سبلة عمان

سبلة عمان (https://www.s-oman.net/avb/index.php)
-   سبلة الشعر والأدب (https://www.s-oman.net/avb/forumdisplay.php?f=11)
-   -   نونية ابي مسلم البهلاني (https://www.s-oman.net/avb/showthread.php?t=32738)

ابوضرغام 08/05/2007 09:45 AM

نونية ابي مسلم البهلاني
 
السلام عليكم ايها الأدبيون

احببت ان تكون لي مشاركة في هذه السبلة
بان انقل لكم هذه القصيده الرائعة

لأبي مسلم البهلاني

تلك البوارق حاديهِّنَّ مرنانُ = فما لطرفِكَ يا ذا الشجوِّ وسنانُ
شقتْ صوارمهُا الارجاء واهترغتْ = تُزجي خميسا له في الجوِّ ميدانُ
تبجستْ بهزيمِ الودقِ منبعقا = حتى تساوت به أكمٌ وقيعانُ
سقى الشواجن من رُضوى وغصّ به = سِرٌّ وجوفٌ وغصّت منه جرنانُ
وجلّل السهل والاوعار معتمدا = ربوع ماضم (عِنْدام) و (جعلانُ)
وراح ينضحُ للجرداءِ ساحتها = وطمّ ماردّ صفنانٌ وصخنانُ
يريقُ في الجوِّ منهُ ريقٌ هطلٌ = في لوحهِ من سناءِ البرقِ ألوانُ
إن هيّجَ البرق ذا شجوٍ فقد سهرتْ = عيني وشبتْ لشجوِ النفسِ نيرانُ
وصيّرَ البرقُ جفني من سحائبهِ = يا برقُ حسبك ما في الارضِ ضمآنُ
إني أشحُ بدمعي ان يسحُ على = أرضٍ وما هي لي يا برقُ أوطانُ
هبْكَ أستطرتَ فؤادي فاستبق رمقي = الى معاهدَ لي فيهّن اشجانُ
تلك المعاهدُ ما عهدي بها انتقلت = وهّنَ وسط ضميري الآنَ سُكّانُ
نأيتُ عنها ولكن لا أفارِقُها = بلى كم أفترقتْ روحٌ وجثمانُ
وكيف أنسى عهودي في مسارِحِها = وهُنَّ بين جنانِ الخلدِّ بطنانُ
أم كيف يمكنُ سلواني فضائِلهَا = نعم ، لديَّ لذا السلوانُ سلوانُ
معاهدٌ شاقني منها محاسُنَها = أن شاق غيَّر آرامٌ وغزلانُ
لها على القلبِ ميثاقٌ يبوءُ به = أن باءَ بالحبِ في الاوطانِ أيمانُ
نزحُتُ عنها بحكمٌ لا أغالبهُ = لا يغلبُ القدرَ المحتومَ أنسانُ
كأنني واغتراري والغرامَ بها = حيءٌ قضى خلّفتهُ بعدُ أحزانُ
هِيَ النوى جعلتني في محاجِرِها = مثل الخيالِ وروحِ ثَمَّ جثمانُ
أعيشُ في غربةٍ عيشَ السليمِ على = رغمي وليس الى الترياقِّ أمكانُ
يا برقُ حركْ همومي أن تكُنْ سكنتْ = فكلُ حظيَّ تحريكُ وإِسْكَانُ
ما زال ينشطُ بي همي وأصبرهُ = وناشطُ الهممِ لا تزويِِِِهِ ارسانُ
يا برقُ هل والحنايا من ضعى ضعفتْ = تأنف الطفَّ حياضٌّ وهتانُ
وهل ذرى القصفِ فالمقراةُ معشِبتٌ = وهل قطينُ بعلياء قاعدٍ بانُ
عهدي بها ونظيرُ العيشِ يصحبُها = والدهرُ في غفلةٍ والشهبُ أخوانُ
نشأةُ فيها وروضاتي ومرتفعي = روح الفضيلةِ لا رندٌ وريحانُ
أرتاحُ فيها الى خيلٍ فيبهرني = صدقٌ وقصدٌ ومعروفٌ وعرفانُ
فحَالَ حكمُ النوى بيني وبينهمُ = هنا تيقنتُ ان الدهرَ أخوانُ
حتى متى اتقاض الدهرَ قربهمُ = والدهرُ يهرمُ والامالُ ولدّانُ
حتما يا دهرُ لا تبقي على بشرٍ = حرٍ وحتى هضمَ ضيمِ الحرِّ إحسانُ
آكلُ رايكَ حربي أم لها أمدٌ = فأن عهدي وللحالاتِّ ألوانُ

