عرض المشاركة وحيدة
  #20  
قديم 18/01/2011, 10:05 AM
تأبط تأبط غير متصل حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 20/09/2008
الإقامة: Oman
الجنس: ذكر
المشاركات: 568
افتراضي

اقتباس:
أرسل أصلا بواسطة راشد الشماخي مشاهدة المشاركات
السلام عليكم

غالي أنت يا وطني

...

..


الحب والولاء للوطن والسلطان أكبر وأعلى من أي مسيرة تنظم ضد الحكومة وأجهزتها الإدارية مهما بلغت بها الأسباب

ليعذرني المنظمون لهذه المسيرة والتي اسموها الخضراء مع خشيتي أن تلتهب أوراقها وتتحول إلى صفراء أو حمراء ، فهي بالأخير مسيرة ضد الحكومة وقرارات الحكومة ، جاءت في وقت تلتهب فيه القنوات حول الأحداث في تونس وما آلت إليه هناك وإن كانوا يأملون منها خيراً بذهاب رئيسهم إلا أنني أتوقع أنها سلبتهم الأمن والإستقرار طوال حياتهم ..


لم أعد أستطيع تجميع ما أكتب وأنا أرقب بدموع الحزن التنظيم الذي أعد له بين أروقة السبلة وصفحاتها السياسية ، لم أكن أحلم بأن العماني سيخرج إلى الشارع منتقداً الحكومة وسياسة جلالة السلطان وبعد أربعين عاماً من التضحيات التي قدمها جلالته وفنى فيها عمره لأجل أن يعيش المواطن العماني في عز ورخاء وأمان ، السلطان الذي إنتشل هذا المجتمع من أضيق العيش إلى حياة رغيدة وهانئة وآمنة .

جلالة السلطان الذي نحت الصخر وشق الجبال ليولد شواهد معمارية ومنجزات تنموية..صاحب الفكر السامي والارادة التي لا تستكين والقائد الذي لا توقفه العوائق أو الصعاب عن تنفيذ الطموح والوصول الى الهدف الذي رسمه منذ اليوم الاول لانبثاق فجر النهضة المباركة ، هذا القائد المفدى الذي جعل عمان أمة متوحدة متماسكة، وثابة نحو آفاق المجد والعزة والرفعة والتقدم، فتح أبوابه الى تحقيق المزيد من الانجازات العظيمة، والطموحات الكبيرة ، فأصبحت عمان واحة الأمن والأمان والسلام والرخاء والنماء والوئام..

عندما كان أجدادنا وآبائنا يقطعون المسافات ويهجرون الوطن من أجل لقمة العيش ويبحثون بكل ما لديهم من إمكانات ، ويعملون بكل جد ونشاط وفي أصعب الأعمال والأحوال ، لم يكن قد خطر ببالهم أن يتظاهروا على حكومتهم ووطنهم مع قهرهم وذلهم من ضيق الحياة في ذلك الوقت ، بل كانوا يرددون حبنا لوطننا أغلى من أي لقمة عيش .

هل التظاهرة تعني حب للوطن وشهامة وعزة ، "لا والله "، بل هي شرارة أوقدها الحاقدون على أمن وإستقرار هذا الوطن العزيز ، لا يمكن أن تسلب أفكارنا تلك الشعارات التي يطلقها من لا يفقه الأمور ولا يعلم خفايا هذه الأحداث التي قد تقلب السحر على الساحر ، هكذا كان حال الأمم التي تبعثرت أحوالها وتفرق شملها وتعثرت خطواتها وتخلفت حضاراتها .


أبناء وشباب أسرعوا بكلماتهم التي أطالت أفضل رؤوس العمل الوطني وشعارات لم ترقى إلى مستوى الفكر العماني والمستوى الراقي ، شدتهم الحمية والنشوة فأنستهم واجبهم نحو الوطن والسمعة التي سيملؤون بها أقلام وكالات الأنباء والصحافة العالمية ، ويهيجون بها أفكار الحاقدين على هذا الوطن وأمنه ، مسيرة الخير في قشرتها وباطنها لا يعلمه إلا الله عز وجل .

ليعذرني الجميع هنا ولكني وددت أن أعبر ولو بحروف متهالكة عن إستيائي عن مثل هكذا مسيرات وهكذا أحداث ، لم يخطر ببالي أن أراها في عمان الحبيبة ، لم يخطر ببالي أن بعض الأفكار الدسيسة ستؤثر يوماً ما على شعبنا وأبناء مجتمعنا ..

كان من المفترض أن تمرر المطالبات عبر الوسائل السلمية والرسمية التي وضعتها الدولة ، كان من المفترض أن يلجأ هؤلاء بخطاب رسمي يقدم إلى صاحب الجلالة عبر الوسائل الممكنة لذلك ، لم أحبذ أن تتناقل صور الشعب العماني وهو في حالة إستياء من حكومته وبلده ، ماذا هو حال صاحب الجلالة عندما يرى الشعب الذي فنى حياته من أجله وهو خارجاً معارض سياسته ، هل سيبكي أم يضحك ، هل سيتألم وهو يرى الشباب بهذه الحال ، هل سيقول بأنني قصرت وظلمت أم ماذا يقول ؟؟؟ ماذا لو أن قرار تنحي مكي ومقبول قد طبع أصلاً قبل الإعداد للمسيرة وجاري تنفيذه ، هل ستخمد نار المسيرة الخضراء أم أنها ستشعل من جديد لتطالب بإقتلاع عنصر آخر من عناصر الحكومة ظناً منهم بأنهم السبب في خروج مكي ومقبول .

يفترض بأننا نحسن الظن بحكومتنا وعناصرها لا نسيئه ، مقبول ومكي وضعتهم سياسة جلالة السلطان وهم كفؤ لما أولتهم عليه ، ومن يطالب بإزالتهم فهو معارض لسياسة الحكومة وكأنه يقول بأن السلطان أراد لنا هؤلاء المفسدين ، أشخاص عملوا بكل جد وإخلاص للوطن وأثبتوا أمام العالم بأن حنكتهم وخبرتهم الإقتصادية سليمة وقوية وأستطاعت أن تتصدى لأكبر أزمة مالية حدثت في العالم ، هل هذا جزاءهم .. يطالبون بإزالتهم وهم لا يعلمون ماهية أعمالهم وخبراتهم وإختصاصاتهم والجهود التي يبذلونها والإنجازات التي حققوها أثناء تأديتهم للوظيفة و التي أوكلتها الحكومة لهم .

حزني على عاقبة الأمور وما ستؤول إليه مثل هذه الأفكار على أمن وإستقرار بلدنا وعماننا الحبيبة .

لا أقول إلا حسبي الله ونعم الوكيل
نحن ليس ضد سياسة سلطان البلاد يحفظه الله
ولكن ضد المفسدين بسياسة السلطان