سبلة عمان

سبلة عمان (https://www.s-oman.net/avb/index.php)
-   سبلة السياسة والاقتصاد (https://www.s-oman.net/avb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   عُمان الجديدة ــ في حب عُمان القادمة .. (https://www.s-oman.net/avb/showthread.php?t=865622)

معاوية الرواحي 23/08/2010 11:09 PM

عُمان الجديدة ــ في حب عُمان القادمة ..
 
http://www.muawiyah.com/2010/08/blog-post_21.html

عُمان الجديدة !!!


الكلمة أعلاه، العنوان أعلاه، جديد للغاية مما يجعله ــ كغيره ــ عرضة للخضوع إلى تعريفات مختلفة من قبل البشر الذين يصرون على ليِّ أعناق كل مفهومٍ في الأرض ليتناسبَ عنوةً مع رؤاهم الخاصَّة عن العالم والوطن والبشر.

عُمان الجديدة ليست دعاية سياسية أو اجتماعية أو دينية، فالسياسيون يرونَ أنَّ عُمان كما هي عليه هي أجمل بلدان الأرض، هي جنة عدن على الأرض، والمكان الأجمل في العَالم، هي أحسن من مصر التي لا ينخرها الفساد، وأحسن من السعودية حيث لا توجد هيئة أمر بالمعروف أو نهي عن المنكر، وأحسن من الإمارات حيث عدد السكان يفوق عدد الوافدين، وأحسن من قطر لأنَّه أكبر حجماً، وأحسن من اليمن لأنَّ القبلية في عُمان أقل، وأحسن من الكويت لأن العُمانيين أثبتوا تلاحمهم وتعاضدهم في وجه الأعاصير، وأحسن من فلسطين لأنَّها وطنٌ غير محتل، وأحسن من الجزائر لأن أهلها عرب ولاد عرب، وأحسن من المغرب لأن بنات عُمان يلبسن العباءة، وأحسن من ليبيا لأنَّها تسير قدما في خطى الدولة العصرية البعيدة عن دعايات الستينات، وأحسن من كل دولة عربية. بالنسبة للسياسيين القلة في عُمان فكرة عُمان الجديدة تبدو كريهةً وبغيضة، لأنها مجهولة بالنسبة لهم فهم يلبسون النظارة الوردية عندما ينظرون إلى الدولة وإلى أنفسهم ويلبسون النظارة السوداء عندما ينظرون إلى المجتمع، فالمجتمع ــ وفق رؤيتهم ــ حتى هذه اللحظة ليس سوى مجموعة من البدائيين الذين لا يعرفون ما يريدون ويجب عليهم أن يقفوا ليل نهار مبتهلين للحكومة أنها جعلت منهم بشراً وكأن هذه منَّة من المنن التي يجب على كلِّ إنسانٍ أن يشكر الله عليها.
&&&
بالنسبة للدينيين. فكرة عُمان الجديدة ليست إلا شكلاً من أشكال [عُمان القديمة جدا] فهي ببساطة محاولة عودة دائمة إلى العصر الذي يعتقدون أنه العصر الذهبي. ومهما لبست محاولات الدينيين من ثياب العصرنة فإنَّ الفكرة تظهر بجلاء، الديني يعنيه كثيرا أن يكون الحجاب إجباريا، وأن تمنع الأغاني، وأن يتم التدخل في الحريات الشخصية في البلاد، وبالتالي إغلاق الحانات ومنع السياح من لبس ملابس البحر والاستمتاع بالسواحل العُمانية الكبيرة، وتخصيص ساعة يوميا للبيان للناس أن الله يسلط عليهم الأعاصير بسبب كفرهم وفسقهم وإسبال رجالهم وإخراج بناتِهم [سقحات] من بيوتهم، وهذا جوهرٌ لا يمكن إغفاله مهما كانَت الدعاية مغرية أو تحدثت باسم الله، الدينيون لديهم [عُمان الجديدة] التي هي عُمان قديمة للغاية، ومهما حاولت أن تقول لهم أن الناس لا يرون الالتزام بالدين كما ترون أنتم، فإنَّهم يرفضون، والمؤسف في المسألة أن العقول الجديدة من الدينيين ممن يحاولون فعلا إيجاد حوار بين المنهج الديني القديم والعالم الحديث يتعرضون لأشد أنواع القتال من الدينيين أنفسهم، ولعل الذي يحيق بالعقلانيين [كما يوصفون] من هجوم شرس يظهر لنا بجلاء ما يمكن لعُمان الجديدة أن تكونَه إن كانت الفكرة الشائعة المسيطرة هي فكرة هؤلاء.
&&&

أخيراً، ماذا تعني أن تكون هُناك عُمان جديدة اليوم؟ أعني بالنسبة للشباب العُمانيين المولودين من الثمانينيات فصاعداً. يمكنني أن أجزم أن هؤلاء من ناحية من نواحيهم أكثر تشوها بسبب الدعايات التي مررت إليهم عبر آبائهم الذين أيضا صدقوا الكثير عما يحدث وما سيحدث في عُمان، وكذلك من ناحية أخرى يمكنني أن أجزم أن هؤلاء هم أكثر صراحةً وصدقاً من التصرفات النفاقية التي تطبعُ على سلوكيات المئات من البشر، وأقصد هُنا طبقات البصل التي يحيط بها المرء العُماني نفسه ليكون صاحب عدة شخصيات، فهو في البيت شخصية، وفي العمل شخصية، وفي الأماكن العامَّة شخصية، والمكان الوحيد الذي يكون فيه نفسه هو المكان الذي يشتركُ فيه مع مجموعة من أقرانِه [الشباب]. هُناك فقط يمكنه أن يقول ما يشاء وأن يفعل ما يشاء وأن يلتقي الجَميع في ملعب الكرة [إباضية ــ سنة ــ شيعة ــ سمر ــ بيض ــ خدام ــ بياسر ــ أثرياء ــ فقراء] ويكون شغلهم الشاغل قضاياهم الرئيسية، قضايا [الشباب] الذين يتقدمون بسرعة خارقة ليكونوا الأكثرية الحقيقية في هذه البلاد، وبالنسبة لدولة معظم سكانها ولدوا بعد السبعينيات فإنَّ هذا الأثر الرقمي لا يمكن تجاوزه، ولكن بالطبع بالنسبة للفرق الساعية أو المنتظرة حقبة ما بعد قابوس فالأمر مختلف.

&&&

أعتقد أن أكثر ما يجب أن نفعله نحن الشباب من أجل هذه البلاد هو الوقوف بوجه مختلف أنواع الدعايات التي يريد مروجوها كسبنا إلى صفهم. لا يوجد فريق أقوى من الشباب والشابَّات في مجتمعٍ ما لتمرير أية رسالة، فالأجيال الجديد مسلحة بالتقنية الإنترنتية وبالهواتف النقَّالة والأهم بالوقتِ الذي يكفل لهم تمرير رسائلهم عبر البلوتوث وعبر اليوتيوب، وعبر المنتديات والمدونات. الشاب المذهبي أكثر خطورة من الشيخ المذهبي المعمم، والشاب القبلي أكثر خطورة من شيخ القبيلة المؤدلج، والشاب المتطرف فكرياً أكثر خطورةً من الذي يمده بأفكار التطرف، هؤلاء لديهم تلكَ الروح القادرة على البذل والعطاء بدون مُقابل، ففي ذلك السن من العشرين للثلاثين تبدو الأشياء مثل [المبادئ ــ القيم ــ المثل] خطوطا حمراء لا يمكن المساس بها حتى يدخل الواحد منهم القفص الأزلي ويبدأ حينَها بالتنازل عن بعض قيمِه من أجل استمرارية الحياة وضمان العيش الكريم لهؤلاء الذين جلبهم للعالم.

&&&

كنتُ في السابق قد آمنت أن عُمان الجديدة هي مفترق الطرق الذي سنعيشه بعدما يرحل عنا السلطان قابوس ــ أطال الله في عمره ــ ولكنني أجدني مضطرا لمراجعة هذه الفرضية. ما يبدو الآن من طبقات البصل للشخصية العُمانية، والتعدد الذي يعيشه الواحد منا، ما يبدو لهذا من سلبية فإنَّه في الوقت نفسه قد خلق حالة إيجابية مختلفة، حالة سمحت للشباب ولرؤاهم ولسلوكياتهم بالنمو بعيدا عن التأثيرات المباشرة، وفي دولة متصالحة جداً مع كل شيء مثل عُمان يمكنك أن ترى بجلاء أثر هذا التصالح في الشباب العُمانيين، أعني من الصعب أن تجد ــ غير القلة المؤثر عليها مباشرةً ــ من يضيع وقتَه في سجالات سياسية ومذهبية وقبلية، المسألة لا تتجاوز أحياناً إرضاء الأبوين والمجتمع والدولة، ولكن في حقيقة الأمر عندما يخلو بعضهم إلى بعض يمارس كل منهم شخصيته الحقيقية دون طبقاتٍ عديدة منها للحماية ومنها للكسب ومنها فقط لأن الآخرين يفعلون ذلك.

