المساعد الشخصي الرقمي

عرض الإصدار الكامل : تحليق في سماء الحب المحمدي


سليل الأجواد
24/09/2009, 03:44 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

أول مشاركة لي مقال كتبته منذ فترة -وقليلا ما أكتب - فأحببت مشاركته معكم
بوركتم جميعا وبورك منتداكم المبارك


"تحليق في سماء الحب المحمدي"

لم أكن لأمتلك براقا أو حتى جناحي براق حتى أحلق في سماء مقدسة كتلك التي أوشك أن أحلق فيها، لكنني سعيت لأحظى ولو بقبس يسير من قداسة تلك السماء.. وحب عظيم كعظم المحلقين فيها.. حب مقدس لا يصل بصاحبه لهوس أو جنون كالسائد.. حب ليس كالذي يتحدثون عنه.. حب غالبا لا يكون حديث المجالس.. حب غفل عنه الأحياء وحنت إليه الجمادات.... انه حب يصل بصاحبه كي يحلق في سماء مقدسة.. سماء لا يصل إليها أي محلق في سماوات الحب..
حب بذكره تشرأب أعناق المتقين.. وتأنس بالحديث عنه أنفس الصالحين.. وتتقد له أفئدة المشتاقين..
وحق لها أن تشرأب وتأنس وتتقد.. فالحديث ذو شجون وشؤون.. لأن العناية الالهية تحتويه.. ونفوس زكية ترتجيه.. وجائزة عظيمة لمن ضحى فيه.. جنة عالية.. قطوفها دانية.. يصحب فيها الحبيب الحبيب.. ويرجوها كل عبد منيب.. ولا يفرط فيها الأريب..
إنه حب أعظم رجل عرفته البشرية، الرجل الذي أخرج الناس من دياجير الظلم والظلمات والمصائب والملمات إلى أنوار الطاعات والعدل والمساواة والرضا من رب الأرض والسماوات.. انه حب مخلص الأمم من العذاب الأعظم ومنجيهم إلى الجنات والنعم.. انه حب حبيبي وقدوتي وإمامي القائل: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين"
ووالله انك لأحب الي من ذلك كله.. إنه حب لا يتحقق ايمان امرىء الا به.. فهو ركيزة من ركائز تحقيق الايمان بعد حب المولى جل وعز والتي هي أصل الايمان..
محبة لله وفي الله، محبة يجد فيها المحب حلاوة لا يجدها غيره.. حلاوة لا يجدها الا مؤمن.. كما روي عن حبيبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:" ثلاث منكن فيه وجد حلاوة الايمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار"
فالحبيب هنا يذكر الايمان مقرونا بحب الله وحبه صلى الله عليه ليتحقق الايمان بها وهي أصله -أي أصل الايمان- ..حب الله والرسول.. وآخر يتبع الأول ومكمل له وهو المحبة لله وفي الله للأولياء والمتقين والصالحين.. كونهم أهل تقى وصلاح وأركان اصلاح .. فوجبت محبتهم في الله.. ووجبت محبة الله لهم جميعا.. ففي الحديث القدسي يبشرهم الله بقوله: "وجبت محبتي للمتحابين في والمتجالسين في والمتزاورين في والمتباذلين في" ...

حب الحبيب محمد أهزوجة*
‎يشدو بها قلبي مع الخفقان
والله ما جاد النساء بمثله*
‎أكرم به من مرسل رباني
نور البرية عمنا بضيائه*
‎فهو البشير بصادق البرهان

وما أكثر المحلقين في تلك السماء وما أعظمهم وأجلهم وأراني أرتوي من ري أفعال المتقدمين في حبهم من الرعيل الأول وما أدراك ما الرعيل الأول
فأين نحن منهم! فها هو قدوة المحبين.. وخير المصاحبين.. صاحب الايمان الوثيق.. أبو بكر الصديق.. رضي الله عنه ومن سار بنفس الطريق.. رجل يحب الله والرسول.. رجل بألف رجل..

والناس ألف منهم كواحد*
‎‏وواحد كالالف ان أمر عنا

يمرض الحبيب صلى الله عليه وسلم يوما فيزور الحبيب حبيبه فيمرض هو اشفاقا عليه ليعود بوجه غير الذي ذهب به.. يعود مريضا -رضي الله عنه وأرضاه- فما شيء يبرأ سقمه سوى رؤية الحبيب.. ثم ينظم ذاك في بيتين فيقول..