ابوضرغام 08/05/2007 09:47 AM

حُلَ العقالَ واطلقني الى سعتي = ففي سجونك للميدانِّ فرسانُ
يا دهرُ يا باخسَ الاحرارِ حقهمُ = أعطي العدالةَ أن الله ديانُ
فيما التقصي بأهلِ الفضلِ أن نقضتْ = حسناك زادوا وإن شأنً ورزانُ
لا يثقلونَ وان خفتْ عياضهمُ = عن الندى ولهم بالحلمِ رجحانُ
أخفى غباركَ يا دهري محاسنهمُ = فأن دعوتهمُ في نكبتٍ بانُ
أن تعرف الحقَ فيهمْ لهم تذذ أسدا = عن الورودِ وعيرُ الحيِّ ريانُ
يا ناقلَ العيسِ من علياءَ (بدية) حي = هم ثل [يحمدُ] الحايزون المجد قطانُ
خِلفْ وراءكَ عزا و (المضيرب) و ( الدريز) = و(القابل) الراسي بها الشأنُ
وخلي (إبراء) أعلاها وأسفلها = حيثُ القطينُ ملوكُ الناس [قحطانُ]
وخذ بأوُجِجِها عن ساحتي (سمدٍ) = مياسرَ الفتحِ حيثُ الحيُ [كهلانُ]
ودعْ وراءكَ أن غربتَ أخشبتٍ = تجري المجرةُ فيها وهيَ سدرانُ
ويا امن (الدوحه) و (الخضراء) منتحياً = أفنىء حلفينا حيث السوحُ جرنانُ
واعمل الى (الجوفِ) واستظهرْ اسافِلها = أرض { لعامرَ } أهل الفضلِّ أوطانُ
وأفرقْ بها البيداء حتى يستبينَ لها = (فرقٌ) على بيضةِّ الاسلامِّ عنوانُ
فأن أنتَ يامَنَتِّ (الحوراءُ) شاخصتا = لها مع السحبِ أكنافٌ وأحضانُ
فحطَ رحلكَ عنها أنها بلغتْ = (نزوى) وطافت بِهارِّ المجد أركانُ
فطالما وخذتْ التبغيلُ بانتها = كأنهنَّ مع الانظاء عقبانُ
أنزلْ فديتُكَ عنها أن حاجتها = عدلٌ مفضلٌ وانصافٌ واحسانُ
أنزل فديتكَ عنها أن وجهتُها = تختُ الآئمةِّ مذ كانتْ ومذُ كانُ
هنالك أنزل وقبِلّ تربةً نبتتْ = بها الخلافةُ والأيمانُ أيمانُ
انزل على عرصاتٍ كلما قدسٌ = للحقِ فيهنَّ أزهارُ وافنانُ
انزل على عذباتِ النّورِ حيثُ حوتْ = أئمةٍ الدينِ قيعانٌ وظهرانُ
حيثُ الملائكةُ أحتلتْ مشاهدهمْ = لها على الحلِّ والتعريجِ آدمانُ
أرضٌ مقدسةٌ قد بوركتْ وزكتْ = تنصبُ فيها من الآنوارِّ مِعنانُ
ما طار طائرها للهِ محتسباً = لهُ جنحانِّ أيقانٌ وعرفانُ
إلا وقام يمينُ اللهِ ساعدهُ = والفتحُ والنصرُ والتأييدُ أعوانُ
ميمنةٌ بركاتُ اللهِ تنفحها = واليُمنُ يثمرهُا علمٌ وإيمانُ
رستْ بها هضبةْ الاسلامِ من حقباً = وإن قضتْ بأستارِ العدلِّ أحيانُ
قديمةُ الذكرِّ عاد الدين عائدها = من يوم أصبحَ توحيدٌ وقرآنُ
قامتْ بها قبةُ الاسلامِ شامختاً = حتى تواضعَ [بهرامٌ] و [كيوانُ]
ولمْ تزل عرصةً للعدلِّ عاصمةً = للاستقامةِ فيها الدهرُ سلطانُ
كم أشهرَ اللهُ فيها من حسامِّ هدىً = كأنها لسيوفِّ الله أجفانُ
كِنانةٌ لسهامِ اللهِ ما فرغتْ = مذ كانتْ للجورِّ سلطانٌ وشيطانُ
بحجةِ اللهِ قامتْ في الشقاقِّ لها = بدين ذي الثفناتِّ الحبرِّ آيقانُ
لسِيرها واختصاص اللهِ قائمها = بل لنصرِ والفتحِ برهانٌ وبرهانُ

ابوضرغام 08/05/2007 09:48 AM

تعاقبتْ خلفاءُ اللهِ منصبِها = منذُ [الجلندى] وختمُ الكلِّ [عزانُ]
أئمةٌ حُفِظَ الدينُ الحنيفُ بهمْ = من يومِ قيلَ لدينِ اللهِ آديانُ
صيدٌ شراةٌ أباتُ الضيمِ آسْدُ شراً = شمسُ العزائمِ أو اهونَ رهبانُ
سفنٌ النجاةِ هداةُ الناسِ قادتهمْ = طهرُ السرائرِ للاسلامِ حيطانُ
تقيولوا مِدَحَ القرآنِّ أجمعها = إذا أستحقَ مديحَ الله آيمانُ
جدوا الى الباقياتِ الصالحاتِ فلمْ = يفتهمُ في التقصر سرٌ واعلانُ
على الحنيفِيةِ الزهراءُ سيرهمُ = والوجهُ والقصدُ إيمانُ وإحسانُ
بسيرة [العمريين] استلآموا وسطوا = لشربةِ (النهروانِ) الكلُ عطشانُ
صعبُ الشكائمِ في ذاتِ الآلهِ = فأن حناهمُ الحق عن مكروهةٍ لآنوا
مسومين لنصرِ اللهِ أنفسهم = أرواحهمْ في سبيلِ اللهِ قربانُ
سبقٌ إلى الخير عن جداً وعن كيساً = دانوا النفوسَ فعُزةْ حيثما دانوا
سيماهمُ النورُ في خَلْقٍ وفي خُلُقٍ = وهديهمْ سنةٌ بيضاءُ تبيانُ
مقيدونَ أسمعُ الناسِ في حقٍ وابصرهُمْ = وفي سواهمُ صمٌ وعميانُ
لم تُلهِهِمْ زهرةُ الدنيا وزخُرُفُها = إذ همهمْ صالحٌ يتلوهُ رضوانُ
باعوا بباقيةِ الرضوانِ فأنِيهمْ = كأن لذة هذا العيشِّ آوثانُ
وقفٌ على السنةِ البيضاءِ سعيهمُ = وفي الجهادِّ ان عزوا وان هانوا
ما زايلةْ خطوةً المختارِّ خطواتهمْ = ولا ثنى عزمهمْ نفسٌ وشيطانُ
فجاهدوا واستقاموا في طريقتهِ = عزوهمُ لصروحِ الدينِّ سلطانُ
أولئكَ القومُ انواري هديتُ بهم = عقبى محبتِهم عفوٌ وغفرانُ
أئمتي عمدتي ديني محجتهُمْ = غوثي إذا ضاقَ بي في الكونِ إِمكانُ
لا يقبلو اللهُ ديناً غير دينِهِمُ = ولا يصحُ الهدى إلا بما دانوا
من عهدِ (بدرٍ) و (أحد) لا تزحزِهمْ = عن موقفِ الحقِّ أزماتٌ وأزمانُ
حقيقةُ الحقِّ ما دانوا بهِ وأتوا = وما عداهُ أخاليطٌ وخمّانُ
إن يشُرفِ الناسُ في الدنيا بثورتِهِمْ = فثورةُ القومِ أخلاصٌ وإيقانُ
للهِ ما جمعوا للهِ ما تركوا = للهِ إن قبضوا للهِ إن بانوا
أزكى الصنيعيينِ ما كان الهدى معهُ = لديهمُ ولهم في الحقِّ رجحانُ
تراهمُ في ضميرِ الليلِ صيرهمُ = مثل الخيالاتِ تسبحٌ وقرآنُ
لا يعرفُ العدلُ إلا في إستقامتِهِمْ = لم يوفي إلا لهم بالعدل ميزانُ
بالذبِّ عن حرماتِ اللهِ شأنهمُ = لا شأنَ دنياهمُ نيلٌ وحرمانُ
رضوا ببلغةِ محياهمْ على حذرٍ = منها كأنهمُ بالبلغةِ أختانُ
سيمَ التعففِّ تكسوهمْ جلال غناً = فالقلبُ في شبعٍ والبطنُ خمصانُ
سمتْ الملوكِ وهديُ الانبياء على = أخلاقِهِمْ فكأنَ الفقرَ تيجانُ
تمثلتْ لهمُ الدنيا فما جهلوا = حقيقةَ الامرِّ إن العيشَ ثعبانُ
جازوا الجسورَ خفافَ الحالِ وقرهُمُ = زهدٌ وخوفٌ واصغارٌ وشكرانُ
فاز المخفونَ من دارِ الغرورِ فلا = خوفٌ عليهم ولا بالقومِّ أحزانُ

