ماجد الهادي
15/09/2010, 01:12 PM
ما هو الشعور و اللاشعور
السؤال هنا : هل يشكل الشعور في تأثيره مجمل الحياة النفسية لدى الإنسان ؟
~~ الطريقة الجدلية~~
المقدمة : يكاد علماء النفس المعاصرين والغابرين يجمعوا في تعاريفهم للشعور على انه في اعتباره إدراك المرءلذاتيته ولعقله الباطني أو هو على اعتبار أنه حس الفكر ومعرفته وإدراكه لأحواله وأفعاله ( الحدس معرفة مباشرة ), وعليه يكونالشعور أو يمكننا تعريفه على أنه أساس المعرفة الذاتية والمعرفة ببواطن التفكير والإحساس به وبدواخله وما تحويه هذه الدواخل من شعوريات وأحاسيس تؤثر وتتأثر في حياته . ومن خلال التعاريف هذه هل يمكن اعتماد الإنسان على شعورهوإحساسهوحده في إدراك ومعرفة كل ما يجول ويصول في حياته النفسية ؟ بمعنى آخر هل الشعور يصاحبكل ظواهر النفس بمختلف أنواعها وصنوفها ؟
التحليل هنا : قضية الشعور هي قضية تشكل مجمل الحياة النفسية لدى الكائن الحي بوجه عام لان الكائنات الحية تشترك في الشعور بما حولها والإحساس به والتأثر به أيضاً ( الشعور أمكننا أن نعرفه على أنه أساس الأحوالالنفسية )
الحجة هنا : يذهب بعض الفلاسفة أصحاب النظرية الكلاسيكية ( التقليدية ) في نظرياتهم وآرائهم إلى أنالحياة النفسية في مجملها وفي العيش بها تقوم على أساس الشعور والأحاسيس وعلى رأس هؤلاء الفيلسوف الألماني " ديكارت " الذي أتبع منهج العقل في التفكير ومنهج وضع الأشياء التي يراها ويعرضها على العقل في حاله تصديقها وإذا ما توافقت مع العقل فهي حقيقة واقعه وأما إذا ما توافقت مع العقل قلا يمكن أن تصدق لان العقل والتفكير والفكرة لا تقبل مساومتها مع ما هو لا يمكن أن يصدقه العقل والذي اتبع أيضاً منهج الشك الذي يشمل كل شيء إلا البداية الأصلية غير المشروطةفي المعرفة والتي حددها ديكارت بـ" أنا أفكر إذن أنا موجود "وهو ما يعرفبالكوجيتو الديكارتي حيث سلم في مقولته هذه بوجود التفكير والإحساس بهذا التفكير أيضاً والشعور والاستشعار به وبكل خلجاته وبكل ما يحويه من أحاسيس ووقوف على ارض الواقع بهذه الأحاسيس و بما أن الإنسان بطبيعته التي قد خلقها الله تعالى له بحيث كرمه بالعقل وبالتفكير وبالإحساس بفكره في الحياة عن طريق معرفه الأشياء التي تحيط به وتسميتها بمسمياتها بحيث أنه لا ينقطع عنالتفكير وعقلنه كل ما حوله فهو يشعر ويستشعر ويحس ويدرك ويستدرك بكل ما يحدث على مستوى النفس والشعور بها وبما أن الشعور هو حدس والحدس يعتبرمعرفة مباشرة بالحدود التي تقع أمام العين وأمام الفكر والذي تكون عن طريق الذهن في حاله إدراكها وفي حاله معرفتها فهي لا تخطئ فهو ينقل للفكر عن طريق الذهن والإدراك كل ما تعيشه النفس وتتعايش معه وتؤثر به وتتأثر به ومن ثمة لا وجودلحياة توصه على أنها نفسية لا شعورية لذلك يرى أن كل ما هو نفسي يرادف في تعريفة وإدراكه كل ما هو شعوري . وهناك آخرون من الفلاسفة ومن مرتادي الفكر الفلسفي ممن يرون ذلك أمثال " ستيكال " أو " ابن سينا " في الفكرالإسلامي حيث يقول : " الشعور بالذات هو شعور أمكننا وصفه على انه شعور لا يتوقف أبدا أو لنقل هو شعور لا نهائي بالمعنى الأصح " وهكذا فقد ساد الاعتقادقديما أن الشعور والإحساس هو في مجمله يعتبر ويمكن اعتباره بالنظر إلى الأهمية التي تحيط به في التأثر والتأثير هو أساس الحياة النفسية .
