المساعد الشخصي الرقمي

عرض الإصدار الكامل : خطورة الاغاني


الابن الصالح
25/08/2009, 07:10 AM
لا يزال الشيطان الرجيم يحيكُ حبائلَ الشرِّ الأثيم , ويكبِّل بها عدوَّه القديم : الإنسان خليق الطين ؛ ومن تلك الحبائل المتعددة : الغناء .
إن الشيطان ليزين الغناء للإنسان حتى يطربه فيصيِّره دميةً يحركها كيفما شاء ...قال رسول الله "ص" : " ما رفع أحد صوته بالغناء إلا بعث الله شيطانين على منكبيه يضربان بأعقابهما على صدره حتى يمسك " ...
إني لأعجب من الذين يعتبرون الغناء ثقافةً وتمدناً .. ألم يعلموا بأنه كان منتشراً في زمن الجاهلية الجهلاء ؟!.. ألم يقرؤوا عن تلك الأزمان الغابرة التي كانت تضج بالغناء , والرقص , والخمر , سواءً كانت أعراساً أو احتفالاتٍ بنصرٍ ما ... أو غيرها ؟!..

لا أظن أن أحداً من المسلمين لم يقرأ قوله تعالى : " ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا أولائك لهم عذاب مهين " .
هذه الآية تصرّح بضلالة من يشتري لهو الحديث ؛ فما هو لهو الحديث ؟!..
اللهو : هو القول أو العمل الغير مناسب والذي يصرف الإنسان عن أمر نافع , وقد عُرِّف في بعض التفاسير بأنه : ما يشغلك عن أمور تهمك .. أما لهو الحديث ؛ فهو : كل قول يصرف الإنسان , ويلهيه , ويمنعه من استماع ، أو قبول الحق ؛ وهو ما عبرَّ عنه إمامنا الصادق "ع" , وكذلك إمامنا الرضا "ع" بالغناء .
إذاً الغناء هو : صوت اللهو الذي يخرج بفعل الشهوة والشعور باللذة فيغفل المغني أو مستمعه عن ذكر الله , وقد ينتهي به الأمر إلى ركوب المنكرات .
أما أكثر أهل اللغة , وأكثر علماء الإمامية فقد عرَّفوا الغناء بأنه : ترجيع الصوت بنحو مطرب .. والطرب هو : خفة في الإنسان تجعله يفعل حركات نتيجة شدة حزنه ، أو شدة فرحه .
بالرجوع إلى الآية السابقة نلاحظ أن الله – عز وجل - قد وصف الغناء بالمضلل ولهذا توعد المتعامل به بالنار والعذاب وهذا يدل على حرمته .
أيها القارئ الكريم.. ثق تماماً أن خالقك رحيم و حكيم .. لا ينهاك عن شيء إلا بسبب أضراره الفادحة على جسمك النحيل , أو عقلك المسكين , بل حتى على روحك الأسيرة بين جوانبك .
لقد عدَّ الإسلام الغناء من كبائر الذنوب التي تهلك صاحبها تدريجياً في الأولى , ثم تصليه عذاب الحريق في الآخرة , سواءً من مارسه , أو سمعه ,أو استمع إليه , أو تكسب به , أو تاجر به ، أو اشتراه .

فهذا القرآن الكريم يزخر بآيات التحريم والتي عبرت عن الغناء بعدة مصطلحات ؛ ومنها :

1 - لهو الحديث , قال تعالى : " ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم " .
2 - الزور , قال تعالى : " فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور " , و قال: " والذين لا يشهدون الزور" ... قول الزور هو الغناء كما روي عن الإمام الحسين "ع" .
3- اللغو , قال تعالى في بيان صفات المؤمنين :
﴿ والذين هم عن اللغو معرضون﴾ , و قال : ﴿ وإذا مروا باللغو مروا كراماً ﴾ ... فاللغو في هاتين الآيتين يقصد به الغناء كما روي عن الإمامين الصادق و الرضا " عليهما السلام " . .. أي إن من صفات المؤمنين تجنب الغناء ، و الإعراض عن استماعه .

