[العاشق للجنان]

أرسل أصلا بواسطة المندوب السامي

صباح الخير جميعا

شكرا لأخي عقل الحدث .. ولقد كنا بانتظار بعض عقل يمتعنا بالحديث حول ما جرى

عسى أن سننعم ببعض من الهدوء اليوم ونستمتع ببعض قراءات رزينة حول هذا الحدث ، كنت غارقا في أمور تنظيمية بين خضم ذلك الكم الهائل من المشاركات الافتعالية ... وجدنا العذر للبعض ونلوم الكثيرين

قراءاتي الشريعة لما حدث خلال اليومين السابقين ، بعيدا عن العواطف ، تتلخص في أنه سيناريو مهني متميز لغلق ملف هذه القضية بما يحفظ للدولتين هيبتهما وحقوقهما وحقوق شعبيهما ، ويقتص من المدانين في كلا الجهتين كل حسب حجم دوره وآثار جرمه.

أنا لا أستطيع أن استبعد اشتراك حكومتي البلدين (على مستوى القيادتين) في التفاهم على إصدار البيانين متزامنين بفارق سويعات. عادة الدول تأخذ وقتا كافيا للتحقق من الأمر والتشاور والآتصال قبل الرد على بيان بهذا الحجم من الخطورة ... لكن مصطلحات الدهشة والاستغراب يمكن تفشسيرهما في إطار لغة الدبلوماسية.

أقرأ من البيان العماني ... أن هذه الحادثة (التجسس) لن تمر بالتفاهم كسابقاتها من القضايا العالقة بين البلدبن ، وكان لا بد من إشهارها وإعلانها. الإعلان العماني كان دقيقا في تحديد الجهة التي تعمل الخلية لصالحها في دولة الإمارات العربية المتحدة ، مبتعدا عن مصطلح حكومة دولة الإمارات (حكومة الإتحاد) ، وهذا لا يأتي إلا بإقرار بالأمر وإتفاق حوله من القيادتين في البلدين.

أقرأ في البيان الإماراتي ... دبلوماسية في إبعاد التهمة عن القيادة العليا وحكومة الإتحاد ، مبطنة بإقرار حدوث الواقعة وإدارتها من قبل جهة هي نظريا جزء من حكومة أبوظبي ولكن فعليا تعمل في إطارها الخاص ، وأن القيادة في دولة الإمارات ستتعاون مع السلطات العمانية في التحقيق ، لأن ذلك يصب في مصلحة حكومة الإتحاد في تحجيم ذلك الجناح المنشق عمليا رغم تبعيته النظرية للحكومة

أرى القادم كالتالي ، سواء أتفقت أو اختلفت معه ، لكن هكذا تدار الأمور على مستوى الحكومات الصديقة والجارة :
1 - بهذا الإعلان ، عمان أخذت حقها الدبلوماسي الذي يكفله لها القانون الدولي ، وربما يصل الأمر إلى كتابة مذكرة شكوى رسمية إلى الأمم المتحدة (من قبل وزير الخارجية العماني)
2 - بعد فترة وجيزة سيصدر في دولة الإمارات بيان يؤكد ضلوع تلك الجهة التي أدارة عملية وخلية التجسس على عمان ، وستعلن دولة الإمارات العربية المتحدة إعتذارا رسميا للسلطنة ، ايضا حسب القوانين والمواثيق الدولية
3 - سيعرض المتهمون في عمان على المحاكم المختصة ، وليس هناك من تحقيقات جديدة ، فالتحقيق قد انتهى ، وبتعاون الدولتين ، وكلا القيادتين على إطلاع بكفاة تفاصيل القضية
4 - العقوبات وفق القانون تتراوح بين 3 سنوات إلى 15 سنة سجن وربما المؤبد لحالة أو حالتين ... حسب معرفتي البسيطة بالقانون من خلال الإطلاع ... لأن التخابر أو التعون وقع مع دولة غير عدوة وفي وقت السلم ...
5 - ستعلن تفاصيل القضية والمرافعات والأحكام في الإعلام (صحف وتلفزيون وإذاعة) ... بما في ذلك اسماء المتهمين والأحكام التي صدرت في حق كل منهم
6 - القيادة في دول الإمارات ، ستستفيد من هذا الحدث داخليا لترتيب أوضاع البيت الحاكم هناك ، بعد تراكم سلسلة من الأحداث غامر فيها جناح الشيخين محمد وهزاع بالدخول في مناوشات أمنية وعسكرية وسياسية مع العديد من دول الجوار ، ووضع حكومة الإتحاد في مواضع الحرج في أكثر من مناسبة
7 - التسلسل الرقمي لقراءاتي أعلاه لا تعني بالضرورة تسلسلا زمنيا ، لكنه لن يبتعد كثيرا

وبهذا يغلق الملف ، وتعود المياه إلى مجاريها

لا أدري درجة بعدي أو قربي عما يقرأه الإخوة هنا

تحليل ممتاز للقضية أخي المندوب السامي .. شكراً لك