تسجيل الدخول

عرض الإصدار الكامل : دروس في اللغة 3


أبومحمد
02/01/2007, 03:35 PM
البناء والإعراب :

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ،،

الإعراب والبناء .

يقصد بالإعراب : تغيير أواخر الكلم لاختلاف العوامل الداخلة عليها لفظاً أو تقديراً .

بمعنى أن آخر الكلمة تتغير حركتها الإعرابية بالفتحة أو بالضمة أو بالكسرة أو بالسكون أو بالحروف

كالواو والألف والياء ، تبعاً لما يدخل عليها من عوامل .

مثاله : ( جاء زيدٌ ) ، ( رأيت زيداً ) ، ( مررت بزيدٍ ) ، فنجد أن كلمة ( زيد ) قد تغيرت حركة آخرها

بتغير العامل الداخل عليها ، ففي المثال الأول كانت كلمة ( زيد ) فاعل فرفعت بعلامة الضمة ، وفي

الثانية مفعولاً به فنصبت بعلامة الفتحة لوقوع فعل الرؤية عليها ، وفي الثالثة مجرورة بحرف الجر (

الباء ) والعلامة الكسرة .

ومثال الأفعال : ( يشرب ُ زيدٌ الماءَ ) ، ( لمْ يشربْ زيدٌ الماءَ ) ، ( لنْ يشربَ زيدٌ الماءَ ) . فانظر كيف

تغيرت حركة آخر الفعل ( يشرب ) بحسب تغير العامل ، ففي الأول سلم من الناصب والجازم فرفع ،

وفي الثاني دخل عليه جازم ( لمْ ) فجزم بعلامة السكون ، وفي الثالث دخل عليه الناصب ( لنْ ) فنصب

بعلامة الفتحة .

أما البناء : فهو لزوم آخر الكلمة حركة واحدة لغير عامل ولا اعتلال .

بمعنى بأن حركة آخر الكلمة تكون واحدة لا تتغير سواء دخل عليها عامل أولا ، وسواء كانت معتلة

الآخر أو سالمة من العلة .

وستأتي الأمثلة بإذن الله تعالى .

وقد قدمنا بأن الكلمة تنقسم إلى ثلاثة أقسام : اسم ، وفعل ، وحرف .

أما الحروف فكلها مبنية ، بقيت عندنا الأسماء والأفعال ، فمنها معرب ومبني ، ونبدأ أولاً بالأسماء :

فالأسماء تنقسم إلى قسمين : أسماء معربة ، وأسماء مبنية :

فالأسماء المعربة : هي التي سلمت من شبه الحرف ، أي لم تشبه الحروف في وضعها أو معناها أو

في افتقارها ، أو لشبهها بالحروف في التأثير وعدم التأثر.

فكل اسم سلم من هذه الصفات التي قدمناها فهو معرب ، بمنى أنه تتغير حركة إعرابه ( آخر الكلمة )

بتغير موضعه في الجملة ، كما قدمنا في المثال السابق ( جاء زيدٌ ... الخ ).

وهذه الأسماء المعربة تنقسم إلى قسمين :

صحيح : وهو ما ليس في آخره حرف من حروف العلة التي هي ( و ، ا ، ي ) .

معتل : وهو ما كان في آخره حرف من حروف العلة .

والأسماء الصحيحة تنقسم إلى قسمين :

متمكن أمكن : وهي الأسماء المنصرفة ، التي تلحقها حركات الإعراب المختلفة بحسب اختلاف

موقعها .

متمكن غير أمكن : وهي الأسماء غير المنصرفة لأي علة من علل عدم الصرف ، مثل : ( أحمد ،

مصابيح ، فاطمة ) ، فهذه الأسماء تسمى ( غير منصرفة ) بمعنى أنه تلحقها حركتان على اختلاف

مواقعها في الجملة ولا يلحقها تنوين ؛ لأن التنوين يلحق الأسماء المتمكنة ، ومثال ذلك : ( جاء أحمدُ )

، ( رأيت أحمدَ ) ، ( مررت بأحمدَ ) ، فنلحظ هنا بأنه لم تأتِ الكسرة في حالة الجر بل جاءت عوضاً

عنها الفتحة ، ثم نلحظ أيضاً أن الاسم لم ينون . والأسماء الممنوعة من الصرف سيأتي بيانها بإذن الله

، وإنما أردت هنا الإشارة ليتضح المراد .

أما الأسماء المعتلة ، وهي ما كان آخرها أحد حروف العلة ( واو قبلها ضمة ، ألف قبلها فتحة ، ياء

وقبلها كسرة ) أما الأول ( واو قبلها ضمة فلا يوجد منه شيء في الأسماء المعربة وإنما هو في

الأسماء المبنية مثل : ( هو ) وسيأتي الكلام عليها بإذن الله تعالى .

، وأما الثاني نحو : ( مصطفَى ، مجتبى ) وأما الثالث نحو : ( قاضِي ، راضِي ) .

أما ما كان معتلاً بالألف ، فتقدر كل الحركات الداخلة عليه ( رفعاً ونصباً وجراً ) لأنه منع من ظهورها

تعذرُ ظهورها ، مثاله : ( جاء مصطفى ، رأيت مصطفى ، مررت بمصطفى ) ، نجد أن الحركات لم تظهر

على الكلمة لتعذرها عن الظهور فنقول في إعراب المثال الأول : مصطفى فاعل مرفوع وعلامة رفعه

ضمة مقدرة منع من ظهورها التعذر ، وفي المثال الثاني : مصطفى مفعول به منصوب وعلامة نصبه

فتحة مقدرة منع من ظهورها التعذر ، وفي المثال الثالث : مصطفى اسم مجرور بحرف الجر وعلامة

جره الكسرة منع من ظهورها التعذر .

