المساعد الشخصي الرقمي

عرض الإصدار الكامل : ابتكار مقياس لتقدير شكل الإغاثة للناجين من الكوارث‏


ثعلب
27/12/2008, 08:36 AM
حصل الباحث حسام يوسف عز الدين على جائزة أفضـل الأبحـاث المقدمـة فـي مسابقة ندوة إدارة الكوارث وسلامة المباني فـي الـدول العربية والتي نظمتها جامعة الدول العربية بالتعاون مع وزارة الشؤون البلدية والقروية بالمملكة العربية السعودية، والتـي تنافس فيها 170 باحثـاً من أساتـذة الجامعات والجهات الأكاديمية على مستوى العالم العربي.

ويقترح الباحث عزالدين إعداد مقياس كمي لتقدير شكل الإغاثة للناجين من الكوارث في كل منطقة من مناطق الكارثة على حدة وفقا لكثافتها السكانية، يكون إعلامياً وتطبيقياً في الوقت نفسه، ويتم تحديثه وفق المتغيرات المتلاحقة التي تحدث بموقع الكارثة. والمقياس المقترح هو رقم يتراوح بين واحد صحيح وعشر درجات وفق تصنيف الباحث لأولويات احتياجات المنكوبين الأساسية.

فمع تزايد أعداد ضحايا الكوارث في العالم وعدم توفر وسيلة لقياس حجم العمل الإغاثي المطلوب للتنسيق بين الجهات المعنية في تقديم أشكال الإغاثة المتنوعة، ومع ملاحظة الباحث أن اهتمام الإعلام العالمي ينصب على الجانب التدميري للكارثة دون أن يكون له دور تنسيقي فعال بين وكالات الغوث، يزرع الثقة في المانحين عن طريق ربط العلاقة بين تبرعاتهم ومستوى التقدم في عمليات الإغاثة، وكذلك دون الإشارة إلى الجانب الإغاثي للمتضررين وإعادة الإعمار. ويتم التعبير عن المقياس بالرموز الدالة على احتياجات السكان المتضررين والمرافق والمنشآت المتأثرة في كل منطقة متأثرة وفترة الإغاثة اللازمة ومعدل تكرار تقديم المعونات وأولويات العمل على الخرائط الجغرافية. ويساعد المقياس على التنسيق بين الجهات المشتركة في عمليات الإغاثة وتحديد تأثير التبرعات والمنح في التخفيف من أثار الكارثة وتقويم تنفيذ الخطة الإغاثية، مما يزيد من وضوح الهدف بشكل كمي من قبل كل من وكالات الغوث العالمية والمانحين.

