جاسم القرطوبي
03/06/2010, 09:00 PM
إعداد : جاسم القرطوبي
مقدمة : أيها الأخوة الأفاضل في هذه الأيام العطرة تصادفنا ذكرى ولادة فاطمة الزهراء .. قدسها بعضهم فأوصلوها لدرجة ٍ عالية ، ولم يعرف البعض قدرها بالرغم من حبه لها ولأبيها والبعض لم يأبه بها مطلقا ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ... وأما المنصف هو من يقف بين ذا وذا كما قال الفرزدق :
هُــم مَعشَرٌ حـُـبُهمْ دين ............. وبُغضُهم كـُـفر ٌ وقـُـربُهم مَنجا ومُــعتصمُ
إن عُدّ أهلٌ التُقى كانوا أئمتهم......... وإن قِيل َ من خير ُ أهل ِ الأرض ِ قيل َ هُــمُ
تمهيد : في هذه الذكرى التي ما أحوجنا للألفة يجب أن نتحدث عن هذه الطاهرة التي فكرت كيف تستر نفسها بعد موتها يكما سترتها في حياتها ؛ فلولاها لما غطى النعش بهذه الصفة التي نراها حيث كان يغطى بثوب صفيف يصف الجسم ويجسده .
رائي الإمام مالك فيها :
لم يرَ أحدا أفضل منها كما ذكره شارح كتاب الأذكار للإمام النووي
قصيدتي بهذه المناسبة :
قصيدة بقلمي فيها
يا يوم مولد فاطم الزهراء = يا صبح شمس الآل ِ فيك غنائي
فيك السنا عم َّ القلوب مذكّرا = يوم السرور لصفوة البشراء
سعدان ذاك العام كانا للنبي = حلُّ النزاع ومولدُ الزهراء
سعدت قريش ٌ باكتمال بناءها = وبفاطم ٍ سعدت ذرى الأرجاء
الكون يشهد ُ انها إشراقة ٌ = وسعادة الآباء بالأبناء
بنت تصدت للطغاة بمكّـــة ٍ = إذ بارزوا المختار بالإيذاء
وتحمّلت عبء َ الحياة ِ بقوة ٍ = زمنا ً وما كانت من الضعفاء
والله زوّجها عليا من نما = في حصن أحمد َ سيد الكرماء
قد شاء ذاك إلهنا لعناية ٍ = سبقت لبيت كرامة ٍ وإباء
فسلوا الحوادث عن عظيم فعالها = هل مثل فاطمة ٍ ببنت نساء
تالله ليس كمثلها أبدا فقد = فاقت نساء الأرض والجوزاء
هي فاطم الحوراء بنت خديجة ٍ = هي بعل سيّدنا أبي الغرباء
أم الحُسينين الكرام وعترة ٍ= بهمو القَبول لمعشر الشعراء
هي فاطم الزهراء من رسمت لنا = معنى العفاف وحجة البلغاء
بوفاتها خبر ٌ أتى يحكي لنا = علم البتول وحكمة الحكماء
أزكى الصلاة مع السلام على النبي = والآل كل َّ صبيحة ٍ ومساء
والصحب والأزواج ثم ّ لفاطــــم ٍ = فهي السرور لصفوة البشراء
جاسم القرطوبي
هنا أفتح الصفحة للحديث بما تيسر عن هذه الطاهرة المطهرة ويرجى الالتزام بشرطين :
- عدم الحديث عنها من الناحية المذهبية أي نتحدث عنها كبنت رسول الله ولا نذكر ما ذكرته بعض المذاهب أنها ظلمت أو قتل جنينها فهذه الأخبار مع احترامنا لمن يعتقدها لم تذكرها سوى مراجعهم . وأقسم بالله على من سوف يشارك أن لا يشتت الموضوع ويخرجه من نقطة التقاء لنقاط خلاف وتناحر دعونا يا أحبة مرة واحدة نلتقي على موضوع هنا بعيدا عن النزاعات الطائفية .
- ذكر المصدر عند النقل لتعم الفائدة
السيدة الزهراء في سطور :
- ولدت السيدة فاطمة - رضى الله عنها وأرضاها - قبل بعثة المصطفى ( بخمس سنين فى يوم الجمعة 20 من جمادى الآخرة فى العام الذى اختلفت فيه قريش على وضع الحجر الأسعد فى مكانه من الكعبة فوضعه رسول الله ولما عاد إلى بيته تلقى نبأ مولد ابنته فتهلل ودخل على خديجة - رضى الله عنها - وبارك لها فى مولودتها ودعا بالبركة فيها وفى ذريتها .
