المساعد الشخصي الرقمي

عرض الإصدار الكامل : الطفل وحق إختيار الدين والمعتقد ... مناقشة تربوية


أزيتا محمد
20/09/2010, 05:37 PM
في مقال نشر في جريدة " الرؤيه " العمانية

بتاريخ 6 / 9 8 2010 نشر الباجث العماني الدكتور خالد العزري

مقالا تحت عنوان " هوكنج .. جدل الدين والعلم "

ومما جاء في هذا المقال مما يخص الطفل هذا النص الذي ارفقه لكم :

يمنح دوكينز إجابة على السؤال الذي طرحته هنا فهو يشعر كما يقول بـ " القلق من السيطرة المتنامية لما يدعوه بـ "فيروس التدين" ... في الغرب وفي العالم أجمع ... وخطورة ذلك تكمن في أمرين. الأول: إلغاء العقل والمنهج العقلي في التفكير وفي البحث العلمي. الثاني: خطر التدين على الأطفال. يتساءل دوكينز مثلا قائلا: " لا أعرف لماذا يفرض على الطفل ان يكون مسيحيا او يهوديا او مسلما منذ ولادته؟ هذا لا يحدث على الصعيد السياسي فالطفل – مثلا - لا يـولد " عماليا" أو " محافظا" او منتميا الى حزب سياسي آخر ، بل يختار حزبه السياسي لاحقا وقد يقرر عدم الانحياز للسياسة مطلقا؟ يجري دوكينز هنا مقابلة رائعة مع بريطانية متخصصة في علم النفس التربوي كانت متدينة سابقة ، وقد نذرت حياتها الان لتخليص الاطفال مما تراه "سوء استغلال للاطفال باسم الدين" . "إنها جريمة بحق الأطفال" تقول المرأة مردفة " ان يتم غسل مخ الطفل بصور القيامة والعذاب والخوف منذ النشئة الأولى لأن التشويه هذا يظل مرافقا للفرد ". ترد المتخصصة البريطانية على سؤال لدوكينز عن ماذا كان يقال لها في طفولتها وهي تتعلم الدين " إنها مفارقة انني الى الان أشعر بالتأثر البالغ حين يطلب مني العودة الى التفكير في التدين الذي كنت عليه... إنه غسيل للمخ... صور بشعة ليوم القيامة ، للنار والعذاب ... " يعلق البروفيسور وكأنه يريد منّا ضرورة اعادة النظر في مقولة لأحد رجال الدين: " اعطني طفلا .. اربيه لك في سنوات عمره السبع الأول"!

والسؤال الذي أحب ان اطرحه هنا عليكم :

ما رايكم في كلام الدكتور هوكينج وفق الرؤية التربوية ؟

وهل تعتقدون إن فرض دين معين على الطفل هو إنتهاك احد حقوقه

من حيث حرية إختيار الدين والمعتقد ؟

وألا يتعارض ذلك مع المفهوم التربوي الإسلامي ؟

بدرية الغافري
21/09/2010, 07:54 PM
موضوع جميل أختي

وهل تعتقدون إن فرض دين معين على الطفل هو إنتهاك احد حقوقه

بالتأكيد هو انتهاك لحقوق الطفل، أما مسألة اختياره لذلك فيتوقف ذلك على التربية والمجتمع وطرق اقناع الطفل بدين ابويه.

