّنت في المواقف التي تحصل في هذه الفترة ،، و لم أجد فيها بكل بساطة إلا مدرّساً يريد أن يقاوم غلاء الحياة بزيادة الراتب ،، و فقيراً يريد أن يأكل ،، و شابّا يريد أن يعمل بدلاً من جلوسه في البيت بعدما جدّ و اجتهد و قاوم من أجل العلم ،،

هل تحسبون أنّ جلالة السلطان قلباً كقلوب هؤلاء الذين يأكلون و ينهبون عُمان؟؟!! حاشا و كلّا ،، فهو بالفعل ابن عُمان البارّ ،، و لن يكتم يوماً صوتاً ينادي من أجل أن يعيش ،، و لن يصادر فكراً يدعو للإصلاح أبداً

في يوم افتتاح المركز الثقافي بالجامعة كنت اسمع حواره مع ذلك الذي يشرح عن الأمراض الوراثية و فحص ما قبل الزواج ،، وأنه إذا اكتشف مرضٌ يجب إبلاغ الطرفين ،، هل تعلمون ماذا أجاب صاحب القلب الحنون؟!! ،، لقد سأل أعزّه الله و أبقاه ذلك الشارح " و كيف ستكون نفسيّة الطرفين إذا علما بذلك؟!" ،، ف يا الله على حنان كهذا ،، و يا الله على قلب كهذا ،، ف براأيكم ماذا سيفعل حين يعلم بمن يمنع ابنته أساساً من الزواج بمن ترغب دون سبب مقنع؟!!

كيف بقلب حنون كهذا أن لا يحنّ على فقير أو باحث عن عمل أو مكافح من أجل البقاء؟!!

و هل صارت المطالبة بالحقوق هي زعزعة للأمن؟!! و هل صار المواطن الفقير الباحث عن عمل مزعزع للأمن بمطالبه؟ ،، إذن ماذا نقول عمّن يأكلون أموال الدولة حراماً و ينهبون خيراتها عياناً و يعبثون بحريّات أهلها دواماً؟؟
أكيد في نظر من يرون أنفسهم الوطنيون أنّهم أبطالاً ،،

صدّقوني ،، لو كلّ مواطن يعلم أنّ كل فلس في هذا البلد يذهب للتطوير و التعمير و التنمية فلن يقف عثرة في وجه هذا التطوير ،، بل سيكون سنداً لذلك و سيكون هو المستفيد من ذلك بشكل ملموس ،،

نعم إنّ معظم ما يدخل لهذا الوطن يرجع إليه و لكن الكثير منه ينهب و ما نستكشفه بعد فوات الأوان هو غيض من فيض ،،

فإلى كلّ من يبعثون برسائل سلبية كهذه ،، أقول لهم ،، " عُمان لن يسلط عليها أعداااااااء إلا من أنفسها"

و تأكدوا أنّ كل بيت في عُمان هو بيت سلمٍ وسلام ،، و بيت أمان و اطمئنان ،، و بيت وطنيّ ،، إلا بعض من شبع و تخم دون وجه حق

ومن تهنى في الدنيا ف الآخرة ليست ببعيدة عنه ،، " وَذَرُواْ ظَاهِرَ الإِثْمِ وَبَاطِنَهُ إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الإِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِمَا كَانُواْ يَقْتَرِفُونَ " (الأنعام، 120)

" و من تعدّى على شخص سلطاننا فكأنما يتعدّى على قلوبنا" فهذا لسان حال كلّ من طالب بحقّه

فأقول لكل من شبعوا و نسوا أنّ هناك جياع في أرضهم ،، " قولوا خيراً أو اصمتوا"