-
حب الرسول صلى الله عليه و سلم لها و فضلها
عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (فَاطِمَةُ سَيِّدَةُ نِسَاءِ أَهْلِ الجَنَّةِ، إِلاَّ مَا كَانَ مِنْ مَرْيَمَ بِنْتِ عِمْرَانَ).
قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (نَزَلَ مَلَكٌ، فَبَشَّرَنِي أَنَّ فَاطِمَةَ سَيِّدَةُ نِسَاءِ أَهْلِ الجَنَّةِ).
عن ثوبان قال:
دَخَلَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى فَاطِمَةَ وَأَنَا مَعَهُ، وَقَدْ أَخَذَتْ مِنْ عُنُقِهَا سِلْسِلَةً مِنْ ذَهَبٍ، فَقَالَتْ: هَذِهِ أَهْدَاهَا لِي أَبُو حَسَنٍ.
فَقَالَ: (يَا فَاطِمَةُ! أَيَسُرُّكِ أَنْ يَقُوْلَ النَّاسُ: هَذِهِ فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ وَفِي يَدِهَا سِلْسِلَةٌ مِنْ نَارٍ).
ثُمَّ خَرَجَ، فَاشْتَرَتْ بِالسِّلْسِلَةِ غُلاَماً، فَأَعْتَقَتْهُ.
فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (الحَمْدُ للهِ الَّذِي نَجَّى فَاطِمَةَ مِنَ النَّارِ).
عَنْ عِمْرَانَ بنِ حُصَيْنٍ:
أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَادَ فَاطِمَةَ وَهِيَ مَرِيْضَةٌ، فَقَالَ لَهَا:
(كَيْفَ تَجِدِيْنَكِ؟).
قَالَتْ: إِنِّي وَجِعَةٌ، وَإِنَّهُ لَيَزِيْدُنِي، مَا لِي طَعَامٌ آكُلُهُ.
قَالَ: (يَا بُنَيَّةُ، أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ تَكُوْنِي سَيِّدَةَ نِسَاءِ العَالَمِيْنَ؟).
قَالَتْ: فَأَيْنَ مَرْيَمُ؟
قَالَ: (تِلْكَ سَيِّدَةُ نِسَاءِ عَالَمِهَا، وَأَنْتِ سَيِّدَةُ نِسَاءِ عَالَمِكِ، أَمَا -وَاللهِ- لَقَدْ زَوَّجْتُكِ سَيِّداً فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ).
قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (إِنَّمَا فَاطِمَةُ شُجْنَةٌ مِنِّي، يَبْسُطُنِي مَا يَبْسُطُهَا، وَيَقْبِضُنِي مَا يَقْبِضُهَا).
وَصَحَّ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- جَلَّلَ فَاطِمَةَ وَزَوْجَهَا وَابْنَيْهِمَا بِكِسَاءٍ، وَقَالَ: (اللَّهُمَّ هَؤُلاَءِ أَهْلُ بَيْتِي، اللَّهُمَّ فَأَذْهِبْ عَنْهُمُ الرِّجْسَ، وَطَهِّرْهُم تَطْهِيْراً).
عَنْ أَنَسٍ:
أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يَمُرُّ بِبَيْتِ فَاطِمَةَ سِتَّةَ أَشْهُرٍ، إِذَا خَرَجَ لِصَلاَةِ الفَجْرِ، يَقُوْلُ: (الصَّلاَةَ يَا أَهْلَ بَيْتِ مُحَمَّدٍ، {إِنَّمَا يُرِيْدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيْراً})
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ:
نَظَرَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى عَلِيٍّ وَفَاطِمَةَ وَالحَسَنِ وَالحُسَيْنِ، فَقَالَ: (أَنَا حَرْبٌ لِمَنْ حَارَبَكُم، سِلْمٌ لِمَنْ سَالَمَكُم).
وقد نزل فى شأنها وزوجها قرآن ُُيتلى إلى يوم القيامة ، فقد نزل جبريل الأمين على رسول الله بقوله تعالى : " وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً ولا شُكُورًا * إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا * فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا * وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا "
وقال جبريل : خذها يا محمد هنيئا لك فى أهل البيت
وفى الصحيحين قالت عائشة - رضى الله عنها - :جاءت فاطمة تمشى ما تخطئ مشيتها مشية رسول الله فقام إليها وقال : " مرحبا بابنتى "
وأخرج أبو داود والحاكم عن عائشة - رضى الله عنها - قالت : ما رأيت أحدا كان أشبه كلاما وحديثا برسول الله من فاطمة وكانت إذا دخلت عليه قام إليها فقبلها ورحب بها وكذلك كانت هى تصنع به .
