معارج الآمال
15/11/2010, 07:07 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي قال في كتابه العزيز:"اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا" وقال:" ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين" والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين, الذي بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وكشف الغمة وجاهد في سبيل ربه حتى أتاه اليقين. وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه إلى يوم الدين.
إخواني الكرام...
إن الحديث عن الإسلام حديث ذو شجون. نسافر من خلاله عبر الزمن لنقرأ صفحات العزة والكرامة منحوتة في جبهة الدهر, مضيئة في دياجير التاريخ مليئة بالتضحية من أجل المبدأ والثبات على الحق. ونعود بعدها محملين بآمال صادقة وأنوار بارقة وطموحات سامقة لنعيش الإسلام واقعا في حياتنا.
الإسلام هو الجبل الذي يعصم من يأوي إليه من طوفان المحن والفتن. الإسلام هو الواحة الغناء الوارفة الظلال في صحراء الزمن العابس وفي بيداء الحياة المضنية. الإسلام هو المعين العذب الزلال لكل من عطشت روحه, وجف ينابيع سعادته. الإسلام طوق النجاة الحقيقي لمن غرق في لجة الهم والحزن والضياع.
لن أتحدث هنا عن مذهب معين, وإنما هو حديث عن الإسلام العظيم الذي يجمعنا جميعا. فلم أكره في حياتي بعد أعداء الإسلام شيئا ككرهي للعصبية المذهبية المقيتة.
أيها الأعزاء...
إن المحن التي يصطلي بها البشر اليوم-ومن ضمنهم المسلمون- ما جاءت إلا لما انحرفت البشرية عن هدي الرسالة السماوية. ومن ينظر إلى العالم اليوم وما يعانيه من نكبات وويلات تهز أركانه وتزلزل كيانه، يلاحظ مقدار العطل الذي أصاب بوصلته، وجعله ينحرف عن الطريق الذي أراده له المولى عز وجل. فهذا العالم الذي يفترض أن يكون ساحة يتبارى فيها بنو البشر في الإصلاح والإعمار والبناء، أصبح ميدانا تدور فيه رحى حروب طاحنة، أول ضحاياها القيم والمبادئ النبيلة. ولم يقتصر هذا الانحراف على الحروب، بل تعداه إلى النواحي الاجتماعية والأخلاقية. لقد أصبحت الأخلاق شعارات لا ينادي بها إلا الضعفاء في الغابة الإنسانية. أما الأقوياء فقد استأسدوا وأظهروا أنيابهم وشحذوا مخالبهم وأعملوها في أجساد بني جنسهم لا شي إلا لمتعة يجدونها في سلب ثرواتهم وامتصاص دمائهم. فأصبحت المدن العالمية الكبرى ميادين واسعة لعصابات المافيا المتخصصة في القتل والسرقة وتهريب المخدرات. فلم يعد يستطيع الإنسان أن يعيش آمنا في بيته في ظل هذا الطوفان الجارف من الرعب. لقد غاب عن وعي الناس وسط معمة التيار المادي الطافح، المفاهيم الإنسانية الراقية مثل التكافل الاجتماعي والإحسان والبر. ومما زاد غياب هذه المفاهيم ظهور فلسفات تقتل في الإنسان أسمى المعاني باسم التطور والحداثة منها على سبيل المثال الفلسفة البرجماتية أو النفعية التي تحث الإنسان على أن يجعل مصالحه الذاتية هي مدار اهتماماته ضاربا عرض الحائط بكل ما يمت إلى القيم والأخلاق بصلة. واستطاعت مثل هذه الفلسفات أن تسربل الإنسان في شرنقة الأنانية ممزقة بذلك النسيج الاجتماعي الذي يعطي حياة الإنسان أبعاد غير متناهية في ميادين الخير.وعن هذا الانحراف يقول الرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون: "لم يكونوا- أي مؤسسو أمريكا- بلهاء، أو مصلحين حمقى، ولكنهم آمنوا بالقيم الأخلاقية والروحية. وكان حريا بهم أن تروعهم الفلسفة التي يلوح أنها على هذه الدرجة من الطغيان في العالم الرأسمالي اليوم؛ حيث لا يحرك الكثيرين إلا دوافع من القيم الأنانية والعلمانية والمادية. والمال عندهم هو الخير الوحيد".
فأين الحل؟
الحل لايكمن في الشيوعية المتهالكة ولا في الرأسمالية المضطربة, وإنما يكمن في الإسلام. نعم الإسلام ولا شئ سواه. في ظل الإسلام لا توجد مشكلة وإلا وقد وضعها لها الشرع الحنيف حلا جذريا. بداية بالمشكلات التي تصادف الفرد وانتهاء بالمشاكل الدولية والعالمية. وحتى نعرف الحلول لكل هذه الإشكالات لابد علينا أن نفهم الإسلام وكيف ينظر إلى الحياة والإنسان. ومن ثم نكون قادرين على أن نصبح بالفعل رواد حضارة عالمية قادمة عنوانها العدل والخير والأخلاق الفاضلة.