النقد هو : لكن المتأمل والناظر والمتدبر والمتفحص في حياة هذا الإنسان يجد ويكتشف أنه بطبيعته لا يعيش كل لحظات حياته الدنيوية فيحالة توصف على أنها واعية وإدراكية لما يحيط من حوله بل تصدر منه في بعض الأحيان سلوكيات قد يكون لا يشعر بها بل تكون أو يمكننا تفسيرها على أنها حدث يتشكل ويحدث بشكل عفوي وتلقائي أو هو غير إرادي إلا بعد فواتها أو تنبيههإليها مثل زلات القلم وفلتات اللسان وزلاتها وأيضاً الإتيان بتصرفات غير عاقله مثل التحكم بالانفعال عند مشاهدة حدث معين كالشيء المحبب له قد لا يتحكم بمشاعره من فرط هيامه وعاطفته الجياشة ... و هذا يدل على وجود حياة لاشعورية ولا أحساسية وإدراكية ولنقول بأن التفكير في بعض الحالات هذه يمكننا اعتباره بأنه هو من أسباب تغير الشعور والأفعال مثال من يكتب شيء أو يهم في كتابته وهو يفكر في شيء آخر فإنه بشكل تلقائي أمكن له كتابة أشياء قد لا تتعلق بشيء متعلق بما هو يهم في الكتابة عنه لان التفكير هنا يكون في حالة من التداخل مع الاهتمام بشيء آخر يفقد المرء تركيزه وبالتالي من فرط هذا الفقد وهذا الانحراف عن التركيز قد يفقد الشعور بما هو هائم في العمل به فيفقد ما يكتبه ويقلل من الأفكار التي تعتبر أساسية في الموضوع الذي يكتبه ولكن اهتمامه بشيء ومخالفته في التفكير المغاير له هو من أسباب ما قد يجلب زلات اللسان وزلات القلم في الكتابة .
النقيض هنا هو : الشعور يمكننا تعريفه على أنه قد لا يشكل مجمل الحياة النفسية المحكمة على الأفعال والانفعالات عند الإنسان ( اكتشافاللاشعور )
الحجة هنا : اللاشعور هو مجموعة من الحوادث النفسية التي تكون لربما قد تكون مكبوتة بدواخلها والتي بمجملها قد تؤثر في النفسالبشرية دون الشعور بها ويعتبر المفكر فرويد مكتشف الأحداث والأحاسيس التي تعتبر وتعبر على أنها اللاشعور أو لا شعورية أو أمكننا وصفها ألا تحكمية لأنها لا تدخل مع الإرادة الإنسانية لأنها تحدث بمعزل عن التحكم العقلي والإرادي لدى الإنسان بحيث لا يمكنه أن يتحكم بها فهي تتشكل على هيئات لا إرادية ولا يمكن التحكم بها فهي لها قيادة لربما أمكن أن نقول عنها مستقلة عن العقل وعن حاويها وفاعلها ولو أن بوادر هذا الاكتشاف قدكانت موجودة ومتواجدة قبله أي قبل فرويد مع الفيلسوف " ليبتز " الذي حاول في نظرياته في هذا المجال وفي آراءه إثبات فكرةاللاشعور بالأدلة العقلية حيث قال : " لدينا في كل لحظة عدد لا نهاية لهمن الإدراكات التي لاتأمل فيها ولا نظر " ثم جاء دور الأطباء ومنهم " برنهايم " و " شاركو " من خلال معالجة مرضالهستيريا ( حيث تم ملاحظة وجود اضطرابات عقلية ونفسية في المريض من خلال التصرفات والأفعال من دون وجود خلل عضوي يمكن الكشف عليه ) وكانت فكرة التنويمالمغناطيسي من الأفكار التي يتبين من خلالها فكرة ألاشعور لأنها تجعل المنوم بشكل ممغنط لا يدرك ما يفعله لان يكون في حالة من الغياب الشعوري أو الإدراكي الأمر الذي هدى " فرويد " وبعدما وقوف على التجارب التي قد أجراها " بروير " إلى اكتشاف ما هو اللاشعور وهذا يعني أن هناك جانبا من جوانب حياتنا توجدفيه أسرار