عَنِ أُمِّ جَعْفَرٍ:
أَنَّ فَاطِمَةَ قَالَتْ لأَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ: إِنِّي أَسْتَقْبِحُ مَا يُصْنَعُ بِالنِّسَاءِ، يُطْرَحُ عَلَى المَرْأَةِ الثَّوْبُ، فَيَصِفُهَا.
قَالَتْ: يَا ابْنَةَ رَسُوْلِ اللهِ، أَلاَ أُرِيْكِ شَيْئاً رَأَيْتُهُ بِالحَبَشَةِ؟
فَدَعَتْ بِجَرَائِدَ رَطْبَةٍ، فَحَنَتْهَا، ثُمَّ طَرَحَتْ عَلَيْهَا ثَوْباً.
فَقَالَتْ فَاطِمَةُ: مَا أَحْسَنَ هَذَا وَأَجْمَلَهُ! إِذَا مِتُّ فَغَسِّلِيْنِي أَنْتِ وَعَلِيٌّ، وَلاَ يَدْخُلَنَّ أَحَدٌ عَلَيَّ.
فَلَمَّا تُوُفِّيَتْ، جَاءتْ عَائِشَةُ لِتَدْخُلَ، فَقَالَتْ أَسْمَاءُ: لاَ تَدْخُلِي.
فَشَكَتْ إِلَى أَبِي بَكْرٍ، فَجَاءَ، فَوَقَفَ عَلَى البَابِ، فَكَلَّمَ أَسْمَاءَ.
فَقَالَتْ: هِيَ أَمَرَتْنِي.
قَالَ: فَاصْنَعِي مَا أَمَرَتْكِ، ثُمَّ انْصَرَفَ.
وهِيَ أَوَّلُ مِنْ غُطِّيَ نَعْشُهَا فِي الإِسْلاَمِ عَلَى تِلْكَ الصِّفَةِ.
مقدمة : أيها الأخوة الأفاضل في هذه الأيام العطرة تصادفنا ذكرى ولادة فاطمة الزهراء .. قدسها بعضهم فأوصلوها لدرجة ٍ عالية ، ولم يعرف البعض قدرها بالرغم من حبه لها ولأبيها والبعض لم يأبه بها مطلقا ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ... وأما المنصف هو من يقف بين ذا وذا كما قال الفرزدق :
هُــم مَعشَرٌ حـُـبُهمْ دين ............. وبُغضُهم كـُـفر ٌ وقـُـربُهم مَنجا ومُــعتصمُ
إن عُدّ أهلٌ التُقى كانوا أئمتهم......... وإن قِيل َ من خير ُ أهل ِ الأرض ِ قيل َ هُــمُ
تمهيد : في هذه الذكرى التي ما أحوجنا للألفة يجب أن نتحدث عن هذه الطاهرة التي فكرت كيف تستر نفسها بعد موتها يكما سترتها في حياتها ؛ فلولاها لما غطى النعش بهذه الصفة التي نراها حيث كان يغطى بثوب صفيف يصف الجسم ويجسده .
