سبلة عمان

سبلة عمان (https://www.s-oman.net/avb/index.php)
-   السبلة الدينية (https://www.s-oman.net/avb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   هل حقا الجن قادر ان يسكن ف الانس (https://www.s-oman.net/avb/showthread.php?t=687320)

قناص الصقور 27/02/2010 12:14 PM

هل حقا الجن قادر ان يسكن ف الانس
 
بدأت العداوة بين الشيطان والانسان منـذ اللحظة التي خلق الله سبحانه وتعالى آدم عليه السلام، بل من قبل ذلك عندما كان آدم عبارة عن جسد، وقبل أن تنفـخ فيه الـروح، فقد كان جثة هامدة من طين أتى اليه الشيطان فرآه أجوفا ، فكان يدخـل مـن فمـه ويخرج من دبره ويدخل من أنفه ويخرج من أذنه وهو أجوف.

والشيء اذا كان أجوفا فانه يكون غير متماسكا لذا كـان يقول لـه: ان لك لشأنا ولئن أمرت بك لأعصين ، ولئن سلطت عليك لأهلكنك.

وقد ورد في صحيح مسلـم عن أنس أن رسول الله عليه وسلم قال:" لما صور الله آدم في الجنة، تركه ما شاء الله أن يتركـه ، فجـعل ابليس يطيف به ،ينظر مـا هو ،فلما رآه أجوف عرف أنه خلق لا يتماسك ".

وعندمـا نفخ الله الروح في آدم وأسجد الملائكة له ، أبي واستكبر وفضل نفسـه علـى آدم وهـو الذي كان من أعبدهم لله ، فغرته نفسه فكيف يسجد لهذا الذي خلق من طيـن فتعالـى على الله ولم ينفذ الأمر الذي صدر من الله له وللملائكة ، فاستجابت الملائكة وعاند هو ورفض ذلك واستحق أن يطرد من رحمة الله وأن يخرجه الله من الجنة لأنها لا يكون فيها متكبر متعال مـن خلق الله.

فاذا علمنا هذا، علينا أن نعلم أن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد ،فحسب بل تعداه الى ما هو أبعد مـن ذلك،وهو توعده لآدم وذريته بالاغواء والاضلال والاحتناك ، وانه سوف يأمرهم بتغيير خلق الله ، وقد أمهله الله عز وجل الي يوم البعث.

ولله حكمة بالغة فـي ذلك ، و الا فان الله قادر على أن يهلكـه فـي تلك اللحظة. لذا ذكر لنا الله سبحانه هذا التفصيل في قوله عز وجل( قـال أرأيتك هذا الذي كرمـت عـلي لان أخرتن الـى يوم القيامة لأحتنكن ذريته الا قليـلا).

وفـي قوله( ولأضلنهـم ولأمنينهم ولأمرنهم فليبتكن آذان الأنعام ولأمرنهم فليغيرن خلق الله ومن يتخذ الشيطان وليا من دون الله فقد خسر خسرانا مبينا ).

والآيات في هذا كثيرة جدا، فالعداوة حاصلة وستستمر ببقاء الدنيا لأن الشيطان يعتقد أن سبـب خروجه من الجنة وطرده من رحمة الله انما كانت بسبب آدم وليس باستكباره واستعلاءه.

فلذلـك سوف يستمر بالانتقام من ذرية آدم بعد أن كان هو سببا في خروج أبينا من الجنـة.

ولـو نظرنا نظرة متأمل لوجدنا أن الله ابتلى آدم بالشيطان وابتلى الشيطان بآدم حتى تملأ الجنـة بعبـاد الله المتقين وتملأ النار بالكفرة والمشركين والمنافقين والعاصين.

فلله في خلقه شؤون , وله الحكمة البالغـة. ولذلك نجد أن أول مسة يمس الشيطان فيها الانسان ساعة ولادته وهـذا ثابت بالدليل ففي البخاري ، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ـ :"كـل بني آدم يطعن الشيطان في جنبيه باصبعه حين يولد غير عيسى ابن مريم ، ذهب يطعن، فطعن في الحجاب".

وفـي البخاري أيضا " ما من بني آدم مولود الا يمسه الشيطان حين يولد ، فيستهـل ارخا من مس الشيطان، غير مريم وابنها". والسبب في حماية مريم وعيسى أن الله استجاب دعوة أم مريم( و اني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم).

فهـذا أول ايذاء للشيطان لأي مولود يولد من ذرية آدم. فكل هذه المقدمة والاستدلالات من الآيات الواضحات والأحاديث النبوية الثابتات انما تمهيد للموضوع الرئيس في هذا الباب وهو تلبس الشيطان في جسد الانسان وهو ما يسمى بالصرع. وقد تكلم فيـه الكثيرون مـن العلماء خلفا عن سلف.

وقبل الدخول في أقوال أهل العلم والتفصيل فيها نود أن نعرج الى قائد المعلمين صلى الله عليه وسلم ونري هل حدث شيء من هذا فـي عهده ؟ فهو قدوة الناس أجمعين عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم . فما ثبت في عهده فهـو الحق المسلم به وما لم يثبت فليس بصحيح .