&&&

ما يحدثُ الآن أن الذي يقوله الشباب، والذي يفعلونَه، والذي يمررونه لبعضهم البعض قد بدأ بالخروج من دوائرهم المغلقة وبدأ بالتأثير على بعضِ المناطق الحيوية في عُمان، ولعل السخط الشعبي مما يحدث، أو الغضب الهادر تجاه بعض الأشياء قد بدأ يخرج من حيز المسكوت عنه، وصحيح قد يقول قائل أن الشباب في النهاية حزمة غير مسيطر عليها من الطاقة الصافية، ولكنهم في الوقت نفسه حزمة مؤثرة للغاية ينبغي التفكير عدة مرات قبل إغضابهم وإخراجهم من صبرهم، فأخوف ما تخافه الحكومات هم مئات الألوف من الشباب الذين ليس لديهم ما يخسرونه، وليس لديهم ما ينتظرون كسبَه، وليست لديهم الفرصة نفسها التي كان لآبائهم، آباؤهم الذين يعلمونهم ليل نهار ألا ينطقوا بشيء يمس الدولة لأنَّ الدولة [تعرف كل شيء]. كما يبدو فإنَّ الشباب العُمانيين الآن قد بدأوا بالخروج من دوائرهم المغلقة، وبالطبع فسوف يستدعي ذلك تغيير السياسية بعض الشيء، لأن تقريب شيوخ القبائل، وتقريب شيوخ المذاهب، وتقريب [الزعامات] الاجتماعية لم تعد تنطلي عليهم في دولة يغلب على معظمها الطابع شبه المدني، أعني ماذا سيريد شاب عُماني في العشرين من شيخ قبيلته، بل ماذا سيريد من أبيه حتى؟ على صعيد العَمل الاجتماعي؟؟ ببساطة سيقول لأبيه: لقد أخذت فرصتك، وبينت بيتا، وتزوجت، واشتغلت في الحكومة، ودرست على حسابها؟ ولكن ماذا عني أنا الذي تخرجت ضمن ستين ألف عُماني غيري وتبدو الفرص أمامي شبه مستحيلة. وللحكومة في ذلك وجهة نظر أن التعليم مبني على احتياجات سوق العَمل، ولكن عندما يتخرجُ مئات المعلمين دون وظيفة [مع أنني شخصيا لا أؤيد هذه السياسة وأقف تماما مع فكرة التعليم من أجل التعليم واختيار الأكفأ والأحسن لشغل الوظائف المهمة] سيخرج لك أحدهم ويقول ببجاحة [أوووه تعال صح التعليم من أجل التعليم تراه] .... والاعتراض يكمن هنا في التناقض بين الخطابين، فعندما كانت الدولة تصرف المال للتعليم، كانت توهمنا بأنها من أجل تلبية احتياجات سوق العَمل، ولكن عندما تكاثر الخريجون [خريجوا مؤسسات الدولة] وقبعوا في بيوتهم دون عَمل بسبب سوء التخطيط، خرج لنا البعض بدعاية متأخرة هي [التعليم من أجل التعليم] مع أنه كان من الحري من البداية العَمل على خلق فكرة الكفاءات والتعليم من أجل التعليم. جزء من التناقض الذي يغلب على الكثير من الأداء الحكومي العُماني. عدد هائل ممن درسوا خارج عمان على حساب آبائهم ــ أو على حساب الدولة أحياناً ــ وجدوا أفضل الوظائف على حساب آلاف ممن درسوا بناء على وعد الحكومة بأن التعليم بناء على احتياجات سوق العَمل، شخصيا أؤمن أن الفرص والتنافس على شغل الوظائف يجعل من الأكفأ قادرا على شغل شؤوننا العامَّة، ولكن إلقاء الوعود والتراجع عنها هو مكمن الاعتراض، الاعتراض الذي أعتقد أن الصوت الشبابي حتى هذه اللحظة لم يقم بإيصاله بوضوح حتى مع الاعتصامات المتكررة.

&&&

مثلما يتفاعل كل شيء بجنون وببطء في هذه البلاد، تخرج التفاعلات الشبابية بشكل مختلف تماما، فالمطوع الشاب غير المطوع القديم المشغول بالخلافات مع السعوديين والوهابية، والمذهبي الشاب غير المذهبي القديم المشغول بفرض سيطرة مذهبه على الأقليات الدينية الأخرى أو الأكثريات منها، والقبلي الشاب غير القبلي القديم المشغول بالتقرب للسلطة والأخذ من مالها وقوتها. الشباب الآن مع وجود انتماء أيديولوجي بنسبة منهم، يقبلون الآخر وينصتون له، ويعرفون جيدا أنَّه مهما بلغَ من قدرات إنسان فلن يكون نبيا أو إلها أو صواباً في كلِّ شيء يفترضونه.

ربما ــ وهي أمنية ــ أن يكون هذا الصوت الشبابي أكثر قدرةً من غيره على سبر أغوار بعض العيوب في المجتمع، وفي الحكومة وربما حتى في الأيدلوجيات والثقافات الاجتماعية الموجودة، هؤلاء هم الذين سيعترضون وهم الذين سيربون أبناءهم بطريقة مختلفة وسيعلمونهم قيما مثل [الانتماء ــ الولاء ــ حب الوطن] بشكل مختلف عمَّا كان يمرر ويسقى مع حليب الأم في الأجيال السابقة. أعتقد أن هؤلاء فعلا هم الذين سيكونون [عُمان الجديدة] بشكلها الأجمل ذات يوم، وإن لم تسنح الظروف الآن فالزمان قابل دائما لاحتضان المشاريع الجديدة، وجعلها ــ مع الوقت ــ أكثر قابلية للتحقق.


ودمتم في حب عُمان..

عميد المظلومين 23/08/2010 11:12 PM

بارك الله فيك يا مبدع وعبقري واعد

حُذام 23/08/2010 11:20 PM

أتعلم يا معاوية

بأن الحب معنا بالوراثه

والنظرة للأمور بالوراثه

والدين بالوراثه

والفكر بالوراثه

وحتى الانفعالات بالوراثه

ولأنهم يفعلون ذلك ،،،، نفعله

ولأنهم يرفضون ذلك ،،، نرفضه



فأي فكر تحاور


لي عودة أيها " السهل الممتنع " :)

عميد المظلومين 23/08/2010 11:23 PM

اقتباس:

أرسل أصلا بواسطة حُذام (المشاركة 18633705)
أتعلم يا معاوية

بأن الحب معنا بالوراثه

والنظرة للأمور بالوراثه

والدين بالوراثه

والفكر بالوراثه

وحتى الانفعالات بالوراثه

ولأنهم يفعلون ذلك ،،،، نفعله

ولأنهم يرفضون ذلك ،،، نرفضه



فأي فكر تحاور


لي عودة أيها " السهل الممتنع " :)

وهل الظلم بعد بالوراثه والفساد بالوراثه والواسطة بالوراثه
و المحسوبية بالوراثه و المحاباة بالوراثه

حُذام 23/08/2010 11:25 PM

إذا أخطأ المتدين

مسكين " أغواه " الشيطان

وتجوز له "التوبة "

وإذا أخطأ الشاب الغير ملتزم

أسلخوه فهو " لا ينتمي للدين والأخلاق "

:)

إذا أخطأت " الفتاة " كفرت ولن يغفر لها

وإذا خان الرجل وغرق بوحل من الذنوب

رجل " لا يعيبه "

:)

إذا سرقنا " الكبير " يستاهل ،،، يتعب علشان يعيشنا بكرامة

وإذا عدلناهم " بكلمة " سرقنا حقوقهم الوجدانية

:)



يا معاوية

أي فكر تخاطب

أنتظر فقط " وسترى " أصحاب المباديء والمتدينون وأصحاب التمجيد والتهليل

كيف سيقفون فهما لأبعد من مستوى الطرح

عميد المظلومين 23/08/2010 11:28 PM

واذا السرق الكبير تم تكريمه واذا السرق فقير سجنوه

OverZero 23/08/2010 11:37 PM

موضوع جيد.. و لو إني ما فهمت شي

honest man 23/08/2010 11:40 PM

عمان الجديده التي تنادي بها يجب أن تكون خالية من المحسوبية والمحاباه والفساد والمصالح الشخصية ،

يجب ان تكوني المصلحة العامة فوق كل اعتبار ، يجب أن تبدل تلك الكراسي الحجرية وعدم وراثتها جيل بعد جيل

يجب أن تعم الديموقراطية كافة افراد الشعب ، يجب أن ينعم الشعب بخيرات بلاده ،،

يجب أن تلغى الصفقات الفاشلة التي كلفت خزينة الشعب الكثير من الأموال ،

أي عمان الجديدة التي تنادي بها وأهلها يعانون الأمرين .

zoom 23/08/2010 11:40 PM

اقتباس:

أرسل أصلا بواسطة معاوية الرواحي (المشاركة 18633521)
http://www.muawiyah.com/2010/08/blog-post_21.html

عُمان الجديدة !!!