رائي الإمام مالك فيها :
لم يرَ أحدا أفضل منها كما ذكره شارح كتاب الأذكار للإمام النووي
قصيدتي بهذه المناسبة :
قصيدة بقلمي فيها
يا يوم مولد فاطم الزهراء = يا صبح شمس الآل ِ فيك غنائي
فيك السنا عم َّ القلوب مذكّرا = يوم السرور لصفوة البشراء
سعدان ذاك العام كانا للنبي = حلُّ النزاع ومولدُ الزهراء
سعدت قريش ٌ باكتمال بناءها = وبفاطم ٍ سعدت ذرى الأرجاء
الكون يشهد ُ انها إشراقة ٌ = وسعادة الآباء بالأبناء
بنت تصدت للطغاة بمكّـــة ٍ = إذ بارزوا المختار بالإيذاء
وتحمّلت عبء َ الحياة ِ بقوة ٍ = زمنا ً وما كانت من الضعفاء
والله زوّجها عليا من نما = في حصن أحمد َ سيد الكرماء
قد شاء ذاك إلهنا لعناية ٍ = سبقت لبيت كرامة ٍ وإباء
فسلوا الحوادث عن عظيم فعالها = هل مثل فاطمة ٍ ببنت نساء
تالله ليس كمثلها أبدا فقد = فاقت نساء الأرض والجوزاء
هي فاطم الحوراء بنت خديجة ٍ = هي بعل سيّدنا أبي الغرباء
أم الحُسينين الكرام وعترة ٍ= بهمو القَبول لمعشر الشعراء
هي فاطم الزهراء من رسمت لنا = معنى العفاف وحجة البلغاء
بوفاتها خبر ٌ أتى يحكي لنا = علم البتول وحكمة الحكماء
أزكى الصلاة مع السلام على النبي = والآل كل َّ صبيحة ٍ ومساء
والصحب والأزواج ثم ّ لفاطــــم ٍ = فهي السرور لصفوة البشراء
جاسم القرطوبي
هنا أفتح الصفحة للحديث بما تيسر عن هذه الطاهرة المطهرة ويرجى الالتزام بشرطين :
- عدم الحديث عنها من الناحية المذهبية أي نتحدث عنها كبنت رسول الله ولا نذكر ما ذكرته بعض المذاهب أنها ظلمت أو قتل جنينها فهذه الأخبار مع احترامنا لمن يعتقدها لم تذكرها سوى مراجعهم . وأقسم بالله على من سوف يشارك أن لا يشتت الموضوع ويخرجه من نقطة التقاء لنقاط خلاف وتناحر دعونا يا أحبة مرة واحدة نلتقي على موضوع هنا بعيدا عن النزاعات الطائفية .
- ذكر المصدر عند النقل لتعم الفائدة
السيدة الزهراء في سطور :
- ولدت السيدة فاطمة - رضى الله عنها وأرضاها - قبل بعثة المصطفى ( بخمس سنين فى يوم الجمعة 20 من جمادى الآخرة فى العام الذى اختلفت فيه قريش على وضع الحجر الأسعد فى مكانه من الكعبة فوضعه رسول الله ولما عاد إلى بيته تلقى نبأ مولد ابنته فتهلل ودخل على خديجة - رضى الله عنها - وبارك لها فى مولودتها ودعا بالبركة فيها وفى ذريتها .
-
حب الرسول صلى الله عليه و سلم لها و فضلها
عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (فَاطِمَةُ سَيِّدَةُ نِسَاءِ أَهْلِ الجَنَّةِ، إِلاَّ مَا كَانَ مِنْ مَرْيَمَ بِنْتِ عِمْرَانَ).
قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (نَزَلَ مَلَكٌ، فَبَشَّرَنِي أَنَّ فَاطِمَةَ سَيِّدَةُ نِسَاءِ أَهْلِ الجَنَّةِ).
عن ثوبان قال:
دَخَلَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى فَاطِمَةَ وَأَنَا مَعَهُ، وَقَدْ أَخَذَتْ مِنْ عُنُقِهَا سِلْسِلَةً مِنْ ذَهَبٍ، فَقَالَتْ: هَذِهِ أَهْدَاهَا لِي أَبُو حَسَنٍ.
فَقَالَ: (يَا فَاطِمَةُ! أَيَسُرُّكِ أَنْ يَقُوْلَ النَّاسُ: هَذِهِ فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ وَفِي يَدِهَا سِلْسِلَةٌ مِنْ نَارٍ).
ثُمَّ خَرَجَ، فَاشْتَرَتْ بِالسِّلْسِلَةِ غُلاَماً، فَأَعْتَقَتْهُ.
فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (الحَمْدُ للهِ الَّذِي نَجَّى فَاطِمَةَ مِنَ النَّارِ).
عَنْ عِمْرَانَ بنِ حُصَيْنٍ:
أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَادَ فَاطِمَةَ وَهِيَ مَرِيْضَةٌ، فَقَالَ لَهَا:
(كَيْفَ تَجِدِيْنَكِ؟).
قَالَتْ: إِنِّي وَجِعَةٌ، وَإِنَّهُ لَيَزِيْدُنِي، مَا لِي طَعَامٌ آكُلُهُ.
قَالَ: (يَا بُنَيَّةُ، أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ تَكُوْنِي سَيِّدَةَ نِسَاءِ العَالَمِيْنَ؟).
