المساعد الشخصي الرقمي

عرض الإصدار الكامل : قصة عبد الله.....مقابلة جديدة....


أمتنا تستغيث
02/05/2010, 12:00 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد الخلق أجمعين، وصحابته الهادين المهتدين.....
"إخواني في الله ، باب التوبة مفتوح في كل زمان ومكان ،نعم مفتوح ولكن نصيحتي لك أخي المسرف على نفسه ،بادر قبل أن تغادر"
كانت آخر الكلمات في لقائي بالأخ التائب والعائد إلى الله عبدالله ...نسأل الله له القبول.....

بسم الله نبدأ حوارنا مع الأخ عبدالله....

أولا نسأل الله لك الثبات أخي في الله.....
وجعل الله باقي الغافلين ممن يسلكون الطرق المعوَّجة أن يهتدوا للصراط المستقيم ويعودوا للنهج القويم.....
س-حدثنا اخي الكريم عن حالك وحياتك السابقة؟
عبدالله: اولا أشكرك أخي العزيز "أمتنا تستغيث" على هذا اللقاء والذي نسأل من الله العلي القدير أن يجعله في ميزان اعمالنا وأن ينفعنا به يوم لا ينفع مالاً ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، قصتي وما ادراك ما قصتي ؟
نشأت كما نشأ أقراني في مدارس القرآن التقليدية فقد كان والداي بارك الله فيهما من الناس المحافظين وأرادا لي أن أكون على النهج القويم ، ولكن رفقاء السوء أخذوا بجري رويداً رويداً لطريق الإنحراف ولكن برغم ذلك كنت محافظاً على الصلوات الخمس في المسجد ، برغم هذا فقد كنت أيضاً أخاف من أن يعلم والداي عن أعمالي لذلك كنت احرص على التستر والتكتم على أفعالي من قبل اصحابي......
بعدها اصبحت افعالي تؤثر علي وعلى حياتي فقد بدات لا أبالي إن علم والداي بها بل وصل الأمر بي إلى أنني تهاونت في الصلاة أحياناً أصليها وكثيراً لا أصليها ، كنت عندما أريد أن أخرج أقول لوالدتي أنا ذاهب للصلاة ولكنني لا أصلي الصلاة....
"بعد هذا الحديث أطرق عبدالله رأسه وصمت لبرهة ثم إنفجر بالبكاء"
.
.
.
.
.
.
ثم سالته لم البكاء يا عبدالله؟!
فقال: لقد كنت أتستر على نفسي وانافق الجميع بفعلتي هذه.
س-ألم يحدث أن إكتشفت من قبل يا عبدالله؟
فقال:نعم، إكتشفت والدتي هذا الامر وكلمتني بهدوء وبعيداً عن إخوتي ووالدي رفقاً بي "ولكنني لا أستحق هذا" أخذت تكلمني عن القبر ومن يكون مواسياً لي في القبر غير الصلاة والعمل الصالح.....
ولكنني أظهرت تأثري الماكر بالموضوع لينتهي الامر بسرعة وتركتها ميقنة برجوعي وتوبتي ....
ولكن هيهات هيهات فلقد رجعت لسابق عهدي بل وأشد.
س-إذا تفضلت علينا بقص قصة توبتك وكيف حدث هذا؟
إنتهى بي الأمر إلى مرض في الكبد يحتم علي إجراء عملية جراحية طارئة وإستسلمت للأمر حرصاً مني على الحياة وتشبثا مني بفتات الدنيا....
خلال العملية وأنا في التخدير لا أحس بشيء إلا أنني أحس بأنني واعٍ في مكان كالح السواد تحيط به النيران من كل مكان
"للعلم فقد كنت أسمع المصطلحات الطبية التي يستعملها الدكتور الجراح"
ولكنني كنت مشغولاً بموضوع أهم من ذلك وهو الموقف الذي وصفته ، بينما أنا على هذه الحال فإذا بضحكات تتعالى من هنا وهناك كانت ضحكات قاتلة لي فقد كانت ضحكاً على حالي وعجزي الذي أنا فيه، كل ضحكة يتبعها صداها و كل الانحاء تضج بمن يقولون "رب إرجعون" فأخذت أصيح مثلهم وأقول"ربي إرجعون" "رب إرجعون" "رب إرجعون"
وإذا بمنادٍ من بعيد يقول "خذوه فغلوه، ثم الجحيم صلوه"...
حتى إذا ما دنى مني القوم هامين بي لحملي فإذا بامي الحنونه "حافظة القرآن" تأتي فإذا بالركب يتوقف والضوضاء تهدأ وبالضحكات تتلاشى والظلام ينقشع ،أنا الآن امام نورٍ مبهج وأمي تردد الصلاة الصلاة الصلاة "يا بني أقم صلاتك قبل مماتك"....
وبعدها غبت عن وعيي المحدود ولا أدري ماذا حصل بعدها.....
عندما افقت من التخدير رأيت غمامة "لانني لم افق جيداً من التخدير " وإذا بي أسمع صوت أبي الغالي يقرأ على راسي القرآن وأمي الحنون واضعة يدها فوق جبهتي، ياله من شعور رائع أردت ان لا اخرج منه أبداً ، لكن هيهات هيهات فانا تذكرت ذلك الموقف الرهيب الذي مررت به ومرت أمامي وصية أمي بالصلاة فإذا بي أنتفض نفضة قوية أصاب والداي على إثرها الهلع وسألاني مالك يا عبدالله؟
فإذا بي أصرخ بأعلى صوتي :صليت؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وخرا يبكيان على جسدي المنهك من آثار العملية ، وهرول أبي يأتيني بالماء وأخرجت أمي السجادة وهي لا زالت تبكي......
فإذا بي استجمع قواي الخائرة من آثار العملية "لأن العملية لم يمضي عليها سويعات قليلة حسب ما قيل لي بعدها".....
قمت واقفا مستندا بوالدي الغاليين عن يميني وشمالي، وشرعت بالصلاة وأنا على حالي هذه"مستنداً عليهما" وخلال صلاتي أخذ شريط الذكريات يمر امامي مراً، منذ صغري حتى لحظتي هذه، وجاء في بالي ، عندما كنت قوياً لم أكترث للصلاة وعندما أصبحت بحالي هذه إهتممت بالصلاة وشرعت بالبكاء في صلاتي، بعد ان اتممت قراءة الفاتحة"كانت صلاة الضهر" ركعت بصعوبة بالغة فقد كان الجرح لا يزال حديثاً، بعدها أردت السجود ولم أستطع حاولت بشتى الطرق ولم استطع فبكيت بكاء شديداً بعدا بصعوبة بالغة جدا جدا جدا سجدت على السرير، فخرت دموعي والعبرات تقتلني على تضييعي لما فات من عمري، بعدها اغمي علي.....
ومنذ ذلك اليوم ولله الحمد ولم ارجع لما كنت افعله في السابق وانا الآن محافظ على الصلوات كلها في المسجد وتلاوة القرآن، ولله الحمد حتى انني الآن ادرس في إحدى المراكز الصيفية ، وأيضاً تحسنت أوضاعي من ناحية العمل وتعاملي مع الناس وتقبلهم لي والآن أصاحب أناس ملتزمين يراعون مصلحتي ليس كما السابق....

