سبلة عمان - رسالة مقتضبة جدا على هامش ندوة المرأة العمانية لجمعيات المرأة والمجتمع

من منا لا يعرف أن المجتمع مكون من عدة أسر وأن المرأة نواة الأسرة لذلك بداهة تعتبر المرأة نواة النواة لهذا المجتمع الذي تتكافف لأجلة جهود الرجال والنساء، ومن منا لا يعرف أن التشريعات الدينية والدنيوتة أتت لتنظم هذا المجتمع لكي لا يضام أحد فيه ولا يساء ، ومن منا لا يعرف أن الأسر تقسم بحسب مدخول المسئول عليها لمحدودة الدخل ومتوسطه وعاليه ولكن كلنا نعرف أنه في طفرة وباء الغلاء الكل يرى نفسه أنه محدود الدخل .

دعونا نترك فلسفة الأمور الروتينية والتي أعتبرها كالقرنفل طعما ولونا واسمحوا لي في إطار ثرثرتي التي أزعجكم بها دائما أن يكون حديثي معكم محدودا حدود فكري ودخلي فلعها تثري شيئا إذ لا رأي لي وكما قيل لا رأي لمن لا طاعة له وسيكون موجها لمن لهم علاقة قريبة أو بعيدة بالأمر لا سيما جمعيات المرأة العمانية وكل باحث أو باحثة في مجال التنمية الاجتماعية ليثروا نقاشنا ويبينوا لنا خطأنا من صوابه فهم الركيزة الأولى مسؤولية ً . ولست باحثا اجتماعيا ولا علاقة لي بمجال التنمية الاجتماعية وإنما استقيت ما أقوله من الواقع ومما رأيناه خاصة في السبلة فلقد شاهدنا في السبلة بالصور ما لا يتصوره العقل ولا يخطر بالأذهان ولكم قرأنا وسمعنا من أناس هم من الثقة بمكان ما ظنناه أنه ليس بالإمكان ، كتلك العائلة الكاملة في الطريف بصحار تعيش في بيت شبيه الكرفانات وقد ساق أحد الأعضاء هذا الخبر مدعما بالصور التي تتفتت الحجارة الصلبة لرؤيتها ، وكأولئك الأطفال الذين أتوا برفقة أبويهم واستوطنوا في إحدى المزارع ومرت أيام مات الأب فيها وفور انتهاء العدة لقت الأم رجلا آخر فتزوجته وتركت أولادها لوحدهم وكانت بكرها بنت في الصف الرابع الابتدائي ولم
يعرف بخبرهم أحدٌ والله وحده عالمٌ فقط كيف كانون يعيشون ومن أين كانوا يأكلون وذلك لأن الأم تزوجت ولم يكن أحد من أهل القرية يعرف بهذا إذ لم يتم الفرح ولأنهم كانوا يقنطون في مكان ٍ ناء ٍ جدا عن العمران
وبقوا أشهرا حتى سال الوادي فوجدوا بالصدفة عندما كان أحد العمالة الآسيوية يمرون بذلك المكان وأخبر الجميع وكفلوا من قبل أحد المحسنين بعد ذلك وليس من الإنصاف أن نرمي الأم بالتقصير إذا ما ناقشنا قضية الأم التي تركت أولادها في العراء يعانون الجوع والبرد وإنما اللوم على المجتمع بأسره الذين يفترض أن يشد بعضهم بعضا وحكى لنا كبار السن أنه في السابق كان إذا لم يرأو الشخص في المسجد قالوا إن لله وإن إليه راجعون إن فلانا لم يحبسه عن المسجد إلا الموت فيجتمعون وكل منهم معه شئ حتى يأتون لبيت الشخص ..

وهناك الكثيروالكثير من الأمور المأساوية التي يندى لها الجبين ولعل المأساة المتكررة دائما هي مأساة أولئك الأسر الذين يتنقلون دائما من مكان لمكان بالأجرة وليس لهم أي منزل ولا قطعة أرض إلى الآن ولا يحلمون مستقبلا بذلك ..

وإن تحدثنا عن إحدى سلبيات عدم هذا التكافل المجتمعي لوجدنا أن بائعات أنفسهن للذئاب البشرية ما هن إلا نتاج الأسرة والمجتمع فتحصل لنا هنا عاملين مؤثرين في قضيتنا الأم إذ فقد تضطر الظروف التي تعمل لأجل مساعدة أهلها في التنازل عن أشياء أخرى تماما كاضطرار بعض الشباب في دخول زقاق المخدرات والشبهات للتحسين من ظروفهم الاجتماعية فهم لديهم الاستعداد أن يخسروا أنفسهم مقابل التخلص من فقرهم ولو ليوم واحد .

كل ذلك مشاهد في الحقيقة والواقع ومعي محاولة بسيطة في دراسة بعض هذه الظواهر ومقترحات مبدئية بها حلول أراها مجدية ولم أذكر هنا إلا شذرات لهموم اجتماعية لو وجدت عينا تبصرها ، لو وجدت أذنا تسمعها ، لو وجدت منديلا يكفكف غزارة دموعها وأظن أن الفشل الذي أظنه قائم في كل مشروع قالوا عنه تلعب جمعيات المرأة دورا بارزا فيه ومساهمة مجتمعية اجتماعية فيه يرجع لثلاثة أسباب :
أولاهما : أن الأمر يحتاج لأسلوب علمي عاطفي وليس أحدهما فقط فإذا ما حاولنا أن نحل احدى القضايا أعلاه فإننا لن نحل ولا جزءا بسيطا من المشكلة فهذه ليست قضية فردية بل عامة فيجب أن نحل الإشكالية من جذرها لا من رأسها فنحتاج لعاملي العاطفة والعلم والفكر السليم.
ثانيها : التهيئة النفسية الصحيحة التي تبنى عليها الخطط والتخطيط السليم ولا أريد الخوض في هذا الأمر فمحيطات من الهم تعتلجني وتخالجني هذه اللحظة وعسكريا تعرف بالحرب النفسية أو المعالجة النفسية وقد اتخذوا شعارا فيه سابقا فصار كالمثل السائد وهو إذا استقر المرء ذهنيا ونفسيا أنجز وأبدع وإن لم يكن مستقرا ماديا .