هذا بالنسبة إلى كتاب الله المجيد ، أما بالنسبة للروايات الشريفة فقد حذَّرت بشدَّة من الغناء وتوعدت صاحبها بالعذاب والنار ؛ ومن تلك الروايات :

1- قال رسول الله " ص" : " لا يحل تعليم المغنيات , ولا بيعهن , وأثمانهن حرام " .
2- قال الباقر عليه السلام : " الغناء مما وعد الله عز وجل عليه النار ، وتلا هذه الآية : " ومن الناس من يشتري لهو الحديث ... " .
3- قال الإمام الصادق "ع" : الغنا مجلس لا ينظر الله إلى أهله , وهو مما قال الله عز وجل وقرأ : " ومن الناس من يشتري لهو الحديث ... " .
4- قال الإمام الصادق " ع" : " والملاهي التي تصد عن ذكر الله كالغناء وضرب الأوتار " .
نحن لا نعرف الحكمة من تحريم الغناء إلا بعض ما صرّحت به روايات أهل البيت "ع" ، وأثبته الطب . وعلى هذا الأساس يمكن تقسيم الآثار المترتبة على الغناء إلى قسمين :

القسم الأول : الآثار الروحية والنفسية : أكدت الروايات بعض الآثار الخطيرة على النفس والوجدان لكل من يتعامل بالغناء ومن بينها :

ينبت النفاق في النفس كما ينبت الماء النبتة حتى إنها شبَّهت الغناء بالعش .. فكما أن الطيور تتخذ أعشاشها بيتاً ومسكناً لها ؛ كذلك الغناء يعتبر بيتاً للنفاق ومسكناً له .. قال الإمام الصادق "ع" :" الغناء عش النفاق " .
مجلس الغناء يكون محلاً لغضب الإله ، ويشمل جميع من يجلس فيه , فيُحرَم من البركة ، ومن تنزل الملائكة ، كما يُحرَم أصحاب ذلك المجلس من استجابة الدعاء .
يورث الفقر كما قال الإمام علي " ع" : " والغناء يورث الفقر ويعقب النفاق " .
يلهي العقل عن ذكر معبوده ، و يُخَدِّره عما يحوم حوله من مشاكل حياته .. و لقد عبَّر عنه آية الله العلامة السيد هادي المدرسي بأنه نوع من الهروب عن مواجهة تحديات الحياة التي يتناسونها عبر الملهيات .
يجرُّ الفرد إلى الفساد الجنسي ؛ فما ظنك بشابٍّ أو شابَّة يُشغِل كلٌّ منهما سمعه و بصره بفيديو كليبات الأغاني ، و يرى تلك المناظر القذرة ، و المشاهد المتفسخة من رقص و مجون !!! .. أليست تلك كفيلة بجرِّه إلى حبائلها الفكرية البالية لإشباع غريزته الحيوانية على أرض الواقع!! .
يؤدي إلى إذابة العواطف الإنسانية ، و قتل الشاعر الوجدانية ؛ فيصبح المستمع إلى الغناء متجلِّد القلب ، متصخِّر المشاعر ، لا يتأثَّر حتى بأشدّ المواقف ظلماً ، و أعظمها في القلب إيلاماً .
يُفقد صاحبه الغيرة التي تميِّز المؤمن عن غيره ، و هذا يؤدي إلى عدم الاهتمام بالحشمة و الحجاب ، فلا يكترث الزوج بما تفعله زوجته من إبراز لمحاسنها أمام الملأ ، بل سيعتبر ذلك تمدُّناً ، و سيفتخر بين أقرانه بذلك التصرف المشين .

القسم الثاني : الآثار الجسدية : هناك عدة تصاريح طبية تثبت حدوث أضرار - وبعضها خطير جداً - على جسم من يغني أو يستمع للغناء ومن بينها :

