عرض المشاركة وحيدة
  #18  
قديم 07/12/2009, 01:24 PM
صورة عضوية عاشق الرحلات
عاشق الرحلات عاشق الرحلات غير متصل حالياً
عضو مميز
 
تاريخ الانضمام: 08/10/2007
الإقامة: حيث أسكن
الجنس: ذكر
المشاركات: 3,593
افتراضي

العلامة الشيخ خلفان بن جميّل السيابيّ

نسب الشيخ:
هو الشيخ العلامة أبو يحيى خلفان بن جميّل بن حرمل بن مهيّل بن علي بن سليم بن المر بن سالم بن هويشل السيابيّ نسبةً إلى قبيلة آل المسيب في عمان.

نشأة الشيخ:
وُلِد هذا الشيخ الفقيه النزيه في بلدة (سيما) من أعمال مدينة (إزكي) في الجهة الشرقية داخل عمان في سنة 1308 للهجرة تقريباً. توفي والده رحمه الله قبل أن يبلغ أشده بسمائل فعاش في كفالة أُمه على ضنك من العيش، وكان قوي الإيمان بالله وبنفسه وبما رباه عليه والداه الكريمان من التربية الصالحة والمباديء الكريمة.

طلبه للعلم:
يعتبر الشيخ في مقدمة الرجال العصاميين الأفذاذ حيث استطاع أن ينشيء نفسه بنفسه ويثقف نفسه ثقافة علمية وإسلامية وفقهية واسعة، وقد استطاع أن يلفت أنظار أقرانه والمحيطين به من أبناء قومه إلى مزاياه ومواهبه الجمة.
بعد أن اشتهر عن الشيخ طلبه للعلم وتعمقه في درسه والاجتهاد فيه وحاز من فضل الله عليه ما جعله مرموقاً بعلمه وشخصيته الدينية الأمينة الموثوقة، عيّنه الإمام الفذّ سالم بن راشد بن سليمان الخروصي -عليه رحمة الله- وكيلاً لبلدة أوقاف سيما.

شيوخة:
تتلمذ الشيخ على يد أساتذة أجلاء وعلماء فضلاء كأمثال الإمام العلامة الدرَّاكة وقائد الدولة الفتيّة نور الدين السالمي والإمام الأفحم محمد بن عبدالله الخليلي والعلامة حمد بن عبيد السليمي رحمهم الله جميعاً.


أعمال الشيخ وآثاره وأخلاقه:
عمل الشيخ في التدريس وتثقيف الشباب العربي المسلم في عمان فترة طويلة. تقلّد منصب القضاء الشرعي في مدينة الرستاق، كما عُين قاضياً لولاية مطرح وبقي على رأس عمله إلى سنة 1349 للهجرة حيث استقال مرة ثانية من القضاء. استقصاه الإمام الرضي محمد بن عبدالله الخليلي -عليه رحمه الله- على سمائل سنة 1365 للهجرة وبقي مدة سنتين آمراً ناهياً فاضلاً قاضياً ماضياً، كما كان يعتمد عليه في تحقيق الحقائق العلمية. أدى فريضة الحج سنة 1373 للهجرة كما زار بلاد زنجبار.
ارتاد مجلسة الكثيرون من طلبة العلم والباحثين عن المعرفة وكان بيته –رحمه الله- كعبة الروّاد و القُصَّاد ممن وجدوا في حضرته نور المعرفة والفقه والدين والعلم والأدب، فقد كان الشيخ-رحمه الله- علامة فقيهاً، وفهامة نزيهاً، يشهد له معاصروه.

أخلاقة وصفاته الشخصية:
عُرِف عن الشيخ –رحمه الله- دماثة الخلق والأريحية وتواضعه الجم وسعة صدره وغزارة علومه وآدابه ومداركه. وكان –رحمه الله- على حالة من الزهد، وعلى حال الرضى بالكفاف، والعفاف عن زخارف الحياة قانعاً بميسور العيش يقول الحق حلواً كان أو مراً، ويعتمد الصدق ولو رأى فيه الهلكة موقناً أن فيه النجاة. عاش –رحمه الله- ملازماً بيته، محالفاً محرابه، راضياً بما قسم الله له، لم تعرف له سوءة تتهم عرضة ولا زلة تحط من قدرة حتى مضت حياته.
كان –رحمه الله- رزيناً وقوراً لا يخوض في فضول الكلام، اشتكى منه البعض عند الإمام لشدته فأجابهم: ( إنَّ فيه حدة العلماء فلا تستكثروا منه ذلك ).

مؤلفات الشيخ:
ألّف الشيخ كتب جليلة في مختلف المجالات بالرغم من أنه لم يكن من المكثرين للتأليف، فقد ألف كتابه الفقهي النظمي المسمى سلك الدرر الحاوي على غرر الأثر في الأديان والأحكام والأخلاق والآداب والحكم والسنن والسير المهذبة للنفوس المتهذبة الراقية بأربابها إلى أوج الكمال البشري، وقد بلغت أبيات هذا الكتاب ثمانٍ وعشرون ألف بيت، وهو أول مؤلف له والذي نظم فيه النيل وشرحه فهما مصدراه، وقدّ قرّضه الشيخ الفقيه سعيد بن خلف الخروصي –حفظه الله تعالى-، كما قرّضه الشيخ الماجد عبدالله بن ماجد الحضرمي.
ثم ألّف بعد ذلك كتاب فصول الأصول في أصول الفقه وقواعده الهامّه التي هي المرجع عند الفقهاء والحجة عند العلماء، وله أيضاً ديوانه المسمى ببهجة المجالس المشتملة على فنون كثيرة من العلوم والحكم والمواعظ والأسئلة والأجوبة النظمية، وله أيضاً القصيدة اللامية والميمية الأخرى على معالم حق الحق أعلام، كما وجدت كتاباً آخر للشيخ بعنوان فصل الخطاب -إذا لم تخذلني ذاكراتي- وكان يحتوي على مسائل مهمة ومفيدة.

تلاميذه:
كان الشيخ أستاذ الجيل من الرواد فتعلم على يديه كثير من الطلاب وقد ارتاد مجلسه العديد من المتعلمين منهم بعض مشائخنا المعاصرين كأمثال الشيخ سعيد بن خلف الخروصي والشيخ غسان ومحمد ورشيد أبناء العلامة راشد بن عزيّز والشيخ سالم بن حمد الحارثي.

وفاة الشيخ:
توفى شيخنا المترحم في سمائل في اليوم الخامس عشر من شهر جمادى الآخرة من عام 1392 للهجرة عن عمر يناهز الثمانين، ودُفِن في بستانه المسمى المشجوعيه –بسكون الشين المعجمه بعد الميم ثم جيم مضمومة بعده واو ساكنة فعين مهملة فياء مثناه من تحت مشددة بعدها هاء ساكنة- نظراَ إلى أن المقابر أصبحت لا تُحترم، وأصبح الناس يدوسونها بالخف والحافر ولا يبالون، بل يبنونها مساكن، ويضعون فيها مجامع القاذورات والأنجاس ولا يخشون الله عزَّ وجلّ.
رثاه الشيخ الفقيه سالم بن حمود السيابي في أبيات نذكر منها:
أرى الفيحاء قد لبست حداداً وألبس وجهها الزهى سوادا
أراها لا تجيب على ســـــــؤال كان عن الوعـــــــــى إبتعادا
__________________
أخااااااااف اوقع ....... ويسرق توقيعي ...... ترى هناك حقوق للتوقيع محفوظة لدى ( ......... ) ما أخبر حد