المساعد الشخصي الرقمي

عرض الإصدار الكامل : قصّــــةُ إســــلامي !


قناع مبتسم
23/08/2008, 06:45 PM
22/08/2008 خالد المحمود ـ الجزيرة توك


عندما وعيت على الدنيا مسلماً، لم يدر بخلدي أني سأسلم مرة أخرى. دعوني أخبركم كيف حصل ذلك، ولماذا!
في صيف عام 1994 قدّر لي أن أزور بريطانيا للمرة الأولى في حياتي. كنت أثناءها أدرس اللغة الإنجليزية في جامعة قطر. وسافرت بتمويل من المجلس الثقافي البريطاني للالتحاق بدورة للغة الإنجليزية والتعرف على الثقافة البريطانية.
عندما وصلت إلى مدينة إكستر عاصمة مقاطعة ديفون (Exeter,Devon) كنت أشتعل حماساً لعرض الإسلام على كل من ألاقيه من الطلبة والمدرسين والعامة! كان الخطاب الإسلامي حينها، ولعله ما يزال، يؤكد أن الخواء الروحي في الغرب يجعل الناس يقبلون على الإسلام بشكل مذهل. وأن بعضهم ما أن يسمع عن سماحة ديننا وعظمته حتى ينطق بالشهادتين..
وارتسم في مخيلتي أنني سأجد الناس هائمين على وجوههم بحثاً عمن يرشدهم إلى الصراط المستقيم. وأنني لست بحاجة سوى أن أقولَ لأحدِهم (أسلِمْ، تسلم)! خاصة وأنا أستحضر حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم {لئِنْ يَهْديْ بكَ اللهُ رَجُلاً واحداً خيرٌ لكَ مِمّا طلعَتْ عَليهِ الشَمس}.
طبعاً، لم يكن الواقع تماماً كما تخيلته، وربما تمنيته. لكن ذلك لم يعقني عن تصيّد أي مناسبة، مباشرة أو غير مباشرة، للحديث عن الإسلام. حتى أصبح معروفاً لدى الجميع أنني إذا جرى الحديث عن الثقافة، فسيكون الإسلام محور حديثي، وإذا سُئلت عن حياتي، فسيكون الإسلام هو جوابي، وإذا تحدث محاضر عن معالم الحياة في بريطانيا فإنني لا بد أن أقحم الإسلام في الموضوع.


ومن الطبيعي أن النتيجة هي أن أحداً لم يسلم على يدي! بل لعلي شوّهت صورة الإسلام أو بغّضته في قلوب بعض من تحدثت إليهم. ذلك أنني افتقرت إلى الكثير من متطلبات الحكمة والرفق في دعوتي.

في إحدى المرات، مع اقتراب نهاية الدورة، جرى الحديث بين مجموعة من الزملاء حول اختلاف معتقداتهم، وأهمية أن يحترم المرء دين الآخر بغض النظر عن مدى قناعتنا به.

أوشكت أن أتدخل لأقول إن من المهم أن يتأكد المرء من صحة اعتقادته أولاً، حتى لا يكون تابعاً لما أملته عليه ظروف نشأته والبيئة التي عاش فيها. وكنت أتأمل أن يفتح ذلك التعليق باب السؤال في نفوسهم حول صحة معتقداتهم.

لكنني – ويا للغرابة – لم أقل شيئاً البتة. وما أوقفني عن السؤال هو خشيتي أن يسألني أحدُهم عن مدى تطبيقي لما أعظ به. أوَلستُ مسلماً سُنياً لأنني ولدت ونشأت في بيئة تدين بالإسلام، وكان ذلك مذهب أهلي ومجتمعي؟! فبأي شيء أختلف عنهم إذن، فيما أنا واقع في نفس الدائرة!

كانت تلك الحادثة نقطة فارقة في حياتي.


لم أحَدّث أحداً بعدها عن الإسلام، بل كنت أقرب إلى الانزواء بنفسي عن مخالطة الآخرين. كنت أعرف أنني مؤمن، ولكن مشاعر مختلفة بدأت تمور في داخلي حول حقيقة إيماني، وما إذا كنت قد آمنت بقلبي وحده دون أن يكون عقلي شريكاً في ذلك.

