فارس الكلمة
24/07/2008, 07:27 AM
يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز :{ وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لَا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}(غافر: 20)..فالله هو الذي يقضي ويحكم في هذا الكون فقضاءه عدل.. وحكمه نافذ.. وذلك لكمال قدرته وعلمه..{ وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء وَلاَ أَصْغَرَ مِن ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ} (يونس:61).. فلا يغيب ولا يخفى على الله.. وزن ذرة في الكائنات والوجود.. ولا أصغر من الذرة ولا أكبر منها.. إلا وهو معلوم عند الله.. ومسجل في اللوح المحفوظ.. فمن صفحات هذا الكتاب خطت سطور القضاء والقدر.. وعرفت مصاير الأمور.. ووضحت نهاياتها من شقاوة وسعادة.. { فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلاَلَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ اللّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ} (الأعراف:30)..
إنما الغيب كتاب صانه
عن عيون الخلق رب العالمين
ليس يبدو منه للناس سوى
صفحة الحاضر حيناً بعد حين
ولقد قضى الله وقدر في هذا الكون.. أن يكون الصراع بين الحق والباطل.. وبين الإيمان والكفر.. وبين الخير والشر.. وبين الهدى والضلال.. وبين النور والظلمة.. وبين الصلاح والفجور.. منذ أبينا آدم.. إلى يومنا هذا.. وما ذلك.. إلا ليميز الله الخبيث من الطيب.. والصادق من الكاذب.. والصالح من الطالح.. والسعيد من الشقي.. والمؤمن من الكافر والمنافق.. حتى يرث الله الأرض ومن عليها.. قال تعالى : {أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ} (العنكبوت:2ـ 3) .. فلا يتم إيمان المرء حتى يؤمن بقضاء الله وقدره.. وبسبب عقيدة الإيمان بالقضاء والقدر.. لدى المسلمين.. يعلم المسلم.. أن ما أصابه لم يكن ليخطئه.. وما أخطأه لم يكن ليصيبه.. شعاره في الحياة.. {قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} (التوبة: 51).. فلن يصيب المرء من خير أو شر إلا بتقدير المولى جل وعلا.. ولا يقع عليه إلا المقدر المكتوب من الأزل..
ضمانة الله للإنسان كافية
ففيم تدبيره والحرص والعجل
إن كنت تملك بالتدبير رزق غد
فلترتجع فائتاً من أمرك الحيل
كلا لقد أعجز التدبير ما حتمت
به الأمور فلا جد ولا خول
ثبت يقينك فيما الله قاسمه
لابد آتيك لا فوت ولا ميل
يقول الله تعالى : { مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ * لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} (الحديد:22ـ23) فما تحدث مصيبة في الأرض.. ولا في البشر إلا وهي مكتوبة مثبتة في علم الله تعالى.. من قبل أن يخلق الخلق.. وينشئ البرية.. وهي مسجلة في اللوح المحفوظ.. وإثبات ذلك سهل يسير على الله وإخبارنا من قبل الله تعالى بذلك.. كي لا نحزن على ما فاتنا من نعيم الدنيا.. ولكي لا نبطر بزهرة الدنيا الفانية..