وهذا كله من توفيق الله لي ولله الحمد والمنه......

حسنا أخي عبدالله : بماذا تحب ان تختم هذا الحديث؟
أقول:
رحماك ياربي إني وزورقي والخطايا
في لجة ليس فيها من الضياء بقايا
جفت وغاضت ولكن مازلت أزجي رجايا
"مازلت أزجي رجايا"
"مازلت أزجي رجايا"
"مازلت أزجي رجايا"
وأريد أن أقدم نصيحة للمسرفين على انفسهم: "إخواني في الله ، باب التوبة مفتوح في كل زمان ومكان ،نعم مفتوح ولكن نصيحتي لك أخي المسرف على نفسه ،بادر قبل أن تغادر فأنت لاتعرف متى يأتيك امر ربك فالمنون كل لحظة تقترب منك"
وفي النهاية أشكرك اخي في الله "أمتنا تستغيث" على هذا اللقاء وهدا الله الجميع برحمته....
وأنا بدوري ايضا أخي عبدالله أشكرك على صراحتك في هذا اللقاء وأسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد وغفران الذنوب
"سبحانك اللهم وبحمدك نشهد ان لا إله إلا انت نستغفرك ونتوب إليك".....
أجري اللقاء بتاريخ:
30\4\2010


وإلى لقاء آخر بإذن الله...

جلمود
02/05/2010, 01:58 PM
هدانا الله جميعا لما يحبه ويرضاه