أضغاث يقظة
30/11/2006, 12:41 AM
وهنا نص آخر لم يكتمل !!
قُدّر أن ينشأ حمد في قرية تحف بها الجبال، ويقسم بين "سفالتها" و"علايتها" وادٍ أطلق عليه الأهالي إسم "القاطع"، إذ طالما كان القاطع "يقطع" بين شطري القرية عند جريانه، مخلفّا ورائه قطعا كبيرة من الصخور، تزيد على كاهل الأهالي مشقة فوق المشقة التي يتكبدونها عندما كانوا يحثون المسير للمدينة المجاورة حيث السوق والمكاتب الحكومية.
يعود حمد إلى القرية بعد غيابه عنها ما يزيد عن الشهر، ولم يكن إنشغاله بمشروع تخرجه وإختباراته النهائية في الجامعة هو ما يعيقه عن زياره أهله، لكن الوصول إلى القرية لم يكن بالأمر السهل، ناهيك عن جشع صاحب السيارات الرباعية الدفع والتي كان يسيّرها خلال أوقات النهار المختلفة بين قريتهم والقرية المجاورة، والذي كان عادة ما يطلب أجرا مرتفعا نظير خدمته.
في ذلك اليوم ، وبينما كانت السيارة تعلو وتهبط، وتتقافز إطاراتها بين مجموعة الصخور المتناثرة، كانت الأفكار هي الأخرى تتقافز واحدة بعد الأخرى في رأس حمد، وكان أكثر ما يلّح على رأسه في ذلك الوقت هو ذلك الحديث الذي دار بينه وبين والده ذات مساء من مساءات الأربعاء الشاقة :
- لا أعرف لماذا لا تهتم الحكومة برصف طريق يربط بين قريتنا والشارع العام، لقد تكسّر ظهري من هذه الطريق وتكٍسّرت مدخراتك من جشع سيلمان القوي، لماذا لا تطالبون يا أبي بشارع يريحنا ويريح جيوبنا؟
- تعبنا من المطالبة يا ولدي، لكن سليمان القوي وقريبه في الوزارة طالما أجهضوا محاولاتنا، متذرعين بتضرر أملاكهم، ورافضين في نفس الوقت التنازل عنها مقابل مبلغ مادي ليمّر الشارع عليها، ولقريبه كلمة مسموعة لا يجروء حتى الوزير أن يناقشها، لنا الله يا ولدي، لنا الله.
قُدّر أن ينشأ حمد في قرية تحف بها الجبال، ويقسم بين "سفالتها" و"علايتها" وادٍ أطلق عليه الأهالي إسم "القاطع"، إذ طالما كان القاطع "يقطع" بين شطري القرية عند جريانه، مخلفّا ورائه قطعا كبيرة من الصخور، تزيد على كاهل الأهالي مشقة فوق المشقة التي يتكبدونها عندما كانوا يحثون المسير للمدينة المجاورة حيث السوق والمكاتب الحكومية.
يعود حمد إلى القرية بعد غيابه عنها ما يزيد عن الشهر، ولم يكن إنشغاله بمشروع تخرجه وإختباراته النهائية في الجامعة هو ما يعيقه عن زياره أهله، لكن الوصول إلى القرية لم يكن بالأمر السهل، ناهيك عن جشع صاحب السيارات الرباعية الدفع والتي كان يسيّرها خلال أوقات النهار المختلفة بين قريتهم والقرية المجاورة، والذي كان عادة ما يطلب أجرا مرتفعا نظير خدمته.
في ذلك اليوم ، وبينما كانت السيارة تعلو وتهبط، وتتقافز إطاراتها بين مجموعة الصخور المتناثرة، كانت الأفكار هي الأخرى تتقافز واحدة بعد الأخرى في رأس حمد، وكان أكثر ما يلّح على رأسه في ذلك الوقت هو ذلك الحديث الذي دار بينه وبين والده ذات مساء من مساءات الأربعاء الشاقة :
- لا أعرف لماذا لا تهتم الحكومة برصف طريق يربط بين قريتنا والشارع العام، لقد تكسّر ظهري من هذه الطريق وتكٍسّرت مدخراتك من جشع سيلمان القوي، لماذا لا تطالبون يا أبي بشارع يريحنا ويريح جيوبنا؟
- تعبنا من المطالبة يا ولدي، لكن سليمان القوي وقريبه في الوزارة طالما أجهضوا محاولاتنا، متذرعين بتضرر أملاكهم، ورافضين في نفس الوقت التنازل عنها مقابل مبلغ مادي ليمّر الشارع عليها، ولقريبه كلمة مسموعة لا يجروء حتى الوزير أن يناقشها، لنا الله يا ولدي، لنا الله.