وعقد لا يسمع لها بالخروج في حالة شعور . و من ثمة كشف عننظريته في التحليل النفسي القائمة على التداعي الحر . ويجب علينا التفكر في ذلك لان حالات الإنسان هي حالات تزداد تعقيداً يوماً بعد يوم ويكاد لا يمر يوم به من الاكتشافات وبه من الأبحاث التي تتعلق بجانب الكشف عن الأسرار الكامنة في حياة الإنسان إلا ونجد حالة من التعقيد تقف بجانبنا وهي تحدث كلما أردنا أن نفسر حياة الإنسان بشكل دقيق كلما أردنا ذلك تقف أمامنا معجزة الإنسان المعقدة والشديدة التعقيد يوماً بعد يوم ومع تطور العلم والمعرفة والأبحاث المستفيضة يتبن من خلالها أن الإنسان هو كائن مادي لا يمكن أن يكون ملموس بشكل يمكننا تفسيره بشكل دقيق بل هو كائن معقد وكائن مهما بلغت الأبحاث في تفسيره تجد أمامها عثرة التعقيد التي يتميز به هذا الإنسان بل أن التعقيد أمكن أن نصفه على أنه هو شيء أيضاً قد تتميز به الحيوانات كافه من خلال وجود حيوانات من أنواع مفترسه أليفه والعكس صحيح في هذا الجانب لان الشعور هو مشترك بين الإنسان والحيوان ولا يمكن التميز بينهما إلا بالعقل والوعي . ومن خلال هذا يمكننا أن نسوق في هذا المقام أية قرآنية عظيمة تتحدث عن هذا الإنسان وعن حقيقته من خلال النفس التي به وما تحويه من تعقيدات من خلال الخلايا والأعضاء والجسم ككل قال عز من قائل عليما ( وفي أنفسكم أفلا تبصرون ) صدق الله العظيم .
النقد هنا : لكن اللاشعور حتى و إن أصبح حقيقة لا تنكر فإن الحوادث النفسيةلدى الإنسان تبقى تجري في مجال الشعور بالدرجة الأولى فالإنسان يعيش معظملحظات حياته واعياوالوعي هذا هو الطاغي على ألاشعور ولكن يظل ألاشعور هو شيء تتصف به حياة الإنسان النفسانية لأنها في حاله من التخبط بين ألاشعور وبين الشعور ولكن تظل هناك تذبذبات بين الإدراك الشعوري وبين ألا إدراك شعوري في كل تفاصيل الحياة ومجملها .
التركيب : الحياة النفسية هي حياة تتشكل من خلال الشعور و اللاشعور .
من خلال ما قد سبق سلفاً لا يمكننا أن نقوم بإهمال الجانب الشعوري لدى هذا الإنسان ولا يمكن أيضاً بطبيعة الحال إنكاردور الجانب اللاشعور لدى هذا الإنسان بعد ما تم التدليل عليه أنفاً , ومن ثم فالحياة النفسية لدىالإنسان قد أصبحت وأغدت توصف بجانبين مهمين ألا وهما شعورية و لاشعورية باعتبار أن الشعور أمر لا يمكنإنكار وجوده أو إنكار تأثيره على الحياة ككل . ولكنه أيضاً لا يصاحب جميع أفعال الإنسان وتحركاته و لا يوجهها دائما . ثمأن للدوافع اللاشعورية أثر بارز في توجيه سلوك الفرد في الحياة التي يحياها لان يتأثر بما تحويه من عوامل مؤثر والتي تعمل على تغيير السلوك تباعاً بحسب طبيعة التأثير المترتب على تغير الشعور واللاشعور .
الخاتمة :إن الإنسان كائن واعي بطبيعته بالدرجة الأولى لان حواسه تشعر وتتحسس بما يخالج فكره وبما يؤثر عليه ويتأثر به . وعليه فإذا كان شعورالإنسان قد لا يشمل كل حياته النفسية فما يفلت من الشعور لديه يمكن رده إلىاللاشعور فهو في نظر فرويد مركز الثقل في الحياة النفسية وبالتالي فالشعوريشكل جانبا من الحياة النفسية واللاشعور يشكل الجانب الآخر .