الكلمة أعلاه، العنوان أعلاه، جديد للغاية مما يجعله ــ كغيره ــ عرضة للخضوع إلى تعريفات مختلفة من قبل البشر الذين يصرون على ليِّ أعناق كل مفهومٍ في الأرض ليتناسبَ عنوةً مع رؤاهم الخاصَّة عن العالم والوطن والبشر.

عُمان الجديدة ليست دعاية سياسية أو اجتماعية أو دينية، فالسياسيون يرونَ أنَّ عُمان كما هي عليه هي أجمل بلدان الأرض، هي جنة عدن على الأرض، والمكان الأجمل في العَالم، هي أحسن من مصر التي لا ينخرها الفساد، وأحسن من السعودية حيث لا توجد هيئة أمر بالمعروف أو نهي عن المنكر، وأحسن من الإمارات حيث عدد السكان يفوق عدد الوافدين، وأحسن من قطر لأنَّه أكبر حجماً، وأحسن من اليمن لأنَّ القبلية في عُمان أقل، وأحسن من الكويت لأن العُمانيين أثبتوا تلاحمهم وتعاضدهم في وجه الأعاصير، وأحسن من فلسطين لأنَّها وطنٌ غير محتل، وأحسن من الجزائر لأن أهلها عرب ولاد عرب، وأحسن من المغرب لأن بنات عُمان يلبسن العباءة، وأحسن من ليبيا لأنَّها تسير قدما في خطى الدولة العصرية البعيدة عن دعايات الستينات، وأحسن من كل دولة عربية. بالنسبة للسياسيين القلة في عُمان فكرة عُمان الجديدة تبدو كريهةً وبغيضة، لأنها مجهولة بالنسبة لهم فهم يلبسون النظارة الوردية عندما ينظرون إلى الدولة وإلى أنفسهم ويلبسون النظارة السوداء عندما ينظرون إلى المجتمع، فالمجتمع ــ وفق رؤيتهم ــ حتى هذه اللحظة ليس سوى مجموعة من البدائيين الذين لا يعرفون ما يريدون ويجب عليهم أن يقفوا ليل نهار مبتهلين للحكومة أنها جعلت منهم بشراً وكأن هذه منَّة من المنن التي يجب على كلِّ إنسانٍ أن يشكر الله عليها.
&&&
بالنسبة للدينيين. فكرة عُمان الجديدة ليست إلا شكلاً من أشكال [عُمان القديمة جدا] فهي ببساطة محاولة عودة دائمة إلى العصر الذي يعتقدون أنه العصر الذهبي. ومهما لبست محاولات الدينيين من ثياب العصرنة فإنَّ الفكرة تظهر بجلاء، الديني يعنيه كثيرا أن يكون الحجاب إجباريا، وأن تمنع الأغاني، وأن يتم التدخل في الحريات الشخصية في البلاد، وبالتالي إغلاق الحانات ومنع السياح من لبس ملابس البحر والاستمتاع بالسواحل العُمانية الكبيرة، وتخصيص ساعة يوميا للبيان للناس أن الله يسلط عليهم الأعاصير بسبب كفرهم وفسقهم وإسبال رجالهم وإخراج بناتِهم [سقحات] من بيوتهم، وهذا جوهرٌ لا يمكن إغفاله مهما كانَت الدعاية مغرية أو تحدثت باسم الله، الدينيون لديهم [عُمان الجديدة] التي هي عُمان قديمة للغاية، ومهما حاولت أن تقول لهم أن الناس لا يرون الالتزام بالدين كما ترون أنتم، فإنَّهم يرفضون، والمؤسف في المسألة أن العقول الجديدة من الدينيين ممن يحاولون فعلا إيجاد حوار بين المنهج الديني القديم والعالم الحديث يتعرضون لأشد أنواع القتال من الدينيين أنفسهم، ولعل الذي يحيق بالعقلانيين [كما يوصفون] من هجوم شرس يظهر لنا بجلاء ما يمكن لعُمان الجديدة أن تكونَه إن كانت الفكرة الشائعة المسيطرة هي فكرة هؤلاء.
&&&

أخيراً، ماذا تعني أن تكون هُناك عُمان جديدة اليوم؟ أعني بالنسبة للشباب العُمانيين المولودين من الثمانينيات فصاعداً. يمكنني أن أجزم أن هؤلاء من ناحية من نواحيهم أكثر تشوها بسبب الدعايات التي مررت إليهم عبر آبائهم الذين أيضا صدقوا الكثير عما يحدث وما سيحدث في عُمان، وكذلك من ناحية أخرى يمكنني أن أجزم أن هؤلاء هم أكثر صراحةً وصدقاً من التصرفات النفاقية التي تطبعُ على سلوكيات المئات من البشر، وأقصد هُنا طبقات البصل التي يحيط بها المرء العُماني نفسه ليكون صاحب عدة شخصيات، فهو في البيت شخصية، وفي العمل شخصية، وفي الأماكن العامَّة شخصية، والمكان الوحيد الذي يكون فيه نفسه هو المكان الذي يشتركُ فيه مع مجموعة من أقرانِه [الشباب]. هُناك فقط يمكنه أن يقول ما يشاء وأن يفعل ما يشاء وأن يلتقي الجَميع في ملعب الكرة [إباضية ــ سنة ــ شيعة ــ سمر ــ بيض ــ خدام ــ بياسر ــ أثرياء ــ فقراء] ويكون شغلهم الشاغل قضاياهم الرئيسية، قضايا [الشباب] الذين يتقدمون بسرعة خارقة ليكونوا الأكثرية الحقيقية في هذه البلاد، وبالنسبة لدولة معظم سكانها ولدوا بعد السبعينيات فإنَّ هذا الأثر الرقمي لا يمكن تجاوزه، ولكن بالطبع بالنسبة للفرق الساعية أو المنتظرة حقبة ما بعد قابوس فالأمر مختلف.

&&&

أعتقد أن أكثر ما يجب أن نفعله نحن الشباب من أجل هذه البلاد هو الوقوف بوجه مختلف أنواع الدعايات التي يريد مروجوها كسبنا إلى صفهم. لا يوجد فريق أقوى من الشباب والشابَّات في مجتمعٍ ما لتمرير أية رسالة، فالأجيال الجديد مسلحة بالتقنية الإنترنتية وبالهواتف النقَّالة والأهم بالوقتِ الذي يكفل لهم تمرير رسائلهم عبر البلوتوث وعبر اليوتيوب، وعبر المنتديات والمدونات. الشاب المذهبي أكثر خطورة من الشيخ المذهبي المعمم، والشاب القبلي أكثر خطورة من شيخ القبيلة المؤدلج، والشاب المتطرف فكرياً أكثر خطورةً من الذي يمده بأفكار التطرف، هؤلاء لديهم تلكَ الروح القادرة على البذل والعطاء بدون مُقابل، ففي ذلك السن من العشرين للثلاثين تبدو الأشياء مثل [المبادئ ــ القيم ــ المثل] خطوطا حمراء لا يمكن المساس بها حتى يدخل الواحد منهم القفص الأزلي ويبدأ حينَها بالتنازل عن بعض قيمِه من أجل استمرارية الحياة وضمان العيش الكريم لهؤلاء الذين جلبهم للعالم.

&&&

كنتُ في السابق قد آمنت أن عُمان الجديدة هي مفترق الطرق الذي سنعيشه بعدما يرحل عنا السلطان قابوس ــ أطال الله في عمره ــ ولكنني أجدني مضطرا لمراجعة هذه الفرضية. ما يبدو الآن من طبقات البصل للشخصية العُمانية، والتعدد الذي يعيشه الواحد منا، ما يبدو لهذا من سلبية فإنَّه في الوقت نفسه قد خلق حالة إيجابية مختلفة، حالة سمحت للشباب ولرؤاهم ولسلوكياتهم بالنمو بعيدا عن التأثيرات المباشرة، وفي دولة متصالحة جداً مع كل شيء مثل عُمان يمكنك أن ترى بجلاء أثر هذا التصالح في الشباب العُمانيين، أعني من الصعب أن تجد ــ غير القلة المؤثر عليها مباشرةً ــ من يضيع وقتَه في سجالات سياسية ومذهبية وقبلية، المسألة لا تتجاوز أحياناً إرضاء الأبوين والمجتمع والدولة، ولكن في حقيقة الأمر عندما يخلو بعضهم إلى بعض يمارس كل منهم شخصيته الحقيقية دون طبقاتٍ عديدة منها للحماية ومنها للكسب ومنها فقط لأن الآخرين يفعلون ذلك.