نعم لقد حصل ذلك في عهد النبي صلى الله عليه وسلم في اكثر من مـرة ودليـل من حفظ أقوى على من لم يحفظ . ففي سنـن أبى داود ومسند أحمد ( عـن أم أبان بنت الوازع بن زارع بن عامر العبدى ، عن أبيها ، أن جـدها الزارع انطلـق الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ،فانطلق معه بابن له مجنون ، أو ابن أخت له مجنون ، قال جدي : فلما قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قلت : ان معي ابنا لي أو ابن أخت مجنون ، أتيتك به تدعو الله له ، قال " أئتني به "، قال: فانطلقت به اليه وهو في الركاب فأطلقت عنه ، وألقيت عنه ثياب السفر ، وألبسته ثوبين حسنين، و اخذت بيده حتى انتهيت به الى النبي صلى الله عليه و سلم ، فقال : " أدنوه مني ، اجعـل ظهره ممـا يليني " قال بمجامع ثوبه من أعلاه و أسفله ، فجعـل يضرب ظهره حتى رأيت بياض ابطيه، و يقول : " اخرج عدو الله ،اخرج عدو الله" ، فأقبل ينظر نظر الصحيح ليس بنظره الأول . ثم أقعده رسول الله ، صلى الله عليه و سلم، بين يديه ، فدعا لـه بماء فمسح وجهـه ودعـا له فلم يكن في الوفد أحد بعد دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم – يفضل عليه.

وفي مسند الأمام احمد أيضا عن يعلى بن مرة قال: رأيت من رسول الله ، صلى الله عليه و سلم، ثلاث ما رآها أحد قبلي ، و لا يراها أحد بعدى لقد خرجت معه في سفر حتى اذا كنا ببعض الطريق مررنا بامرأة جالسة معهـا صبي لها ، فقالت يا رسول الله : هذا الصبي أصابه بلاء و أصابنا منه بلاء يؤخذ في اليوم لا أدري كـم مرة ، قال : " ناوليني " فرفعته اليه ، فجعله بينه و بين واسطة الرحل ثم فغر، فاه ، فنفث فيه ثلاثا، و قال : " بسم الله ، انا عبد الله ، اخسأ عدو الله " ، ثم ناولها اياه فقال: " القينا في الرجعة في هذا المكان فأخبرينا مـا فعل"، قال فذهبنا ورجعنا فوجدناها في ذلك المكان معها ثلاث شياه ، فقال : " ما فعل صبيك ؟ " فقالت: والذي بعثك بالحق ما أحسسنا منه شيء حتى الساعة ، فاجتـرر هذه الغنـم ، قال : " أنزل خذ منها واحدة و رد البقية " .

وبهذا الذي تقدم من حديث المصطفى صلى الله عليه و سلم و كفى بهما حديثين جليين عظيمين ترد على كل متأول أفاك كاذب لا يؤمن بدخول الجن في داخل جسد الأنسي.

أما ما حدث من سلفنا الصالح والتابعين فهو كثير جدا، ونؤخذ منه مثلا من امام أهل السنة والجماعة الأمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه و رحمـه الله.

روي أن الامام أحمد كان جالسا في مسجده اذ جاءه صاحب له من قبل الخليفة المتوكل ، فقال : ان في بيت أمير المؤمنين جارية بها صرع ، و قد أرسلني اليك ، لتدعو الله لها بالعافية، فأعطاه الأمام نعلين من الخشب(أي قبقابين) و قال : اذهـب الى دار أميـر المؤمنين واجلس عند رأس الجارية وقل للجني : قال لك أحمد : أيما أحب اليك : تخـرج من هذه الجارية ن او تصفع بهذا النعل سبعين ؟ فذهب الرجل و معه النعل الى الجارية وجلس عند رأسها ، و قال كما قال له الامام أحمد، فقال المـارد على لسان الجارية : السمع و الطاعة لأحمد ، لو أمرنا أن نخرج من العراق لخرجنا منه ، انه أطاع الله ومن أطاع الله أطاعه كل شيء. ثم خرج من الجارية فهدأت ، و رزقت أولادا.

فلما مات الامام عاد لها المارد ، فاستدعى لها الأمير صاحبا من أصحاب احمد ، فحضر ، ومعه ذلك النعل ، و قال للمارد : اخرج و الا ضربتك بهذه النعل. فقال المارد : لا أطيعك و لا أخرج ، أما أحمد بن حنبل فقد أطاع الله فأمرنا بطاعته.

وقد ذكر شيخ الاسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى ، أن صرع الجن للانس قد يكون عن شهوة وهوى وعشق كما يتفق للانس مع الانس . وهذا تلميذ شيـخ الاسـلام ابن القيم في كتابه القيم " الطب النبوي " يذكر لنا حديث ويفصل فـي موضـوع الصرع وتلبس الجن، فيقول: ( أخرجا في الصحيحين ،من حديث عطاء بن أبي رباح ، قال : قال ابن عباس : " ألا أريك امرأة من أهل الجنة ؟ قلت بلى. قال:هذه المرأة السوداء، أتت النبي صلي الله عليه وسلم ، فقالت : اني أصرع ، وانى أتكشف ، فـادع الله لى.
فقال : ان شئت صبرت ولك الجنة ، وان شئت دعوت الله لك أن يعافيك ، فقالـت : أصبر . قالت : فانى أتكشف ، فادع الله أن لا أتكشف . فدعا لها" ).
هذا ما كان من المرأة السوداء ، قال ابن القيم ( الصـرع صرعـان : صرع مـن الأرواح الخبيثة الأرضية ، وصرع من الأخلاط الرديئة . والثاني هو الذي يتكلم فيـه الأطباء في سببه وعلاجه.

وأما صرع الأرواح: فأئمتهم وعقلائهم يعترفون به ، ولا يدفعونه . ويعترفون : بأن علاجه مقابلة الأرواح الشريفة الخيرة العلوية ، لتلك الأرواح الشريرة الخبيثة ، فتدفع آثارها، وتعارض أفعالها وتبطلها . وقد نص على ذلك أبقراط في بعض كتبه ، فذكر بعض علاج الصرع ، وقال :هذا انما ينتفع في الصرع الذي سببه الأخلاط والمـادة وأما الصرع الذي يكون من الأرواح ، فلا ينفع فيه هذا العلاج.