مرض الحبيب فزرته*
‎فمرضت من أسفي عليه
شفي الحبيب فعادني*
‎فبرأت من نظري اليه

وها هو عاصم بن ثابت الأنصاري في أسر الأعداء يساومه أعداؤه في حبيبه:
"أيسرك أن محمدا عندنا نضرب عنقه وانك في أهلك؟!"
فماذا كان جواب المحب؟.. هل يهون عليه حبيبه.. لا والله فهو مؤمن حقق ايمانه بالحب العظيم فقال "لا والله ما يسرني أني في أهلي وأن محمدا في مكانه الذي هو فيه تصيبه شوكة تؤذيه"
ما أعظمه من حب وما أقدسه من فداء.. فداك أرواحنا يا حبيبنا يا رسول الله..
لا تكفينا الكلمات ولا العبارات.. لكننا نحتاج أفعال ومبادرات.. نتعلم من أروع المحبين.. الصالحين المتقدمين.. دروسا لا يقدم أقوم منها غيرهم.. كان ذلك من كبيرهم وصغيرهم.. فها هو صغيرهم ابن الرابعة عشر.. ربيعة بن كعب يروي عن نفسه:
كنت أبيت مع رسول الله قأتيته بوضوئه وحاجته فقال لي: ." سلني يا ربيعة."
-فأي شيء سيسأله غلام صغير لنفسه! وهو في مقتبل عمره.. - يقول:
فقلت: "أسألك مرافقتك في الجنة"
-أنظر الى تلك الهمة العالية والنفس الطموحة والقلب المحب، لا يسأل سوى رفقة الحبيب هناك في جائزة المحبين-
قال: أوغير ذلك؟!
فقلت: هو ذاك.
قال: فأعني على نفسك بكثرة السجود"
فلم ير ذلك الغلام بعدها الا ساجدا.. همة أعلى من قمة
فالهمة العالية لهيب لا ينطفئ... ووقود لا يخمد..يشعل في القلب نار العزيمة ..والمثابرة و الإصرار
لا شيء كالهمة من ابتلى بها فعذابه عذب، وعلقمه عسل,
فأين نجد كتلك الهمة في هذه الأمة.. همة تجلي عنا هذه الغمة.. وتطوي عنا الظلمة.. لتشرق شمسنا أعلى القمة.. أين هم العاشقون المحبون..
انهم والله مفقودون.. فالحبيب يهان.. على الملأ والعيان.. فلا يذب عن عرضه.. سوى المغلوب على أمرهم.. يحتشدون ينددون.. ينادون يطالبون.. وأهل الحل والعقد نائمون.. بل متصاممون..
فداك أبي أمي يا حبيبي.. عرضي دون عرضك يا رسول الله..
"نحري دون نحرك" هتف بها في غزوة أحد البطل أبو طلحة الأنصاري رضي الله عنه عندما مني المسلمون بالهزيمة.. فأخذ المحب يذب ويدافع عن حبيبه ويهتف "نحري دون نحرك".."نحري دون نحرك" فلتفديه كل النفوس ولتكن كل النحور دون نحره وكل الأعراض دون عرضه.. فلتفديه كل النفوس..

عرضي فدا عرض الحبيب محمد*
‎وفداه مهجة خافقي وجناني


ماذا عساي أقول .. وأي شيء عساي أكتب.. انه فداء المحلقين هناك في تلك القدسية في تلك السماء..
فداء المشتاقين للقاءه والمحبين صحبته.. في حياته وبعد مماته..
فهذا بلال رضي الله عنه يرقد على فراش الرحيل وفي ساعة الاحتضار.. تصرخ امرأته: واحزناااه!
فيجيبها العاشق المحمدي المشتاق بسعادة تملأ ارضه وسماه، يقول: "بل واطرباااه، غدا نلقى الأحبة محمدا وصحبه"
فيمزج مرارة الموت بحلاوة الشوق للحبيب وصحبه بحلاوة اللقيا وما أروعها من لقيا..
كانوا يتوقون لرؤيته ولقائه في حياته اذا فارقوه.. فكيف بهم وهم هناك وهو عند الرفيق الأعلى.. فما أحره من لقاء بعد طول فراق.. وما أسعده من اجتماع طال انتظاره.. يتوق الحبيب للحبيب..
لم يكن أولئك فقط هم محبوه فحسب.. بل انهم كثر لا يسع مجالنا لذكرهم.. فحسبنا دروس هؤلاء لنتعلم منهم.. أولئك هم الأحياء حقا.. ومازال بيننا أحياء أموات.. أحياء بل جمادات.. بل تتفاضل عنهم الجمادات في تلك السماء لتحلق فيها
فها نحن نلمح هناك جذع وجبل.
جذع حن للقياه بعد الفراق وأن أنين الموجع بالفراق، فيشفق عليه الشفيق ويحتظنه ويهدأ للقيا حبيبه،
حن جذع إليك وهو جماد*
‎فعجيب أن يجمد الأحياء
نعم عجيب أن يجمد الأحياء..
ويهتز جبل أحد عندما رقى إليه هو وأحباؤه الصديق والفاروق وذو النورين رضي الله عنهم ورضو عنه فيرجف بهم الجبل فقال صلى الله عليه وسلم :. "أثبت أحد. فانما عليك نبي وصديق وشهيدان"
فانما اهتز فرحا وطربا وشوقا للقاء حبيبه رسول الله
ولله در القائل حينما حكى حب جبل أحد لرسول الله

لا تلومو "أُحداً" لاضطراب*
‎إذ علاه فالوجد داء
"أحد" لا يلام فهو محب*
‎ولكم أطرب المحب لقاء

ومصداق الحب المتبادل بينهم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في أحد.. " هذا جبل يحبنا ونحبه."