ابوضرغام 08/05/2007 09:51 AM

مضوا وأثارهمْ نورٌ وذكرهمُ = رحمى ومضجعهمْ روحٌ وريحانُ
تتابعوا دولةً في أثرِّ سابقةٍ = كما جلى الرسلُ أحيانٌ فأحيانُ
حتى أنجلا الكوكبُ الذريُّ فأنكشفت = بنورهِ عن وجوهِّ الحقِّ أغيانُ
هنالك أنبعثتْ روحُ الحياةِ إلى = جسم الوجودِ وقد أرداه طغيانُ
وقام للحقِّ شأنٌ بعدما لغبتْ = من الكوارثِ أحكامٌ وأديانُ
وأصلتْ الله أصليتاً يحسُ بهِ = سواعداً شدها بغيٌ وكفرانُ
وأعربَ الكونُ عن بشرى ضمايرهِ = فالكائنات أغاريدٌ وألحانُ
أمنيةٌ رقبَ الآسلامُ طلعتها = أتاحها الله لم يضربْ لها آنُ
وللأمانيِّ أوقاتٌ إذا قدرتْ = وللأمانيِّ أياتٌ وإذانُ
تمنعتْ في خدورِ الغيبِّ أونةً = ثم أنجلتْ فتجلى عدلٌ وأحسانُ
ما ساورتها صروفِ الدهرِ إذ نجمتْ = وما لردِّ مُرادِ الله أمكانُ
وحكمتُ اللهِ في التدبيرِّ قاهرتٌ = وقائدُ العقلِّ في المقدارِ حيرانُ
يقضي بما شاءَ والاسبابُ جامدةٌ = ويُحِكمُ الامرَ والافكارُ عميانُ
يختصُ من شاء بالرحمى ويصرفها = عمن يشاءُ وفي الحكمينِّ رحمانُ
إن الذي يتعاطاهُ الذكى لذى = حكمِ المقاديرِّ تخمينٌ وبهتانُ
ما حيلةُ الظنِّ والاوهامُ في قدرٍ = إلا قصورٌ وعجزٌ ثم إذعانُ
لابد أن تربطَ الاوهامُ وحدتهُ = ولا تطاولَ تقريبٌ وإمعانُ
خذْ ما أتاكَ وسلمها لخالقها = فالشأنُ لا يغيرَ للكوانِّ ديانُ
أنظر إلى دولةٍ أعيتْ معاجزها = رأيَ العقولِ ففيها ثمَّ برهانُ
أرادها اللهُ فحتلتْ مناصِبها = والعقلُ في نصبٍ والكونُ أشجانُ
بأسهمِّ اللهِ ترمي من يقاومها = ولا يقومُ لسيفِّ الحقِّ بطلانُ
إن الأسنه لا تعدوا مقاتلها = إن شدَّ بالجدِّ والتوفيقِّ مطعانُ
عادتْ إلى جذليها من طولِّ غربتها = خلافةُ اللهِّ والاسلامُ جذلانُ
عنايةُ اللهِ تحدوها لموطنها = وللخلافةُ في الاسلامِّ أوطانُ
تنحوا ببجذتِها العلياء وبؤبؤها = وشأنها لمضاضِّ المجدِّ خلصانُ
تخلدَّ العقدَ منها صدرُ قيمها = صدرُ بخالصةِّ الايمانِّ مليانُ
هٌمامها العاصمُ الكافي لعصمتها = لهُ على حملِها جدٌّ وإقرانُ
سميدعٌ مثلُ صدرِّ السمهريِّ لهُ = في هضبتِّ المجدِ أجثالٌ وأغصانُ
رحبُ المباءتِّ قرمٌ لا بوىء لهُ = بفضلهِ شهدتْ سهلٌ واحسانُ
مشمرٌ أحوذيٌ رأيهُ فلقٌ = وعزمهُ قبلَ وضعَ الرمحِّ طعّانُ
مروعٌ ألمعيٌ في بصيرتهِ = من الذكائي لمحضِّ الرأي تبيانُ
تحكمتْ من أصيلِ الرأيِ فِطِنتُهُ = كأنها فيهِ أبصارٌ وأذانُ
يطوي عزائمَ بالتقوى وينشُرُها = كأنهَّنَّ بخصمِ اللهِ نيرانُ
أصارهُ علِمهُ باللهِ محض هدىً = وغيرُ بدعٍ هدىً يذكيهِ عرفانُ
لم يتركِ العلمُ منهُ موضعاً كدراً = يمثلُ الشمسُ منهُ الذاتُ والشأنُ
ما زالَ تمحصهُ التقوى ويمحصها = وسرهُ ملكٌ والشخصُ أنسانُ