&&&

ما يحدثُ الآن أن الذي يقوله الشباب، والذي يفعلونَه، والذي يمررونه لبعضهم البعض قد بدأ بالخروج من دوائرهم المغلقة وبدأ بالتأثير على بعضِ المناطق الحيوية في عُمان، ولعل السخط الشعبي مما يحدث، أو الغضب الهادر تجاه بعض الأشياء قد بدأ يخرج من حيز المسكوت عنه، وصحيح قد يقول قائل أن الشباب في النهاية حزمة غير مسيطر عليها من الطاقة الصافية، ولكنهم في الوقت نفسه حزمة مؤثرة للغاية ينبغي التفكير عدة مرات قبل إغضابهم وإخراجهم من صبرهم، فأخوف ما تخافه الحكومات هم مئات الألوف من الشباب الذين ليس لديهم ما يخسرونه، وليس لديهم ما ينتظرون كسبَه، وليست لديهم الفرصة نفسها التي كان لآبائهم، آباؤهم الذين يعلمونهم ليل نهار ألا ينطقوا بشيء يمس الدولة لأنَّ الدولة [تعرف كل شيء]. كما يبدو فإنَّ الشباب العُمانيين الآن قد بدأوا بالخروج من دوائرهم المغلقة، وبالطبع فسوف يستدعي ذلك تغيير السياسية بعض الشيء، لأن تقريب شيوخ القبائل، وتقريب شيوخ المذاهب، وتقريب [الزعامات] الاجتماعية لم تعد تنطلي عليهم في دولة يغلب على معظمها الطابع شبه المدني، أعني ماذا سيريد شاب عُماني في العشرين من شيخ قبيلته، بل ماذا سيريد من أبيه حتى؟ على صعيد العَمل الاجتماعي؟؟ ببساطة سيقول لأبيه: لقد أخذت فرصتك، وبينت بيتا، وتزوجت، واشتغلت في الحكومة، ودرست على حسابها؟ ولكن ماذا عني أنا الذي تخرجت ضمن ستين ألف عُماني غيري وتبدو الفرص أمامي شبه مستحيلة. وللحكومة في ذلك وجهة نظر أن التعليم مبني على احتياجات سوق العَمل، ولكن عندما يتخرجُ مئات المعلمين دون وظيفة [مع أنني شخصيا لا أؤيد هذه السياسة وأقف تماما مع فكرة التعليم من أجل التعليم واختيار الأكفأ والأحسن لشغل الوظائف المهمة] سيخرج لك أحدهم ويقول ببجاحة [أوووه تعال صح التعليم من أجل التعليم تراه] .... والاعتراض يكمن هنا في التناقض بين الخطابين، فعندما كانت الدولة تصرف المال للتعليم، كانت توهمنا بأنها من أجل تلبية احتياجات سوق العَمل، ولكن عندما تكاثر الخريجون [خريجوا مؤسسات الدولة] وقبعوا في بيوتهم دون عَمل بسبب سوء التخطيط، خرج لنا البعض بدعاية متأخرة هي [التعليم من أجل التعليم] مع أنه كان من الحري من البداية العَمل على خلق فكرة الكفاءات والتعليم من أجل التعليم. جزء من التناقض الذي يغلب على الكثير من الأداء الحكومي العُماني. عدد هائل ممن درسوا خارج عمان على حساب آبائهم ــ أو على حساب الدولة أحياناً ــ وجدوا أفضل الوظائف على حساب آلاف ممن درسوا بناء على وعد الحكومة بأن التعليم بناء على احتياجات سوق العَمل، شخصيا أؤمن أن الفرص والتنافس على شغل الوظائف يجعل من الأكفأ قادرا على شغل شؤوننا العامَّة، ولكن إلقاء الوعود والتراجع عنها هو مكمن الاعتراض، الاعتراض الذي أعتقد أن الصوت الشبابي حتى هذه اللحظة لم يقم بإيصاله بوضوح حتى مع الاعتصامات المتكررة.

&&&

مثلما يتفاعل كل شيء بجنون وببطء في هذه البلاد، تخرج التفاعلات الشبابية بشكل مختلف تماما، فالمطوع الشاب غير المطوع القديم المشغول بالخلافات مع السعوديين والوهابية، والمذهبي الشاب غير المذهبي القديم المشغول بفرض سيطرة مذهبه على الأقليات الدينية الأخرى أو الأكثريات منها، والقبلي الشاب غير القبلي القديم المشغول بالتقرب للسلطة والأخذ من مالها وقوتها. الشباب الآن مع وجود انتماء أيديولوجي بنسبة منهم، يقبلون الآخر وينصتون له، ويعرفون جيدا أنَّه مهما بلغَ من قدرات إنسان فلن يكون نبيا أو إلها أو صواباً في كلِّ شيء يفترضونه.

ربما ــ وهي أمنية ــ أن يكون هذا الصوت الشبابي أكثر قدرةً من غيره على سبر أغوار بعض العيوب في المجتمع، وفي الحكومة وربما حتى في الأيدلوجيات والثقافات الاجتماعية الموجودة، هؤلاء هم الذين سيعترضون وهم الذين سيربون أبناءهم بطريقة مختلفة وسيعلمونهم قيما مثل [الانتماء ــ الولاء ــ حب الوطن] بشكل مختلف عمَّا كان يمرر ويسقى مع حليب الأم في الأجيال السابقة. أعتقد أن هؤلاء فعلا هم الذين سيكونون [عُمان الجديدة] بشكلها الأجمل ذات يوم، وإن لم تسنح الظروف الآن فالزمان قابل دائما لاحتضان المشاريع الجديدة، وجعلها ــ مع الوقت ــ أكثر قابلية للتحقق.


ودمتم في حب عُمان..

كلامك جميل بس فيك طبع واحد ما زين ,,, ايش بينك وبين المتدينيين ,,, لا هم يحكمون البلد ولا لهم راي في شي ,,,, يعني ايش مشكلتك معهم ,,, اذا انته غير متدين خلي الناس في حالها ,,, بعدين الكلام الي كتبته وانا لونته بالأحمر ,,, هناك اسس سواء لعمان الجديدة او عمان القديمة لابد منها ,,,, نحن مسلمون في المقام الأول والحجاب وغيره لا يتنافى مع كون عمان جديدة او قديمة ,,,, يعني لازم تكون المرأة سااافرة والخمر في الشوارع والبارات على الطرقات لكي تكون عمان جديدة ,,,,

عمان سوف تكون جديدة اذا كان هناك توجه حكومي صادق في جعل عمان جديدة ,,,, واهم هذه التوجهات هو البحث العلمي المكثف والصناعات الثقيلة وتشغيل النفط والغاز في هذه الصناعات بدل وتصدير هذه الصنعات للخارج ,,,, وانا اقول لك لن تنفع عمان جديدة بخمور او اغاني او بارات او مراقص ,,,, ولن تنفع عمان جديدة بدون حجاب ,,, ولن تنفع كذلك بصوم وصلاة وحجاب اذا لم تكن هناك اهداف واضحة لخدمة الوطنة ,,, الله سبحانه وتعالى امر بعمارة الأرض واعطى المسلمين ما لم يعطي غيرهم من الموارد واهمها النفط ,,, ولكن ماذا تقول اذا كانت حكوماتنا تقدم هذه الثروات على طبق من ذهب للغرب وبعد ذلك نستجدي المساعدات منهم ,,, هل هذا فكر المتدييين ام فكر العلمانيين الذي يسعون لمصالحهم الشخصية ,,,,,

خلي الدين بعيد عن هذه الأمور ,,, الأمر اسواء من حجاب او مخمرة ,,, نريد اناس لديهم ضمير يقومون على هذا البلد ,,,, على الأقل شوف المثل القائم ,,, ماليزيا ,,, هل اثر فيها الحجاب ,,, هل اثرت فيها الصلاة وعبادة الله ,,, لا لم يأثر ذلك فيها ,,,,

ماليزيا لديها عقول واعية وضمائر حية لخدمة الوطن ,,,, اما التفسخ الدين والمخامر والمراقص فلن تنفع في جعل عمان الجديدة التي سوف تغزوا القمر

للأسف عقول عقيمة ,,, مشردة تهرف بما لا تعرف ,,,

حُذام 23/08/2010 11:42 PM

اقتباس:

معاوية الرواحي

عُمان الجديدة !!!


الكلمة أعلاه، العنوان أعلاه، جديد للغاية مما يجعله ــ كغيره ــ عرضة للخضوع إلى تعريفات مختلفة من قبل البشر الذين يصرون على ليِّ أعناق كل مفهومٍ في الأرض ليتناسبَ عنوةً مع رؤاهم الخاصَّة عن العالم والوطن والبشر.

