استغلال العقل الواعي والعقل اللاواعي
العقل الواعي:
يستوعب من 5-9 معلومات في الثانية وهو يتحكم بالأعمال التي نقوم بها بوعي وإدراك منا وأيضا يقوم بفلترة المعلومات التي يتم تخزينها في العقل اللاواعي بحيث يختار ما هو صالح ومرغوب و يتناسب مع القيم والتقاليد ويرفض دخول كل ما هو غير مرغوب.
العقل اللاواعي:
يستوعب مليار معلومة في الثانية المعلومات تدخل عن طريق جميع الحواس الخمس وأيضا معلومات عن الجسم الداخلي ويقوم بتوجيهنا على أساس ما نتلقاه من معلومات وهو يرسل المعلومات للدماغ للقيام بالأعمال التي نقوم بها بلا وعي منا كنبضات القلب وضخ الدم ومقاومة الجراثيم والتنفس و رمش الجفون وأحيانا حك الجلد بلا وعي و قيادة السيارة بلاوعي أو أي عمل نقوم به عند شرود الذهن.
للتبسيط تخيل أن العقل اللاواعي (الباطن) عبارة عن عمارة كبيرة بها غرف كثيرة والعقل الواعي هو الحارس (البواب) لهذه العمارة بحيث يقوم بالسماح لبعض المعلومات بالدخول والتخزين في الغرف الخاصة بها ويمنع معلومات أخرى من الدخول.
فكيف نستطيع إدخال ما نريده من معلومات دون أن يستوقفها الحارس ويمنعها من الدخول؟
في الحقيقة كنت ستستخدم أحد أصدقائك ليشغل الحارس حتى تتمكن من الدخول أليس كذلك؟
هنا أيضا يمكنك أن تشغل الحارس كيف؟
1- اشغله بالمشي في المكان الذي تحفظ فيه القرآن بينما عقلك اللاواعي يركز على حركتك جيئة وذهابا.
2- اشغله بمعلومات أكثر من طاقته أي أكثر من 9 معلومات في الثانية. المعلومات قد تكون عن طريق الحواس الأخرى كأن تضع عطرا لتشغل حاسة الشم وتتحسس قماش ثوبك وتنظر إلى منظر متحرك وتتذوق فاكهة معينة
3- اشغله بأسئلة متوالية إجابتها بنعم واختمها بسؤال يقنعه بالمعلومة فسيضطر للإجابة عنها بنعم. كأن تسأل نفسك هل تحب الله؟ هل تحب دخول الجنة ؟ هل تحب مقابلة النبي؟ هل تحب حفظ القرآن؟ هل حفظه سهل؟ عندها لاإراديا سيجيب بنعم ويتأقلم على ذلك
4- انتظر لحظات شروده ذهنيا أو نومه لإدخال المعلومة كأن تشغل الشريط قبل النوم أو عند الاستيقاظ أو عند الاسترخاء. كما يمكنك تسجيل ما يحفزك ايجابيا كذلك وليس فقط شريط القرآن.
جميع هذه التمارين هي فقط لتسهيل الحفظ فكونك تحفظ ما تم تخزينه لاواعيا أسهل من أن تحفظ شيئا لم يتم تخزينه
والجميل في العقل اللاواعي انه حتى في لحظات الشرود وعدم الانتباه (انشغال الحارس أو العقل الواعي) فانه يرفض ما يمس قيمنا وعقيدتنا وهذه نعمة من الله بينما يمكن أن تدخل إذا كانت قيمنا مزعزعة فانتبهوا للإعلانات التجارية وما يبث في القنوات من فساد في الأوقات التي نكون فيها شاردي الذهن لأنها تؤثر في تصرفاتنا دون أن نشعر.
أما أجمل ما في العقل اللاواعي هو أنه لا يفرق بين الحقيقة والخيال ومن هنا نستطيع أن نستغله في حفظ القرآن
أحب أن أعود لأؤكد على خطورة النوم والتلفاز أو الراديو مفتوح لأن العقل الواعي يكون نائما بينما المعلومات تدخل إلى اللاواعي وتؤثر على تصرفاتنا وربما تزعزع قيمنا ومبادئنا دون أن نعلم لأننا لا نعلم ما يبث في ذلك الوقت.