أمـا جهلة الأطباء وسقطهم وسفلتهم ، ومن يعتقد بالزندقة فضيلة، فأولئك ينكرون صـرع الأرواح ولايقرون بأنها تؤثر في بدن المصروع . وليس معهم الا الجهل ). ونكتفي الي هنا بمـا ذكر ابن القيم ومن أراد الرجوع الى الموضوع مفصلا فهو في الطب النبوي (ص 51)، أما الواقع الذي نعيشه وعاشه غيرنا من المعالجين لهو اكبر وأكثر من أن يحصى عددا وكما، ولكن ليس كل الحالات التي يعالجها المعالجون هي تلبس وجن. فما نسمعه هذه الأيام من لغط حول ارجاع كل مرض الى الجن و المس و السحر و العين فما هو الا سفه وقلة علم وجهل مركب. فكثـير من هذه الحالات تعود الى مشاكـل وأمراض قد تكـون عقلية وقـد تكـون عضويـة وقد تكون نفسيـة سببهـا مشاكـل اجتماعيـة والهروب من مواجهتها، فيلجأ الى المعالجين ظنا من هؤلاء أن الأمر قد يكون عينا أو سحـرا أو تلبسـا بالجن.

ونسـأل الله العافيـة من كل سوء لنا ولاخواننا المسلمين والمسلمات . آمين

فوتوشوب 27/02/2010 12:30 PM

تسلم خيووو .. كلامك صحيح .. الوسواس له دوور .. صاااروا النااس يخلطووا امرااض الدنيا بالجن والسحر .. والسبب قلت الواازع الديني

تقبل مررروري :كاشخ:

أمتنا تستغيث 27/02/2010 01:56 PM

أنا إبصراحة ياللي قريته بأنه "ما يمكن تدخل روح في روح" وهذا يتنا قض مع ما نراه أمام اعيننا من الناس الذين فيهم جن ونراهم يصرخون يتكلمون!!!!!!!!!!!!
سبحان الله...

عميد مسقط 27/02/2010 09:04 PM

انا ابوي عنده جن مسلمين بس اقرأ علي بعض الأيات وأيتم يتشنج ويحضروا ألي فيه ويسولفوا وطيبين

عاشق الاحلام 27/02/2010 10:12 PM

سبحان الله

قناص الصقور 27/02/2010 11:01 PM

للرفع

msnalabri 27/02/2010 11:02 PM

تنبيه
 
اقتباس:

أرسل أصلا بواسطة أمتنا تستغيث (المشاركة 14349110)
أنا إبصراحة ياللي قريته بأنه "ما يمكن تدخل روح في روح" وهذا يتنا قض مع ما نراه أمام اعيننا من الناس الذين فيهم جن ونراهم يصرخون يتكلمون!!!!!!!!!!!!
سبحان الله...

" الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَن جَاءهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىَ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ " (البقرة، 275)

قناص عمان 28/02/2010 05:12 AM

المفتي العام للسلطنة: لا دخول لجني في إنسي والقضية نفسية

منقول من جريدة الوطن
الخميس 26 صفر 1428هـ الموافق 15 من مارس 2007م.العدد(8634).السنة

المفتي العام للسلطنة مواصلا الحديث حول مسائل الخرافة والسحر والجن:
الجن شريحة من الخلق كالإنس ولا ينبغي أن نتصورهم تصوراً مَهولاً
بحيث نسند كل شيء إليهم

ليس هنالك دخول جني في الإنسي إنما هو إيحاء إلى الإنسان من الشيطان
يتحدث بحسب ما يُملي عليه

تابعت قضيتين من قضايا استعباد الساحر للإنسان وأسره وإخفائه
إلى آخر المطاف فوجدت أنهما كاذبتين

علينا ان نوقن أن الله سبحانه وتعالى على كل شيء قدير
وأنه يخلق ما يشاء ويفعل ما يريد

مما يؤسف له أن كثيراً ممن يعالجون الناس يوسعون دائرة
الأوهام ولذلك يبوؤن الوزر

الهالة الكبيرة التي وضعها الناس حول الجن جعلتهم يقعون في بلبلة

سحر الخيال لا يُنكر وأنا بنفسي رأيت ذلك رأي العين


متابعة ـ أحمد الجرداني: تواصلا مع اللقاء السابق لسماحة الشيخ العلامة أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام للسلطنة في برنامج (سؤال اهل الذكر) والذي بثه تلفزيون سلطنة عمان الأحد قبل الماضي، ونشرته (الوطن) في عدد الخميس الماضي، واصل سماحته في الحلقة التالية من برنامج (سؤال أهل الذكر) الحديث عن موضوع الخرافة وحقيقتها والسحر وتلبس الجن، حيث سلط الضوء على القضايا والمسائل المتعلقة بهذه المواضيع، مجيبا على التساؤلات المتداولة في اوساط الناس.
وايمانا من (الوطن) بأهمية ما تم طرحه في الحلقة الثانية، نواصل في هذه الصفحة نشر اهم ما جاء في اللقاء الذي اداره سيف بن سالم الهادي، والذي استهل الحلقة بسؤال سماحة الشيخ العلامة مفتي عام السلطنة، حول ما اذا كانت هناك علاقة بين انتشار الخرافات في اوساط المجتمعات وبين الظروف التي تمر بها تلك المجتمعات، فأجاب سماحته: لا ريب أن الظروف والبيئات والاوضاع النفسية والاجتماعية له اثر كبير في تكيف فكر الانسان وفي تكيف اتجاهاته وميوله ونزعاته ونزغاته، ولذلك كثير توحي هذه الامور كلها متفاعلة في نفس الإنسان ما توحيه بأفكار مختلفة ومتنوعة، قد يذهب به ذات اليمين تارة وذات الشمال تارة أخرى، فيبقى الإنسان متردداً بين هذا الفكر وبين ذاك، وقد يتشبع بفكر من هذه الأفكار تشبعاً يملأ فراغ نفسه حتى يصبح غير قابل للفكر الآخر، فلأجل ذلك جاء الإسلام بما جاء به من علاج لهذه النفس البشرية علاجاً فطرياً يتسلط على الداء في عمقه حتى يكون الإنسان متحرراً من كل المؤثرات النفسية والمؤثرات الاجتماعية والبيئية ومن كل النزعات والنزغات، ليكون عبداً خالصاً لله تبارك وتعالى، لا يتلقى إلا عن الله بواسطة رسوله محمد صلى الله عليه وسلّم، وهذا ما تقتضيه جملة التوحيد (لا إله إلا الله، محمد رسول الله).