قَالَتْ: فَأَيْنَ مَرْيَمُ؟
قَالَ: (تِلْكَ سَيِّدَةُ نِسَاءِ عَالَمِهَا، وَأَنْتِ سَيِّدَةُ نِسَاءِ عَالَمِكِ، أَمَا -وَاللهِ- لَقَدْ زَوَّجْتُكِ سَيِّداً فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ).
قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (إِنَّمَا فَاطِمَةُ شُجْنَةٌ مِنِّي، يَبْسُطُنِي مَا يَبْسُطُهَا، وَيَقْبِضُنِي مَا يَقْبِضُهَا).
وَصَحَّ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- جَلَّلَ فَاطِمَةَ وَزَوْجَهَا وَابْنَيْهِمَا بِكِسَاءٍ، وَقَالَ: (اللَّهُمَّ هَؤُلاَءِ أَهْلُ بَيْتِي، اللَّهُمَّ فَأَذْهِبْ عَنْهُمُ الرِّجْسَ، وَطَهِّرْهُم تَطْهِيْراً).
عَنْ أَنَسٍ:
أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يَمُرُّ بِبَيْتِ فَاطِمَةَ سِتَّةَ أَشْهُرٍ، إِذَا خَرَجَ لِصَلاَةِ الفَجْرِ، يَقُوْلُ: (الصَّلاَةَ يَا أَهْلَ بَيْتِ مُحَمَّدٍ، {إِنَّمَا يُرِيْدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيْراً})
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ:
نَظَرَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى عَلِيٍّ وَفَاطِمَةَ وَالحَسَنِ وَالحُسَيْنِ، فَقَالَ: (أَنَا حَرْبٌ لِمَنْ حَارَبَكُم، سِلْمٌ لِمَنْ سَالَمَكُم).
وقد نزل فى شأنها وزوجها قرآن ُُيتلى إلى يوم القيامة ، فقد نزل جبريل الأمين على رسول الله بقوله تعالى : " وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً ولا شُكُورًا * إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا * فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا * وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا "
وقال جبريل : خذها يا محمد هنيئا لك فى أهل البيت
وفى الصحيحين قالت عائشة - رضى الله عنها - :جاءت فاطمة تمشى ما تخطئ مشيتها مشية رسول الله فقام إليها وقال : " مرحبا بابنتى "
وأخرج أبو داود والحاكم عن عائشة - رضى الله عنها - قالت : ما رأيت أحدا كان أشبه كلاما وحديثا برسول الله من فاطمة وكانت إذا دخلت عليه قام إليها فقبلها ورحب بها وكذلك كانت هى تصنع به .
عَنِ أُمِّ جَعْفَرٍ:
أَنَّ فَاطِمَةَ قَالَتْ لأَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ: إِنِّي أَسْتَقْبِحُ مَا يُصْنَعُ بِالنِّسَاءِ، يُطْرَحُ عَلَى المَرْأَةِ الثَّوْبُ، فَيَصِفُهَا.
قَالَتْ: يَا ابْنَةَ رَسُوْلِ اللهِ، أَلاَ أُرِيْكِ شَيْئاً رَأَيْتُهُ بِالحَبَشَةِ؟
فَدَعَتْ بِجَرَائِدَ رَطْبَةٍ، فَحَنَتْهَا، ثُمَّ طَرَحَتْ عَلَيْهَا ثَوْباً.
فَقَالَتْ فَاطِمَةُ: مَا أَحْسَنَ هَذَا وَأَجْمَلَهُ! إِذَا مِتُّ فَغَسِّلِيْنِي أَنْتِ وَعَلِيٌّ، وَلاَ يَدْخُلَنَّ أَحَدٌ عَلَيَّ.
فَلَمَّا تُوُفِّيَتْ، جَاءتْ عَائِشَةُ لِتَدْخُلَ، فَقَالَتْ أَسْمَاءُ: لاَ تَدْخُلِي.
فَشَكَتْ إِلَى أَبِي بَكْرٍ، فَجَاءَ، فَوَقَفَ عَلَى البَابِ، فَكَلَّمَ أَسْمَاءَ.
فَقَالَتْ: هِيَ أَمَرَتْنِي.
قَالَ: فَاصْنَعِي مَا أَمَرَتْكِ، ثُمَّ انْصَرَفَ.
وهِيَ أَوَّلُ مِنْ غُطِّيَ نَعْشُهَا فِي الإِسْلاَمِ عَلَى تِلْكَ الصِّفَةِ.