كما أحب أن أنبهكم إلى خطورة الإعلانات التجارية الجديدة والتي تستخدم فيها هذا العلم فتشغل الواعي بلقطات مثيرة أو تحتاج إلى تركيز أو يسألك سؤالا ليشغلك بالإجابة بينما يضعون على طرف الشاشة أو بخط صغير علامتها التجارية أو منتجها فيدخل إلى اللاواعي على أنه شيء مثير أو مهم بقدر ما عرض على الشاشة.
كيف نستطيع استغلال هذه الطريقة للحفظ؟
النوم على سماع السورة المراد حفظها بحيث يظل اللاواعي يرددها أثناء النوم بطوله حتى إذا استيقظت وبدأت بحفظ تلك السورة وجدت سهولة كبيرة في الحفظ لأنك في الحقيقة كنت تحفظها أثناء نومك.
كنت في إحدى الدورات التدريبية وكان المدرب يقوم بتنويمنا إيحائيا لإدخال ما سيقوم بشرحه خلال الدورة وفي نهاية كل درس يقوم بتنويمنا مرة أخرى لإعادة المعلومات لكي تكون مخزنة في العقل الواعي واللاواعي.
كما يمكنكم كتابة (أنا الآن حافظ للقرآن الكريم كاملا) كما أخبرتكم سابقا ووضعها على المرآة أو الخزانة أو الثلاجة لأنك بمرورك في تلك الأماكن قد تقرأها وقد تركز على شيء آخر وهذا أفضل لأنها ستتوجه إلى اللاواعي مباشرة.
تمرين1:
تخيل أن في يدك ليمونة صفراء حامضة ومليئة بالعصير ومقطوعة لنصفين وأنك تمسك بنصف في يدك وترفعها للأعلى وتعصرها في فمك تخيل طعمها الحامض وستجد أن لعابك بدأ بالإفراز وذلك لأن العقل اللاواعي صدق أنك تمسك بليمونة وأرسل للدماغ رسائل والدماغ أرسل للغدد اللعابية لتفرز اللعاب.
تمرين2:
اكتب في ورقة (أريد أن استيقظ الساعة الثالثة فجرا بالضبط بكل نشاط وحيوية لأحفظ القرآن)
رددها باقتناع واحرص على أن يصاحبها مشاعر وأحاسيس و رغبة أكيدة وهذا مهم ونم وأنت تردد تلك الجملة.
ستستيقظ بالضبط في الثالثة فجرا ولكن قد تشعر بالكسل وترغب بالنوم مجددا لذلك كن مستعدا
لتردد (أنا نشيط جدا واكتفيت من النوم واشعر باني مرتاح جدا وذهني صاف وأستطيع أن أقوم لأحفظ القرآن(
الواجب العملي:
اجلس في مكان هادئ وتخيل نفسك وأنت حافظ للقرآن الكريم تخيل أصوات من حولك وهم يباركون لك ويهنئونك تخيل المكان الذي سيتم فيه تكريمك وتخيل فرحة والديك وأهلك وتخيل نفسك وانت تصدح بالآيات وتقراها بسعادة ثم ردد: أنا الآن بحمد الله أصبحت حافظا للقرآن الكريم كاملا قلها باقتناع ليصدقها عقلك اللاواعي ويوجهك من بعدها للحفظ وتفريغ نفسك وتسهيل الحفظ لديك وستجد نفسك لا تجد صعوبة لان عقلك يظن أنك إنما تراجع ما حفظته لأنك الآن حافظ للقرآن الكريم
الواجب العملي الأخير كان بالضبط ما نفذته اختنا في الله أم الهدى الربيعي فكانت تخصص دقائق من وقتها يوميا لممارسة ذلك التمرين وكان ذلك يسهل من عملية الحفظ لديها لأنها أقنعت عقلها اللاواعي أنها حافظة للقرآن الكريم.