حتى تمحضَ نُوراً لا يكدرهُ = خيرٌ وشرٌ وأغيارٌ وأغيانُ
والعلمُ باللهِ والاخلاصُ عارفةٌ = من الكريمِ وتخصيصٌ وإحسانُ
مواهبٌ ساقها من فيضِّ رحمتهِ = لأنفسٍ مالها في الناسِ حسبانُ
يعُدها الناسُ من أحجارِ سوُحِيِّهِمُ = وهنَّ في ملكوتِّ اللهِ شهبانُ
يمشونَ بُلهاً وهمُ النفسِ في كيسٍ = والعقلُ في الوجدِ بالمشهودِّ ولهانُ
والفتحُ يقصدُ قلباً ما بهِ سعةٌ = إلا لمن لم تسعهُ قطُ أكوانُ
محبةُ اللهِ سرٌ حيثُ ما صدقتْ = لها على عالمِ الامكانِ سلطانُ
تعطيكَ فتحاً وإن سدتْ مغاليقهُ = وطورُ علقكَ في ذا الفتحِّ حيرانُ
فلا عليكَ إذا صحةْ محبتهُ = إذا وفاءَ لكَ هذا الخلقُ أو خانُ
للهِ ما أنفسٌ في سرِها أشتعلتْ = بالحبِّ للهِ أنوارٌ نيرانُ
تحلُ في الارضِ والالبابُ طائرةٌ = في عالماً فيهِ أهلُ اللهِ نُدمانُ
ريانةٌ بشرابِ الحبِّ محرقةٌ = والحالَ صحوٌ وكلِ الشربِ نشوانُ
تلكَ النفوسُ التي هذا الامام لها = قطبٌ ومورِدهُ الصافي لها حانُ
خاضَ الحقيقةَ كشفاً فستقامَ لهُ = كشفٌ وشرعٌ وتكميلٌ وسلطانُ
جاءتْ إمامتهُ والارضُ مظلمةٌ = والناسُ فوضى وأهلُ الجورِّ ذوبانُ
فأشرقَ العدلُ في أرجاءِها ولقي = عز المفاسدِ إرهاقٌ وإيهانُ
جاءتهُ ما كانَ بدعاً من أئِمتها = من جدهِ أبنُ [ تميمٍ ] المجدِّ [ عزانُ ]
في ضئضاءٍ العزةِ القعساءِ محتدهُ = إذا تفاخرَ [ قحطانٌ ] و [ عدنانُ ]
بذروةِ [ اليحمد ] الصيدِ الملوكِ لهُ = أعراقُ مجداً وأساسٌ وبنيانُ
لا ينكروا الناس ما للقومِّ مِنْ قدمٍ = وكيف يلحقُ عينَ الشمسِّ نكرانُ
أحسابهمْ ومعاليِهمْ ودينهمُ = كواكبٌ وهداياتٌ ورضوانُ
ما أختارهُ اللهُ صفواً من خُلاصتِهمْ = إلا وللصفوِّ من اكرامهِ شانُ
يا سالمَ الدينِ والدنيا بالنواشدَ خذْ = أمانةَ اللهِ والاقدارُ أعوانُ
أنت الضليعُ بها حملاً وتأديةً = إذ كلُ همكَ تدبيرٌ وأتقانُ
إحذرْ واصعدْ وأيقنْ إذ صاحبها = سيفٌ من اللهِ لا تحويهِ إجفانُ
يسُوسُهُا مؤمنٌ باللهِ معتصمٌ = وخيرُ ما دبرَ الاملاكَ إيمانُ
للإستقامةِ في تقديرهِ قبسٌ = فظنهُ تحتَ نورِّ اللهِ إيقانُ
لا يصرفُ الفكرَ في شيءٍ فيخلفهُ = لانهُ من فيوضِ الكشفِّ ملآنُ
والمؤمنونَ بنورِّ اللهِ ناظرةٌ = عيُونهمْ وبعينِ الله أعيانُ
يا ألَ الرجالِ وداعي اللهِ بينكمُ = لبوا الدعاء فأن الصوتَّ قرآنُ
يا ألَ الرجالِ ألم يأني الجهادُ لكمْ = بلا لقد فات إذبانٌ وأبانُ
يا ألَ الرجالِ أقيموا وزنَ قسطكمُ = فما لكم قبلَ وزنِّ القسطِ ميزانُ
يا ألَ الرجالِ أحفظوا أوطانَ مِلتكمْ = فما لكم بعدَ خذلِ الدينِّ أوطانُ
يا ألَ الرجالِ أحفظوا أحسابَ مجدكمُ = أن لم تكُ فيكمُ للدينِّ أشجانُ