السؤال هنا : هل يشكل الشعور في تأثيره مجمل الحياة النفسية لدى الإنسان ؟
~~ الطريقة الجدلية~~
المقدمة : يكاد علماء النفس المعاصرين والغابرين يجمعوا في تعاريفهم للشعور على انه في اعتباره إدراك المرءلذاتيته ولعقله الباطني أو هو على اعتبار أنه حس الفكر ومعرفته وإدراكه لأحواله وأفعاله ( الحدس معرفة مباشرة ), وعليه يكونالشعور أو يمكننا تعريفه على أنه أساس المعرفة الذاتية والمعرفة ببواطن التفكير والإحساس به وبدواخله وما تحويه هذه الدواخل من شعوريات وأحاسيس تؤثر وتتأثر في حياته . ومن خلال التعاريف هذه هل يمكن اعتماد الإنسان على شعورهوإحساسهوحده في إدراك ومعرفة كل ما يجول ويصول في حياته النفسية ؟ بمعنى آخر هل الشعور يصاحبكل ظواهر النفس بمختلف أنواعها وصنوفها ؟
التحليل هنا : قضية الشعور هي قضية تشكل مجمل الحياة النفسية لدى الكائن الحي بوجه عام لان الكائنات الحية تشترك في الشعور بما حولها والإحساس به والتأثر به أيضاً ( الشعور أمكننا أن نعرفه على أنه أساس الأحوالالنفسية )
الحجة هنا : يذهب بعض الفلاسفة أصحاب النظرية الكلاسيكية ( التقليدية ) في نظرياتهم وآرائهم إلى أنالحياة النفسية في مجملها وفي العيش بها تقوم على أساس الشعور والأحاسيس وعلى رأس هؤلاء الفيلسوف الألماني " ديكارت " الذي أتبع منهج العقل في التفكير ومنهج وضع الأشياء التي يراها ويعرضها على العقل في حاله تصديقها وإذا ما توافقت مع العقل فهي حقيقة واقعه وأما إذا ما توافقت مع العقل قلا يمكن أن تصدق لان العقل والتفكير والفكرة لا تقبل مساومتها مع ما هو لا يمكن أن يصدقه العقل والذي اتبع أيضاً منهج الشك الذي يشمل كل شيء إلا البداية الأصلية غير المشروطةفي المعرفة والتي حددها ديكارت بـ" أنا أفكر إذن أنا موجود "وهو ما يعرفبالكوجيتو الديكارتي حيث سلم في مقولته هذه بوجود التفكير والإحساس بهذا التفكير أيضاً والشعور والاستشعار به وبكل خلجاته وبكل ما يحويه من أحاسيس ووقوف على ارض الواقع بهذه الأحاسيس و بما أن الإنسان بطبيعته التي قد خلقها الله تعالى له بحيث كرمه بالعقل وبالتفكير وبالإحساس بفكره في الحياة عن طريق معرفه الأشياء التي تحيط به وتسميتها بمسمياتها بحيث أنه لا ينقطع عنالتفكير وعقلنه كل ما حوله فهو يشعر ويستشعر ويحس ويدرك ويستدرك بكل ما يحدث على مستوى النفس والشعور بها وبما أن الشعور هو حدس والحدس يعتبرمعرفة مباشرة بالحدود التي تقع أمام العين وأمام الفكر والذي تكون عن طريق الذهن في حاله إدراكها وفي حاله معرفتها فهي لا تخطئ فهو ينقل للفكر عن طريق الذهن والإدراك كل ما تعيشه النفس وتتعايش معه وتؤثر به وتتأثر به ومن ثمة لا وجودلحياة توصه على أنها نفسية لا شعورية لذلك يرى أن كل ما هو نفسي يرادف في تعريفة وإدراكه كل ما هو شعوري . وهناك آخرون من الفلاسفة ومن مرتادي الفكر الفلسفي ممن يرون ذلك أمثال " ستيكال " أو " ابن سينا " في الفكرالإسلامي حيث يقول : " الشعور بالذات هو شعور أمكننا وصفه على انه شعور لا يتوقف أبدا أو لنقل هو شعور لا نهائي بالمعنى الأصح " وهكذا فقد ساد الاعتقادقديما أن الشعور والإحساس هو في مجمله يعتبر ويمكن اعتباره بالنظر إلى الأهمية التي تحيط به في التأثر والتأثير هو أساس الحياة النفسية .