لا يدفع المرء ما يأتي به القدر
وفي الخطوب إذا فكرت معتبر
فليس ينجي من الأقدار إن نزلت
رأي وحزم ولا خوف ولا حذر
فاستعمل الصبر في كل الأمور ولا
تجزع لشيء فعقبى صبرك الظفر
كم مسنا عسر فصرفه إلا
له عنا وولى بعده يسر
لا ييأس المرء من روح الإله فما
ييأس منه إلا عصبة كفروا
إني لأعلم أن الدهر ذو دول
وأن يوميه ذا أمن وذا خطر
وأن كل ما يصاب به المؤمن.. من شر أو مصيبة.. أو كارثة أو ضائقة.. يعتبر نعمة من الله سبحانه وتعالى.. سيثاب ويؤجر عليها.. إن صبر على المصائب والمحن وشكر على كل حال كان.. ففي الحديث الشريف عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة رضي الله عنهما أنهما سمعا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : << ما يصيب المؤمن من نصب ولا وصب ولا سقم ولا حزن حتى الهم يهمه إلا كفر الله به من سيئاته>> (سنن البيهقي الكبرى [6329] ج3 ص373).. وعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : <<لا يصيب المرء المؤمن من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا غم ولا أذى حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله عنه بها خطاياه>> (صحيح ابن حبان [2905] ج7 ص166) .. وقال ابن عباس : "ليس من أحد إلا هو يحزن ويفرح.. ولكن المؤمن يجعل مصيبته صبراً.. وغنيمته شكراً".. يعني أن المؤمن إذا عرف أن كل ما يحدث عليه.. من مصائب ونكبات.. إنما هو بقضاء الله.. استسلم لحكم الله.. فاستراح قلبه واطمأن.. وشعر بالراحة والرضى.. ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :<< عجباً لأمر المؤمن.. إن أمره كله له خير.. وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن.. إن أصابته سراء شكر فكان خير له.. وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له>> (صحيح مسلم [2999] ج4 ص2295).. وفي رواية أخرى: << عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير إن أصابته سراء شكر وإن أصابته ضراء صبر وكان خيرا له وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن >> ( صحيح ابن حبان [2896] ج7 ص155) ..
كن عن همومك معرضاً
وكل الأمور إلى القضا
وأبشر بخير عاجل
تنسى به ما قد مضى
فلرب أمر مسخط
لك في عواقبه رضا
ولربما اتسع المضيق
وربما ضاق الفضا
الله يفعل ما يشاء
فلا تكن معترضا
الله عودك الجميل فقـ
ـس على ما قد مضى
إن هذه العقيدة.. إذا رسخت في نفس الإنسان.. وقرت في ضميره.. واستكانت في عقله.. صارت المصيبة عطية.. والمحنة منحة.. والمشكلة نعمة.. فيدفع المؤمن إلى طاعة الله.. والإقبال عليه بكل ما أوتي من ذكاء وعزم وقوة.. فهو حين ينشط للعبادة.. ويتلذذ بالطاعة.. يعلم في ذلك توفيق الله تعالى وهدايته وقبوله..
لما رأيتك قاعداً مستقبلاً
أيقنت أنك للهموم قرين
فارفض بها وتعرَّ من أثوابها
إن كان عندك للقضاء يقين
ما لا يكون فلا يكون بحيلة
أبداً وما هو كائن سيكون
يسعى الذكيُّ فلا ينال بسعيه
حظاً ويحظى عاجز ومهين
سيكون ما هو كائن في وقته
وأخو الجهالة متعب محزون
إنما الغيب كتاب صانه
عن عيون الخلق رب العالمين
ليس يبدو منه للناس سوى
صفحة الحاضر حيناً بعد حين
ولقد قضى الله وقدر في هذا الكون.. أن يكون الصراع بين الحق والباطل.. وبين الإيمان والكفر.. وبين الخير والشر.. وبين الهدى والضلال.. وبين النور والظلمة.. وبين الصلاح والفجور.. منذ أبينا آدم.. إلى يومنا هذا.. وما ذلك.. إلا ليميز الله الخبيث من الطيب.. والصادق من الكاذب.. والصالح من الطالح.. والسعيد من الشقي.. والمؤمن من الكافر والمنافق.. حتى يرث الله الأرض ومن عليها.. قال تعالى : {أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ} (العنكبوت:2ـ 3) .. فلا يتم إيمان المرء حتى يؤمن بقضاء الله وقدره.. وبسبب عقيدة الإيمان بالقضاء والقدر.. لدى المسلمين.. يعلم المسلم.. أن ما أصابه لم يكن ليخطئه.. وما أخطأه لم يكن ليصيبه.. شعاره في الحياة.. {قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} (التوبة: 51).. فلن يصيب المرء من خير أو شر إلا بتقدير المولى جل وعلا.. ولا يقع عليه إلا المقدر المكتوب من الأزل..