الخرافة وتقدم الأمم
* وجود هذه الخرافات سماحة الشيخ هل لها علاقة بتقدم أو تأخر الأمم ؟
- لا ريب أن تقدم الأمم وتأخرها مما يضفي على المجتمعات الكثير من ألوان هذه الأحوال، فالأمم المتقدمة لا ريب أنها تتحرر من الكثير منها.
* لكن ما هو التقدم؟
- مفهوم التقدم يختلف بين طائفة من الناس وأخرى، فقد يُفهم التقدم على أنه التقدم المادي، ولكن ليس الأمر كذلك، إنما التقدم هو التقدم الروحي، بحيث تكون ثقافة الدين مسيطرة على العقل، ولا أعني بثقافة الدين ما هو مصطلح عليه في العصر بحيث إن الدين يُدرس على أنه ثقافة فحسب وفكر يُتقبل أو لا يُتقبل كما تُدرس بقية الأفكار، وإنما على أن يكون الدين منهجاً في الحياة يستمد منه الإنسان عقيدته، ويستمد منه سلوكه، ويستمد منه تصوراته، ويستمد منه كل ملابسات حياته.

* حول ما يتعلق بقضية دخول الجن في جسم الإنسان، نحن نعلم أن المعتزلة مثلاً لهم موقف واضح من هذا الموضوع، وتبعهم الفخر الرازي في التفسير وبعض علمائنا كالشيخ الجيطالي وغيرهم والشيخ أبي إسحاق أطفيش رحمهم الله كانوا يرون أنه لا يمكن أن يدخل الجني في جسم الإنسان، وآخرون يرون إمكانية ذلك ويحتجون بمجموعة مشاهدات قد لا تجعل للمرء فرصة للتفسير سوى ما يقوله الناس من أن الجني بالفعل موجود في جسم ذلك الإنسان لأنه يتحدث بصوته.
نريد منكم أن تبينوا لنا أمرين، الأول دلالات النصوص في هذه المسألة، والثاني هل ما يُسمع على ألسنة أولئك المرضى يُعد قرينة بالفعل على القطع بهذه الأشياء؟
- نحن علينا أن نؤمن قبل كل شيء أن الجن هم شريحة من الخلق كالإنس، وأنهم بأنفسهم مُعرَضون لما يُعرض له الإنس من الخوف والأمن والصحة والسقم وجميع الأحوال التي يتعرض لها الإنسان، إذ الجن ليسوا كالملائكة، وليسوا أيضا كالحيوانات، هم شريحة مُكلَفة تضطلع بأمانة العبادة، عبادة الله تعالى بدليل النص القرآني الصريح (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ* مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ) (الذاريات:56-58).
وهم يأكلون ويشربون ويتناسلون كما توحي بذلك الآيات القرآنية وتدل على ذلك الأحاديث النبوية.
فالجن إذن هم خلق من خلق الله سبحانه وتعالى، فلا ينبغي أن نتصور الجن تصوراً مَهولاً بحيث نسند كل شيء إليهم. على أن الله سبحانه وتعالى بيّن على أن الجن لا يعلمون الغيب، وهذا أمر قطعي، فإنهم بما أنهم من خلق الله تبارك وتعالى لا يشاركون الله سبحانه وتعالى في صفته الخاصة به، فهم لا يشاركون الله تعالى في كونه علام الغيوب. والجن نص القرآن الكريم على أنهم لا يملكون أيضاً شيئاًً مما يعود إلى أمور البشر، فالله سبحانه وتعالى يحكي عن الجن أنفسهم عن المؤمنين أنهم قالوا (وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً) (الجن:6)، الرجال من الإنس الذين كانوا يعوذون برجال من الجن ما زادوهم إلا رهقا، يعني كونهم يعوذون بهم وتركوا العياذ بالله، ولجأوا إلى العياذ بالجن أدى بذلك إلى أن زادتهم الجن رهقا.
فنحن على أي حال علينا أن ندرك بأن هؤلاء الذين يتشبثون بالجن ويعوذون بهم ويرجعون إليهم لن يزيدوهم إلا رهقا بدليل هذا النص. وبناء على ذلك أنا أرى أن هذا التشبث بالجن، وهذه الهالة حول حياة الجن وحول طبيعة الجن وحول أعمال الجن، هذه الهالة الكبيرة التي وضعها الناس حولهم، هذه الهالة هي التي جعلت الإنس يقعون في بلبلة، عندما تنعدم هذه الهالة لا ريب أنه لا يبقى هناك شيء من الأوهام، فلا يجد الشيطان ولا يجد أي أحد من شرار الخلق سبيلاً إلى الإنسان.