النقد هو : لكن المتأمل والناظر والمتدبر والمتفحص في حياة هذا الإنسان يجد ويكتشف أنه بطبيعته لا يعيش كل لحظات حياته الدنيوية فيحالة توصف على أنها واعية وإدراكية لما يحيط من حوله بل تصدر منه في بعض الأحيان سلوكيات قد يكون لا يشعر بها بل تكون أو يمكننا تفسيرها على أنها حدث يتشكل ويحدث بشكل عفوي وتلقائي أو هو غير إرادي إلا بعد فواتها أو تنبيههإليها مثل زلات القلم وفلتات اللسان وزلاتها وأيضاً الإتيان بتصرفات غير عاقله مثل التحكم بالانفعال عند مشاهدة حدث معين كالشيء المحبب له قد لا يتحكم بمشاعره من فرط هيامه وعاطفته الجياشة ... و هذا يدل على وجود حياة لاشعورية ولا أحساسية وإدراكية ولنقول بأن التفكير في بعض الحالات هذه يمكننا اعتباره بأنه هو من أسباب تغير الشعور والأفعال مثال من يكتب شيء أو يهم في كتابته وهو يفكر في شيء آخر فإنه بشكل تلقائي أمكن له كتابة أشياء قد لا تتعلق بشيء متعلق بما هو يهم في الكتابة عنه لان التفكير هنا يكون في حالة من التداخل مع الاهتمام بشيء آخر يفقد المرء تركيزه وبالتالي من فرط هذا الفقد وهذا الانحراف عن التركيز قد يفقد الشعور بما هو هائم في العمل به فيفقد ما يكتبه ويقلل من الأفكار التي تعتبر أساسية في الموضوع الذي يكتبه ولكن اهتمامه بشيء ومخالفته في التفكير المغاير له هو من أسباب ما قد يجلب زلات اللسان وزلات القلم في الكتابة .
النقيض هنا هو : الشعور يمكننا تعريفه على أنه قد لا يشكل مجمل الحياة النفسية المحكمة على الأفعال والانفعالات عند الإنسان ( اكتشافاللاشعور )
الحجة هنا : اللاشعور هو مجموعة من الحوادث النفسية التي تكون لربما قد تكون مكبوتة بدواخلها والتي بمجملها قد تؤثر في النفسالبشرية دون الشعور بها ويعتبر المفكر فرويد مكتشف الأحداث والأحاسيس التي تعتبر وتعبر على أنها اللاشعور أو لا شعورية أو أمكننا وصفها ألا تحكمية لأنها لا تدخل مع الإرادة الإنسانية لأنها تحدث بمعزل عن التحكم العقلي والإرادي لدى الإنسان بحيث لا يمكنه أن يتحكم بها فهي تتشكل على هيئات لا إرادية ولا يمكن التحكم بها فهي لها قيادة لربما أمكن أن نقول عنها مستقلة عن العقل وعن حاويها وفاعلها ولو أن بوادر هذا الاكتشاف قدكانت موجودة ومتواجدة قبله أي قبل فرويد مع الفيلسوف " ليبتز " الذي حاول في نظرياته في هذا المجال وفي آراءه إثبات فكرةاللاشعور بالأدلة العقلية حيث قال : " لدينا في كل لحظة عدد لا نهاية لهمن الإدراكات التي لاتأمل فيها ولا نظر " ثم جاء دور الأطباء ومنهم " برنهايم " و " شاركو " من خلال معالجة مرضالهستيريا ( حيث تم ملاحظة وجود اضطرابات عقلية ونفسية في المريض من خلال التصرفات والأفعال من دون وجود خلل عضوي يمكن الكشف عليه ) وكانت فكرة التنويمالمغناطيسي من الأفكار التي يتبين من خلالها فكرة ألاشعور لأنها تجعل المنوم بشكل ممغنط لا يدرك ما يفعله لان يكون في حالة من الغياب الشعوري أو الإدراكي الأمر الذي هدى " فرويد " وبعدما وقوف على التجارب التي قد أجراها " بروير " إلى اكتشاف ما هو اللاشعور وهذا يعني أن هناك جانبا من جوانب حياتنا توجدفيه