ابوضرغام 08/05/2007 09:52 AM

يا ألَ الرجالِ أندبوا للهِ غيرتكمُ = فالوقتُ قد ضاقَ والتثبطُ خسرانُ
يا ألَ الرجالِ ألا للهِ منتصرٌ = فناصرُ اللهِ لا يعدوهُ خذلانُ
يا ألَ الرجالِ أروني من شهامتكمْ = فالغايةُ الفتحُ أو موتٌ ورضوانُ
يا ألَ الرجالِ ألم يحزمكمُ وزنٌ = طارَ البغاةُ وانحطَ عقبانُ
يا ألَ الرجالِ ألم يدهشْ عقولكمُ = إن يحكمَ الدينَ أوثانٌ وصلبانُ
يا ألّ الرجالِ حدودُ اللهِ قد حذفتْ = وعصمةُ الحقِّ عند الخصمِ بهتانُ
يا ألَ الرجالِ ألم يطرقْ مسامعكمْ = صوتُ الاراملِ والايتامِ إن هانُ
هذا اليتيمُ قد إنحادتْ مفاصلهُ = من جلبةِ الجوعِ والضلامُ تخمانُ
يا ألَ الرجالِ بيوتُ اللهِ قد هدمتْ = ومالها للعداء نهضٌ وحلوانُ
يا ألَ الرجالِ دماء المسلمينَ غدتْ = هدراً كما عبثتْ بالماءِّ صبيانُ
فلا قصاصَ ولا أرشٌ ولا قودٌ = كأنَ لحمَ بني الآسلامِّ جِعلانُ
يا ألَ الرجالِ افيقوا من سباتكمُ = فقد أحاطَ بكمْ بغيٌ وعدوانُ
أخفيةَ الموتِ ظل العجزَ يقعدكمْ = وليس للآجلِ المعدودِ نقصانُ
لا يحجبُ الموتَ جبنٌ عند موقعهِ = ولا يقدمُ وعدَ الموتِّ شجعانُ
يا ألَ الرجالِ لقد ذلتْ حفيظتكمْ = إذا أستطالتْ على الآسادِّ حِملانُ
أن السيوفَ التي كانت لسالفيكمُ = ما ضمها معهم رمسٌ وأجفانُ
مريضةٌ هي في الاجفانِ أم مرِضةْ = قلوبكمْ أم عنها عنهنَّ وجدانُ
بئسَ السيوفُ إذا حلتْ عواتقكمْ = وما بها لعتيقِ المجدِّ احزانُ
لا تحجبوها إناثاً في مغامِدِها = فأن تلكَ اليمانياتِّ ذكرانُ
فيتكمْ أوردوها إنها عطشتْ = إذ كان فيكم يلاقي الريَّ عطشانُ
كانتْ بوارقُ في الاخطارِ ساهرةً = وهمُ أصحابها في المجدِّ سهرانُ
فاليومَ نامتْ همومُ القومِ في جدثٍ = وساهرُ البرقِ في الاغمادِ وسنانُ
تكادُ ان تتلاشى من تحرِقُها = غيضاً على صارَ أو حزناً على كانوا
أُلِفتُوها من الاوتارِ مشعلةً = كأنها في دُخانِ الحربِّ نيرانُ
واليومَ تغمطُ فيكم وهي مغضبةٌ = وما بكم لحقوقِ السيفِّ غضبانُ
ما عودتها { بنو عدنانَ } مت لقيتْ = منكم ولا أسكنتها الغمْدَ { قحطانُ }
لا تحملوها إذا كانت لزينتكمْ = أن الرجالَ بفعلِ السيفِّ تزدانُ
فليت أسيافكمْ صارت معاولكمْ = وليتَ خيلكمُ معزٌ وثيرانُ
حتى مطرفُ الهدى سهرانُ من قلقٍ = منكم وطرفُ العِدى في الظلم سهرانُ
ليستْ بسنتكمُ إذ كان عنصركمْ = وإنما الحظُ كالازمانِّ أزمانُ
يا ألَ القبائل يا أهل الحفاظِّ ومن = أمجادهم في جبينِ الدهرِّ عنوانُ
شدوا العزائمَ في أستداركِ فإيتكمْ = إن العزائمَ للأدراكِّ أقرانُ
أهل المكارمِّ إن الله أكرمكم = بنعمةِّ العدل إذ للجورِّ بركانُ
لا تكفروا الله في نعمى أنعمها = فأنما يربطُ النعماء شُكرانُ
فأين أين ذئابُ الذويّ حمْتُها = { بنو تمامٍ } ومن ربتهُ ( جعلانُ )
وأين عنها { الجُنِيبيونَ } أنهمُ = سعدُ العشيرةِّ علياءُ منذُ حدٍ كانوا
غاراتهمْ برياحِ الموتِ عاصفةٌ = وفخرهمْ بحميدِّ الذكرِّ يزدانُ
وأين { راسبُ } سيفُ الآزدِّ أنهمُ = سارتْ بِصِيتِهمُ في الارضِ ركبانُ
وأين أهل الذِمَارِ { الهُشمُ } بحرهمُ = بالمجدِّ والفضلِّ فياضٌ وملآنُ
عهدي لهم نجدةٌ في الحربِ شاهرةٌ = ومنهمُ لحقوقِ الله أعوانُ
ويا ألِ { شمساً } وكباتُ الخميسِّ لكم = أنتم لها يا أسودَ اللهِ أركانُ
أنتم سمامُ الوغى لبوا أمامكمُ = وعندكم من ثغورِ الله ( جعلانُ )
وأين أولادُ [ عيسى ] والحفاظُ لهم = نِجدٌ براغمٌ أُوابونَ رهبانُ
صميمُ { كندةَ } حيِّ الملكِ من يمنٍ = عهدي بهمْ للهدى حصنٌ وإيوانُ
شدوا فديتكمُ أنتم بواسلها = أم فيكمُ لمصابِّ الدينُ سلوانُ
وأين يحمدها { الحرثُ } الكرام ففي = عزائم القومِ جناتٌ ونيرانُ
طنائنُ اللهِ انتمْ لا يزالُ لكم = في نصرةِ اللهِ صولاتٌ وسلطانُ
يبلى الزمانُ ولا تبلى محامدكمْ = ما دامَ [ يحمدُ ] مطعامٌ ومطعانُ
إن كان [ صالحُ ] طودُ المجدِّ فارقكمْ = فأن اصلاحكمْ رضوى وثهلانُ
[ عيسى ] لكم خلفٌ صدقٌ لخيرِّ آبٍ = وفي [ عليٍّ ] أخيهِ للعلى شانُ
صِنوانِ يستيقانِ المجدِ في حسبٍ = سيارةُ الشهبِّ في جنبيهِ صُوانُ
وفيكمْ الاسدُ الكرارُ فارسُ شر = فاء بنو عمهما الكافي [ سليمانُ ]
السيدُ أبن [ حميدٍ ] سيفُ صتوتِكمْ = ومن لهُ في بناءِ المجدِّ أركانُ
بحرُ المكارمِ غوثُ الخلقِّ من شملتْ = للكونِّ من برهِ رحمى وإحسانُ