أما مع الياء فتظهر على الكلمة حركة النصب وتقدر حركة الرفع والجر لثقلهما ، بمعنى أنهما تخرجان

لكن على ثقل ، مثال الأول : ( حييتُ القاضيَ ) فالحركة ظهرت سهلة على النطق ، كقوله تعالى : { يا

قومنا أجيبوا داعيَ الله } ، مثال الثاني ( جاء القاضيُ ) ، ( مررت بالقاضيِ ) فالحركتان تخرجان لكنهما

ثقيلتان في النطق .

القسم الثاني - الأسماء المبنية : وهي تلك التي أشبهت الحرف في وكل أو بعض الصفات الآتي ذكرها

، بحيث تلزم آخرها حركة واحدة لا تغير مهما تغير موضع الكلمة من الجملة .

أما الصفات فهي :

1- الشبه الوضعي : كأن يكون الاسم موضوعاً من حرف واحد كـ ( تاء الفاعل ، ألف الاثنين ، ياء

المخاطبة ، واو الجماعة وهي على التوالي : ت ، ي ، و ) ، أو من حرفين كـ ( نا المتكلمين ) .

الأمثلة : ( كتبتُ ، تكتبـان ، تكتبيـن ، تكتبـون ، كتبـنا ) .فهذه الضمائر المتصلة أشبهت الحرف في

رسمها ولذا جاءت مبنية غير معربة .

2- الشبه بالحرف في المعنى ، فـ ( متى ) تأتي اسم استفهام مثل : ( متى تقوم ؟ ) وهي بذلك أشبهت

حرف الاستفهام ( الهمزة أ ) في قولي : أ تقوم ؟ فهما بمعنى واحد .

كما تأتي أيضاً بمعنى الشرط نحو ( متى تقم أقم ) ، وهي بذلك أشبهت حرف الشرط ( إنْ ) في قولي :

إنْ تقم أقم . فهما بمعنى واحد .

وهذا الشبه الذي ذكرناه شبه الأسماء في المعنى بحروف موجودة . وهناك قسم آخر هو شبه الأسماء

بحروف غير موجودة ، ويمثلون لذلك بأسماء الإشارة ( هذا ، هنا ) ونحوها قالوا : إن الإشارة معنى

من المعاني ، مثل التمني والنهي والنفي ، وهذه الثلاثة قد وضع لها حروف ؛ فالتمني ( ليت ) ، والنهي

( لا ) ، والنفي ( ما ) ، فحق للإشارة أن يكون لها حروف ، ولذا بنيت أسماء الإشارة لشبهها بحرف

مقدر .

3- شبه الاسم بالحرف في نيابته عن الفعل وعدم التأثر بالعامل : من المعلوم أن الحروف تعمل في

غيرها ولا تتأثر هي بعامل ، بمعنى أن الحرف يدخل على الاسم فيجره ، لكن الحرف لا يمكن أن يكون

له محل من الإعراب فلا يأتي فاعلاً أو مفعولاً ونحو ذلك . وهناك من الأسماءِ أسماءٌ أشبهت الحروف

في هذه الخاصية ، فهي تعمل في غيرها وتؤثر فيه بينما هي لا تتأثر بالعامل . ومثال ذلك : أسماء

الأفعال ، وهي تلك الأسماء التي جاءت لتعمل عمل الفعل فتؤثر فيما بعدها لكنها ليست كالفعل يثأثر

بالناصب والجازم . المثال : ( دراكِ زيداً ) والمعنى : أدرك زيداً ، فـ ( دراك ) اسم فعل أمر مبني ،

وسبب البناء أنه أشبه الحرف في كونه قد عمل فيما بعده ( الضمير المستتر وجوباً وتقديه أنت فاعل ،

و زيداً مفعول به ) ، بينما نجد هذا الاسم ( دراك ) لا يدخل عليه ما يدخل على الأفعال من النواصب

والجوازم . فلا يمكن أن أقول ( لم دراك زيداً ) أو ( لن دراك زيداً ) .

4- الافتقار ، الحروف تفتقر إلى ما بعدها ليفسرها فلا تدل هي بمجردها على المعنى ، وبعض الأسماء

تشبه الحروف في ذلك ، ولذا بنيت ، مثل : الأسماء الموصولة ، فالاسم الموصول مفتقر إلى الجملة

التي تليه كقولي ( جاء الذي ضرب زيداً ) فـ ( الذي ) اسم موصول ولا يتبين معناه إلا بالجملة التي بعده

والتي تسمى صلة الموصول ، فلو قلت : ( جاء الذي ) وسكتُّ ولم أكمل لم يتبين المعنى . ومن هنا

ولافتقارها لما بعدها بنيت لشبهها بالحروف .

يقول ابن مالك رحمه الله :

والاسم منه معرب ومبني

لشبه من الحروف مدني

كالشبه الوضعي في اسمي ( جئتَنا )

والمعنوي في ( متى ) وفي ( هنا)

وكنيابة عن الفعل بلا

تأثر وكافتقار أُصِّلا

ومعرب الأسماء ما قد سلما

من شبه الحرف كـ ( أرض وسُما ) .

وسنعرض بإذن الله تعالى في الدرس القادم إلى المبني والمعرب من الأفعال .

ايام العرب
02/01/2007, 03:47 PM
مجهود طيب اخي

شكرا