يتبع

guide C33 28/02/2010 05:15 AM

اقتباس:

أرسل أصلا بواسطة عميد مسقط (المشاركة 14355423)
انا ابوي عنده جن مسلمين بس اقرأ علي بعض الأيات وأيتم يتشنج ويحضروا ألي فيه ويسولفوا وطيبين

اسمع انته :ضحك:

ممكن تسجل كلامهم ؟؟ :كاشخ:


نريد نسمع صوتهم كيــف :حزين:

قناص عمان 28/02/2010 05:17 AM

موقف المعتزلة من الجن
وكما تفضلتم المعتزلة يقولون بعدم دخول الجن في جسم الإنس، ويقولون أيضاً بأن الجن عالم كتب الله تعالى عليه أن لا يُرى، فلذلك لا يُرون، فلأجل ذلك ينشأ أطفالهم بعيدين عن هذه الأوهام، بعيدين عن هذه التصورات، وهذا ما ذكره الكاتبون عنهم بأن المعتزلة من طبعهم أنهم لا يُرَوَعون بمثل هذه الأشياء لأنهم لا يصدقونها، فأطفالهم لا يُرَوَعون بأشباح من الجن تتراءى للناس، ولا يُرَوَعون أيضاً بأن الجن يضرونهم أو إن مروا في طريق تعرضوا للضرر إلى غير ذلك من هذه الأمور، ليس هنالك ترويع.
ومما يذكر أن رجلاً من المعتزلة دخل بيته لص ليسرق فشعر به صاحب البيت، ولما شعر به حاول هذا اللص أن يوهم صاحب البيت بأنه جني، فجاء إلى بئر ونزل فيها فتبعه صاحب البيت، فناداه : لكم النهار ولنا الليل. فأخذ صخرة ورماه بها في البئر. فهذا مما يدل على أن هذه الأوهام لا تدخل في ذهن المعتزلة، لا تتقبلها عقولهم، فلذلك عاشوا بعيدين عن هذه التصورات، وبعيدين عن هذه الأوهام. بينما المجتمعات التي تعشش فيها هذه الأوهام تلد هذه الأوهام بنفسها أمراضاً، هذه الأمراض تتصور أنها من الجن. الآن نحن نرى في مجتمعاتنا هذه كل شيء يُرد إلى الجن، لو أصابت الإنسان حشرجة في حلقه فإنه يقول بأن به مساً من الجن، ولو أصابته حمى يقول بأن به مساًَ من الجن، إن وجعته ركبتاه وقد يكون شيخاً كبيراً بلغ من الكبر عتيا يقول بأن به مساً من الجن، وجع بطن يصيبه يقول بأن سببه مس من الجن، زكام يصيبه يقول بأنه بسبب مس من الجن، وجع صدر يقول بأنه بسبب مس من الجن، كل شيء يُعاد إلى الجن كأنما الإنسان خُلِق بريئاً لا يمرض ولا يصاب بعلة من العلل، مع أن طبيعة الحياة أن فيها الصحة والسقم وفيها القوة والضعف وفيها الراحة والنكد، هذه طبيعة الحياة
جُبِلَت على كدرٍ وأن تُريدُها
لا صَفوا ًمن الأقذارِ والأكدارِ
على أن الإنسان لا يمكن أن يعيش شيخوخته كما عاش شبابه، فهنالك فارق ما بين مرحلة الشيخوخة ومرحلة الشباب لذلك يتباكى الناس على شبابهم عندما يجاوزون هذه المرحلة لما يتمتع به الشاب من الفتوة، فقد يصاب الإنسان بأمراض الشيخوخة فإذا به يَرُدُ كل شيء إلى الجن. الأطفال عندما يصابون بالأمراض يُرَدُ ذلك إلى الجن، هذا بسبب أن هذه الأوهام أصبحت تعشش في أدمغة الناس لتَقَبُلِ الناس لها. ومما يؤسف له أن كثيراً ممن يعالجون الناس يوسعون دائرة هذه الأوهام، فكثير منهم يحاولون أن يغرسوا في النفس المزيد من الأوهام، قد يذهب أحد إلى أحد من هؤلاء وسرعان ما يقول له هذا المرض ما أُصِبتَ إلا بسبب مس من الجن، وقد يتجاوز بعضهم ذلك إلى ادعاءات عجيبة بحيث يقول بأن جنياً مررت به في المكان الفلاني أو عثرت به أو أصبته في كذا وهذا بسبب هذا المس من الجن. وهذه الأوهام تخلق في النفس أوهاماً أخرى، تتوالد الأوهام، فإذا بهذا الإنسان يتصور أنه في وقت من الأوقات مر بمكان ما وأحس بجسم غريب يلامس جسمه إلى آخر ما يحدث، وبسبب هذا انتشرت هذه العلل والعياذ بالله وكثرت هذه الأدواء، منشأ ذلك كله إنما هو من الوهم، ومن عدم التعلق بالله سبحانه وتعالى. على أن الإنسان مأمور أن يعوذ بالله سبحانه وتعالى وحده.
ثم بجانب هذا أيضاً مع كثرة هذه الأوهام الشيطان، وما أدراك ما الشيطان، فإنه يتربص بالإنسان الدوائر، ويحاول أن يستغل كل لحظة من لحظات الإنسان التي يمر فيها بمثل هذه التصورات الخاطئة وبمثل هذه الأوهام ليغرس في نفسه مفاهيم تُبَعّدَه من الله سبحانه وتعالى، وتجعله يُصدّق هذه الأوهام، بسبب ذلك يحصل ما يحصل. وأنا لا أستبعد أن يكون الناس هيأوا أنفسهم للشياطين، وبسبب هذه التهيئة للشياطين الشيطان يضحك عليهم، ونعلم أن للشيطان قوة شريرة وطاقة نارية والعياذ بالله، بعكس طاقة المَلَكْ، طاقة المَلَكْ طاقة نورانية، والمَلَكْ قوة خَيِّرَة، وليس بقوة شريرة، هذه القوة الشريرة التي في الشيطان تتلبس بالإنسان، وهي قوى روحانية، ليست هي قوة جسدية، ليس هنالك دخول جني في الإنسي، وإنما إيحاء من الشيطان إلى الإنسان فيتحدث بحسب ما يُملي عليه الشيطان، قد يتحدث الإنسان باسم شيخ من الجن، أو يتحدث باسم أحد يقلد تقليداً بحسب الإيحاءات التي يوحيها الشيطان من خلال هذه الطاقة النارية، هذه الطاقة التي تتلبس بنفس الإنسان. فالقضية قضية نفسية.
والشيطان يستغل هذا الضعف الذي في الإنسان، ويستغل هذا الانحراف الفكري الذي في الإنسان ليُردِيَه في هذه المتاهات، وليجعله بعيداً عن التصور الحق. فالقضية ليست دخول جسم في جسم. أنا أستبعد أن يدخل الجسم في الجسم. وإنما القضية هي قضية تلبس روحاني بسبب هذه النفس الضعيفة التي أثّرت عليها الأوهام تكون هنالك إيحاءات شيطانية لهذه النفس فيتحدث الإنسان كما يملي عليه الشيطان.

