المساعد الشخصي الرقمي

عرض الإصدار الكامل : من صور الاعجاز القرانى**الفرق بين الرحمن والرحيم**


أم مشاري
16/02/2009, 12:43 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الفرق بين الرحمن والرحيم
صفة الرحمن تعني - والله أعلم - المربي الذي يرحم مرباه ، لكنه لا يتركه يطمع طمعا مطلقا في رحمته ، بل يتجلى عليه بصفات جلاله وعظمته ، ليوقع في نفسه الخوف منه والمهابة له .
وذلك من المبادئ العامة في التربية التي تفيد أن المربي لا بد أن يجمع بين الرحمة والهيبة ، ليستطيع توجيه مرباه التوجيه السليم على نحو قول الشاعر :
فقسا ليزدجر ومن يك حازما فليقس أحيانا على من يرحم
فكلمة الرحمن هنا تعني بمفردها ما يعنيه قول الله تعالى :
(( نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم وأن عذابي هو العذاب الأليم ))
ويدل على هذه الفكرة آيات كثيرة منها :
1-((يا أبت إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن ..)) فهذه الآية التي وردت على لسان إبراهيم - عليه السلام - تفيد أن للرحمن عذابا يوقعه بالعصاة ومن هنا لا تخلو صفة الرحمن من الشدة .
2-( وخشعت الأصوات للرحمن ) فهذه الآية تفيد أن أصوات الخلق جميعا تخشع وتصمت هيبة من الرحمن وخوفا من عظمته .
3-(( وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا )) كيف يمكن للرحمن ذي الهيبة أن يتخذ ولدا ؟ كيف يمكن له - جلت عظمته - أن يشارك المخلوقات في صفة التوالد والتكاثر ؟ التي هي من أبرز صفات الضعفاء ؟ فمن نسب لله تعالى الولد كان كمن يحاول إسقاط هيبة الله وإنكار عظمته بتشبيهه بصفات الضعف التي تصيب خلقه .
وهكذا وفي آيات أخرى … نجد أن اسم { الرحمن } يتضمن إلى جانب الرحمة شيئا من الشدة التي تبعث في النفوس الخشية والرهبة . ولا بد لكل مرب أن يجمع بين الرحمة والهيبة لاجتذاب من يربيهم وردعهم عن العدوان في آن واحد .
أما اسمه تعالى { الرحيم } فيشير إلى رحمته تعالى الصافية الخالية من كل شدة لذلك نراها في معظم مواطن ورودها مقترنة بالمغفرة والتوبة كما في قوله تعالى : (( وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم ))
وقوله أيضا ( واستغفروا الله إن الله غفور رحيم ))
وقوله أيضا ( واستغفروا ربكم ثم توبوا إليه إن ربي رحيم ودود )).
والله تعالى أعلم