تعريف المقياس: يُعرف الباحث المقياس بأنه إعلامي - تطبيقي، يعبر عن مدى احتياج مجموعة من البشر في منطقة معينه أصيبت بكارثة ما إلى أشكال مختلفة من الإغاثة لرد الكارثة. وهو رقم يتراوح ما بين واحد صحيح إلى عشر درجات. وتمثل القيمة العظمى التي تشير إلى احتياج كل سكان ومرافق هذه المنطقة إلى كافة أنواع الاحتياجات الاغاثية وإعادة الإعمار. ويكون الإعلان عن المقياس متزامناً مع نداء الاستغاثة الصادر عن المنطقة المنكوبة. فقد لاحظ الباحث أن كل المعلومات المتوفرة عن كارثة معينة والتي تعرض في وسائل الإعلام لا تزيد عن قوة الكارثة 'زلزال قوته 7 ريختر مثلا' مع ذكر الخسائر البشرية والمادية واستعراض صور وخرائط الدمار بدون الإشارة إلى مدى الاحتياج الإنساني والمكاني أو مستوى معين مطلوب من الإغاثة، كما أن هذه العوامل لا تمثل كل العوامل المتعلقة بقياس حجم الكارثة، ولا يوجد حتى الآن معيار علمي عالمي للدول ومنظمات الإغاثة لكي تقوم بتقديم الدعم المطلوب على أساسه، هناك عوامل كثيرة لم تؤخذ في الحسبان (اقتصادية-جيولوجية-مناخية.. الخ)، فقد يكون الزلزال القوى قد وقع في منطقة خالية من السكان أو أن يكون زلزالا ضعيفاً ولكنة أضر بالآلاف البشر الذين يسكنون بيوتاً ضعيفة. وقد تكون الإغاثة المتوفرة تغطى جميع العمليات بما في ذلك إعادة الإعمار ولكننا تجاهلنا العامل الخاص باحتمال تعرض المنطقة نفسها لكارثة مشابهة. وقد تكون الأضرار البشرية لا تذكر ولكن يمكن أن تكون هناك كارثة بحلول فصل الشتاء. وكم نحتاج دوما إلى معرفة مدى تأثير التبرعات المادية على التخفيف من الوضع الكارثي وتحسين الوضع الاغاثي لرد الكارثة، وبمعنى أدق مدى تأثير المليون دولار في خفض الاحتياج بمقدار درجة واحدة من المقياس. سنعرف مثلاً أن المليون دولار تبرعات قادرة على خفض المستوى بمقدار درجة واحدة ( على حسب مستوى الكارثة) أو بمعني أدق معرفة العلاقة بين الدعم المادي وتحسين مستوى الإغاثة على نحو أفضل.

وجد الباحث انه لا يوجد على المستوى العالمي مقياس يعكس كل العوامل المتعلقة بالكارثة بحيث يفهمه الإنسان البسيط، وفي الوقت نفسه يعد مؤشرا للدول ولمنظمات الإغاثة العالمية على مدى الاحتياج الاغاثي في وقت محدد لكارثة ما، كما تدل الرموز الخاصة بالمقياس على الخارطة منظمات الإغاثة إلى تنسيق أفضل للجهود ويرمز لبرنامج الدعم أو خطة العمل المطلوب توفيرها لرد تلك الكارثة. وقد يتبادر للذهن أن الكوارث الكبيرة معروفة وبياناتها المعلنة تكفي، ولكن إذا علمنا أن جمعية الصليب الأحمر مثلا تتعامل مع ما يقارب 70.000 كارثة تتدرج من متوسطة إلى كبيرة جداً نكون قد عرفنا مدى أهمية وجود هذا المقياس (الإعلامي – التطبيقي) والذي يعكس الوضع الحالي لكل المتغيرات المتعلقة بالكارثة ويشير إلى تطورها. وإذا كان لكل شئ مقياس فما هو مقياس الإغاثة المطلوب لكارثة معينة، لذا حاول الباحث ابتكارهRelief Scale ليكون مقياساً عالمياً لقياس مدى الاحتياج الاغاثي لكارثة ما وهذا المقياس متغير من فترة لأخرى تبعاً لقيم المتغيرات أو العوامل المرتبطة بالكارثة.

وحيث أنه من خصائص الكوارث هو تفردها بصورة يصعب معها وضع خطط مسبقة لها، فإن مقياس الإغاثة لا يجب أن يشذ عن هذه الخاصية، حيث يمثل هو الآخر قياساً للكارثة في محيطها الجغرافي أخذا في الاعتبار المجال الإنساني والمادي لها. لذا فليس متوقعا وفقا لذلك أن تكون القيمة العظمى للمقياس هو احتياج جميع البشر على وجه الكرة الأرضية لجميع الاحتياجات الاغاثية، فذلك ليس منطقيا ولكن في الحقيقة يعنى أقصى درجة من الاحتياج الاغاثي مطلوبة لمنطقة معينة تعرضت إلى كارثة ما ويكون المتوسط الحسابي لمقاييس الإغاثة في مناطق الدولة التي تعرضت للكارثة هو المقياس العام للإغاثة والذي يمكن أن يصدر عن وسائل الإعلام.