عندما عدت إلى قطر عزمت على البحث عن الدين الحق.
بدأت البحث في إيماني بالله سبحانه وتعالى. وكانت خلاصة بحثي استبعاد كلّ الديانات غير السماوية، لأن مفهوم (الإله) عندها قاصرٌ عن الكمال المطلق الذي ينبغي للخالق سبحانه أن يتصف به.

ثم تعمقت في ديانتي أهل الكتاب، فوجدت اليهودية ديانة مادية أقرب إلى العنصرية، ووجدت المسيحية مفرطة في العناية بالروح دون الجسد، ناهيك عن مسائل الاعتقاد الخاصة بالتثليثِ والخطيئةِ الأولى والمسيح المخلص!

لكن ذلك لم يعن أن الرحلة انتهت. فرغم تزايد ثقتي بأن الإسلام هو الدين الحق، فإن البحث ظل مستمراً بخصوص مذهبي (سنيٌ أم شيعي) والمدرسة الفقهية التي أتبع (حنفي أم مالكي أم شافعي أم حنبلي) والتوجهات الفكرية، وحتى الحزبية، المعاصرة التي يمكن أن تأخذني من صحراء التيه إلى الحقيقة.

ووجدت أثناء ذلك كله الكثير مما يتنافى مع العقل وروح الدين الحنيف. وجدت بعض ما أدخل على الإسلام وليس منه في شيء. وجدت الآراءَ التي فرضت علينا باعتبارها من صلب الدين، ولا تعدو كونها اختياراً فقهياً أو فكرياً لعالم جليل أو مفكر مبرز (وأحياناً لم تكن حتى تنتمي إلى أيّ من هذين!). وجدت مساحاتٍ يجوز الاختلاف فيها، وأنها ليست قطعية كما يزعُمها أتباع هذا المذهب أو ذاك. بل وأكثر من ذلك، وجدت الكثيرين ممن يتحدثون عن الإسلام وباسمه، بينما يجهلون حقيقته وروحه. وأنهم مثلما كنت عندما ذهبت إلى الغرب للمرة الأولى في حياتي.


عرفت عندها سبب تأكيد القرآن على العقل، وإشاراته المتكررة إلى أولي الألباب. وصارت للكثير من الآيات معنى حقيقياً يلامس إدراكي, مثل نقد القرآن الكريم الكفار كلما قالوا {إنّا وَجَدنا آبَاءَنا عَلى أمّةٍ وإنا عَلى آثارِهِمْ مُقتدُونْ} لأننا صرنا نسير على هدي أبائنا دون تمحيص، فاعتبرناه من المسلمات لأنه كان أول شيء سمعناه!

بعدها بثلاث سنوات عُدتُ ثانية إلى نفس البلد ونفس المدينة. ووجدتني أسير في نفس المكان الذي دار فيه حوار احترام الأديان ذاك. وقفتُ مبتسماً، ثم تنفست بعمق وقلت: ( أشهَدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ، وأشهَدُ أنّ مُحَمّداً رَسُولُ الله).


كانت أروع شهادة قلتها في حياتي. لأنني غدوت بها مسلماً باختياري، لا بالولادة فحسب !




منقول من موقع الجزيرة توك. :)

جاسم القرطوبي
23/08/2008, 06:49 PM
thanjs for perfect supject,bro

قناع مبتسم
23/08/2008, 06:57 PM
thanjs for perfect supject,bro

يو ويلكم صديقي الشاعر :)

zar909zoor
23/08/2008, 07:11 PM
القصة طويلة لكن حلوة فنفس الوقت
مشكور عالنقل

msakes
24/08/2008, 07:51 PM
لها معاني وحكم

فكر شغل عقلك

قناع مبتسم
24/08/2008, 08:11 PM
القصة طويلة لكن حلوة فنفس الوقت
مشكور عالنقل

القصة قصيرة جدًا ! :مفتر:

قناع مبتسم
24/08/2008, 08:12 PM
لها معاني وحكم

فكر شغل عقلك

ذاك هو .. :)