وسأتطرق في الحلقة التالية – بإذن الله- إلى مرتكزات الفهم الصحيح للإسلام.
وقبل النهاية أحب أن أختم بشيئين:
الأول: مقولة قالها العلامة الهندي أبو الأعلى المودودي وهو يتحدث نهاية كل من الشيوعية والرأسمالية, وعجز المسلمين هو يحملون بين أيديهم الكتاب العظيم. الغريب في هذه المقولة التي تنم عن الثقة في الحل الإسلامي وتهافت ما سواه, وقد قالها والشيوعية في أوج قوتها وهو مع ذلك يستشعر أنها ستسقط وهذا ما حدث فعلا. يقول أبو الأعلى:
سيأتي - بلا شك - اليوم الذي تتحير فيه الشيوعية في موسكو نفسها بدون أي ملجأ.. وتتعثر فيه الرأسمالية في واشنطن نفسها بدون أي منجى..وتهيم فيه المادية حائرة في جامعات لندن وباريس ..وتتلاشى فيه العنصرية حتى عند البراهمة والألمان ..وإنما تبقى عبرةً في التاريخ: قصةُ مَنْ يحمل عصا موسى تحت إبطه وهو يخشى من الحبال والخشب !
من يقصد بقوله: من يحمل عصا موسى تحت إبطه وهو يخشى الحبال والخشب؟
الثاني: موقف يرويه العلامة الإمام محمد عبده. يقول: كنت مرة مسافرا بالقطار ومعي ابنتي. وفي أثناء توقف القطار في إحدى المحطات صعدت عليه امرأة إنجليزية. وجلست هذه المرأة جنب ابنتي وأخذتا تتحدثان طول الطريق. وحينما نزلنا من القطار, قالت لي ابنتي: يا أبي أريدك أن تشتري لي كتابا عن عمر بن الخطاب! فقلت لها: ولماذا تردين أن تقرأي عن عمر؟ فقالت: إن المرأة الإنجليزية أخذت طول الطريق تحدثني عن إعجابها بشخصية عمر, ولهذا قررت أن أقرأ عنه. فقلت لها: يا ابنتي.. حدثتك سبعين مرة عن عمر بن الخطاب ولم تطلبي مني كتابا لتقرأي فيه عن عمر وحدثتك المرأة الإنجليزية عنه مرة واحدة وإذ بك تسارعين في طلب الكتاب!!
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
الحمد لله الذي قال في كتابه العزيز:"اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا" وقال:" ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين" والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين, الذي بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وكشف الغمة وجاهد في سبيل ربه حتى أتاه اليقين. وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه إلى يوم الدين.
إخواني الكرام...
إن الحديث عن الإسلام حديث ذو شجون. نسافر من خلاله عبر الزمن لنقرأ صفحات العزة والكرامة منحوتة في جبهة الدهر, مضيئة في دياجير التاريخ مليئة بالتضحية من أجل المبدأ والثبات على الحق. ونعود بعدها محملين بآمال صادقة وأنوار بارقة وطموحات سامقة لنعيش الإسلام واقعا في حياتنا.
الإسلام هو الجبل الذي يعصم من يأوي إليه من طوفان المحن والفتن. الإسلام هو الواحة الغناء الوارفة الظلال في صحراء الزمن العابس وفي بيداء الحياة المضنية. الإسلام هو المعين العذب الزلال لكل من عطشت روحه, وجف ينابيع سعادته. الإسلام طوق النجاة الحقيقي لمن غرق في لجة الهم والحزن والضياع.
لن أتحدث هنا عن مذهب معين, وإنما هو حديث عن الإسلام العظيم الذي يجمعنا جميعا. فلم أكره في حياتي بعد أعداء الإسلام شيئا ككرهي للعصبية المذهبية المقيتة.
أيها الأعزاء...