على الأقل بالنسبة لي كقارئة لمدونتك

بعض من المقالات السابقة لك كنت تتضمنها بأن تحمل عمان الجديدة بدعوتك الى تغيير بعض الأفكار وتوجهات الشباب التي أصبحت مهزومة

والسبب هم وغيرهم



اقتباس:

عُمان الجديدة ليست دعاية سياسية أو اجتماعية أو دينية، فالسياسيون يرونَ أنَّ عُمان كما هي عليه هي أجمل بلدان الأرض، هي جنة عدن على الأرض، والمكان الأجمل في العَالم، هي أحسن من مصر التي لا ينخرها الفساد، وأحسن من السعودية حيث لا توجد هيئة أمر بالمعروف أو نهي عن المنكر، وأحسن من الإمارات حيث عدد السكان يفوق عدد الوافدين، وأحسن من قطر لأنَّه أكبر حجماً، وأحسن من اليمن لأنَّ القبلية في عُمان أقل، وأحسن من الكويت لأن العُمانيين أثبتوا تلاحمهم وتعاضدهم في وجه الأعاصير، وأحسن من فلسطين لأنَّها وطنٌ غير محتل، وأحسن من الجزائر لأن أهلها عرب ولاد عرب، وأحسن من المغرب لأن بنات عُمان يلبسن العباءة، وأحسن من ليبيا لأنَّها تسير قدما في خطى الدولة العصرية البعيدة عن دعايات الستينات، وأحسن من كل دولة عربية. بالنسبة للسياسيين القلة في عُمان فكرة عُمان الجديدة تبدو كريهةً وبغيضة، لأنها مجهولة بالنسبة لهم فهم يلبسون النظارة الوردية عندما ينظرون إلى الدولة وإلى أنفسهم ويلبسون النظارة السوداء عندما ينظرون إلى المجتمع، فالمجتمع ــ وفق رؤيتهم ــ حتى هذه اللحظة ليس سوى مجموعة من البدائيين الذين لا يعرفون ما يريدون ويجب عليهم أن يقفوا ليل نهار مبتهلين للحكومة أنها جعلت منهم بشراً وكأن هذه منَّة من المنن التي يجب على كلِّ إنسانٍ أن يشكر الله عليها.
فضلت الحذف

لأنك أثرت انفعالنا من مرارة الواقع

عبدالله المسلم 23/08/2010 11:45 PM

شكرا اخي معاوي

عنصران اخي سيكون لهما أشد التأثير في فكر الشباب ، أولهما الاحباط وثانيهما الامل.

الشاب المحبط من الوضع الحالي هو قنبلة موقوتة سينقاد الى أي شخص أو شيء يعطيه الامل في المستقبل سواء كان هذا الامل صادقاً او كاذباً وهنا يبرز من أسميتهم بالمتطرفين الذين يجيدون إعطاء الآمال وتوجيه الناس اليها وهنا قد نواجه وضعاً خطيرا لانتمناه وليت الامور تسير كما تمنيت انت.

شكرا لك

OverZero 23/08/2010 11:59 PM

اقتباس:

أرسل أصلا بواسطة معاوية الرواحي (المشاركة 18633521)

عُمان الجديدة ليست دعاية سياسية أو اجتماعية أو دينية، فالسياسيون يرونَ أنَّ عُمان كما هي عليه هي أجمل بلدان الأرض، هي جنة عدن على الأرض، والمكان الأجمل في العَالم، هي أحسن من مصر التي لا ينخرها الفساد، وأحسن من السعودية حيث لا توجد هيئة أمر بالمعروف أو نهي عن المنكر، وأحسن من الإمارات حيث عدد السكان يفوق عدد الوافدين، وأحسن من قطر لأنَّه أكبر حجماً، وأحسن من اليمن لأنَّ القبلية في عُمان أقل، وأحسن من الكويت لأن العُمانيين أثبتوا تلاحمهم وتعاضدهم في وجه الأعاصير، وأحسن من فلسطين لأنَّها وطنٌ غير محتل، وأحسن من الجزائر لأن أهلها عرب ولاد عرب، وأحسن من المغرب لأن بنات عُمان يلبسن العباءة، وأحسن من ليبيا لأنَّها تسير قدما في خطى الدولة العصرية البعيدة عن دعايات الستينات، وأحسن من كل دولة عربية. بالنسبة للسياسيين القلة في عُمان فكرة عُمان الجديدة تبدو كريهةً وبغيضة، لأنها مجهولة بالنسبة لهم فهم يلبسون النظارة الوردية عندما ينظرون إلى الدولة وإلى أنفسهم ويلبسون النظارة السوداء عندما ينظرون إلى المجتمع، فالمجتمع ــ وفق رؤيتهم ــ حتى هذه اللحظة ليس سوى مجموعة من البدائيين الذين لا يعرفون ما يريدون ويجب عليهم أن يقفوا ليل نهار مبتهلين للحكومة أنها جعلت منهم بشراً وكأن هذه منَّة من المنن التي يجب على كلِّ إنسانٍ أن يشكر الله عليها.
..

هذه أكثر جملة توقفت عندها ..

:متفكر:

عبدالله الرباش 24/08/2010 12:11 AM

أراني أتفق معك يا معاوية .
وأرى أختي حذام أكثر منطقية

حُذام 24/08/2010 12:30 AM

اقتباس:

الشاب المذهبي أكثر خطورة من الشيخ المذهبي المعمم، والشاب القبلي أكثر خطورة من شيخ القبيلة المؤدلج، والشاب المتطرف فكرياً أكثر خطورةً من الذي يمده بأفكار التطرف،
أستاذي

دائما نعرف موضع "الجرح"

ولكن لا نمتلك سوى "التهدئة "

وبغض النظر عن الحقائق التي ذكرتها

المهم أن نقف على أساس وهدف الموضوع "الشباب " وفكرهم

أبناء الوطن

الذين لا يخلو أي مجتمع عربي كمثلهم من " شاكر، جاحد، طموح،متواكل"

أعتقد

أنها " العاطفة "

الحل بالعاطفة

التي تتحكم بنظرتنا للأمور والحكم على ما يدور ويُدار حولنا

عندما ستكون" عاطفتنا " معافاة وصحية سيكون الثبات بذات "المبدأ" وستكون منطلقاتنا "عقلانية "

وأحكامنا "عقلانية "

*************
أعتقد بأننا كشعب مسالم وكشباب نحب الوطن

لا نريد " عمان " جديدة

فعمان هي عمان ،،، الحب لها لا يحتمل الخيانه ولم يعلمنا سوى الصبر والتأمل

ولكن

هي بعض " الهامات الهلامية " تحتاج إلى أن تشعر بالمسئولية حتى يشعر هذا الجيل بالاستقرار النفسي

لأن ما " يقال " عكس ما هو " مشاهد وموجود"

هناك تحدث " الأزمة " العاطفية بين جيلهم وجيلنا

أعتقد "المطالبات " ليست بالمستحيلة

هي "فجوة" الفهم والتفهم التي تجمع بين الجيلين المفقودة


***************

أيها الانسان العماني

بهذا المقال

أنت تتسائل

وساخط

ومتأمل

ووضعت النقاط على الحروف

وسأكتفي بهذا القدر من " الانفعال " و"التفاعل " مع الموضوع
لأترككم
دمتم بحب "عمان "
وتصبحون على وطن
:)

zoom 24/08/2010 12:59 AM

اقتباس:

أرسل أصلا بواسطة حُذام (المشاركة 18635118)


أستاذي

دائما نعرف موضع "الجرح"

ولكن لا نمتلك سوى "التهدئة "

وبغض النظر عن الحقائق التي ذكرتها

المهم أن نقف على أساس وهدف الموضوع "الشباب " وفكرهم

أبناء الوطن

الذين لا يخلو أي مجتمع عربي كمثلهم من " شاكر، جاحد، طموح،متواكل"

أعتقد

أنها " العاطفة "

الحل بالعاطفة

التي تتحكم بنظرتنا للأمور والحكم على ما يدور ويُدار حولنا

عندما ستكون" عاطفتنا " معافاة وصحية سيكون الثبات بذات "المبدأ" وستكون منطلقاتنا "عقلانية "

وأحكامنا "عقلانية "

*************
أعتقد بأننا كشعب مسالم وكشباب نحب الوطن

لا نريد " عمان " جديدة

فعمان هي عمان ،،، الحب لها لا يحتمل الخيانه ولم يعلمنا سوى الصبر والتأمل

ولكن

هي بعض " الهامات الهلامية " تحتاج إلى أن تشعر بالمسئولية حتى يشعر هذا الجيل بالاستقرار النفسي

لأن ما " يقال " عكس ما هو " مشاهد وموجود"

هناك تحدث " الأزمة " العاطفية بين جيلهم وجيلنا

أعتقد "المطالبات " ليست بالمستحيلة

هي "فجوة" الفهم والتفهم التي تجمع بين الجيلين المفقودة


***************

أيها الانسان العماني

بهذا المقال

أنت تتسائل

وساخط

ومتأمل

ووضعت النقاط على الحروف

وسأكتفي بهذا القدر من " الانفعال " و"التفاعل " مع الموضوع
لأترككم
دمتم بحب "عمان "
وتصبحون على وطن
:)

كلام في الصميم ,,,,,

صوت الفقراء 24/08/2010 01:09 AM

اقتباس:

أرسل أصلا بواسطة حُذام (المشاركة 18633705)
أتعلم يا معاوية

بأن الحب معنا بالوراثه

والنظرة للأمور بالوراثه

والدين بالوراثه

والفكر بالوراثه

وحتى الانفعالات بالوراثه

ولأنهم يفعلون ذلك ،،،، نفعله

ولأنهم يرفضون ذلك ،،، نرفضه



فأي فكر تحاور


لي عودة أيها " السهل الممتنع " :)

أرى أن اليأس أيضا بالوراثة
أختي حذام كأن اليأس بلغ بك مبلغ!
عمان تبقى أغلى ما نملكه......