ابوضرغام 08/05/2007 09:56 AM

الباسلُ البطلُ المغوارُ من شهدتْ = بطولِ يمناهُ اباءٌ وولدانُ
وفيكمُ من رجالِ المجدِّ من خرستْ = عنه القوافي ولم يبلغهُ تبيانُ
أين { المساكرةُ } الصيدُ الغطارفِ من = لوائبِّ الآزدِّ حيثُ المجدُ والشآنُ
في ذروةِ المجدِّ من [ فهمٍ ] إذا انتسبوا = أساودُ الموتِّ يومَ الهولِّ طوفانُ
شمٌ إذا حزمُ نارٌ إذا عزمُ = شهبٌ إذا رجمُ للفضلِ هتانُ
كواكبُ العزِّ لا ترعى مسارحهمْ = ولا تراعُ لهم بالضيمِّ جيرانُ
وأين { حبسٌ } كرامُ الخيلِّ من قدمٍ = وفيهمُ من عبادِّ الله { غسانُ }
سيوفُها وعواليها وأسهُمُها = وهم إذا افتخرُ الفرسانُ فرسانُ
وأين أسدُ شراها من { وهِيبتَها } = للجدِّ والجودِّ أن شدوا وإن لانُ
وأين { عامرُ } والاحسابُ مشرقتٌ = ناهيكَ من عامرٍ والاصلُ { عيلانُ }
وأين { هنّدانُ } من ( صفين ) تعرفهمْ = إذ عكَ عكُ وإذ همّدانُ همّدانُ
وأين قائدهم ليثُ المعاركِ [ صلط ] = المعاضلِ صاموا بدرُ الفضلِّ سلطانُ
وأين نارُ الوغى { ألُ المسيبِّ } من = { قضاعةٍ } وزعيم القومِّ [ زهرانُ ]
وأين { وائلُ } والاثارُ شاهدتٌ = ومجدُ وائلَ في التاريخِّ شهبانُ
وأين { معولةٌ } قبلَ الرسولِ لهم = على ( مزونَ ) إتاواتٌ وتيجانُ
وأين عنها ذئابُ الخطبِّ أن لهم = مناقباً لا يدانيّهنَّ أنسانُ
وأين [ حلقوم ] ذاك الملكِّ معصمهُ = ( سمائلٌ ) فهي لسلطانِّ سلطانُ
وأين عن اجربِيها منعُ بيضتِها = والاجربانُ بنو { عبسٍ } و { ذبيانُ }
يا جمرةَ العُربْ يا { عبسَ } الطعان ألا = يطفيَّنَ جمركمُ بغيٌ وعدوانُ
لا تشعلوا الحربَ في مواقِدِها = حيثُ الجهادُ على الباغينَّ موتانُ
ويا بني عمنا { ذبيانُ } مجدكمُ = أنّا واياكمُ في المجدِّ صنوانُ
بألِ { حصنٍ } و [ بالعمريين ] قد فرعتْ = عزاً ونبلاً جميعَ الناسِّ { غطفانُ }
أذا مدحتُ بني { ذبيانَ } أخُوتنا = أظهرتُ شمساً لها في العينِّ برهانُ
فيا ألُ يوثبَ بغيضٍ درَّ دركمُ = هل لا سباقٌ الى خيرٍ وآرهانُ
فرسان ( داحسَ ) و ( الحنفاء ) حسبكمُ = من الرهانِ جهادٌ فهو ميدانُ
ذروا الضغائنَ تذردها الرياحُ فما = تبقي على خالصِّ الايمانِّ أضغانُ
أن الحظوظَ التي ترجى بإِلفتكمْ = في الدينِّ في محكمِ التنزيلِ فرقانُ
وما شفاءُ حزازاتِّ الصدورِ سوى = أن يستّبدَ بطبِّ القلبِّ أيمانُ
وأين ( أزكي ) وطيسُ الحربِّ ما فعلتْ = فأن عمدةَ هذا الامرِّ [ جرنانُ ]
وأين { حمّيرُ } أهلُ العزِّ ما أعتتبوا = عن وعلِّ عزتِهِمْ يوماً ولا هانُ
صيدٌ صناديدٌ أقيالٌ عباهلةٌ = أسدٌ كواسرُ في الهيجاءِّ حرّدانُ
جاءت { ريامُ } بما أعلتهُ { حميرُ } من = مجداً وقامَ على البنيانِّ بنيانُ
وأين حُميرُها الثاني وأسرتهُ = ذوي المعالي ملوكِ الناسِّ { نبهانُ }
أبقى لهُ السؤددَ الأعلى كواهلهُ = [ مظفرٌ ] و [ سليمانٌ ] و [ كهلانُ ]
هودٌ عِرارٌ فلاحٌ محسنٌ ملكوا = تنبهوا الملكَ حيناً وهو نعسانُ
وكان من فرعِهِّمْ مُلكَ { اليعاربةِ } = الصيدِّ الكرامِ وما أدراك ما الشآنُ
سلْ سيفَ [ يعربَ ] عن أخبارِ سيرتِهمْ = فمنطقُ السيفِّ أعرابٌ وألحانُ
ويا بني { غافرٍ } علياءَ قريشِ لكمْ = أصلٌ وانتم لذاكَ الاصلِّ أغصانُ
قوموا الى الله وأعتدوا لنصرتهِ = فموعدُ الله جناتٌ وغفرانُ
وأين أطوادُها العلياء بنو { حكمٍ } = اين { الذهولُ } سراةُ المجدِّ { شيبان }
وأين راحوا بني سمحٍ فوارسها = بنو { شكيلٍ } وأين الاسدُ { كلبانُ }
وأين قوّامُ أمرِّ الناسِّ قادتهمْ = بنو { خروصٍ } حماةُ الدينِّ مذْ كانُ
وأين عنها ليوثُ الغابِّ مُرتُها = بنو { هناءةَ } ما دِينُ وكم دانُ
أين { اليعاقيبُ } أرضُ السرِّ ملكهمُ = ومن مفاخرهم للفخرِّ أركانُ
وأين أهل الغناءَ في كلِّ معضلةٍ = بنو [ عليِّ ابن سودٍ ] اين [ حّدانُ ]
وأين يا أل { سعدٍ } عزمُ نجدتكمْ = وأنتمُ لرسولِّ الله أحضانُ
هلم يا أبن [ هلال ] قم بنصرتها = فالمسلمون بهذا الدينِّ بنيانُ
وأين من أل { بدرٍ } سادةٌ نجدٌ = مبادرون الى الخيراتِّ سرعانُ
أين { الحواسنةُ } النجبُ الكرامُ فما = عهدي لهم في كفاحِّ الحربِّ أقرآنُ
وأين عنها عواديها بنو { عمرٍ } = فأن جانبهم للفخر عمرانُ
وأين ( ضنكُ ) وأقيال { النعيمِّ } بها = أين { الصلوفُ } وطودُ الفضلِّ [ سلطانُ ]