إيحاءات
* إذن لا تجدون شيئاً في النصوص يدل على أن الجن يتحدث على لسان الإنسي؟
- نعم، ليس هنالك نص يدل على ذلك، أما قول الله تبارك وتعالى (كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ) (البقرة: من الآية275)، فليس هو نصاً في الموضوع، وإنما كل ما يمكن أن يُفَسَر به ما يتفق مع قول الله تبارك وتعالى ( وَإما يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ) (الأعراف:200-201).

* وما تصدر من أصوات على لسان المريض؟
- هذه إيحاءات لا أكثر.

* معنى ذلك أن الإنسان الصحيح يمرض بمثل تلك الأفكار من قِبَلِ بعض المعالجين؟
- نعم.

* ما هو الوزر الذي يتحمله المعالجون في هذه الحالة؟
- أما إذا كان المعالج يغرس في الإنسان هذه الأفكار لا ريب أنه يبوء بالأوزار، وأكثر من ذلك أن يكون مُفَرِّقاً بين الأقربين وغارساً للعداوة بين الناس، بحيث يقول له أنت أصبت بجني بسبب سحر ساحر، وقد يوهمه أن هذا الساحر قريب له، قد يتحدث بأوصاف معينة كما يُملي عليه الشيطان، والشيطان له دور في هذا الإملاء لأجل أن يغرس العداوة بين الناس، فيتصور ذلك المريض بأن ذلك الموصوف إنما هو قريب له. وحسب ما سمعت منذ سنين كثيرة أن أحداً من الناس ذهب به بابنه إلى أحد العرافين والعياذ بالله - وإتيان العرافين من أكبر المخاطر فإن الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: من أتى عرافاً فصدقه فقد كفر بما أنزل على محمد. لأن تصديق ذلك ينافي النص الصريح وهو قول الله تبارك وتعالى ( قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ ) (النمل:65)، فالعرافون لا يبالون أن يزعموا أنهم يعلمون الغيب، يقولون على الله ما لا يعلمون، يَدّعون ما يَدّعون، ويغرسون العداوات بين الناس، فذلك الرجل أتى بابنه الطفل إلى عراف، وذكر له بأن امرأة عجوز سحرته وصِفَتُها كذا وكذا، فتصور الرجل أن أمه هي الساحرة، ولما عاد إلى بيته بالطفل استقبلته أمه بحنانها وتريد أن تحتضن حفيدها، وإذا بأبي الطفل - ولدها -يَدُعُّها دعّا ويدفعها برجله ويرميها في حفرة، هكذا بسبب هذه الإيهامات التي تحصل من خلال مطالعة هؤلاء العرافين وتصديقهم. فنحن ندعو من كان حقاً يعالج باسم الله وبكتاب الله وبآيات الله سبحانه وتعالى ندعو هؤلاء أن يتقوا الله سبحانه وتعالى، وأن يقولوا قولاً سديداً، وأن لا يحاولوا غرس العداوة بين الناس.

ليس كل ما يعلم يقال
* كما ذكرتم الآن أن مفاسد كثيرة تترتب على القول القائل بدخول الجني في جسم الإنسان، وأن الناس سيوسعون دائرتها وسيستغلون وسيبتزون أموالهم.
العلماء درجوا فيما بينهم على مجموعة قواعد منها (ليس كل ما يعلم يقال)، ودرء المفاسد كذلك أصل من الأصول الفقهية. ما دامت الأدلة لا تشهد بقطعية هذا الموضوع وهي أدلة محتملة، ولا تشهد، ألا يُستحب لعدد من الذين يقولون بدخول الجني في جسم الإنسان أن يسكتوا عن هذا الموضوع أو يمحوه على اعتبار المفاسد الكثيرة التي تترتب عليه؟
- لا ريب أن مفاسد كثيرة تترتب على هذا، فعدم تشجيعهم الناس على سلوك هذا السبيل وعلى اتباع هذا النهج أمر لا بد منه.