ما ضاقت إلا لتتسع:).

homesickness 24/08/2010 01:14 AM

تشكر أخي معاوية على الطرح الراقي
وأعلم أنك لا تلتفت لكثير من الردود لأنهم لم يفهموا الموضوع الذي طرحته
والشكر موصول للرباش ولحزام

حُذام 24/08/2010 01:15 AM

اقتباس:

أرسل أصلا بواسطة صوت الفقراء (المشاركة 18636104)
أرى أن اليأس أيضا بالوراثة
أختي حذام كأن اليأس بلغ بك مبلغ!
عمان تبقى أغلى ما نملكه......


ما ضاقت إلا لتتسع:).

شكرا لك أخي دعوتك الجميلة للتفاؤل :)

ولكنها لم تكن لغة اليأس :) بل بعض من الواقع

ألم تقرأ لي هذا

اقتباس:

أعتقد بأننا كشعب مسالم وكشباب نحب الوطن

لا نريد " عمان " جديدة

فعمان هي عمان ،،، الحب لها لا يحتمل الخيانه ولم يعلمنا سوى الصبر والتأمل

ولكن

هي بعض " الهامات الهلامية " تحتاج إلى أن تشعر بالمسئولية حتى يشعر هذا الجيل بالاستقرار النفسي

لأن ما " يقال " عكس ما هو " مشاهد وموجود"

هناك تحدث " الأزمة " العاطفية بين جيلهم وجيلنا

أعتقد "المطالبات " ليست بالمستحيلة

هي "فجوة" الفهم والتفهم التي تجمع بين الجيلين المفقودة
أعتقد منها وبها كنت متفائلة

إذن كان بعض من الواقع وليس شيئاً من اليأس

خالص الإحترام لك

:)

صوت الفقراء 24/08/2010 01:53 AM

اقتباس:

أرسل أصلا بواسطة حُذام (المشاركة 18635118)



أعتقد بأننا كشعب مسالم وكشباب نحب الوطن

لا نريد " عمان " جديدة

فعمان هي عمان ،،، الحب لها لا يحتمل الخيانه ولم يعلمنا سوى الصبر والتأمل

ولكن

هي بعض " الهامات الهلامية " تحتاج إلى أن تشعر بالمسئولية حتى يشعر هذا الجيل بالاستقرار النفسي

لأن ما " يقال " عكس ما هو " مشاهد وموجود"

هناك تحدث " الأزمة " العاطفية بين جيلهم وجيلنا

أعتقد "المطالبات " ليست بالمستحيلة

هي "فجوة" الفهم والتفهم التي تجمع بين الجيلين المفقودة


دمتم بحب "عمان "
وتصبحون على وطن
:)

نعم هذا هو بيت القصيد الفهم والتفهم.

الفهم بين جيلٍ قديمٍ يرى أن المجتمع بدائي - عذرا على اللفظة - ولذلك يجب أن يقاد كالـ..........
وبين جيل جديد واعي ومثقف ومطّلع يبحث عن طرق الرقي بهذا الوطن الذي يرى صورته النمطية الكلاسيكية تتكرر كلما أشرق فجر يوم جديد.

التفهم بين الجيلين يجب أن يمتزج لكي تنتج لنا عصارة التجربة مع حداثة الفكرة تنتج فكر مؤسسي راقي يعمل به الجميع محافظا على أصالة المجتمع و متسلحا بحداثة الأدوات و السبل.


لعلنا نصحو على وطنٍ أكثر إشراقا:) و أبهى صورة:).

رنين الغموض 24/08/2010 02:10 AM

لَعَمري ما ضاقت بلادٌ بأهلها .. ولكنّ أخلاقَ الرجالِ تضيقُ

معاوية الرواحي 24/08/2010 02:33 AM

اقتباس:

أرسل أصلا بواسطة رنين الغموض (المشاركة 18637739)
لَعَمري ما ضاقت بلادٌ بأهلها .. ولكنّ أخلاقَ الرجالِ تضيقُ


الرجال فقط؟؟

أم الرجال والنساء؟؟

ووهج 24/08/2010 02:48 AM

عمان الجديدة عنوان براق
لواقع مؤلم ومستقبل مبهم بطابع واعد،،
ربما النظرة الـدينية لما ستؤول إليه الأحداث هي الأكثر طمأنه فنحن في كل الأحوال ملتزمين وسعينا أن ندخل الجنان،،
والمتدينين الذين نراهم "لا يملكون من الأمر شيئا" يا معاوية سوى الأمر بالمعروف بينهم والنهي عن المنكر لمن خارج إطارهم،،
عمان الجديدة لابد لها كما كانت تطعم بتطاريز تراثية تذكرنا برزحاتنا وترانيم االأناشيد المغناة ،،
معاوية لك أن تغرد خارج السرب ولكن تأكد أن لا أحد سيتبعك،،

homesickness 24/08/2010 10:50 AM

جزيتم خيرا

abokhaled-400 24/08/2010 10:54 AM

شكرا ..
لنا عودة

عبدالرحمن منيف 24/08/2010 11:17 AM

مادام معاوية الروحي كاتب الموضوع
للرفع مايحتاج اقراء شي

أبناء السلطان 24/08/2010 11:43 AM

اقتباس:

أرسل أصلا بواسطة معاوية الرواحي (المشاركة 18633521)
http://www.muawiyah.com/2010/08/blog-post_21.html

عُمان الجديدة !!!


الكلمة أعلاه، العنوان أعلاه، جديد للغاية مما يجعله ــ كغيره ــ عرضة للخضوع إلى تعريفات مختلفة من قبل البشر الذين يصرون على ليِّ أعناق كل مفهومٍ في الأرض ليتناسبَ عنوةً مع رؤاهم الخاصَّة عن العالم والوطن والبشر.

عُمان الجديدة ليست دعاية سياسية أو اجتماعية أو دينية، فالسياسيون يرونَ أنَّ عُمان كما هي عليه هي أجمل بلدان الأرض، هي جنة عدن على الأرض، والمكان الأجمل في العَالم، هي أحسن من مصر التي لا ينخرها الفساد، وأحسن من السعودية حيث لا توجد هيئة أمر بالمعروف أو نهي عن المنكر، وأحسن من الإمارات حيث عدد السكان يفوق عدد الوافدين، وأحسن من قطر لأنَّه أكبر حجماً، وأحسن من اليمن لأنَّ القبلية في عُمان أقل، وأحسن من الكويت لأن العُمانيين أثبتوا تلاحمهم وتعاضدهم في وجه الأعاصير، وأحسن من فلسطين لأنَّها وطنٌ غير محتل، وأحسن من الجزائر لأن أهلها عرب ولاد عرب، وأحسن من المغرب لأن بنات عُمان يلبسن العباءة، وأحسن من ليبيا لأنَّها تسير قدما في خطى الدولة العصرية البعيدة عن دعايات الستينات، وأحسن من كل دولة عربية. بالنسبة للسياسيين القلة في عُمان فكرة عُمان الجديدة تبدو كريهةً وبغيضة، لأنها مجهولة بالنسبة لهم فهم يلبسون النظارة الوردية عندما ينظرون إلى الدولة وإلى أنفسهم ويلبسون النظارة السوداء عندما ينظرون إلى المجتمع، فالمجتمع ــ وفق رؤيتهم ــ حتى هذه اللحظة ليس سوى مجموعة من البدائيين الذين لا يعرفون ما يريدون ويجب عليهم أن يقفوا ليل نهار مبتهلين للحكومة أنها جعلت منهم بشراً وكأن هذه منَّة من المنن التي يجب على كلِّ إنسانٍ أن يشكر الله عليها.
&&&
بالنسبة للدينيين. فكرة عُمان الجديدة ليست إلا شكلاً من أشكال [عُمان القديمة جدا] فهي ببساطة محاولة عودة دائمة إلى العصر الذي يعتقدون أنه العصر الذهبي. ومهما لبست محاولات الدينيين من ثياب العصرنة فإنَّ الفكرة تظهر بجلاء، الديني يعنيه كثيرا أن يكون الحجاب إجباريا، وأن تمنع الأغاني، وأن يتم التدخل في الحريات الشخصية في البلاد، وبالتالي إغلاق الحانات ومنع السياح من لبس ملابس البحر والاستمتاع بالسواحل العُمانية الكبيرة، وتخصيص ساعة يوميا للبيان للناس أن الله يسلط عليهم الأعاصير بسبب كفرهم وفسقهم وإسبال رجالهم وإخراج بناتِهم [سقحات] من بيوتهم، وهذا جوهرٌ لا يمكن إغفاله مهما كانَت الدعاية مغرية أو تحدثت باسم الله، الدينيون لديهم [عُمان الجديدة] التي هي عُمان قديمة للغاية، ومهما حاولت أن تقول لهم أن الناس لا يرون الالتزام بالدين كما ترون أنتم، فإنَّهم يرفضون، والمؤسف في المسألة أن العقول الجديدة من الدينيين ممن يحاولون فعلا إيجاد حوار بين المنهج الديني القديم والعالم الحديث يتعرضون لأشد أنواع القتال من الدينيين أنفسهم، ولعل الذي يحيق بالعقلانيين [كما يوصفون] من هجوم شرس يظهر لنا بجلاء ما يمكن لعُمان الجديدة أن تكونَه إن كانت الفكرة الشائعة المسيطرة هي فكرة هؤلاء.
&&&