فيالله ما أجمد الخلق حين سبقتهم الجمادات في الشوق و الحب العظيم الواجب
قال الحسن .. يامعشر المسلمين الخشبة تحن الى رسول الله شوقا الى لقائه فأنتم أحق أن تشتاقوا اليه"
حتى الحيوانات تحبه وتشكو اليه.. يروي عبدالله بن مسعود عن أبيه عندما أخذوا فرخا حمرة فجاءت الحمرة وهي تصيح لرسول الله فقال: من فجع هذه بأولادها؟ فقالو: نحن يا رسول الله.. فقال" ردو عليها أولادها"

جاءت اليك حمامة مشتاقة*
‎تشكو اليك بقلب صب واجف
من أخبر الورقاء أن مقامكم*
‎حرم وأنك منزل للخائف

من أخبر الورقاء عن ذاك العظيم ذا الخلق العظيم "وإنك لعلى خلق عظيم"

أكرم بخلق نبي زانه خلق*
‎بالحق مشتمل بالبشر متسم
كالزهر في ترف والبدر في شرف*
‎والبحر في كرم والدهر في همم
جاءت لدعوته الأشجار ساجدة*
تمشي اليه على ساق بلا قدم
يارب أزكى صلاة منك دائمة*
على النبي بمنهل ومنسجم
ما رنحت عذبات البان ريح صبا*
وأطربت نغمات الآي من أمم

ولله در ابن ثابت وهو أحد المحلقين هناك اذ يقول
وأحسن منك لم تر قط عيني*
‎وأجمل منك لم تلد النساء
خلقت مبرأ من كل عيب*
‎كأنك قد خلقت كما تشاء

هنيئا لك يا حسان فقد نظرت اليه واني لأرثي لحالنا فلا نحظى برؤية الحبيب.. يزداد شوقنا للقيا الأحبة محمدا وصحبه..

سلام على هذا الهلال من امرئ*
صريح الهوى والحر لا يتكتم
سلام وتكريم.. بحق كلاهما*
وأشرف من أحببته من تكرم


اللهم احشرنا في زمرة نبيك الأمين وصحبه الميامين... وارزقنا الورود بحوضه.. والأنس بصحبته.. اللهم فانعم علينا بفضلك العميم.. وارزقنا الجنة والفردوس وأسكنا وأزواجنا وآبائنا وأمهاتنا واخواننا وأخواتنا وذرياتنا وكل من يعز علينا مع النبيين والصديقين والشهداء والأولياء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.. اللهم وارزقنا الايمان والاخلاص فيه و في حبك وحب نبيك وأوليائك.. اللهم آمين
وأخيرا ،،، معذرة لحبيبي رسول الله أن جرأت قلمي الضعيف في الحديث عنه.. فلم يسعني سوى أن أترجم حبك على الورق اذ لم أترجمه على العمل.. وأسأل الله أن يتقبل مني عملي.. وأن يعينني للائتمار بأواومره وأوامر نبيه.. والانتهاء عن نواهيهما.. وأسأله الاخلاص فيه.. فالمحب لمن يحب مطيع..
والحمد لله..

ياسيد الخلق منك العفو والكرم*
يامن به بعد حبل الله نعتصم
ياسيدي يارسول الله معذرة*
إن كان يعجز مني القلب والقلم
القلب يعجز عن حبي لكم *
وأرى أن الدواة بها عن شرحه بكم



منقول

سليل الأجواد
26/09/2009, 11:25 AM
يرفع رفع الله قدر كاتبه

بحر صور
26/09/2009, 11:31 AM
بارك الله فيك


اللهم صلى على الحبيب محمد عليه افضل الصلاة والسلام

صلاح الوهيبي
26/09/2009, 12:11 PM
صلى الله عليك وسلم يا حبيبي يا رسول الله
فداك أبي وأمي
نحري دون نحرك يا سيدي يا أبا القاسم

jameel130
26/09/2009, 09:27 PM
اللهم صل وسلم وبارك على مولانا محمد محبوبك الأخص وعلى آله عترته الأطهار ما تعاقب الليل والنهار

عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
((أحبوا الله لما يغذوكم به من نعمه ، وأحبوني لحب الله ، وأحبوا أهل بيتي لحبي))

أخرجه الترمذي والحاكم والبيهقي والطبراني وأبو بكر الكلاباذي وعبد الله بن أحمد ويعقوب الفسوي وابن عدي والخطيب البغدادي وأبو نعيم في الحلية وأبو القاسم بن هبة الله

سليل الأجواد
25/10/2009, 07:31 AM
تحياتي وشكري كل من مر برد رائع

mastahel
25/10/2009, 01:55 PM
بارك الله فيك ورزقك وإياي صحبة حبيبي و سيدي المصطفى خير الأنام- اللهم صل وسلم وبارك عليه

شمس التاريخ
25/10/2009, 04:59 PM
بارك الله فيك