شمسة الحوسنية
22/09/2010, 05:06 PM
كل طفل ينشّأ في أطرٍ أو إطار ثقافي معين، وكوننا نزرع فيه نزعة إيمانية ما- وأقصد هنا الإيمان بمفهومه العام غير المرتبط بمعتقد بعينه- فإن ذلك يعدّ جزءًا من المكونات الثقافية ضمن ذلك الإطار، وليس بالضرورة أن يعني بحال أننا غيّبنا المنهج العقلي في التفكير والبحث فإن أنا أعطيت الطفل مساحة لممارسة حقه في حرية التعبير ومساءلة المسلمات، وقمت بدوري في الأخذ والعطاء معه بالدليل والحجة والمنطق دون أن ألزمه أُلفة أمر رغما عنه أو أنهره إذا ساءله فإني أكون احترمت عقله وفكره. ثم بعد أن أعرّفه وأمده بالمعارف المختلفة أناقشه وأحاوره أكون قد نمّيت لديه الحس الناقد البنّاء الذي يستطيع بعده اتخاذ قراراته عن بيّنة بعيدا كل البعد عن العشوائية، فهو بحاجة إلى الارشاد في مرحلة تأسيسية حتى يصل إلى مرحلة عمرية يستطيع عندها تقرير المصير مما يعني أن "الكيفية" في التعاطي مع الموضوع بمعطياته هي موضع الحل والربط. وحضور الإيمان في القلب لا يتجسّد بالضرورة في التخويف فلو نظرنا للدين الإسلامي مثلا لوجدنا أن الأصل فيه الإباحة والإنسان فيه مأمور بالتّفكر والتعمير والتدافع الإيجابي. وربما لتداخل بعض الأعراف مع المعتقد تم تغييب جوهر الدين والذي يفسّر ظهور عدد من الدعاة المجددين أمثال: د. محمد العوضي، و د.طارق السويدان، و أ. عمرو خالد، وغيرهم كثير.

ومن الخواء والسطحية أن نتجمهر بلا وعي-وبتعطيل لمَلَكَة التفكّر والتدبر- مع الجموع من بني قومنا فقط لأنهم من شيعتنا، وفي ذلك قال جلّ من قائل:

"لإِيلافِ قريش" وإيلاف من الألفة والتعود على الشيء.
"فلعلك باخع نفسك على آثارهم"
"أولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون"

والأصل في الفتوحات الإسلامية إبّان تأسيس الدولة كان منح الشعب الحق في تقرير المصير لأن الأقوام والشعوب كانت قسرا على دين ملوكها.

وسياق الحديث أعادني لمحاضرة قدمها غازي القصيبي، رحمه الله، في السلطنة عن التعددية أشار فيها إلى أن التعددية لا تنشأ إلا مع توفر مقوماتها- وإن لم توجد فنظام قمعي- والتي من أمثلتها وجود: أغلبية متعلمة ميسورة الحال، ومجتمع مدني له مؤسساته الفاعلة، وذوبان التكتلات المذهبية، وقضاء نزيه مستقل، والتسامح وقبول الآخر، إلى جانب اصلاحات أخرى في مدى زمني معقول أي عقود. وعندما تحدّث عن التجديد في الفكر الديني أشار أنه عادة ما يلاقي رفضا ومعارضة ربما لأنه قد يهدد وضعا سياسيا، كما قال أن هناك تحزبات مذهبية خلقت أجيالا من المقلدين الذين نسوا أن نشأة المذهب تعتبر حركة تجديدية ظهرت نتيجة احتجاج على أوضاع سائدة. وأخيرا، حثّ على ضرورة البحث الموضوعي مع أهمية وجود الأقلية الخلاقة التي تناقش المسلمات وتعي أن هناك بونا بين التجديد والتجديف.

في الحقيقة، أرى أنه تتطبع في حياتنا الكثير من الأمور حتى لنحسبها الأساس والجوهر فكم جميل لو استطعنا أو سعينا لنزع هذه الألفة كي نُسائل الكثير من المسلمات في حياتنا.

كم يحزنني أن كثيرا منا يلقي أصابع الاتهام على (المجتمع)، ولكن هلا وقفنا مع ذواتنا وقفة صدق: من يصوغه؟ من يصوغ (المجتمع)؟ أولسنا نحن!!! إن الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم!

أوتكون الأعراف ثوابت محرم اسقاطها؟!!!