إن المحن التي يصطلي بها البشر اليوم-ومن ضمنهم المسلمون- ما جاءت إلا لما انحرفت البشرية عن هدي الرسالة السماوية. ومن ينظر إلى العالم اليوم وما يعانيه من نكبات وويلات تهز أركانه وتزلزل كيانه، يلاحظ مقدار العطل الذي أصاب بوصلته، وجعله ينحرف عن الطريق الذي أراده له المولى عز وجل. فهذا العالم الذي يفترض أن يكون ساحة يتبارى فيها بنو البشر في الإصلاح والإعمار والبناء، أصبح ميدانا تدور فيه رحى حروب طاحنة، أول ضحاياها القيم والمبادئ النبيلة. ولم يقتصر هذا الانحراف على الحروب، بل تعداه إلى النواحي الاجتماعية والأخلاقية. لقد أصبحت الأخلاق شعارات لا ينادي بها إلا الضعفاء في الغابة الإنسانية. أما الأقوياء فقد استأسدوا وأظهروا أنيابهم وشحذوا مخالبهم وأعملوها في أجساد بني جنسهم لا شي إلا لمتعة يجدونها في سلب ثرواتهم وامتصاص دمائهم. فأصبحت المدن العالمية الكبرى ميادين واسعة لعصابات المافيا المتخصصة في القتل والسرقة وتهريب المخدرات. فلم يعد يستطيع الإنسان أن يعيش آمنا في بيته في ظل هذا الطوفان الجارف من الرعب. لقد غاب عن وعي الناس وسط معمة التيار المادي الطافح، المفاهيم الإنسانية الراقية مثل التكافل الاجتماعي والإحسان والبر. ومما زاد غياب هذه المفاهيم ظهور فلسفات تقتل في الإنسان أسمى المعاني باسم التطور والحداثة منها على سبيل المثال الفلسفة البرجماتية أو النفعية التي تحث الإنسان على أن يجعل مصالحه الذاتية هي مدار اهتماماته ضاربا عرض الحائط بكل ما يمت إلى القيم والأخلاق بصلة. واستطاعت مثل هذه الفلسفات أن تسربل الإنسان في شرنقة الأنانية ممزقة بذلك النسيج الاجتماعي الذي يعطي حياة الإنسان أبعاد غير متناهية في ميادين الخير.وعن هذا الانحراف يقول الرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون: "لم يكونوا- أي مؤسسو أمريكا- بلهاء، أو مصلحين حمقى، ولكنهم آمنوا بالقيم الأخلاقية والروحية. وكان حريا بهم أن تروعهم الفلسفة التي يلوح أنها على هذه الدرجة من الطغيان في العالم الرأسمالي اليوم؛ حيث لا يحرك الكثيرين إلا دوافع من القيم الأنانية والعلمانية والمادية. والمال عندهم هو الخير الوحيد".
فأين الحل؟
الحل لايكمن في الشيوعية المتهالكة ولا في الرأسمالية المضطربة, وإنما يكمن في الإسلام. نعم الإسلام ولا شئ سواه. في ظل الإسلام لا توجد مشكلة وإلا وقد وضعها لها الشرع الحنيف حلا جذريا. بداية بالمشكلات التي تصادف الفرد وانتهاء بالمشاكل الدولية والعالمية. وحتى نعرف الحلول لكل هذه الإشكالات لابد علينا أن نفهم الإسلام وكيف ينظر إلى الحياة والإنسان. ومن ثم نكون قادرين على أن نصبح بالفعل رواد حضارة عالمية قادمة عنوانها العدل والخير والأخلاق الفاضلة.
وسأتطرق في الحلقة التالية – بإذن الله- إلى مرتكزات الفهم الصحيح للإسلام.
وقبل النهاية أحب أن أختم بشيئين:
الأول: مقولة قالها العلامة الهندي أبو الأعلى المودودي وهو يتحدث نهاية كل من الشيوعية والرأسمالية, وعجز المسلمين هو يحملون بين أيديهم الكتاب العظيم. الغريب في هذه المقولة التي تنم عن الثقة في الحل الإسلامي وتهافت ما سواه, وقد قالها والشيوعية في أوج قوتها وهو مع ذلك يستشعر أنها ستسقط وهذا ما حدث فعلا. يقول أبو الأعلى:
سيأتي - بلا شك - اليوم الذي تتحير فيه الشيوعية في موسكو نفسها بدون أي ملجأ.. وتتعثر فيه الرأسمالية في واشنطن نفسها بدون أي منجى..وتهيم فيه المادية حائرة في جامعات لندن وباريس ..وتتلاشى فيه العنصرية حتى عند البراهمة والألمان ..وإنما تبقى عبرةً في التاريخ: قصةُ مَنْ يحمل عصا موسى تحت إبطه وهو يخشى من الحبال والخشب !
من يقصد بقوله: من يحمل عصا موسى تحت إبطه وهو يخشى الحبال والخشب؟
الثاني: موقف يرويه العلامة الإمام محمد عبده. يقول: كنت مرة مسافرا بالقطار ومعي ابنتي. وفي أثناء توقف القطار في إحدى المحطات صعدت عليه امرأة إنجليزية. وجلست هذه المرأة جنب ابنتي وأخذتا تتحدثان طول الطريق. وحينما نزلنا من القطار, قالت لي ابنتي: يا أبي أريدك أن تشتري لي كتابا عن عمر بن الخطاب! فقلت لها: ولماذا تردين أن تقرأي عن عمر؟ فقالت: إن المرأة الإنجليزية أخذت طول الطريق تحدثني عن إعجابها بشخصية عمر, ولهذا قررت أن أقرأ عنه. فقلت لها: يا ابنتي.. حدثتك سبعين مرة عن عمر بن الخطاب ولم تطلبي مني كتابا لتقرأي فيه عن عمر وحدثتك المرأة الإنجليزية عنه مرة واحدة وإذ بك تسارعين في طلب الكتاب!!
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين