عرض المشاركة وحيدة
  #116  
قديم 12/01/2010, 11:22 AM
نواف الفهد99 نواف الفهد99 غير متصل حالياً
عضو فوق العادة
 
تاريخ الانضمام: 12/12/2009
الإقامة: مسقط
الجنس: ذكر
المشاركات: 14,651
افتراضي



ما أقسى العباءات التي تدثرها >>>>>>>> محمود الرحبي



حين وضعت فمي على نهديك الصغيرين.

أحسست بأني أذوب....

كما يذوب قالب السكر في الماء”

هذا المقطع الحسي الذي أثار الفوضى، ليس في أجساد وقلوب قارئييه فحسب، انما كذلك في صفحات النت المتاحة.

قبالة مقهى يحمل اسم (المشهد الإغريقي) بمحاذاة الضفة الأخرى من خور دبي، حيث لا يمكن الوصول الى هناك من دون الاستمتاع بركوب إحدى العبارات المصفوفة على طول الخط البحري .

المقهى – المستأجر من قبل بحارة اسكندرانيين متقاعدين- يعتبر قبلة متحركة للسواح الأوروبيين والآسيويين، الذين يتمددون بأوراكهم اللامعة على طول الخط المشمس للضفة والتي تحلق على مد بصرها نوارس متعبة تعارك الأفق.

وفي أحد أقسام ذلك الخور يربض عدد من سفن عملاقة، ترسوا بعد رحلات لاهثة من بحر الصين والهند وشرق أسيا، حيث تتجمع السلع والبضائع المختلفة الأسعار والماركات والقيمة وهي تدلف بطيئة من فم ذلك المرسى الذهبي.

ومن أي أريكة في ذلك المقهى يمكن للمرء رؤية برج دبي، أعلى بناية في الأرض. وهو واحد من أبراج تكاد لاتنتهي في عددها، كأنما تنبثق من الأرض وتتفرع في مساحات كبيرة يتمدد نصفها في الخفاء، حيث لا سبيل ماهد لمعرفة حدودها .

أذكر في طفولتي، حين كان خيالي في علو الأشياء وارتفاعها عن الأرض، لايتجاوز أكبر نخلة في قريتي والتي كنا نسميها ب(العوانة)، وكنا حين نأتي إلى دبي في رحلات متقطعة كان يقوم بها والدي، كانت دبي تشكل بالنسبة إلينا حلما فارها لرؤية الجديد. حلم برؤية كل ماهو مرتفع وبعيد وخارق ، وكان يومها (برج الشيخ راشد) أعلي مبني تراه عيني، حتى أنه بدى،و بسهولة، أعلي من تلك النخلة العوانة بكثير، وكنا نقف طويلا أمام ذلك المبنى مرفوعي الرؤوس وأفواهنا فاغرة وقلوبنا تخفق.

الآن وبعد سنين طويلة، صغر ذلك البرج كقمر بين الكثبان، بعد أن غطت سماؤه بنايات كثيرة تتسامق علوا في عين الطفل والكبير .

في هذه المرة، كان بصحبتي الطفل فارس الذي لم يتجاوز الخامسة من عمره، ولكن العالم كان يشكل بالنسبة إليه حزمة من الغموض والأسئلة، وكان علي وحدي التكفل بفك طلاسمها، وذلك عبر الإجابات على أسئلته التي لاتنتتهي، بداية من السؤال البديهي حول الله، وانتهاء بنوايا قطيع الحمام الذي يزحف بين أقدامنا.

هل الله الموجود في عمان نفسه الموجود في دبي؟. ما الذي يجعل الشمس لا تسقط على البحر يا أبي؟. لماذا البحر أكبر بكثير من أحواض المغاسل؟. هل كل هذه المراكب والعمارات ملكا لنا؟....الخ”

ولأني كنت مشغولا بظلال ما قرأته في النت عن تلك المقاطع الحالمة، فإن إجاباتي كانت تصطبغ بلون المراوغة، تلك الإجابات التي لم يعد بإمكانها الآن أن تنطلي على طفل. لذلك تركني الصغير واعتكف منزويا وهو يرقب تحركات نادل قصير القامة بصورة واضحة إلى الدرجة التي يبدو فيها كطفل بشاربين.

كانت ردود (الأنترنتيين) تتفاوت في نبرتها، تلتف حول النهود الصغيرة ، تحلق وتدور، ولكنها لاتلبث وأن ترتد هاوية إلى المغزى الإيروتيكي – وليس الشعري- لتلك الكلمات. وكان الصوت النابي المتشدد هو الطاغي والذي يحيل العبارات الى مايشبه الجريمة، وينبه كاتبها إلى كفارة كبيرة يجب أن يتطهر منها.

نفس التفسير الإيروتيكي المتشدد، كان يذهب إليه بعض القراء، ولكن بأنفاس متأوهة تنغل بالرغبات.

فيما يلي بعض التعليقات التي رأيت من بأن من باب (الذكر) بأن:

أ ذكرها:-

النهدان الصغيران..برجان صغيران”..

تحية الى كاتب المقطع الشعري الجميل ولكنه لم يذكر لنا شيئا عن الوجه”

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم استحي ياساقط ... ،

”أليس للكاتب بنات يخاف عليهن؟، ألا يخاف على بناته؟” ،

الأخ الكاتب لم يحدد أي نهد يعني، نهد صبية، أم نهد غلام ،

” نهود ، نهود ، نهود ، ما أجملها في حياتنا. وما أقسى الحياة، ما أقسى العباءات التي تدثرها”

يا الله كلنا نشعر بذلك، كلنا نحترق. ليتني اموت غريقا – كقالب السكر ذاك - وعلى فمي نهدين صغيرنين”.

أشكرك يا أخي على هذه الهدية، انها زاد استحلام جميل”

نهد أمي، آخر ما اتذكره، فليحفظها الله وليلعن كاتب هذه السطور المقرفة”،

هل قلت أنا بأنهما برجان صغيران.. لا. لا. إنهما أجمل من ذلك بكثير”.... الخ