ابوضرغام 08/05/2007 10:27 AM

وأين { كعبٌ } وأين الحيُّ من { قتبٍ } = أين { الظواهرُ } والفرسانُ [ كهلانُ ]
وما رجاءُ بنو { يأسٍ } على خطاءٍ = فأنما القومُ أعوانٌ وأخوانُ
قومٌ على صهواتِ الخيلِ طفلهمُ = يربوا لهُ من دمِّ الابطالِ ألبانُ
مسايرُ الحربِّ أن تنزل لهم نزلوا = وأن تعاضلهمُ ركباً فركبانُ
أسدٌ خدورهمُ سمرٌ الرماحِ فأنْ = شبَ الهياجُ فتلك السمرُ شهبانُ
صُعبٌ شكائمهمْ سحبٌ مكارمهمْ = أن حاربوا صعبوا أو أكرموا هانُ
لا يقتنونَ رياشاً فوق صابغةٍ = كأنهَّنَّ أذا ألقينا غدرانُ
وغير صفحتهمْ دياً مفللتٍ = كأنما بنفاثِّ الموتِّ ثعبانُ
وغير أنيابِ أغوالٍ مسننةٍ = من عهدِّ عادٍ لها ذكرٌ وأسنانُ
وغير شمسٍ سراحيبٍ مفنقةٍ = كأنما في قتالِ الحربِّ غربانُ
تعلمتْ من مِراسِ الحربِّ نجدتها = فهنَّ تحت يدِّ الشجعانُ شجعانُ
كأنهنَّ أعاصيرٌ أذا أحتدمتْ = نارُ الوغى وهي في التسنين ذوبانُ
تِلكمْ حصونُ بنو { يأسٍ } ومعقلهمْ = لا يحصرُ القومَ أسوارٌ وأفدانُ
وأين عنها بنو { بطاشَ } أينهمُ = من لي بهم وهم للحربِّ أخدانُ
طال الرقادُ بكم هبوا فديتكمُ = فالشمسُ طالعةٌ والسيلُ أرعانُ
عاداةُ { طيءَ } تخضيبُ السيوفِ = وأرواءُ المثقفِّ وهو اليوم عطشانُ
أين العصائب من { قحصانَ } أجمعها = وأين من نتجت للحمدِّ {عدنانُ }
هبوا لآخذِّ المعالي من مرافدكمْ = فليس يستدرك العلياء نومانُ
هبوا لداعي الهدى هبوا لعزتكمْ = وكيف نومكمُ والخصمُ يقضانُ
جدوا فديتكم في نصرِّ دينكمُ = فاليوم فيكمُ لنصرِّ الدينِّ إمكانُ
كتائبَ الله لا يحتلَ بيضتكمْ = خصمٌ مساعيهِ في الاسلامِّ ثعبانُ
كتائبَ الله ذودوا عن حياضكمُ = كي لا يهدمها بغيٌ وكفرانُ
كتائبَ الله ما عيشُ الذليلِ لكم = عيشا ولا منايا العزِّ نقصانُ
كتائبَ الله حاموا عن حنيفتكمْ = قد لوثتها خنازيرٌ وصلبانُ
كتائبَ الله دينُ الله في قلقٍ = والمشرفياتُ في الآيمانِّ طلقانُ
كتائبَ الله لم تخلقْ نفوسكمُ = لكي يسخرها ذلٌ وأهوانُ
كتائبَ الله أدعوكم الى شرفٍ = عقباهُ أن تصدقِّ النياتُ رضوانُ
كتائبَ الله يوم الهولِّ عيدكمُ = فما لكم لبغيضِّ الله عِبدانُ
يا غارة الله والاحكامُ مرملةٌ = لها من الحزنِّ بالتعطيلِّ أردانُ
يا غارة الله والحرُّ الغيورُ لهُ = صدعٌ وما أن يتلِّ الصعِّ آذانُ
يا غارة الله آأجزى في ديانتنا = أليس عارٍ وحاميِ الدينِّ خزيانُ
يا غارة الله أحياء كالبريةِّ في = عقالِّ سوءٍ وما بالرجالِّ عقلانُ
يا غارة الله كم نرضى مهانتنا = والسيفُ يرفعُ أقواماً وأن هانُ
أين العزائمُ أين النخوةُ أنتقلت = أين الحِفاظُ وأين العزُ والشآنُ
أين الشكائمُ في الاسلامِ ما فعلتْ = أبو النهى مع أباءً لنا بانُ
سلوا القبورَ التي ضمتْ أصولكمُ = هل وأطنوا الذلِّ أم في دينكم هانُ
ربوا لكم بالظُبى والسمرِّ ملتكم = وانتم الان تجارٌ ورهبانُ
تركتمُ سنّةَ الاسلافِ مطرقةً = ولا يأنبُ بالاطراقِّ خجلانُ
تمشونَ هوناً كأن الزهدَ أثقلكمْ = وأنتمُ بهوانِ النفسِّ ثقلانُ
أما يحرككمْ أن قال ناصحكمْ = الاصلُ كاسيٍ وفرعُ الاصلِّ عريانُ
أقول للبعضِ منكم وهو عن أسفٍ = والحرُّ يأسفُ للاحرارِ أن شآنُ
قد كنت تحت هذا المجدِّ من قدمٍ = واليوم أنتَ على الابوابِّ ذبّانُ
ماذا تقولُ أذا كنت أبن بجدتِها = والاصلُ معرفةٌ والفعلُ نكرانُ
طالع صحيفةَ مجدِ أنت وارثهُ = أن كان فيها مجيدُ القومِ خوّانُ
أذا تنكرتَ للاسلامِ عن حسدٍ = فسأل أباكَ وليَ الله ما الشآنُ
يخبركَ انك قد فارقتَ خطتهُ = وانه للذي فارقتَ حسرانُ
أبعدَ شيبكَ في الاسلامِ تفعلُها = يبكي الخليلُ لها والحبرُ [ شذانُ ]
أحسنْ عزأكَ في علمٍ ومن عملٍ = وانت للطمعِ المرذولِّ نجرانُ
أين السوابقُ يا قمقامها طويتْ = أعاذكَ الله طاويهِّنَّ شيطانُ
أساءكَ العدلُ إذ قامت به فئةٌ = لها مع الله مقدارٌ وآوزانُ
ألا تكونُ لها قطباً تدورُ بهِ = هل أنت عن قُطبها المعهودِّ عقلانُ
أظنُ عهدَ الشهيدينِّ الذينِّ هما = يستنصرانكَ قد أعفاهُ نسيانُ
أبعدَ أحباركَ الابرارِ تسفها = وأنت في بحرها ذرٌ ومرجانُ
بنيتَ قبةَ أيمانٍ وتهدمها = للهِ هل بعد هذا الهدمِّ بنيانُ
نظرتَ أحمدَ حتى حل مسكنهُ = في الخلدِّ من حولهِ حورٌ وولدانُ
وصار عند أبيهِ في حضائرِّ قدسٍ = للهِ خطهما فوزٌ ورضوانُ
غدوتَ تنقضوها مثنى وواحدةً = وكلكمْ في مقامِ المجدِّ صنوانُ
وقلت شأنكَ من باب السياسةِ في = دفعِ الاجانبِّ لا بغيٌُ وعصيانُ
تسوسُها أنت والايمانُ يُتركها = ما قام عمركَ في دعواكَ برهانُ
سياسةُ الله في القرآنِ كافيةٌ = وما يزيدُ على القرآنِّ نقصانُ
فرجعْ الى الله وانظرْ في سياستهِ = فأنتَ من مشربِ القرآنِّ ريانُ
ماذا رأيتَ أباكَ الطهرَ يصنعُ في = سياسةِ الدينِّ لما قام [ عزانُ ]
أنتَ الشهيدُ على أشراقِ سيرتهِ = وللبصائرِّ بالمشهودِّ أيقانُ
أفي أمامةِ حقٍ بعدما ثبتتْ = بشرطها أنت يا ذا اللبِّ حيرانُ
لا عذراً فيها حجةٌ قطعتْ = عذرَ الخلافِّ لها في الدينِّ تبيانُ
فما أنحرافكَ عنها بعدما وجبتْ = ألا خروجٌ عليها وهو عصيانُ
أبعدَ ستين عاماً عشتَ تدفقها = للهِ والحمدُ أنت َ اليوم خسرانُ
فتبعْ أمامكَ وألزمْ غرس سيرتهِ = ودعْ هوى النفسِ أن النفس شيطانُ
وصنْ بقيةَ هذا العمرِ في كيسٍ = فأن دهركَ لو فكرتَ كيسانُ
فرقتَ عزتكَ العلياءِ الى طمعٍ = حتى لقد قال أهل السوءِ [ ساسانُ ]