أسرار وعقد لا يسمع لها بالخروج في حالة شعور . و من ثمة كشف عننظريته في التحليل النفسي القائمة على التداعي الحر . ويجب علينا التفكر في ذلك لان حالات الإنسان هي حالات تزداد تعقيداً يوماً بعد يوم ويكاد لا يمر يوم به من الاكتشافات وبه من الأبحاث التي تتعلق بجانب الكشف عن الأسرار الكامنة في حياة الإنسان إلا ونجد حالة من التعقيد تقف بجانبنا وهي تحدث كلما أردنا أن نفسر حياة الإنسان بشكل دقيق كلما أردنا ذلك تقف أمامنا معجزة الإنسان المعقدة والشديدة التعقيد يوماً بعد يوم ومع تطور العلم والمعرفة والأبحاث المستفيضة يتبن من خلالها أن الإنسان هو كائن مادي لا يمكن أن يكون ملموس بشكل يمكننا تفسيره بشكل دقيق بل هو كائن معقد وكائن مهما بلغت الأبحاث في تفسيره تجد أمامها عثرة التعقيد التي يتميز به هذا الإنسان بل أن التعقيد أمكن أن نصفه على أنه هو شيء أيضاً قد تتميز به الحيوانات كافه من خلال وجود حيوانات من أنواع مفترسه أليفه والعكس صحيح في هذا الجانب لان الشعور هو مشترك بين الإنسان والحيوان ولا يمكن التميز بينهما إلا بالعقل والوعي . ومن خلال هذا يمكننا أن نسوق في هذا المقام أية قرآنية عظيمة تتحدث عن هذا الإنسان وعن حقيقته من خلال النفس التي به وما تحويه من تعقيدات من خلال الخلايا والأعضاء والجسم ككل قال عز من قائل عليما ( وفي أنفسكم أفلا تبصرون ) صدق الله العظيم .
النقد هنا : لكن اللاشعور حتى و إن أصبح حقيقة لا تنكر فإن الحوادث النفسيةلدى الإنسان تبقى تجري في مجال الشعور بالدرجة الأولى فالإنسان يعيش معظملحظات حياته واعياوالوعي هذا هو الطاغي على ألاشعور ولكن يظل ألاشعور هو شيء تتصف به حياة الإنسان النفسانية لأنها في حاله من التخبط بين ألاشعور وبين الشعور ولكن تظل هناك تذبذبات بين الإدراك الشعوري وبين ألا إدراك شعوري في كل تفاصيل الحياة ومجملها .
التركيب : الحياة النفسية هي حياة تتشكل من خلال الشعور و اللاشعور .
من خلال ما قد سبق سلفاً لا يمكننا أن نقوم بإهمال الجانب الشعوري لدى هذا الإنسان ولا يمكن أيضاً بطبيعة الحال إنكاردور الجانب اللاشعور لدى هذا الإنسان بعد ما تم التدليل عليه أنفاً , ومن ثم فالحياة النفسية لدىالإنسان قد أصبحت وأغدت توصف بجانبين مهمين ألا وهما شعورية و لاشعورية باعتبار أن الشعور أمر لا يمكنإنكار وجوده أو إنكار تأثيره على الحياة ككل . ولكنه أيضاً لا يصاحب جميع أفعال الإنسان وتحركاته و لا يوجهها دائما . ثمأن للدوافع اللاشعورية أثر بارز في توجيه سلوك الفرد في الحياة التي يحياها لان يتأثر بما تحويه من عوامل مؤثر والتي تعمل على تغيير السلوك تباعاً بحسب طبيعة التأثير المترتب على تغير الشعور واللاشعور .
الخاتمة :إن الإنسان كائن واعي بطبيعته بالدرجة الأولى لان حواسه تشعر وتتحسس بما يخالج فكره وبما يؤثر عليه ويتأثر به . وعليه فإذا كان شعورالإنسان قد لا يشمل كل حياته النفسية فما يفلت من الشعور لديه يمكن رده إلىاللاشعور فهو في نظر فرويد مركز الثقل في الحياة النفسية وبالتالي فالشعوريشكل جانبا من الحياة النفسية واللاشعور يشكل الجانب الآخر .