أزيتا محمد
22/09/2010, 07:07 PM
موضوع جميل أختي



بالتأكيد هو انتهاك لحقوق الطفل، أما مسألة اختياره لذلك فيتوقف ذلك على التربية والمجتمع وطرق اقناع الطفل بدين ابويه.

شكرا لك الاخت بدرية الغافري

أعتقد إن الوضع يختلف بين الجانب النظري والجانب التطبيقي

فهل الأسرة المسلمة - مثلا - تسمح بفتح نقاش مع الطفل حول الأديان والمعتقدات ؟

وهل إنها تقدم تفسيرات صحيحة للاديان الاخرى ؟

وهذا الوضع صحيح أيضا بالنسبة للمجتمعات الدينية الاخرى

وعلى فرض إن الاسرة كانت على درجة من التسامح بحيث أستطاعت أن تفعل ذلك ؟

فهل المخزون المعرفي لدى الطفل يسمح له بتكوين صورة صحيحة عن الاديان ؟

وتحياتي

أزيتا محمد
22/09/2010, 07:13 PM
كل طفل ينشّأ في أطرٍ أو إطار ثقافي معين، وكوننا نزرع فيه نزعة إيمانية ما- وأقصد هنا الإيمان بمفهومه العام غير المرتبط بمعتقد بعينه- فإن ذلك يعدّ جزءًا من المكونات الثقافية ضمن ذلك الإطار، وليس بالضرورة أن يعني بحال أننا غيّبنا المنهج العقلي في التفكير والبحث فإن أنا أعطيت الطفل مساحة لممارسة حقه في حرية التعبير ومساءلة المسلمات، وقمت بدوري في الأخذ والعطاء معه بالدليل والحجة والمنطق دون أن ألزمه أُلفة أمر رغما عنه أو أنهره إذا ساءله فإني أكون احترمت عقله وفكره. ثم بعد أن أعرّفه وأمده بالمعارف المختلفة أناقشه وأحاوره أكون قد نمّيت لديه الحس الناقد البنّاء الذي يستطيع بعده اتخاذ قراراته عن بيّنة بعيدا كل البعد عن العشوائية، فهو بحاجة إلى الارشاد في مرحلة تأسيسية حتى يصل إلى مرحلة عمرية يستطيع عندها تقرير المصير مما يعني أن "الكيفية" في التعاطي مع الموضوع بمعطياته هي موضع الحل والربط. وحضور الإيمان في القلب لا يتجسّد بالضرورة في التخويف فلو نظرنا للدين الإسلامي مثلا لوجدنا أن الأصل فيه الإباحة والإنسان فيه مأمور بالتّفكر والتعمير والتدافع الإيجابي. وربما لتداخل بعض الأعراف مع المعتقد تم تغييب جوهر الدين والذي يفسّر ظهور عدد من الدعاة المجددين أمثال: د. محمد العوضي، و د.طارق السويدان، و أ. عمرو خالد، وغيرهم كثير.

ومن الخواء والسطحية أن نتجمهر بلا وعي-وبتعطيل لمَلَكَة التفكّر والتدبر- مع الجموع من بني قومنا فقط لأنهم من شيعتنا، وفي ذلك قال جلّ من قائل:

"لإِيلافِ قريش" وإيلاف من الألفة والتعود على الشيء.
"فلعلك باخع نفسك على آثارهم"
"أولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون"

والأصل في الفتوحات الإسلامية إبّان تأسيس الدولة كان منح الشعب الحق في تقرير المصير لأن الأقوام والشعوب كانت قسرا على دين ملوكها.