ابوضرغام 08/05/2007 10:56 AM

للمسلمين غنونٌ فيكَ عاليةٌ = يا أبن المعالي وهنَّ اليوم خيلانُ
كنت السفينةَ للاسلامِ تحملهُ = ثم أنكفأتَ بهِ والغيُ طوفانُ
كنت المرزاء للاسلام تكلآهُ = واليومَ من كثرِّ ما يشكوكَ ضجرانُ
ففتحْ فديتُكَ عينيِّ حاذرٍ يقضٍ = فأن كاتبَ ما تميليهِ يقضانُ
بيض العمائمِ لا تجدِ أذا أنكدرتْ = بيضُ القلوبِ وللايمانُ عنوانُ
طهِرْ ثيابكَ وأغسلْ رايحتكَ = فهاتيكَ المطامعُ أوساخٌ وآدرانُ
فحمدْ نصيحةَ حرٍ لا يريدُ بها = ذماً وفيكَ لطودِّ الحمدِ أركانُ
أن تعرفِ الصدقَ في نصحي فقد سبقتْ = عهودُ صدقٍ وأخلاصٌ وأحسانُ
ليس الخليلُ المداجي عند شائنةٍ = ان المداجيَ في العوراءِ فتانُ
لكنهُ من رأى عيباً وحققهُ = أهداكَ عيبكَ غيضً وهو لهفانُ
أريكَ من لهفي خصماً تباعدهُ = والقلبُ من حبكَ المكنونِّ ولهانُ
خذْ من مضايقِ أقوالِ نصائحها = وفي ضميري لكم بالحبِّ ميدانُ
يا قومي يا أهل ( عمانٍ ) كم تخالفكم = ان التفرقَ لا يرضاهُ ايمانُ
أطولَ دهركمُ خوفٌ مداهنتٌ = مطامعٌ حسدٌ باءٌ وخذلانُ
أهذهِ شُعبُ الايمانِ عندكمِ = أهكذا سنةٌ قالتْ وقرآنُ
ما ذا الشقاقُ الذي يفني جُنوبكم = والمؤمنونَ بذاتِ الدينِ أخوانُ
أطلقتمْ السيفَ في أفرادِ مِلتكمْ = وقيدتهُ عن الاعداءِ أجفانُ
هبَ ان أسيافكمْ غرثى بها قرمٌ = ففي لحومِ العِدى يعتاشُ غرثانُ
هانتْ عليكمْ تراثُ الكفرِّ واشتعلت = فيكم على بعضكمْ للبعضِ أضغانُ
وإلفتُ الدينِ قربى لم يكم معها = أعلى وادنى وأحزابٌ وأديانُ
يا قومي هذا أمامُ الدينِ بينكمُ = مقصودهُ الحقُّ لا ملكٌ وسلطانُ
يدعوا الى اللهِ قواماً بملتِهِِِ = له حسامانِ أقساطٌ وأحسانُ
يا قومي طاعتهُ في نصركمْ وجبتْ = فرضاً عليكم وما في الدينِ أدهانُ
يا قومي لا تدبروا عنهُ فأنَ لكم = رباً يحاسبُ والادبارُ عصيانُ
يا قومي لا تدبروا يغضبْ ألهكمُ = وأين ملجأكمْ والله غضبانُ
{ أن تنصروا الله ينصركم } فلا تهِنوا = فالكفرُ في المقتِّ والاسلام رضوانُ
أنَ الامامَ يمينُ اللهِ بينكمُ = فبايعوهُ وألا حلَّ خسرانُ
قامت عليكم بحكمِ الله حجتهُ = ان كان فيكم لحكمِ اللهِ أذعانُ
أن تتبعوه فعينُ الرشدِ خطتكمْ = أو تعرضوا عنهُ بالاعراضُ طغيانُ
فراقبوا الله فيهِ أن حجتهُ = قد قامَ فيها بحكمِ اللهِ برهانُ
تلكمْ وصيةُ [ حسانٍ ] لكم صدرتْ = فأنني للأسلامِ حسانُ
أن كنتُ أحسنتُ في نصحي فقد كتبتْ = وأنما يعقبُ الاحسانَ أحسانُ
لا يصدقُ الدينَّ ألا من يناصحهُ = ولا يصحُ بغيرِ النصحِّ أيمانُ
فأن تمكنَ نصحي من بصائركمْ = بداء لكم من ضياءِ الحقِّ فرقانُ

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


لاتنسونا من خالص الدعاء

قاتل الوحش 08/05/2007 12:27 PM

ابداع من عالمنا الجليل رحمه الله

يعقوب الحوسني 08/05/2007 01:42 PM

*

مشكور عزيزي على النقل وأمانة النقل

كلك ذووووق

مساؤك سكر

**


جميع الأوقات بتوقيت مسقط. الساعة الآن 08:32 AM.

Powered by: vBulletin Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
لا تمثل المواضيع المطروحة في سبلة عُمان رأيها، إنما تحمل وجهة نظر كاتبها