ارتفاع ضغط الدم ؛ ويشهد على ذلك ( د.كوالد واني) الذي كان من بين أبحاثه العلمية هذه التجربة : وضع جهاز الضغط على عضده وفتح الراديو على الأغاني , وصار يستمع إليها فلاحظ أن ضغطه أخذ في الارتفاع , وكلما استمع أكثر كلما ارتفع ضغطه أكثر و كلما ازدادت نبضات قلبه أكثر و أكثر حتى وصل إلى مرحلة الخطر . عند ذلك بادر إلى الراديو فأطفأه .
تخدير الأعصاب : الغناء يسبب ضعف الأعصاب واضطرابات في الفكر , وأمراضاً في النفس ؛ وقد أثبت الطب ذلك , ومن الأطباء الذين صرَّحوا بخطورته على الأعصاب : ( د. لوتر ) الذي اعتبر أن الغناء أشدُّ خطراً من المخدرات , و( د. ولف آدلر ) الذي حرَّم على نفسه الموسيقى بعد أن عاين أضرارها ؛ فنشر رسالة مفصَّلة تحكي عن أضرار الموسيقى لأجل نجاة المجتمع ، و الحد من ضعف الأعصاب كالجزيرة العربية ، و بعض نقاط إيران .
الصداع : من الأطباء الذين شهدوا بذلك : ( د . إدنولد ) الذي تبين له الأثر السيِّئ الذي يخلفه الغناء على الأعصاب من تعب نفسي ، وضعف عصبي ، و صداع ، ويتفاقم ذلك التعب والصداع كلما ازداد التركيز في الاستماع .
الهيجان وسرعة خفقان القلب : لقد أثبت الطب أن الهيجان هو أم الأمراض ؛ أي هو منشأ لكثير من الأمراض التي منها : تسوس الأسنان . إن هذه الأعراض ستؤثر على مستمع الغناء , وستفقده السيطرة على نفسه , وتحوله إلى شخص جامح متهور فاقد للمشاعر . وشاهدنا على ذلك ما حدث سابقاً في باريس في ساحة لانسنيون عندما استمع إلى الغناء المتعدد حوالي 150 شاباً ؛ فتوحشت أنفسهم , وثارت غرائزهم , فراحوا يعيثون فساداً في شتى المحلات ؛ فكسروا الزجاج , وسرقوا وخربوا , حتى الدماء سفكوا ...
السكتة القلبية : المدمن على الغناء يتعرض كثيراً لاضطرابات فكرية , وارتفاعات ضغطية , ويستمر ضغطه في الارتفاع حتى ينفجر ذلك الشريان في الدماغ فيصاب ذلك المطرب , أو ذلك السامع إلى سكتة قلبية مفاجئة فإذا به جثة هامدة على الأرض .. فيالسوء عاقبته آنذاك . ومن بين ضحايا الغناء : ( ماليبران ) المغني المشهور ذو العقد السابع الذي أغمي عليه أثناء ممارسته الغناء و هو على المسرح ، ثم.. فقد حياته بعد ثوانٍ من سقوطه ... وكذلك حدث للمغني الأمريكي ( ناردوارن ) .
اضطراب نبضات قلب الجنين عندما تستمع أمُّه إلى الغناء ، و هذا يؤثر
سلباً على صحته بعد ستة أشهر من الحمل , وربما يسبب له الوفاة قبل خروجه إلى عالم الدنيا .

يبقى الآن لدينا سؤال : هل للمغني أو السامع عذاب معين ؟ ...
من البديهي أن يعاقب صاحب الغناء و يعذَّب لأنه عصى ربَّه ، بل ارتكب كبيرة من كبائر الذنوب ، ومن تلك العواقب :

*قوله : " يُحشر صاحب الغناء في قبره أعمى و أخرس و أبكم "... حالة صعبة أن يقف ذلك المذنب على أرض المحشر الرهيبة لا يبصر شيئاً ، و لا يسمع صوتاً .. و الأدهى من ذلك يُعقَل لسانه فلا يقوى على الدفاع عن نفسه ..
*لا ينظر الله له برحمة . قال : " خمسة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة .... " ، وذكر المغني من بين الخمسة .
* يعذَّب بالأنك ؛ كما قال رسول الله : " ألا من استمع إلى اللهو يذاب في أذنه الأنك " .
* يُحرم من سماع شجرة الجنة التي يأمر الله عز و جل الرياح أن تحرِّكها لينبعث منها صوت جميل لم يُسْمَع مثله قط . .. أيها القارئ الكريم هل أدركت الآن شيئاً من رحمة ربك الجليل ؟.. إن هذه الشجرة الطيبة خاصة لكل من نزَّه سمعه عن الغناء أثناء عيشه في دار الفناء ، فهنيئاً لمن أُثيب بهذا الثواب الطيب .
*يُحرم من سماع صوت قُرَّاء الجنة الروحانيين . قال الرسول الأمين : " من ملأ مسامعه من غناء لم يؤذن له أن يسمع صوت الروحانيين يوم القيامة . قيل : وما الروحانيون يا رسول الله ؟ ، قال : " أهل الجنة " .