أخيراً، ماذا تعني أن تكون هُناك عُمان جديدة اليوم؟ أعني بالنسبة للشباب العُمانيين المولودين من الثمانينيات فصاعداً. يمكنني أن أجزم أن هؤلاء من ناحية من نواحيهم أكثر تشوها بسبب الدعايات التي مررت إليهم عبر آبائهم الذين أيضا صدقوا الكثير عما يحدث وما سيحدث في عُمان، وكذلك من ناحية أخرى يمكنني أن أجزم أن هؤلاء هم أكثر صراحةً وصدقاً من التصرفات النفاقية التي تطبعُ على سلوكيات المئات من البشر، وأقصد هُنا طبقات البصل التي يحيط بها المرء العُماني نفسه ليكون صاحب عدة شخصيات، فهو في البيت شخصية، وفي العمل شخصية، وفي الأماكن العامَّة شخصية، والمكان الوحيد الذي يكون فيه نفسه هو المكان الذي يشتركُ فيه مع مجموعة من أقرانِه [الشباب]. هُناك فقط يمكنه أن يقول ما يشاء وأن يفعل ما يشاء وأن يلتقي الجَميع في ملعب الكرة [إباضية ــ سنة ــ شيعة ــ سمر ــ بيض ــ خدام ــ بياسر ــ أثرياء ــ فقراء] ويكون شغلهم الشاغل قضاياهم الرئيسية، قضايا [الشباب] الذين يتقدمون بسرعة خارقة ليكونوا الأكثرية الحقيقية في هذه البلاد، وبالنسبة لدولة معظم سكانها ولدوا بعد السبعينيات فإنَّ هذا الأثر الرقمي لا يمكن تجاوزه، ولكن بالطبع بالنسبة للفرق الساعية أو المنتظرة حقبة ما بعد قابوس فالأمر مختلف.

&&&

أعتقد أن أكثر ما يجب أن نفعله نحن الشباب من أجل هذه البلاد هو الوقوف بوجه مختلف أنواع الدعايات التي يريد مروجوها كسبنا إلى صفهم. لا يوجد فريق أقوى من الشباب والشابَّات في مجتمعٍ ما لتمرير أية رسالة، فالأجيال الجديد مسلحة بالتقنية الإنترنتية وبالهواتف النقَّالة والأهم بالوقتِ الذي يكفل لهم تمرير رسائلهم عبر البلوتوث وعبر اليوتيوب، وعبر المنتديات والمدونات. الشاب المذهبي أكثر خطورة من الشيخ المذهبي المعمم، والشاب القبلي أكثر خطورة من شيخ القبيلة المؤدلج، والشاب المتطرف فكرياً أكثر خطورةً من الذي يمده بأفكار التطرف، هؤلاء لديهم تلكَ الروح القادرة على البذل والعطاء بدون مُقابل، ففي ذلك السن من العشرين للثلاثين تبدو الأشياء مثل [المبادئ ــ القيم ــ المثل] خطوطا حمراء لا يمكن المساس بها حتى يدخل الواحد منهم القفص الأزلي ويبدأ حينَها بالتنازل عن بعض قيمِه من أجل استمرارية الحياة وضمان العيش الكريم لهؤلاء الذين جلبهم للعالم.

&&&

كنتُ في السابق قد آمنت أن عُمان الجديدة هي مفترق الطرق الذي سنعيشه بعدما يرحل عنا السلطان قابوس ــ أطال الله في عمره ــ ولكنني أجدني مضطرا لمراجعة هذه الفرضية. ما يبدو الآن من طبقات البصل للشخصية العُمانية، والتعدد الذي يعيشه الواحد منا، ما يبدو لهذا من سلبية فإنَّه في الوقت نفسه قد خلق حالة إيجابية مختلفة، حالة سمحت للشباب ولرؤاهم ولسلوكياتهم بالنمو بعيدا عن التأثيرات المباشرة، وفي دولة متصالحة جداً مع كل شيء مثل عُمان يمكنك أن ترى بجلاء أثر هذا التصالح في الشباب العُمانيين، أعني من الصعب أن تجد ــ غير القلة المؤثر عليها مباشرةً ــ من يضيع وقتَه في سجالات سياسية ومذهبية وقبلية، المسألة لا تتجاوز أحياناً إرضاء الأبوين والمجتمع والدولة، ولكن في حقيقة الأمر عندما يخلو بعضهم إلى بعض يمارس كل منهم شخصيته الحقيقية دون طبقاتٍ عديدة منها للحماية ومنها للكسب ومنها فقط لأن الآخرين يفعلون ذلك.

&&&

ما يحدثُ الآن أن الذي يقوله الشباب، والذي يفعلونَه، والذي يمررونه لبعضهم البعض قد بدأ بالخروج من دوائرهم المغلقة وبدأ بالتأثير على بعضِ المناطق الحيوية في عُمان، ولعل السخط الشعبي مما يحدث، أو الغضب الهادر تجاه بعض الأشياء قد بدأ يخرج من حيز المسكوت عنه، وصحيح قد يقول قائل أن الشباب في النهاية حزمة غير مسيطر عليها من الطاقة الصافية، ولكنهم في الوقت نفسه حزمة مؤثرة للغاية ينبغي التفكير عدة مرات قبل إغضابهم وإخراجهم من صبرهم، فأخوف ما تخافه الحكومات هم مئات الألوف من الشباب الذين ليس لديهم ما يخسرونه، وليس لديهم ما ينتظرون كسبَه، وليست لديهم الفرصة نفسها التي كان لآبائهم، آباؤهم الذين يعلمونهم ليل نهار ألا ينطقوا بشيء يمس الدولة لأنَّ الدولة [تعرف كل شيء]. كما يبدو فإنَّ الشباب العُمانيين الآن قد بدأوا بالخروج من دوائرهم المغلقة، وبالطبع فسوف يستدعي ذلك تغيير السياسية بعض الشيء، لأن تقريب شيوخ القبائل، وتقريب شيوخ المذاهب، وتقريب [الزعامات] الاجتماعية لم تعد تنطلي عليهم في دولة يغلب على معظمها الطابع شبه المدني، أعني ماذا سيريد شاب عُماني في العشرين من شيخ قبيلته، بل ماذا سيريد من أبيه حتى؟ على صعيد العَمل الاجتماعي؟؟ ببساطة سيقول لأبيه: لقد أخذت فرصتك، وبينت بيتا، وتزوجت، واشتغلت في الحكومة، ودرست على حسابها؟ ولكن ماذا عني أنا الذي تخرجت ضمن ستين ألف عُماني غيري وتبدو الفرص أمامي شبه مستحيلة. وللحكومة في ذلك وجهة نظر أن التعليم مبني على احتياجات سوق العَمل، ولكن عندما يتخرجُ مئات المعلمين دون وظيفة [مع أنني شخصيا لا أؤيد هذه السياسة وأقف تماما مع فكرة التعليم من أجل التعليم واختيار الأكفأ والأحسن لشغل الوظائف المهمة] سيخرج لك أحدهم ويقول ببجاحة [أوووه تعال صح التعليم من أجل التعليم تراه] .... والاعتراض يكمن هنا في التناقض بين الخطابين، فعندما كانت الدولة تصرف المال للتعليم، كانت توهمنا بأنها من أجل تلبية احتياجات سوق العَمل، ولكن عندما تكاثر الخريجون [خريجوا مؤسسات الدولة] وقبعوا في بيوتهم دون عَمل بسبب سوء التخطيط، خرج لنا البعض بدعاية متأخرة هي [التعليم من أجل التعليم] مع أنه كان من الحري من البداية العَمل على خلق فكرة الكفاءات والتعليم من أجل التعليم. جزء من التناقض الذي يغلب على الكثير من الأداء الحكومي العُماني. عدد هائل ممن درسوا خارج عمان على حساب آبائهم ــ أو على حساب الدولة أحياناً ــ وجدوا أفضل الوظائف على حساب آلاف ممن درسوا بناء على وعد الحكومة بأن التعليم بناء على احتياجات سوق العَمل، شخصيا أؤمن أن الفرص والتنافس على شغل الوظائف يجعل من الأكفأ قادرا على شغل شؤوننا العامَّة، ولكن إلقاء الوعود والتراجع عنها هو مكمن الاعتراض، الاعتراض الذي أعتقد أن الصوت الشبابي حتى هذه اللحظة لم يقم بإيصاله بوضوح حتى مع الاعتصامات المتكررة.