* هل يمكن أن يسمع الإنسان صوتاً من قبر على اعتبار أن النبي صلى الله عليه وسلّم مر بقبرين فقال إنهما يعذبان؟.
- أولاً علينا أن نعرف أن حال النبي ـ صلى الله عليه وسلّم ـ يختلف عن حالنا نحن كلنا، لأنه يوحى إليه، إذ لم يقل عليه أفضل الصلاة والسلام بأنه عرف التعذيب من خلال سماع صوت المعذبين. ونحن نطمئن ونثق أن ما أخبر به النبي ـ صلى الله عليه وسلّم - مع ثبوت ذلك عنه - هو حق، لا يمكن أن يُخبر بخلاف الواقع، النبي صلى الله عليه وسلّم مُبرأ من الوهم ومبرأ من كل ما يطرق البشر من الأمور التي تجعل تصديق خبره أمراً مشكوكاً فيه.
ومع كون الحديث أحادياً، والقضايا العقدية تحتاج إلى يقين لكن مهما كان نقول بأن هذا محتمل ولو كان خبره أحادياً، محتمل أن يكون ذلك واقعاً من خلال الإيحاء إلى النبي عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة والسلام.
الحديث فيه جانبان:
جانب عملي وهو وضع الجريدة على القرب هذا عملي، والجانب العملي مقبول يؤخذ فيه بالحديث الأحادي ما لم يعارض ما هو أقوى منه. وجانب عقدي وهو القطع بأنهما كانا يعذبان وأن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بلغة التعذيب، القطع نسكت عنه، أي اعتقاد ذلك، لا نقطع بهذا الأمر نقول بأنه من المحتمل، لأن العالم الأخروي أو عالم الغيب نحن نؤمن بما ثبت من أخباره مع كوننا لا نستطيع أن نَتَكَيَّفَه، لا نستطيع أن نتصوره تمام التصور، وإنما نَكِلُ ذلك إلى الله سبحانه وتعالى وإلى النبي صلى الله عليه وسلم عندما يخبرنا بخبر نصدقه، لا ريب أننا نصدقه عندما بخبرنا بخبر لا سيما إن كان الخبر عنه صلى الله عليه وسلّم بلغ مبلغ اليقين.

* الدليل الظني يُرَدّ إذا خالف القطعي من الكتاب والسنة والحقائق العلمية التي تثبت يقينا. هناك أمور جاءت في النصوص الشرعية لم يستطع العقل إلى الآن أن يجد لها تفسيراً مقبولاً كالعين أو الحسد وتأثير الرقية الشرعية في العلاج.
كيف يمكننا أن نفهم هذه الظواهر التي أثبتتها الشريعة بدليل ظني مع مخالفتها للسنن الكونية؟
- على أي حال الأحاديث هي كما قلنا أحاديث ظنية، ولكن أيضاً لا نتسرع في ردها، التسرع في رد الأحاديث مع وجود احتمال الصحة أرى فيه خطورة.
نحن نوقن أن الله سبحانه وتعالى على كل شيء قدير، ونوقن بأن الله يخلق ما يشاء ويفعل ما يريد. لو جئنا إلى الأشياء المادية، والأشياء المادية على كل حال جربناها وعرفناها وأصبحنا نصدق بها لا نشك فيها ولا نتردد فيها مع أننا لا نستطيع أن نتصورها، على سبيل المثال هذا الجهاز الذي أمامك الآن قد ترى فيه رسالة تأتيك من أقصى الشرق أو من أقصى الغرب وإذا بك تراها رأي العين، هل يمكنك أن تتصور كيف انتقلت هذه الرسالة من الولايات المتحدة الأميركية أو بريطانيا أو من اليابان أو من فرنسا أو من المملكة المغربية أو من الجزائر أو من الصين أو من أي بقعة من هذا العالم ؟ ذلك أمر لا نقدر أن نتكيفه، فإذا كان هذا الجهاز صنعه مخلوق وهو بنفسه لا يستطيع أن يتصور كيف هذه الطاقة التي أمكن من خلالها أن يرى الإنسان رسالة تأتيه من بعد عبر هذا الجهاز، وفي نفسي بأن هؤلاء الذين استخدموا هذه الطاقة من غير أن يعرفوا كيفية تأثيرها، ولربما استخدموا أشياء لا يعرفون كيفية التأثير، استطاعوا أن يستغلوها من غير أن يعرفوا مدى تأثيرها، الكهرباء لا يعرفونها ولكنهم استغلوا الطاقة الكهربائية، كذلك بالنسبة إلى كل الأشياء التي في هذا الكون الخفية، فالذرة هم لم يروها ولكن مع ذلك استخدموا الطاقة الذرية، فإذن مع هذا كله لا نستغرب أن تكون هناك طاقات روحانية، هذه الطاقات الروحانية تخرج عن تصور الإنسان حتى لا يتسرع الإنسان إلى رد رواية جاءت من حيث إنه عجز فهمه عن تصورها.
فإذا كانت هذه الأشياء التي وضعها البشر وتوصل إلى وضعها البشر لا نستطيع الآن أن نتصورها تمام التصور كما هي، فكيف بأمر خلقه الله سبحانه وتعالى، على ما وضعه البشر إنما هو استغلال لسر من أسرار الكون الذي خلقه الله سبحانه وتعالى وأوجد فيه ما أوجد من هذه الطاقات وهذه العجائب وهذه الأسرار. فالتسرع إلى رد هذه الروايات بسبب أن تأثير العين مثلاً أمر لم يتوصل إليه العلم، وكثير من الأمور مثلها، الله تعالى ( وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلا قَلِيلاً )(الإسراء: من الآية85).
وكذلك تأثير الحسد، وكذلك بالنسبة إلى الرقية القرآنية، إن الله على كل شيء قدير، ناط المُسَبَبَات بالأسباب، هذه المُسَبَبَات جعلها لها أسبابا، من الأسباب ما هو غامض لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى، ونحن نؤمن بأن في كلام الله سبحانه وتعالى بركة، وفي كلام الله سبحانه وتعالى رحمة، فما الذي يدفعنا إلى أن ننكر ذلك ونقول بأن هذا غير مقبول أو هذا مرفوض، هذا التسرع هو تهور في الحقيقة.