الخلاصة :
مما تقدم نستخلص ضرورة تجنب الغناء سواءً استماعه أو ممارسته ، و ذلك لتلافي الأضرار الفادحة التي تنجم عنه ؛ فالغناء كالمخدرات يُشْعِر مُستمعه بالطرب و الارتياح فيستشعِر بذلك سعادةً زائفةً ، بينما هي في الواقع تحطِّم جسمه ، و تتلف أعصابه ، و تفجِّر عروقه من حيث لا يشعر كما هو الحال في المخدرات التي تهلك أحشاء مُتَعاطيها ، و تهلك أعصابه في حين أنه يشعر بالراحة ، و السعادة ، و النشوة ...

إذاً حذارِ حذارِ من استماع الأغاني .. حتى القليل منها ، لأن القليل يجرُّ إلى الإدمان ، و يؤدي إلى الوقوع في وحل الشيطان ، فتُنزع عنك بركات الرحمن ..
نحن الآن في عصر التكنولوجيا و التقدم فلماذا نعود إلى زمن الظلام و التخلف ؟؟؟، و لماذا يوصف الغناء بالتمدُّن؟؟ .. أإلى هذه الدرجة انقلبت المفاهيم ، و تبدَّلت الموازين ؟؟ ...
إخوتي في الله .. لقد ولَّى زمن الغناء و الموسيقى ، و أقبل زمن المؤثرات الكورالية ، و الفيديوكليبات الإسلامية ، و الأناشيد الولائية ذات الترانيم العذبة التي تغرس في النفوس محبة أهل البيت ، و تشيد بمكانتهم السامية فتضاعف بذلك محبة الآل .... أليست هذه بدائل عن الغناء ؟؟؟!!!..
لقد أنعم الله علينا بنِعَمِهِ الجمَّة و التي من بينها نعمتا السمع و البصر .. أفلا يستحق منَّا شكره ؟ .. وكيف نشكر ه عليهما ؟ .. هل بتوظيفهما فيما يسخطه ؟ .. أليست جوارحك هذه ستشهد عليك يوم الحساب بما وظَّفتها فيه ؟ . قال تعالى : " إن السمع و البصر و الفؤاد كل أولائك كان عنه مسؤولاً " ...
إن أفئدتنا فارغة مالم نملأها بالإيمان ، و بمحبة الآل ، و الفؤاد الفارغ يكون مرتعاً للشيطان ، و مستعمرةً لمكائده ، خاصة عندما تُملأ بالغناء الباطل …
نحن مسلمون و قد نُهينا عن الغناء ، ماذا تقول فيمن يستنكر الغناء ، و ينتقده و هو غير مسلم ؟.. لقد كتب ( د. كارل الفرنسي ) ما نصُّه : ( أيَّة قيمة للحياة إذا كانت منحصرة بالرقص ، و بالتجوُّل في أطراف المدن ، و بالذهاب إلى السينما ، و استماع الراديو ... ) .. أليس من المخجل أن نرى المسلمين على ما هم عليه من الغرق في مستنقعات الغناء و اللهو ؟؟ ..
أرجو ممن قرأ موضوعي هذا أن يحكِّم عقله ليقتنع بحرمة هذا الداء الفظيع المنتشر بيننا ، و أن يُقنع نُظراءه في الدين ببيان أضراره الصحيَّة – على الأقل – إن لم تكن الأضرار الروحية مهمة لديهم .. فالدنيا مزرعةٌ للآخرة ، و جسرٌ شائكٌ يوصلك إلى عالم البقاء … لا تستحق استمتاعك فيها قليلاً لينقلب عليك بعد الموت جحيماً .. و لا تنسَ أن أعمالك تُعرض يومين من كل أسبوع على إمام زمانك ، فلا تُؤذِه بقبيح أفعالك .. فصاحب العصر و الزمان يتأذَّى من ذنوب الشيعة الموالين ..
إذا أردت الصبر على غيبته ( عجل الله فرجه الشريف ) فأطع الباري ، و تجنب المهاوي التي من بينها الغناء .. هل نسيت قصة بشر الحافي الذي انقلبت حياته من الغناء و اللهو إلى الزهد و الورع بعدما سمع ، و تمعَّن فيما قاله الإمام الكاظم لجارية بشر عندما خرجت لرمي القمامة وكان صوت اللهو مرتفع من بيته : .."صحيح إنه ليس عبداً ؛ فلو كان عبداً لأطاع مولاه " ..

بدر868
25/08/2009, 07:39 AM
ما شاء الله