وسياق الحديث أعادني لمحاضرة قدمها غازي القصيبي، رحمه الله، في السلطنة عن التعددية أشار فيها إلى أن التعددية لا تنشأ إلا مع توفر مقوماتها- وإن لم توجد فنظام قمعي- والتي من أمثلتها وجود: أغلبية متعلمة ميسورة الحال، ومجتمع مدني له مؤسساته الفاعلة، وذوبان التكتلات المذهبية، وقضاء نزيه مستقل، والتسامح وقبول الآخر، إلى جانب اصلاحات أخرى في مدى زمني معقول أي عقود. وعندما تحدّث عن التجديد في الفكر الديني أشار أنه عادة ما يلاقي رفضا ومعارضة ربما لأنه قد يهدد وضعا سياسيا، كما قال أن هناك تحزبات مذهبية خلقت أجيالا من المقلدين الذين نسوا أن نشأة المذهب تعتبر حركة تجديدية ظهرت نتيجة احتجاج على أوضاع سائدة. وأخيرا، حثّ على ضرورة البحث الموضوعي مع أهمية وجود الأقلية الخلاقة التي تناقش المسلمات وتعي أن هناك بونا بين التجديد والتجديف.

في الحقيقة، أرى أنه تتطبع في حياتنا الكثير من الأمور حتى لنحسبها الأساس والجوهر فكم جميل لو استطعنا أو سعينا لنزع هذه الألفة كي نُسائل الكثير من المسلمات في حياتنا.

كم يحزنني أن كثيرا منا يلقي أصابع الاتهام على (المجتمع)، ولكن هلا وقفنا مع ذواتنا وقفة صدق: من يصوغه؟ من يصوغ (المجتمع)؟ أولسنا نحن!!! إن الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم!

أوتكون الأعراف ثوابت محرم اسقاطها؟!!!


شكرا لك اختي شمسه الحوسنية

أتفق معك في هذه الرؤية الجميلة عن تكوين المعتقد الديني لدى الطفل

ولكن هل تعتقدين إن العائلات المتدينة على إختلاف أديانها ومعتقداتها

تسمح لأطفالها بدراسة والإطلاع على معارف الأديان الاخرى

أذكر إننا كنا منذ الصغر يتم تلقيننا معتقدات معينة لمذاهب أخرى مخالفة لنا

وبعد ان كبرنا وزاد تحصيلنا المعرفي عرفنا إلى تلك الصورة عن تلك المذاهب كانت خاطئة

هذا عن المذاهب في داخل الدين الواحد

فماذا تتصورين أن يتم تليقنه للطفل إزاء الاديان والفلسفات الاخرى ؟

وتحياتي

شمسة الحوسنية
23/09/2010, 04:08 PM
عزيزتي أزيتا..

أتفق معكِ وأرى أنه لإيجاد ثقافة من ذلك النوع نحن بحاجة إلى احتوائها في مناهجنا التعليمية المدرسية لتظهر آثارها بعد أجيال من الآن فهي ليست مستحيلة ولكن تتطلب رؤى استراتيجية وعملا دؤوبا لحصد الثمار المبتغاة. فطفل اليوم هو صانع الغد بوحي فكره وثقافته وساعده وإبداعه وهو ذاته المربي لأجيال تخلفه فما نزرعه اليوم هو حصاد مستقبل ربما شهدناه وربما شهده من هم بعدنا.

فمثلا، مناهجنا على مدى سنوات التعليم المدرسي تكاد تخلو من مساقات متخصصة في الفلسفة والأديان والنقد. ولا أعني أن ندخل هذه المساقات اعتباطا ولكن بوضع استراتيجية واضحة المعالم والأهداف قابلة للتطبيق والقياس مدروسة المخرجات على أن يتم الشروع في البدء بتأهيل الكادر القائم على المشروع والاستفادة من خبرات الآخر والبناء عليها بمعطيات واقعنا و دراسة آليات التطبيق الأجدر، كأن يؤسس الطفل بادئ ذي بدء-في سنواته الأولى- على ثقافته الخالصة ثم يبدأ في مرحلة لاحقة من تعليمه المدرسي ذلك النوع من التحصيل فجدير بالإنسان فهم ذاته وثقافته بمكوناتها قبل الانفتاح على الآخر.

موضوع غني عزيزتي أزيتا، جزاك الله خيرا :)

أتوق للاطلاع والتعرف فيه إلى مزيد من الآراء.

دمتِ بود