ضمانة الله للإنسان كافية
ففيم تدبيره والحرص والعجل
إن كنت تملك بالتدبير رزق غد
فلترتجع فائتاً من أمرك الحيل
كلا لقد أعجز التدبير ما حتمت
به الأمور فلا جد ولا خول
ثبت يقينك فيما الله قاسمه
لابد آتيك لا فوت ولا ميل
يقول الله تعالى : { مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ * لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} (الحديد:22ـ23) فما تحدث مصيبة في الأرض.. ولا في البشر إلا وهي مكتوبة مثبتة في علم الله تعالى.. من قبل أن يخلق الخلق.. وينشئ البرية.. وهي مسجلة في اللوح المحفوظ.. وإثبات ذلك سهل يسير على الله وإخبارنا من قبل الله تعالى بذلك.. كي لا نحزن على ما فاتنا من نعيم الدنيا.. ولكي لا نبطر بزهرة الدنيا الفانية..
لا يدفع المرء ما يأتي به القدر
وفي الخطوب إذا فكرت معتبر
فليس ينجي من الأقدار إن نزلت
رأي وحزم ولا خوف ولا حذر
فاستعمل الصبر في كل الأمور ولا
تجزع لشيء فعقبى صبرك الظفر
كم مسنا عسر فصرفه إلا
له عنا وولى بعده يسر
لا ييأس المرء من روح الإله فما
ييأس منه إلا عصبة كفروا
إني لأعلم أن الدهر ذو دول
وأن يوميه ذا أمن وذا خطر
وأن كل ما يصاب به المؤمن.. من شر أو مصيبة.. أو كارثة أو ضائقة.. يعتبر نعمة من الله سبحانه وتعالى.. سيثاب ويؤجر عليها.. إن صبر على المصائب والمحن وشكر على كل حال كان.. ففي الحديث الشريف عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة رضي الله عنهما أنهما سمعا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : << ما يصيب المؤمن من نصب ولا وصب ولا سقم ولا حزن حتى الهم يهمه إلا كفر الله به من سيئاته>> (سنن البيهقي الكبرى [6329] ج3 ص373).. وعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : <<لا يصيب المرء المؤمن من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا غم ولا أذى حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله عنه بها خطاياه>> (صحيح ابن حبان [2905] ج7 ص166) .. وقال ابن عباس : "ليس من أحد إلا هو يحزن ويفرح.. ولكن المؤمن يجعل مصيبته صبراً.. وغنيمته شكراً".. يعني أن المؤمن إذا عرف أن كل ما يحدث عليه.. من مصائب ونكبات.. إنما هو بقضاء الله.. استسلم لحكم الله.. فاستراح قلبه واطمأن.. وشعر بالراحة والرضى.. ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :<< عجباً لأمر المؤمن.. إن أمره كله له خير.. وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن.. إن أصابته سراء شكر فكان خير له.. وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له>> (صحيح مسلم [2999] ج4 ص2295).. وفي رواية أخرى: << عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير إن أصابته سراء شكر وإن أصابته ضراء صبر وكان خيرا له وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن >> ( صحيح ابن حبان [2896] ج7 ص155) ..
كن عن همومك معرضاً
وكل الأمور إلى القضا
وأبشر بخير عاجل
تنسى به ما قد مضى
فلرب أمر مسخط
لك في عواقبه رضا
ولربما اتسع المضيق
وربما ضاق الفضا
الله يفعل ما يشاء
فلا تكن معترضا
الله عودك الجميل فقـ
ـس على ما قد مضى
إن هذه العقيدة.. إذا رسخت في نفس الإنسان.. وقرت في ضميره.. واستكانت في عقله.. صارت المصيبة عطية.. والمحنة منحة.. والمشكلة نعمة.. فيدفع المؤمن إلى طاعة الله.. والإقبال عليه بكل ما أوتي من ذكاء وعزم وقوة.. فهو حين ينشط للعبادة.. ويتلذذ بالطاعة.. يعلم في ذلك توفيق الله تعالى وهدايته وقبوله..
لما رأيتك قاعداً مستقبلاً
أيقنت أنك للهموم قرين
فارفض بها وتعرَّ من أثوابها
إن كان عندك للقضاء يقين
ما لا يكون فلا يكون بحيلة
أبداً وما هو كائن سيكون
يسعى الذكيُّ فلا ينال بسعيه
حظاً ويحظى عاجز ومهين
سيكون ما هو كائن في وقته
وأخو الجهالة متعب محزون