يتبع

قناص عمان 28/02/2010 05:18 AM

استغلال الرقية الشرعية
* لكن هناك من استغل هذه المواضيع لأشياء تجارية؟
- نحن ضد الاستغلال، وفي نفس الوقت -كما قلت- علينا أن نقف عند حدودنا البشرية، علينا أن نقف عند حد ( وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلا قَلِيلاً ) (الإسراء: من الآية85).

* الرقية الشرعية الآن أصبحت مسألة تجارية فهل يجوز أن يباع القرآن؟
- ينبغي إذن السؤال هل يجوز البيع أو لا، ونقف عند هذا السؤال.
أما كون الرقية تؤثر أو لا تؤثر، فالتجربة هي أصدق برهان، فليجرب الإنسان، ليتلُ آيات الله سبحانه وتعالى، وبما أن النبي صلى الله عليه وسلّم تلا الآيات ونفث في يديه ومسح على جسده الشريف نحن نعتقد أن في ذلك منفعة.
سحر الخيال

* ما رأي سماحتكم فيما اعتقده كثير من الناس أن الساحر قد يسحر إنساناً فيخفيه عن الأعين ليستعبده ويُخيّل للناس بسحره أنه قد مات وذلك بتصوير جذع في صورته أو ما شابه ذلك، مستدلين في ذلك بأن سحرة فرعون سحروا أعين الناس بالفعل وخيلوا إليهم أن تلك العصي ثعابين؟.
- سحر الخيال لا يُنكر، أنا بنفسي رأيت في الصين رأي العين، أُخذتُ هكذا من غير أن أعلم، وأستطيع أن أقول بأنني أُخذتُ عنوة، ما كنت أقصد أن أذهب، لكن قالوا احتفالا، وكنا في زيارة رسمية للصين، وذهبنا الاحتفال وقالوا هناك ألعابا بهلوانية، ثم قالوا هم بأنفسهم سحرا، رأينا حتى الألعاب البهلوانية الغريبة، رأينا أموراً لا نتصور كيف هذه الطاقة التي قد توجد في الإنسان إن كان ذلك صحيحا، لكن بالنسبة إلى السحر قالوا بأنه الآن السحر جاء دور السحر، ورأينا أموراً غريبة، على سبيل المثال من جملة الأمور التي عرضت علينا جاء رجل بورقة ولوى هذه الورقة على الطريقة التي تجعل من الأوراق بمثابة وعاء يوضع فيه طعام أو يوضع فيه سكر أو شيء من هذا النوع، لكنه صب حليباً، ونحن نرى الحليب يُصب في ذلك الوعاء، ثم أخذ هذا الوعاء الذي صنعه من هذه الورقة وكبه هكذا فبدل من أن يخر الحليب سقط منديل، ثم غُطّي المنديل، بعد تغطية المنديل رُفِع الغطاء فإذا بطة تطير، كما قالوا يسمونها هناك في الصين بطة بكين، تطير هذه البطة أمامنا.
وجيء بجهاز راديو، وأمامنا أخذ أحد الحاضرين يدير هذا الجهاز من محطة إلى أخرى ونسمع أحياناً نشرات وأحياناً أصواتا موسيقية، ثم بعد ذلك غُطي هذا الجهاز بصندوق وارتفع الصوت، رُفع الغطاء فإذا فتاة تقفز من فوق الطاولة التي وُضع عليها الجهاز، فهذا من السحر (يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى) (طه: من الآية66)، فلا يُنكر هذا أمر، هذه خيالات، ليست هي واقعية، لكن أن يأخذ أحد أحداً، أن يتمكن الساحر من أن يخفي أحداً من الناس ويستعبده ويأسره هذه قضية غير واقعية، لم تقع قط، وإنما شاعت عند الناس وبثتها ألسنة الناس بثاً حتى صدق الناس بها، ومع ذلك إنما بنفسي كما ذكرت أكثر من مرة تابعت قضيتين من هذه القضايا إلى آخر المطاف فوجدت أن القضية كاذبة وتبين لي الكذب من أوله إلى آخره.


المصدر

http://www.alwatan.com/graphics/2007...3/index.html#4

بني كندة 28/02/2010 07:14 AM

سمعت أحد المحاضرين في محاضرة في هذا الجانب يقول أن الله تعالى قال(الذي يوسوس في صدور الناس،منالجنة والناس) ولم يقل سبحانه الذي يدخل.
ومعنى ذلك أن الجن حسبما فهمت يوسوسون ولا يدخلون جسد الإنسان والله ورسوله أعلم.

قناص الصقور 28/03/2010 08:41 PM

للرفع

عماني حبوب 28/03/2010 08:44 PM

سبحان الله

الأجيال 28/03/2010 11:44 PM

حسب علمي نعم

بنت-السلطان 29/03/2010 12:05 AM

انا ماعرف اذا فعلا الجن يسكنون جسد الانسان او حالات نفسية
من فترة ليست بالبعيدة
اصابني خوف شديد جدا لا اعرف من ايش لدرجة اقبض بطرف امي كالطفلة واخاف انام لاني من انام احلم بقطط سوداء
ومرة كانت مشؤمة حلمت قطط سوداء كثير واحدى القطط هجمت ع اخوي قمت مفزوعة والله ثم والله تلك الليلة لم احس ااني طبيعية وكأن اح\ يشاركني جسدي وانتفض بحركات لا ارادية
بس اهي فترة ولله الحمد عدت بس للحين اسأل نفسي شاللي اصابني

كاتم المشاعر 33 02/04/2010 04:22 AM

في فمي ماء ..

لانني منعت من التطرق في هذه المواضيع مجددً ..

الحين فقط متابع لاغير ..


جميع الأوقات بتوقيت مسقط. الساعة الآن 07:25 PM.

Powered by: vBulletin Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
لا تمثل المواضيع المطروحة في سبلة عُمان رأيها، إنما تحمل وجهة نظر كاتبها