&&&

مثلما يتفاعل كل شيء بجنون وببطء في هذه البلاد، تخرج التفاعلات الشبابية بشكل مختلف تماما، فالمطوع الشاب غير المطوع القديم المشغول بالخلافات مع السعوديين والوهابية، والمذهبي الشاب غير المذهبي القديم المشغول بفرض سيطرة مذهبه على الأقليات الدينية الأخرى أو الأكثريات منها، والقبلي الشاب غير القبلي القديم المشغول بالتقرب للسلطة والأخذ من مالها وقوتها. الشباب الآن مع وجود انتماء أيديولوجي بنسبة منهم، يقبلون الآخر وينصتون له، ويعرفون جيدا أنَّه مهما بلغَ من قدرات إنسان فلن يكون نبيا أو إلها أو صواباً في كلِّ شيء يفترضونه.

ربما ــ وهي أمنية ــ أن يكون هذا الصوت الشبابي أكثر قدرةً من غيره على سبر أغوار بعض العيوب في المجتمع، وفي الحكومة وربما حتى في الأيدلوجيات والثقافات الاجتماعية الموجودة، هؤلاء هم الذين سيعترضون وهم الذين سيربون أبناءهم بطريقة مختلفة وسيعلمونهم قيما مثل [الانتماء ــ الولاء ــ حب الوطن] بشكل مختلف عمَّا كان يمرر ويسقى مع حليب الأم في الأجيال السابقة. أعتقد أن هؤلاء فعلا هم الذين سيكونون [عُمان الجديدة] بشكلها الأجمل ذات يوم، وإن لم تسنح الظروف الآن فالزمان قابل دائما لاحتضان المشاريع الجديدة، وجعلها ــ مع الوقت ــ أكثر قابلية للتحقق.


ودمتم في حب عُمان..



دائماً أنتَ جدلي يا معاوية وهذه ليسة "سُبة" إنها صفةٌ لازمة أخشى أن أبحث عنها كلما قرأت لك ..على أية حال يبدو أن عُمانات جديدات كثيرة في أذهان العمانيين ، لكن ما رأيك في المشترك بينها والمختلف؟ ...ثم أن عُمان التي يضع شباب اليوم لبناتها بما تحمله من طابع للبساطة في العلاقات بين مكونات المجمتع ، هل تراها قادرة على مواجهة المستقبل بكفاءة؟ ألا ترى معي يا معاوية أن عمان الجديدة بحاجة إلى أكثر من حس جمعي مشترك بضرورة قبول الآخر والتعدد"رغم الأهميةالبالغة لكل منهما"؟ ألا ترى أن تطوير مناهج التفكير و الارتكاز إلى منظومة راسخة من القيم الداعمة للنباء والتنمية الحقيقية هي من أولويات أي "عمان جديدة" نحلم بها؟

دمت في حب عمان.


عن القيل والقال 24/08/2010 11:43 AM

إلى ما له ماضي ما له حاضر والشاطر يفهمها
عُمان تبقي الماضي والحاضر بقائدها المفدي جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم "حفظه الله ورعاه" وشعبها الطيب .

Majaan 24/08/2010 11:49 AM

سوف يظل الحال على ماهو عليه ولن يتغير شيء
هذا ما اتخيله على المدى المنظور

تحياتي

قح جدا 24/08/2010 11:49 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عُمان الجديدة :بلابلا: .. كتابةٌ بِحروفٍ من الماس سيدي الكريم..
كُنتُ دائما ما ارمي للقومِ في بلادنا بـ(شعبٍ يحلُم) .. أمثالك
يا معاويه .. قادرون على جعلِ الحُلُمِ حقيقةً .. ولكن ليس كأي حلم..

* عندي ايمانٌ قوي وقويٌّ جدا .. ان مواليد فترة الثمانينات وخصوصا ( ٨٠ - ٨٨) .. لهم قوى
خاصه وغير طبيعيه .. أولا لسبب لا أعرفه.. ثانيا لانهم تخضرموا بين جيلين .. وخصوصا مواليد
( ٨٠ - ٨٥ ) هُم النقله النوعيه لهذه البلاد .. اذا ما تخطّفتهمُ الطيرُ فلا تجديدا لهذه البلاد!! لأن
جيل التسعينات اراهُ جيلا (شبه فاسد) !

* شقّة الحريه!:
لا ادري ما الداعي الذي دفعني ان اكتب عنوان هذا الكتاب مرتين خلال اسبوع واحد!! اول رد
لي بها كان لـزاهر العبري.. وثانيه لك يا معاويه .. شقة الحريه للراحل غازي القصيبي اراها تُنعش
فكرة عمان الجديدة في جزءٍ من مقالك هذا.. حيثُ كما ذكرت سيدي وأن الشاب العماني تتغير
شخصيته على الدوام ولا تبرز الا مع (العزابيه) عندما يجتمعون بشتى الاعراق والمذاهب ليُدردِعَ
كُلٌّ منهم عما في جُعبته!! .. سبحان الله .. الشاميين من زمن بعيد وربما ليومنا هذا مع حروبهم
المتواصله تكون المقاهي الجميله بالقهوه والشاي والارجيله مكانا روحانيا للتنفيس عما بدواخلهم
من شواحن تكاد تنفجر .. فهنيئآ لنا (شقّة الحرية) :بلابلا:

* التعليم :
(سنعلم ابنائنا ولو تحت ظل شجرة) .. هكذا اطلقها مولانا وبكل صدقٍ وامانةٍ وطنيةٍ و(أبوية)..
ودائما اقول وسأظلُّ أقول "توجيهات جلالته شي .. وتوجهات من في أمرته شيء آخر"!!!

* سوال يا جماعه..:
من ترونهم سيكونون بناة عمان الجديدة؟ ومن سيكون افرادها؟
لا اعتقد ان بناة "عمان الجديدة" سيكون بالضرورةِ هم أفرادها .. لانه ربما قد تمر اجيال واجيال
في بناء عمان الجديدة ليسكنها افرادها!! ليكونو افرادا جدد .. فُرش لهم البساطُ احمديٌّ مسبقا!
وهذا ما آمله ( النظره المستقبلية) ..


معاويه .. اشكرك

بابا سنفور 24/08/2010 11:54 AM

لا أدري لماذا معظم المشاركات ركزت على فقرة "المتدينين"
:متفكر:

ساشاركك هنا ايضا بنفس مشاركتي هناك:مستحي:

شكرا جزيلا لك أيها "البطل"
:)

لا أعتقد بان الجيل الحالي من الشباب، لا للتعميم، بضحالة فكرهم "المبرمج مسبقا"، وقلة ثقافتهم وشح رصيدهم "الثوري" يستطيعون أن يغيروا قيد أنملة في طريق عجلة الدولة التي نعيشها الذي أراه غامضا والذي قد يؤدي مستقبلا الى انهيار عظيم، بعد عهد قابوس، حفظة الله،:مستحي:

فالتغير ايها السيد الكريم، رغم ان كلمة السيد هي من التابوات في عماننا القديمة والحالية وربما التي تنشدها انت الجديدة، ونحن دستورا وتشريعا من "الفضالات" ولهذا يسموننا الفاضل:عيار:، ولكنك تستحق اللقب :)

التغير يحتاج الى عقول استنارات بايدلوجيات فكرية تعرفها مالها وما عليها اين حقوقها وكيف تطالب بها واين واجباتها وكيف تنفذها، واحيانا تميل هذه الايدلوجيات الى "صبغة ثورية" فاين هي من عقول شبابنا؟ قل لي:متفكر:


جميع الأوقات بتوقيت مسقط. الساعة الآن 05:45 PM.

Powered by: vBulletin Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
لا تمثل المواضيع المطروحة في سبلة عُمان رأيها، إنما تحمل وجهة نظر كاتبها